لكل شيء عنوان وعنوانها الأسود، لم تكتفي بتزين نفسها به بل وأطّرت صورتها كذلك تأكيدًا لإنتمائها إليه، عشقت الكتابة وكانت لها قبسًا من نورٍ وسط الظلام، يعرفها الجميع بصاحبة أسود و على قيدكِ أنتِ وتمتلك كذلك حرب الظلال، جعلتنا جميعًا محبين للأسود ولامست قلوبنا بكلماتها وتعبيراها، عبرت عنا وأعطتنا شخصياتٍ أحيانًا يعبرون عنا وأحيانًا هم يعيشون معنا في الواقع بالفعل
لذلك لنذهب في جولة نتطلع فيها على حياة صاحبة كل تلك الأوصاف ونعيش معها بعض من مشاعرها التي عاشتها خفية مع شخصياتها..
lyoshl
لنبدأ بـ |اسئلة شخصية..|
ما اسمكِ؟
-آيه حسن، ولكن لا أحبذ مناداتي إلا بِـ يـوش..
ما الذي يمكن أن تكشفيه من حياة يوش من معلومات في الواقع؟
-لا أعلم حقًا، لا شيء مثير في حياة يوش للكشف عنه..
لماذا تفضل يوش كونها شخص مجهول؟
-أنا شخصيّة غامضة في الواقع للمحيطين بي، وفي العالم الإفتراضي كذلك، لا أحد يعرِفني حق المعرِفة حتى أقرب الأشخاص لي، لا أُحب أن تكون لي هويّة محصورة بِجنسية، بعمر أو حتى دين، ومن يعرفني منذ بداية مشواري الكتابي، سيتذكر أن يوش لم يكُن يعلم أحدهم من أين هي، كم تبلغ من العمر وما هو اسمها الحقيقي، ولم يكُن القصد أبدًا تصنع الغموض أو أن أكون شخص مجهول، بل هذه طبيعتي، لا أُحب أن يعرف العالم عني كل شيء، فكرة هكذه ترعبني، وفي الحقيقة كُلما تعرف علي أحدهم أكثر كلما إبتعدت عنه..
كلما كان كم المعلومات المعروف عنكِ أقل كلما قل حكم الناس عنكِ ولا تريدين أن تكوني على توقعات أحد، هل هذا صحيح؟
-تقريبًا هكذا..
متى بدأتي الكتابة، وما الذي ألهمكِ للبدء؟
-بدأتها في شهر أكتوبر عام ٢٠١٥، ورُبما لهذا السبب أغلب رواياتي تبدأ أحداثها في شهر أكتوبر، ما ألهمني للبدء هو موت شخص غالٍ على قلبي، كانت كالصدمة بالنسبةِ لي ولم أكُن قادرة حتى على البكاء، فوجدت ذاتي أنجرف للتعبير عن مشاعري بالكتابة، فأنا منذ الصغر كُنت مُحبه للتعبير وكُنت أقوم بكتابة بعض الأشعار الصغيرة..
|أسئلة خاصة برواياتكِ..|
مارلين بطلة أسود الجزء الأول أم يولاند بطلة أسود الجزء الثاني؟
-يولاند بالطبع..
الكل يعلم أنكِ تفضلي أسود الجزء الثاني عن أسود الجزء الأول، هل ممكن مستقبلًا أن لا نرى أسود الجزء الأول مرة ثانية على منصة الواتباد؟
-حقيقة أنني أفضّل الجزء الثاني عن الأول لا تسمح لي بحذف الجزء الأول، فهناك من سيُعارِض رأيي وسيقول بأن الجزء الأول أفضل، وهُناك الكثير من يحبونها، مارلين وزين كانا قريبان لِقلبي كثيرًا، ولن أنسى الأشياء التي تعلمتها بِفضلهُما، لذا من المستحيل أن أحذف وجودهم من قائمة أعمالي، لأنه عمل أفتخر به بالرغم مِن أنه غير مثالي..
لماذا فضلتي عمل جزء ثاني من أسود بشخصيات وقصص مختلفة؟ هل شعرتي أنكِ لم تعطي الأسود حقه في الجزء الأول؟ ولماذا تفضلي أسود الجزء الثاني عن الأول؟
-شعرت بِأنني لم أنصِف الفكرة، ولَم أعطي الأسود حقه في ذات الوَقت، إضافةً لِشعوري بالحاجة لِتوصيل فِكرة معينة ومناقشة قضيّة أقوى مِن الإكتئاب، وسبب أقوى لِقضيّة التغير الذي يطرأ على المرء بسبب ما عاشه ومن كانوا في حياته، أما من ناحية لِماذا أفضل الجزء الثاني عن الأول، فالسبب يعود لِكون شخصياتها يستطيعوا أن يكونوا قدوة، وهذا سُيدركه القراء في نهاية الرواية، ولأنها تناقش فكرة أهم بكثير من فكرة أسود الجزء الأول، والسبب الثالث هو إحتوائها على الفن بشكل كبير، وتصويره بِأشكال مختلفة، وأنا شخصية مُحبة للفن..
على قيدك أنتِ مستوحاه من الواقع كما يعرف الجميع، كيف كانت ردة فعل الأبطال الحقيقين تجاه الرواية؟
-ما لا يعرفه الجميع، هو أن الأبطال الحقيقيين لا يعرِفوا بحقيقة أن أسرارهم المؤلمة خرجت لِمئات الناس، وأصبحت رواية..
هل تستطيعين تخيل شعورهم إذا علموا وتصفيه؟ وهل يمكن أن يغضبوا منكِ؟
-لا أستطيع تخيل شعور آخر غير الألم والغضب، فهذه العلاقة أثرت بِحياة كِلاهُما ولم يتعافى أحدهم حتى الآن مما حدث، بالرُغم من مرور عشرة أعوام على الفراق بينهُما..
|عودة الاسئلة إلى شخصية يوش|
أقرب أبطالكِ إلى شخصية يوش؟
-آريـان..
هل يمكنكِ إخبارنا السبب؟
-إن أعطيتك الأسباب سيُكشف أمري، ولكني سأخبرك بِأني لست بالكامل كآريان ولكنه يمتلك البعض مِن صفاتي التي لن أفصح أيّها..
إجابتكِ ذكية ورائعة حقًا
إذا كان لديكِ فرصة أن تقابلي أحد أبطال رواياتكِ من سيكون؟
-سأحب أن أقابل سعيد..
هل يمكنكِ إخبارنا بالسبب؟
-رُبما لِأنني لطالما أحببت حكمته، وقوته بالرغم من كُل شيء عاشه، قوته التي تصاحب لينه، ولكونه صديق وفي، هناك أيضًا أسباب لا تُقال، فسعيد هناك تفاصيل في حياته لم تُذكر ولكنها مكتوبة في مسوداتي..
هل شعرتي من قبل بالخوف من فشل عمل روائي لكِ؟ وإذا حدث الفشل كيف واجهته وحللتي الأمر؟
-بالطبع أي كاتب يشعر بالخوف من الفشل، ولكن بالنسبة لي ليس بالخوف الكبير، فأنا لا أؤمن به، أو بمعنى أوضح لدي مفهوم آخر للفشل كوني كاتبة، وهو ألّا أستطيع الوصول بِكلماتي لقلب أحدهُم، ألّا أغيّر فكرة يمتلكها، ألّا أُسقِط دموعه، ألّا أجعله يشعُر بِالقشعريرة تسري في جلده بسبب كلماتي، لِأني أؤمن بِأن ما أكتبه لابُد أن يصل لِقلب أحدهم وهنا أكون نجحت، وليس بِأن تنجح بِالأرقام، والحمد لله أظنني لامست الكثير، ولن أفشل في ذلك لا الآن ولا في وقت لاحق بِإذن الله..
أضمن لكِ إنكِ لامستِ قلب هنا بكلماتكِ وبالطبع الكثير من قراءكِ ومعجبينكِ
-يسعدني هذا الشيء كثيرًا..
أكثر نوع من القراء لا تحبينه؟
-أكثر نوع لا أحبه هو من يحكم على أحد الأبطال ولايزال هناك الكثير الخفي من شخصيته، والنوع الذي يبقى صامت طيلة قراءة الرواية ويقوم بالتعليق بشيء سلبي في فقرة معينه، لا أحبذ الأشخاص المتربصين بالسلبيات والعيوب، دون إعطاء الإيجابيات حقها..
أكثر نوع من الكتّاب لا تحبينه؟
-الذي يكتب روايات تهين المرأة من قِبل الرجل، كما لاحظت في السنوات الأخيرة، إنتشار كبير جدًا للكاتبات اللواتي يقمن بكتابة محتوى مُهين للمرأة جنسيًا وشخصيًا، مما يجعلني أغضب من حقيقة أنهن فتيات من يكتبن هذه الأشياء، ومن حقيقة أن هناك الكثير من الفتيات المراهقات اللواتي سيتأثرن من هذه الأفكار ويرضين مستقبلًا بمعاملة كهذا تحت مسمى "الحُب"، وهذا خاطِئ فالحب أسمى بكثير مما يُجرم بحقه في روايات الواتباد!، إضافةً إلى أن على كل كاتب أن يكون حذر في المواضيع التي يكتبها فهي بإمكانها بناء شخصية فرد وهدمه كذلك..
إذا توليتي السلطة في الواتباد لأسبوع ما هي خططكِ أو التغيرات التي سوف تجرينها؟ وهل فكرتي يومًا أن تصبحي سفيرة واتباد؟
-رُبما سأقوم بِإلغاء نشر الروايات المهينة للمرأة، "ففي الكتابة لا يوجد حرية شخصية، الحرية الشخصية حينما لايكون الأمر مُضر بالغير"، لم أفكر أبدًا أن أكون سفيرة، لا يناسبني الأمر ذاتًا..
هل لكِ تجارب كتابة خارج الواتباد؟
-لا أبدًا لم أمتلك الجرائة للكتابة خارج الواتباد..
إذا أتحيت لكِ فرصة أن تتركِ الواتباد وتعرضي أعمالكِ على منصة أخرى مقابل المال هل ستوافقين؟
-لا أحتاج للمال الحمد لله، ما أحتاجه في حياتي وجدته في الواتباد، وهذه الأشياء لا أستطيع شِرائها بأي ثمن..
هل من الممكن في يوم ما نرى اسم يوش على كتاب ورقي؟
-هذا شيء مؤكد، بإذن الله سيكون هناك كتاب ورقي..
هل ننتظر هذا قريبًا؟ ولأي رواية؟
-لا أزال بعيده عن هذه الخطوة قليلًا، لذا لن أقول قريبًا ولكن سيكون هناك يومًا ما، أما من ناحية أي رواية، فستكون رواية أُخرى لم تكتب على واتباد، فكما لاحظت أغلب دور النشر تقوم بوضع شرط أن تخفى أجزاء من الرواية، وأنا لا أريد حرمان القراء من قراءة رواياتي في الواتباد، إضافةً إلى عدم رغبتي بنشر شيء مكرر، أريد أن يتحمس القراء لقراءة ماهو جديد، لذا سيكون عمل آخر لم ينشر من قبل..
سننتظر على أحر من الجمر حقًا
إذا كانت حياتكِ رواية ماذا سيكون اسمها؟
-العيش على قارعة التيه..
حقًا تبدعين في اختيار الكلمات
|اسئلة خارجة عن نطاق الكتابة..|
أي زمن تفضل يوش العيش به؟
-الستينيات، أو السبعينيات ربما، قبل أن تطغى التفاهات على العالم، ويتطور تقنيًا مع تراجعه عقليًا..
كيف ترى يوش الفن؟
-كما يراه آريان، مهدئ لكل وجع ومثير له في ذات الوقت، مُبهج ومُحزن في أحيان، إنه السلام، وكل من قام بعمل فني فهو يهرب من كل سوء العالم، باحثًا عن السلام في فنه الخاص..
ما هو رأيكِ في مفهوم الحرية؟
-ألّا يقيدني رأي أحدهم بي، ألّا يستطيع أحدهم التلاعب بركودي الخاص، أن أعيش حياتي بأفكاري ومعتقداتي الخاصة دون إيذاء أحدهم بها، وقد شاهدت مشهد من مسلسل تركي تقول فيه البطلة "الحرية ليست أن تفعلي كل ما تريديه، بل ألّا تفعلي شيء لا تريدين فعله.." وأرى أن هذه الكلمات معبرة بشكل صحيح لمفهوم الحرية بالنسبة لي..
ما هو رأيكِ في دور المرأة وتأثيرها على المجتمع؟
-المرأة هي كل شيء، إن بُنيَت بشكل سليم بنت أجيال سليمة، والعكس صحيح، أظنها إجابة كافية لمن يتمعن بها..
كلماتكِ متقنة وتدل أن خير الكلام ما قل ودل
ما هي الظاهرة التي تتمني أن تختفي أو أن تقضي عليها لو بمقدرتكِ؟
-العنصرية، إن إنتهت بكل أشكالها سنعيش بِسلام..
|العودة إلى أسئلة خاصة بنطاق الكتابة..|
كيف تتغلب يوش على فترة توقف الكتابة؟
-أحاول أنعش أفكاري، بأي شيء له علاقة بالفن، إما رسومات، أغاني، موسيقى، اقرأ أو أشاهد أفلام، وإذا لم أفلح، أترك الكتابة لحين عودة الإلهام..
|نصائح..|
ما النصيحة التي تقدمينها لكاتب مبتدأ من واقع تجربتكِ؟
-ألّا يكتب لمضيعة الوقت، أن يكتب شخصياته الخاصة بِحذر، ويكتب عن هدف سامي، ليس لجذب القراء، ليس لنيل إعجاب أحد، بل لِإرضاء شعوره هو قبل أي شيء، والأهم ألّا يهين في كتاباته أي جنس إن كان رجُل أو امرأة، ألّا يهين أي جنسية أي دين، أي إنسان، وأن يضع نفسه في مكان كل شخصية ليشعر بهم، وليكون ما يكتبه منطقي..
ما النصيحة التي تقدميها لنا كفريق عمل؟
-أن تستمروا بما تفعلوه، لأنه جميل جدًا أن تقدموا المساعدة لمن يحتاجها، أعتبر عملكم سامي ويستحق أن يفتخر به، لذا كونوا دائمًا على قيد العزيمة بما تصنعوه هُنا..
شكرًا لنصيحتكِ حقًا سنقدرها أكبر تقدير
|أسئلة الجمهور، أخر فقرة..|
سؤال يراود قراءكِ الذين منهم كتّاب مبتدئين، كيف تغلبتكِ على إحباط عدد المشاهدات القليلة وكيف حصلتي على عدد متابعين كثر؟ وكيف تتغلبين على ركود إحدى رواياتكِ بالنسبة للمشاهدات بعد اتساع قاعدتكِ الجماهيرية مقابل الإقبال الكثير على أخرى؟
-بالصبر ثم الصبر، فَليس هناك ما يأتِ بشكل سريع، خاصة إن كانت الرواية في بدايتها لا أتوقع أن يكون هناك أي تفاعل كبير عليها، لذا أستمر ومع مرور الوقت يزداد عدد القراء، أما كيف حصلت على عدد متابعين كثر، فهذا أظن بِأن له علاقة بإعجابهم لما أكتبه..
وكيف تتعاملين مع الإقبال الكثير على رواية معينة مع قلة الإقبال على أخرى تستحق أكثر؟
-لا توقفني هذه النقطة عن الإستمرار في كتابة كلاهما، أنا شخص صبور، لست متعجلة، ومتقبلة لكل شيء خاصةً إن كان في مجال الكتابة، لذلك رُبما يحبطني هذا الشيء قليلًا ولكنني أستمر متجاهلة الأمر..
كيف تستمدي الإلهام للكتابة؟ مثلًا هل هناك أجواء تهيئيها للكتابة؟ أو شيء يلهمكِ بشكل عام؟
-الموسيقى، من المستحيل أن أكتب كلمة دون سماع موسيقى، ولا أستطيع الإندماج مع الأحداث دون موسيقى، لذا فهي مصدر إلهامي في المقام الأول..
كيف كان جانبكِ الأدبي؟ وهل كان لديكِ ميل للكتابة والقراءة منذ البداية؟ أي هي موهبة أم هواية؟
-أنا أميل منذ الصغر للقراءة والإطلاع، كما كنت كذلك أمارس الكتابة في دفاتر سريّة، وأشعار قصيرة كذلك كما ذكرت سابقًا، لذا ربما تكون موهبة..
في النهاية، نود شكركِ لسعة صدركِ لاسئلتنا الكثيرة وأخذ الكثير من وقتكِ حقًا ونريد القول بأننا استمتعنا حقًا بتلك المقابلة، لذلك شكرًا لكِ لقبولك لها منذ البداية
-في الحقيقة أنا من أود شكركم، منذ بداية المقابلة وكل سؤال أجمل من الآخر، وهذا ما جعلني أندمج دون ملل ودون الشعور بالوقت حقًا، كما أنني سعيدة جدًا بإجراء لقاء مع فريقكم، تعاملكم راقي وأنتن واضح أنكن ذوات أخلاق عالية، كان الشرف لي أن أكون جزء من مشروعكم الجميل، كل الحب لكم، أتمنى لكم التوفيق ومن أعلى لأعلى إن شاء الله..
_______________________________
رأيكم في المقابلة؟
كلمة توجهونها ليوش؟
كلمة توجهونها لفريق عمل واتباد آربيان؟
اقتراح مقابلة مع كاتب تفضلونه مشهور/غير مشهور؟
انتظروا الضيف القادم..