- حبيبتي بتتذكري ؟
-أتذكر شو؟
-"رجعت الشتوية.. ضل افتكر في.. ضل افتكر في.. رجعت الشتوية"
-وكيف فيني إنسها...
-كيف لي أن أنسى أول لقاء لنا؟ ... كان بأول الشتاء تحت المطر.. لم أنس نظرات الإستغراب اللى كانت تحيط بوجهك حينها..وفضولك المتطاير من عينيك وتحديقاتك التي كادت تحرقني بالرغم من هذه البرودة ..لم ألومك حينها ولم أعطي لعقلي التفكير إلا في شيء واحد وهو المطر وهذه الرائحة التي عادت إلى حواسي من جديد.. مرحبا بكم في نطاق سعادتي
كنت كالسجين الذي نال حريته أجري واقفز في برك الماء الصغيرة المتكونه من المطر كالطفل الصغير.. كنت أصيح بأعلى صوت "رچعت الشتوية"... بالطبع لم أكن وحدي ففضولك قادك نحوي كنت كالمتتبع حينها..
اتذكر عندما أمسكت بيدي حين كدت أقع واستيائي منك حينها اتذكر عرضك للمظلة ورفضي له...حينها قررت أن تستسلم..
أتذكر أيضا حينما كنت بالمقهى المطل ع الشارع اتناول قهوتي اليومية.. - هذه القهوة التي لطالما اشعرتني بالدفي وطمئنت قلبي وأزاحت شعور الوحدة منه- في ذلك الوقت كنت تجلس بالطاولة المجاورة والطبع تستمر بهذه التحديقات التي كادت تحرق جلدي.. قررت أن أتجاهلك حينها وأترك لنفسي فرصة الغرق في جمال هذه الغيوم وجمال رائحة الشتاء.. لطالما اشتقت إليك.. لأخرج من خيالي واجدك بجانبي.. _ها نحن من جديد_
-هل تحبين الشتاء لهذه الدرجة
-بالطبع
-لماذا
-يشعرني بالأمان.. يذكرني بأنه لطالما هناك أمل.. سيزول الجفاف وستمطر من جديد
هذا المطر يذكرني بكرم أمي وعطاها اللا متناهي كما يذكرني بساعات انتظاري وبنتائجها
انتظاري لأبي كي يعود.. عدم قدرته على العمل في مثل هذا الجو كانت كالجائزة بالنسبة لي كربح الياناصيب .. ورائحة الشتاء تذكرني برائحة قهوته كانت مليئة بالحب.. وبرودة الشتاء تذكرني ببرودة يديه.. كانت بارده ولكن بمجرد أن يمسك بيدي ويضمني إليه تصبح كأدفء فرن.. كأنه يقول لي أنا أستمد الدفء من هذه اليد الصغيرة.. الشتاء ليس مجرد طقس بارد سيءكما ينعته الكثير الشتاء عبارة عن ذكريات، القليل منها حزين ولكنه انتهي كانتهاءالمطر والكثير منها سعيد انتهى بارتواء القلوب حبا كارتواء الشجر مطرا
أسفة هل ازعجتك..
-ابدا.. هل تمانعين تناول القهوة معي مرة أخرى
-لا بأس..
-"بابا امتى بترچع الشتوية"
-"قوليلا امتى بترچع"
-"رح ترچع عن قريب.. لك تؤبرني حبية قلب اما أحلى من أحلى شتوية"