صليب الحب| Yoonseok

By kim_vena

256K 17.3K 38K

انا وَانتَ ، اتعرِف من نحنُ في الحُب؟. نحنُ من لايترُك سوء الدنيا يقاتهُما. نحنُ من اجتمعَ كل ماعلَى الارضِ... More

الاول
الثاني
الثالث
الرابع
الخامس
السادس
السابع
الثامن
التاسع
العاشر
الحادي عشر
الثاني عشر
الثالث عشر
الرابع عشر
الخامس عشر
السادس عشر
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
العشرون
واحد وعشرون
الثاني والعشرون
الثالث والعشرون
الرابع والعشرون
الخامس والعشرون
السابع والعشرون
الثامن والعشرون
التاسع والعشرون
الثلاثين
الواحد والثلاثين
الثاني والثلاثين
الثالث والثلاثين
الرابع والثلاثين
الخامس والثلاثين
السادس والثلاثين
السابع والثلاثين
الثامن والثلاثين
التاسع والثلاثين
الأربعين
الواحد والاربعين
الثاني والاربعين
الثالث والاربعين
الرابع والاربعين
الخامس والاربعين
السادس والاربعين
السابع والاربعين.
الجزء الأخير

السادس والعشرون

4.2K 351 622
By kim_vena

ومَاكانت يداك تعودُ تطلُبني.
يداك بكُل هذا الخوفِ تمسكني.
حبيبي لاتفارقني..اخافُ توقف العُمر.
اخافُ لحبنا وجعاً.











عقولنا، قلوبنا، ارواحنا، واقعنا والظروف، الأحلام
المغدورة، في كم جبهة سنحارب بعد لترحمينا ياحياة؟.

حدث ان اختفى صوتي، لم اكن ابكماً لكني لم استطِع
النُطق، عيناي حفرت المشهد البائس في عقلِي ،
سَقطَ الرئيس على الارضِ اَمامِي.

وكأنه اخر أركان بيت مُتهالِك، كانهيار الحُصن
القوِي، كالطائِر الجارِح الذي يُصبح جريحاً،
سقُوط كبِير لايقعُ وحدهُ، تقع معه كل الأشياء
الثابتة.

حركتِي كانت مشلولة ، لكني اجبرتها ان لاتبقى
هكذا كالعليلِ، لازالَ الرجل الغريبُ يصوب سِلاحه،
احتجتُ التحرُك، سحب سلاحِ الرئيس من خصرهِ
واطلاق الرصاص على الرجُل الواقف بعيداً
بعدة أمتار قليلة، يدي كانت ترتعشُ بعُنف، لا اعرف
ان كنت اصبتهُ لم ارى بوضوح لكنه اختفى، هرب من هناك.

تساقطت دموعي ، ليست اربعاً بل عشراً، العشرات
تنهمر في ذات اللحظة، زحفت وكأن جسدي خلق
من الاسمنت وكانت ركبتايَ بِلا مفاصِل، رفعت رأسه
عن الارضِ لاضعه على حضنِي، انحنيتُ اليه قدر
مايمكنني، ارتبُ خصلة مبعداً اياها عن وجههُ.

يدهُ كانت على مكان اصابته النازِف بغزارة، هل
هو عضو حيوِي؟ لا استطيع حتى التركيز اين اتتَ.

اصرُخ..

"هُـ هوسُوك! اتسمعني؟ تحدّث مَعِي!!" الدمُ يغطي
الارضِ ، عينيه تترنحُ وكأن وعيهُ يزولُ ويعودُ،
شفتيه كانت ترتعشُ لكنهُ حاولَ..صنع ابتسامة ساخِرة
"لاتصرُخ.." لم اترُكه ليُكمل جُملته ، اغلقتُ شفتيهِ ،
قبلته مراتٍ عديدة ، اشعر ان كل كلماتي ستتكسر قبل
ان تخرج.

لا..انه يخصُني ! انا من يُقرر متى ينسابُ هذا
الشخص مني!.

"هل انت واثق تريد انقاذي؟" نطق في ختام قُبلاتِي،
لديه المزَاج للمغازلة حتى ونحن في اخر قاع الهاوية،
لم تكن يدي تتوقفُ عن مسحِ دُموعَه ، التي لم تكن الا
دموعُي تسقط على وجهه كالمطرِ.

"اخرس ستكون بخير ، سأتصل بالإسعاف" قلتُ باحثاً
عن هاتفي في جيوبِي، امسكَ يدِي، لا بَل اعتصر
قلبي مقسماً انه لن ينبض مُجدداً ، كانت مسكته
ضعيفة لاول مرة، كفه غارقة في الدماء ، في دمائه..
ليتها كانت دمائي.

"لايُمكنُ ، الا ترى المجزرة؟ سيعتقلونك" حاول
ان يبدو صارماً ، لكنه يتألم ، لاصوته ولانظرته
استطاعت ان تكون بصلابته المعتادة، لكنها استطاعت
هزَّ كُل مابجوفي، مُجرد حقيقة انه يُفكَر بي لابنفسه
المصابة.

"لن اتركك تموتُ!!" قلت بحدَة ، الكثيرُ ينهمر..
من عينِي، ستفقد لونها الأزرق كل البحر المالح
سيُسكب بسبب هذا المجنونُ.

تنهد مُغلقاً عينيهِ، سقط الهاتفُ من يدِي بخوف،ضغطت
على جرحهُ مع يدِه التي لاتضغط جَيداً بقوة كافية،
"كَيفَ تأخذها ؟ من سمح لك!!" تمتمتُ ، يتحشرجُ
صوتِي وتتحطمُ حروفِي، وكأنه صوت احتراق الحطبِ
لاصوت انسانِ.

"وادعها لك؟ لاتحلم حتى" اردف همساً، جسدهُ
يرتجِف، الثلج يسقطُ بكثرَة وهو يحتاج دفئاً ، كنت
اسمع انك تريد أحياناً وضع احدهم خلفَ جلدِك وضلُوعِك، لكني اعرفُ جَيداً الآن مامعنى ان تريد ذلك.

ان تريد التحكم بروحك لمرة واحدة فقط، اريد اخراجها
ووضعها في داخِله، كل سلامتي هَذِه ، وان كان المقابِل
الخلود في اي جحيم سأقبله بكل سرورِ، لانه ليس مجرد
رجُل او حبيب .

لانهُ طريقتي في التنفُس ، ضوئِي للحياة..

"اخرس لاتتحدثَ " قلتُ بخفوتِ بعد تفقدي بسطحية
اين ينزف ،لا اعتقدُ انها في قلبه او رِئتيه، يجب ان يكون هذا خبراً مفرحاً، يجبُ ان يُهدئني.

ماذا سأفعلُ ؟ حتى ان روي ليس موجوداً ليعالجه
او يخرجها فحسب!! لايمكن بلا مشفى!.

"انها ليست رصاصتي الأولى " لا اعرف ان كان
يواصِل الحديث عناداً ام لِئلا يفقد وعيهُ ، لكنه لايفيد
في تهدئتي اَبداً ، انا لم اسمع صوته ضعيفاً قَط..
والآن هو ضعيف، صوت واهِن بِشدة، يطعن رماحاً
في داخلِي.

"ايها المعتوه الرصاص ليس مرضاً لتكون مناعة
ضدهُ!!" فقدت اعصابي التي لم احاول منذ البداية
إمساكها ، لم اصرخ على رجل مصاب!.

"انهضَ سنذهب للمشفَى، استند علي، اياك وحمل
ثقل ضئيل"وقفتُ اريدُ سحبهُ واسناده عليِّ، لكنه لم
يتحرَك مُسبباً ثباتِي كماكُنت ، اَمسَك بياقتِي، لاتبذل
جهداً وانت تتزف ايها اللعين.

"لقد قلت لا" نطق بصوت كالهسيسِ، واجبتهُ بانفعال
"لك هذا اذاً سأنتظرك الى ان تتوقف عن التنفُس
ثم سأسحب هذا السلاحَ وافجر رصاصة في دماغي
بلا لحظة انتظار، حسناً لهذا؟" اتحدثُ ملوحاً بسلاحهِ
امَامَه ، بقي ثابتاً ينظر اليّ ، لايريد الخضوعُ ، ويعلم
اني مجنون ولا امزح.

"لن يعتقلوني، لدي فكرة مختلة" كنت اريده ان يوافق،
لانه حتى بحالته هذه كان يستطيعُ اعاقة إنقاذه ،
هو بدوره معتوه بقدري على الاقل.

سيفقدني عقلِي ، لازال يقاوم النهوض وهو منهارُ
بلا اي داعم سوى وعيه المترنح..يقاوِم ان انقذه
مقابل التعرض للخطرِ، يضعُني فوق روحِه، ولا..
لست ذاهباً لافرط بِه مادمت حياً!! لاني أعلم ، لأننا
ندرك جيداً اننا أثمن مانملِك.

"هل كذبت عليك يوماً؟" لم اَكُن اسأل ، لقد كُنت
أتوسل ، بذلِك الصوت الباكي والرؤية الغارِقة في
المياهُ ، وكأن عيناي حجر فيروزِ لم يُخرجه احدُ
من البحر.

"اجَل ، فعلت كَثيراً " سقط راْسه للخلفِ، يستثقل
الرمشَ بعينيهِ، كانت همسته من فرط خفوتها
لست متأكداً ان سمعتها جَيداً ، كان واهناً ، كم لم
يكن من قبل.

"لا لا لا" تمتمتُ بِهلع ضارباً وجنتهُ بخفة "هذه
ليست كذبة انا جاد " لن انقذك مقابل ذاتِي،
سأنقذ كلينَا ، اعطني فُرصَة فقط.

"انت تكذِب دائماً وانا اعلم بالكذبة لكني اجدني أصدقها" كان يعترفُ باستنكارِ ، شفتيه حاولت الابتسامَ بسُخرية على حالِه، انا ادرِك شعورهُ ، تكون بلاسيطرة
مقابل شخص واحد، ولاتكرهُ انك بلا سيطرَة ، تتعجب
بالكاد.

اغلقتُ شفاهِي بقضمِها ، احاوِل تثبيت عيناي وازالة
تعبير البُكاء ، كلما ادعيت الجمود لثانيه عاد التعبيرُ
الحزِين ليكسرني، لكنِي لم اتوقف عن المحاولة..
حتى اصبَحت تعابيري ثابتة واعيُني تنهمِر، تُلقن
السماء درساً في الهطُول.

وقفتُ ، اسحبهُ ليصبح على ظهرِي، كان ثقيلاً
واقدامهُ تجُر في الارضِ ، وبقدر ماستطعتُ كنت
سَريعاً الى السيارَة ، اخرُج من طريقِ بعيدة لأني
سمعت ضوضاء في بداية البيتِ، لو تأخرتُ ثانية
اخرى كان الدعم وصل ووجدني.

مددته في الخلفِ، ابدأ القيادة كالمجنُون الى اقرب
مشفى لمحتها اثناء قدومنا المُتهور هنا، ماذا أردنا؟
هل إثبات ان العمل أهم لدينا منا؟ تبعنا الغضب
كالأعمى وهاهو صفع العصى من يدنا وذهبَ..

"لابَأس سأصلحهُ، لاتقلَق سأصلح انا كل شيءِ ،
تحمله قليلاً لن ادعك تحترِق مثلها، مثل والدتِي"
لابَأس سأحارب هذه الليلة أيضاً ، هُم سيفسدون
ويُدمرون وانَا سأبني واُصلح اشيائِي الثمينة.
لن استسلم ، لن اترُك.

"لن تكون مثل قريتِي.." مُجرد سراب جميلِ، لا
يعيشُ الا في ذاكرتي، لن تكون مثلها، انت الثمين
الوحيدُ الذي لا اَسمَح له ان يكون ذكرى.

لِيحترق كل شيء ، حتى هذه الارض التي تحتنا،
حتى السماءُ فوقنا، ليرحل الكونُ بساكنيه، لنبقى
مفرطين في الوحدة ، لكن مَعاً..معاً، حتى وان كُنا
غاضبين ، يكفي ان لا احد مصاب بضرر.

توقفت قرب المشفى ، كانت هادِئة غير مزدحمة
لتأخُر الوقتِ ، هطُول الثلجِ يجعلُ الجميع يهرب لمنزلهِ
الدافِئ بين عائلته.

"يُونقِي انتبه، كن مفرطاً في الحذرَ " التفتُ القي
نظرة عليهِ، لم يكن يراني حتى، يحدقُ بالسقف بِأعيُن
نصف مفتوحَة ، لايئن وانا اعلمُ كم هو موجع الم الرصاصَة ، وكأنه حُفرة من جحيمُ.

توقف عن التفكير بي وانت بهذه الحالِ ، لانه
لايسعدني، فقط يعذبني.

نزلتُ مُغطياً رأسي بقلنسوة معطفي، اِخفي السلاحَ
تحت قماشه قرب خاصرتي، دخلتُ بهدوء كالشبح
متحاشياً الكاميراتِ، اقدامِي تتحرك بسرعة وعيناي
تقرأ كل لوحة منصبة جوارَ الأبواب ، ابحثُ عن
غرفة استراحة او تبديل الأطباء.

فور ان وجدتُها انسبتُ الى الداخِل ، يوجدُ صفين
من الدواليب الكبيرة، تطفلتُ ببصرِي على صوت
الحركة الوحيد في المكانِ ، اعثُر علّى ضالتي.

أنهت هذه الطبيبة ارتداء ملابسها، لم تكن ترانِي
كان ظهرها اَمامِي ، لعل عملها انتهى ، التصقتُ
بها مُغلقاً فمها ، اثبت السلاح على ظهرها"هُناك
احد مصاب برصاصة، ماذا تحتاجين من أدوات
لإخراجها فوراً؟".

كانت خائفة ، انصاعت بسُرعة، تخافين على حياتك؟
انه خوف سطحي، لايقارن اَبداً بذاك حين تخيفك
حياة احد اخر.

جلبت من غُرفة ما عدة أدوات ، كنت خلفهَا
بحيثُ لاتستطيعُ خيانتي بغتَة ، نسلك طرقاً بالكاد
يوجد فيها احد سيشُك، اخرجها على الفورِ الى
السيارَة وأقود مرة اُخرى لبناية قريبة مُظلمة لاتزال
قيد الإنشاء ، القصر بعيد ولاشيء يضمن ان الطريق
آمن.

نظرت الي في صدمَة ، تتلفتُ حولهَا واعرف
سبب الدهشة بلا ان تنطُقه "ستفعلينها هُنَا ،
واُحذرك حقاً الفشل ليس متاحاً ان توقف قلبه عن
النبض سيتوقف قلبك ايضاً فوراً ".

هل اطلب المستحِيل؟ لم تكن عادتِي! ان كنت أخذتها
من مكان فهي من هذا الرجُل..

الطبيبة كانت خائفة، لم تستطع إمساك المشرط ،
لانملك الوقت واللعنة!!.

"استمعي الي، سأعطيك كل ماتتمنينه حقاً ، لن تعيشي يوماً سيئاً الى مماتك، فقط انقذيه! انه كل امنياتِي
وايامي الجيدة" بدوت منفصماً، قبل قليلِ اصرخ
مهدداً بسلاحِ، والآن اعيُني غارقة كالبِركة وصوتي
كالناي المعطُوب.

"حَسناً ساعدني! " حاولت ان تتجرأ ، ولايمكن
القول انها فشِلت، لم تكن ارضية البناء غرفة عمليات
رائِعة، لكنها افضلُ من داخل السيارة الضيقِ، مددتهُ
فوق غطاء وجدتهُ في الخلفِ ، كانت ملامحهُ مُقتضبه
على بعضهَا ، تنفُر انفاسهُ كالسعِير فِي ظِل محاربتهِ
الألَم.

تحمل، سينتهي كُله الآن..اردتُ اخبارهُ هذا لكن
كلماتِي عادت للسقوط في جوفِي بمُجرد رؤيتي
لعينيهِ ، وكأن مايشعر به يوجعني انا.

"يمكنني إخراجها لكن ليس بدون دم ، لقد خسر
الكثِير "تحدثت الطبيبة بعد معاينتها لجُرحه،
لم تدخِل عَميقاً ، لكنها لاتزال تؤذيه كثيراً.

"حَسناً اتوجد أنبوبة ؟ ان دمِي من فصيلة o،
يمكنني منح الجميع اوليس؟" سألتها
بينما ارفع كُم قميصي، اومأت تبعثر الأدوات
جانبها لتخرج واحدة، طرفُ يتصل بي وينتهي به.

لم ابقى متفرجاً، عقمتُ الأدوات معها، مررت لها
كل ماطلبتهُ، لأنها لم تجلب اي مخدر معها اُضطر
الرئيس للشعورِ بكِل مافعلتهُ ، كُل انينِ اصدرهُ،
وصراخ كتمهُ ، شعرتُ به يُمزقني، حطمني، وقطعنِي
ببطءُ مؤلم، لم استطِع حتى النطِق باي كلمة لم تتشكل
الحروف في عقلِي، لسانِي بدَى من حجر ثقيلاً جداً.

كيف تجرأت على الرغبة بأن نكون المقتولين؟.

كنت خائِفاً ، ونادماً لوهلة على ولادتِي منذ البدايَة،
هلعتُ كما لم افعل قط، وقد كنت اقول عن نفسي اني
افضلُ من يعرف الألَم ، كنت جاهلاً ، في هذه اللحظاتِ
تعلمت بُعداً جديداً منه، لم اكن مصاباً لكني كنت من
ينزفُ بشدة وكأنه تلقى كل رصاصة في العالم.

لا اعرِفُ كم مضى لكن الوقت استمرّ بالمُضي ثقيلاً ومُراً ، شعرتُ بالغثيان وبعض الدوارِ فدمي لم
يتوقفُ عن التبرُع منذ مدة، وتحملتُ لانها تحتاج
المُساعدة كي تنجحَ، لم اتحمل التعبَ فحسب بل
كل دموعي ورغبتي بالارتجاف كالورقة، بقيتُ
بثبات شجرة صبارِ بينما انا مُجرد ساق اقحوانِ ربيع.

هي قالت ان اخبرها فور شعوري بالدوار كي
تسحبهُ منِي ، لكني لم اتحدثُ ، توقف دمي يعني
توقف حياته، حياتنا.

ان اصابه شيء لن اكمل لحظة اُخرى في هذا العالم.

كانت يدي اليسرى لاتتوقف عن الشد فوق يده،
دمائه على كفِي اختلطت بكفه، كان أسوأ ماقد يتوسطُ
هذا العناق الصغير.

اخرجت الطبيبَة الرصاصَة ، استهلَك الرئيس كل
مايملكهُ من طاقَة، وان امتلك تحمُل الجبالِ فحتى هُو
انهدَ، ليست تجربة ستود تكرارها ولاخوضها يوماً،
العرقُ احتل جسدهُ بأكمله ، كنت امسحهُ عن وجهه
بكُم يدي اليسرى حين لاتحتاجُ الطبيبة المُساعدة ،
البناء مغلق لكنه بارد، بلل العرق سيجعله متجمداً.

لا اعرِفُ ان كان يشعُر بنا حتى، بدى مترنحاً في
عالمِ اخر، بعُقده حاجبية واجفانِه المُنسدلة على خضراوتيه..

اغلقتِ الخياطة، ولفت حولها ضماداً ، سكُن جسدهُ
وتنفسهُ فخمنت انهُ نامَ ، حتى يدُه لم تعد تضغطُ على
كفِي.

"أنتهينا " قالت وتنهدتُ بقُوة ، لم تكن تنهيدة بل
إخراجاً لوجبة المشاعر المسمومة التي أكلتها طوال
الوقت، وضعتُ جبيني على جبينهِ ، اعيُني مُمتلِئة،
مثل سطح كأس يحتاج قطرة واحدة ليفيض.

كفي مدمية لكني وضعتها على وجنتيهُ ، اُحرك
ابهامي فوقهَا ، "انه بحجمِ الدُنيا ، هذا الحُب ،
كَيفَ تظن اني كنت سأحمله وحدي؟".

كيف تتركه لي بهذه الساعات؟ تريد فقط إثبات
كم هو ثقيل؟؟ انه كذلِك ، حين تعطيني حملك أيضاً،
يصبح لايحتمل.

"انا اَسِف ، ان كنت ستلومني فهو خطئي، وان كنت
لن تلومَ ، فالاسف لكونِك لم تستحقها، هذه التجرُبة"
عبرَ في ذهنِي ذكرَى، مُثل سقوط ندفَة الثلج فوقَ
قلبي المُستعِر، كان الرئيس اول من اعتذر لِي، بعد
ثمانية أعوام من العيش كالدُمية، أعطاني اول تصرُف
انساني..قال كلمات مشابهة لاعتذاري هذا.

ارتفعت ابتعد عنه قليلاً ، لاتزال يداي حول وَجهِه ،
انظر للطبيبة
"انا اَسِف لما فعلتُ ، وكطلب اخير هل يُمكِنك منحي هاتفك؟ علي الإتصال بالمساعدة " فكماهو واضِح
انا لا استطيعُ تحريك اِصبع ، سيغمى علي كالجثة.

ولايمكنني ذلك في العراء والبرد، ليس والرئيس
مصاب ويحتاج الدفئ والرعاية، والأهم الحماية.

هل كنت مستاء لانه وضعني فوق روحِه ؟ لاني
لا أجدني اضع روحي في بالي المليء بسلامته.

لم تكن خائفة بعد الان، على العكس اصبحت هي
من تملك الموقف القوي، يمكنها ببساطه اخذ سلاحي
او إحضار الشُرطة ، لن امنعها فلست أقدر، فقدت
الكثير من الدم.

"اخبرني بالرقم" فاجأتني بقولها، جلست قربي تنتظرني، اصمت لبضع ثوانِ دهشةً، ثم أعطيتها
رقم ماركُوس ، اتصلتُ واعطتني السماعة، ماهذَا ؟
هل يمزح معي حظي؟ مرة يثبت انه الأسوأ ومرة
انه الأفضل.

شرحتُ لماركوس الموقف بصوت ثابت خافت،
صَرَخ عدة مراتٍ ، كنت اعلم اني لن اموت وقواي
السمعية جيدة منذ رأيته اول مرة. 

"شُكراً جزيلًا ، لن أنسى هذا ، ان احتجت شيئاً
ذات يوم اتصلي برقمهِ سيُلبيه بِسعادَه " ماركُوس
رجل مُزعج لكنه حقاً شيءُ كعجلة الحياة، يمكنك
وضعه في وجه اي شيءِ دائماً.

لم اعرف ان كانت تريد المساعدة اكثَر لكنها
بدت مترددة لوهلة ان تذهب، تنقل بصرها بيننا،
كل واحدِ يتفاخرُ بكم حالته أسوأ من الآخَر، وعلى
كُل، مثل انسان طبيعي قد وقفت تغادِر ، حياتها أهم.

لِماذا نحن لسنا مثلها رئيس؟ ليس لحياتنا اي أهمية
في نظرنا، لكنها كل الأهمية في نظر بعضنَا.

قد تعلمتُ لتوي ماهي صفحة الخِصام، في دين
الحُب، الخصامُ واجبُ ، دوامهُ مُحرم، انتهاءُه
عند المصائب كهذه رُكن .

الجو بارد، معطفي ومعطفهُ كانا فوقهُ كي لايبرُد
وحتى مع هذا كان جسده متجمداً ، لا اعرف كيف
احتمل عملية حتى ، لعلك تكون مناعه ضد الرصاص
في النهاية.

استلقيتُ جوارهُ ، اضع رأسي على ذراعِه المنفرِدة ، احاوِل احتضانهُ بقدر مايمكنني، اُلقي بالعُذر على
كونه سيُبرد ويمرض.

كأنها استراحة جنديّ في مُنتصف ساحة دمارِ،
يغطيه الرمادُ والبارود وتراب وطنهِ، لكن انا
لم يغطيني سوَى دماءُ وطني، بسبب اوطانهم
السافلة التي ترسُم صورة الكُره بِاستمرار..

وسأحرقهم، مهما طال هذا الوعدُ ، سأفي بِه وان
كان اخر ما افعلهُ في حياتي.

"لِماذا علينا الوصُول لهذا الحدِ ؟ مُختبئين في البرد،
لانستطيعُ حتى دخول المشفى كالبشر، لمجرد اننا
نحمل سلاحاً لانريده حتى" كان هذا التساؤل
كالقطرة الأخيرة فوق سطح الكأس، تنزلِق القطرات
بعده بهدوءِ ، واحدة واحدة، قطرةً..قطرة.

وتجفُ بينَ خدي وصدرهِ ، الذي يرتفع وينخفضُ،
وكأنه هديلُ حمامة السلامِ ، صوتُ الحياة بالنسبة
لي لم يكُن ضحك اطفال وتغريد طيُور واكتظاظ
بالبشَر، كان مُجرد هذه الأنفاس.

"ماذا لو كُنا جارَين في حيِّ ما داخل هذه المدينة
الكبيرة؟ مجرد بشر عاديين، نملك عائلة طبيعية،
حياة روتينية، انا املُك حلماً بوظيفة ما ادرس لِأجلِها وانت تعملُ في واحدة.

ماذا لو تلاقينا عندها؟ على ارض وطن من سلامِ،
كل صباح يملك صوت ونكهة الطمأنينة، لانؤذى
ولانؤذِي، لانحزَن، فقط نُحب بسعادة بلا ان نعرف
معنى التمزُق "..

الأحلام ليست خيالات جميلة، انهَا الرِمح الذي
تصنعه انت بيديك ثم تثقب به صدركَ ، انها
الجحيم الذي تُكوره ثم تبتلعهُ ، انها الم تخلقه انت
ولاتدرِي بِه.

وليست جميع الأحلام الآم، الأحلام الكبيرة فَقَط ،
المستحيلة، كنت أصنعها كثيراً كامنيات ثم اُلقي
بها جوارَ البقية، الذين اصبحُوا جبلاً خلفي ولم
انتبه بعد لكم بات ضخماً، جبل الواقِع الخاذِل.

وماعاد للأحلام مكان في نفسِي ، هي مجرد
احادِيث مُلفقة احيكُها عالماً اني لن أرتديها ، لا
اطمع حتَى ، لقد اُرهقت ، لم اعد اريد ان احلُم ،
يكفي ان لا افقِد شيئاً اخر، وسأصبح أسوأ شَخصٍ
في العالم ان كان هذا السبيل لذلك.

"اتظُن ان المصلُوب في منتصف البُستان كان نحنُ
وليس الحُب؟ لانه انظُر، الحب حُر، نحن المُقيدون
الوحيدون" ضحكتُ بِخفة ، انت من قفز اَمامَ رصاصَة وانا من تألم منها.
لعلنا مجانين حقاً.

مالذي جعلهُ يعلق بيننا؟ هذا الحُب؟ بدل ان نداويه
بالاعتذارات والتعويضات، ضربنا في وجهه الماً
اكبرَ، المُ خوفِ الفقد في هذه الليلة، حتى الهوى تعِب،
فكيف قلوبنا؟.

لقد غفوتُ مُركزاً سمعي على انفاسهُ ونبضاتهِ ،
لم يكن جفني ليغلق بطريقة اُخرى، فعلتها بلا إرادة..
أتأكد من ظنِي في ان المصلوب المُقيد نحن.

استيقظتُ بعد وقت قصير، علَى ضوءِ تصوير
كاميرَة الهاتِف يُومض فوق عينِي"ماللعنة؟" تمتمتُ
بهمسِ كسولِ، قبلَ ان اقفِز جالساً بسُرعة حين تذكري
ماهي حالة حياتي الآن.

عقدتُ حاجبَي استنكاراً علَى الرجُل اَمامِي ، يِقرفص
واضعاً كفهُ امام ثغرِه اثناء تناوله هاتفه بعينيهِ.
وميض كاميرا وماركوس، لا احتاج حتى ان افكر
عن ماينظر اليه باهتمام.

"ولماذا انت مهووس بتصويرنا؟ ثم امسحها
انها مُختلفة عن الأخريات مايحدث هنا هو تماماً
لاسباب صحية" تحدثتُ بينما اُلاحقه لأخذ الهاتِف،
"اخرس انا اصور صديقِي عديم الحظ الذي
يصبح جاداً في علاقة لأول مرة لا احد يصورك هنا"
وهو يستغلُ حقيقة طولِه اللعين ليرفعه عالياً.

وقفت سَريعاً ناسياً انني اخرجت كل دمي قبل ساعات،
فوجدت نفسي اهوي للخلفِ واعُود للسقوط في مكاني،
جانب الرئيس.

"تباً هل سأحملكما الآن وحدي!!" لم اكن اَشعُر
برأسي ولست ارى شيئاً لكني سمعتُ تذمُره ،
هذا الوغد يُصبح سافل الأخلاق أحياناً.

جَلَس بجانبِي ، ينقرُ بسبابته جبينِي، مُستمتعاً بكوني
لن ارفع يدي لأني بجدية لا استطيعُ، "ستناديني
سيدي لمدة اسبُوع والا لن احملك معنا" لِم بدى
كأكثر شخص ينتظِر خصامي مع الرئيس كي ينتقم
عن احقاده المدفونة؟.

بعد ماقالهُ في قمة متعته مضت اربعة ثوان قصيرة،
سعُل هوسوك بخفَة اثناء نومِه وفجأة كنت بين
يدي ماركُوس ، يضعني في المقعدِ الامامي جانبهُ.
وعاد بعد ان مدد الرئيس في الخلفِ، هذا الجبان..

مد الي كيس بقالة ، بعد فترة من خروجنا للطريق
"اصنع بعض الدم تبدو كالمَيت" كان في داخله
شطيرة وعدة مشروبات، وبالتأكيد لم اكن سأرفض،
انا احتاجهُ وان لم اُرده.

"ماذا عن عمي؟" بدأتُ الأكل ، اسألهُ ان لاحظَ
اي تصرف غريب عليه منذ خرجنا، انا متأكد انه
مُتفق مع سكارِ ولذا اعطاني المعلومة بسهولة،
ماحدث هناك هو ما رغب السافل به.

"لاشيءَ ، يظهر نائماً في الكاميرات منذ خروجك،
وبالمناسبة سحب فابيو الشرطة من تحت الاقدام
لم يعودُوا حول القصرِ ولاخلفَ الرئيس" سحبهُم
حتماً لانهُ لم يتوقعُ حصولي عليهِ ، ابي يسير 
كما اُريِد ، هذا العمُ هو كفة المغامرة الوحيدة.

يجبُ ان اعرف من هو.

"اذهب الى سام، وابقي لويس تحت عينيكَ جَيداً،
لاتستهن لانه كفيف" ملأتُ فمي بالعصِير في
حين توقف هو عند الإشارة ، لم تكن عادته لذا
ادركت انهُ ينظرُ الي منزعجاً ، ولم اهتم.

"حبة فاصولياء ضئيلة اصبحت تأمرني "
سخر بهدوءُ مكملاً السيرِ، ولكني هنا بدأتُ اهتم.
لم ينتهي الطريقُ بصمت، بجدية لم نتوقف عن الشتمِ
الا بمساعدة سام في بيتها، هي بلا مزاح ركلته للخارج
وسحبتني للداخِل من اُذني.

حول بيتها يوجد عدة رجالِ، ساعدوا ماركُوس
في حملِ الرئيس الى غُرفته، كان يملك واحدة
لانه يبيت كثيراً هنا، تأكدت انه لايزالُ نائماً
وخرجت سريعاً اغلق الباب والأضواء.

مسحتُ السقف والأرض والجدران ببحريتي، نظرتُ
لكل مكان الا اعيِن المرأة الواقفة اَمامِي "متأكد
لن تنام معه؟" توقفتُ عن الهرَب حين قالت ذَلِك ،
ظننتُ انها ستسأل مالخطبُ ، لم اكن اريد الشرح
منذ البدايَة ولكنها تعلم كل شيء على مايبدو.

"لا لن انام ، الشخصُ المدعو لويس، هل وجدته؟"
كانت يديها معقودَة امام صدرِها، وعينيها لاحقت
مكان يدِي التي اخفيها اسفل اكمامي، دمُ الرئيس
لازال هنا، ولا اعلمُ لم اشعر اني لست مُستعدّاً لأراه
كي اغسله.

"غداً يُونقِي فلتنم الآن ، جهزتُ لك تلك الغرفة ،
توجد ثيابُ وحليبُ ساخِن"اشارت بيدها لباب 
جانب الغرفة خلفِي، شردتُ بِه وبقيت صامتاً ،
قبل ان اومِئ ذاهباً ونتبادلَ الامنيات بليلة هانئة.

ليلة هانئة؟ هذه لن تعبرني قريباً بحق.

وقفت اَمامَ المغسِلة في الحمام داخل الغُرفة ،
الماءُ يجرِي، يداي لاتزالُ اسفل اكمامي بعيدة عنهُ.

ابتلعتُ ريقي الثقيل، اخشى ان أتقيأ ما اجبرتُ
معدتي ان تأكله بهذه اليدينِ ، مددتها امام وجهِي ،
انزلق الكُم الواسع عنهما، ظهر الأحمر القانِي
وبدأت الإعادة بالعمَل..

حديثنا ، صوت الرصاصة وسقوطِي خلفه ،طريقته 
في التهاوِي.. صُراخي وتعابيرهُ المتألِمة ، وذلِك
الدمُ الكثِير.

لم انتبهِ اني ازلتُ كُل الدماءُ ، وبدَات بخدشُ كفِي
الا حين جرحتها ، نظرت الِيها ، كانت نظِيفة
لكنهَا في نظرِي لاتزالُ بدمائه غارقة.

لم اكن ابكِي، فقط اُصدر انيناً مرتفعاً ثُم اُوقفه..
ويخرُج رغماً بعدها كصوتِ مُنخفِض يشبه تنهيدَ
الحصولِ علَى ضربة تسبب كدمة.

لم اكن ابكي، الانهيارِ الآن ممنوعُ، هم من سينهارُ
وليس انا.
























مراحب

كيف البارت؟

فوت وكومنت؟ سي يو💙

Continue Reading

You'll Also Like

689 49 1
مَرت الأيامُ وعصفتِ الحروبُ كَثُرة الجُثث وماتتِ القلوب وفي وسطِ هَذه الظُروف وقعَ قلبُ طِفلِين لِيفترِقا بِأبشع الطُرق ويَعودا بِأحلاها - روايه م...
25.3K 1.6K 28
في يومٍ ليس كَسابق أيامهُ ، وفي بلدةْ تعج بتجار المخدرات والعصابات ، وصوت المطر الغزير يعلو مع كل دقيقة ، وأذ بجثةٍ تسقط من أعلى قمة مبنى مهجور...
6.9M 571K 54
• حقيقة.!!! يتشاءمون بالغُراب إِذا نعق ويتشاءمون من الغربيب إذا زهقّ بـكّرَ بُـكُورَ الغُـرابِ أذا تَـوهَق ماكـر وحـذر، شـرس، وسـفاحٌ جاء لِيشرق ويغ...
564K 33K 59
قصه من أرض الواقع.. بقلمي أنا آيات علي ها أنا قد خلقتُ من الظُلم و العذاب الذي جار علي من وحش جبار فہ لقد وقعت بيد من لا يعرف معنى الرحمه و انهُ ذو...