لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟

By YoumiruSan

43.7K 4.4K 7K

يريد تقبل العالم كما هو يريد ان يعيش مع الجميع بشدة تلك اللحظات التي رسمت بعقله جعلته ملحا ليتعلم اكثر .. لك... More

*المقدمة*
*لما انت تحديدا*
*لنحل القصة بمباراة*
~المستقبل~
*أين أنت*
*استسلامنا اسوأ من الفشل*
*نحن بداية هذا التغيير*
*لم يتغير شيء*
*ماذا اكون*
*اشاعات*
*أريد منافستك*
*المستقبل*
*خسارتك .. حماقة*
*أفضل أخ*
*امل ستبقى معنا*
*أنا خائف*
*أنا متوحد؟!*
*عيون اخي زرقاء*
*الإعتذار لايكفي*
*لمَ لمْ يقبل*
*ضياء غير الكثير*
*أخيرا رد على كلامه*
*لم أملك شيئا غيره*
*لا افهمك*
*لقد وعدناك*
~المستقبل~
*الدعوة*
*لست بهذه ابطيبة*
*الحقيقة*
*سأدون ذلك دائما*
*كل ما فيك يكون اخي*
*صاحب المئة*
*أرجوك لا تقبل*
*اسئلتكم*
*أنه قرارك*
~المستقبل~
*أفتقده*
*لستَ صغيره*
*اياد*
*خلف القضبان*
*كنت وصيتها*
*سأنقذك دائما*
*من الضحية*
*لاتضع فرصتك*
*يوم غريب*
~المستقبل~
*المدرسة الأولى*
*نهاية الذكريات*
*انتصرنا .. امي*
~المستقبل~
~النهاية~
*فصل خاص*
*بأحد الأيام*

~المستقبل~

659 80 132
By YoumiruSan

كان جالسا بين الأعشاب المخضرة تحت شجرة ضخمة ينظر بعيونه الزرقاء نحو قمة أحد الجبال الشاهقة بشرود وحده لم يجد ما يفعل غير لم ساقيه لصدره ليحمل عقله بعض الأفكار المتشتت

لمحه شخص آخر من بعيد ليرسم ابتسامة طفولية على شفتيه فأسرع من خلفه ليضم عنقه بسعادة : "اخي"

لم يبدي أي ردة فعل فلطالما نسج عقله بعض الأوهام له، قد أدرك الطرف الآخر هذا ليضحك مقبلا خده :"أنا هنا"

رغم اندهاشه أغمض عينيه بقوة فكيف له أن يصدق أنه قربه حقا فما كان من الآخر سوى الابتعاد ليقابله ويضع يديه على خديه ليقول بعبوس :"انظر لي لمَ تتجاهلني؟"

لم يقوى على المواصلة ليحاول امساك يديه هناك اقشعر بدنه فقد تمكن من لمسه حقا أي أنه ليس مجرد وهم فشد على يديه ورغم الغرابة التي انتابته فتح جفنيه قليلا لتتسع عيناه تلقائيا

عيونه السوداء اكتسبة بريقا جميلا  يعكس الشخص الذي يقابله كعدسات صغيرة، له شعر أسود ناعم منسد على بشرته القمحية الصافية، احمرة وجنتيه ببراءة ليضحك بخفة من الدهشة التي اصابة اخاه

فنطق بهاء بعد أن دقق بتلك التفاصيل الطفولية :"كم عمرك؟ لمَ أنت بهذه القامة؟"

كتف ذراعيه عابسا :"اليس من المفترض أن تقول افتقدتك كأول شيء؟"

بهاء لا يفهم مشاعره حاليا :"لا أقصد .. لكن!!"

لكن من يقابله طفل ذو أربع سنوات كأقصى حد كان بطول بهاء جالسا فاقترب بين قدميه ليضم عنقه مجددا قائلا بمرح :"ألم أخبرك من وقت طويل أن تضمني بدل أن تضم نفسك أو أنك مازلت عنيدا"

هو قطعا لم يفهم شيئا ومع ذلك ضمه ويديه ترتجف :"ضياء .. ضياء انتظرتك كثيرا ..حدثتك كثيرا ..لكن .. لكن"

ضياء :"لكن ماذا أنا هنا قربك"

بهاء بدهشة :"لكن أنت منذ أيام .. أنت!!"

ضياء بمرح  وهو يشد عنق الآخر بشدة :"منذ أيام وأنا وحدي .. بحثت عنك كثيرا وأخيرا وجدتك افتقدتك كثيرا لا تبتعد هكذا مجددا"

ابتعد مبتسما ليغير ملامح اخيه بضحكة خفيفة :"اتعرف مازلت وسيما جدا رغم مرور سنوات طويلة لكن لست أكبر بستة أشهر ولا بثمان سنوات بل بعشرين سنة يعني"

استدار مكانه ليجلس أرضا بين قدميه ويلف ذراعي بهاء حوله، رفع رأسي لأعلى ليلتقي يعيونه مبتسما :"لن يزعجنا أحد إن ضمني اخي الآن .. تمنيت كثيرا أن نجلس هكذا يوما ما"

ضحك بهاء متناسيا ما يحث فالمهم حقا انه معه فضمه له :"معك حقا أصلا لا أحد هنا ليعلق بسخافة"

ضياء رد بطفولة ليرى تلك القمة التي تقابلهما :"نعم نعم هذا عالمنا وحدنا .. رغم أننا أخذناهم معنا يومها لكن حققت الوعد الذي قطعته لك هنا"

كان ذلك يوم صعدا لقمة الجبل ليرى بهاء جبل أعلى ويتمنى صعوده أيضا

التفت بهاء لتلك القمة أيض :"أفضل من أفضل منظر .. كدت المس النجوم يوما .. ولفتنا الغيوم من كل جانب .. كانت خطتك مثالية"

ضياء :"اخبرتك أنهم سيسمحون لنا حين نكبر وطلب رحلة تخييم هناك كهدية لك بمناسبة تخرجنا من الثانوية وتفوقك جعل الأمر أبسط"

ضحك بهاء على نفسه فيوم اعلنوا تلك النتائج كان ضياء سيطير فرحا من تفوق بهاء المتواصل لكن رغم كبرهم لم يمنع بهاء نفسه من البكاء فالفرق بين نتائجه ونتائج ضياء كان كبيرا فأي جامعة ستلمهما ناهيك عن طموحهما المختلفة

بهاء :"كنت مستاء جدا يومها ليس بسبب عدم تحقيق وعدك بل لأني ظننتك ستبتعد" 

ضياء :"كنت خارقا دائما ورغم كل ذلك الجهد لم أصل عندك"

أفضل جامعة بالبلاد كان دخول بهاء لها أمرا عاديا لكن الآخر لم يجد ما يفعل مع نتيجته بل ندم لايقاف بهاء من قبل بما أنه لم يحقق وعده في النهاية

استند ضياء بظهره على بهاء ليضحك :"جيد أن معدل قبول جامعتي كان منخفضا قليلا ليتم قبولي .. ولو لم تكن جامعتانا قرب بعض لما توقف حزنك .. افسدنا فرحة نجاحنا بلا سبب"

بهاء :"جعلنا فرحنا حتى يوم تأكدنا من قرب الجامعتين"

ضياء:"وقلب الموقف مجددا بالاقامات المختلفة"

بهاء بضحكة :"فقلبت كل شيء لنكون معا وقد حدث وسجلنا بالقامة المخصصة لجامعتكم حتى لا يزعجنا من يدرسون معي وامضينا أياما جميلة هناك"

هتف ضياء :"امضيناها وحدنا .. مع القليل من اصيل أحيانا"

بذكر الاقامة وقف ضياء ليشد يد الآخر :"لنذهب لغرفتنا"

وقف بهاء لتكتمل ضحكته برفع يدي ضياء له :"بهاء .. بهاء احملني"

اصر على كلامه ليرد بهاء :"لمَ تتصرف هكذا؟"

رفع أربعة أصابع :"أربعة سنوات أنا الأصغر .. نفذ بسرعة او سأبكي"

بهاء بضحكة :"حسنا حسنا اهدأ"

حمله ولا مجال للرفض، لطالما كان يغار من تلك السنوات التي امضاها بهاء كأخ أصغر للؤي في حين كان الأكبر لاخته فحتى لو حمله والده أو لاعبه فذلك مختلف عن اخيه الأكبر

اسند رأسه لكتف بهاء ليبتسم برضى وأول ماخطى بهاء أول خطوة انتهى ذلك الرضى فقد وجدا نفسيهما داخل الاقامة وحدهما بلحظات

انفعل ضياء بانزعاج وضم عنق بهاء :"ليس بهذه السرعة .. لن أنزل سأبقى هنا"

فماذا قد يفعل غير القبول؟! عاد ليسند رأسه بسعادة ليسير به بهاء في الاقامة التي عاشا بها خمس سنوات متواصلة حيث يعودان للمنزل مرة كل شهر واحيان يطول الأمر أكثر

ضياء لم يصاحب أحدا طول تلك الفترة بذلك لم يزعج احد هدوء غرفتهما غيره طبعا والشيء الجيد الوحيد الموجود بجامعته أنه يدرس تخصص يحبه فصب اهتمامه على ذلك وحسب

حتى بهاء نفس الشيء لكن عقد الصداقات لم يكن بتلك الأهمية عنده ومع تفوقه فقد حصل على بعض الرفاق الجيدين وبعض الحاسدين بوقت واحد

أما اصيل كان يزورهما من حين لآخر خصوصا بعد عمله بالعاصمة قربهما فبعد دراسته ادارة الاعمال بأحد المعاهد تخرج بعد سنتين ليبدأ عمله الخاص ويتقدم خطوة بخطوة حتى فتح بعض المتاجر

المهم عندهما انهاء دراستهما على خير وايجاد عمل مناسب لكن لم يضيعا وقت الفراغ بتفاهات الشباب بل بالعمل بأحد متاجر اصيل فبعمرهما طلب مصروف من والديهما أصبح محرجا فتدبرا امريهما بنفسهما ونالا أجر تعبهما

دار الحديث وطال بينهما ففترة الجامعة قد جعلتهما أقرب في حين فرقة البقية كحال امجد ورائد، نادين وامل لكن هما لم يقبلا بذلك مهما كان ما قد يحدث

كل منهم ذهب ليحقق حلمه، رائد دخل كلية الكيمياء ليصبح صانع ادوية أما امجد وجد من الهندسة الميكانية حلما ليتعمق بالآلات أما نادين قررت أن تسلك طريق التعليم وقد عادت لمدرستهم كاستاذة مساعدة في الرياضيات كل منهم سيتخرج هذه السنة ومايبعدهم عن ذلك سوى مذكرة تخرجهم التي ستناقش بعد أشهر

أما امل حالها كحال بهاء فالطب يحتاج وقت أطول وبقيت سنتين لكن في حين بهاء تخصص بالطب الجراحي تخصصة هي بالطب العام لتكون بنفس الجامعته

مع ذلك حرج ضياء لم ينتهي فبالكاد يراها مرة كل اشهر ويحدث ذلك صدفة أو بخطة من بهاء ففي النهاية هي تأتي للعاصمة لتدرس وليس لأجله فلحد الآن قصة المواعدة مرفوضة بعقله مثلها تماما

وذلك ماجعلها تدخل ببعض المشاكل بين الفتيات مشاكل حلت بوقوف بهاء قربها ليغيرن تفكيرهن عن تلك المعقدة لكن ذلك بالذات صنع مشكلة أخرى

في أحد الأيام وصلت صورة لهما معا عند ضياء لم يهتم وحسب لكن كثرة الصور كل مرة وكأن المرسل يستفزه

كانت اغرب اللحظات التي مرة على ضياء ليعاد الموقف القديم ليكتم شكوكه بنفسه والأهم كيف له أن يقارن نفسه ببهاء؟ فهو أكثر شخص مشهور بتفوقه في جامعته كان الأمر كأنه بالقمة والآخر بالقعر

اختلطة الكثير من مشاعره امل من جهة واخوه من جهة وتلك الرسائل المستفزة لم تنتهي وحين قرر أن يذهب لجامعة بهاء التي تبعد عن جامعه ربع ساعة سيرا، اكتملت القصة عليه فالجميع يتحدث عن قصة مواعدتهما

لم يفعل ضياء شيئا لم يقل شيئا فبعد كل تلك السنوات تختار بهاء والمشكلة حقا كيف يفعل بهاء به ذلك

قامت حرب داخله دون أن تهدأ كأن على الأفضل أن يتقدم دائما لتتناسى الحياة الطرف الآخر من القصة وبين كل ذلك بهاء كان يعامله بشكل عادي جدا وهذا مازاد انزعاجه

لم يستسلم للواقع بل كان ذلك الأمر مختلفا مع اقتراب موعد عمليته

فنطق الاصغر باستياء :"كنت تعرف امل من صغرنا فلو كان ذلك حقيقيا فقد شعرت ببعص الراحة"

لاعب بهاء رأسه ضاحكا :"راحة ازعجت قلبك .. أحمق صدمتني بتفكيرك وقتها"

بدل أن يشاجره بدل أن يصرخ قال جملة واحدة ~إن كنت أنت حقا فاعتني بها~ ففي النهاية امل وعدته أن تقف مع بهاء مهما كان الوضع، طول السنوات الماضية كانت تعامله بشكل جيد إذا بقاؤهما معا كان أفضل حل

ركض خيال ضياء خارج تلك الغرفة قرب اعينهما بعد أن ترك هاتفه ليحمله بهاء وتعلو الدهشة وجهه

ركض خلفه ليصل لمكان ما في سطح حيث اعتادا الجلوس هناك فلم يحتمل لا قلبه ولا هو الواقع الذي أمامه

قد نزل ضياء الصغير ليشد يد بهاء ويتبعاهما ليكملا ما تبقى

بهاء بتوتر:"لا أعرف من ارسل تلك الصور لكن صدقني ضياء .."

قاطعه ضياء :"اتظنني سأقف بطريقكما مثلا .. إن كنت تريدها كان عليك اخباري من البدابة"

توقفت اعذاره بلحظة :"ماذا؟!"

ضياء بسخرية من نفسه :"طبعا ستختار ماهو أفضل لها .. وبما أنك موجود فلن تتعب تفكيرها"

رفع رأسه مبتسما لبهاء :"صدقني لست منزعجا .. سأكون سعيدا لأجلك في النهاية امل تقبلت وضعك منذ سنوات لكن خدعتك هذه كانت الأسوء"

رفع بهاء صوته :"ما الذي تقوله توقف"

ضياء بضحكة خفيفة :"هل تنتظر مني مشاجرتك لأجلها .. لن يحدث ذلك"

رغم كل الغباء الذي قاله ضحك بهاء :"هل تقول أنك تختار سعادتي الآن"

فعليا لم يكن منزعجا :"نعم لا تقلق"

بهاء :"ضياء اتذكر قصة الشباب الذين ازعجوها اخبرتك أني اوقفتهم وماحدث بعدها أنهم خلطوا القصة"

اقترب عنده ليلامس كتفه :"إن تأذت امل لن تكون بخير لم استطع اخبارك ماحدث بعدها حتى لا تنزعج فقد ظننته امرا تافها وحسب لكن أظنني اخطأت .. آسف كانت إشاعات كاذبة"

ضياء :"إشاعات!؟"
بهاء بضحكة :"نعم امل لن تغير الأحمق الذي يكون اخي لاداعي لكل هذا"

ضياء ببعض الاحراج :"أنت لا تمزح؟!"
بهاء :"نعم لكن عليك أن تجد حلا مناسبا .. لم نعد صغارا ماذا تنتظر لتتقدم لها ويوقفوا ازعاجها؟"

تنهد اخيرا ليخرج تلك الأفكار من رأسه ويجلس مكانه :"التفكير عملك لا أعرف ما أفعل لم انهي دراستي لا املك عملا مناسبا بعد بماذا ساقابل عائلتها لكن من كان يرسل تلك الصور"

بهاء وقد تبعه ليجاس لجانبه بضحكة :"سأجد ذلك الشخص وسأريك ما افعله به .. أنت بخير؟"

انتهت تلك القصة ليرفعا اعينهما لسماء ينظران لتلك النجوم كعادتهما ويتلاشى وهمهما وهما يراقبان من بعيد

قد كانت أحد الفتيات من فوج بهاء أرادت أن تكون معه فرفضها كما رفض الكثيرات قبلها لكن ظهور امل فجأة فكت نواياه حسب اعتقاده

بما أنها فتاة تركوا القصة لتتعامل امل معها بطريقتها فاعتذرت وابتعدت لكن عادت لصنع مشكلة بتلك الحفلة لكن ضياء لن يخدع بنفس الخدعة مرتين فاسرع عنده قبل ان يقتربوا منه

ضحك الصغير بخفة :"لقناهم درسا لن ينسوه .. حمقى لن تتجرأ تعيد افعالها مجددا"

بهاء :"نعم نعم ومن يستطيع بعد تهديداتك"

استلقى ضياء ليستقر رأسيه بالوسادة والاخر جالس على السرير الملتصق بسريره :"نم بجانبي كما كنا هذه المرة فقط"

بهاء وقد استلقى بجانبه :"لا مجال لرفض أصلا"

ضياء :" بهاء كنت أفضل ما حدث بحياتي لو أعطيتك كل العالم فلن يعوض تلك الاوقات التي قضيتها معك"

لامس بهاء وجه الطغل الذي لآمامه :"لكن ليس امل .. هذه المرة هي تنتظر مع عائلتها الجميع يعرف لقد وجنا حلا"

فرد بتردد محرجا :"لكن .."
بهاء بابتسامة :"بلا لكن قد حددنا موعد الخطبة أساسا تبقت بضعت اسابيع فقط"

رفع تلك العيون السوداء لتلتقي بعيون اخيه :"أنا خائف .. مجرد خطأ قد ينهي كل شيء لذلك اهتم بكل ما تبقى في غيابي"

رد بابتسامة :"لم ينتهي شيء بعد اول قاعدة لا تخف واخوك معك .. تعال"

فرد ضياء بعد أن اقترب ليضمه :"ثانيا لا تبكي إلا معي لكن إذا حدث شيء إياك أن ترهق نفسك بسببي فلا تبقى وحدك بل مع اصيل .. تناول طعامك .. نم جيدا .. عدني بذلك أو لن اذهب لتلك العملية"

ربت الآخر على ظهره مطمئننا :"حسنا أعدك .. سأكون بجانبك لا تخف ونم بهدوء الآن وعيك أن تكون قويا شريرا كالعادة .. يجب أن تنتصر وأنا سأنتظرك"

ضياء :"حاضر أخي .. حاضر"

اقترب ليقبل خده بضحكة :"ستردها لي إذا استيقظت اتفقنا"

عاد ليغرس وجهه بصدر اخيه شادا بقبضته الصغيرة على قميصه لينام بهدوء :"شكرا لكل شيء"

...................

فتح عينيه لا يعرف كم مضى من الوقت ليجد تلك العيون البنيه تقابله، ذلك الشخص صاحب العشرين سنة مع ابتسامته اللطيفة قال :"بهاء ستكون هادئا في غيابي .. اهتم بنغسك اخي"

كاد يستدير لولا بهاء الذي اسرع بمعانقته :"لا .. لا تذهب لؤي .. لؤي ابقى معي"

ربت على ظهره بضحكة :"سأتاخر هكذا بهاء"

بهاء: "لن تعود لي بعدها لذلك لن اتركك كنت مخطئا لأني لم امنعك"

لؤي :"أنت لم تعد ذلك الصغير الذي يحتاجني بل أنت شاب يصنع مستقبله الآن"

بهاء وهو يشده أكثر :"لا سأبقى صغيرك دائما"

ضحك لؤي بخفة :"لا تقل هذا بل واصل طريقك لقد كنت طول الوقت بخير بدوني .. اتعرف ظننتك نسيت أمري"

ابتعد بهاء ودموعه تأبى التوقف ليلامس وجه اخيه من منظور آخر فقد بدى أكبر من اخيه :"كيف أنساك ذلك مستحيل .. لو فقط توجد طريقة لأعيدك لكنت فعلتها .. تغير الكثير بعد رحيلك"

ابتسم لؤي ليمسح تلك الدمعات :"مع ذلك كنت بخير ومازلت مهما تغير الحال ستعتاد الأمر .. مهما كان ماسيحدث"

قال اخر جملته وهو ينزر خلف بهاء فالتفت بحيرة  :" ماذا تقصد!؟"

بتلك اللحظة وضعت يد على كتفه ليقول صاحبها :"تخطيت الكثير وستتخطى القادم فلا تتوقف أبدا"

عجز لسانه على نطق وهو يراهما معا :"ض..ياء"

ابتسم له :"وصلنا للنهاية صحيح .. فلا تسمح لأحد أن يعيقك مجددا .. لا شيء من الماضي سيعاد .. لقد وعدتني"

بدأت الصورة تتلاشى أمامه ليمسك يد ضياء بلهفه :"لا ضياء أرجوك ليس أنت أيضا .. لن اسمح لك لن تتركني وحدي"

فرد معا :"لست وحدك .. حتى لو لم نوجد .. الجميع قرب"

فاضاف ضياء :"اهتم بهم في غيابي"

بعد آخر كلمة قبض على الفراغ بعد أن اختفيا وقبل أن يجثوا بركبتيه أرضا مصدوما علت صافرات قوية جعلت جسده ينتفض من مكانه ليسقط من مقعده أرضا وصوت تلك الأجهزة حول سرير المريض الراقد أمامه تدوي

Continue Reading

You'll Also Like

6.2K 436 7
"ليتَني لمْ أُرزق بك!" .. -"أخالكَ تُعاني لاحتلالهم جوفك دون إذن.. من يكونون؟" - "رفقاء سوء.." .. "أتأذن لي باقتحام جوفكَ لعلّه يُزهر ؟.." "لَس...
30.9K 865 11
ماذا لو لم يستطع إياد دفع ايجار منزله وتم طرده ووجده مديره بالعمل يامن المهووس بالليتل سبيس.. تحذير : ١_موضوع القصة هو الليتل سبيس ٢_يوجد اجبار(ممكن)...
407K 14K 12
ارادها مربية لطفلته بعد وفاه زوجته بحسب وصية اختها المتوفاة فكان حب من طرف واحد...القصه بقلم الكاتبه العراقيه ذكرى المندﻻوي بيج ذكريات
197K 13.3K 34
وطأت قدماه عتبة الجامعة وارتسمت ابتسامة ساحرة على محياه الوسيم .. أخيراً .. حقق حلم والده الذي طالما رنت روحه أليه .. ومن خلفه ربتت كف صديق طفولته ال...