-لا تَصْمُتْ عَنِ الحَقْ
وسَتَرى كَيفَ سَيَكْرَهُكَ الجَمِيعْ .
-تشي جيفارا.
2021/2/23
جونغكوك
بحثت في كل مكان عن زهورها المفضلة .. لكن لم اجد منها ابداً .. هذا جعلني اشعر بالأحباط مؤخراً .. قررت مغادرة غرفتي والجلوس في غرفة الجلوس قليلاً وجدت سويون هناك كانت تشاهد التلفاز لذلك اتجهت للجلوس بجانبها .
-إذاً .. ماذا حدث في موضوع اعترافك لجاندي ؟
-لم اجد الزهور التي تفضلها بعد ..
تنهدت قبل ان اجيب بأحباط .
-ربما يمكنني مساعدتك .. ما هي الزهور التي تفضلها ؟
-هالفيتي .
-هل جننت ؟!!
فاجأني صراخ سويون المفاجئ .
-لماذا ؟ ماذا حدث ؟
اول شيء خطر على بالي انها ربما تقصد انه مستحيل ان اجد هذه الزهور او ان سعرها غالي ..
-ماذا هنالك ؟؟ .. اخي .. لألوان الزهور معاني ..
-ثم ؟
-الزهور السوداء بشكل عام تعني نهاية العلاقة .. هذا يعني انك بتقديم هذه الزهور لها تقول لها لننهي علاقتنا !
-ماذا ؟!!
اللعنة .. حمداً لله انني لم اجد منها .
-اه~ جيد انك لم تجد منها وإلا كانت الامور لتسوء اكثر .
-إذاً .. والآن ماذا افعل ؟
-فقط اعترف لها كما في الروايات او الدراما .. اعترف لها عندما تجد الوقت مناسب .
-هممم .. لك..
لم استطع انهاء حديثي بسبب مكالمة من هالفيتي .
*
2021/2/25
5:33pm
نظرت نحو اللوحات المرتبة امامها .. جميعها لوحات تحمل ملامحه ومشاعرها .. جميعها لوحات له تمثل عشقها المخفي بين بتلاتها .. فهي زهرة هالفيتي .. شعرت بانزعاج كبير كونها لا تستطيع ان تريه هذه اللوحات والألوان من العشق .. وأيضاً لأن علاقتهما لا تتطور أبداً .. اغمضت عينيها تحاول تهدءة نفسها .. قررت اخيراً انها لن تبقى هكذا .. على احدهما أخذ الخطوة الأولى .. لكن هي لن تخطو خطوة كاملة .. سوف تأخذ نصف خطوة .. وهو عليه اكمال الطريق .. فقط سوف تبدأ بهذه اللوحات .. سوف تريه هذه اللوحات التي رسمتها طوال سنوات طويلة .. اتصلت به وثواني حتى استطاعت سماع صوته على الهاتف .
-مرحباً ؟
-أهلا جونغكوك .
-أهلاً هالفيتي .. كيف حالك ؟
-انت مشغول ؟
اردفت متجاهلة السؤال المزعج الذي طرحه .
-كلا ..
-هل يمكنك القدوم الى منزلي ؟
-أجل بالتأكيد .. انا قادم حالاً .. لكن ما الأمر ؟
لم تجب على سؤاله فقط انهت المكالمة .
قامت بترتيب اللوحات جيداً واخفت باقي اللوحات ثم اطفأت الضوء في غرفة الرسم قبل ان تخرج وتغلق الباب وتتجه الى غرفة المعيشة وتجلس هناك في انتظاره ..
دقائق حتى سمعت صوت الجرس لتتجه لفتح الباب بسرعة ..
فور فتح الباب تفاجأت بان الشخص الذي امامها لا يشبه جونغكوك بأي شكل .. كان جين يونغ اخوها الذي يزعم بأنه كان يدرس في اميريكا ..
ارادت اغلاق الباب لكنه دفع الباب بقوة مسبباً سقوطها على الأرض .. كان في حالة مزرية شعره مبعثر وعيناه حمراوتان وبشرته مصفرة فضلاً عن ملابسه المبعثرة .. ينظر لها بغرابة .. علمت بأنه قد شرب كثيراً بسبب الرائحة المقززة التي تنبعث منه ..
-انه بسببك .. انه بسببك !!!
صرخ بقوة وهو يتقدم نحوها بينما هي مازالت جالسة على الأرض بسبب ألم كاحلها الذي التوى عند سقوطها .
-ما الذي تفعله .. هل جننت ؟! .. آه .. صحيح .. انت مجنون من البداية .
اردفت بسخرية .
-ماذا تقصدين ؟!!
-هل تضن انني خُدعت بشأن دراستك في أميريكا ؟ هه .. انا اعلم والدتك ارسلتك هناك عند الطبيب النفسي لكي تتخلص منك ولا تسبب لها مشاكل .. و أعلم ايضاً انك اصبحت هكذا لأنك رأيت والدك يُقتَل على يد اخوك !
صرخت بقوة بعد ان بدأ الغضب يتآكلها .
-هذا غير صحيح .. هذا .. هذا غير صحيح ! .. امي ارسلتني الى اميريكا لأنها قلقة عليّ .. ثم ان اخي لم يقتل ابي .. اجل لم يقتله ..
-أنت جبان .. عقلك لن يستطيع تقبل الواقع .
بعد هذه الجملة لقد جُنَ تماماً وبدأ بالصراخ بصوت عالي وهو يشد شعره بقوة .
-أخرج من هنا !
صرخت وهي تحاول الوقف ..
لكن ما لم تتوقعه هو تقدمه إليها وضربها بقوة على ضلعها .. تأوه صغير خرج من بين شفتيها بعد أن افترشت الأرض بينما هو فقد السيطرة واستمر بركلها بقوة ثم أراد الأبتعاد ولكنها امسكت رجله بيدها اليمنى تحاول منعه من الهرب حتى يأتي جونغكوك ويقبض عليه ويستدعي الشرطة .. حتى في هكذا مواقف تقوم بوضع خطة .. لكن ..
ابعد يدها قبل ان يضغط عليها برجله .. شعرت بعظام يدها وأصابعها تتكسر من الألم في حين انين خافت خرج من شفتيها وحاولت قمعه .. دماء خرجت مع سعالها وأصبحت تتنفس بصعوبة بسبب الألم الذي اجتاحها .. آخر ما قام به هو تقدمه ناحيتها وأحاطة رقبتها بيديه يحاول خنقها .. استعاد وعيه حين لاحظ أغمائها ، وقف ثم خرج من المنزل بسرعة .
*
6:30pm
جونغكوك
تأخرت على جاندي بسبب الزحام المروري .. لكن لم اتأخر كثيراً .. قمت بركن السيارة قبل ان اخرج منها .. تقدمت نحو منزل جاندي لألاحظ ان الباب مفتوح ، تفاجأت من ذلك لأن جاندي لا تترك الباب مفتوح نهائياً ، تقدمت أكثر بخطى اسرع وتوتر أجتاحني .. فور الوصول امام الباب رأيت جاندي مغمى عليها بالقرب من الباب دخلت بسرعة ووضعت رأسها على فخذي .. تفقدت نبضها وكان يصبح أبطئ .. لاحظت الدماء الخارجة من فمها والتي على قميصها الابيض والكدمات على يدها ، دموع خرجت من عيناي تلقائياً .. اسرعت بالأتصال بالأسعاف ولم يتأخروا في الوصول ...
*
12:01pm
مرت ساعات على دخولها لغرفة العمليات ..
مُساعِدة جاندي تجلس وهي على وشك النوم لكن الشركة الخاصة بها اجبرتها على البقاء مع هالفيتي .
جيمين وتاي يجلسان على المقاعد امام غرفة العمليات .. اما جونغكوك فهو في حال آخر تماماً .. شعره مبعثر من كثر شده بقوة .. ملابسه علق عليها بعض الدماء من جاندي .. عيناه حمراء مليئة بالدموع يحارب لكي لا يجعلها تخرج .. شفتيه مشققة من كثر عضها لها .. جسمه يرتجف وهو يأبى الجلوس ، فقط يمشي ذهاباً وأياباً .. خطرت في باله ابشع المشاهد .. يشعر ان سنوات قد مضت اكثر من كونها ساعات ..
-تفضل .. تحتاج لبعض الطاقة ..
قال تاي وهو يناول جونغكوك قارورة من المياه المنكهة .
-آه .. شكراً ..
اردف بتعب وبنبرة مشوشة وهو بالكاد ينظر نحو تاي قبل ان يحمل القارورة ويرتشف القليل منها .
-جونغكوك .. أجلس قليلاً ..
اقترح جيمين .
-لا بأس .. لا أشعر بالتعب ..
-هيا جونغكوك .. اجلس قليلاً .. بنظرك ماذا سوف تقول جاندي عندما تعلم بأنك تأذي تفسك هكذا ؟
-لا اعلم .. هي شخص لا يمكنني توقع تصرفاته ..
-جونغكوك .. هي سوف تنزعج .. هي لا تريد أن تتأذى ..
-حسناً .. حسناً ..
اردف مستسلماً وهو يأخذ له مقعداً ولكن رجله استمرت بالتحرك نحو الأعلى والأسفل بتوتر ..
انتظروا دقائق أخرى قبل ان يخرج الطبيب من غرفة العمليات ليسرع له الجميع بقلق .
-هل هي بخير ؟
اردف جونغكوك بقلق شديد
-لقد بذلنا جهدنا .. لكن للأسف المريضة دخلت في غيبوبة .. العملية كانت ناجحة وتم خياطة الجرح الذي حدث في الرئة .. كل ما يجب علينا فعله هو انتظار استيقاظها من الغيبوبة لتفقد استجابتها .. وأيضاً سوف تشفى اضلعها المكسورة بعد شهر إلى شهرين وكذلك عضم اليد والسلاميات سوف تستغرق المدة ذاتها .. لكن لقد حدث تلف في الأعصاب التي في اليد .. يجب ان تستيقظ للتأكد من سلامتها .
تحدث الطبيب موضحاً كل شيء وفي هذه الأثناء كان جونغكوك قد فقد تحكمه بدموعه وأصبحت تتساقط من عينيه مثل ليلة ممطرة .
-إ..إذاً .... متى سوف تستيقظ ؟
اردف جيمين الذي بدأ بالبكاء هو الآخر .
-لا يمكن تحديد الموعد بالضبط لكن على الأغلب سوف تستيقظ قبل مرور سنة .. ربما تستغرق ساعات او ايام او اسابيع او اشهر ..
-شكراً لك ..
اردف تاي بهدوء وهو أيضاً لم يستطع منع نفسه من البكاء .
-إذاً سيدي انا سوف اكمل اجراءات المشفى .
اردفت يونا مساعدة جاندي .
*
2021/3/12
7:03 am
كان جالساً بالقرب من سريرها في المشفى .. ممسك بيدها اليسرى ويربت على شعرها بيده الأخرى ينظر إلى وجهها بهدوء .. وكم اشتاق الى تصرفاتها .. مر ما يقارب الأسبوعان على الحادث وهي لم تستيقظ بعد .. يزورها كل يوم مرتان .. أصبح يقضي معظم وقته بقربها في المشفى .. يتكلم معها وكأنها تستمع إليه .. بينما كان يتكلم عن أحداث يومه بتوتر من صوت الأجهزة التي بدأت ترن بسرعة دلالة أنخفاض نبض قلبها وأنخفاض نسبة الأكسجين لديها .. أصبح جسمه يرتجف بشدة .. صرخ بأسمها كثيراً ، فجأة توقف جسمه .. لا يستطيع التحرك من الصدمة بينما عيناه تذرف الدموع بينما الألات اعطت انذار توقف نبضها ..
.....................
1337