اِستمتعوا ~
[M]
______
كان الصباح مُريحًا ، مُمتلِئًا برائحة المطر المُميزة المُختلطة برائحة الخُبز المحمص و مُربى توت العُليّق المُفضل للأطول.
بِما أن تشانيول قد خلد للنوم مُبكرًا الليلة الماضية فـقد اِستيقظ بنشاط ، مُبتسمًا بِوسع لمزاجه الرائِع لهذا الصباح غير آبِه البتّه أنه ذاهب للجامعة في يوم العُطلة.
" الفطور أولًا ثُم القهوة ~ "
لحّن كلِماته بينما يتجِه للأريكة الصغيرة الموجودة في غُرفة المعيشة ، لا يزال يستطيع سماع صوت زخات المطر العالية.
الأمطار لا تزال تهطل بشكل شِبه مُنتظم على تورينو ، مع النسيم البارد الذي يُرافقها جاعلًا البشر لا يستغنون عن معاطفهم و أوشحتهم الثقيلة.
كان الهدوء المُرافق للموسيقى الطفيفة التي تنبعث مِن هاتفه كـعادة اِكتسبها الفتى مِن محبوبه تجوب الشِقة الصغيرة و الدافئة ، كما صوت القرمشة الناتِج مِن مضغه للخُبز المُحمص.
كان تشانيول يحمِل الخُبز المدهون بالمُربى في يده اليُمنى بينما اليُسرى تحمِل كأسًا مِن الماء و يُدندن مع تِلك الأنغام التي تحفُه و تتسلل لسمعِه بِـمرح.
" أه سـأتأخر "
أسرع بتناول إفطاره الخفيف و تجرّع كأس المياه بِسُرعة حينما حطّت عينيه على الساعة الصغيرة المُعلقة على الجِدار.
اِرتدى سُترة سوداء ذات عُنق طويل رفيعة القُماش و فوقها قميص أبيض مفتوحة الأزرار الأولى و مطوية الأكمام حتى الرِسغ.
أخذ مِعطفة الكُحلي ذو الدرجة الداكِنة الذي اِرتداه في أول موعد له مع بيكهيون و وِشاحه الرماديّ ليخرج بعدها مع مِظلته لتقيه قطرات المطر التي تبدو بأنها سـتسقي المدينة لفترةٍ طويلة لهذا اليوم.
أخذ خطواته يمشي على الرصيف المُمتلئ بالبشر المُتجهه لأعمالِها فقط مِثله ، كانت المتاجر على يمينه مُغلقة الأبواب لكنها لا تزال مفتوحة للزبائِن بالطبع.
أخذ نفسًا عميقًا.. يستنشق رائِحة الأرض المُبللة بمياه المطر الصافية ، أصوات عجلات السيارات التي تسير في الشارِع على يساره تتسبب برش المياه هُنا و هُناك.
و في نُقطة ما بدأ بِـشم رائِحة القهوة القوية التي تغلغلت لأنفه حتى عقلِه.. جاذبةً إياه لذلك المقهى الدافئ ليُهرول مُسرعًا حينما كان قريبًا مِنه يحتمي تحت السقف قبل دخوله ، يُغلق مظلته و يهز قطرات المياه بعيدًا عنها ليدخل.
الدفئ كان ما قابله حالما حطّت قدميه على أرضية المقهى ، أصوات الأحاديث بين الأصحاب والأحباء.. صوت طحن القهوة و قطرات المطر التي تطرق على النوافذ كان مايملئه.
تقدّم مِن المُحاسب ليطلُب كوب قهوته المُعتاد ، و في ظِل إنتظاره لِتلك القهوة هاتفه اِهتز مُعلنًا وصول مُكالمة جعلت شرارة حماس صغيرة تتجول بِسُرعة على طول ظهرِه.
" مرحبًا ~ "
" صباحُ الخير.. تشانيول "
الصوت الأخر كان خامِلًا و لطيفًا.
" صباحُ الخير حبيبي ، ألا تزال نائِمًا ؟ "
تنقل بالإتكاء على كِلا قدميه بسعادة.
" آه أجل أعتقد بأني لَم استفِق جيدًا بعد و ماذا حدث لهيونغ ؟ "
تمرّغ بيكهيون بين الملاءات الدافئة ، لا يزال نِصف نائِم لكِنه أراد حقًا الإستماع لصوت تشانيول.
" هل حقًا يجِب علي مُناداتك بذلك ؟ أنت حبيبي الأن "
تذمّر بينما يأخذ قهوته و يشكر الموظف بصوتٍ خفيض.
همهم بيكهيون بهدوء ،
" إذًا لِتستبدل هيونغ بلقبٍ أخر "
نظر تشانيول للسماء مُفكرًا ليُلاحظ أن المطر أصبح خفيفًا ،
" ماذا عن حبيبي ؟ "
" مُبتذل للغاية "
تثائب بتعب ، فـفي الليلة الماضية لَم يخلد للنوم سِوا في الساعة الرابِعة صباحًا.
" عزيزي ؟ "
" مُتكرر "
عبس الأطول ،
" ماذا عن فراشتي ؟ "
حلّ الهدوء لبضع لحظات ليخرُج بعدها صوت بيكهيون مُحطمًا قلب حبيبه الأصغر ،
" هل أنت طفل ؟ "
" لا تقُل ذلك ~ "
اِنتحب بعبوس.
" ما الذي جعلك تختاره على أيّ حال ؟ "
سأل بيكهيون بينما النُعاس بدأ بسحبه لعالم الأحلام.
" لأنه... "
نظر تشانيول أمامه عوضًا عن الأرض ، يُفكر جيدًا بسؤاله بينما عينيه تنظر لِكُل شيء أمامه.. الحرم الجامعي المُبتل بسبب المطر كان أفضل منظر يستطيع رؤيته.
" هذا لأن الفراشة حُرّة "
تململ على قدميه لا يزال يقِف خارجًا ،
" و مُنذ المرة الأولى التي عرفتُك بِها.. كُنتَ حُرًا..
فقط كـالفراشة التي تحوم حول الأزهار و المروج المُزهِرة "
" لكن حتى و إن كانت الفراشة حُرّة ، سـيتوجب عليها الهبوط على مرجٍ ما في فترةٍ ما مِن فترات حياتِها "
شعر تشانيول بِـرئتيه تحبس الهواء و بِـشعورٍ رائِع صُلِب لهُ ظهره مِن الحماسة المُشتعلة لِما سيقوله بعد ذلِك.
" و أظُن بأني كُنت المرج المُزهر الوحيد الذي اِخترت الهبوط فوقه.. و أنا جِدُ سعيد بذلِك "
عض على شفته السُفلى بقوة ، إحساس السعادة بدأ بغمره حتى رأسه.
" على الفراشة أن تنتمي يومًا لمرجٍ ما.. "
همس بيكهيون.
يدفن وجهه المُحمرّ بين الأغطية ،
" كَم أود تقبيلك الأن "
ذلِك الهمس الصغير الذي تسلل لمسامع الأطول جعل قلبه يرتجِف ليضحك ضحكة سعيدة غبية و مُتحمسة ،
" سـأُعطيك الكثير مِن القُبلات مساء الغد "
همس بدوره لبيكهيون الذي اِبتسم.
" لكن لا بأس بإعطائك البعض الأن "
قال ليبدأ بتقبيل الهاتف مُتظاهرًا بإرسال القُبل لحبيبه بينما يستمِع لضحكاته في الطرف الأخر.
" اِعمل بِجِد و عُد مُبكرًا حسنًا ؟ أعددت مُفاجأة لأجلك ~ "
" أشعر بأن طاقتي تجددت مُجددًا بعدما شجعّتني "
قال باِبتسامة واسِعة ، يتمايل بخطواته كـما لو كان يرقُص.
قهقه بيكهيون بخفة ،
" طفل "
" أراك لاحِقًا.. حبيبي "
" أُحِبُك ~ "
هتف تشانيول بِضحكة ليُغلق المُكالمة بعدها.
تنهد طويلًا للشعور الجميل الذي يحوم حول صدره ، اِبتسم مُجددًا و كاد أن يُكمل خطواته لولا اليد التي قبضت على طرف مِعطفه مِن الخلف.
و حينما اِستدار كان أصدقائه الثالثه ينظرون له بريبة و أعيُن شكاكة.
" أنت ستشرح كُل شيء "
ذلِك كان أخر شي سمِعه قبل أن يتِم سحبه لداخل المبنى..
_______
اِستيقظ بيكهيون مُجددًا عندما كان الوقت يُشير إلى الظُهر ،
يشعُر بالخمول بكامل جسده للدِفئ الذي يُحيط جسده ويحميه بعيدًا عن البرودة في الخارج.
تحقق مِن هاتفه قبل اِستيقاظه بالكامل و وجد اِتصالًا فائِتًا مِن والِدته ليُقرر بأنه سـيُعاود الإتصال بِها بعد قليل ، اِستقام بعدها مُحاربًا شعور الكسل ليتجه لدورة المياه.
و عِندما اِنتهى مِن روتينه الصباحي و بينما يمشي باِتجاه المطبخ هو أعاد الإتصال بوالِدته ليضع هاتفه فوق الطاولة و يبدأ صُنع إفطارٍ خفيف.
" مرحبًا صغيري "
" أُمي أنا في الثلاثين مِن عُمري "
قلّب عينيه باِبتسامة على ترحيب والدته له.
" حتى حينما تكون في الخمسين أنت سـتظل صغيري اللطيف ~ "
" أليس الوقت مُتأخر في كوريا ؟ هل أيقظتُكِ ؟ "
وضع هاتفه بين كتفه و أُذنه مُنذ أن يديه مُنشغلة.
" لا لابأس أنا و والِدُك لَم ننم بعد "
طمأنته فورًا حتى لا يُغلق الهاتف.
" حسنًا أخبرني كيف كانت أيامُك ؟ "
تسائلت مُنذ أنها لَم تتصل بِه لمدة.
بيكهيون اِبتسم ، كان قلقًا مِن ردة فعلها لكنه أخبرها على أي حال ،
" أنا أواعد أحدهُم.. "
" يا إلهي حقًا! من هو ؟ ما اِسمه ؟ هل هو إيطالي ؟ "
" على رِسلك "
قهقه على حماسها اللطيف ،
" اِسمه تشانيول و هو كوري الجنسية "
" عليك أن تُعرفني بِه همم ؟ لا تنسى ذلك أنا متشوقة لرؤية الشخص الذي سلب قلبك ~ "
و بالرُغم مِن أنه لَم يراها إلا أنها راقصت حاجبيها بإغاظة.
" سأفعل ، أعدك سأُقدمه لكم شخصيًا فقط اِمنحيني بعض الوقت "
مضى الوقت و هو يُحادث والِدته و أحيانًا والِده سـيُشاركهم أطراف الحديث كذلك ، كان يومًا هادئًا بالنسبة لبيكهيون ، لَم يفعل الكثير و فقط بقي يُفكر بـتشانيول ، أراد رؤيته بِسُرعة.
فقط الجلوس و النظر لوجهه سـيكون كافيًا ، اِبتسم على كَم كان يبدو واقعًا في الحُب..
وضع طرف يده على فمِه بينما كان مُستندًا على طاولة البار ، الأزعاج حوله وحتى الموسيقى لَم يستطيعوا مُقاطعة أفكاره العميقة.
ظِلٌ مِن الإحمرار اِنتشر على وجهه مع اِرتفاع صغير لأطراف شفتيه..
" واقِع في الحُب.. هاه ؟ "
______
حلّ مساء الغد ، اليوم المُنتظر ، حيث و أخيرًا تشانيول سـيرى بيكهيون ، كما تِلك المُفاجئة التي تنتظره بشغف.
فكّر تشانيول بِما عليه أن يرتدي ؟ هو أراد الظهور بمظهرٍ جيد لحبيبه لذا هو قرر اِرتداء بِنطال جينز أزرق مع سُترة ذات قلنسوة باللون الأبيض و فوقها كان مِعطفه الكُحلي مِن السابق.
اِبتسم بِوسع حينما كان يمشي في الشارع الأن مُتجهًا لمحطة الحافلات مُتحمس جدًا.
كانت نِصف ساعة حتى وصل لأمام الحانة ، الساعة تُشير للتاسِعة و النِصف مساءً و الحانة مُكتظة بالبشر..
اِستنشق بعمق ليدخل ، باحثًا بعينيه عن حبيبه و ااذي بالتأكيد سـيكون بصحبة أحد الزبائن ، لكن ما فاجئه هو أنه وجده يقف أمام البار ، مُعطيًا ظهره للمدخل و يتحسس عُنقه بأطراف أصابعه..
كان يرتدي ذات الزي مِن قبل ، تِلك السُترة ذات الظهر العاري كما الذراعين مُلتصقة تمامًا على جزئه العلوي مع وشاح ذو قُماشٍ خفيف باللون السُكريّ و بِنطالٌ رمادي يُحاكي تصميم التسعينات ~
كان براقًا كما دائِمًا ، جميل و بهيّ لعينيّ الفتى..
تقدّم تشانيول بِبُطء ، ينظر لجميع تحركات بيكهيون كما قُرط أذنه الطويل الذي يتدلى مع كُل حركة مِنه ، كان مِن الواضح أن بيكهيون وضع جهده ليبدو جميلًا اليوم وذلك جعل قلب الأطول يغوص في شعورٍ دافئ.
أزلق يده حول خصره مِن ورائه ليدنو مُقبلًا خدّه و ذلك حقًا فاجئ الأكبر الذي كان مُتعمقًا في أفكاره.
" مرحبًا "
همس باِبتسامة صغيرة ، وجهه لا يزال قريب مِن وجه بيكهيون.
" مرحبًا "
اِبتسم بيكهيون بينما يرتف على أطراف أصابعه مُقبلًا تِلك الشِفاه الثخينة التي تمنى تقبيلها ليومين.
اِلتفت بيكهيون حينما كان مُحاصرًا بين تشانيول و البار ليضع يده اليُسرى فوق كتف الأخر و يده اليُمنى أحاطت خد تشانيول الأيسر ليُقبل خدّه الأيمن.
" لقد اِشتقتُ لك "
قهقه تشانيول..
" لقد اِشتقتُ لك أيضًا ، حبيبي "
كان منظرُهما لطيفًا جدًا ، بيكهيون يكاد لا يُرى خلف هيئة تشانيول الطويلة.
نبض قلب بيكهيون بِسُرعة حالما تذكّر الوشم ، مُتطلعًا لردة فعله حينما يُلاحظه ، فـهو قد قرر بأنه لَن يُخبره ، سـيدعه حتى يُلاحظه مِن تلقاء نفسه.
" كيف كانت الجامعة ؟ "
سأل يُشابك يده بِـيد تشانيول بِبُطء و هو ينظر إليه ، كان يرفع رأسه بِلا شعورٍ مِنه حتى يكون الوشم ظاهرًا.
" لقد كانت جيدة.. لكن دعنا لا نتحدث عنها "
صنع وجهًا مُضحكًا مُشيرًا لكونه مُتعب مِنها.
ضحك بيكهيون بخفة ليعود للنظر للأخر.
" ماذا ؟ "
ضحك تشانيول بتوتر ،
" لقد كُنت تنظر إلي مُنذ أن وصلت "
نفى بيكهيون برأسه باِبتسامة ، هو يشعر بالخفة و كأن لديه جناحين خفيفين يستطيع التحليق بهما ،
" أرغب بأن تُراقصني.. "
مدّ تشانيول يده اليُمنى مُلتقطًا بِها يد الأكبر اليُسرى ليسحبه لِوسط الحانة حيث بالفعل كان هُناك الكثير الذين ينظرون لهم..
Killing me softly - Frank Sinatra.
تراقصا بِبُطء بناءً على الموسيقى الهادئة ، يد تشانيول اليُسرى مُمسكة بيد بيكهيون اليُمنى كما يده الأخرى كانت مُلتفة حول خصره النحيل ، تُلامس ظهره العاري بخفة.
أسند بيكهيون رأسه على كتف حبيبه الأصغر ، ينظر للإهتمام الذي يتلقونه ، كان مِن النادر أن يتصرف المالِك بهذه العاطفية مع شخصٍ ما ، كما أنهم بالفعل لاحظوا النظرة المُغرمة في عينيه..
" تتذكر المُفاجأة التي أخبرتُك عنها ؟ "
همس الأكبر لكن صوته كان مسموعًا للأخر لشدة قُربهم.
" أجل ؟ لَم أستطِع تخمين ماقد تكون ، أنت مليئ بالمُفاجأت ~ "
قهقه بيكهيون بهدوء ، شدّ بخفة على يد تشانيول ليرفع رأسه و ينظر له ، كانت تحرُكاته رقيقة ، أرقّ مِن أي وقتٍ مضى ، كأنه مغمورٌ في الحُب و العاطفة التي يكنها للشخص أمامه..
و بيكهيون يعرف ، بأنه أحسن صُنعًا.. حينما قرر ترك مشاعره الغريبة و الجديدة تقوده لحياة جديدة.. مليئة بالمشاعر المُتناقضة.
قاد يد تشانيول المُمسكة بِـيده ليضعها فوق ذلك الوشم ، اِبتسامته لَم تُغادر فمه ، اِستشعر نبض قلبه الذي غطى على سمعه ، يجعله مُرتبك لجميع تِلك المشاعر التي غمرته في ثانية واحِدة و هو يُراقب تغير ملامح الفتى بينما يقرأ تِلك الجُملة.
" ينتمي لِـ لوي "
همس بخفوت و توقف عن الرقص ، عينيّ تشانيول لَم تُغادر ذلك الوشم ، بِبُطء هو رفع عينيه لِتلك العينين التي تنظر له بتطلُّع.
" أنت فعلت ذلِك لأجلي ؟ "
أومئ بيكهيون ،
" أعجبك ؟ "
كانت لحظات مِن الهدوء حتى فجأة اِلتفت أذرُع تشانيول حول جسد بيكهيون ، تجذبه في عِناق قويّ للدرجة التي جعل مِن أقدام الأكبر لا تُلامِس الأرض.
" أُحِبُك أُحِبُك أُحِبُك "
كرر على مسامعه تِلك الكلمة الحُلوة ، ضِحكات بيكهيون اِنتشرت في الحانة ، يستطيع سماع التصفير و التصفيق.
و تشانيول لَم يكتفي أبدًا بالعناق ، لِذا هو أزاح وجهه ليبدأ بتقبيل تِلك المنطقة قُبل صغيرة و لطيفة بعثت الدغدغة لبيكهيون.
كانت الليلة جميلة ، مليئة بالضحكات و القُبل الصغيرة المسروقة و النظرات المُحِبة..
______
كانت الساعة مُتأخرة حينما ودّع تشانيول الساقي ليُغلق الباب خلفه كما أسدل الستار على الحائِط الزُجاجي ، مُستعد لتنظيف الحانة كما السابِق.
بيكهيون كان لا يزال يجلس على مقعد البار ، ظهره مُستند على البار خلفه و بيده اليُمنى يحمل كأسًا زُجاجيًا مِن النبيذ الأحمر.
عينيه لَم تُغادر هيئة الفتى الذي بدأ بالفعل بترتيب المقاعد و الطاولات الجانبية غير عالِم بالعينين المُتأمِلة خلفه.
" أتذكر جيدًا تِلك المرة.. حينما كُنتَ مُستاءً لأني لا أُعاملك كـبقية الرجال.. "
اِلتفت له تشانيول بينما اِستمر بالتنظيف ، بيكهيون كان يبتسم بينما ينظر لكأس النبيذ في يده.
" حتى أنك هتفت بِـ ' أنا رجلٌ أيضًا ' و ذلك كان مُفاجِئًا بالنسبة لي فـقد كُنتَ لطيفًا للحد الذي يجعلني أراك كـصبيّ في الجامعة ، لا رجُل.. "
" و حتى قبل أن أُكمل كلامي أنت اِقتربت بسرعة لِتُخبرني بأنك تستطيع جعلي أرى الكون بأكمله ، لا النجوم فقط.. "
ضحك بيكهيون بِخفة مُتذكرًا كيف تأثر بقوة بذلك الحدث.
" مُنذ البداية أنتَ كُنتَ مُختلفًا.. "
رفع نظره بِبُطء ينظر لحبيبه الأصغر يمشي باِتجاهه.
" هل ذكرتَ الأمر لأنك أردت القول بأني مُختلف ؟
أم أنك تُريد رؤية الكون بأكمله ؟ "
اِبتسم بجانبية ، وجهه قريب جدًا مِن وجه بيكهيون.
ضلّ بيكهيون هادئًا ، عينيه تحمل نظرة عاطفية بينما تتجول على ملامح الأخر.
" رُبما.. الإثنين ؟ "
رفع ذراعيه ليُحيط بها عُنق الأصغر ليبدأ قُبلة شغوفة.
النبيذ اِنسكب فورًا على عُنق تشانيول مُبللًا ثيابه و صدره ، لكن بيكهيون لَم يأبه حتى حينما الأصغر فصل القُبلة بسبب الشيء البارد على عُنقه..
كما لو أن بيكهيون مان مخمورًا.. هو لعق ذلك السائل الأحمر مِن على عُنق حبيبه ، موزعًا قُبلًا عميقه و لعقات هُنا و هُناك..
كِلاهُما بدأ التنفس بسرعة و بِثُقل.
" أنت حقًا تقودني للجنون "
ضحك تشانيول بجانبيه لِـيئِن حينما قضم بيكهيون جُزءً مِن جلده.
بصعوبة بيكهيون وضع الكأس على الطاولة خلفه ليُعانق تشانيول أقوى و يعودان لتقبيل بعضهُما أكثر.
كفيّ تشانيول قبضت على فخذيّ الأكبر ليرفعه فورًا واضعًا إياه فوق طاولة البار حتى يتساوى طولُهما.
كانا يأكُلان بعضهما حرفيًا و كأنه لا يوجد غد ، قُبلات تشانيول اِنحدرت حتى حتى ذلك المكان المُحبب له و الذي بات يحمِل لقبه ليُقبله بِلُطف و رِقة.
" تشانيول ~ "
أنّ بيكهيون يشُد على خُصلات حبيبه للشعور المُثير الذي تسرّب لجسده ، لفّ ساقيه حول خصره حتى يُقربه أكثر ولا يدع أي فراغ بينهُما.
" لنذهب للأعلى "
حمله على نفس وضعيتُهُما ليتجِه للأعلى ، بيكهيون لَم يهتم بأن تشانيول يحتاج للنظر للطريق ، كان يُقبله في جميع أنحاء وجهه و بطريقة عاطفية جدًا..
كان كـالمخمور حقًا ، يُنادي باِسم حبيبه بصوتٍ مُنخفض بينما يوزع تِلك القُبل الحلوة ، تشانيول قهقه لِـكيف كان بيكهيون لطيفًا في هذا الموقف ، جانب لَم يرَه مُسبقًا مِنه..
و حالما دخلا للشِقة بدأت الثياب تتناثر في طريقهم للغُرفة حتى اِرتميا عاريين على السرير ليبدأن جولة أُخرى مِن التقبيل ،
الانآت و التأوهات ملئت الغرفة في دقائق كما صوت الدفع و اِرتطام أجسادهم بِبعضها..
الجو كان ساخنًا ذو طبقة ثقيلة مِن الهواء.. قلوبهم كانت تنبض بسرعة شديدة لبعضهما البعض.
فقط.. ليلة مليئة بِصُنع الحُب و النظرات الهائِمة..
_______
" تشانيول "
نادى بيكهيون بهدوء ، رأس الفتى كان مُستندًا على صدره العاري.
همهم تشانيول في اِستجابة ،
" هُناك شيء.. أردت قوله لك اليوم "
اُرتفع تشانيول ليضع رأسه بجانب رأس حبيبه ، مُعطيًا إياه إهتمامه بالكامل و وضع كفّه الكبيرة على عُنق الأكبر ليمسح باِبهامه بهدوء باعثًا له الراحة.
اِقترب بيكهيون مِنه أكثر ، يُسند جبينه على جبين تشانيول ،
الغُرفة كانت هادئة و مُظلمة بعض الشيء ، النافذة كانت تعكس ضياء شروق الشمس الذي تسللت خيوطه بهدوء للغرفة كـيرعات مُضيئة.
وزّع بيكهيون أنظاره على ملامح الأخر ، يتنهد لفرط الشعور الذي يغمره مُنذ البارحة ، أراد إخبار تشانيول بذلك ، بأنه مغمور و مُشبّع بمشاعرٍ شتّة ، بأنه يشعر كما لو أنه غريق في عسلٍ حُلو.
أطال النظر حتى أضائت الكلمة في عقله ،
كلمة واحدة قادرة على إيصال كُل مشاعره المُتعددة في وقتٍ واحد و بطريقة مُباشرة.
اِبتسم يُحاوط وجه الأخر بكلتا يديه الناعمة ذات الأصابع الطويلة و النحيلة بينما جبينه لا يزال مُستندًا على جبين الأخر.
تأكد بأن تواصل أعيُنهم لَن ينقطع لينفرج فاهه مُعريًا نفسه و مشاعره كُلها في كلمة واحدة..
" أنا أُحِبُك.. تشانيول "
اِتسعت عيني الفتى بِبُطء ،
" أنا أُحِبُك.. عزيزي ~ "
ضحكة سعيدة هربت مِن فم تشانيول كما بعض الدموع المالحة الصغيرة التي اِنسابت على وجهه ،
كان ذلِك مؤثرًا ، فـقد سمِع كُل ما أراد سماعه مِن الأكبر يومًا..
أنا أُحِبُك..
اِختصار لمشاعرٍ جمّة و كثيرة ، بيكهيون واقِع في أعماق الحُب معه ، حُب حياته الذي قاده القدر له.. أصبح يُبادله الحب.
" لِما تبكي ~ "
ضحك بيكهيون حينما اِحتضنه تشانيول حد الإختناق بينما دموعه لَم تتوقف عن النزول بهدوء.
كلمة واحِدة فقط.. قادرة على بعثرة المشاعر و إثارة الدموع السعيدة..
كلمة واحِدة فقط.. تحتاج لكلمة واحِدة حتى تشعُر بأنك حُر مِن كُل مساوِئ الحياة..
بالنسبة لتشانيول.. كانت الكلمة الوحيدة التي اِحتاجها..
ليشعر بأنه فائِز ، بأنه المرج الوحيد المحظوظ مِن بين مليار مرجٍ أخر.
_______
مرحبًا بعد غيبة طويلة..
تغيرت الخطط و بدأ العد التنازلي لهيفن تيرز
واللي يبدأ من رقم ٣ 😔
بارت مليان مشاعر حلوه لدرجه حسيت ودي ابكي شوي..
كيف كان البارت ؟
تشانيول ؟
بيكهيون ؟
بيكهيون اخيرا عبّر عن مشاعره؟ 🥺
توقعاتكم للنهاية ؟💛
اِحظوا بليلة دافئة كتاكيتي 💛 ~
أراكم لاحقًا ~