-الأَلَمْ العَمِيقْ يَجعَلُنا أَرُستُقراطِيين ..
نَعتَزِل النَاسْ .
-نيتشه
2021/4/22
8:17pm
خرجا من المشفى ولم ينطق احدهما بشيء بعد خروجهما .. جونغكوك حزين للغاية ويستمر بالنظر لها وهما يمشيان في الشارع .. جاندي كانت صامتة وتنظر بفراغ نحو الأرض .. فجأة توقفت وتوقف كوك معها ونظرت نحوه .
-جونغكوك ..
-أ..أجل ؟ ..
أردف بتوتر .
-لنذهب لمقهى ياكسوك ..
أردفت وأتجهت إلى سيارة جونغكوك وتدخل بدون أضافة أي شيء أخر بعد أن فتح الباب لها ..
*
8:30pm
مقهى ياكسوك
-أريد كعكة شوكلاته مع هوت جوكلت ..
-لحظة جاندي .. كعكة شوكلاته وهوت جوكلت ؟ .. لكن ماذا عن حساسيتك ؟
-رجاءً أسرعي ..
تجاهلته تماماً .. هي لن تهتم ..
ولعل أحد طرقها للتخلص من حزنها هو أيذاء نفسها .. وكانت هذه أسرع طريقة ..ذهبت روزي بتردد وأحظرت كعكة شوكلاته وبعدها أحظرت الهوت شوكلت وقدمته لها ..
أخذت قضمة صغيرة ولم يحدث شيء .. تناولت قضمة ثانية وشعرت برغبة بالسعال .. لكن حاولت قمعها .. أرتشفت كوب الهوت جوكلت وخرج سعال خافت حاولت كتمه ..
كانت على وشك تناول قضمة أخرى لكن جونغكوك أمسك بيدها
-أرجوكِ توقفي ..
أردف وتخللت عيناه بعض الدموع ..
بدأت بالسعال بقوة قبل ان تترك الشوكة وتخرج بسرعة مُتجهة إلى منزلها .. دخلت إلى غرفتها ترسل له رسالة تخبره فيها بأنها عادت إلى المنزل .. أقفلت الهاتف وأستلقت على سريرها تنظر نحو السقف ..
سعلت بقوة وبدون توقف حتى أصبحت عيناها حمراء .. ذهبت إلى المطبخ وأخذت حبوب مهدئة مع كوب كبير من الماء .
كانت تتألم حقاً .. منذ فترة طويلة لكن تحت قناع القوة ..
عادت إلى غرفتها ووقفت أمام المرآة .. نظرت نحو نفسها .. هي تعلم بأنها ليست بخير بعد الآن .. لذلك .. عليها أستعادة نفسها .. لن تدع شخص يراها وهي هكذا ..
*
جونغكوك
دفعت الحساب قبل أن أحاول اللحاق بهالفيتي .. وصلت أمام منزلها ووصلتني رسالة منها تقول أنها بخير ووصلت إلى المنزل ..
رننت الجرس لكن يبدوا بأنها أطفأته .. أتصلت عليها لكن هاتفها مغلق .. قلقت حقاً .. لا أعلم حتى إذا كانت حساسيتها خطرة .. هل ستكون بخير حقاً .. ما الذي اقوله ؟؟ .. بالتأكيد لا ! .. بقيت لفترة أمام منزلها .. لكن لا أثر لها .. رحلت عندما رأيت الأضواء تنطفئ ..
*
2021/4/23
8:49
ارسل لها الكثير من الرسائل وحاول الأتصال بها لكن هاتفها مازال مغلق .. أستسلم ودخل إلى حمامه ليأخذ حماماً ساخناً بعد أن أخبر جيمين وتاي بما حصل .. كان الجميع مصعوقاً .. لم تعلم الشركة الخاصة بها بعد .. ولم يعلم المعجبون أيضاً .
خرج من حمامه بعد نصف ساعة .. وجد رسالة منها جعلته يركض بسرعة إلى منزلها بعد أن بدل ملابسه لأي شيء وجده أمامه ..
هالفيتي : مرحباً جونغكوك .. تعال إلى منزلي وأدخل .. رمز الدخول "970901"
*
أدخل الرمز بسرعة ودخل يصرخ بأسمها .. لكن البيت كان هادءاً ..
أرسل لها رسالة فوراً ..
جونغكوك : أين انتي ؟!
هالفيتي : أدخل إلى غرفة الرسم الخاصة بي .
أسرع في الدخول إلى غرفة الرسم ليتفاجأ من اللوحات التي تحمل تفاصيله وملامحه والتي كانت مرتبة في الغرفة .. الكثير من اللوحات بأحجام مختلفة ..
أضطرب تنفسه ونظر نحو الطاولة الموجودة في المنتصف .. كان عليها كوب من القهوة وتحته ظرف ..
أسرع في حمله وقراءته ..
(لا أعلم ماذا أقول مرحباً أم وداعاً ..
كان الأختيار صعباً لكن سوف أختار مرحباً ..
على الأغلب أنت رأيت اللوحات الآن .. كانت هذه اللوحات حصيلة حب دام ثمان سنوات .. الكاتب يصف مشاعره بكتاباته .. لكن وبما أنني رسامة لقد وصفت مشاعري من خلال لوحاتي ..
أردت أن أشكرك على الزهور .. أعلم بأنك من أرسل زهور الهالفيتي إلى المشفى بصفتك أحد المعجبين .. صدمت حين رأيتها فأنا بحثت عنها كثيراً لكن لم أجدها .. وأيضاً أعلم لما لم تعطيني أياها مباشرةً .. ربما لأن الزهور السوداء تعني نهاية العلاقة ؟ .. لكن ما كنت لأفكر هكذا .. ربما ..
وعن كيف عرفت أنها منك فأنا أعرف خط يدك أيهاً الذكي المغفل .. وأيضاً .. أنا اعرف خطأك الأملائي المعتاد .. انها (from) وليست (frome) أقولها للمرة الألف ..
جونغكوك .. سوف أختفي لفترة لا أسطيع تحديدها .. ولست مضطراً لأنتظاري ..
لكن تأكد من أنني سوف أقرأ رسائلك لكن لن أرد على الأغلب ..
هذه فرصتك .. إذا غيرت رأيك في موضوع الأرتباط بي يمكنك الأنسحاب وأعدك بأنني إذا رأيتك سوف أمثل أنني لا أعرفك .. في النهاية لست فتاة يرغب الجميع بالأرتباط بها .. ولست فتاة يسهل التعامل معها وأنت تعلم بهذا .. لكن .. إذا كنت تريدني حقاً فالتنتظر .. أيام أو شهور .. أو حتى سنوات .. وداعاً الآن .. كلا .. أنا حقاً أريد أن أقول إلى اللقاء بدون أن أنهي الرسالة بنقطة .. أريدها أن تنتهي بنقطتين أو ثلاث .. دلالة وجود تكملة .. إلى اللقاء .. )
تنهد وسط بكائه .. هي تعذبه بالأشتياق .. لكن إلى متى ...؟
*
ركبت طائرتها أخيراً وها هي تجلس على مقعدها بجانب النافذة وتنظر نحو الأرض التي تبتعد شيء فشيء ..
*
2021/4/27
10:57pm
فتحت عيناها بنعاس لتنظر نحو السقف الغير مألوف بالنسبة لها .. او علينا القول .. هي لم تعتد عليه بعد .. أعادت أغلاق عينيها بقوة تعتصرهما ثم مدت يدها إلى الطاولة بقرب السرير لتلتقط نظارتها وترتديها .. حملت هاتفها لتقلب به بينما هي مازالت مستلقية على السرير .. فتحت شبكة الوايفاي وأغلاقها وضع الطيران الذي نسيت أغلاقه البارحة ليلاً بسبب تعبها ..
دام سفرها طويلاً .. مرت ثلاث أيام وهي في الطريق .. من كوريا الجنوبية .. إلى فلوريدا وبينهما عدد من الأستراحات في العديد من الدول .. قابلتها فوراً رسائل كوك ورسائل من جيمين وتاي .. لكن تركيزها على جونغكوك ..
جونغكوك : كانت اللوحات رائعة .. لا أعرف كيف اصف رؤيتي لها .. كان شيء أكبر من أن أصفه .. كان أقرب إلى الخيال .. لم أعلم أنكِ أحببتيني طويلاً .. مثلما أنا فعلت ..
جونغكوك : لقد أحسنتِ وصف مشاعرك ..
جونغكوك : بالنسبة للزهور .. فقط أردتها أن تكون سرية .. والسبب .. لقد قلتيه أنتِ .. لكن يبدو أنني لم أنجح .. أعدك سوف أحاول التركيز لكي لا أكتبها بشكل خاطئ مرة أخرى ..
جونغكوك : سوف أرسل لك العديد من الرسائل .. سوف أعد الأيام .. سوف أتكلم على أمل أنكِ تقرأين ..
جونغكوك : لن أغير رأيي في الأرتباط بكِ .. لن أنسحب .. لن أدعك تتجاهليني .. أنتِ فتاة أنا أرغب في الأرتباط بها .. وأنا سوف أحاول التعامل معك بكل الطُرُق .. أنا أريدك حقاً وسوف أنتظر .. أيام كانت أو شهور .. أو حتى سنوات ..
جونغكوك : إلى اللقاء ..
أرتسمت أبتسامة باهتة على شفتيها وأعادت قراءة الرسائل مرة أخرى ترغب أن يستمر هذا الشعور طويلاً ..
نهضت من سريرها وفتحت حقيبة سفرها تٌخرج منها بعض الملابس ..
لقد نامت ليلة أمس بملابس السفر من شدة تعبها ..
*
خرجت من الحمام وهي ترتدي فستان بني قصير بأكمام طويلة واسعة وذو حزام من الخصر يبرز تفاصيل جسدها المثالية ..
وقفت أمام الشرفة وأزالت الستائر ليقابلها المنظر الخلاب لنهر هدسون النابع من نيويورك ..
هي الآن في فندق sheraton tampa riverwalk _تامبا_فلوريدا_الولايات المتحدة الأميركية .. درجة الحرارة معتدلة هنا ..
أخذت شهيقاً وأغمضت عيناها بعد أن خرجت لتقف على الشرفة .. كان الهواء عليلاً أعاد لها الشعور بالارتياح لمدة ثواني .. أعادت فتح عيناها ببطئ ونظرت بجدية قبل ان تدخل وتغلق باب الشرفة والستائر وتحمل حقيبتها السوداء وترتدي حذاء أسود ذو كعب شفاف وتخرج ..
تناولت شطيرة جبن مع كوب من اللاتيه بينما عقلها غارق في التفكير .. تنهدت عندما لاحظت أنها أنهت قهوتها .. هي كانت تحتاج وقت أكبر .. لكن لا مفر من المواجهة ..
دفعت الحساب قبل أن تأخذ سيارة أجرة وتتكلم مع السائق بلغة أنكليزية مُتقنة تدله على المكان ..
-إلىCOLLEGE HILL-E28Ve
*
3:02
-لقد وصلنا ..
تكلم سائق سيارة الأجرة بأبتسامة ..
-شكراً .
أردفت بعد أن أعطته النقود وخرجت من السيارة .
فتحت هاتفها تنظر نحو العنوان لتتأكد منه .. أنه هو .. دخلت الشارع ونظرت نحو المنازل .. لا تعرف أيهم هو .. نظرت نحو أحد المنازل الذي كانت فيه أمرأة في الخمسينات من عمرها تقوم بسقي الأزهار .. أستطاعت التعرف على هذه الأزهار .. أنها أزهار الزنبق الأبيض .. المفضلة لدى والدها ..
أتجهت نحو تلك المرأة لكي تسألها ..
-عذراً ..
-أهلاً .. هل يمكنني مساعدتك ؟
-أنا أبحث عن شخص ما .. هل يمكنك مساعدتي ؟
-أجل بالتأكيد .. عن من تبحثين ؟
..........................................................
1294