فاتتني صلاة !! لـ ( إسلام جما...

By ______Sara______

138K 8.2K 466

لماذا يحافظ البعض على الصلاة ... بينما يتركها الكثير ؟ تعرف على أسرار هؤلاء الذين قلما فاتتهم صلاتهم (إسلام... More

-المقدمة-
(1) فاتتني صلاة !!!
(2) يومًا ما !
(3) قبل أن تصلي
(4) أنت أفكارك
(5) الصفة المعجزة
(6) ألك حاجة؟!
(8) كن صباحا
(9) بيت هناك
(10) وترتيبها
(11) حماقات ارتكبتها
(12) لا طاقة لك
(13) واصطبر عليها
(14) هكذا عرفته
(15) خاتمة العشق (النهاية)

(7) دواء العادة

4.3K 260 9
By ______Sara______


في بداية تسعينات القرن الماضي، جاء شخص الى مدير تنفيذي لشركة أمريكية رائدة في الدعاية والإعلان يدعى ”هوبكنز Hopkins ” بفكرة جديدة في ذلك الحين، فقد أوضح هذا الشخص إنه إكتشف منتجا مدهشا وأنه مقتنع أن هذا المنتج سيحقق نجاح رائد لذلك فهو يريد مساعدة ”هوبنكز” للترويج والدعاية لهذا المنتج، لقد كان هذا المنتج معجونا للأسنان.

لقد كان ”هوبكنز” يعتلي قمة مجال الدعاية والإعلان في ذلك الوقت، فقد إستطاع أن يحول كثير من المنتجات المجهولة إلى منتجات تباع بملايين الدولارات، تشتريها كل أسرة أمريكية تقريبا، وكان سر نجاح ”هوبكنز” يكمن في قدرته على إيجاد عادات جديدة بين العملاء تجعلهم يشترون هذه المنتجات.

وأصبحت قواعد ”هوبكنز” للدعاية والإعلان قواعد أساسية إستخدمها المسوقين وأصحاب الشركات والمصانع، ومازالت هذه القواعد تؤثر في كيفية شرائنا للمنتجات إلى وقتنا هذا.

ومع ذلك كان يعلم ”هوبكنز" أن بيع معجونا للأسنان يعد إنتحارا تجاريا في ذلك الوقت، فقد كان من النادر أن يشتري أي شخص مواد تنظيف الأسنان حيث كان إستخدام فرشاة الأسنان نادرا أصلا رغم مشاكل الأسنان المتفشية وقتها، لهذا رفض ”هوبكنز" إقتراح ذلك الشخص عدة مرات، لكن عندما رأى إصراره وافق للقيام بحملة ترويج لمنتجه تحت شروط ضمانية.

في خلال خمس سنوات حول "هويكنز" هذا المنتج المجهول إلى أحد أشهر المنتجات شهرة على وجه الكرة الأرضية، حيث إنتشر معجون الأسنان ”بيبسودينت pepsodent” عبر أمريكا بسرعة مذهلة، وبحلول عام 1930 كان يباع في الصين وجنوب إفريقيا والبرازيل وألمانيا حتى إنتشر تقريبا في كل دول العالم، وبعد مرور عشر سنوات على إطلاق أول حملة دعاية ل”بيبسودينت" إكتشف خبراء إستطلاعات الرأي ان غسيل الأسنان بالفرشاة أصبح إحدى شعائر الشعب الأمريكي فقد نجح ”هوبكنز” أن يجعل غسيل الأسنان بالفرشاة نشاطا يوميا (عادة).

ويفخر ”هوبكنز” فيما بعد بأن سر النجاح يرجع الى القدرة على جعل غسيل الأسنان عادة يومية بين المستهلكين وذلك عن طريق إكتشاف محفز ينمي عندهم الرغبة للقيام بنشاط غسيل الأسنان كل يوم، ليس ذلك فقط بضرورة وجود مكافأة فورية يحصل عليها المستهلك بعد غسيل أسنانه حتى يصبح غسيل الأسنان عادة يفعلها المستهلك تلقائيا .

وهذا المبدأ هو الذي يستخدمه مصمموا ألعاب الفديو جيم والشركات الغذائية ومحلات الوجبات السريعة وملايين مندوبي المبيعات حول العالم الآن.

قصة مثيرة.
ولكن ما علاقة إكتشاف ”هويكنز” بموضوع الصلاة؟!

لكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نعرف ما فعله ”هويكنز” بالتفصيل، فما قام به لم يكمن فقط أسلوب ذكي للدعاية والإعلان بل هو مبدأ علمي في فهم أسرار النفس البشرية وكيفية التعامل معها.

▪محفز العادة:

من أجل بيع ”بيبسودينت” كان ”هوبكنز” بحاجة إلى محفز يبرر إستخدام معجون الأسنان يوميا؛ فجلس مع كومة من كتب طب الأسنان، وفي وسط أحد الكتب وجد معلومة تثبت أن هناك غشاء مخاطي طبيعي يغطي الأسنان وأن هذا الغشاء يلتصق به بقايا الطعام فيميل لونه الى الإصفرار ثم تتكون باكتيريا بين الأسنان التي تسبب تلفها وتسوسها مع الوقت.

فاستخدم "هوبكنز" هذا الغشاء كمحفز أو منبه يغرز الرغبة لغسيل الأسنان، فكان أحد الإعلانات يقول: "مرر لسانك على أسنانك وسوف تشعر بوجود الغشاء الذي يجعل أسنانك تمرض ويسبب التسوس"، علميا لم يكن هذا الغشاء نفسه هو مايسبب التسوس ولكن بقايا الطعام الملتصقة به، ومع ذلك إستخدام "هوبكنز" لفظة الغشاء لسهولة الإحساس به.

لذلك نحن تقريبا نجد المحفز أو المنبه في كل شيئ تفعله في صورة عادة يومية، فمثلا الشعور بالجوع يعتبر منبه لضرورة تناول الطعام.

وبالنسبة للأشخاص ذوي الشهية تعتبر رائحة الطعام فقط أو رؤيته محفز قوي يعزز الرغبة لتناول الطعام حتى وإن لم يكن هناك شعور بالجوع.

فكل عادة نفعلها إما أن يكون لها منبه أو محفز أو الإثنان معا، حتى العادات الضارة كالتدخين مثلا، يعتبر الشعور بنقص النيكوتين داخل الجسم منبه يدفع الشخص إلى تدخين السجائر، حتى وإن لم يوجد هذا الشعور فرؤية السجائر أو الجلوس بمكان فيه مدخنين يمكن أن يكون محفز يعزز الرغبة للتدخين.

▪المكافأة:

كان ”هوبكنز" يعلم بضرورة وجود عامل آخر بجانب المحفز حتى تكتمل حلقة العادة ويصبح غسل الأسنان نشاطا يوميا، فكان لابد من وجود مكافأة يحصل عليها المستهلك بعد إستخدام معجون الأسنان تجعله يشتهي أن يستخدمه مرة أخرى.

فعلى خلاف أنواع منتجات العناية بالأسنان الأخرى كان ”دبيبسودنت” يحتوي على حامض الستريك بالإضافة إلى جرعات من زيت النعناع ومواد كيميائية أخرى، ولقد أستخدمت هذه المواد لكي تجعل مذاق المعجون منعشا ونترك إحساسا بالإنتعاش والوخز على اللسان واللثة.

وبعد سيطرة "بيبسودينت" على الأسواق، تدافع الباحثون لمعرفة سبب إنتشار المنتج بهذه السرعة وأكتشفوا أن العملاء يقولون إنهم إذا نسوا إستخدام "بيبسودينت" فسوف يفتقدون الإحساس المنعش واللاذع في أفواههم وعندما لا يشعرون بهذا الإحساس يعتقدون أن أفواههم غير نظيفة، مع العلم بأن هذه المواد ليس لها أي فائدة طبية ولكنها فقط تقنع الناس بأن المعجون يقوم بعمله على أكمل وجه.

لذلك فإن المحفز والمكافأة يعتبران عاملين أساسيين إذا أراد الإنسان أن يكون عادة جديدة.

وفي دراسة قام بها الباحثون في جامعة نيو ميكسيكو على 226 شخص ممن تعودوا  على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم حيث كان معظمهم يتدرب على الأقل ثلاث مرات أسبوعيا.

قال عدد كبير من المشاركين أنهم تعودوا على ممارسة التمارين الرياضية لأنها تجعلهم يشعرون بأنهم في حالة جيدة (المكافأة) فلقد وصلوا إلى توقع وإشتهاء الإندروفينات وهي مواد كيمياوية ينتجها الجسم تعمل على تخفيف الألم وإعطاء شعور بالراحة والتحسن.

وفي مجموعة أخرى قال المشاركين أن التمارين الرياضية تمنحهم شعور بالإنجاز (المكافأة) فهؤلاء وصلوا الى إشتهاء الإحساس المنتظم بالإنجاز والإنتصار، وفي الحالتين فإن هذه المكافأة الفورية كانت سبب لأن يصبح ممارسة التمارين الرياضية عادة لدى هؤلاء المشاركين.

▪العادة والصلاة:

الصلاة نشاط يومي نفعله عدة مرات في اليوم والليلة، نسعى جميعا لنجعل عملية القيام إلى الصلاة عادة نفعلها بشكل تلقائي دون مجهود، هدفنا هو أن نقوم للوضوء والصلاة بمجرد سماع الآذان دون الخوض في معركة ضد عقولنا.

أنا أقصد هنا عملية القيام للصلاة وليست الصلاة نفسها، لأن الصلاة ينبغي حضور الذهن والعقل فيها، ومع ذلك فإن الصلاة عادة يومية لإنها نشاط متكرر، لا أقصد هنا مفهوم العادة الشائع عن الصلاة بأن الصلاة أصبحت عادة وليست عبادة، ولكن نتحدث هنا عن العادة بالمفهوم العلمي وهي النشاط الذي يتم ممارسته بإستمرار.

كما أوضحنا من خلال الدراسات التي قام بها الباحثون لفهم كيفية تكون العادات، فإذا أراد الإنسان أن يكتسب عادة مفيدة جديدة يجب أن يتوافر (المحفز) الذي يعزز الرغبة للقيام بالعادة و(المكافأة) التي تضمن استمرار هذه العادة.

ما ذكرناه في الفصول السابقة هو (محفز) يعزز الرغبة إلى الصلاة ولكس نضمن حفاظنا على الصلاة وإنضمامنا إلى هؤلاء الذين قلما فاتتهم صلاة، جعل الله العليم لنا (مكافأة) فورية نحصل عليها بعد كل صلاة تجعلنا ننتظر الصلاة بعد الصلاة ولسان حالنا
”أرحنا بها يابلال”.

تلك المكافأة هي السكينة.
أو بمعنى أدق الإحساس الذي يأتي بعد الصلاة بخشوع، حال النفس بعد صلاة خاشعة وإحساس بالسكينة والطمأننية الذي يغمرها هو أفضل إحساس يمكنك أن تذوقه في هذه الحياة الدنيا.

العبد الفقير الذي يكتب لك هذه الكلمات لا ينقل لك نظريات أكاديمية لتجريد الواقع أو إنه يعيش منعزلا لايدري شيئا عن متع هذه الدنيا حتى يتجاهلها كلها، بل - والفضل كله لله _ من الله الغني علي بكثير من حلال زينة هذه الدنيا ومع ذلك لا يماثل شعور السكينة أي شعور وكأنه دواء هذه الدنيا بزينتها، لا بهجة في زينة بدونه ولا شقاء في حزن معه.

أبى الله _عز وجل _ أن تكون الدنيا مصدر للسعادة لأنه عادل وعدل، فليس كل الخلق سواء في إمتلاك زينة الدنيا، ولكنه _العليم الخبير_ جعل السعادة في السكينة وعرفنا سبيلها فمن شاء أخذ به.

يسعد بها الفقير ولو لم يمتلك شيئا، ويشقى دونها الغني ولو إمتلك كل شيئ، كل نعمة في هذه الحياة الدنيا تصبح نقمة إذا حجبت عنها السكينة.

جالست التائبين الراجعين الى ربهم بعد ان ذاقوا الكثير من متع هذه الدنيا، حلاله و حرامه،سألتهم لم رجعوا؟ قالو وجدنا في القرب من الله لذة لا تعادلها لذة، إحساس السكينة بقوة  الله القدير يجعلك تشعر بأنك تملك الدنيا بما فيها.

يقول الشيخ محمد راتب النابُلسي:
" ينام الإنسان على الشَوكِ مع السكينة.. فإذا هو مِهادٌ وثير، وينام علىٰ الحرير وقد أمسكت عنه السكينة.. فإذا هو شوك القتاد. يعالج المرء أعسر الأمور ومعه السكينة.. فإذا هي هوادة و يُسر! ويعالج أيسر الأمور، وقد تخلّت عنه السكينة فإذا هي مشقّة وعُسر.

يخوض المخاوف والأخطار ومعه السكينة فإذا هي أمنٌ وسلام، ويعبر المناهج و السُّبُل، وقد أمسكت عنه السكينة.. فإذا هي مهلكة وبوار!

يبسط الله الرزق مع السكينة، فإذا هو متاع طيب، ورخاء وفير، وإذا هو رغد في الدنيا، وزاد إلى الآخرة، ويمسك السكينة مع الرزق فإذا هو مثار قلق وخوف، وإذا هو مثار حسد وبغض، وقد يكون معه الحرمان ببخل أو مرض، وقد يكون معه التلف بإفراط وإستهتار.

⬅️يمنح الله الذرية مع السكينة فإذا هي زينة الحياة الدنيا ، ومصدر فرح واستمتاع بالخلف الصالح ،
ويمسك رحمته فإذا الذرية بلاء ، ونكد ، وشقاء ، وسهر بالليل ، وتعب بالنهار .

⬅️يهب الله الصحة والعافية مع السكينة فإذا هي نعمة وحياة طيبة ، ويمسك سكينته فإذا الصحة والعافية بلاء ،فينفق الصحة والعافية ، فيما يحطم الجسم ويفسد الروح .

⬅️ويعطي الله الجاه والقوة مع السكينة ، فإذا هي أداة إصلاح ، ومصدر أمن ، ووسيلة للعمل الصالح ،
يمسك السكينة فإذا الجاه والقوة مصدرا طغيان وبغي ، ومصدرا حقد وكراهية، لا يقر لصاحبها قرار، ويدخر بها للآخرة رصيدا ضخما من النا.

لكن كيف السبيل اليها اذا كانت شيئا لا يثمره الذكاء، ولا العلم، ولا الصحة، ولا القوة، ولا المال والغنى، ولا الشهرة والجاه، ولا غير ذلك من نعم الحياة المادية؟

▪الخشوع سبيل السكينة:

الخشوع في الصلاة هو مايولد السكينة التي تجعلك تشتاق إلى الصلاة، هو دواء تلك العادة، فمعه تصبح الصلاة عبادة متجددة وليست عادة روتينية.

وكما كان يظن الكثير أن أولئك الذين يحافظون على الصلاة لهم قدرات بيلوجية خاصة أو هبات سماوية تتنزل عليهم، أيضا يظن الكثير أن الخشوع هو أمر سماوي يؤتيه الله من يشاء ولا يؤتيه من يشاء، فيسأل كثير من الناس: أين الخشوع؟ لماذا لا أشعر بالخشوع وأنا أصلي؟

لكي نعرف أين الخشوع، دعنا نصف أحوال بعض الناس، فمثلا إذا أردنا أن نصف شخصا سعيدا، كيف سيكون حاله؟ أقول لك أنه مبتسم، مشرق الوجه، متحمس، إن تكلمت معه ستعكس نبرة صوته أنه سعيد وصفات أخرى.

وإذا أردنا أن نصف شخصا محبطا، أقول لك حزين الوجه، يمكن أن يكون منكس الرأس، حتى وإن تكلمت معه ستعكس نبرة صوته أنه حزين وصفات أخرى.

إذن إذا كنت تشاهد مجموعة من الناس وطلبت منك أن تخبرني من منهم سعيد ومن منهم محبط ومن منهم نشيط ومن منهم متعب، ستصفهم لي حتى وإن لم تتحدث معهم.

هذا يعني أن حالة الجوارح الخارجية تعكس بقدر كبير الشعور الداخلي للبشر، فلو أنت كنت سعيدا (شعور داخلي) ستعكس جوارحك الظاهرية أنك سعيد ولو كنت خائف سيظهر هذا على جوارحك الخارجية، هذا معلوم.

ما يخبرنا به علماء النفس أن العكس صحيح. بمعنى أنك إذا غيرت من حالة جوارحك الظاهرية، ينعكس هذا على شعورك الداخلي، فإن كنت تشعر بالحزن (والأمر نسبي) يمكن لبعض التغييرات على جوارحك الظاهرية ان تبدد هذا الشعور.

فتعديل وقفتك أو جلستك، وتغيير تدابير وجهك والتحكم بنبرة الصوت له تأثير كبير على حالتك المزاجية والذهنية، لذلك يخضع كثير من رؤساء الدول وأولئك الذين يتولون مناصب مهمة تحتم عليهم مخاطبة العامة لتدريبات في كيفية التحكم بلغة الجسد (Body Language) لأن ذلك يساعدهم على إظهار الإيجابية والثقة بالنفس وأحيانا القوة في حديثهم.

ويحكى أن الفاروق عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه_ رأى رجلا يمشي وهو يحني ظهره كدلالة على الزهد والورع، فقال لأصحابه: مابال هذا يمشي هكذا؟ أهكذا يكون النسك بالتماوت في المشية والهيئة؟ ثم قال للرجل: هيه، أمت علينا ديننا أماتك الله، إعتدل في مشيتك وأظهر عزة الإسلام.

وألتفت إلى أصحابه فقال: مابال أقوام حسبوا الزهد ضعفا والنسك تماوتا، فإذا تحدث أحدهم خشع بصوته وإذا مشى أحنى قامته.

كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلم تأثير حالة الجوارح الظاهرية على الشعور الداخلي، لذلك قال للرجل: إعتدل في مشيتك (حالة ظاهرية) وأظهر عزة الإسلام (شعور داخلي).

لذلك إذا أردنا أن نصف مصلي خاشعا في صلاته كيف سيكون حاله؟

ألن يكسوا ذلك الرجل الهدوء؟ ألن تكون حركاته بطيئة رزينة؟ ألن تكون قرائته للقرآن قرائة مطمئنة ليست سريعة؟ ألن يكون وقت ركوعه أطول ووقت قيامه أطول ووقت سجوده أطول؟ألن نلاحظ أنه يستغرق بين السجدتين وقت أطول مما يستغرقه غيره؟

وهكذا للخشوع صفات ظاهرية في متناول كل منا، إذا حققنل تلك الحالة الظاهرية إستجاب معها شعورنا الداخلي فنخرج من الصلاة وقد غمرتنا السكينة.

▪مسببات الخشوع:

من مسببات الخشوع، إبطاء حركة اليدين بداية من التكبير، واستشعار كلمة "الله أكبر" وانت تقولها، ثم القراءة ببطئ قدر المستطاع والتوقف لحظة أو لحظات بين كل آية وأية، فأنت لست في مسابقة تسميع لشي تحفظه، وكلما كنت أسرع كلما كنت أفضل!

جرب أن تكلم الناس بنفس السرعة التي تعودت  أن تقرء بها الفاتحة، لن يفهم منك أحد شيئا، انت في حديث متبادل مع ملك الملوك!

حيث ورد أن رسول الله، عليه الصلاة والسلام
أن الله عز وجل يقول قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين.

فإذا قال العبد :الحمد لله رب العالمين.
قال الله تعالى :حمدني عبدي.

وإذا قال:الرحمن الرحيم.
قال تعالى :أثنى علي عبدي.

وإذا قال :مالك يوم الدين.
قال تعالى :مجدني عبدي.

وإذا قال :اياك نعبد وإياك نستعين.
قال تعالى :هذا بيني وبين عبدي وللعبد ما سأل.

فإذا قال :اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
قال تعالى : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.

⬅هل تعلم:
️أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح صلاته بعد تكبيرة الإحرام بأن يقول:
(( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ونقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني بالماء والثلج والبرد))

أيضا كلما كانت حركة الجذع إلى الأمام من أجل الركوع بطيئة وهادئة كلما ساعد ذلك على الخشوع،  تريث وانت تسبح في الركوع واظهر المد في الكلمات بأن تقول "سبحــــــان ربي العظيم" فأنت ستقولها ثلاث مرات فقط فلتكن هادئة واضحة ومطمئنة.

كذالك بطئ حركة الجذع للإعتدال من اجل القيام وانتظر وانت قائم حتى تطمئٍن قائما وتقول بهدوء:  "ربنا ولك الحمد"

⬅️هل تعلم:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزيد على التسبيح في الركوع ويقول:
((سبوح قدوس رب الملائكة والروح، اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت. اللهم خشع لك بصري وسمعي ومخي وعظمي وعصبي))

⬅️هل تعلم:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند القيام من الركوع:
((ربنا ولك الحمد والشكر، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد))

كذالك فلتكن حركتك من اجل السجود حركة هادئة مطمئنة، تريث وانت تسبح في السجود واضهر المد في الكلمات بأن تقول: "سبحـــــان ربي الاعلى" فتكون واضحة هادئة مطمئنة.

وتذكر أن اقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد، فتحدث بهدوء واطمئنان لانك قريب جدا ممن له ملك السموات والارض، واطلب ماشئت فهذه فرصتك، لاترفع رأسك من السجود وفي نفسك شيئا لم تطلبه من الغني الكريم.

⬅️هل تعلم:
ان النبي صلى الله عليه وسلّم ــ  كان يزيد على التسبيح في السجود فيقول:
((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين"

كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغرق بين السجديتن نفس الوقت الذي يستغرقه في السجود.

لذلك ولكي تحقق الخشوع فليكن اعتدالك من السجود هادئا بطيئا.

وأدعو كما كان يدعو سيدنا عليه الصلاة والسلام بين  السجدتين بأن يقول:
((اللهم اغفر لي واعفو عني وعافني وارزقني  واهدني وأجبرني وأرحمني يا أرحم الراحمين))

لذلك فإن إبطاء الحركة والقرائة ببطء وهدوء في كل ركن من اركان الصلاة  يساعد بقدر كبير على الخشوع والفوز بالسكينة التي هي دواء عادة الصلاة.

ربما ستجد بعض الصعوبة في البداية لتعودك على الحركة بسرعة والقراءة بسرعة، ولكن كلما ضبطت نفسك وألزمتها الهدوء في القراءة والبطء في الحركة استجابت لك وأصبحت الصلاة الخاشعة جزءا من سلوكك، بل وسينعكس هذا على أمور حياتك اليومية فتشعر بالهدوء والسكينة في عالم اليوم الذي أصبح التسرع حاله.

▪المناجاة:

إذا اتصلت على أحد أصدقائك ولم يرد عليك بل رد عليك جهاز الرد الآلي وأطلب منك تسجيل رسالة صوتية، فتبدأ أنت بتسجيل رسالتك بالهاتف، فهل شعورك وانت تسجل هذه الرسالة الصوتية لصديقك يساوي شعورك لو أنه كلمك وتحدثت إليه مباشرة، بالطبع لا!

ولله المثل الاعلى سبحانه فإذا أردت أن تغير شعورك وانت تصلي فلا تقول أذكار الصلاة وكأنك تسجلها في رسالة صوتية بل قلها واستشعر أن هناك من يسمعك ويرد عليك وأنك توجه هذه العبارات إليه ليس فقط تسجلها تسجيلا .

فيوم القيامة ستتمنى لو انك تحدث الجبار ملك الملوك بكلمة واحدة وتذكر أن ذلك اليوم قال الله تعالى فيه:

"لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا"
(النبأ:38)
"وخشعت الأصوات للرحمان فلا تسمع إلا همسا"
(طه:108)

فمن لم يحسن الحديث مع ملك الملوك في الدنيا لن يصغي إليه في الاخرة.

استشعر المناجاة بأنك تخاطب الله الملك العزيز القدير وتقدم له التحية في آخر لقائك معه "التحيات لله والصلوات والطيبات ".
ثم تودعه عزوجل.

يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله:

أما وإنك تصلي
فلتصل صلاة تليق بمعبودك
أو تفتش لك عن معبود تليق به صلاتك.

---------------------------------

#اعمل تاڨ ومنشن لأصدقاءك 💕🍃

Continue Reading

You'll Also Like

5.3K 261 23
لـطـف الله يحيطنا دائماً دون أن ندرك فحتى لحظتك هذه ... لـم يخطئك فيه‍ا لطف الله
339K 12.3K 67
🤎هنا في أرض زيكولا ثروتنا من نوع آخر وهي ثمينة جدا نتعامل بوحدات الذكاء ثروتك هي ذكائك وعند الدفع ستدفع بوحدات من ذكائك فإحذر إذا اُصِبت بلفقر ،الغ...
70.6K 6.4K 20
كانت فتاة ملحدة تعاني من الاكتئاب ..... و كان هو الطالب الملتزم الذي يرتل القرآن في المدرج كل صباح . " صِف لي دينك في كلمتين " " صراطٌ مستقيم "
31.6K 1K 29
كل ما تقارب الساعة 11:10 أجدها تعد أمانيها قبل الجميع فدقيقة واحدة كفيلة بتحقيق كل الأماني أما أنت احب كل تفاصيلك احب كل شئ فيك.. رب خرافة خير من...