Apricity

By tmeow1

8.2K 633 562

« أيها الغريب. بسكويت - قصة قصيرة. More

0
1
2
The end
Milk (Except For Art)

3

672 82 46
By tmeow1

رن هاتفه فجأة ليمسكه: مرحبا؟
– آلويس! لقد ذهب العم إلى السوق ولم يعد منذ ساعات، اخوتي يرهقونني.

تنهد بقوة وقال: اهدأي، سيطري على الأوضاع سيعود حتما، سوف أطلب لكم بعض الطعام، حاولي إلهاء سايمن بالتلفاز و تأكدي من أن مارتن لن يخرج من غرفته.

– فات الأوان آل! هما يقفان بجواري بالفعل مع نظرات ساخرة!
– إفتحي مكبر الصوت.

همس بصوت حازم وقد تجلت الجدية على ملامحه ففعلت، ثم نطق بتبرم: إن سمعت أنكما أزعجتما هيذر، فسوف أسحب ألعاب الفيديو ولن أسمح لكما بالخروج نهاية الأسبوع و احزرا ماذا؟ منذ الآن افكر بتقليل ساعات الانترنت.

سمع تذمرات كثيرة قبل أن يقلب عينيه: سيعود العم قريبا، وداعا.

أغلق فورا ثم زفر بحنق هو ترك إخوته مع توصية لجارهم العجوز ليتفقدهم كل فترة، لكن يبدو أن الامور قد تخرج عن السيطرة.

وقعت مقلتيه على تلك الجالسة تتناول الطعام بالفعل محدقة به بابتسامة: اعتذر لم استطع المقاومة أخبر لافار أن يعد لنفسه طبقا.

هل كانت هنا منذ البداية؟ ارتخت ملامحه "ليس للافار في المقام الأول." أمالت رأسها باستنكار: هو لي؟
– اجل، هو لم يعد بعد.

استطاع ملاحظة ملامحها الشاردة لثوان. سألت مشتتة الموضوع "لديك إخوة صغار؟" ارتفعت حواجبه لتطفلها الغير متوقع لكنه أسند ذلك لرغبتها بتغيير حديثهما: اجل، سمعتِ ذلك.

أومأت بتفهم ثم أطرت بشكل مفاجئ تحشو فمها بالمعجنات: أنت مذهل في المطبخ.

أبتسم " نوعا ما، هكذا حياة العزوبية" سخر لتضحك ثم حركت رأسها بنفي لتتطاير خصلاتها القصيرة بخفة: لا اظن هذا، أنت مختلف عن الشباب الذين يتعلمون فقط القليل، مثل لافار.

امال رأسه بشرود "حسنا، أنا أكبر شقيق لثلاثة أطفال، وانا مضطر لأن أصبح أمًا، فَكِلا والديّ مشغولان اغلب الوقت برحلات عملهما" أخبرها مقلبا عينيه، بدا منزعجا من والديه.

همهمت بإعجاب وتعجب هامسة دون شعور "أنت عظيم، الزوج المثالي" سعل القهوة بصخب بعد جملتها لتقهقه.

"حسنا امم شكرا. أظن" همس يمسد غرته مبعدا وجهه المحمر عنها. شعرت بالتوتر: أعني آلويس، لابد الامر متعب.. لماذا لا تحضر لهم مربية فحسب.

– اوه، لأسباب..
زاد توتره هو الآخر لترمقه باستفهام: المربيات مزعجات.

ما زالت تنظر له بعدم فهم، أخذت قظمة بينما تفكر بمعنى مزعجات، هل قصد انهن يزعجنه هو على مستوى شخصي؟

ضحكت عندما ادركت: يا إلهي مسكين، أتعلم انا فتاة و لدي اخت صغرى غير شقيقة لكني لا اعتني بها بشكل مذهل مثلك!

"غير شقيقة؟" تمتم ثم أعلى حاجبيه "لا تهتمي" تذكر انها تكره الفضول فغير رأيه و انتبهت هي لذلك.

ابتسمت بدفء: لا بأس نحن غرباء عن بعضنا ومعرفة القليل عن كلينا لن يغير شيئا.

كان سيشعر بالامتنان أكثر لو قالت انها تثق به فقط كما فعلت البارحة لكن قولها بعث الانزعاج بداخله لكونها غير مهتمة به على ما يبدو. جلس يتناول طعامه لتردف.

"والدي متوفٍ منذ طفولتي، وعندما أصبحت تقريبا في العاشرة تزوجت والدتي السيد ستيفن، هو امتلك عائلة سابقا، ابنته سام هي بمقام أختي، و زوجته عمة لافار"

همهم مطرقا ثم نظر لها بصدمة "هل السيدة أوليف هورمان التي توفت قبل أشهر؟" أومأت له بابتسامة صغيرة "لذلك تعيش معنا ابنتها سام حاليا، لكنها غير مندمجة معنا.."

تجعدت ملامحه "لماذا؟" لم يمنع نفسه من السؤال فتبسمت: دهست امها سيارة، سام مراهقة، تؤمن انه خطأ الجميع.

تحاشت اضافة التفاصيل عندما قبضت على يدها اسفل الطاولة ثم هدأت نظراتها وارتشفت من القهوة: هي منزعجة، و بالطبع لا ترغب برؤية والدها و أمي، لكن لا تمانع البقاء معي.

"اها" همس فينتابها الإعجاب من تركيزه، ابتسم مشتِتا "لابد أن لك بريقا يجعلها تستلطفكِ" تغزل بعبث خفي لترفع كتفيها.

"ربما." لم تنف، لم تؤكد: على أيٍ سام تريد العيش مع لافار فهو مقرب منها اكثر، السيد ستيفن يثق به لذلك سيترك ابنته هنا.

أومأ: ثقة في محلها، اتمنى أن ترتاح هنا.
– ستفعل! هي و لافار كالأشقه! أتعلم أنها تراه اخاها أكثر مني و دوما ما يأتي للعاصمة لأجلها.. عرفته هكذا في المقام الأول. حتى آدم— ابن عمي، اتفق لأول مرة مع رأي السيد ستيفن.

لاحظ أنها تثرثر فعلا مع الغرباء، ابتسم بسخرية و داعب طرف الطاولة بأصابعه: أنت لديك مشكلة في المبادئ.

نطق فجأة لتنكمش ملامحها "عذرا؟" أتسعت ابتسامته: ما أعنيه، أنت تثقين بالغرباء ولكن ماذا لو كان الغريب ينوي التقرب منك فيصبح قريب يعرف عنك الكثير؟ هذا ليس منطقيًا.

ارتخت ملامحها بذهول: أتنوي ذلك؟
– بافتراض؟
– اجِب!
– لست مجبرا.

زفرت تعيد شعرها للخلف، لا تحب مناقشة مبادئها "حسنا لا أعلم ما سـ ، حتى انا لست مجبرة على الإجابة!" تداركت في النهاية لينزعج وتبتسم.

هي ليست بذاك الغباء.

بادلها بتهكم ثم استطرد: ترغبين بِبعض البسكويت؟
رفعت يدها بمزاح: اجل لو سمحت!

اتجه إلى أحد الرفوف. فكرت بأمر اختها التي ستأتي هذا الاسبوع مما يعني ضرورة فتح الطابق العلوي و تجهيز غرفة لها.

وضع القليل من البسكويت لتأكله بسعادة "أظنهُ افضل بسكويت أكلته قبلا" راقبها بابتسامة صغيرة أخفاها عندما رفعت عينيها نحوه.

كان هذا الاطراء مختلفا عن سابقيه.

"احتاج المزيد من المماسح" أخبرها لتومئ و تذهب الى الطابق السفلي تحضر ما طلبه، وضعت مواد التنظيف في الدلو و حملت المناشف في يدها.

يقومان بإعداد غرفة سام، لقد مر يومان منذ الكرسمس، وكل مره آلويس يبهرها، فقد اتضح انه يجيد التنظيف أكثر منها.

هو انطوائي،خجول، مثلها. لكن لا تعلم لماذا عندما يكونان معا يتحدثان براحة دون حدود، تصدق أن الأمر بسبب انهما غرباء.

لم يبقى الا مسح الأرضية قبل ملء الغرفة بالأثاث الذي وصل صباحا. ناولته المناشف التي استخدمها في مسح النافذة، قامت بجمع أكياس القمامة السوداء خارج الغرفة.

"أخيرا" هتفت بسعادة بعد دقائق فيبتسم و تظهر غمازته اليمنى "حقا شكرا آلويس لمساعدتك" تابعت بخجل، وقد انتقل له عندما تمتم: لا بأس.

هو أراد امضاء الوقت معها في الأساس.
كان لافار قد طلب مساعدته كونه لن يستطيع مساعدة ناتالي، فقد اتجه للعاصمة ليقل سام التي لا تتحمل ركوب القطار وحيدة.

و ناتالي لا تستطيع القيام بالاعمال وحدها.

"هل أنتِ قلقة؟" سأل فجأة لتزفر: اشعر باني لا اصلح كأخت كبرى.. لو كنت كذلك لكانت سام فضلت البقاء معنا.

رفع حاجبا يحدق في عينيها الشاردتين وهي تتابع: انها مدللة، لكنني اقلق عليها فعلا.

ابتسم لها بخفة ليتورد خديها و تنبسط ملامحها، هو حقا يمتلك وجها جميلا: الاخوة الصغار مثل البسكويت، لذيذون، لكن رفع الحرارة في ابتغاء تسريع نضجهم سيؤدي لحرقهم، البسكويت عليه ان يكون نصف ناضج و نصف لين.

توسعت عيناها، هو يربط المواضيع ببعضها بشكل جميل.

"أتى روي و ابن عمه للعمل معي في نقل الأثاث" أخبرها فجأة ناظرا من النافذة لتهمهم بغياب، لقد كانت تتجنب روي كثيرا مؤخرا.

"يمكنك التظاهر بالنوم" سخر لتتورد: ما الذي تعنيه؟
"أليس هذا ما كنتِ تفعلينه في كل مرة؟" تساءل لتعبس، أدار عينيه و ربت على رأسها: روي رائع، سيتفهم ان رفضته مباشرة.

"هذه هي المشكلة، انا سيئة في الرفض!" هتفت بحرج، نظر لها بعمق "عليك ذلك" لن يتحمل رؤية صديقه يتقرب من فتاة لا تحبه.

و جزؤه الشيطاني لا يتحمل رؤية صديقه يتقرب من فتاة يكاد يقع لها.

تنهد عندما سمع صوت الجرس فنزل تاركا إياها، وضعت يدها على شعرها حيث كانت خاصته، مستحيل، لا يمكنها الاعجاب بصديق الفتى الذي يحبها—روي، ولافار—من أحبت.

"انت غير معقولة عاطفيًا ناتالي، أقسم انك مختلة" همست لنفسها.

نزلت و وجدتهم يتحدثون مع بعضهم، ذو الشعر الكستنائي يبدو متحمسا لسبب لا تعلمه.

"أهلا" رحبت بابتسامة ليلتفت لها آلويس و يكتم ضحكته، ظن بأنها ستتجهز قبل القاء التحية و ليس النزول لهم بملابس المنزل بعد التنظيف وبشعرها المتطاير.

رمش روي عدة مرات، يعلم انها كانت ستتهرب منه اليوم، و هو يتساءل عن سبب عدم فعلها ذلك. وايضا لماذا تبدو مبعثرة هكذا، هذا لم يثر اعجابه كالسابق "روي أريد التحدث معك وحدنا لاحقا" قالت ببساطة.

"هاه" نطق ذو الشعر الكستنائي يحدق بتجمد الآخرين. فتح المعنيّ فمه و لم يعرف ماذا يقول، آلويس تساءل، هل قررت رفضه في ثانية واحدة، لماذا كان عليه نصحها!

همس روي: حسنا.
استدار نحو الأثاث متابعا: ماذا تنتظرون هيا ننقله للأعلى.

"أا" تلعثمت من نظراته العسلية الثاقبة.

تجاهلها و ذهب مع الآخرين لنقل الأثاث، عبست ثم اتجهت للدخول الى الحمام، لا تفهم لماذا نظر لها هكذا بعد ما طبقت ما قاله.

على الاقل تخلصت من روي على ما يبدو، ربما، مهلا.
"انا غبية" همست لنفسها. ما زالت لا تعرف كيف ستقولها له!

حدقت في المرآة بجمود، استمرت في الغرق بافكارها، اتكأت على المغسلة عندما شعرت بتخدر، ساقها.

ابتسمت بعد ثوان من التحديق: انت تستحقين، تعلمين ذلك.

تحولت ابتسامتها لعبوس، ترتجف شفتيها بينما تفكر بأنه كان من المفترض ان تموت. على الاقل سيكون ذلك مريحا.

صكت اسنانها و اخذت نفسا، لن تبكي، لن تخلق دراما، هي بخير الآن. كل شيء على ما يرام.

اعادت شعرها للخلف عندما هاجمها صداع حاد، صوت مزعج اخترق اذنها اليسرى، غمامة سوداء تحيط نظرها.

تراجعت حتى جلست على طرف حوض الاستحمام، انفاسها الحادة توالت. لم تعد تشعر بساقها، لا تستطيع الحركة.

لكن شعورها بالغرق يصعب تنفسها، لم تعد ترى سوى الازرق القاتم، فتحت فمها في محاولة لجذب الهواء لكنها تشعر بامتلائه بالماء الى آخر حد.

تشعر أن رئتيها توقفتا.

بقيت بمكانها لدقائق طويلة، الصداع يتفاقم أكثر و الاسم الوحيد الذي على طرف لسانها تمنع نفسها من النطق به. آلويس.

قطرتان وقعتا على فخذها بالتوالي، أخذت شهيقا عقيما.

عندما قلت غرق، قصدتها.

"هل انت بخير رغم هذا" سمعت صوتا انثويا مألوفا يخص صديقتها جوان، بعيدا بدا لها، لكنه في رأسها فقط.

"أعرف ان سام ليست بخير، لكن ماذا عنك" تكرر الصوت المكتوم، فتحت فمها ذو الفك المرتجف أكثر.

تلاحقت الجمل في تفكيرها، ذاكرتها تعرض عليها ما تحجبه دائما. أغمضت عينيها تحاول تنظيم تنفسها و إعادة الشعور بساقها.

"لست" صوتها الداخلي صرخ.
"لن تتمكني من السباحة مجددا" صوت طبيبها صدح.
والدتها بتهكم: أهو عقاب إلهي؟

كل ما تسمعه و تفكر به تداخل في بعضه لدرجة آلمت مؤخرة رأسها، حاجبيها يرتعشان أكثر من اطراف اصابعها.

أغنية المنتخب الوطني طغت على باقي الأصوات، أمسكت عنقها بيدها المهتزة حين توقف سمعها عند جملة واحدة.

"لماذا حاولتِ الانتحار، هل ستتركينني، أختي؟"

"بخير" صرخت ليتوقف كل شيء و تستعيد الشعور بساقيها مجددا. أغمضت بوهن و تمتمت بصوت أجش:

أنا دوما بخير.

Continue Reading

You'll Also Like

441K 33.1K 27
كانوا خمس أولاد إستطاعوا النجاة حتى مع ندوبهم الكثيرة لهذا ظنهم الجميع شياطيناً.. حتى أنا روبين ديميرو الفتاة الَّتي كان من المفترض أن تكون حياتها ه...
843 131 4
هناك! ٫ في تلك التقاسيم شبيهتُكِ.. ديكابريو [فصول قصيرة] لا أسمح بالسرقة ، و أي انتقاد يشجعني أكثر✨💛
140K 14.8K 26
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
2.5K 241 6
أتشعر به؟ يسري في دمائك، يدفعك كي تكتب أسطرًا جريئة وقوية كالأفكار التي سنهمسها لك؟ أنت في المكان الصحيح إذا، مرحبا بكم في منافسة الأدرينالين!