ســــــــكر مـــــــر

By AsmaaSoliman140

1.5K 64 28

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة باسمي اسماء سليمان تدور هذه القصة القصيرة عن هند التي تقدم الكثير من التضحيات... More

مقــــدمة
الجـــزء الثاني
الخــاتمة والاهــداف

الجـــزء الاول

444 15 0
By AsmaaSoliman140

 سكــــر مــــر (قصة قصيرة )---- بقلمي أسماء سليمان

----: الو السلام عليكم نودي

--- : بكاء مع صوت شهيق وزفير سريع ومتقطع

---: الو- الو - فارس هذا صوتك - ماذا حدث تكلم

فارس باكيا : طنط أسماء – ماما – ماما وقعت علي الارض ولا تجيب

أسماء بقلق : من معك بالبيت

فارس : راما اختي فقط

أسماء بلهفة : انا قادمة اليكم

دار هذا الحوار بين أسماء وفارس ابن صديقتها العزيزة وتدعي هند فوزي – هرولت أسماء الي منزل هند واتصلت بالطبيب ليقابلها هناك بعد ان اعطت له العنوان.

انتهي الطبيب من فحصه لهند متجها الي حقيبته ليخرج منها دواء واعطاه لها – وخرج من الغرفة وتبعته أسماء قائلة :

أسماء بقلق : خيرا ان شاء الله

الطبيب بهدوء معتادا هذه الامور : انهيار عصبي في اولي مراحله – وقد أعطيت لها مهدي

أسماء بحزن : لا حول ولا قوة الا بالله

الطبيب مناولا اياها روشتة العلاج قائلا : العلاج وحدة لن يساهم كثيرا في علاجها – ولكن الاهم معرفة السبب الرئيسي الذي أثر علي اعصابها – برجاء اعطاؤها الدواء في المواعيد المذكورة – وسوف اعود لزياتها بعد يومين .

انصرف الطبيب وتوجهت أسماء الي غرفة فارس وراما لتعرف منهم ماذا حدث حيث ساعداها في نقل هند الي فراشها ، ثم اجبرتهم علي دخول غرفتهم لتسمح للطبيب بالكشف بهدوء

أسماء مقبلة الصغيرين : ماذا حدث يا فارس – لقد كانت امكم في احسن حال حيث تقابلنا صباح اليوم

فارس (10 سنوات ) : كانت تتحدث مع ابي في الهاتف -- وكنت بغرفتي انا وراما – وفجأة سمعنا صرخها - فخرجت من غرفتي فزعا لاراها تقع علي الارض ووقع الهاتف معها – فالتقطته واتصلت بكي

أسماء ممسدة علي شعر راسه : وأين جدتكما حاليا

راما (8 سنوات ) : تذهب الي المسجد يوميا لتصلي المغرب والعشاء ثم تعود

أسماء بنظرات حائرة : هل تناولتم العشاء

فارس وراما في صوت واحد : نعم

أسماء بشبح ضحكة : اذا -- هيا الي النوم – وسوف انتظر جدتكما لاني سأمكث معكم حتي أطمئن علي والدتكم

راما : انا اكرهه ابي – اكرهه كثيرا

أسماء بضحكة رقيقة : حبيبتي – أمك ستغضب منك لو عرفت قولك هذا

فارس بعصبية : انا ايضا اكرهه --لانه السبب في مرض امي الأن

أسماء في محاولة لانهاء الحوار : الي النوم الان – وسوف نكمل حديثنا لاحقا – تصبحون علي خير

التقطت أسماء هاتفها وطلبت الدواء من احدي الصيدليات التي تتيح خدمة توصيل الدواء للمنازل - وبعدها اتصلت بوالدتها لتستئذن منها المبيت مع صاحبتها المريضة .

توجهت أسماء الي غرفة هند وجلست بقربها مرددة :

ماذا فعلت هذه المرة يا سيد - لم يعد في إمكانك التحمل اكثر– أعلم وربي يعلم ان ما تحملينه يفوق قدرة البشر - ولكنه اختيارك انت - كان الله معك – سوف اقوم بتحضير بعض الطعام - وانتظر والدتك حتي لا تقلق عليكي – ثم تحكي لي غدا ماذا حدث – ثم قبلتها من جبينها وذهبت للمطبخ .

اما هند كانت راقدة باسترخاء – ساكنة الاطراف - مستمعة الي كلمات أسماء بعيون باكية وناظرة الي سقف غرفتها وتمتم بشفاها سكر مر يا امي - وتحول خشب سقفها الي تلفاز يعرض ليها شريط حياتها امام عينها مبتدا من عام 1980ميلادية.

في احدي محافظات مصر وبقرية صغيرة من قراها – تجري بشوارعها الترابية بطلتنا الصغيرة التي تتميز ببشرة بيضاء يكسوها النمش وعيون ملونة يصعب تحديد لونها – كمان انها ذات انف صغير ووجهة مستدير – علي جسد ممتليء وقامة قصيرة

تحاول هند تجنب الحيوانات التي تقابلها اثناء الركض كالجاموسة والماعز وغيرها الي ان وصلت الي بيتها لتجد امها تنتظرها أمام باب البيت

هند لاهثة الانفاس : لقد نجحت وحصلت علي 93 %

بدرية تحتضن ابنتها : مبارك يا هند– مبارك يا حبيبتي – اي كلية تريدين الالتحاق

هند بعد دلوفهم الي الداخل : طب طبعا – فهذا حلمي منذ الصغر

تبدلت معالم الفرح علي وجهة بدرية بالحزن والكأبة– وجلست في أرضية البيت وسالت دموعها علي وجهها قائلة بمرارة:

سامحيني يا بنيتي لا استطيع تحقيق حلمك – انت تعلمين اني اعمل ادارية في مدرسة القرية - ومرتبي يكاد يكفي معشيتنا ومصاريف دراستك انت واخاكي محمود

هند بحزن لتذكرها مستوي معشتهم الضيق : سوف أطلب من أبي

بدرية بمرارة : لقد أن الاوان ان تعلمي الحقيقة الخفية

هند بتوجس لانها تشعر ان هناك سر ما تخفيه عنها أمها : اي حقيقة

بدرية : اباكي ليس مسافرا كما قلت لكما – انه في القرية المجاورة لنا – تركنا منذ نعومة اظافركم – وتزوج مرار وتكرار – وعنده من البنات والبنين ما ذاد عن العشر – يعيش لنفسه ومن اجل متعتة التي يحقهها بالزواج الكثير – ورث مالا كثيرا عن اباه جعله يستبد ويعيش لملذاته فقط

هند بريبة : لماذ تقولي هذا الان يا امي

بدرية بخجل : لولا طلبك بدخول كلية الطب – ما كنت تفوهت وشوهت صورة اباكي – ولكن يا هند هذه الكلية مصاريفها وسنوات الدراسة بها كثيرة ولن يتحمل مرتبي هذا العبء – خاصة ان اخاكي هو الاخر سوف يدخل 2 ثانوي هذا العام – كما انك كبرتي واخشي ان يصل الي اذنيك ما يؤذيكي من كلمات حول سمعة اباكي السيئة لذا قد احببت ان تسمعي مني انا

صدمت هند في اباها – فقد تصورته الاب الرقيق – يتحمل قسوة الغربة من أجلهم – تراه كل سنتين او ثلاثة مرة واحدة – كان لا يحضر لهم هدايا او اي من لعب الاطفال - بل يكتفي باعطاء امهما مبلغا من المال – وكل ما تتذكره هو بكاء امها بعد اخذها للمال – والان فهمت انها مقهورة من داخلها ذليلة ومجبرة لظروف الحياة الصعبة

رق قلب هند لحال أمها– فقد كانت علي زمة رجل لا يهتم بها او باولادها - وتذكرت تعبها وسهرها بعد عودتها من عملها بالمدرسة لتشتغل علي ماكينة الخياطة لتوفر نفقاتهم – وبسؤال هند عن اباها تخبرها انه يعمل في وظيفة بسيطة بالسعودية لا يجني منها الكثير وارتضي عقل الطفلة هذا التفسير حينها وبمرور الوقت اعتادوا غيابه

قررت بطلتنا ان تدخل كلية التمريض من اجل والدتها – حيث ان دراسة التمريض قريبة من الطب الذي تعشقه بالاضافة الي انها 5 سنوات وليست كالطب 7 – كما انها تسطيع ان تعمل اثناء الدرسة وتساعد امها في النفقات

التحقت هند بكلية التمريض وكانت تعمل في مستشفي خاصة اثناء الدراسة – وتعمل في اكثر من مستشفي في الاجازة بنظام الدوام لمدة 24 ساعة – تولت هند جميع نفقاتها من مصروفات الكلية وكتب وملابس وايضا نفقات اخيها حتي انهي الثانوية العامة

ورغم ان محمود يعشق الهندسة الا انه ارد ان يدخل اي معهد ليقلل من نفقاته حيث ضعف بصر بدرية ولم تعد تحيك الملابس – فاصرت هند ان يدخل اخاها كلية الهندسة وسوف تتحمل نفقاته لان علي أحدهما ان يحقق حلمه

محمود يصغر هند بسنتين وكلاهما كالمِرآة للأخر – ولاحساسه بمدي العبء الذي تحمله اخته – حيث كانت تخرج من الكلية الي العمل والعكس – قرر العمل بعد كليته - ومرت السنوات حتي تخرجت هند من كليتها والحال كما الحال

وفي احد الليالي سمع محمود طرقات علي الباب – فنهض ليفتح ليجد اباه في وجهه

محمود بفتور : تفضل – أمي – هند– تعالوا سريعا

هند بنفس فتور محمود : أهلا

فوزي بعصبية : مرحبا وأهلا – لماذا تتحدثون بتأفف معي

بدرية بذهول : لماذا تذكرتنا بعد كل هذه السنوات

فوزي : كنت أعطيكم المال – ولكن وجدت معاملتكم كريهة وجافة ففضلت عدم القدوم

محمود بحدة : وما سبب معاملتنا الجافة – اليست أفعالك المخجله – تتزوج بنت في سن ابنتك والقرية بكاملها تتحدث عن ذلك اضافة الي نزواتك المشينة

هند : ليس المهم زواجه يا محمود فليتزوج كما شاء – ولكن لا ينسي ان اولادة بحاجة الي اهتمامه وتربيته - كنا نحتاج وجودك وليس مالك

بدرية بعصبية : مال – اي مال تتحدث – مالك هذا كان ينتهي في اقل من اسبوع ولا يكفي متطلباتنا الاساسية

فوزي ببرود : هل انتهيتم من أحاديثكم الفارغة – وانت يا بدرية للمرة الاخيرة - الزمي حدودك معي واحمدي الله انني لم اطلقك الي الان

بدرية بقهر : من اجل أولادي رضيت وقبلت قدميك لاظل زوجتك علي الورق – نظرت اليهم حين يكبرون عندما يتقدم عريس الي ابنتي – ماذا اقول له - كنت اريد ان يري اسرة مستقرة حتي لو كان استقرار زائف – خشيت من كلام الناس لكوني مطلقة و

فوزي مقاطعا : انفضوا عندي هذا الكلام – فانا لم اتي لهذا 

هند : اذا لماذا جئت

فوزي بضحكة : هناك من طلب يدك – ذات ماديات مرتفعة - وسوف يكون لكي بيت مكون من 3 ادوار تقيمين فيه وحدك بعيدا عن اهله – حيث يعمل بالسعودية مقاولا

محمود : ماذا عن تعليمه واخلاقه وعمره وهذه الاشياء

فوزي بتصميم : لقد قلت المهم والرجل لا شي يعيبه سوي جيبه – اما التعليم والسن مكملات للمال وسمعته جيدة ويسكن قرية بعيدة عنا – اسمه سيد مدكور وسوف يأتي غدا لروية هند ثم خرج وتركهم في حيرة من أمرهم

التزمت بدرية الصمت وتوجهت الي غرفتها وكذلك خرج محمود الي عمله وعقلهوقلبه غير مطمئن – اما هند فظلت شاردة طول الليل ولا تدري ماذا تفعل.  

--------------------------------------------

كفايا عليكم كدا 

ياتري ايه اللي هيحصل بعد كدا 

يله بسرعة علي الجزء اللي بعده

Continue Reading

You'll Also Like

287K 12.9K 40
بعد النجاح اللي حصل بفضل. الله هنكمل. المسيره. مش هنقف. لحد هنا. الحكايه المرة دي عن الذريه. اللي تربت علي الطاعه. #هل مافعله الاباء. سيستمر عليه...
700K 19K 18
Sexuelles 🔞 لدي شعور أن الحب الذي يتحدث عنه الجميع لا يوجد إلا في الكتابات و قصص المراهقات فكل ما نعيشه الآن محرم لكنه شهي كالحلوى، نحن تحت التأثير...
26.3K 1.6K 32
إن ناولتُك عمراً فوق عمرك، إن رميتُ الدهر في خطوط يدك ، هل ستعاود حَملي في عيناك؟ هناك سَقم يتجرع بقائي ، حياة كاملة تقتص من وجودي دونك ، فهل ستغفر؟...