كيلبر السفاح - KILBER THE RIP...

Oleh Hadeer_SM

7.5K 638 128

كيلبر هو فتى متفوق بدراسته يمتلك حلم أن يكون الأول دائماً بكل المراحل ، بيوم من الأيام يخبره والده بأمور غريب... Lebih Banyak

لماذا أنا ؟
بداية الغيث قطرة
التضحية فعل لا كلام
بِلا عودة
نحو المجهول
اصطدام القدر
لقد طفح الكيل
سيف العدالة قادم
ولادة السفاح
خطوات المستقبل
لا تُنسى
غراب يعيد الذكريات
تداخل
استهداف
صباح فوضوي
وقفة تغيير المصير
انفجار بعيد الأفق
هجوم و ترقب
رسائل مشفرة
وجهاً لوجه
كل شيء يجري وفق ارادته
اتصال مربك
سمفونية هادئة بصخب
توقع محكم
لستَ سوى عائق
رؤية غير متوقعة
لقاء طال انتظاره
العودة للمنزل
احتجاج
انتقام
رحيل KR
تحالف مميز
لقد عدت
تقفي اثر
السفاح X
الجوكر
وباء قاتل
المعادي للمجتمع
رحلة نحو الجبال
يذكرني بألمي
بقبضة من حديد
الملك
مجزرة
مثير للشفقة
البركان المحترق
قدر مؤلم
خطاب صادم
ارتياب
كابوس بشع
منذ 18 عاماً
كشف الستار
بشرى صادمة
الكف القرمزي
الرمق الأخير
يبعث من جديد

انسحاب مخطط

45 5 0
Oleh Hadeer_SM


PART 16 ( 46 )

ينظر الوزير الأول نحو افراد الشرطة الذين تعتليهم ملامح الدهشة وينظر إلى معاونيه قائلاً : انظروا إلى ردة فعلهم تلك ، يبدو اننا غبنا لدرجة خروجنا من ذاكرتهم ، يا له من امر مؤلم .

تبتسم الفتاة وتقول : لا مشكلة سموك ، ان نسونا نجعلهم يتذكرون بسرعة ، اساساً الأوضاع الحالية مناسبة لهذا .

يجيبها احد الذين بجانبها قائلاً : لا بد ان الملك حالياً وضعه سيء بسبب غيابنا وغياب الأمير الأول ، لا افهم كيف تجرأ مجموعة من الحثالة على محاربة المملكة والتمرد عليهم .

يقول الفتى الآخر : كل هذا حدث بسبب قاتل يلقب KR وما شابه ، ظهر بعد رحيلنا مباشرة .

ينظر الوزير نحوهم بصمت قائلاً بداخله : ظهر بعد رحيلنا مباشرة ؟ ، يقولها ثم يقول بصوت مرتفع : هيا لنذهب ، علينا مقابلة الملك ؛ يذهبون جميعاً إلى السيارات ثم يتحركون بأتجاه العاصمة بينما يلقي افراد الشرطة التحية العسكرية لهم .

في الجهة الأخرى وتحديداً موقع المعركة بين ثوار الجنوب والجيش الملكي ، يتقدم الثوار ببطء ملحوظ لكن بثبات يجعل من كفة المعركة تميل إليهم .

في المكان الذي يجتمع به قادة الجيش الملكي في المعركة يقول الضابط المسؤول : وضعنا سيء جداً ، لا يمكننا طلب المساندة لأن عدد افراد الجيش قليل جداً ، الذي لا افهمه هو كيف يمكن لمجموعة من المتمردين مجارات الجنود المدربين هكذا ! ، ما الذي يحدث .

يجيبه احد الضباط : ربما احدهم تكفل بتدريبهم خلال السنتين المنصرمتين ، لا يمكن التفكير بأحتمال غير هذا برأيي ، تمكنهم من استخدام المدافع هو دليل كافي .

الضابط المسؤول : اي ان ما يحصل بالمختصر قد تم التخطيط له منذ وقت طويل ، اذا كان الأمر هكذا فما الهدف من الهجوم ؟ ، احتمال انهم يريدون اسقاط الحكم ضعيف للغاية لأن KR يعلم بأن هذا لا يكفي لأنزال الملك من العرش .

يتنهد الضابط آنف الذكر بأنزعاج ويقول : نحن نكرر ذات الكلام وذات التساؤلات منذ بداية المعركة ، اذا لم نصل للأجابات بسرعة سيحدث امر سيء على ما اظن ، دائماً ذاك الوغد يسبقنا بخطوة للأمام ، لو فقط يمكننا اخذ المبادرة لمرة واحدة لأطحنا به .

يضع الضابط المسؤول يده فوق خريطة الجنوب ويقول بأنزعاج : يسبقنا بخطوة على الدوام لأننا نقاتل الظلال ، لا يمكننا اخذ المبادرة من شخص لا نعرفه ولا نصل له ، قتال شخص تجهله هو اكثر قتال تعجز فيه عن الأنتصار .

يدخل عليهم احد الجنود بملامح فائقة السعادة ثم يقول بعد القاء التحية العسكرية : لدي اخبار سارة جداً يا سيدي ، سمو الوزير الأول قد دخل العاصمة مع حاشيته وهو الآن متوجه إلى القصر الملكي .

يبتسم الضابط المسؤول براحة ويقول : اخيراً ، لقد عاد الشخص الذي يمكنه التعامل مع الأمور بأفضل الحلول الممكنة ، كنت قد بدأت بفقدان الأمل ، حسناً انشروا الخبر بين الجنود لترتفع معنوياتهم ويصمدون حتى وصول الأوامر ، يمكن القول بأنه قد تم انقاذنا في الوقت المناسب .

•••••

يصل الوزير الأول ومن معه إلى القصر الملكي وبأنتظارهم حشد كبير من سكان العاصمة والشرطة الملكية ليستقبلوهم بشغف ، فور خروج الوزير من سيارته يهتف الحاضرين له بحماس كبير .

يمشي الوزير وخلفه معاونيه الأربعة وسط اجواء محتفلة ، في الممر الذي يصل إلى غرفة الأجتماع الملكية يقف الملك مع الملكة وخلفهم الأمير الثالث والأميرة الرابعة والأمير الخامس .

يبتسم الوزير وينحني مع معاونيه فور وصولهم لمسافة تبعد مترين عن الملك والملكة ، ينظر نحوهم ويقول : يا للسعادة الغامرة ، تبدو بصحة جيدة جلالة الملك ، وانتِ فاتنة الجمال كما العادة جلالة الملكة ، اعتذر على الغياب الطويل ولكن كان علي استعادة صحتي لأكون قادر على تقديم واجبي بشكل لائق وابقى عند حسن ظنكم .

يضحك الملك ويقول : اهلاً بعودتك يا فولكان ، لقد وصلت بالوقت المناسب تماماً ، كان بودي ان اقيم وليمة على شرف عودتك بصحة جيدة لكن يؤسفني القول ان الوليمة سنقيمها بعد ان تنفذ اول مهمة لك .

الوزير بملامح ثقة : لا تقلق جلالتك ، اولئٰك المتمردين عديمي الحدود سأجعلهم يندمون لمجرد تفكيرهم بالهجوم وحمل السلاح بوجه سلطة جلالتك ؛ ينظر نحو احد معاونيه ويكمل قائلاً : اذهب إلى الضابط المسؤول عن الجيش هناك و اوصل له امري ، لينسحب جميع افراد الجيش إلى العاصمة بسرعة ، هذا اولاً ، انشر جميع افراد فرقتنا في الأحياء التي تعتبر مدخل العاصمة من جهة الجنوب ، ليتمركزون على اسطح المنازل وبداخلها اذا كانت اكثر من طابق ، هذا ثانياً ، اخلوا جميع السكان من الأحياء التي سيذهب اليها اعضاء فرقتنا ، وهذا ثالثاً .

بأمرك سيدي ؛ يقولها المعاون ويذهب مع المعاون الآخر بينما ينظران الملك والملكة والأمراء بتعجب .

تقول الأميرة الرابعة بملامح متسائلة : هل انت متأكد من قرار سحب الجيش ! ، هكذا سنمنح المتمردين فرصة وضع اقدامهم القذرة في العاصمة ، سيفقد الناس ثقتهم بنا .

يبتسم الوزير الأول بمكر ويقول : بحسب ما وصلني قبل وصولي ، المتمردين لا يتقدمون بسرعة ويعمدون لدخول معركة طويلة الأمد لسبب ما غير واضح حتى الآن ، انسحاب الجيش سيبين مدى تعلقهم بعدم التقدم ، اذا قرروا مهاجمة العاصمة لأستغلال الأنسحاب سيقضي عليهم فريقنا ، سيدخلون احياء خالية من السكان والذي فيها هم افضل فريق مدرب على حرب الشوارع ، سيتم سحقهم فور دخولهم وبهذا ننهي الخطر .

الملك  : فهمت ، إنه حل رائع بالفعل ، لم اود التفكير بأعطاء امر الأنسحاب للحفاظ على هيبة الجيش .

الوزير : لا تقلق جلالتك ، سيتم المس بهيبة الجيش اذا طالت المعركة اكثر وتعرضنا للمزيد من الخسائر ، ثق بقراري ، سنقضي على المتمردين بأسرع وقت ممكن .

الملك : حسناً ، سأترك الأمر بعهدتك .

يمشي الوزير نحو الأمير الخامس ويربت على كتفه قائلاً : لقد سمعت بأن سكان الجنوب هاجموك فور ان بدأت بمخاطبتهم ، كيف كانوا ؟ .

الأمير الخامس ( بأنزعاج ) : لقد كانت الضغينة تعمي بصيرتهم ، نظروا الي كما لو انني قتلت احد اقاربهم ، نظرات اشمئزاز واستحقار وكراهية خرجت منهم جميعاً ، ذاك اليوم هو من اسوء ايام حياتي بكل معنى الكلمة ، ارغب بقتلهم جميعاً .

يبعد الوزير يده عن كتف الأمير الخامس ويتبادل النظرات مع الأميرة الرابعة بينما يقول : يظنون ان حملهم السلاح ومحاربة المملكة سيمنحهم مطالبهم ، لكنهم على خطأ كبير ، ذاك القاتل الذي يثقون به سيجرهم إلى نهايتهم المحتومة .

•••••

منذ 3 ايام ...

في الامارة الغربية تقف هايدي داخل غرفة الاميرة سكادي ويتبادلن النظرات الممزوجة بالحزن والأنزعاج ، تقول الأميرة سكادي بملامح غاضبة : من الغريب رؤيتكِ هنا مرة اخرى يا فريا ، اي رياح رمت بكِ الي !! .

هايدي ( بحزن ) : اعتذر حقاً على ما فعلته يا اختي ولكني كنت مجبرة ، لم يكن لدي العديد من الخيارات .

تبتسم الاميرة سكادي ضاحكة بسخرية وتقف لتمشي بضع خطوات نحو هايدي وتقول : مجبرة ؟ ، وليس لديكِ العديد من الخيارات !! ، يا له من امر مضحك حقاً ، لقد تركتيني وهربتي بينما كنت بأمس الحاجة اليكي ، بكيت لسنوات لأنني خسرت عائلتي ، كنت بمفردي تماماً ، شعرت بالخوف وبالوحدة

فوق كل هذا كان علي ان اصبح اميرة هذه البلاد وادير شؤون ساكنيها ، الجميع كانوا ينظرون نحوي بنظرات مريبة ، يريدون حاكمة ترعاهم وتحميهم وتحافظ على توازن بلادها ، رغم عدم معرفتي بأي شيء حول الحكم ورغم اني لم اكن مستعدة لأعيش هذه الحياة ، قلت لا بأس ، لقد ذهب ابي وذهبت امي وتبقت اختي الصغيرة معي ، علي ان اصبح اقوى لأحميها وارعاها وهي ستقف بجانبي بكل تأكيد

كنتِ صامتة وتجلسين بغرفة مظلمة بلا ان تنطقين بحرف واحد ، اتيت إلى جانبكِ وبكيت وتوسلت لتجيبيني على الأقل ، لكن بلا اي فائدة ، 6 سنوات وانتِ تجلسين بصمت تام متجاهلة لكوني في امس الحاجة لكِ ، اول مرة قررتي فيها الخروج من السبات الذي عشتيه تركتي لي رسالة تافهة كتبتي فيها : ( لم اعد قادرة على الأحتمال ، سأتجاهل الماضي وسأعيش بمفردي بعالم جديد وابدأ حياة جديدة ليس فيها اي شيء يذكرني بأبي ، الوداع )

تلك الرسالة ادهشتني بقدر ما حزنت عليها ، ربما رأيتِ انني لا استحق حتى ان احادثكِ بينما تجيبيني بصمت تام ؛ تقترب منها اكثر وتمد يدها اليمنى نحو هايدي مشيرة بأصبع السبابة لتكمل قائلة بغضب : ما فعلتيه كان خيانة كبيرة يا فريا ، ما فعلتيه لا يعد اقل بشاعة من الذي فعله بنا ابي ، يا للأسف .

تبدأ دموع هايدي بالتساقط على خديها بينما تخفض رأسها للأسفل وتقول : لقد مريت بشيء بشع لدرجة انني لم اكن قادرة على تخطيه ، راودتني الكوابيس مراراً ، ليلة بعد ليلة ، لم استطع النوم لعدة ايام ، منظر ابي وهو يغرق بالدماء تحول لكابوس رافقني على الدوام ، لم اتخلى عنكِ بأرادتي صدقيني ، رحلت لأني سأكون عبء كبير على كاهلك .

تلوح الاميرة سكادي بيدها غاضبة وتعود لكرسي العرش ثم تقول : حجة واهية يا فريا ، لم تتخلين عني بأرادتكِ رغم انكِ قد امتلكتي الأرادة الكافية التي تجعلكِ تقررين عيش حياة جديدة وتتركين رسالة وتخرجين من البلاد بكل اريحية ، بأختصار انتِ قررتي التخلي عني لتكوني قادرة على نسيان الماضي ، بهذا القدر وحسب .

بينما تزداد الدموع المعبرة عن حزن هايدي الذي دفن بأعماقها لوقت طويل تقول الاميرة سكادي : على اي حال ، لقد تتبعت اخباركِ بشكل مستمر ، اخترتي اسم هايدي للفتاة الجديدة التي ولدت بداخلكِ ، انضممتي لحماة العاصمة وما شابه ، اصبحتِ قاتلة للحكومة والآن اداة يحركها سفاح يسرق ارواح الآخرين ، هل هذه هي الحياة التي طمحتي لعيشها ؟ ، يلقبوكِ القطة المتوحشة وما شابه ، هل الفتى المصاب هو القاتل KR ذاته ! .

تستمر هايدي بذرف الدموع بصمت ورأسها محني للأسفل ، يزداد الغضب الذي يتملك الاميرة سكادي فتصرخ بصوت مرتفع جداً وشديد قائلة : توقفي عن التزام الصمت واجيبيني يا فريا ، لم اعد احتمل قولي كلام لا اسمع رد عليه كما لو اني اخاطب الجدران .

تمسح هايدي دموعها وتنظر نحو سكادي لتقول : نعم هو ذاته القاتل KR ، لقد حصل خلاف بداخل فريقنا وادى إلى اصابته ، ارجو ان تساعديه وانا مستعدة لدفع الثمن الذي تجديه مناسب لأجلي ، اسجنيني او امنعيني عن الخروج من هنا إلى الأبد ، وحتى لا امانع موتي ، اريد شيء واحد وهو ان يقف هذا الفتى على قدميه مرة اخرى .

سكادي ( بتسائل ) : لما انتِ متمسكة به إلى هذه الدرجة ؟ ، ما الذي يعنيه هذا الفتى لكِ ! .

تبتسم هايدي وتجيب بمشاعر صادقة : شكله يحيي ذكرى اخينا الكبير .

يعتلي التعجب ملامح الاميرة سكادي التي تقول : ماذا تعنين بهذا ؟ ، ما علاقة اخي به !! .

هايدي : عندما تلقين نظرة عليه ستفهمين .

بعد مرور ساعتين ...

تمشي هايدي ذهاباً واياباً امام الغرفة التي تتم فيها معالجة كيلبر بينما تقف الاميرة سكادي مع معاونها ناظرة بصمت نحو هايدي ، يخرج الطبيب من الغرفة مع 5 من مساعديه فتذهب هايدي نحوه وتقول بقلق وخوف بالغين : هل هو بخير ؟ .

الطبيب : نعم ، إصابته كانت خطرة للغاية وفقد الكثير من الدماء لكنه بخير الآن ، عليه ان يستريح لفترة طويلة ويبتعد فيها عن اجهاد نفسه بشدة .

تنظر الاميرة سكادي نحوه وتقول : شكراً على جهودك الرائعة كما العادة ، انت تجبرني لرفع مرتبك بشكل مستمر .

يبتسم الطبيب ويجيبها قائلاً : إنه واجبي سموكِ ، كما ان المهم لدي هو تلبية مطالب منقذة هذه البلاد حتى الموت .

تضحك الاميرة سكادي وتربت على كتفه لتقول : ليكن عمرك مديد ايها الطبيب ، هيا اذهبوا لنيل قسط من الراحة ؛ تقولها وتدخل مع هايدي إلى الغرفة ، تقترب الاميرة سكادي من كيلبر الذي ينام فاقداً الوعي فتعتليها ملامح الأنذهال وتقول بدهشة : إنه حقاً يشبه اخينا الكبير ، هو اجمل قليلاً لكن ه..هذا لا يعقل .

تجلس هايدي بجانبه وتقول : بالفعل لا يعقل ، ببقائي جانبه شعرت كما لو ان اخي الذي يحبنا لا زال يتنفس ويعيش مثلنا ، لم اكن قادرة على تجاهل هذا التشابه وبمرور الوقت اصبح هذا الفتى هو كل ما اهتم له ، اريده ان يستمر بالعيش حتى لو كان ثمن ذلك هو خسارتي لحياتي .....

بعد مرور يوم ...

في احد مقابر العاصمة يجلس ثيمبرايوس غالقاً عينيه بجوار قبر يتم حفره من قبل اثنان من رجاله ، بذات الوقت يأتي 6 اشخاص وهم يحملون نعش اسود اللون عليه رمز كف قرمزي اللون بمقدمته ، يكمل الرجلان الحفر فيأتي حاملين النعش ويضعوه بالقبر .

ينظر احدهم نحو ثيمبرايوس ويقول : لقد ادخلنا النعش للقبر سيدي ؛ يفتح ثيمبرايوس عينيه وينظر للقبر مجيباً : حسناً غادروا المكان ؛ يذهبون جميعاً فيقف ويأخذ المجرفة ويبدأ برمي التراب فوق النعش ، يرميه ببطء وبتعابير باردة ، يجلس بجانب القبر بعد ان اكمل رمي التراب وينظر نحوه قائلاً : رحلتي بسرعة يا نايا ، كانت لدينا العديد من الخطط التي سنفعلها ، قررنا ان ننجب فتى وفتاة وكنتِ تنتظرين اليوم الذي سأصبح فيه زعيم المنظمة ، جميع احلامكِ التي امتلكتيها كانت مشتركة فيما بيننا

اشعر بشيء غريب بمنطقة الصدر ، كما لو ان احدهم قد وضع صخرة كبيرة اعجز عن ازاحتها ، اظن ان هذا هو الحزن الشديد ، منذ ان كنت صغيراً وانا لا اعرف كيف اعبر عن حزني ، الآخرين يشرعون بالبكاء لأخراج هذه الصخرة الحزينة التي تجعلهم عاجزين عن التنفس ، لكنني لم اتمكن من ازالتها بأي شكل من الأشكال ، بل على العكس ، هي استمرت بالتوسع واصبحت اكبر

مات كل افراد عائلتي امامي تاركين الصخرة هذه على ابنهم الذي كان بسن العاشرة ، لم يبقى لدي اي اقارب ، بعدها اتيتِ انتِ واصبحتِ بمكان عائلتي التي خسرتها في طفولتي ، لكن يبدو انني لا استحق العيش مع عائلة ، سأخسر كل شخص احبه بذات الطريقة ، عدم القدرة على البكاء شيء مؤلم للغاية ، يتملكني شعور غريب اعجز عن وصفه بمجرد كلمات

لا تسمعيني اليس كذلك ؟ ، اخدع نفسي بمخاطبتكِ على امل انكِ تصغين لكلماتي ولكني اعلم بشكل جيد ان روحكِ الآن هائمة بمكان مجهول تاركة جسدها الجميل في مكان مظلم للغاية ، رغم ذلك لا يمكنني التوقف عن الكلام ، لا استطيع تقبل فكرة اننا لن نتحاور مع بعضنا مرة اخرى ، ارغب بالبكاء حقاً ولكني اعجز عن ذلك ؛ بينما يردد كلماته الحزينة تتجمع الغيوم السوداء فوق المقبرة سالبة بهذا ضوء الشمس ، يضرب المكان هواء بارد للغاية وتتحرك جميع الأشياء المرمية على الأرض ليصل صوتها لكل انحاء المقبرة التي تنعم بالهدوء ، تتساقط قطرات المطر واحدة بعد اخرى برفق وببطء .

ينظر ثيمبرايوس نحو الأعلى ويقول : انظري لهذا ، حتى السماء تبدو حزينة للغاية ، سأجد من قتلكِ وارسله اليكِ بأقرب وقت ممكن ، الآن علينا ان نفترق ، لقد كانت معرفتكِ لطيفة للغاية ؛ يقول كلماته ويمسح التراب ثم يقف ويسير مبتعداً بالتزامن مع تزايد قطرات المطر .

•••••

عودة للحاضر ...

في احد منازل حي ( كيكوف ) جنوب المملكة يجلسان ايسي و هالمز ، تقوم ايسي بطلاء اظافرها بينما يقرأ هالمز احد الكتب ، يرن هاتف هالمز فيجيب قائلاً : اهلاً يا ليبيرتو ، ما الوضع .

ليبيرتو : لقد اكتمل كل شيء كما هو مخطط ، الجيش الذين يحمون حدود العاصمة انسحبوا والطريق نحو العاصمة مفتوح ، ماذا نفعل ؟ .

يبتسم هالمز ويقول : إنها لعبة من العاب الوزير ، ذاك العجوز القذر من الجيد إنه وصل بوقت متأخر ، لينسحب جميع رجالك نحو الجنوب مرة اخرى وينهون الهجوم ، لا داعي للمخاطرة بما ان هدف مهمتنا الأساسي قد تحقق ، اليوم ليس اليوم الذي سندخل فيه العاصمة لكنه بات قريب .....

• 2148 WORDS •

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

1M 39.3K 50
تقدمت عليه واني احس الخوف والرعب احتل كل جسدي وقلبي أحسه توقف واني اشوفه جالس گدامي مثني رجله وخال عليه ايده والايد الثاني ماسك رأسه متوجع قربت عليه...
4M 97.5K 165
ادخلي يلاا ملك بعيط. ونبي روحني وانا هشتغل واللهي وهدفعلك فلوس اللي اخدها جوز اميي بس روحني يلاا بق ادخلي وكفاية عيط ملك. طب م. مش حرم عليك. تتجوزني...
13.8K 693 31
هاي القصة تتكلم عن عاشقان اثنان سوف يتعذبون ولكن الحب دوما ينتصر على الشر ... اقروها وملح تندمون ? البداية 2018/5/7 النهاية 2018/9/30
294K 11.7K 45
من الصعب ان تفعل شئ غصباً ولكن من الرائع ان تجد هذا الشئ اجمل شئ حدث لك فى حياتك♥! -Harry Styles