لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟

By YoumiruSan

44.6K 4.4K 7K

يريد تقبل العالم كما هو يريد ان يعيش مع الجميع بشدة تلك اللحظات التي رسمت بعقله جعلته ملحا ليتعلم اكثر .. لك... More

*المقدمة*
*لما انت تحديدا*
*لنحل القصة بمباراة*
~المستقبل~
*أين أنت*
*استسلامنا اسوأ من الفشل*
*نحن بداية هذا التغيير*
*لم يتغير شيء*
*ماذا اكون*
*اشاعات*
*أريد منافستك*
*المستقبل*
*خسارتك .. حماقة*
*أفضل أخ*
*امل ستبقى معنا*
*أنا خائف*
*أنا متوحد؟!*
*عيون اخي زرقاء*
*الإعتذار لايكفي*
*لمَ لمْ يقبل*
*ضياء غير الكثير*
*أخيرا رد على كلامه*
*لم أملك شيئا غيره*
*لا افهمك*
*لقد وعدناك*
~المستقبل~
*الدعوة*
*لست بهذه ابطيبة*
*الحقيقة*
*سأدون ذلك دائما*
*كل ما فيك يكون اخي*
*صاحب المئة*
*أرجوك لا تقبل*
*اسئلتكم*
*أنه قرارك*
~المستقبل~
*أفتقده*
*لستَ صغيره*
*اياد*
*كنت وصيتها*
*سأنقذك دائما*
*من الضحية*
*لاتضع فرصتك*
*يوم غريب*
~المستقبل~
*المدرسة الأولى*
*نهاية الذكريات*
~المستقبل~
*انتصرنا .. امي*
~المستقبل~
~النهاية~
*فصل خاص*
*بأحد الأيام*

*خلف القضبان*

614 77 103
By YoumiruSan


اخيرا عادت ابتسامة ضياء بإيجاده حلما يناسبه حقا وكل ذلك بفضل الصغير الذي لم يتوقف عن البكاء حتى رآه

قرر أن يعتني بالجميع أن يساعدهم فيوجد الكثير ليقدمه لفئة معينة من الاشخاص الذي اصبح بهاء جزء منهم و بذلك غمرته سعادة لدرجة أن قلبه يؤلم وهو يضحك وبذلك الجو اتصل شخص ما بوالدة بهاء ... ليعرف بهاء بخبر غريب ~اصيل اعتقل~

كيف آلت الامور لذلك؟ .. ماذا سيفعل ليساعده؟ .. كيف سيتقبل اصيل وضعه؟

....... لنكمل

عاد للمنزل جارا قدميه بتثاقل فمن لحظة تعرف على ضياء لم يتوقع أن يراه يعاني بالمشفى ليلوم نفسه

«لو لم أخبرهم شيئا لمَ حدث كل ذلك لكن لو لم أخبرهم ما كنت لأرى اصيل مجددا .. اه اتمنى أن أجده بالمنزل»

طرق باب المنزل الكبير الذي يدل على مستوى صاحبه، بعد أن تخطى الحديقة لتفتح مدبرة المنزل فابتسم لها رغم ملامحها الامبالية : هل عاد اصيل؟

فأجابت وهي تقفل الباب خلفه بنبرة مضطربة : لم يعد بعد لكن والدكما هنا إنه ينتظرك

اقشعر بدنه لذلك الخبر ليسير لقاعة الجلوس بخوف خصوصا بعد آخر كلمة منها

فوقف هناك ليرى ملامحه ذلك الرجل الطويل ذو البدلة الرمادية الأنيقة ارتسمت ملامح الغاضبة وجهه وعقد حاجبيه بانزعاج فور ملاحظته هشام ليحدق فيه بعيونه البنية يحاول كبت غضبه لينهي حديثه بالهاتف مشددا على كلامه : افعل به ما تريد

اقفل الخط لتبدو على وجه زوجته بعض ملامح الجدية موجهة كلامها لهشام بصرامة : هشام .. هل تعرف أصدقاء اصيل الذين كان معهم في الأيام الماضية؟

أخيرا فكرت بالسؤال عنهم ليرد بصراحة : لا أعرف أنا لا أحدثه أصلا حتى أعرف أصدقاءه

أبعد والده وجهه بعيدا ليجلس على الاريكة بتبجح : لا فائدة منكما كل ما اجنيه مشاكل اضافية

تركهم دون أن يرد متجها لغرفته وضع حقيبته على مكتبه بهدوء، نزع معطفه الشتوية ليعلقه بمكانه المناسب ليلقي بجسده المتعب على السرير

حمل هاتفه محاولا الاتصال باصيل لكن وجد أن هاتفه مغلق لكن من بين كل الأيام الماضية تمنى أن لا يأتي اليوم تحديدا

بعد لحظات طرق باب غرفته لتدخل مباشرة وشعرها الفحمي يتطاير خلفها بخفة ذات عيون خضراء جميلة رسمت ابتسامة لطيفة وسط وجهها المشرق وصينة صغيرة لمأكولات خفيفة بيدها

فابتسم هشام وهو يراها متجهة نحوه فهي الشيء الجيد الوحيد بهذا المنزل ثم اقترب ليأخذ الصينية من يدها : نهاد لمَ تتعبين نفسك

طول الستة سنوات الماضية لم يشعر يوما أنها اخت من امٌ أخرى إلا إذا ذكرته والدتها بذلك فجلست على سريره بسعادة ليتبعها ويضع الصينية بجانبه

نهاد: لم تأكل شيئا بعد عودتك فطلبت منهم تحظيرها لك

شكرها بابتسامة وهي تنتظر أن يمد يده ويتناول طعامه حتى فعل تحت اصرارها

بعد أن انتهى تساءل عن سبب غضب والديها فردت بطفولة : لا أعرف وصل اتصال لأمي بعدما عدت من مدرستي فأنزعجت كثيرا .. عندما سألتها طلبت أن لا أهتم وأذهب لغرفتي

تحدثا عن الدراسة ليوصيها قليلا وينصحها ببعض الأفكار لتتفوق فهي بأول سنة من المرحلة الابتدائي

على غفلة منهما فتحت باب غرفته بقوة فوقفت نهاد بخوف مكانه لترفع والدتها صوتها : اخبرتكِ ألا تقتربي منه مع من كنت أتحدث الى غرفتكِ حالا

نهاد بارتباك : لكن لماذا فجأة؟ ماذا فعل؟

وقبل أن تعيد كلامها وقف هشام قرب اخته بلطف : نهاد اسمعي كلامها .. أنا بخير

نظرت له بآسف وخرجت لتكمل والدتها : والدك يحتاجك الآن انزل معي واحضر هاتفك

فعل ما قالت بصمت وتجه نحوها لينزلا الدرج وقبل أن يصلا همست : ظننتك العاقل الذي يستحيل أن يتبعه لكن خاب ظني

هل تقصد اصيل؟ مازل لا يفهم شيئا، وقف بقاعة الجلوس مجددا ليجد والده على حاله غاضبا ليطلب هاتفه ويبدأ البحث فيه ثم قال بصرامة : أين كنت قبل أن تأتي هنا؟

وكأن له دخل بذلك لكن اجابه : بعد المدرسة مررت على صديقي بالمشفى

سأله عن اصيل وأين كان بآخر فترة ومتى قابله ليجيب هشام : لم أره من وقت راحة المساء .. لمَ كل هذه الأسئلة عنه؟

الاب: ولك الجرأة لتسأل .. حسنا الأحمق الذي يكون اخاك .. كان في مجموعة تتاجر بالممنوعات .. تم القبض عليهم وقد فضحوا أمره

............. هشام

اصيل بالسجن معهم وبدون مبالاة يخبرني بذلك : لكنه ليس منهم

فانفجر غاضبا من كلامي

_إذا كنت تعرف ولم تقل شيئا لأحد

فرددت عليه : المهم هل يمكنك اخراجه أولا؟

رد بسخرية : أخرجه!! بالكاد اقنعتهم أن لا علاقة لك بالموضوع رغم كل تلك الاتصالات التي وجدت بهاتفه منك

أشار لزوجته وكأن الأمر بفضلها ليكمل

_اشكرها فلولاها لكنت أنت واصدقائك معه لكن بالنسبة له فليبقى مع مجموعته

لا أفهم لمَ كل هذا الفخر فحدقت بها بسخرية : حين بدأ التدخين ولم تقولي شيئا .. تدخلينه كلما خرج من المدرسة وكأنه أمر عادي .. اعاد سنتين ولم تتأثري .. حتى أنه سرق الكثير من المال ليكذب في النهاية ويقول أنه مع صديقه في رحلة وكل ذلك لتتخلصِ منه لأيام .. والأن تخدلينه إنها مجرد مخدرات ساعديه مجددا كما تفعلين دائما أو لأن زوجك الذي يكون والده هنا

كانت تلك الكلمات كصاعقة صدمة وجهها فطبعا هي سبب كل شيء

فوقف ردا علي بعد أن أنزلت رأسها وكأني أسيئ لها

الاب: يال الوقاح من أين تعلمت كل هذا؟

ليحدث أي شيء لم أعد أهتم فرفعت صوتي مقتربا بخطوة منه لأجيبه : منك مثلا ألم ننشأ بعائلة مثالية ووالد صالح

فاقترب كالعادة ليصفعني وأسقط أرضا لكن غضبي أكثر من أن أبكي بسبب الألم

رفعت رأسي مبتسما بسخرية : هل سترسلني عنده؟ لكن أتعرف أن أبقى مع شخص اعترف بأخطائه أفضل من الذي يلصق أخطائه بالآخرين دائما .. أنت تفهمني صحيح

فضربني مجددا ومجددا غاضبا يعرف أنه سبب موت امي ومع ذلك يستمر بقول أنها ماتت بسبب قلبها كل ما عشناه الصقه بوالدتي وكأنه لم يفعل شيئا

حاولت تلك المراة منعه وواضح أنه تمثيل وحسب سأل عن تلك الرسائل وما حدث حقا فصرخت بوجهه : لادخل لك بيننا واصل تجاهلك كما تفعل دائما

فأخذ ذراعي بقوة وجرني لغرفتي مع صراخه بأنه نادم على زواجه الأول : كأني أكترث لذلك

فدفعني لغرفتي بقوة : ستضل مسجونا هنا حتى ترجوني لأخرجك وذلك الأحمق .. تعلم كيف تحدثنا أو سيتعفن هناك بسببك .. بدوني أنتما لاشيء

ابتسمت بسخرية جالسا مكاني : صدقا لست بحاجتك

اقفل الباب بقوة غاضبا ليطلب المفاتح ويحكم اغلاقها .. لا أعرف ما سأفعل لكن أنت آخر شخص سأطلب منه المساعدة

وقفت أمام المرآة لأرى بعض الكدمات على وجهي وذراعي تؤلم : اصيل لستُ مخطئا .. آسف

أنا حقا كرهت الحياة هنا أعرف أنه لا يوجد منزل بلا مشاكل أعرف لكن أن تعيش في مكان لا تنتمي له أصلا ااه

جلست ارضا كابة دموعي مستندا للحائط : ليت امي لم تمت وأخذتنا بعيدا عنه رغم أننا كنا صغارا لكن على الأقل ستكون امي موجودة كنت لاقبل باي حياة وهي معنا

أنزلت رأسي لأضم ساقي لصدري عاجز تماما

ماذا افعل؟

مر الوقت وكل الأفكار مستحيلة حتى هاتفي ليس هنا لأتصل بهما لكن هل هما بخير؟ ماحدث أصلا بسببي

هل أخطأت حين اقتربت منهما؟

ليتني لم أقترب من أحد أو أدخله هذا الصراع فلا حل يوجد

...............

وفي بؤرة اليأس التي رمى نفسه بها سمع صوتا هادئا من خلف الباب : هشام .. هشام هذه أنا

ابعد دهشته سريعا ليتجه للباب : نهاد ماذا تفعلين؟

نهاد: ألم نتفق على أني سأساعدك دائما
هشام: قد تغضب امك لذلك..

فقطعت كلامه بفتحها الباب لتقدم له هاتف والدتها وقبل أن تشرح ما حدث قالت : ليس عندنا وقت اتصل بهما بسرعة .. ربما يمكنهما مساعدتك صحيح

قصدت أصدقاءه الذي حدثها عنهم والجيد بالموضوع أن بهاء كان محقا عندما كتب له رقم والديه بالدفتر كالبقية بدل هاتفه يوم أرادوا الاطمئنان على ضياء

فتح حقيبته ليخرج ذلك الدفر فتوقف حين نظر لتلك الأرقام لا يريد توريطهما بمشكلة أخرى يكفي ما سببه ويزيد ليتردد باتصاله

ومع شروده قالت نهاد : هشام اسرع .. ليس عندنا خيار آخر

قرر بنفسه أن تكون آخر مرة ليحمل ذلك الهاتف ويكتب رقم والدة بهاء فالمفترض أن تكون معه بالمشفى لزيارة ضياء

فاتصل مرتبكا يحاول جعل صوته طبيعيا : مرحبا سيدتي .. كيف حال ضياء؟ أنا صديقهما

بعد أن طمأنته طلب إعطاء الهاتف ليحدث بهاء وما إن رد عليه ارتجف صوته ليخبره : بهاء آسف لازعاجكما مجددا لكن ... لكن الشرطة أخذت اصيل لسبب ما وابي يرفض اخراج أنا لا أعرف ما أفعل

استاذن بهاء من حوله ليخرج من غرفة ضياء ويكمل حديثه مع هشام

بهاء: ماذا؟ كيف عرفوا ذلك؟
هشام: ربما قد كشفوا كل ما حدث يومها واخبروهم عنا جميعا أعتقد أن ابي تحدث معهم فأقنعهم أن لا دخل لنا لكن ترك اصيل .. أظنه يحاول تربيته بهذه الطريقة لكن أنت تعرف اصيل نادم لكل ما فعله

كالعادة بهاء يجعل كل شيء هادئا ببساطة : حسنا لا تقلق سأحاول أن أفعل شيئا ما .. لا يجب أن يبقى اصيل هناك .. لا تخف إنه لاينتمي لهم نحن نعرف كل ما حدث

ابتسم هشام بتفاؤل ولا شيء يفعله غير الثقة ببهاء : اعتمد عليك .. وشكرا سأقطع الاتصال الآن ولا تتصلوا لأن هاتفي ليس معي

تفهم بهاء ذلك ليقطعا الاتصال ويطمئن هشام

نهاد بابتسامة : لا تحزن هشام سيجدون حلا لذلك لن يحدث شيء لاصيل

اعاد هشام الهاتف لها بعدما حدف الاتصال : حسنا وأنتِ اسرع قبل أن يكتشفوا أمرنا .. وشكرا كثيرا

ودعته لتعيد قفل الباب كما كان وتسرع باعادة المفاتيح لمكانها حيث أخذتها خلسة دون أن تلاحظة مربية المنزل التي تملك مفاتيح كل الغرف

هكذا عادة لغرفتها وكأنه لم يحدث شيء فتواصل اللعب بهاتف والدتها التي طلبته لتتسلى وقد اعطته لها بكل سرور

................

لم يخبر ضياء ما قال هشام حتى لا يزعجه بل تظاهر بأنه لم يقل شيئا لكن ضياء يحفظ تلك الابتسامة السخيفة التي رسمها بعد اتصاله

وبما انهما يفهمان بعض تقدم بهاء عنده ليرلت على شعره بهدوء : سأخبرك كل شيء لاحقا .. أما الآن يجب أن تستريح اتفقنا

هز ضياء رأسه بابتسامة موافقا ليبعد بهاء يده ويلتفت لوالدته متسائلا : امي ارجوك اتصلي بابي واخبريني أين هو الآن

ففعلت رغم استغرابها هذا الطلب المفاجئ وحين رد والده على الاتصال قال أنه على وشك مغادرة المشفى

بهاء : امي أريد الحديث معه

وافقت بدهشة لتعطيه الهاتف : مرحبا ابي .. ابي أنا أحتاجك أرجوك انتظرني قرب باب الرئيسي للمشفى سأتي عندك الآن

توقف والده مكانه ليوافق بارتباك وما إن أخفض بهاء الهاتف وجدهم ينظرون له بغرابة حتى ضياء معهم

بهاء بمرح ليبعد تلك الملامح عن وجوههم : هااا أين المشكلة في الحديث مع ابي

ضحك ضياء ليودعه : حسنا انتظر عودتك

هكذا ابتسمت والدتيهما ليسرع بهاء لوالده فوجده جالسا بأحد المقاعد خارجا قرب الباب الرئيسي للمشفى والظلام قد حل

وقف والده مرحبا بقدومه ليضيف : بماذا تحتاجني إذا؟

لم يجد بهاء كيف يبدأ حديثه ليأخذ يد والده ويجلس بجانبه على المقعد ليبنبس بهدوء محدقا بالارض : أنا أريد طلب شيء منك .. لكن إن لم ينجح الأمر فلا تقلق .. أنا لن أنزعج

بدى متوترا ليطمئنه والده : اهدأ ماهو طلبك؟

بما أن حبل الكذب قصير وسيكشف مهما اتقنت كذبتك فاعتذر بأدب عن كل ما حدث لضياء وليده

والده : كيف؟! .. ماذا؟!

ورغم خوفه من النتيجة فقد حكى القصة ب كملها لما حدث مع اصيل بالأيام الماضية وصولا لسقوط ضياء ليعيد اعتذاره : آسف حقا لم نجد كيف نحل كل ذلك فكذبنا عليكم الولد الذي أخبرتك عنه من قبل وقلت أنه يريد أن يتغير ويبتعد عن طريق السوء يكون اصيل وكان كل شيء بسببه .. ابي إنه نادم حقا لما حدث لضياء واعتذر له ووعدنا أن لا يفعل ذلك مجددا سيبقى معنا فقط

بطريقة ما طبيب بهاء قد عرف هذه القصة بعدما استدرج بهاء بحديثه فأخبر والده بذلك ليتفادوا المشاكل طالب من عدم معاقبته لتبقى بذرى الثقة التي زرعها بطبيبه مكانها

تظاهر والده بالاندهاش من قصته وهو يستفسر عن بعض التفاصيل حتى وصل وقت أن يثق بهاء به ليقول بجدية : حسنا فهمت كل ما قلته .. ماذا تريد مني بعد ذلك؟

لم يسبق ورأى تلك النظرة البريئة بعينيه من قبل : لكن ليس طلب طفل بالرابع بل في الرابعة عشرة ويحاول مساعدة صديق

ابتسم والده موافقا ليطلب بهاء : اصيل تم اعتقاله مع تلك المجموعة اليوم وبما أنك كنت عسكري أريد منك اخراجه بأي طريقة تراها مناسبة لقد قلت أني يجب أن أقف معه حين يخدله الجميع وهذه هي الفرصة لفعل ذلك حقا

تعجب ليسأل عن والديه وليس هناك مجال لاخفاء أي شيء فاتضح أنه يعرف عائلته قليلا لكن لم يعرف بقصتهم مع والدهم حقا

فقال بهاء محاولا اقناعه : أرجوك ابي أعدك أن لا يفعل شيئا مجددا وإن فعل فيمكنك معاقبتي كما تشاء ولن احدثه بعدها

الاب بجدية : أولا مافعلته كان خطيرا فلا مجال لتعيد ذلك .. جيد أنك اصبت بيدك وحسب

مازال يعتذر ليضيف والده بضحكة : حسنا سنخرجه على شرط أن لا تخفي شيئا مجددا

وعده بذلك ليطمئنه : لا تقلق مدير الشرطة يكون صديقي لم أره من زمن ..

فجأة نهض بهاء ليعانق والده بسعادة ويشكره فضمه والده بدوره غير مصدق ما يحدث وذلك الطبيب كان على حق

~~~~~~~~~
الطبيب: ستعيشان طفولته مجددا واتفهم شعوركما فهذا شيء شائع في مركزنا معظم الأطفال هنا لم يقتربوا من عائلاتهم حتى كبروا .. وبهاء واع لما يحدث حوله .. حاولا السيطرة على نفسيكما ليفهم أنه حقا كبير ويعتمد عليه .. المفاجئ في القصة ضياء لاحظ هذا وقد بدأ تطبيقه
~~~~~~~~~~~

فهمس والده قرب أذنه وهو يعانقه : لا تنسى بهاء في الرابعة عشرة مفهوم .. ولنذهب عند صديقك حالا

ابتعد بهاء مبتسما وليرفع يده لرأسه كجندي : حاضر سيدي

ضحك والده ليذهبا بالسيارة متجهان عند اصيل

...................

انتهى به الأمر مرميا خلف قضبان السجن صامتا منذ قرابة الاربع ساعات أو اكثر ففعليا لا يعرف كم مر من الوقت منذ هروبه من المدرسة وقت الراحة

ما إن حط قدمه خارج المدرسة وجد الشرطة تنتظره بل الصقوا هذه القصة مع الآخرين وكأنه يحاول الهروب منهم

لم يفعل شيئا غير الاستسلام لكلامهم دون رد رغم صراخهم بوجهه ليتحدث

كُشف معظم من كان بذلك المبنى حتى أصدقاءه القدامى معهم والشرطة تحاول معرفة المسؤولين عن التجارة فبعد التحقيق معهم على انفراد جمعوهم ليستجوبوهم معا

المشكلة فعلا تبدأ عندما ذكروا هشام والبقية يريدون الانتقام ببساطة لما حدث فرد اصيل بسخرية : هذا ما تجيدون فعله .. اعترفوا وحسب إنها نهايتكم

ضحك المسؤول عنهم ساخرا من اصيل ليرد على سخريته : كيف يعمل معك أشخاص لا تعرف اسمائهم؟ هاا أيمكن أن تجيبه؟

وببساطة رد المسؤول: إنهم اصدقاؤه انظموا مؤخرا لذلك
اصيل: إنه يكذب هات دليلا على أنهم كانوا هناك أو اصمت

وكل ما استنتجه الشرطي أن بعض الاتصالات من اخيه ليست دليلا على وجوده هناك ربما كان يسأل عنه وحسب كما أنه لم يعرف أسماء الاخرين بما أن اصيل لم يخبرهم

الشرطي موجها كلامه لاصيل : المهم ستظهر نتاج فحصك إذا كنت تتعاطى تلك الممنوعات مثلهم

اصيل بغضب : للمرة الألف لا دخل لي بهم .. مجرد زملاء درست معهم من قبل

الجيد في القصة أن اصيل حدف تلك الرسائل من هاتفه قبل أن يرميه يومها حتى لا يكشف مكان اخيه لكن وجود ذلك الهاتف هناك وسؤال الشرطة عنه هو ما اقحمه بينهم مجددا ليختلقوا بعض القصص عن اصيل ويجروه معهم وذلك بأمر من المسؤول

فابتسم اصيل متذكرا هشام الذي وقف غاضبا لأجله رغم أنه لم يفعل شيئا بعدها

رد الشرطي على ابتسامته بانزعاح : ولمَ تبتسم؟ .. لولا والدك لكان اخوك هنا أيضا ولعلمك قد أعطانا كامل الحرية للتصرف معك .. فلا مجال لوضع المستويات هنا فاعترف أحسن

حدق اصيل بالشرطي مصرا على كلامه : وأنا لا أعراض .. قلت ما عندي لم أبع أو أتعاطى شيئا من الغباء الذي يفتخرون به

تنهد الشرطي من عناده : نتمنى ذلك حقا .. شباب بأعماركم المفترض أن تبني مستقبلها بشكل أفضل

فعادوا لحديثهم المعتاد عن الهروب من الواقع أصلا قد بدأ نقص تلك المواد من اجسامهم يؤثر على تصرفاتهم

ارتعاش عرق والكثير من المعانات لكنه لاحظ بقاء اصيل على حاله راسم تلك الملامح الغاضبة وحسب فوجه له الكلام : يمكنك أن ترى بنفسك ما يحدث حين يصلون للنهاية .. لو بقوا هكذا لساعات أخرى سيموتون ببساطة

لم تكن عنده مشكلة بالبقاء في السجن فقد فضل البقاء بالشارع على ذلك المنزل من قبل والسحن ليس بذلك السوء بمخيلته لكن أن يتهم بشيء لم يفعله بسبب هاتف غبي قد كسره فهذا ما يثير جنونه

تنهد ليحدثهم بهدوء ربما يفهمونه : نعم كنت هناك لأنهم أرادو انضمامي وقد رفضت هذا ما حدث

لم يجد أي طريقة ليصدقوه بها وهو يحاول الكذب حتى يبعد اخاه من هنا

خرج الشرطي ليقفل الباب فبقيَّ اصيل يراقب منظرهم المرعب أمامه لدرجة أن أحدهم أخذ يضرب رأسه للحائط من صداع اصابه فلم يتعاطو المخدرات من امس فكيف سيتحملون ذلك وقد ادمنوها لوقت طويل

لو لم يأتي هشام والبقية يومها لكان اصيل بوضعهم تماما لكنه نجى من ذلك باعجوبة كانت اخاه

تجاهل اصيل الأمرهم ليقف قرب القضبان : على الأقل فليخبرنا أحد كم الساعة الآن؟

حل الليل خارجا دون أن يعرف فزدادت المعانات التي تحيط به دون أن يتأثر

على غفلة تم استدعاؤه مجددا فهل استفاقت روح الابوة عند والده فجأة كما أعتقد؟ لكنه تمنى فعلا لو لم يفعل فببساطة سيذكره بهذا الإنجاز طول حياته القادم، تلك الحياة التي لايريد أن يرى وجهه بها مجددا

ما إن فتح الباب حتى اقترب اصدقاؤه مترجين مساعدته لكن ربما كان سيفعل لو لم يلمسوا هشام ويخيفوه يومها

بطريقة ما اصيل قد اعابرهم أصدقاءه حقا وأصدقاءه قد جروه لطريق كانت ستكون نهايته ماينظر له الآن فتجاهل نداءهم ليكمل طريقه لمكتب مدير الشرطة

......... اصيل

دخلت ذلك المكتب لأجده جالس بهدوء كالعادة وفي اللحظة التي رأني بها وقف بلهفت يسأل عن حالي فلم اجد ما اجيب به

لمَ تساعد شخصا مثلي؟ هل أنا مثير للشفقة لهذه الدرجة؟ رغم كل تلك المشاكل التي حدثت لك بسببي تأتي لتساعدني!

ربما أتقبل كل شيء لكن هل سامحتني لما فعلته لضياء؟!

اتضح أن والده عسكر متقاعد ويعرف معظم من هنا فعن أي احترام نتحدث عنه في محضر

جلست بجانبه بصمت .. أنا لا أفهم .. لا أفهم حقا بأي طريقة قد صنعت؟ من أين أتيت؟ وأين تذهب؟

ضياء قطعا لا يطيقني لكن مجرد كلمة منك ستغير نظرته .. انتظرنا فحصي وطبعا لم تدخل تلك الأشياء جسمي فاخبرناهم كل شيء بالتفصيل

الشرطي: أي رسائل تتحدث عنها لم نجدها بهاتفه

لأعترف وحسب : لقد حدفتها

وما أمكنني قوله هو الاعتذار لكذبي لكنه وقف مبررا مكاني : لقد فعل ذلك لأجلنا بل لأجل أخيه فقط .. المهم أنه ليس منهم كان خطأ فقط

الغريب حقا أنه سأل عن حال البقية ليأخدنا الشرطي لرؤيتهم ونتعلم درسا جيدا

بهاء: هل سيموتون وأنتم تشاهدون؟ .. هذا ليس عادلا .. هل يملكون فرصةً ليخرجوا أو يتحسنوا؟

لقد أعطاهم فرصة من قبل ولم يستغلوها جيدا لم يكن يخدعهم وحسب

كاد الشرطي يلمس رأسه فابتعد معتذرا ليشد على ذراع والده .. يخاف ذلك حقا! فعتذر والده أيضا ليطلب من الشرطي أن يخبرنا ما سيحدث لهم

الشرطي : اعادة تاهيل .. سنحاول تغيير ادمانهم هذا سيكونون بخير حين تنتهي عقوبتهم

بهاء: مؤسف .. هل تعرف عائلاتهم بهذا؟

والد بهاء بضحكة : نعم .. عندما نعود للمنزل سأشرح لك كل شيء ما يهم الآن أن صديقك بريئ وسيخرج معنا

~صديق~ هو فقط ابتسم دون أن يجيب .. والده دفع كفالة خروجي أيضا .. ماذا ينتظر بعد كل هذا؟ بل كيف عرف؟ وهل تحسن حال ضياء حتى يكون بكل هذه الراحة؟

ركبنا سيارة والده بعد اصراره ليوصلني لكن مازلت لا أريد العودة ولا يمكنني أن أطلب أكثر دللتهم على طريق مع نصائح والده ولطفه من يصدق أنه عسكري

والد ضياء سابقا والآن هذا كأنهم يثبثون لي أني حقا هكذا بسببه لكن

~يمكنك دائما أن تختار ما يناسبك~

تلك الجملة أظنها غرسة بعقلي .. وصلنا للمنزل فطرق والده لتفتح مدبرة المنزل : اصيل كيف خرجت .. اقصد كيف حالك هل فعلوا لك شيئا؟

الجميع هنا يجيد التمثيل فأتى من يفسد الجو أكثر بعد أن سمع اسمي ويفتح الباب لاخرها : ااه كيف خرجت؟

فقطع سخرته لينتبه لوجودهم خارجا ويعدل من وقفته

اب بهاء: آسف على الازعاج يمكنني أن أشرح .. اصيل لم يفعل شيئا

لم يطلب منهما الدخول حتى .. حدثه عني وبرر ما حدث والآخر تظاهر بالرضا وكأنه حاول معاقبتي بذلك

بهاء: السجن للمجرمين المبيت بينهم خطير ولا يعد عقوبة واصيل ليس منهم

لأول مرة أكتم ضحكي فقد اعجبني قصفه ليزعجه لكنه افسدوه باعتذاره في النهاية

بعدما أنهوا حديثهم استدارا عودة لكن اوقفته : بهاء

التفت لي بدهشة لأحرج من كل ما فعلت : فقط .. أردت .. شكرا

ابتسم كما لم أره يفعل لشخص غير ضياء ليعود لذلك الكلام

بهاء: لا عليك .. أتمنى أن تزور ضياء غدا عندي ما أقوله لك

رفع يده مودعا : انتظرك

ابتسمت بداخلي رادا عليه ليضحك : مازلت غريبا

أكملا طريقهما لأعود لذلك الجو الخانق بعد دخولي لصالة المنزل وينقلب لوجهه الذي نعرفه

لا أعرف بأي طريقة سيبدأ شجاره هذه المرة

الأب بغضب : شخص كهذا .. يدين لي بخدمة بسببك .. كان مجرد جندي لا يساوي شيئا .. أيعجبك مافعلت؟

................

بالفعل والد بهاء كان مجرد جدي قد ترعرع بهذه المدينة ويعرف من فيها

لكن ما رد اصيل على هذا؟ وكيف لمشكلة والده أن تحل؟ .. ماهو القرار المناسب له بهذا الوضع؟ ....

*************
التعليق لكم ...

Continue Reading

You'll Also Like

12.1K 875 24
تدور الرواية و الحكاية ما بين فواصل الزمان هو مراهق في جسمه، كبير في عقله، هل سيجابه الايام و هل يستطيع تحقيق اهدافه ؟؟.. ام ان لقسوة الزمان رأي آخر...
1K 139 6
ذلك الفتى الّذي أحبّته الإثارة ولم يُحبّها، هل سيتوقّف عن خُموله؟ وهل ستُراعي قَارورة القدَر الصّغيرة رُوحه المُلتاعة؟ وهل سَيجد بُقعته على الخريطة ي...
61.3K 3.9K 45
تحكي عن شاب يدعى تشويا يبلغ ١٨سنة من عمرة ، تأتيه احلام عن فتى يقتل امام عينية وفي كل مرة يذكر هذا الفتى شيئاً قبل موته في الحلم مما يجعل صديقنا مشت...
41.1K 3.1K 17
فتى متبنى من قبل عائلة تسمى "ليكونو".. تحدث له الكثير من المشاكل.. فيقرر انهاء حياته بسبب ملله من هذه الحياة.. لكن تضهر فتاة تدعى "ميشيل" و تغير تفكي...