فِي أعقـابِ السُطور | J.JK

By _iEUNOIA

8.5K 351 422

بينَ أغنيةٍ وحنيِن، قصصٌ مُترامـية فيّ أعقـابِ السُطور. • مجموعه قِصصية خاصة بِـجيون جوُنغكوك . • الحُقوق مَ... More

01 - SOMEONE LIKE YOU
02 - YOUR EYES TELL

03 - AMARLS CAFÉ

1.3K 72 55
By _iEUNOIA


AMARLS CAFÉ - مَقهىٰ أمارلس

JEON JUNGKOOK & LEE RETA

"لا بأس إن لم تكوني أبدًا بالجِوار، فأنتِ فيّ مُخيلتي، حية جِدًا "

•••

يدونُ جيون جوُنغكوك في مُذكِراته:

إنها الرِسالة الواحدٍ وستون بعد المائة، ومازال قلبي يخفقُ بشدة كلما أكتبُ لكِ

كيفَ أصفُ لكِ حالي، وأما بعد؟
وأنتِ حالي ولا حال لي سواكِ، وأما البَعد فلا بعد لدي في بُعدكِ،

أعدُ الأيامَ وأحصيها، حينما تركتكِ بِملئ إرادتي الخائرة خلفي،

ويبدو كُل نفس أخذه كما لو أنه مضيعة للوقت، أقضي الأيامَ وتقضي عليّ، أقنعُ نفسي كذبًا بأن الحياة قد تُهديني إياكِ مرة أخرىٰ

ولا بُد مِن وجود شئ يُعكر صفو المياه، لِتصبُح كل يوم في غيابكِ أبرد فأبرد

ومُنذ آخر كلمة بيننا، بدت كلُ الكلماتِ فارغة لا وقعَ لها ولا شُعور

وكثيرًا ما أخبروني أن عليّ نزعُك مِن عقلي،
أخبريني أنتِ يا كُل عقلي؟
كيف لي ان أتخلص مِني؟

تمرُ الساعاتُ عليّ ساهرًا، أرقصُ وأراقِص طيفك، ويترردُ صوتكِ الحي في الأجواء، وضحكاتُكِ البهية حولي

أفيقُ بعدها فأجدُ الهواء خانِق، والسرير بارِد والموسيقىٰ المُحببة لكِ حزينة،

وأجدُني يومًا بعد يوم، شهرًا يليه شهر،

وحيدًا يتخللني اليأس بلاكِ.

آآهٍ يا إلهي، كم أبتغيكِ الآن بِقربي!.

-

نيويُورك | التاسِعة وقطرة أمَل.

" جاكي، لِتُطلعي العامِلين أن الدوام انتهىٰ لليوم، يبدو أن الامطار ستكون غزيرة "

بِهدوءٍ أمرت، بينما تطالِعُ الغيوم بِبدُقيتها،
تُغلفُ كوبًا مِن الشاي الساخِن بيديها، كما لو أنها تبثُ له الدفء لا تبتغيهِ منه

انحنت جاكي أمامها نصفُ إنحنائه،
وأردفت مُبتسمة :
" جزيلُ الشكر لكِ آنسه ريتا، سأُخبرهم على الحال،
ولكن ماذا عنكِ، ألن تُغادري أيضًا؟"

نفت ريتا برأسها، رفعت كوبها تحتسي القليل،
بعدها أردفت :
" لا أشعُر برغبة في الذهابِ اليوم، لعلي سأقضي الليل هُنا"

" حسنًا سيدتي، كما تُريدين"

-

تملأني الحياة بالرعبِ كلما انقضت، كالريحِ تذهبُ وتعودُ، تعودُ لتجلب لي معها الكثير مِن الخواء والقلق،

إنسانٌ يتسم بالقلق، هذه أنا
أقلقُ علىٰ الحاضِر والآتي، على ما أعرفهُ وما لا أعرفهُ
اعيشُ حياتي كُلها لأقلق، كما لو أنهُ سبب تواجدي هنا

كما لو أنني وجدتُ لأقلق،
وجدتُ ليُقتلني التفكير.

وإن أكثر ما يثيرُ القلق بِداخلي هىٰ ذاكرتي الخاوية،
كونِي أعيشُ بِلا ذكريات، لا أعرفُ لي أصلًا ولا هوية

لا أعرفُ شيئًا سِوىٰ اسمي،
' لِي ريتا ' 
وتشبيهًا لي مِن الكثير، تتهيأُ لي هيئتي وهىٰ أني انتمي لإحدىٰ دول شرق آسيا

ماذا كُنت قبلًا، الشريرُ أم الخيّر؟
الظالِم أو المظلوم؟
البريق أم الديجور؟

تبًا مِن هذه الذاكرة، التي تُملأني شعورًا بالحنين لأشياء رُبما لن أعرِفها أبدًا.

-

نيويورك | مُنتصف الليل وغيث غائِر 

تقفُ وجِذعها مائلٌ للأمام، تسهِبُ أفكارها في اللاشئ، وتداعِب أنامِلها الرقيقة كوب الشاي السابِع لهذه الليلة،

ويأتي الغيثُ ليتراقص أمامها بغزارة، ويدوي صوت الهمار دويًا في خلاءِ شوارع نيويورك،

وعلىٰ حين غرة يُعكر صوت المطر، نغمة الجرس الخاص بِباب المَقهى، ليكون قاطعًا لأفكار هذه الليلة،

التفتت حينما باغتها صوت أقدامٍ تخطو للداخل، المقهىٰ خالٍ الآن، وبفضل ذلك بدا صوت الحذاء رنانًا نوعًا ما

دخلت وأغلقت باب البلكون جيدًا، وضعت كوب الشاي علىٰ مكتبها والذي اتنهت مِنه لتوها

وخرجت لتنبه الزائر أن المقهي سبق وتم إغلاقه
أولم ينتبه للافته الموجودة!

خطت للخارج، وسرعان ما تكلمت

" سيدي، اعتذر ولكن سبق وتم وإغلاق المقهى لِهذا اليوم"

لم يأتيها رد مِنه، سريعًا ما رفعت رأسها تُناظرهُ

كان رجلًا يُناشد الأسود عُمقًا، تجتاحهُ المياه مِن كل جانب، حتىٰ وإنها تتساقط فائضةً مِن ملبسهُ

بقىٰ علىٰ حالهِ واقفًا لا يُزيح عينيه مِن عليها، يُطالعها وكأنها قارب النجاة الذي حضر في لحظة الغَرقِ الاخيرة،

توترت ريتا لهذا الموقف، ارتعشت أطرافها، كما انقبض قلبُها حينما حطت بندقيتها على خاصته،

أفزعتها هيئته، بعدها انتفضت تهرول إلي غرفة تبديل الملابس الخاصة بالعاملين

أما هو فلم يُحرك مُقلتيه حتىٰ بعد اختفائها، يحاول جاهدًا تهدئة قلبه الهائج، الذي يثور غضبًا يريدُ الخروج مِن قفصه

دقائق معدودة مرت، حتى عادت ريتا وبيديها مناشف وبعضُ الملابس

تحمحمت لتلفت باله الضائع، ثم أردفت:

" سيدي هذه بعضُ المناشف، وقليلٌ من الملابس التي وجدتها في خزانه العاملين،
يمكنك تبديلها في الحمامِ هُناك"

نظر لما بحوزتها، وآآهٍ لو تعلم كم جاهد ليُزيح عينيه مِن عليها، لم يروي شهور الشوق بعد، لم يفعل

" آآه حسنًا، أشكركِ"

ناولته ما بجعبتها، وليتها حينها ناولتهُ عناقًا يُصلح شتات عقله

وانصرف إلىٰ حيثُ أشارت له..

-

وأنتِ كما أنتِ، كما عهدكِ قلبي، تُماثِلينَ زخاتِ المطر، تأتينَ لتُزهري العالم وتبعثي الطمأنيِنة في القلوب،

أو أنكِ قمرٌ مُنفردٌ بذاتهِ،
ربما رزقهُ الله هبة المنحِ بلا مقابل،
والبسماتِ بلا تكلُف،

لا أعلم لما أتفاخرُ كثيرًا بِكلماتي، وبأنني مِن تلك الفئة الضئيلة، التي تُعبر عن مكنونها بأحرفٍ متباينة،

لأنه حين يأتي الأمر لكِ، تقفُ كلماتي وتتبعثُر حروفي، أعانِي مِن العقم اللغوي،

وانسىٰ حقيقة أني مِن تلك الفئة الضئيلة التي تُعبر عن مكنونها بأحرف مُتبايِنة..
-

لا يَذكرُ صاحبنا مِن كل الذكرىٰ سِوىٰ عينيها، وكيف بِها تأخذه حيث يُحب

بدل جوُنغكوك سريعًا ملابسه، وترك ملابسهُ المُبللَ مِنها لتحظىٰ بقليل مِن الهواء

وندمٌ يعتريه على تواجدهُ هنا، كيف له أن يتبع قلبهُ لهذا الحد!

نظر لنفسه في المرآة، خُصلاته الرطبة، عيناهُ ناعستان،

كم تائهةٌ ملامحه هذه الليلة!

سُرعان ما خرج، وقد لفحهُ دفئ يتخلل الهواء، وهذا فقط كان لأن ريتا قامت بإشعال التدفئة الذاتية للمكان

كانت قد اتخذت إحدىٰ الطاولاتِ مجلسًا لها وبيدها الشاي الخاص بِها، وأمامها كوبٌ آخر

حالما رأتهُ استقامت واقفة، تُحيط ثغرها ابتسامة رقيقة

" اعتذر لأنني لم انتبه للافته في الخارج، سأذهبُ الآن، شُكر-"

انهمرت كلماته سريعًا ولكن حالما قاطعتهُ ريتا مُتحدثة :

" أنا الآسفة هُنا، لا بأس في أن تتواجد الآن،
أيضًا حضرتُ لك كوبًا من القهوة

هدئت قليلًا ثم أضافت :

مازالت تمطر في الخارج والاجواءُ باردة، سَيُسعِدني أن تقضي الليلَ بِرفقتي. "

خيم الصمتُ علىٰ الجو، جونغكوك حائر بين البقاء والهروب،
الهروب كما يفعل دائمًا

كانت ريتا تنتظر إجابته، ولوهلة أصابها شكٌ في أنه قد يُظهر الرفض

والحقيقة كانت أنه فقط يُحارب، يحارب لأجل عينيها

" هذا لطفٌ منك، أشكركِ "

كان هذا ما اردف بِه، قبل أن يشرع بالجُلوس، مقابِلًا لها على الطاولة

لرُبما توقِف هيجانُ قلبه قليلًا، لعلهُ يسدُ فراغ الحب داخله قليلًا، قليلًا فقط

مرت دقائق، كان يحتسي فيها من قهوته بهدوء، والأخرىٰ تتناول الشاي

وقد لاحظ جونغكوك ذلك السوار الذهبي الذي يحيطُ بِمعصمها، والمنقوش عليه

' Our love will always AMARLS '

والذي لم يكن ظاهرًا لهُ، هو الجزء الاخر الذي يلامس يديها، والذي يعرف حد اليقين أنه منقوش عليه حروفه

' JJK'

لم يتركهُ فضوله ليسأل عم ما إذا كانت تتذكر، كم تمنىٰ في هذه اللحظة أن يكون جوابها إيجابًا

رفع عينيه لها، وقد باغتتهُ تلكَ الشامة الدائرية، التي تُزين جِفنها الأيمن،

كما لو أنها البدر الذي يُنيرُ ليلَ وجهها،

كانت ريتا بدورها منتظرة أن يتحدث، وكيف لهُ أن يتكلم وهو غارقٌ بوجهها، الغرق الذي يميلُ لهُ دائمًا ويستميل

أفاق من شروده بعد دقائق، حينها قام بسؤالها

"أعذريني، لكن هذا السِوار، كيفَ حصلتي عليه؟"

توترت جراءَ سؤاله، وقد لاحظ جونغكوك هذا، يعرفها حينما تقلق تتشابكُ أناملها وتتنافر

نظرت للسِوار في معصمها، ثم رفعت رأسها إليه

" أكذبُ عليك إن كنت أعلم، مرَ عمرٌ مِن حياتي لا اذكرهُ،
هذا كلُ ما تبقىٰ لي مِنه. "

وآآه من كلماتِك يا حسناء، كيف لكِ أن تعصفيني بِجملة وواحد وخمسون حرفًا!

أنهت جملتها وابتسمت، ووقع قلبي، وما أحبُ إليه مِن الوقوع جراءَ تِلك الإبتسامة

" أتمنىٰ أن تكونَ قهوتي نالت إعجابك، فلستُ بارِعة في تحضيرها لِهذا الحد "

" كيفَ تملكينَ مقهىٰ بهذه الروعة ولا تُجيدين صُنعها؟"

اتسعت ابتسامتها لسؤاله، ثم اقتربت برأسها مِنه هامسة
" وأطلِعُك سرًا أيضًا، في أني لا أحب القهوة
وهذا غريبٌ جدًا لمالكة مقهىٰ بهذه الروعة"

أعادت عليه كلماتهُ وضحكت، أعادت له قلبه وضحك،
وكان هذه هىٰ الإشارة الخضراء، لتكرار الماضي عليهِ في تلك الليلة.

-

مَقهىٰ أمارلس | الواحِدة ودقائق

لم يكن سِوىٰ وصفًا سطحيًا حينما أردت إيضاح الوقت، والأحق أن أقول إنها كانت الواحدِة ودقائق تُغلف قلبينا

ولأني كُلما أردتُ الإبتعاد، لا أجدُني سِوىٰ بِجانبكِ

حادثتني في هذه الليلة كما لو أنكِ تتذكريني، تناقشنا في كثير من الأمور،

وبالرغم مِن أني أعرف رأيكِ بها مُسبقًا، إلا أنني أردتُ سماعها مِنك مُجددًا، ومجددًا ومُجددًا بِلا ملل يعتريني ولا كلل

"أيُمكنني أن أطرح عليكَ سؤالًا ؟"

علىٰ حين غرة سألت ريتا كوك، الذي أصابته رعشه في هذا الوقت،

أومأ لها يُحثها علىٰ الإكمال

" هل صادفتك قبلًا؟،
ينتابُني شعورٌ قوي، بأنني كنت أعرفك"

كان قلبُ ريتا من ينبضُ بقوة، منذ رأتهُ للوهلة الأولىٰ وشعور عارمٌ بالأُلفة ينتابُها،
كما لو أن قلبها وجد الأحُجية الناقصة، كما لو أنهُ وجد ضالتهُ

ولم يكن سؤالًا عاديًا، وقع صداهُ شرسًا على صاحِبنا في هذه اللحظة، لم يهرب هذه المرة ولكن هربت منه الكلمات والأحرف

" رُبما"

-

مَقهىٰ أمارلس | وقلبينِ هائمين

" ما رأيُك أن نضع أغنية في الأجواء؟"

كانت هذه ريتا، والتي طرحت وضع اغنية تغيرُ الصمت قليلًا

" تبدو رائعة "
وافقها جونغكوك علىٰ الفور، واستقامت هى سريعًا لغرفة الإدارة،
دقيقتان وربما أكثر وعادت تحمل بيدها جهاز لوحي عريض، ناولتهُ لجونغكوك وجلست

"ستكون الأغنية مِن إختيارك،
بما أنك ضيفي الليلة "

نظر لها وحيرة تخللته، ماذا يختار، ومالُ تلك الليلة لا تتركُ فتيلة إلا وأشعلتها بقلبه!

نظر لِمحرك البحث أمامه، ورفع اناملهُ يكتب :
Don't you remember?

كانت هذهِ إحدىٰ أغانيها المُفضلة، وداعبتهُ ذكرىٰ كانت بينهُما حينَ سألتهُ
" أستنسىٰ حُبنا يومًا؟"،
" كيفَ ينسىٰ القلبُ من يسكنُ الروح، ري؟"

وحالما ضغطَ علىٰ مُراده، صدع صوت آديل يملأُ المكان،

عقدت ريتا ما بين حاجبيها، كيف تُداعبها الموسيقىٰ كما لو انها طِفلتُها؟!

وحينها استغل جونغكوك الفُرصة،
" هلا تُشاركيني هذه الرقصة؟"

رفعت بندقيتها تُقابل خاصته، وذات الشعور عاد ليتفاقم داخِلها

لا تدري لما أقدمت علىٰ هذه الخطوة، وإذا كانت هىٰ مَن أقدم عليها أم لا

ولكنها فقط وضعت يديها بين خاصته المطروحة أمامها، واستقامت تدمجُ قلبها بلا شعور منها معهُ

بدأت أديل، تغني، واقترب جوُنغكوك مِن ريتا، هذا القُرب الذي لم ينساه قلبهُ قط

وكان لِقلبها ردُ فعل قوي، حيثُ بدأ يضربُ صدرها بِقوة

حاوط جونغكوك ذراعهُ الايسر بِخصرها، يُقربها منهُ،  ويُحبها بِلمساته

وبادت الكلمات كما لو أن ريتا القديمة عادت، وها هي تُحاورهُ بِعتاب

♪U left with no goodbye, not a single word was said

رحلتَ بِدون وداع، ولا كلمة واحدة قِيلت

No final kiss to seal anything

ولا قُبلة أخيرة لختم أي شئ ♪

وعادت الكلمات تقف بصف جونغكوك، كما لو أنه يُحاور ريتا الجديدة، ويستدعي ذاكِرتها المفقودة

♪I had no idea of the state we were in

لا يوجد لدي أي فكرة عن الحالة التي نعيشُها الآن

I know i have a fickle heart and a bitterness

أعرفُ أن لدي قلبٌ متقلب ومرارة

And a wandering eye and a heaviness in my head

وعينٌ حائرة وثقلٌ برأسي ♪

وفي هذه اللحظة نظر جونغكوك عميقًا بعينيها، علها تدري أن هذه الكلمات لها، علّ قلبُها يتذكره ولو طيفًا

♪But Don't u remember, don't you remember?

لكن ألا تتذكر؟، ألا تتذكر

The reason you have love me before

سبب حُبك لي مِن قبل

Baby, Please remember me once more

حُبي أرجوك تذكرني مرة أخرىٰ ♪

في تلك اللحظة وبعد هذا المقطع تحديدًا، انفجر شئٌ ما بِعقل ريتا، بات قلبُها ينبضُ بوتيرة أسرع وأطرافُها ترتعشُ بصورة كبيرة

نظرت لجونغكوك والذي كان هائمًا في عينيها،
كما لو أنه لن يكون هناك غدًا،
كما لو أنه لن يوجد هناك مرة مُقبلة،
كما لو أن كل شئ بِلا عينيها ظلامٌ رهيب،

عقلُها بات مشوشًا، حضرت صورًا كثيرة تمر سريعًا علىٰ عقلها

كما لو أنها في ماراثون، لم تستطع التركيز واختلت حركة جسدها بين يدي جوُنغكوك

رفعت يديها تضعها على صدره، وبِقوة ابعدتهُ عنها

هربت هىٰ منه هذه المرة، دخلت غرفة المكتب الخاصة بِها وأغلقت الباب خلفها

وتركت جونغكوك غير مدرك للأمر توًا، وتركت آديل تختم أغنيتها

♪When was the last time u thought of me?

متىٰ كانت آخر مرة فكرت في؟

Or have u completely erased me from your memory?

أو هل محوتني تمامًا مِن ذاكرتك؟ ♪

هرع جونغكوك خلفها، ولكنَ الآوان قد فات، طرق الباب عِدة مرات حتى أنتابهُ الغضب
ليس مِنها ولكن مِن نفسه،
كانت بأمان، كانت جيدة بعيدًا عنه
لم يكن له أبدًا أن يقتحم حياتها الجديدة بهذا الشكل.

" أنا أسف، ريتا".

وكيف لغريبٍ زار مكاني لِلمرة الأولىٰ، شاركني ليلة تبكِي فيها السماء، وكوب قهوة،
أن يعلم اسمي بلا أن اطلعهُ عليه أنا!

-

مَقهىٰ أمارلس | بعد يومين مِن المساءِ الباكِ

لم تذهب ريتا للمقهىٰ بعد تلك الليلة، قررت أن تتناسىٰ ما حدث، وأن تبعد قليلًا خشية أن يزورها هذا الغريبُ مرة أُخرىٰ

وبالنسبة لصاحِبنا كان يأتي كل يوم مِن الصباح، يجلس داخل عربتهُ أسفل المقهىٰ

لعلها تأتي ولو ثانية، لعله يرىٰ طيفها الذي اختفىٰ مِنذ هذه الليلة

-

أشرقت شمس اليوم الثالث، والذي قررت فيه ريتا الذهاب للمقهى

استيقظت باكرًا، أعدت فطورها وملابسها لهذا اليوم،
وذهبت للإستحمام

ولكن مع قطرات المياه التي تنسابُ فوقها، كانت تنسابُ ذات الصور مُجددًا في عقلها

ذات السرعة العالية التي تجعلُها تفقد التركيز، والأغرب أن جونغكوك متواجِدٌ في كثير منها!

أتعرفهُ قبلاً؟

-

مَقهى أمارلس | الثامِنة وشَمسُ الذِكرىٰ

كانت ريتا تجلس على مكتبها، وتحيط أناملها كأس الشاي كعادتها

بينما جونغكوك، لم يأتي اليوم، فقد بدأ يعتريهِ اليأس مرة أخرىٰ

طُرق بابُ مكتبها عدة مرات وكان الطارق جاكي، سمحت لها ريتا بالدخول

وحالما خطت جاكي لِداخل الغرفة، لاحظت ريتا أنها تحمل ملابس سوداء بيديها والتي علمت صاحبها مِن اللحظة الأولىٰ

" آنستي، وجدنا هذه الملابس في حمام الرجال قبل يومين، انتظرتكِ لتأتي حتى أخبركِ عنها"

توترت ريتا، وعادت أناملها تتشابكُ وتتنافر، حاولت استجماع شجاعتها، ثم أردفت

" ضعيها علىٰ هذه الأريكة، شكرًا لكِ"

أشارت ريتا على الأريكة المتواجدة بجانب الباب، أومأت بعدها جاكي، ووضعتهم بالفعل، ثُم أنصرفت

نظرت لهم ريتا، وشعور جديد بدأ يتسربُ داخلها، استقامت ناحيتهم

وبدأت تتحسسهم بيدها، سُرعان ما ضربها رائحة عطره القوية

اتعمد وضع الكثير ليؤثر عليها؟ أم أن العطر نفاذٌ وآخاذٌ جدًا؟

هذا العطر الذي خالج حواسها في رقصتهم سويًا

ابتسمت بينما تتذكر، كم كانت ليلة حُلوة، ولكن تلاشت ابتسامتها حالما تذكرت أنه كان يعرف اسمها، أن هناك خيطًا في هذه الليلة لم تتحسسهُ بعد

كان بين يديها الجاكيت الخاص به، وبِلا سابق إنذار وقع مِنه دفتر صغير

انحنت تأخذه لِتعيده، ولكن لفت انتباهُها الكِتابة الموجودة علىٰ غُلافه

' Our Note '
J.JK & LE.R

كان فضولها سيّد الموقف، وبالفعل سيطر عليها توتر كبير

أخذت نفسًا عميقًا، ثم فتحتها، كانت أوراقها مازالت رطبة

جذبها تِلك العبارة المتواجدة في الصفحة

"تلكَ الكلمات لكِ، هذا ما نَحنُ عليه، لذلك يكون حُبنا دائمًا كزهرتكِ المُفضلة، أمارلِس "

-

نيوريورك | قبل تسعة أشهُر

نخبَ الحياة، لأن الحُب يُحييها،

كالعيدِ بعد أعوامٍ مِن الصيام، كقطرة الغيث في صحراء جَرداء، هو الحُب

إنه قِطعة الأُحجِية الأخيرة التِي بِها تَكتملُ حياتُنا، مهما كانت الوِحدة ملاذَ الكثيرين، أو كان
الإنعِزال مَبلغ الراحة،
فللحُب الانِتصارُ والفوزُ الأخير،

كِلانا احتاج بعضهُ البعض،
همساتُ الحُب في عينيكِ تُناديني، وخمول الوحدة في جسدي يبتغيكِ،

أدركنا في تلكَ اللحظة مِن حياتِنا، أننا نُكملُ بعضنا،
أنَ لا أحد يقدِر علي إكمال الطريقِ بِدون الأخر، وأن إختلافُنا هو ما يُميِزُنا ،

عاهدنا بعضِنا البعض أنه لن يكونَ قادِرًا علىٰ تفريقِنا في العالم سوىٰ الموت

وفىّ الحياة الأُخرىٰ سنتمردُ ونَثور
وسنكونُ معًا ..

"ري!، انتظركِ مُنذ نصف ساعة،
ما بالُ هذا التأخير؟"

نطق كلماتهُ غاضبًا، ولكن سُرعان ما تلاشىٰ كل هذا حينما وجدها أمامهُ

ترتدي فستانًا سماويّ اللون، تاركة شعرها القصير حرًا وبيدها حقيبة بيضاء صغيرة اللون تتماشىٰ مع لون حذائها الأرضِي

" آآهٍ حقًا هذه المرة، لِتكفي عن كونكِ ملائكية ليوم واحد!، يوم واحدٌ على الاقل،
أ يعجبكِ أن يقرع قلبي الطبول علىٰ الدوام؟"

انهىٰ كلماتهُ، وابتسمت وهرع لعناقها كما يفعلُ دائمًا، قصيرة جدًا هي بالنسبة لهُ، مما يجعلهُ ينحني ليصل لها

يُغلفها بدفئه وتغلفه بِعطرها الذي يشتهي

" هيا كوكي، أريد أن أرىٰ ما حضرته لي اليوم "

أطال عناقه كما يفعل علىٰ الدوام، وحضرت بِكلماتها،
تذمر وتأفف، فعادته منذ أن تُحطيه بيديها لا يريدُ الخروج أبدًا،

" حسنًا حسنًا، قليلًا بعد"

-

"هيا اختاري الجملة التي سيتم نقشها علىٰ سِوارينا"

كان هذا جونغكوك والتي تقف ريتا بجانبه، في محل مُخصص للمشغولات الذهبية

" امم،
ما رأيك ب
Our love will always AMARLS?"

عقد جونغكوك حاجبيه بِعدم فهم، ثم أردف

"أمارلس؟ اليست تلكَ زهرتك المفضلة، لماذا لا أفهم معناها؟ "

ضحكت ريتا بخفة ثم أجابته

" أمارلس نعم هى زهرتي المُفضلة، وهى زهرة بِمعنى يتألق، لذلك ستكون ترجمة الجُملة
سوف يتألق حُبنا دائمًا،
كَكلمة مُبهمة لا يفقه معناها سِونا، كوك"

ابتسم جونغكوك، وانحنى يُقبل عينيها اليُمنىٰ حيث الشامة التي يُحب

اتفق مع الصائغ أن يقوم بنقش الجملة في سوارين مُتشابِهين، وبظهر كُل سِوار يُكتب حرف الاخر

مُنذ ذلك اليوم وهذا السوار بيد ريتا، وأيضًا السوار الآخر بيد جونغكوك،

ومنذُ ذلك اليوم ومازال حُبهم يتألقُ دائمًا.

وهكذا أنقضت الأيام بينَ الحُب والخلاف والكثير من الشوق،

لم يكونا شخصين عادين واقعين بالحُب، بل كانا عاشقين حدَ الثمالة،

لم يشهدُ البشر علىٰ حُبِهما، قدر ما شهدت السماء والأمطار، أوراقُ الأشجار، صالات السينما، ونغماتُ المُوسيقىٰ،
الطيور المُهاجرة،
وكؤوس الشاي، والكُتب والأقلام..

أعطت ريتا كُل ذرة حبٍ تبقت بِداخلها، أحبت جونغكوك بِكل قِواها القلبية،
وهبت لهُ قطعًا مِن روحِها وزينتها بِقبلاتٍ ممنونة،

ولم يكن جونغكوك سِوىٰ خير شريك، أحاط كُل تفصيلة مِنها بِحبه، غمرها بالكثير مِن الحب،
حتىٰ فاض مِن قلبها، فصارت توزِعه علىٰ الوحيدين

-

ولكن السعادة شئ لا يدوم، بل تأخذنا الحياة في رحلات ومغامرات، تُخبِطُنا بِجهنم الأيام، وتقلبِ موازينَ الأحلام

بعد مُرورِ خمسة أشهر

بِداية سبتمبر، يومُ مولِد نصفها الآخر،

بِكل تأكيد لم تنسىٰ ريتا هذا اليوم، بل وقامت بالتخطيط قبلها لِجعلهِ يومٌ لا يُنسىٰ

كانت بِداخل متجرٍ يبيع ساعاتٍ كما يُفضلها جونغكوك، محتارة بينهما، وأيهما تختار
إلا انها بالنهاية، بائت قراراتها باللون الأسود كما يُفضله هو

حثت البائع أن يُغلفها بِحب، ووقفت تنتظره أن ينتهي، إلا أن اتصالًا من جونغكوك قد قاطعها، لم تعلم بِماذا تُجيب عليه، حينما سألها عن مكانها،

ولكنها أخبرته أنها كانت تشتري شيئًا مُهمًا فقط، لم يعقب هو بأكثر من ذلك، ولكنه أخبرها أنه سيأتي لأخذها، فوافقت علىٰ إضطرار

وضعت الهدية جيدًا بحقيبتها لكي لا يراها جونغكوك، بالطبع لن تسمح ليوم كهذا أن ينتهي سريعًا بكشفه خِطتها

خطت بقدميها خارج المول، وكان هو يقف بإنتظارها علىٰ الجانب، لوحت له وابتسامتها تزداد

وكانت هذه هىٰ اللحظة التي تدخل فيها القدر، وقعت الإبتسامات، وبكت كُل الضحكات، تلونت السماء بلونه المفضل، وصارت الموسيقىٰ صماء

حينما وجد جسدها يتطاير بفعل عربة مُسرعة، دمائها منتشرة بِكل مكان، وجسدها مُلقًا لا حول له لا وقوة بِمنتصف الطريق،

لا يذكر مِن هذا أيُ شئ، إلا أنها لم تكن تُجيب عليه، لم تبتسم، ولم تعتلي الحمرة خديها حين ضمها اليه يصرخ،

لما لم تهدئه كما عادتها، لما لم تخبره أنها بِخير وأنه دائمًا ما يبالغُ بالقلق عليها

لا يتذكر إلا حينما خرج الطبيب بعد سبع ساعات مِن غرفة العمليات، ورأسهُ مطأطأ للأسفل

" المريضة بِخير، ولكن الضرر كبير جدًا في منطقة الدماغ لديها، وعلىٰ الارجح أنها أصيبت بِفقدان ذاكرة دائم، سنعلم حين تستيقظ"

كأن العالم في تلك اللحظة إنهارت مِن حوله، كأن الارض والسماء أصبحا شيئًا واحدًا

هدء نفسه كذبًا بأنه لابأس، وأنه سيصنعُ لها ذكريات جديدة، سيبني هذه المرة أسوارًا منيعة ضد الفقدان

مر يوم كامل، وريتا نائمة بالفراش، تأبىٰ الاستيقاظ، كما لو أن النوم هرب من عيني جونغكوك لِيحط علىٰ عينيها

استقام يجلب لنفسه بعض القهوة، لا يجب أن يفوت أي لحظة، لا يجبُ عليه النوم هذه الأيام

وحين عودته، فتح الباب بِهدوء لكي لا يُزعجها، ولكن جسده تصلب مكانه، لم يعد قادِرًا على الحراك

كان الطبيب يحاول التحدث إليها، ويطرح عليها بعضُ الاسئلة كمن أنتِ وفي أي عامٍ نحن،
وكانت إجابتها الاولىٰ والوحيدة هىٰ :
لا اعرف.

افاقهُ مِن شروده في هذه اللحظة، بعض العَبرات الدافئة التي لامست أنامله، نكس رأسهُ للأسفل يُخفي عيناه، وجر أقدام الخيبة وخرج يغلقُ الباب خلفه..

" كان توقعنا صحيح،
بالفعل الآنسة ريتا تُعاني مِن فقدان ذاكرة دائم، هذا النوع مِن الإصابة، عليه أن يبتعد تمامًا عما يعلقهُ بالماضي،
أقل اقترابٍ مِن هوامش الماضي قد يُسبب انتكاسة للدماغ، ويترتبُ عليه دخولها في غيبوبة وبالطبع التأثيرُ بالسلبِ عليها "

بالكاد جونغكوك استطاع تجميع بعض الكلمات، ليسأله عما إذا كانت ذاكرتها ستعود يومًا

" إنها حالاتٌ نادرة جدًا، تحدث فيها أن تعود الذاكرة  لصاحبها مرة اخرىٰ، وفي حالة عودتها تكون مشوشة وسريعة الانسياب،

صمت الطبيب قليلًا ثُم أكمل

يؤسفني ان أقول هذا سيد جيون، ولكن لا يجب عليك التواجد بجوار الانسة ريتا، عليك أن تتناساها لتستطيع هىٰ البدء بحياة جديدة"

لم يَكن لديهِ خيار آخر، أو بالآحرىٰ أنه علىٰ الأقل لم يُعطي لنفسهُ فرصة المُواجهة، بل هربَ مِن المعركِة الأولىٰ ، هرب لانه كان خائفًا..

وإن كان قد قرر الهروب، فلم يُطاوعه قلبه هذه المرة، فقد أبىٰ التخلي وأبىٰ الذهاب،
ظل موجودًا علىٰ الدوام، يُلممُ بقايا الذكريات مِن كل مكان، ويجعلها نار الأشواق تحرقُ صاحِبه

أتخذ جونغكوك من هذا الدفتر الذي أهدتهُ إياه ريتا، في ذكرىٰ حُبهم الأخير، مكان ليُخرج فيه كل يومٍ ما بِجعبتهُ،

ليُحادثها فيه كما لو أنها امامهُ،
ويغازِلها ويُحبها كما لو أنها تذكره،

ويعيدُ فيه كل ليلة ذكرىٰ لهم لا ينساها،
يخطُ فيه كل تفصيلة حنين تقتلهُ، وكل همسة حبٍ همستهُ له شفتاها،

وكلماتُ الأغاني التي تُفضل،
وتقاسيم وجهها التي يُحب،

بهذا الدفتر البسيط، حافظ جونغكوك على وعدهِ لها وبأن يتذكرها على الدوام، ويجعلها حية تتراقص بداخله،

بِهذا الدفتر البسيط، جعل جونغكوك حبهم يتألقُ دائمًا.

-

مَقهىٰ أمارلِس | عودة إلىٰ الحاضر

ومَن ذا الذي لا يعرفُ ريتا؟

وآآهٍ مِن عيون ريتا

ومَن ذا الذي لا يعرفُ ريتا؟

وآآهٍ مِن شاماتِ ريتا

لم يكن جمالهُا هائل الجمال

وذلك لريتا كان عاديًا

لأن ريتا كانت فنًا

والفنُ ليس بالضرورة أن يكون جميلًا

ولكن بالضرورة أن يُحرك أعماقك

وآآهٍ مِن عيون ريتا

تضربُ الأمواج بأعماقي

سئِمتُ العَالم يا ريتَا ،

خبئيني بِداخِلكِ

بينَ ثنايا روحُكِ،

وتقاسيمِ وجهكِ

خبئْيني،

بينكِ وبين نفسكِ،

خبئْيني،

بينَ دواخِل تامُورِك،

خبئْيني

لعل نبضات قلبِكِ،

تُخففُ حِدة إرتجافِي،

ولابأس يا صغيرة،

إن لم تكوني أبدًا بالجِوار

فأنتِ في مُخيلتي،

حية جِدًا.

كانت تلك الكلمات الأخيرة التي خطاها جونغكوك في مذكراته، ولكنها لم تكن العَبرة الأخيرة التي ذرفتها ريتا بينما تقرأ ما دونه،

لم تكن تعي أبدًا، أن هُناك شخصًا واحدًا فقط، قد يحملُ لها هذا الكم المهولُ مِن الحُب،

بدت الآن جميع نظراتهِ السابقة لها واضحة، وجميعِ لمساته واضحة، حتى الذكريات التي تمر بداخل عقلها الآن واضحة،

كادت أن تُغلق الدفتر إلا أن استوقفها هذا الشئ في نهايته، فتحت الغلاف الخارجي،

ولم يكن هناك سِوىٰ هذا السِوار مِن الذكرىٰ الخاصة بِهم وحينما قلبتهُ وجدت حُروفها بالفعل منقوشة داخله
LER

ضحكة صغيرة ظهرت وسط دموعها، ضحكة سامحتهُ قبل اعتذاره، واحبته قبل أن تُقابله

لم تتذكرهُ بشكل كُلي بعد، لكنها تتذكر شعورها معه، ذلك الشعور الذي بدا مألوفًا جدًا في وجوده

ذلك الشعور الذي سيجعلها تسعىٰ ليحيىٰ بداخلها ثانية.

استقامت سريعًا محتنضة دفتره جيدًا إلىٰ قلبها، لا تعلمُ تحديدًا أين ستذهب،
لكنها تريده، ستحاول جاهدة أن تبحث عنه، عل القدر يُهديهِ لها

تذكرت كلماته عن هذا المكان الذي كانا يلوذان إليه كلما ضاقت بِهما الأيام،
حركت مُفتاح سيارتها وانطلقت، كما انطلقت معها دموع السماء

حاولت جاهِدة أن تجمع صورة لذلك المكان، وبرغم جهلها عنه بشكل نسبي،

ومحاولتها الكثيرة التي تاخذها لمكان آخر، إلا أنها في النهاية وصلت

كانت حديقة صغيرة، تطلُ علىٰ النهر، لم يكن زوارُها كُثر وذلك ما جعلها مُحببة إليهما

حركت رأسها يمينًا ويسارًا بحثًا عنه، قبل خروجها من السيارة،

كانت الأمطار شديدة، وأصوات الريح مُدوية، ولكنها سُرعان ما رأت شخصًا يقف علىٰ مسافة ليست بكبيرة مِنها بينما يحمل مظلتهُ، والغيثُ حوله من كل مكان

نزلت من سيارتها، ولسوء الحظِ أو حُسنه، نسيت مظلتها

هرعت سريعًا نحوه، ذلك الذي يقف يُصلبهُ الحزن، ويتكئ بِظهره علىٰ حبٍ ظنه ماضٍ

لم تكن السماء وحدها من تبكِ، بل كانت تتنافس مع دموع ريتا

" كفانا هربًا لهذه الحياة، جونغكوك"

التفت فزعًا لهذا الصوت، اتسعت حدقتيه لما يراهُ أمامه ، كما عهدها هشة للغاية و تدعي القوة، عَبراتها تعاكس قوة ألفاظِها

أكملت حديثها ودموعها تُخالِطه،

" أنا أراك معي، في قليل مِن الذكريات المُشوشة داخل عقلي،
ولكن قلبي يتذكرك جيدًا، هذا الشعور الذي يولد معك أنا اتذكره،

مسحت دموعها بقوة، وقد تسربت مياه الامطار لكل خلية بِجسدها

لنصنع ذكريات جديدة سويًا، لنكن معًا مرة أخرىٰ، لندع حُبنا يتألق معًا، ول-"

في هذه الأثناء قاطعها جونغكوك بِعناق حار، عناق لطالما ابغتاهُ كثيرًا، عناقًا ينفض بِه شهور الشوق مِن اكتافِه

ظل علىٰ حالته طويلًا، يرددُ فقط كلمة أسف، بينما ريتا تختبئ كليًا داخله، كما لو أنهما إندمجا سويًا، أصبحا شخصًا واحد بِقلبين مُلتحمين

" لِنفعل هذا، ري."

وأخيرًا ما تكلمت ريتا، بعد صمت عزفته عبراتِها المُغتمة، وها هىٰ تختم حكايتِهما بِنهاية لم يتوقعها أيٌ مِنهم،

ولم يظنا يومًا أن القدر قد ينظر إليهما بعين الرحمة قَط

" لن يَسمح لك قلبي بالذهاب ثانية، جونغكوك".

لم يُجيبها، وإنما فصل العناق بِهدوء، يُطالع بندقيتها الأحب، وشامتهُ المُفضلة

نظر مُطولًا داخلهما، كما لو أنه يأخذ الإذن، حيث انحنىٰ إلىٰ شفتيها يستميلهُما بِقبلة يروي بِها صيام الشوق، ويحتفلُ بِها بعيد اللِقاء

يعدُها ذاتيًا، أنه سيُحبها مُجددًا ومُجددًا، كأنه مراهِقٌ يكتشفُ الحب للمرة الأولىٰ فيهبُ حواسه الخمسة وروحهُ الوحيدة

وأن هذا الحُب مهما مرَ عليه مِن الدَهر،
سيظلُ متألقًا مُنيرًا وسط فضاء الحُب الذي لا نهاية لهُ ولا بداية .

•••

يا من توهمَ أني لستُ أذكره
والله يعلم أني لستُ أنساهُ
إن غاب عني فإن الروحَ مسكنهُ
من يسكنُ الروح كيفَ القلبُ ينساه؟

- المُتنبي.

THE END.

شخصية وتفاصيل ريتا مُقتبسة مِن كائن نوارني يشارِكنا ذات الهواء، شخصٌ أحبهُ كثيرًا وعلىٰ الدوام.

أمنياتي أن يكون البارت عجبكم قد ما تعبت عليه، ولانه يُعتبر أطول بارت أكتبه في حياتي،

إلىٰ اللِقاء في قصة أخرىٰ ♥️

-دُمتم بِخير ♡︎.

Continue Reading

You'll Also Like

3.5K 330 3
- 𝐒𝐋𝐎𝐖 𝐔𝐏𝐃𝐀𝐓𝐄𝐒 - ❝ kiss me. ❞ ❝ i'd rather die. ❞ ❝ it's the middle of the night, what are you doing? ❞ ❝ i smell snow. ❞ ~ ~...
531K 8K 32
Rajveer is not in love with Prachi and wants to take revenge from her . He knows she is a virgin and is very peculiar that nobody touches her. Prachi...
1.4M 121K 43
✫ 𝐁𝐨𝐨𝐤 𝐎𝐧𝐞 𝐈𝐧 𝐑𝐚𝐭𝐡𝐨𝐫𝐞 𝐆𝐞𝐧'𝐬 𝐋𝐨𝐯𝐞 𝐒𝐚𝐠𝐚 𝐒𝐞𝐫𝐢𝐞𝐬 ⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎ She is shy He is outspoken She is clumsy He is graceful...
4.3M 268K 102
What will happen when an innocent girl gets trapped in the clutches of a devil mafia? This is the story of Rishabh and Anokhi. Anokhi's life is as...