PART 7 ( 37 )
يجلسان تيوفيلا و كيلبر على المائدة ويتناولون الطعام ، تنظر تيوفيلا نحوه بأبتسامة قائلة : حسناً يا جاك ، ما نوع النساء الذي يثير اهتمامك ؟ .
ينظر كيلبر بصمت نتيجة لتلقيه سؤال غريب بالنسبة له ثم يقول : في الواقع لم افكر بهذا سابقاً ، كلا ، ليس الأمر اني لم افكر بل بالأصح لا افهم ما هو الأهتمام اساساً .
تيوفيلا ( بتعجب ) : لا تفهم ؟ ، هذه مزحة اليس كذلك .
كيلبر : كلا ليست كذلك ، لا ارى شيء مثير للأهتمام بالعلاقات التي تحدث بين الجنسين ، غالباً افهم من الكتب انهم يحبون الجوانب الجيدة التي ببعضهم و من خلال ذلك الأمر تصبح علاقتهم مميزة ويضحون لأجل بعضهم وما شابه
هل هناك جوانب جيدة للبشر اساساً ؟ ، النساء والرجال ، جميعهم قذرين بشكل مثير للأشمئزاز ومجموعة من الحمقى الذين يسيرون لأجل اشباع رغباتهم كما تفعل الماشية ، هذا العالم مقرف .
تضحك تيوفيلا ضحكة هادئة بصدق وتقول : انت تبدو لي كالطفل الذي ولد حديثاً في هذا العالم ولا يعرف شيء ؛ تقول كلماتها تلك ثم تضع يدها على رقبتها وتحرك رأسها قائلة بعد ان تنظر له بملامح منتشية : ااه ، هذا يثيرني اكثر من لو كنت اتعامل مع شخص آخر ، انت مختلف وهذا يجعلني افقد السيطرة على نفسي .
تقف وتمشي نحوه فينظران نحو بعضهما ، تضع يدها على رأسه وتحركها قائلة بينما عينيها تعكس الرغبة الشديدة التي اخذت تزداد : لا ابالي بنظرتك لموضوع ممارسة الجنس بين الرجال والنساء ولا ابالي ان كنت لا تنجذب للفتيات ، سأفعل ما اريده رغم ذلك وبتلك اللحظة اريد رؤية ردة فعلك ، فقط تخيل هذا يثير حماستي .
تنزل يدها لوجهه ثم تقترب منه وتقبله ، تبعد رأسها وتقول : هيا لنذهب للأعلى بحق الجحيم ، لننهي هذا الأمر ....
في صباح اليوم التالي فيوتيلا نائمة فوق السرير بينما غطاء الفراش هو الشيء الوحيد الذي يخفي جسدها ، بتلك الأثناء يرتدي كيلبر ملابسه ويخرج من المنزل ، يمشي لعدة امتار ثم يتوقف بجانب احدى حاويات الأوساخ ويتذكر تيوفيلا بينما تقبله بشراسة وتقوم بخلع ثيابه ، يمسك حافة الحاوية ويتقيء ثلاث مرات .
يخرج منديل من جيبه ويمسح فمه قائلاً : هذا مقرف ، هذا لا يحتمل ، لقد تلوث جسدي بسببها .
بينما يقول كلماته تلك تعتلي عينيه نظرات راغبة للقتل بشدة ويقول : ارغب بقطع حنجرتها القذرة ، لكن لا بأس ، كل هذا لأجل هدفي .
يكمل كيلبر طريقه حتى يصل احد المقاهي ، يستنشق رائحة القهوة المنبعثة ويقول بينما ينظر نحو المقهى : علي احتساء كوب من القهوة لأطهر فمي قليلاً ، ربما هذا سيعدل مزاجي .
يجلس على احد المقاعد بعدما يملي طلبه المعتاد لعامل المقهى ، في ذات الطاولة التي جلس عليها هناك فتاة تحمل صحيفة وتتصفحها ، يحضر العامل القهوة ويذهب ، يحتسي كيلبر رشفتين ويغلق عيناه بأنتعاش قائلاً بداخله : حقاً القهوة هي الشيء الذي يعطي قيمة لهذا العالم المتعفن .
تغلق الفتاة ( آي ) الصحيفة وتنظر نحو كيلبر قائلة : يبدو انك مستمتع ايها القاتل الشهير كيلبر ......
ينظر كيلبر نحوها بتعجب ليتبادلون النظرات بصمت لمدة تقارب الدقيقة ثم يقول كيلبر : انتِ الفتاة التي رأيتها مع ذلك الرجل امام منزلنا ، اليس كذلك ؟ .
آي : هذا صحيح ، انا هي ، لقد مر وقت كثير منذ ذاك اليوم وعلى ما يبدو انك تضيع وقتك بطريقتك الخاصة ، ايها القاتل KR .
كيلبر : كيف علمتِ بأمري ؟ .
تبتسم آي وتقول : لم اعلم ، كان مجرد احساس ، فقدنا اثرك وبعد وقت قريب ظهر القاتل KR ، يبدو الأمر غريب حينما تنظر له بدقة ، كما اني اعلم امور انت لا تعرفها عن نفسك لهذا قتلك للآخرين ليس بشيء صادم .
كيلبر ( بتسائل ) : ما الذي تقوليه ؟ ، وضحي اكثر .
والدك السيد ساكرفيس اخبرنا عن بعض الأشياء التي تخص شخصيتك وطفولتك ، لذلك نحن ملمين حولك إلى درجة لا تتوقعها .
كيلبر : اخبركم ! ، من انتم على اي حال ، هل انتم من انقذني في تلك الليلة بينما كنت على وشك الأحتراق ؟ .
آي : نحن منظمة ، نعمل ضد نظام الحكم الملكي كمعارضة ، والدك الطبيب كان من اهم الأعضاء واكثرهم فاعلية في المنظمة ، موته خسارة كبيرة لنا حقاً ، نعم نحن من انقذك وكان هذا وفق طلب من ابيك .
كيلبر : طلب ! ، وضحي هذا ، ماذا تقولين ؟ .
آي : حقيقة هو ليس طلب بمعنى دقيق ، بالأصح هو ساوم الرئيس مقابل معلومة مهمة تخص هذه المملكة ، قال بأنك لو نجوت ستخبرنا بالأمر لأنه قد اخبرك بشأن السر الذي يخفيه .
يحمل كيلبر كوب القهوة ويكمله ثم يضعه على الطاولة وينظر نحو آي قائلاً : لنفترض ان ابي قد طلب منكم انقاذي ، كيف ستضمنون افعال شارل الوغد الذي كان يتلاعب بنا داخل ذاك المكان ، لو لم يغادر لسبب معين لما احرق البناية وغادر ، كان ينوي على تعذيبي انا و كاميلا .
تتنهد آي وتقول : هل انت متأكد بأن ما حصل كان مجرد صدفة ؟ ، الا تذكر شيء غريب ! .
بالتزامن مع كلمات آي يسترجع كيلبر ذكرى معينة ...
« في ليلة تعذيب عائلة كيلبر »
يقترب شارل من كيلبر ويبدأ بفك وثاقه ، بهذه اللحظة يخرج صوت اشعار رسالة من هاتف احد اتباع شارل وينظر لها ثم يقول مقاطعاً : سيدي علينا الخروج من هنا بأسرع وقت ممكن ....
ما هذا الذي تتفوه به ايها الأحمق ؛ يرد شارل بغضب
ويجيب التابع : لقد وصلتك رسالة للتو من المحافظ ...
شارل : و ماذا قال فيها ، تعال الي لأرى الرسالة .
يمشي التابع الى عند شارل ويعطيه الهاتف فينظر
نص الرسالة
عليك الخروج من عندك بسرعة يا شارل
وصلني للتو خبر بأن الشرطة ستتوجه لمكانك
انهي امر من هناك واخفي كل الأدلة .
شارل بأنزعاج : تباً ماذا تفعل الشرطة هنا ، يجب
ان نخرج ونمسح اثرنا ، المشكلة هي اننا احدثنا
فوضى كبيرة في المكان وعلينا التنظيف بسرعة .
التابع الذي جلب الهاتف مقاطعاً : اذا سمحت سيدي
ارى ان افضل حل هو ان نحرق المكان بمن فيه ،
هكذا لن يبقى اي اثر لما حصل هنا وبشكل سريع ...
« عودة للحاضر »
تعتلي كيلبر ملامح الدهشة ويقول بجدية : إنه ذاك الذي اخبر شارل بشأن الرسالة ، كما انه هو صاحب فكرة حرق المكان .... !
تبتسم آي وتقول : انت محق تماماً ، ذاك الفتى الذي يعمل مع شارل هو احد اتباع منظمتنا وكان رهان انقاذك يعتمد على تدخله بالوقت المناسب ، الطبيب ساكرفيس توقع بأن المدعو شارل سيسعى لتعذيبكم وافترض بأنه سيبدأ بأختك الكبيرة سيا
حقيقة هو لم يفترض فقط ، اخبر تابع شارل الذي معنا ليقترح البداية بالآنسة سيا ، كان يهدف للمماطلة إلى حين الوقت المناسب .
كيلبر : وكيف افترض ان شارل سيخطر له فكرة مساومة ابي على سيا بشكل قذر !! ، من الممكن إنه سيختارني انا لأفعل هذا .
آي : كلا هذا غير ممكن ، اختيار شارل لذلك الأمر مفروغ منه لأن والده كان يفعل هذا بأستمرار مع ابنته ، شارل كان يشاهد ذلك حتى تحول إلى مرض نفسي ترسخ بداخله ، إضافة لذلك كان رجلنا الذي انقذك هو ايضاً من اقترح هذا في سبيل التذكير ، كل شيء جرى على اساس ما اخبرنا به والدك .
تعتلي الدهشة ملامح كيلبر الذي تأتي لمسامعه اشياء صادمة بشأن عائلته وما حصل بتلك الليلة ، تقف آي وتقول : هيا لنكمل كلامنا بينما نتجول قليلاً ...
•••••
يجلسان ليوناردو و هيلسنكي في احد المنازل وبتلك الأثناء يتكلم هيلسنكي بغضب كبير وصوت مرتفع بينما يستمع له ليوناردو بصمت ناظراً نحوه بهدوء .
هيلسنكي ( غاضباً بشدة ) : لا استوعب كيف انتهى الأمر بي هكذا ، مجموعة اطفال يقومون بالسخرية مني ومن امي ، هذا لا يغتفر ، سأقتلهم جميعاً .
يتنهد ليوناردو ويقول : اتفهم غضبك حقاً ، لكن عليك ان تتمالك نفسك ، لا يخرج اي شيء من الغضب الأعمى ، لا بأس بالغضب ، اغضب
لكن حينما توجه غضبك عليك ان توجهه نحو المكان الصحيح ، اغضب بشكل اكثر منطقية من هذا ، لقد وصلنا لهذه النقطة واسقطنا الجوكر ، لن نجعل اولاده يعرقلون طريقنا نحو القمة .
يقف هيلسنكي ويقول بغضب مستمر : لا اظن الأمر بتلك السهولة يا رفيقي ، المشكلة ليست خواكين او كارن ، لو الأمر عليهما لقتلا بعضهما اساساً
المشكلة بالطفل الحقير الذي اسمه بالدر ، انت لا تعرفه لكني اعرفه وسمعت عنه الكثير من كارن ، لديه ذكاء يفوق ذكاء والده حتى .
يضحك ليوناردو بتهكم ويقول : انت الآن بدأت بالهذيان يا رفيقي ، لا يمكن لأحد ان يكون اذكى من الجوكر الذي اخضع عالم تحت الطاولة تحت امرته .
يقترب هيلسنكي من ليوناردو ويقول : بالدر اذكى ، هل تذكر خطة الجوكر التي اسقط بها اقوى رجل في الجنوب ؟ ، فكرة الأيقاع به كانت فكرة بالدر .
ليوناردو ( بدهشة ) : م..ما الذي تقوله ، على حد علمي ان الجوكر ابعد بالدر وامه منذ فترة طويلة .
هيلسنكي : هذا صحيح لكن بالدر اتصل به بعدما فشل عدة مرات بأسقاط ذاك الرجل ، اقترح الفكرة مقابل مبلغ مالي كبير والوغد الجوكر وافق مباشرة لأنه يمتلك ثقة كبيرة بأبنه .
يظهر الأنزعاج على وجه ليوناردو الذي يقول بتوتر : ما الذي تحاول قوله ؟ ، هل تعني بأن ذاك الطفل قادر على الأيقاع بنا ! .
يجلس هيلسنكي بجانبه ويقول : لو كان بمفرده ربما لأصبح اقل خطورة ، لكن هذه المرة معه اخويه الحقيرين ، ان استخدمهم بعقله ذاك سيصبح اخطر من الجوكر حتى .
ليوناردو : ماذا سنفعل بتلك الحالة ؟ .
هيلسنكي : لدينا حل واحد وهو تهديد خاله الذي يعمل معه ، عائلة امه عبارة عن عصابة يديرون احد الأحياء ، معروفين على انهم قطاع طرق وسارقين وينفذون عمليات اغتيال ، بالدر يديرهم بأستخدام خاله ولكن يحبه رغم ذلك ، لأنه الأخ المقرب من امه .
ليوناردو : حسناً وكيف سيحصل هذا ؟ .
هيلسنكي : سآخذ مجموعة كبيرة من رجالي واقتحم الحي لآخذه ، لا يمكنهم ايقافي لأني وزير الخزنة بنهاية الأمر واسير مع الشرطة الملكية ، هم اخذو تصريح البقاء بذاك الحي داخل العاصمة بفضل الجوكر ورباعي الشركة القابضة ، بعدما مات يمكنني استخدام سلطتي بأسم القانون .
يبتسم ليوناردو ويقول : هذه فكرة رائعة ، انطلق فوراً وقم بتنفيذها ، علينا انهاء امرهم قبل ان يكون لديهم الوقت الكافي للتفكير حتى .
يقف هيلسنكي قائلاً : انت محق ، سأفعل ذلك وانت بدورك عد لمنزلك غرب المملكة ، تواجدك خطر للغاية حالياً .
ليوناردو : حسناً لك هذا .
•••••
يسيران كيلبر و آي بجانب بعضهما ويقول كيلبر : هل تمكنتم من انقاذ اختي كاميلا ؟ ، كانت بجانبي فاقدة الوعي ولم تصلها السنة النيران .
آي : لقد ماتت كذلك .
كيلبر : كيف لها ان تموت بينما اتى شخص لينقذنا ؟ .
تتوقف آي وتنظر نحوه قائلة : ذاك الشخص جاء بنية انقاذك انت وليس اختك يا كيلبر .
كيلبر ( متسائلاً ) : ما الذي يعنيه هذا ؟ .
آي : عليك ان تقابل الزعيم وهو من سيشرح لك كل شيء حصل بالتفصيل ، لست على علم بكل التفاصيل وحتى لو كنت اعلم فلن اخبرك ، مقدر لك ان تلتقي مع زعيم منظمتنا الذي كان برفقتي منذ 3 سنوات وتحاورتم بشكل غريب .
يكمل كيلبر السير قائلاً : لنذهب لرؤيته اذاً .
تسير آي خلفه وتقول بعدما تصبح بجانبه : لن يكون الأمر بهذه السهولة ايها السفاح KR ، هناك شيء عليك ان تخبرنا به اولاً ، انقذناك لأن والدك قد تعهد بأنه سيخبرك عن ما حصل بهذه المملكة مع الدليل الذي سيغير قدر هذه البلاد
لكن اولاً لأشرح لك الصيغة ، هناك 5 جبهات للمعارضة بهذه المملكة ، جميعهم جماعات يحاربون السلطة الحاكمة منذ 50 عاماً ، منظمتنا التي اعمل بها هي التي وحدتهم ليصبحوا متحدين تحت مسمى ( بذور السلام ) ، سلطة المملكة سمحوا لهم بأنشاء جريدة يقدمون فيها وجهة نظرهم وتنشر في العاصمة ، في كل عام نجتمع مرة واحدة في المقر وهناك زخم كبير في يوم الأجتماع ، حتى ان الشرطة الملكية ينتشرون بكل انحاء العاصمة للحفاظ على الأمن
المعارضة بمجموعها تمتلك 1000 عضو اذا ما اخذنا الجماعات الأربعة التي توحدت تحت منظمتنا ، بينما عدد التابعين لنا لا احد يعلم بشأنه على الأطلاق ، حتى انا لا اعرف الرقم لكن المؤكد هو اننا متواجدين بكل مكان ، الشرطة والجيش والحماة وبكل المراكز المدنية والتابعة للدولة ، بأستثناء الجنوب التي ليس لدينا عدد كبير من الأتباع فيها .
كيلبر : الذي فهمته هو ان علي الذهاب إلى الأجتماع وحضوره ؟ .
آي : تماماً ، سيتم الأعلان بصحيفتنا عن دعوتك لحضور الأجتماع ، هذا الخبر سيرعب الجميع وسيكون للمعارضة صوت قوي مرة اخرى بفضلك ، في آخر 5 سنوات لا احد يهتم لهذا اليوم ويسخرون منه في العاصمة .
كيلبر : هوه ، حسناً متى سيكون هذا الأجتماع ؟ .
آي : بعد اسبوع ، سأرسل لك الموقع بالطريقة التي تريدها ومرحب بك في مقرنا ، الآن ما هي اجابتك ؟ .
كيلبر : طالما الأمر يخص عائلتي لا مشكلة لدي ، سأذهب .
تبتسم آي قائلة : هذا رائع جداً ، سيسعد الزعيم بذلك .
رغم قبول الدعوة من كيلبر الا انه بتلك اللحظة ينظر نحو الفتاة ( آي ) بنظرات عدم ثقة ولا مبالاة ، ملامح وجهه تشير لأنه فهم شيء ما من كلامها ويخفي تحت موافقته نوايا اخرى .....
•••••
في احد غابات العاصمة يركضن هايدي و الأميرة الثانية سيريس بجانب بعضهن وتقول سيريس ( بأنفاس متقطعة ) : من الجميل رؤيتكِ مرة اخرى يا هايدي ، كنتِ فتاة مميزة للغاية وشاع اسمكِ بين حماة العاصمة ، حتى بعد خروجكِ منهم انتِ الآن مع اشهر قاتل في المملكة ، شيء رائع حقاً .
هايدي ( بأنفاس متقطعة ) : حسناً في الحقيقة لم اتوقع انه سيصبح قاتل شهير لهذه الدرجة ولم اظن انه سينجح بالقضاء على اشخاص مثل الجوكر ونائب المحافظ ، اردت في البداية ان اجد شيء ما افعله بعد موت كروك .
الأميرة الثانية سيريس ( بأنفاس متقطعة ) : اي نوع من الأشخاص هو KR ، ما رؤيتكِ له .
تتغير ملامح هايدي وتتوقف لتلتقط انفاسها ثم تمسح قطرات العرق التي على جبينها وتنظر نحو الأميرة التي توقفت بدورها وتجيب : ان اردت وصفه بكلمتين فلا اجد غير وصفه بـ ( وباء قاتل ) .
يعتلي التسائل ملامح الأميرة الثانية سيريس فتقول : وباء قاتل ؟ ، لما تصفيه بهكذا وصف ! .
هايدي : كلما وضع يده على شيء يدمره ، يقترب من باقي البشر بصمت ويدخل بينهم ثم يبدأ بقتلهم بكل هدوء وبسرعة وبلا اي رحمة ، عندما يقتل لا يكون الأمر مقتصراً على الذي يموت فقط ، بل يستمر الأمر ليطال اشخاص آخرين وتبدأ سلسلة قتل لا تنتهي ، الذين يعملون معه ايضاً ينتشر بينهم الوباء ، لديه القدرة على اقناع الآخرين وجعلهم يعملون معه ويؤمنون بكلماته بشكل غريب
اي انه ينتشر كما الوباء ويقتل ما حوله ، احاول عدم اظهار ذلك لكن انا شعرت بالخوف مرتين فقط في حياتي ، الأولى من ابي حينما كنت صغيرة والثانية حينما تعتليه تلك النظرات المجوفة الباردة المرعبة ، مهما حاولت توقع ما يفكر به انتهي بالفشل ، سكونه وعدم تكلمه ينشر الرعب بكل انحاء جسدي ، من جهة اخرى اشعر بالحماس واريد ان اقاتل معه بكل ما لدي من قوة .
تبتسم الأميرة الثانية سيريس وتقول : هوه ، هذا الكلام يجعلني اقع بحبه اكثر ههه ، ارجو ان تكون نهايتنا خير على يده ، يبدو إنه يقتل اي شخص بلا اي حدود ، لكنه بلا شك ذكي ويمكن الأعتماد عليه .
تعود هايدي للركض وتركض الأميرة معها فتقول هايدي : ما الذي اردتِ التحدث بشأنه ؟ .
الأميرة الثانية ( سيريس ) : انا و KR اتفقنا حول ايجاد اثر للرجل الذي يلتقي بأبي الملك ، افترضنا انه شخص يشارك ابي في العمل وله دور بالأطاحة بالملك السابق ( عمي ) ، بحسب ما قاله " الوباء القاتل " انه يشك بشخص معين سبق وان وجد اثر له وافترض تواجده بجماعة معينة ، قال لي ان هناك وشم على يده ، ركزت على ذلك الرجل وعلى يده ، كان هناك وشم ( SCARLET PALM )
هايدي ( مبتسمة ) : هذا يعني ان الأمر قد تقرر ، هناك جماعة بأسم ( الكف القرمزي ) ، يدعمون السلطة الحاكمة الحالية وهم من قتلوا والد المحقق هالمز وهم من صنعوا الممر الذي دخلنا من خلاله لحي الغراب الذي فيه المصنع ، المثير للدهشة ان الفتى الذي رأيتيه مع الملك متزوج من فتاة تعرف KR وساعدته بيوم ما ، الأمور تصبح مثيرة للغاية .
الأميرة الثانية سيريس : انتِ محقة ، اتحرق شوقاً لما سيأتي في الأيام القادمة ، اعلموني بما تقرروه لنتحرك مع بعضنا .
هايدي : بكل تأكيد .
•••••
في احد الأحياء بأطراف العاصمة يستقر مجموعة عوائل يعملون بالعصابات التي تتبع جميعها لعصابة المنجل ، زعيم هذه العصابة هو خال بالدر ابن الجوكر ، الحي كان محمي بفضل عقد بين الشركة القابضة وبين الجوكر ، بعد موته انتهى هذا العقد مما يعطي مبرر لوزير الخزنة هيلسنكي ليلقي القبض عليهم بأسم القانون الملكي .
تدخل قرابة 50 سيارة للشرطة الملكية بقيادة هيلسنكي ، ينظر جميع افراد العصابات والسكان بما فيهم الأطفال والنساء نحو الشرطة بتسائل بينما يتوجهون نحو منزل زعيم عصابة المنجل .
تتوقف 5 سيارات امام منزل الزعيم بينما ينتشر البقية في الحي ، يخرج وزير الخزنة مع الشرطة بينما يأتي الزعيم لأستقبالهم وخلفه 15 رجل مسلح .
زعيم عصابة المنجل ( مبتسماً ) : اهلاً اهلاً يا حضرة الوزير المحترم ، من الرائع رؤيتك في حينا المتواضع ، تفضل بماذا نساعدك ؟ .
هيلسنكي : يمكنك مساعدتي بدخولك السيارة وذهابك معنا ، انت رهن الأعتقال .
يحرك زعيم المنجل حاجبيه متعجباً بسخرية وينظر نحو معاونه قائلاً : هل فعلتم شيء سيء مع حضرة الوزير ايها الأوغاد ؟ .
المعاون : بالطبع لا ايها الزعيم ، نحن لا نقترب من رجال القانون مهما كان السبب .
ينظر زعيم المنجل مرة اخرى نحو هيلسنكي ويقول : كما ترى ، رجالي لم يقتربوا منكم ، لماذا اكون رهن الأعتقال ؟ .
هيلسنكي : اتفاقكم مع الحكومة انتهى بنهاية الجوكر ، لهذا لا حق لكم بالمكوث هنا كعصابات .
ينظر جستنيان احد اعضاء رباعي الشركة القابضة ويقول بينما يقف بالأعلى : عقد ماذا الذي انتهى يا حضرة الوزير ؟ ، لقد تم تجديد العقد مع بالدر الذي سيدير عمل الجوكر مع اخويه ، خذ رجالك وعد .
يبتسم زعيم عصابة المنجل بينما تعتلي الصدمة وجه هيلسنكي الذي يقول : ت..تجديد العقد ، ه..هذا غير ممكن .
يخرج بالدر من المنزل ويمشي نحو هيلسنكي قائلاً بأبتسامة : زوج اختي ؟ ، من الجميل رؤيتك هنا حقاً ، يا له من شرف عظيم .
يقترب من هيلسنكي ويهمس له قائلاً : هل كنت تظن بأني لم اتوقع خطوتك هذه ؟ ، عندما تتوجه سهام كيوبيد ابن ديانا نحو قلب الملك ، لا يمكن تلافيها بخطوة مثل تحريك الجنود ، كش مات ايها القذر ....
* كيلبر يقابل الفتاة التي قابلها بيوم الكارثة ويكشف الستار تدريجياً عن ما حصل ، بينما ينازع وزير الخزنة بآخر انفاسه *
• 2600 WORDS •