صليب الحب| Yoonseok

By kim_vena

256K 17.3K 38K

انا وَانتَ ، اتعرِف من نحنُ في الحُب؟. نحنُ من لايترُك سوء الدنيا يقاتهُما. نحنُ من اجتمعَ كل ماعلَى الارضِ... More

الاول
الثاني
الثالث
الرابع
الخامس
السادس
السابع
الثامن
التاسع
العاشر
الحادي عشر
الثاني عشر
الثالث عشر
الرابع عشر
الخامس عشر
السادس عشر
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
العشرون
واحد وعشرون
الثاني والعشرون
الثالث والعشرون
الرابع والعشرون
الخامس والعشرون
السادس والعشرون
السابع والعشرون
الثامن والعشرون
التاسع والعشرون
الثلاثين
الثاني والثلاثين
الثالث والثلاثين
الرابع والثلاثين
الخامس والثلاثين
السادس والثلاثين
السابع والثلاثين
الثامن والثلاثين
التاسع والثلاثين
الأربعين
الواحد والاربعين
الثاني والاربعين
الثالث والاربعين
الرابع والاربعين
الخامس والاربعين
السادس والاربعين
السابع والاربعين.
الجزء الأخير

الواحد والثلاثين

4.4K 332 530
By kim_vena

كَأن الحُزن في الدُنيا..حبيباً لايُفارقهم!.









بَعد شهر.

"ايها الوغد ان اسقطتني سأقطعُ رأسك!" صرختُ
على ماركوس، السُلم البشري الذي قررت الصعود
على كتفِيه لاتمكن من قفزِ سورِ هذا المنزِل، حيثُ
يختبئ احدُ المُهربين الخاصين بنا لولا انهُ خاننا
سارقاً لنفسِه البضاعة التي يفترض ان يُهربها.

والرئيس امرنا ان نقتُله، هو اكثر انشغالاً من الاهتمامِ
بِه كمايقُول، فمنذُ موتِ فابيُو والجميعُ جُن بحثاً
عن الفاعِل، فابيو كان يخدِمهم بِشدة، والرئيس معتوه
لحد الظهورِ في اجتماع ناطق بملئ فمِه: انا قتلته.

يستفزِهم؟ ليس كافياً، لقد بدى كإعلان صرِيح ان
من يملك شيئاً لعيناً ليفعلهُ لايجب ان يبحث بَعيداً
هو موجود لتلقِي ذلك بكل سرورِ، هو موجود ليكون
مشغولاً بهم فوق انشغاله وكأنه اخذ ذلك العمل
الكثير السابق وضربه في مثلِه.

"ايها المؤخرة اللعين لماذا يجب ان تقفِز في
حين نحمل اسلحة تفجر الباب في لحظات!!"
لم يطيعني ان كان يملك فكرة افضل؟! .

"اخرس ان فجرت الباب سيهرُب" وكأنه لم يفعل
بسبب صراخنا المجنون هذا، على اي حالٍ تعلقتُ
بالجدارِ لاتسلل من جهته الأخرى واقفاً على الارضِ
الثابتة اخيراً.

"اللعنة.." تمتمتُ حين رفعتُ رأسِي لِاجد الفتّى
يُصوب سلاحهُ اليِّ، هو مُرتبِك وفَزِع، يدرك لُم
اتينَا ، وخائف مع سلاح هذا لايضعني في موقفٍ
سعيد.

"اِستمع..انا اؤدي عملِي حسناً؟ انزل هذا السلاح
هيا انه لايستخد- بحق الجحيم!!!" اطلقَ رصاصة
عشوائية ومن الجيد ان يده ليست ثابتة ، سقطت
رصاصته جوار قدمي بإنشات، السافل كان سيجعلني
بإعاقة دائمة!.

"يونغي ايها الحقير الم اقل لك انه ضحيتي!!"
شخص خالٍ من الهموم صرخَ من فوق الجِدار،
ولوهلة شعرت ان لم تصبني رصاصة المُهرب
فستصيبني خاصة ماركوس، هو معتوه ويملك هوساً
تجاه القتلِ لاجل ايفيريا.

"لم تكن رصاصتي ايها الوغد" رفعتُ يداي
في الهواءُ، انظر اتجاه الفتى اثناء إجابتي لماركوس.
"ابقى هُناك! ان تحركتَ سأقتُله!"القى تهديدهُ
بصوت مُرتجِف، لاتنقصني رصاصة عابثة اُخرى
ولايبدو غير مستعد لمنحي واحدة.

"مهلاً يجب ان تهدد بشيء يهمني كَي اطيعك،
فقط كيف كنت فرداً منا بهذا العقلِ الإجرامي الرخيص؟" ثرثر براحة تامة فبالطبع الفوهة ليست
في وجهه، انا اكره هذا الساقط عديم الأخلاق،
سأحرص ان لانعود اليوم وهو سليم الوجه والجسد.

"اسمعنِي يافتَى ، بإمكانك قتلي الآن وسيقتلك هو،
او بإمكانك حتى الهربُ من هنا وسيأتي غيرنا
لايجادك وحينها ستكون معاناتُك أسوأ، لقد كنت
تدري بعقوبة الخيانة ومع هذا فعلتها لذا تقبلها فلا
حل اخر" ارتخَت يديه قليلاً وادمعت عينيه الجاحِظة،
يُصبح كلوحَة تِعبر عن الهلعِ والعجزِ.

عقوبة الخِيانَة..من سُخرية القدر انني شخصياً من
يقول له مثل هذا الكلام، هل هذه المُهمة تذكيرُ من
نوعٍ ما؟.

"انا لم أفعلها! هو خدعني قائلاً سيحمينِي ان جلبتها
لهُ ويُترِفني.." عقدتُ حاجبَيِّ منصتاً لهُ بتركيزِ،
لولا ان حديثهُ الذي ادركت بيُسر اهميته قد بُتِر
بسبب رصاصة اللعين في الأعلى والذي نزل لخلفِي
مردفاً ببرود"مالعنتُك يُونقِي هل اتيت لشرب الشاي معهُ؟".

نظرت لجُثته بِصدمَة ، التفتُ للخلفِ صارِخاً
بينما اجذب ياقتهُ
"ايها المعتوه الأجرب كان يتحدثُ عن شيء مهم!!"
من هو الرجُل الذي طلبَ بِضاعة الرئيسِ المُهمة
لِعمله؟ وواحدة بتلك الكمية الهائلة التي ستضُره..؟.

"هم دائماً يتحدثون عن شيءِ مهم في هذه اللحظاتِ،
تعلم التوقف عن تَصدِيق توسِل الشفقة الملتوي هذا"
دفع يدي بعيداً عنهُ في حينِ يتصلُ بهاتِفه على رقم
ما خمنت انه الرجالُ المسؤولين عن تنظيف المكانِ،
الوغد اكسلُ من تنظيفِ نتاجِ اعمالهِ.

توسُل للشفقة؟ كلا، لقد مَال الفتى لحديثي، حتى انه
اخفَض سِلاحه ممايعني عدم بحثه عن ثغرة لينتهزها.
على العكس، اشعر انه اراد مساعدتي في إيجاد
ذلك الذي خدعه كمايزعُم.

وضعتُ معطفِي فوقَ جسدهِ ، وان بدى هذا سخيفاً،
لكني صليتُ لِأجلِه في داخلِي، كان بلا عائلة بالتأكيد
نظراً لعملِه كمُهرب.

نظراً لهذه الظروفِ الحالِية فالمُشتبهين كِثر، ولن
تكون هذه الحالة الأولى ، بل اظنها القطرة الأولى
من الغيثِ الذي يريدُ إغراق ايفيريا، عشرة سنوات
ليست وقتاً قصيراً لحُكم عالم الأوغاد هذا وتوسيع
دائرة العداوات هِي مايِفترض ان يُجذب اليك
كالمغناطيس في فترة بهذا الطولِ.

والرئيس لايمانع عداءهُم لهُ طالما لا احدَ بالجسارة
الكافية ليمُد يدهُ..
والسؤال المهم هو، اي واحد من تلك العداواتِ تجرأ؟.

عُدت للبيت منذُ وقتِ قصِير، بعد استحمامي كنت
واقفاً فِي المطبخِ اُقلب بملعقة كوب الحليب والكاكاو
الدافِئ شارداً فِي ماقالهُ الفتى، عمِي عاد لبيته مستمراً بكونه مُراقباً من رجالنا ربما اذهب له لأسأله ان
كان يملك فكرة عن شخص محدد؟ حتى وان كان كذِباً ماقاله انه يستحقُ بعض الإهتمامِ.

ولقّد طارَ الكُوب فجأة بِفعل يدِ سمراءُ رِفقة خاتم اسود،
ياللهولِ هل كنت مستغرقاً بالتفكِير لحد ان لا الحظَ
الرئيس ام انه من افرط بالهدوء؟.

رفعتُ رأسي انظر له مبتسماً ، قبل ان تقع ابتسامتِي
حين ادركت انه يسرق كوبي.

"مهلاً لاتُنهِه لايُوجد المزيد من الحليبِ في الثلاجة!!"
مُنذ ان جميعنا مهووس بالكحولِ والبِيرة الحليبُ
يُصدم في كل مرة يجلس وحيداً في ثلاجتنا، وهو خاصُ
بِسام التي اعلنت بصراحَة انها ستقضي على من
يلمسهُ، ولم يمنعنا هذا من الاستمرارِ في انهائه.

كان مثل اكتشاف انسانٍ بدائِي لنبتة جديدة.

"لاتقلَق سأعطيك حليباً بجودة اف.." لم اترُكه ليُكمل
مزحته البذيئة، القيتُ علبة الحليب الفارغة ناحيتهُ
ليمسكها بيدِه مُصدراً ضحكة خافتة مُتعبة.

انها الثالثة فجراً وقد خرج منذِ السابِعة للعملِ..

"ايُها الحبيبُ القاسي لقد انهيته حقاً.." تذمرتُ
بأسى ناظراً للكوبِ الفارغِ ، اردت شربه منذ الصباح..
"ولكِنك سهِرت مُنتظراً عودة هذا القاسِي" اجابَ
بِغرورِ ، يُمرر ابهامهِ حول فمِه لِازالة الحليبِ.

"هات ذلِك على الاقَل" اِعترضت فوراً على ضياعِ
بقيَته، بتهورٍ مني لم اُدرك فيه نيتهُ الخبيثة منذ البداية
ان يقودنِي لهذه الجُملة.

اخذَ ينحنِي اليِّ في حين ارفع رأسي لهُ، يُسند
كفيه لِلطاولة خلفِي، تبتسمُ شفتايِّ بلاسُلطة منِي
عليها لامنعها حِين تُلاعب انفاسهُ سطَح انفِي،
مررتُ لسانِي امامَ شفتيهِ، استطعمُ نكهة خفيفة
للكاكاوِ، ضحك بخفة هامساً بسُخرية" اكتفيتَ؟".

همهمتُ بالنفِي، هو يسخر لانهُ لايسأل عن الحليب
فالاكتفاء عنه ممكن، ولكن شفتيهِ ليست في قائمة
الاكتفاء في هذا العالم، يستمتعُ حين اُثبت له ذلك
في كُل مرة.

"اعطنِي لسانكَ " قالَ بِأمر، ينوِي مُشاركتِي طعمَ
ثغرِه على طرِيقتهُ، قبَّل لِسانِي بينَ شفتيهِ حتى
باتت الرغبة حقيقة، تشاركنا طعم ذلك الكوب على
طريقته.

"اتعرِف ماذا تخلِق الحروبُ فينا؟" سألتهُ ، فِي ظِل
عناقِ النظراتِ الذِي حُبست مقلتينا في وسطِه عن
قُربٍ مُحببِ لاينوي الانتهاءَ "التعَب؟" اجابَ بلا
ثِقة في انه اصابَ الهدفّ بِذهني.

همهمتُ كُنية لِلموافقة على ماقالهُ، اعيُنك مُتعبة..
وهي الآن تبدُو راضِية حين تنظُر لِي، وهذا
مايجعلني اريد الحديث معك في هذه الاستفساراتِ
الفضُولية..

" اذاً ماذا يخلِق الحُب تحت ظرفِ الحربِ؟" عِلماً
بأن التضادَ المُطلق هُو الكامِن بين سقوط الراء
وثباتهِ، هناك لِين الحُب وصرامة الحربِ، هُناك
طُمأنينة الحُب وتشرُّد الحرب..حياةُ الهوى وموتُ
المعارِك.

"القُوة لِتجاوِز الدمارِ بِكسورٍ مجبُورَة" رفعتُ
حاجبِي وابتسمتُ بانبهارٍ لذلِك التعبيرِ، بسيطُ
وعميقُ، جميلُ جداً "اذاً الحُب هو جبرُ الأذى؟"
"لعلَّه، الاعتذارُ الذي لاتنتظِره" فصَّل وجهة نظرهِ
مزيداً, وتمكنَ مِن اسرِي بكلماته اكثرَ.

انا اجعلُك تشعُر انني اعتذارٌ عن الآم نسيت انك
تحملها؟ انهُ بديعُ ماسمعتهُ لحدِ تصاعدُ شعورِي بالامتنان لسؤالِي، ولكونه جابهني، اُرتبطّت شفاهنا
في قُبلة بطِيئة، هوّيت فيها التعبير انني مُمتن لامتلاكِك,
ولكوني في نظرِك اعتذاراً ، لاشيءَ سيُرفعني اكثر
من تلك المنزِلة!.

"اذا سألتني، سأقول اَنتَ فحسبُ، اِجابة لمايخلقُ
الحُب والحرب" تُصبِح لي التعبَ والأسف،
اللينَ والصرامة،الأمان والتشرد، الموت والحياة.

راقبتهُ يرفع حاجبه بابتسامَة مُستنكِرة، ثم يقتربُ
ليضع ذقنه بارتخاءِ على رأسِي، هل يحاول إثبات
انني قصِير؟ احاطنِي بيديهِ في عناقٍ دافِئ يُشبه
اهلاً بعودتِك في نهاية يومٍ كئيب.

"انا مُتناقض جداً في نظرِك؟" تمتمّ، نبرته هادِئة
لحدِ شكي انه سيغفُو واقفاً ، ساوبخهُه لاحِقاً على
قِلة نومِه هذه.

"بِالطبعِ، اِن كُنت لُغراً لفشِلت كُل البشرِية في حلِّك"
قهقه بِخفة ، يُدرك المدِيح في كلماتِي، في الأصل
جميعنا الغازُ تنتظِر الحلَّ البسِيط، لكن الرئيسَ
لُغز افرط في التعقِيد، بتميُّز.

"اذاً سأُخبرك سِراً ، في حالتي انت اللغزُ وليس
انا، هذه حالُ من يقعُ لِسحرِ الهوى برفقتِك"
اُستنكرتُ، رمى بالضوءِ على بُقعة لم اِفكر بالالتفات
لها مُسبقاً ، رفعتُ وجهي لِيُصبح ذقنِي قريباً من عُنقه
وهو اخفضَ بصره قليلاً لننظُر لبعضنا.

انا من يجعلك معقداً ؟.

كان قدراً فائضاً مِن الحُب ليقع على قلبي، وكأنه
غيمة تركت كُل الكونِ واختارتنِي لِتفرُغ في جوفي.
"هذا جيد، سأسألك دوماً عن حال هذه العُقدة".

هربتُ مُن ثقلِ الشعور بالسُخرية ، واجابني ممازحاً
"ستزدادُ سوءً كلما ضحكت بلا مبالاة هكذا ياعُقدتي".
واغلَق بابَ الهربِ هادماً اياهُ على رأس قلبي بنجاح.

عُقدتي؟ اتحاوِل قتلي؟.

"اسنصعدُ قريباً؟ انا نعِس" سألنِي، كماهي العادةُ
مُؤخراً فلم يعُد النومُ يعطِف علينا بالزيارة ان لم
نكُن في ذات السريرِ، حتى انه اصبَح طريقة فعالة
للغضَب ان تشاجرنا، فقدانهُ في السرير يعني فقدان
نوم هذه الليلة.

ونحن بطبيعة أيامنا طويلة ومُتعبة، لايمكن
المجازفة بالنوم! بالتالي لايمكن المجازفة بجعل
احدنا غاضباً، ماكنتُ لاتخيلَ حتى حُلماً اني ساصل
لهذه الدرجة في علاقتي مع شَخصٍ ما.

"اوه بهذا الخصوصُ، انه دورُ مناوبتي مع سام.."
قلتُ بخفوتُ مخفضاً بصري للاسفلِ ادفع سبابتيِّ
في بعضهُمَا متاكداً ان اعيُنه اشتعلَت, لسبب مِثل:
من يجرؤ ليأخُذ المُنوِم خاصتي!.

لكنها سامَ لذا لا اظًُنه سيغضبُ، هي في اخرِ
ايام الحمل ونحن ننتظر اللحظة التي ستصرخ
بها لنركض للمشفى، كُل فرد يتناوب للنوم في
غرفتها ليلاً كي يكون في الجوارِ، ذلك الطفلُ فقد
والده الحقيقي لكنهُ في المقابل حضيَ بأربعة آخرين.

"وانت من طلبك لتشارِك في ذلِك؟ انه عملِ الساقط
ورفيقه اللعين!" اللعنة لقد شتم ولعَن ماركوس
وروي هو غاضبُ بجدية.

ابقيتُ رأسي منخفضاً، مع رفعي الطفيف لبحريتِي
"حسناً هم يفعلون ذلك مذ شهر وانا نوعاً ما اشفقتُ
عليهم و.." قاطعنِي "وعرضت مساعدتك اللعينة".
امسكت بي.

"انه ليس خطئي هُما دائماً يتذمرانِ عُنوة امامي
انهما اشتاقا لبعضهما !!" حدَّق بي بيأس مُتخصراً
بوقفتهِ، يريد شتمِي لكنه لايعلم من اين يبدأ "ماذا
افعل بك الآن؟" سَأَل مُحتاراً بهدوءُ.

"هل هو شرط الآن؟ لانها تنتظرني لأحضر الحليب الذي شربتَهُ للتوِ.." دارت سبابتي حول نهاية أطراف
خُصلي وقد وجدَت بحريتي ان السقفَ مُثير للاهتمام
للنظر نحوه، حسناً لا اَسَف على الحليب فقد كنت
ساشربه انا منذ انه كان الأخير وساخبرها انه انتهى.

"سِر اَمامِي قبلَ ان اُغيب شمسَك" امرَ بتهديدِ
ولم املِك الا التنفيذَ فوراً ، ذلِك الملاذُ لنجاة شمسِ
غدِيِّ من الاختفاء، فور ان حركتُ باب الغُرفة
نطقت سام بمزاجِ رَديءِ "هل تحلِبه انت ام تخرجه
من الثلاجة!!" اعتراضاً على تأخري.

"لقد شربهُ أختاه حليبُكِ كُله، وكان ينوي الكذب انه
انتهى، لماذا تثقين بالأطفال هكذا ان الحليب هوسهم"
وقفتُ متصنماً بِفاه وصل لتحت المترينِ، على ماقاله
الرئيس بنبرَة تذمُّ تصرُفي في حين ينزعُ معطفهُ
ويرميه جانباً رفقه عدة ازرار من قميصه لينام .

لم املك الفُرصة لِاُبرر..
فقط لم تكرهني هذه الليلة لتجعمني مع هؤلاء
الأخوين من بين الجميع؟.

"يُونقِي ايها اللعنة لو لم تكن معدتي في انفي
لاخرجت الحليب من عينيك!!" لا اُركز كثيراً
في تهديداتها لاني واثق انها حتى هي لاتفهم المعنى،
كل ماتريده افراغُ ذلك في اي كلمات مُتوفرة.

استلقى الرئيس على السريرِ الآخَر الخاص بالمرافق،
وكُل مايُسمع اضافة لانفاس اُخته الغاضبة صوت
ضحكه المكتومُ، هذا الوغد جعلني المُجرم بكل يُسر.

الرَّب يرَى، الظالمُ لن ينجُو!.

حدقتُ اليهُ في منتصف ثباتِي ، اقف وسط الغرفة
واحاولُ فهمَ موقفِي كيف بِت الجاني والمجني عليه!؟
ربَّت جانبهُ على السريرِ، مُستلقٍ على ظهره وفارداً
ذراعهُ اليمنى حيث يفترض ان تكون وسادتي،
انه طاغية.

ذلك النذلُ لو لم يكُن متعباً لتركتهُ الليلة بلا نومِ.
لكن علي انصافه، هو جيدُ في الإبداع حين
يكون الموضوع الإِنتِقام.

تأكدت ان سامَ نائمة فهي لم تُكثر من شتمي وهذا
غريبُ في مزاجها الذي يحتاج لشتم كل شيء
مادامت مُستيقظة، ونحن نتفهمُ بالكامل اسباب هذا.

ثُم اِتجهت لاقِف امام جِهتي المُفسحة لِي من السرير
الآخَر، بفضل الضوءِ الخافِت من المصباح جوارَ
رأسِ اُخته كنت قادراً على رؤيَة لمعة خفيفة للضوء
تنعكسُ فوق زُمردتيه ، لازالَ ينوي الضحك اكثر..
الم يكن غاضباً!!.

"لكني من اصبح غاضباً الآن، انت مستعد لبيعي
بلا دولار واحد حتى!" ثم ان هذا لم يكُن تخلٍ
جبان انهُ افتراءُ أيضاً.

"لستُ من باعَ اولاً ان امتلكت بعض الواقعية"
ولازال يضحك..هو يعلمُ حين تستيقظُ سامَ
لن تُمرر ذَلِك ، ان لم تكن تظُن الآن اني من
انهى كل العِلب.

"لاتضحك ان لم ترد النوم وَحيداً!" هددتُ بِعداء
مُصطنع، اكره اني ضعيفُ تجاه خاصُية العدوى
مع ضِحكته.. حرَّك يدهُ امام فمِه وكأنه يُقفل سحابه
ثم يرمِيه ، مُستسلماً لتهديدي ، السلاح الوحيد الفعال
ضِده.

"وغداً سافضحكم جميعاً انا لست الجاني الوحيد
على الحليب" تذمرتُ بانزعاج طفيفِ بينما استلقِي
مانحاً صدره ظهرِيِّ، التفَّ حولِي كالمأوى يِخفي
كثيرِاً مني فِي داخِلهُ ، ينفثُ ضحكاتهُ الخفيفة على تذمُري في عُنقي "نعم هي ستصدقُك وتعاقبنا"
ايراضيني كالاطفَال ام انني اتخيل؟.

وكَسحرٍ حبكتهُ أيادي كبيرِ السحرَة، اِلتف النومُ
علينا فِي رخاءِ ودِفء مليء بالاستسلام لِذلك الوجود
الذي يخلقهُ قُربنا، قُربنا الذي أقسموا ان يقتلُوه
ونذرنا على ان نُحييه.

..


اِستيقظتُ اولاً في الصباحِ، لستُ واثقاً من الساعة
بالضبط لكنها تتجاوزُ الثامنة، تحركتُ بحذر كيَ
لايستفيق هوسوكُ سعيداً بكونهِ اِستغرق بالنومِ
عن العملِ اخيراً.

جذبتني رائحة الطعامِ فورَ خروجي من الحمام،
تتجه بي الِى الطاوِلة قُرب الشُرفة حيثُ..
اماركوس وروي يتبادلان القُبلات ام اتخيل؟.

"صباح الخيرِ.." قلتُ بخفوتِ اجلِسُ على مقعدِي،
احدُ المقاعد سيكون فارغاً اليومَ فلايبدو ان لماركوس
نية بانزال روي عن حُضنه.

بادلاني التحية، يطعمان بعضهما...

هل انا اُصبح طماعاً؟ لم لايفعلُ هوسوك لي هذا؟.
حتى انه لايُفطر دائماً لِاُطعمه! بالمناسبة لم يكره
ان يُطعمه احدُ؟.

بدأتُ الأكل منصاعاً لجوعِ معدتِي، يوجد شاي
اليومَ ولا ليس هناك بالطبع حليبُ، حُفنة الكسالى
المُسماة نحنُ لن نجلب واحداً قريباً بالتأكيد.

فراغُ مقعد سامِ امتلأ بجلوسها فيهِ، تنطُق قبل
تحية الصباحِ بِجدية "من اللعين الذي اعتدى على
عُلب حليبي؟ ان اعترف ساعفو عنهُ ولكن ان امسكتهُ
سأفصل عُنقه بيديّ" اهي نسيتَ افتراء اخيها بالأمس؟.

تنفست الصعداء مرتاحاً قبل ان يُكتم نفسي حين
رأيتُ الاثنان يُشيران ناحيتِي باوجهُ بريئة ،
"انه هو! كنا نقول ان لايفعل لكنهُ لايطيعنا"
اردف روِي.

"ماللعنة انتم من بدأ بشُربه وانا من كان ينهركم!!"
ذلك صحيح بأستثناء جُزء النهِي، لا اخلاق هنا لذا
لم يُحاول احد ان ينهى احداً عن شيءِ.

سُحبَت اذني ببعضِ الشدة "ستذهبُ حالاً لإحضار
كُل ما انهيتهُ" انطلقّ الآخرينّ بالضحِك على
اِبتئاس تعابيرِي ، لكنها لم تنتهِي بعد! "وأنتما
ستخرجانِ امامهُ وليس برفقته فقط" الرئيس
لايسميها سيدتي من فراغ.

تمر دقائق بسيطَة
يُقطع في ختامها سيلُ أحاديثنا على يد صفعة الرئيس
فوق رأس ماركُوس، لم يقُل السبب لكن جميعنا نعرف
انه عرض المساعدة اللعين خاصتي.

"انظُر لَك لم تتحمل ليلة واحدة وتجرؤ ان تغضب
علينا!" ذلِك مانطقهُ ماركُوس فِي ضحكِ مستمتع
وكأنه حصل على حقِه المسلوب مِن وجهِ رفِيقه
المُنزعِج، يعانق روي اليه اكثرَ ويبادله الآخَر ذلك
في نية للاستفزاز.

"اِخرس" نطقها كهسهسة الثُعبانِ مرتشفاً قهوته
على عجل اثنَاء وقوفِه، راقبتهُ بصمت ولم يعد لدي مُتسع
لكبت الكدرِ بِشأن انه سيخرج مرة اخرى الآن
الى نهاية اليومِ، كان ذلِك افضل حين كنت معهُ.
لكني لم اعد معه في العملِ، لم اعُد جواره طوال
اليومِ..

لعلهُ مُستحيل، جعلُ الندوب جميلة.

"القهوة لاتكفِي لتفطِرها وحدهَا" نطقتُ، اجذبُ
الجميع نحوي بسبب علُوِ نبرتِي وحِدتها، حتى
الوداعة في تعابيري قد تلاشَت ولا اعرفُ كيف اُرجعها.

انا فقط غاضبُ، لانني افتقدُه وهو اَمامِي.
لو كانت أماكننا متعاكسة للحظة فقط لكان احرق
الدنيا منذ فترة طويلة قاتلاً مُسمى الصبرِ ، فأين الإنصاف في هذا؟.

"لاترفع صوتك" تحدثَ بِجديَة، يلِف نبرته
بالصرامة لاتذكرَ ماحدودُه الممنوعة لتجاوزها،
لا احد يُحب ان يُصرخ عليه أوليس؟.

"اِذاً اجلِس وتناوَل طعاماً كالبشَر" كنتُ مرَّة
اخشَى ان تتلبسنِي طِباعُه فهو لن يأخذ طباعي
الهادئة ابداً، وماخشيته تحقق منذ زمن ولم ادرِ به،
ان طباعه اصبحت مُتكدِسة فوقِي حتى نسيت ماطباعي.

انا حتى لم انتبِه ان البقية يرونَ هذا.

وضع كُوبه بجلافَة ، دعني اُخمن، مزاجه سيء لانه
تاخر عن العملِ وازداد سوءً لانني وجدت هذه اللحظة
لاقرر ان احتمالُي فاَض لنهايته.

"لن تُكلمني بهذه النبرة ثانية يُونقِي" تكلَّم بِغُلظة
قريباً منِي نتيجة لانحنائِه، اُدرك انا انه لو كنت
شخصاً اخر لتلقيت على الاقَل صفعة بغض النظر
عن أسبابي في استخدام هذا الأسلوب.

كان الاعتذَار او الانصراف من امامه هو التصرف
الصحيح بعد جعله غاضباً ، واِن سُئِلت لم بقيتُ
مكانِي أواجه غضبه بغضبي، لن تكون لدي اجابَة
سوى انه السببُ، لانهُ طبعَ صِفاته لديِّ.






















مرحباا

كيف البارت؟

فوت وكومنت؟ سي يو💙

Continue Reading

You'll Also Like

183K 7.9K 29
تتكلم عن تأليف الي انخطفت في عمر 5 سنوات من عائلة تتمنا الأطفال عاشت وكبرت بينهم ولاكن في يوم وليله تلقى أهلها الحقيقيين في احد المستشفيات و رابع بحو...
1.9K 93 11
العديد من الحراس يتم طردهم بعد اسبوع هذا ان لم يكن بعد يومان من العمل في ذالك المنزل لهذا الحل هو ان يذهب هو شخصيا ليعلم ما هو الخطا رواية كوميدية...
350K 18K 70
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
690 49 1
مَرت الأيامُ وعصفتِ الحروبُ كَثُرة الجُثث وماتتِ القلوب وفي وسطِ هَذه الظُروف وقعَ قلبُ طِفلِين لِيفترِقا بِأبشع الطُرق ويَعودا بِأحلاها - روايه م...