TAEHYUNG
كانت منطقة الكواليس مليئة بالأشخاص المشغولين الذين يدخلون ويخرجون ومصففي الشعر وفناني الماكياج يساعدون المتعرية في ارتداء الشعر المستعار والتأكد من أن الذكور المغريين بدوا بشكل مثالي في عرضهم الأخير لهذا الموسم
كان اليوم يومًا خاصًا أو لنفترض أنه ليلة خاصة
كانت آخر أمسية عمل قبل إغلاق جزء من النادي لقضاء عطلة الصيف بالنسبة لي كان هذا يعني شهرين كاملين من الإجازات حيث كنت أنفق كل أموالي على الملابس الفاخرة والفنادق وعلاجات البشرة باهظة الثمن التي لم أكن بحاجة إليها حتى لطالما بدت بشرتي خالية من العيوب حتى بدونها وكنت أدرك ذلك تمامًا لكن من الذي لا يحب إنفاق الأموال على أشياء غير ضرورية؟
كنت قد أنهيت بالفعل جميع عروضي الليلة ولم أشاهد في الحشد سوى الشخص الغريب ذو الشعر الفضي الذي قابلته منذ ثلاث ليال بارك جيمين لكن مثل المرة الأخيرة التي شاهدني فيها فقط أرقص وعاد مباشرة إلى سيارته بمجرد إغلاق الستائر
مما جعلني مرتبكًا ومدهشًا كما كان في الأيام السابقة لكن بكل صدق أثار اهتمامي هذا الفتى الصغير الجميل و بدأت ببطء أحب شخصيته المنغلقة والغامضة لقد وجدت له
سلوكًا مثيرًا للاهتمام كيف بدا غير قابل للوصول ومدى اختلافه عن جميع المتسكعون المنحرفون الذين أتوا هنا فقط للنظر إلينا نحن المتعريات لأننا كنا لحوم نيئة لاستخدامها لكنني لم أستطع الشكوى لقد اخترت هذا المسار الوظيفي طواعية وكنت راضيًا جدًا عن وظيفتي شعرت بالقوة والثقة والأهم من كل منهم جميلة كان سببًا كافيًا بالنسبة لي لمواصلة الرقص على العمود مع كل الرجال المقززين الذين أكرههم لكن الرجال الذين أحببتهم في نفس الوقت خاصة أموالهم بدأ التخبط المحموم في الغرفة بالتدريج يثير أعصابي وأخيراً سيطر علي التعب
لقد وصلت إلى حقيبتي وجميع متعلقاتي الشخصية والتي تتكون فقط من هاتفي والسجائر وآذان القط الفضية التي كنت أعتز بها بشدة
وقلت وداعًا لكل من في الغرفة وأتمنى لهم صيفًا لطيفًا يملأ وجوههم قبلات مبتلة من قبل خرجت من الباب الخلفي كانت الليلة دافئة لم تكن باردة جدًا ولا صيفية جدًا كانت مثالية لبدء أول إجازة حقيقية على الإطلاق لقد استمتعت بالنسيم المنعش الذي كان يداعب وجهي كقبلة حلوة وبدأ شعور غريب بالحرية يتفتح في قلبي
على الرغم من أنني لم أستطع تحديد سبب ذلك تمامًا لم أشعر أبدًا بأنني محبوس بين جدران النادي لكن مع العلم أن لدي الآن الكثير من الوقت لنفسي شعرت بالانتعاش والغرابة إلى حد ما نزلت على أحد الكراسي المرتفعة أسفل لافتة النيون الحمراء
"الامتنان"
وقررت أن أدخن سيجارة واحدة أخيرة قبل العودة إلى المنزل ترددت صدى الموسيقى الخافتة والبعيدة القادمة من داخل الملهى بهدوء في أذني وتناثرت سماء الليل بآلاف النجوم مشهد نادر في المدينة الملوثة لا يسعني إلا التحديق في ذلك بدا الأمر وكأنني كنت أرى السماء لأول مرة منذ سنوات لقد ركزت كثيرًا على الجمال البشري لقد نسيت تمامًا كيف يمكن أن تكون الطبيعة جميلة وهو الكمال الذي لا يمكن مقارنته بالناس الأشخاص الذين يشيخون بمرور الوقت ويتلاشى جمالهم تدريجيًا من ناحية أخرى ستبقى الطبيعة دائمًا ساحرة إلى ما لا نهاية ونقية إلى الأبد عندما لا يتم تدميرها
فكرت في كل تلك الأشياء الصغيرة غير المهمة واستمتعت بالجو الهادئ واستنشق الدواء المألوف المسمى Camel Blue وأراقب كيف ضاع الدخان في الهواء أغمضت عينيّ للحظة وبعد أن سحقت السيجارة الجاهزة تحت حذائي جلست وقررت أن الوقت قد حان للعودة إلى المنزل كانت الساعة حوالي الثانية صباحًا كانت الشوارع مظلمة وقاتمة
و غير مريحة للغاية
أشعر في حفرة معدتي اقتربت من مصابيح الشوارع وحاولت ألا أفكر في فيلم الرعب الرهيب الذي شاهدته في الليلة السابقة عندما لم أستطع النوم لقد أوصاني صديقي دوريان بذلك ومن الحماقة أن أجربه بالفعل يعيش فريدي كروجر في امريكا بعيدًا بعيدًا عن هنا في العادة كنت أعمل أثناء الليل وأنام طوال اليوم وأعود إلى المنزل عندما كانت الشمس قد أشرقت بالفعل في السماء لذلك لم أضطر أبدًا إلى السير في الشوارع الخطرة بمفردي اليوم كان استثناءً
وشتمت نفسي لكوني غير ناضج وخائف لا تخافوا من تايهيونغ الميت خافوا من الأحياء كررت هذه الكلمات مثل تعويذة بينما في الواقع لم أكن مقتنعًا تمامًا بقوتها على الإطلاق لكنني تمكنت بطريقة ما من عبور موقف السيارات في النادي على ساقي مرتعشة تاركًا الإشارة الكهربائية الحمراء لمسافة بعيدة خلف ظهري الآن
شعرت بالغرابة حقًا كنت حرًا وإمكانياتي غير محدودة لمدة شهرين على الأقل لا ملابس لا قطب لا يبدو جائعًا يتجول في جسدي ابتسمت لنفسي أفكر في المكان الذي سأقضي فيه أيام حياتي بوسان لم أذهب إلى هناك من قبل ولم أر البحر مطلقًا لذلك اعتقدت أنه سيكون المكان المثالي للزيارة في الصيف مجرد التفكير في المطاعم الباهظة التي كنت سأأكل فيها وكل الأشخاص الجميلين الذين كنت سأمارس الجنس معهم جعلني أبتسم بالرضا تخيلت كل شيء في رأسي
البحر المتلألئ كل الأجساد نصف عارية المثيرة على الشاطئ الكوكتيلات القوية الملونة عندما استحوذ شيء ما في زاوية عيني على انتباهي مما جعل قلبي يقفز تقريبًا من صدري ليس شيئًا ولكن شخصًا ما تعرفت عليه على الفور شعر فضي جسم صغير يد صغيرة ممتلئة حتى في الظلام كنت متأكدًا من أنه هو السيد بارك كان جالسًا في سيارته ورأسه على عجلة القيادة حيث بدا أن جسده يرتجف بشكل مؤلم ولكن في الظلام كان من الصعب للغاية معرفة ما إذا كانت هذه العبارة صحيحة أم لاً كانت أضواء السيارة مطفأة لكنني ما زلت أستطيع أن أقول إن هناك شخصيته التي كنت أراها وليس أي شيء مخترع من مخيلتي المرعبة اقتربت وسألت نفسي على الفور ماذا يفعل هنا في منتصف الليل؟ تذكرت أنني رأيته يغادر منذ أكثر من ساعة أو ساعتين
وصلت إلى السيارة وطرقت بتردد على النافذة المجاورة لمقعد السائق جعله هذا الإجراء يتخبط ويقفز بشكل محموم ممسكًا بقلبه بيد واحدة وعيناه تبرزان
"مرحبا آسف هل أنت بخير؟"
عندما وجد وجهه أخيرًا صوتي المكتوم مسح سريعًا الدموع التي كانت تتدحرج على خديه ودفع النافذة لأسفل حتى نتمكن من التواصل بسهولة أكبر
"أوه هـ- هاي تايهيونغ أليس كذلك؟"
سأل جيمين بتلعثم محرج كان صوته خشنًا ومنخفضًا وكأنه يعاني من التهاب شديد في الحلق كان وجهه أحمر ومنتفخًا وعيناه المتعبة كانتا ملطختين بالدماء من كل الدموع التي أراقها ولد مسكين لا بد أنه بكى هنا لبضع ساعات
"نعم أنا ولكن تاي إذا أردت .. هل كل شيء على ما يرام؟"
كررت السؤال على الرغم من علمي أن لا شيء على ما يرام لكنني لم أستطع التفكير حقًا في أي شيء آخر يمكنني إخباره به نظر إلي وتردد غير متأكد مما يجب فعله بعد ذلك وبدا للحظة أنه يريد أن يتجاهلها ويعطيني واحدة من تلك الابتسامات المزيفة والتي تعني ببساطة أن تبتعد إنها ليست كذلك
ولكن بمجرد أن رأت عيناه حاجبي المجعد في تلك اللحظة انكسر شيء بداخله بدأت شفة جيمين العليا ترتجف عندما بدأ في البكاء واهتزت بشكل لا يمكن السيطرة عليه بينما وقفت هناك مجمدة في مكانها لم أكن أعرفه جيدًا على الإطلاق لذا فكرت إذا كنت سأتركه هناك لأبكي روحه بسلام لكنني قررت في النهاية رفض ذلك درت حول السيارة حتى وصلت إلى الباب المجاور لمقعد الراكب فتحته دون تردد وجلست بجانب الصبي الباكي جلست هناك للتو
ووضعت يدي بشكل محرج على فخذي وأنا أنظر حولي ويبدو أنني مهتم بكل شيء باستثناء أول شخص يبكي على بعد بضع بوصات مني
"ف -ف الواقع ا-ا نا لست ب -ب خير
ز -ز وجتي ت -تخ ..سر ا..ا بن"
حاول التوضيح بعد فترة لكنني لم أستطع لا أفهم أي شيء مما كان يحاول إخباري به
"اشش .. ليس عليك التحدث عن ذلك فقط
اتركه إنه يساعد"
أعتقد مدت ذراعي على كتفه وعانقته بشكل محرج بينما أراح رأسه على جذعي وصرخ في قميصي كان جالسًا هكذا في الدقائق التالية حتى هدأ جيمين من روعه لقد لعنت نفسي لكوني فضوليًا لدرجة أنني جنيت على نفسي في هذا الموقف غير المريح والغريب
لكن شيئًا ما عن هذا الصبي الغامض
أخبرني للتو أنه يجب أن أبقى بجانبه كما لو أن قوة غير مرئية وغير قابلة للتفسير جعلتني أقرب إليه مهلا هل ذكر أن لديه زوجة؟
بينما كان جيمين يبكي لم أستطع إلا أن أنظر إليه فتن بجماله وميزاته المثالية المتناسقة التي أحسدها كان شعره الفضي فوضويًا ووجهه متوردًا لكنه جعله يبدو أكثر روعة في عيني. كان ببساطة رائعًا. ابتسمت لنفسي وابتلعت الصبي أكثر في العناق. سرعان ما أصبحت نكاته أكثر هدوءًا وبعد فترة كسر عناقه وجلس مستقيماً على مقعده يحول رأسه إلى الاتجاه الآخر في حرج ويداه الصغيرتان تحاولان
تجفيف عينيه المبكيتين
"أنا آسف جدًا ..لا أعرف ما الذي حدث لي يمكنك المغادرة إذا أردت أنا آسف لإزعاجك"
قال احمر وجهه من الكلمات التي قالها
"لا تقلق كلنا نمر بأيام سيئة في بعض الأحيان هل تريد سيجارة؟"
أومأ برأسه وفتحت حقيبتي وأخرجت اثنين من الجمل الأزرق وسلمت إحداهما بينما أضع الأخرى بين شفتي
جلس هناك في صمت ونحن ندخن ألقيت نظرة فاحصة حول سيارته وفي كل مرة تلتقي فيها عيناي كان ينظر إلى أسفل ويركز نظرته على ركبتيه لاحظت صورة تتدلى من المرآة كان في إطار صغير على شكل قلب وأظهر جيمين وسيدة كبيرة تعانق بعضهما البعض بابتسامات مرسومة على وجوههم السعيدة
"أوه أنت وأمك؟ أنت تبدو لطيف"
سألت في محاولة لرفع المزاج لقد فشلت فشلا ذريعا نظر إلى الصورة وأطلق ضحكة مريرة
"إنها زوجتي مينا"
حدقت فيه في حالة صدمة وفمي يتدلى على مصراعيه أردت أن أقول شيئًا ما لكنني لم أستطع إخراج كلمة واحدة في تلك اللحظة
"ل لكن .. أنت .. هنا .. رجال-ن-نادي"
تلعثمت مشيرة إلى الإشارة الحمراء التي برزت من بعيد ثم نقر
"أوه هي لا تعرف أليس كذلك؟"
هز رأسه بالموافقة وأخذ نفخة أخرى من سيجارته
"اكتشفت اليوم أن لديها ابنًا يبلغ من العمر 18 عامًا أصغر مني بسنة فقط"
قال بعد فترة صوته يملؤه المرارة والفزع
"أوه هذا سيء يا رجل"
صفعت نفسي داخليا هذا ضعيف يا رجل؟ هذا هو أكثر شيء غباء قلته على الإطلاق فكر في شيء أكثر ذكاء تاي عبس بامتعاض
"بالتاكيد هو"
"مرحبًا لماذا لا تطلقان فقط؟ لا يمكنك إجبار نفسك على حب شخص ما كما تعلم خاصة إذا كنت لا تحب الجنس على الإطلاق"
ضحكت بشكل محرج لم أكن أعرف من أين أتى كلام الحب المتمني ولكن بدا أنه كان له نوع من التأثير الإيجابي عليه
"أنا أعلم سأنهي الأمر في النهاية .. أنا فقط لا أعرف كيف مثلما تزوجنا للتو اعتاد جميع أصدقائي وعائلتي عليها ولا يمكنني إنهاء ذلك والادعاء أنني كما تعلم ليس الأمر سهلاً كما تعتقد "
"أعتقد أنه إذا أحبك أفراد عائلتك وأصدقائك فسوف يفهمون أنه لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لك أبدًا وكلما أسرعت في القيام بذلك كان ذلك أفضل لأنه إذا انتظرت فسوف يزداد الأمر سوءًا"
انا ذكرت نظر إلي بعينيه العريضتين عسليتين ولم أستطع إلا أن أبتسم كان هذا الصبي يقودني للجنون وقد رأيته للت عدة مرات
"ولكن كيف؟ كيف يمكنني فعل ذلك؟ ظللت أنكر أنني كنت .. مختلفًا .. لسنوات كيف يمكنني أن أكون نفسي؟"
سأل السؤال موجه إلى نفسه أكثر من توجيهه إلي أنا لم يكن في وسعي الرد على هذا السؤال ولكن بعد ذلك برزت فكرة مفاجئة ومجنونة تمامًا في رأسي ابتسمت ابتسم عن علم لعق شفتي
"ربما .. عليك فقط أن تقبل أنك تحب الرجال"
همست بتواضع بينما اقتربت من وجهه وأخذت خديه كاملين بأطراف أصابعي نظر إلي بصدمة ورعب لأنه أدرك ما قمت به للتو تردد للحظة ونظر بعمق في عيني ثم هبطت نظرته على فمي أخذت هذه الفرصة لتحطيم شفتي على وجهه وعندما لم يتراجع ارتبطنا بقبلة جامحة وساخنة
في هذه الليلة الصيفية الجميلة كانت النجوم تتألق فوق نادٍ يُدعى The Gratitude كان الجزء الداخلي من سيارة المرسيدس السوداء المتوقفة مليئًا بالأنوين اللطيفة المكتومة وانتشرت رائحة الحب حول المقاعد وتعفير النوافذ وعقول الرجلين في هذه الليلة الصيفية الجميلة شعر بارك جيمين بنفسه لأول مرة في حياته
من ناحية أخرى كيم تايهيونغ المتعري البارد والمغري سقط رأسًا على عقب للصبي الذي بالكاد يعرفه