|| مفتون ||

By _Heyv_

15.6K 1.5K 687

لقد سئمت من مصاصي الدماء... (نقية) 9.12.2023 التحديث عشوائي. More

٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨

البداية

4.6K 332 243
By _Heyv_

لا تنسو الدعاء لأخوتنا في غزة.

***★****★***

كانت رائحة منعشة، عِطر لطيف ورجولي بالوقت نفسه، كنت أسمع صوت أوراق تُقلَب، كان حلقي جاف وظهري يؤلمني ويخبرني بأن هذا ليس سريري الذي اعتدت عليه، أشعر بالكثير من الفضول وأريد فتح عيني بأسرع وقت ممكن لكني لا أقدر.

دقائق وَلَت وتمكنت من رفع جفنيّ، لأشاهد عيون كالدّم النقي، لا أعلم مَن يكون هذا الرجل، لكن كل ما أعرفه أنها أجمل عيون رأيتها حتى الآن، بشعر داكن وملابس سوداء، كان جالس على كرسي جلدي بجانبي وبين يديه كتاب.

ابتسم لي وأردف بصوته العميق "هاقد استيقظتِ!"

عندها أعادني للواقع حيث لا أعرف أين أنا ومتى جئت هنا، نظرت حولي بقلق لأدرك أنها غرفة مستشفى فقال "مِن الجيد أنكِ بخير…"

عقدت حاجبي وأنا أحاول استرجاع الأحداث لكن لم أقدر أيضاً، كل ما أتذكره هو وجه مشوّش عليه ندبة… بدأ القلق يسايرني وأملت ألا أكون قد سببت مصيبة وأنا لا أذكر فأعدت عيني على الملاك الجالس بجانبي على الكرسي، حاولت ترتيب كلماتي جيداً تحت تحديقه المتمعن الذي يوتر الأعصاب فخرج صوت مبحوح من حلقي "ماذا حدث…؟"

أغلق الكتاب وشبح ابتسامة على وجهه "مع الأسف أصبتِ بحادثة صغيرة لكنكِ خسرتِ الكثير من الدماء" تحركت ذاكرتي إثر كلامه لأغمض عيني على الفور عندما تذكرت الألم الذي عانيت منه.

"أخبرني كل شيء! كيف وجدتموني ومتى!"

لم يستغرب ولم تتغير تعابيره الهادئة "كنت أقود سيارتي ليلة أمس وفجأة قفزتِ أنتِ أمامي في ذلك الطريق القاتم تطلبين المساعدة وعنقكِ تنزف بشدة… صديقتكِ كانت تبكي كثيراً عليكِ"

"ماتيلدا…" همست وعيوني متسعة، إنها أفضل صديقاتي ودائما أتجنب إقلاقها علي، صحيح أنها تبدو صلبة وقوية لكن في الحقيقة ماتيلدا لا تفرق بشيء عن أجنحة الفراشة، يتوجب علي الخروج من المستشفى على الفور فأنا مازلت لا أفهم كل ما حصل وكيف وصلت الأمور إلى هنا ولكن في البداية يجب أن تخبرني صديقتي كل ما تعرفه.

سألت ببعض التوتر "أين ماتيلدا الآن؟… أعني صديقتي!"

تنحنح قبل أن يتفوه "لم تتوقف عن البكاء فخرجت منذ نصف ساعة لتستنشق الهواء…"

تنهدت باِنزعاج "ليجلبها أحد إلى هنا رجاءً" حاولت الجلوس لكنه رفع يديه كأنه يوقفني وعندها انتشر ألم فظيع في عنقي لأسقط على وسادتي مجدداً، وضعت يدي على رقبتي وأنا أتأوه لأتحسس ضمادة كبيرة ملفوفة حولها فاستطرد متنهداً "ما كان عليكِ أن تتحركي بسرعة، كان لديكِ جرح في رقبتك… الشرطة لم تجد أثر الفاعل"

عقدت حاجبي وبدأت أشعر بالخوف، ما الذي حصل بالضبط في الليلة الفائتة ولماذا يعتقدون ويجعلونني أعتقد أن شخص ما جرحني! الأشياء التي سمعتها جعلتني أشك بكل شيء حولي.

لهذا ساعدني هذا الرجل اللطيف كايلر وجلب ماتيلدا إلي لكني لم أسمح لها بالتحدث والتساؤل كثيراً حتى أخرج من المستشفى بأسرع وقت واكتفيت بإقناعها بأني بخير، لكني لاحظت أن الرجل اختفى من المبنى تماماً فقد كان معنا لتوه، رحل ولم يترك لي الفرصة لأشكره حتى، يالي من فتاة فَظّة.

بعدما أخذت الشرطة إفادتي لم أعلم لماذا لا أتذكر شيء غير ذلك الجسد الضخم والندبة في وجهه، وهم نصحوني ألا أبقى وحدي في البيت هذه الفترة لذا اتفقت مع ماتيلدا أن تأويني في شقتها لفترة قصيرة، بيتي في الحقيقة ملك لأمي وأبي لكنهما يسكنان في مكان آخر وأنا استفدت منه نظراً لقربه من الجامعة.

خرجت مع ماتيلدا وأخذنا سيارة أجرة إلى منزلي وكانت هي طوال الطريق ترفع لي حاجبيها مرتين وتهمس بسخرية "اسمه كايلر إذاً، لقد أنقذكِ شخص وسيم بشدة"

تأففت لأهمس "رجاءً أنا بموقف جدي! أجل إنه وسيم ولكن توقفي عن رسم زفاف لنا في مخيلتك هذا مزعج!"

كتمت ضحكتها المشاكسة واضعة يدها على فمها لأهز رأسي متمتمة "الرحمة" ولمَ أتذمر، فهذه هي ماتيلدا الجميلة السمراء ذات الأعيُن الواسعة البندقية، رقيقة كالفراشة وذات أفكار منحرفة، لكني أحبها وقد كبرنا سوياً.

وصلنا للشقة حيث كان قِفل الباب الرئيسي مُفسد لكن كلب ماتيلدا الضخم البُنّي يحرس المدخل فركض إلينا فورما خرجنا من السيارة وبدأ يقفز عليها وهو يلهث، داعبت رأسه وهي تصيح "من الفتى اللطيف!" لأستطرد رافعة حاجبي "تجعلين توبي يحرس المكان بدل من إصلاح الباب! فكرة رائعة"

أوشكت على ضربي كعادتها لكنها تذكرت أني مصابة وانسحبت لتتمتم بغضب "لم يكن لدي وقت لهذا!"

تجاهلتها لأبتسم بدعابة وهبطت لمستوى كلبها الكبير اللطيف لأداعبه بخفه وأتجنب لعقه لوجهي، حادثته بحماقة "توبي يا صغيري شكراً لأنك توليت الأمور في غيابنا! هيا للداخل لدي جائزة لك"

دخلت إلى البيت ولم يكن هناك شيء غريب في غرفة المعيشة وعُلب القهوة والدفاتر المصفوفة فوق الطاولة لكني بدأت باِستنتاج الأمور عندما رأيت بقع الدماء الصغيرة على ذراع أريكتي وكانت ماتيلدا تسير خلفي مع كلبها فاستطرَدَت بنبرة شاحبة "أوشكت على الموت من الخوف في الأمس… لقد أرسلتِ لي هذه" مدت هاتفها حتى أرى الرسائل التي لا أتذكر أني أرسلتها في الأساس.

ماتيلدا يا عزيزتي
صديقتكِ كنز يستحيل إضاعته
ودعي ذكرياتك معها فأنتِ ستفقدينها الليلة.

سار الخوف تحت جلدي، لكن تلك الصور التي أُرسِلَت من هاتفي إليها كانت أكثر إرعاباً، كانت صورتي وأنا جالسة على الأريكة وأمامي الكثير من علب القهوة وبدى لي أنها التُقِطَت من المطبخ، الشخص الذي هاجمني يعرف كلمة مرور هاتفي.

وضعت الهاتف في يد صديقتي وأسرعت بالمشي للمطبخ وتحسست مقبض النافذة وكانت مغلقة تماماً فأغمضت عيني لأتمتم "هناك شيء خاطئ…"

سمعت ماتيلدا تتحدث بقلق "هيا كيت… ألا تتذكرين أي شيء! أنا حقاً قلقة، لقد كنت في بيت أمي عندما وصلتني تلك الرسائل ولم أستطع الوصول في الوقت المناسب، عندما وصلت هنا كان الباب مكسور بالفعل والبيت فارغ"

إلتفتُّ لها لأجيب "أنا حقاً لا أعرف… كنت فقط أدرس لا أعرف كيف آلت الأمور إلى هنا!" لم أسمح لها بالتحدث أكثر عندما لاحظت عدم وجود توبي في المكان فصرخت بإسمه لأسمع عواء طفيف قادم من الطابق الثاني حيث غرفة نومي، صعدت إلى هناك وماتيلدا تلحقني وهي تطالب بتفسير، لأجد الكلب واقف في مدخل الغرفة وكان زجاج النافذة مكسور ومبعثر في كل مكان على سجادتي، وضعت يدي على رأسي لأتمتم "ما الذي حصل هنا!"

قالت ماتيلدا باِنزعاج "مازلتِ تسألين! شخص ما اقتحم منزلك وقام بمهاجمتك! والصورة هي أكبر دليل وهذا الجرح في رقبتك أيضاً!"

عقدت حاجبي باِستغراب ممزوج بالخوف وأنا أحاول الوصول بذكرياتي إلى ما حصل ليلة أمس لكني لا أتذكر أشياء كهذه وحتى لو اقتحم شخص ما البيت، كان يجب أن أسمع صوت الزجاج ينكسر فقطعت صديقتي سلسلة أفكاري "ألا تعرفينه أبداً ألم تشعري بوجوده!"

أجبت "لا أبداً! لقد… أنتِ تعرفين أن هذا الحي بات ذو سمعة سيئة منذ أن اختفت ثلاثة فتيات من هنا… هل علينا وضع اللوم على الشخص نفسه؟"

أغمضت عينيها بخوف لتتفوه "رجاءاً لا تخيفيني! ألا يمكنكِ تذكر أي شيء… هل قام هذا المجرم بمحو ذاكرتك مثلاً؟" قالت العبارة الأخيرة بتساؤل وجدية وهذا ليس شيء جديد من صديقتي المُحبة للخوارق والأساطير فتأففت لأهمس "هذا ليس منطقي… ربما فقط أحتاج لبعض الراحة"

"حسناً إجلسي في مكان ما ودعيني أنظف هذه الفوضى وبعدها سأعد لكِ شيء لذيذ… لكن مازلت أطالب بتفسير! لم تخبريني التفاصيل بعد"

"دعيني أولاً أتفقد هذا الجرح… لم أعد أشعر بوجوده"

"حسناً لكن لا تعبثي به!"

دخلت الحمام الذي بجوار غرفتي لأقف أمام المرآة وأتنهد بتعب، فتحت جزء من الضمادة بهدوء خشية من أن أؤلم نفسي فشاهدت ثقب جاف في جلدي والمنطقة حوله متورمة بشكل سيئ، عقدت حاجبي لأزيلها ببطء أكثر بهدف رؤية المزيد فعثرت على ثقب آخر، هناك ثقبين في رقبتي ولا أعلم مصدرهما وبأي أداة جُرحت فخرجت من الحمام وعدت للغرفة حيث كانت ماتيلدا تقوم بكنس الزجاج بشرود.

اِبتلعت ريقي واستطردت جاذبة انتباهها "يا فتاة؟ هل هذا الأثر مألوف لك!؟" أدرت رقبتي ببطء ليكون أكثر وضوحاً لها فرفعت أنظارها إلي لتتسع عينيها وتسقط المكنسة من يدها وبذهول همست "مصاص دماء!؟"…

…… قريباً

***★****★***

أحتاج لتوضيح بعض الأشياء، قمت بنشر هذا الكتاب ذات مرة وعاودت إلغاء نشره بسبب أني انشغلت بقصة أخرى، لذا ها أنا الآن سأكمل هذه الرواية، سأنشر المزيد من الفصول بعدما تكتمل الرواية في المسودة إن شاء الله، إنتظروني D:

Continue Reading

You'll Also Like

279K 19.6K 51
.. كل ما اردته هو حب ابي لكنني لم احضى به قط وعوضاً عن ذلك وجدت نفسي في عالم آخر، عالم دائماً ما عشقت القراءة عنه في الكتب وهاتفي .. ووجدت نفسي بين...
4.4K 827 51
- رسالة الى قلبي: " آسف لأنني بكل ذاك التعقيد." •بدأ في العاشر من آيار.. الأربعاء.
151K 8.3K 24
عندما تحقق فيوليت حلمها بدخول اكاديمية احلامها لتجد نفسها رفيقة لاقوى و أخطر طالب في الاكاديمية لم تكن مفاجأتها انها سوف تحصل على رفيق اقوى من صدمته...
140K 8.2K 32
جونغكوك و الذي فقد كل عائلته في حادث مرور اجلى بحياتهم ليتم رميه في ميتم و بطبيعة الحال من يبلغ 18 سنة يتم اخراجه ليتولى مسؤوليته بنفسه و هذا ما حدث...