Tastes Like Victory

By darkangelwil

354K 13.5K 39.1K

- Jikook/ kookmin only translated for my hyung (Hyung.. you better enjoy reading this or!) **** "تعبث معي... More

Chapter: 1
Chapter1: part 2
Chapter:2
Chapter2:part 2
Chapter3: part2
Chapter:4
Chapter:5
Chapter:6
Chapter:7
Chapter:8
Chapter:9
Chapter:10
Chapter:11
Chapter:12- part1
Chapter:12 part2
Chapter:13 The End
رسالة المترجم

Chapter:3

20.2K 794 3.7K
By darkangelwil















كان يمتص شفتَه العُلوية ثم يعُود لتقبليها مُصدراً أصواتناً عاليه، يعود لشفتِيه السُفليه ويمتصها بقوة ويسحبها بين شفتِيه بلهفِة واضحة، إستمر ساعة كاملة بتقبِيل جيمين، يلتهم شفتِيه بالأصح، ولم يبُدوا علية التعب أبدًا من ذالك، ولا من وقُوفه، لم يختلف شىء بالوضعية سوى أن جونقكوك أنزل اقدام جيمين على الأرض ليُحاصرة بشكل أفضل، وليكُرس كُل طاقتة بتقبِيل شفتيِ جيمين القابع بين أحضانه والجِدار، كان يُترك جيمين للحظات لكي يلتقط الإثنان أنفاسهما ويعُود بشراهه لتلتحِم شفتيِهُما سويًا، شعر بالخَدر التام، وكأنه مخمور تمامًا، لم يستطع الإبتعاد رُغم محاولات جيمين للتحدث أثناء الُقبل.

"جونقـ..."

قُبلة لتُسكته.

"جونقكوك..كوك"

قُبلة أخرى.

"جونقكوك إسمعني" لهث جيمين بقُوه وهو يحاول الإبتعاد مُجددًا وجونقكوك يلحق بشفتِيه من غير وعي.

قُبلة.

ضحَك جيمين من محاولاته اليائسة مما جعل شفتيه تتوسع وأفسد على جونقكوك مُهمته الناجحه بالتقبِيل وعدم تفويت اي ثانية.

"لاتبتسم" تمتم جونقكوك أمام شفتِيه.

"لماذا؟" سأل جيمين وهو يعرف الجواب جيدًا، الفتى أمامه يبدوا وكأنه لايُريد تفويت أي دقيقة بِلا شفتيه، ليس وكأن جيمين يرفض ذالك، نبضاتَ قلبه لاتستطيع إنكار إعجابة بالأمر.


"لكي أستطيع تقبِيلك جيدًا، لاتبتسم" حدَق جونقكوك مباشرة في أعيُن جيمين للحظات، بدى وكأنه بعالم أخر تمامًا، أنفاسهما تصتدِم ببعضهِا، أنوفهما تتلامس، وشفتيِهما متُورمة جدًا.


"يجب علينا..أن..."بدأ جيمين بالتحدث بهدُوء وبعض الراحة لكن قاطعهُ جونقكوك حينما وضع يداه على خصِره ولفه على الجدار ليجعل ظهر جيمين يُقابله ودفعه ليقترب منه أكثر، وضع رأسه على رقبِته وشرع بمُهمتة التاليه، تقبِيل عُنقة.


"اااه...كوك..." لهث جيمين بأنين ومُفاجأه بنفس الوقت، لم يكن يتوقع أن هذا الأتي.


قَبلة جونقكوك صُعودًا من بداية رقبِتة إلى أُذنه، حاول جيمين التحدث ولكن أنيَنه خانه ليشعُر بالخجل من لهَفته الواضحة أيضًا، يريد ذالك واللعنة، لاُيرد الإبتعاد أبدًالكن .. لا..هنالك شىء أقوى من اللهفة الأن، يجُب عليهما التحدث عما حدث.


"كوك يجب علينا...." شعر جيمين بيد جونقكوك تلمس مكانًا حساساً للغاية، نزلت يده من خصِر جيمين لتُمسك مؤخرتة ويضغط عليها—.....





"اللعنة! سُحقًا!!!!!....لـ-لما فعلت ذالك" تأوه جونقكوك بألم وهُو يمسك بقضيبة التي تم ركلُه الأن بركِلة خلفية سريعة بقدم جيمين، لم تُكن قوية للغاية لتُفقدة ذكوريتة لكن كافيِه لتجعله يستعيد وعُيه الذي فقدة بسبب تقبِيل جيمين.

إلتفت جيمين لجونقكوك وهو يُشعر بقليل من الندم الذي أخفاه بنجاح.

"سأكون حقًا دمية خرقاء لو جعلتك تفعل ذالك بدون التحدث" تمتم جيمين وكأنه بدى يسترجع الأن جميع ماحدث قبل القُبلة، تلك القُبلة وعليه أن يعترف جعلته ينسى إسمة حتى، ساعة كامله مِن تقبيل جُونقكوك له جعلته يفقد عقلة تمامًا وبالإبتعاد قليلاً عن شفتِيه الأنشعر بأنه إستعاد ذاكرتِه.


صمت جونقكوك ووقف بإستقامة وهو يمسح بيديه على فخِذية، نظر إلى شفتِي جيمين للحظات وهو يلعق شفتِيه ولايستطيع التُوقف عن التحديق، لا يُصدق أنه واللعنة بقِي يُقبل هذا النعيم لمدة ساعة، تلك الشفتَان، كانت تُشبه لذة إنتصارة بعد النزالات، عندما يشُعر بأنه اسعد شخص على وجه الأرض.

"دعنا نذهب لمنازلنا، همم؟" نطق جونقكوك بصوتٍ خافت، لايعلم لما خرجت طبقة صوته هكذا بالأساس.

نظر إلية جيمين لعدة ثوانٍ، يشعر بالإرتباك بداخلة، شىء مثل الضباب والخَدر يُسيطر عليه، تلك القُبلة لم تجعل نبضات قلبه تهدأ- وبالطبع لم تجعله يغفر لما ماقاله جونقكوك، لكنه أيقن بأنهما إتخذى أول خطوة في هذا الطريق، الطريق الذي يُجبر جيمين الأن على التفكير بجدية بشأن مشاعرة، إنجذابة لجونقكوك، وإهتمامه بَه.

"سأوصلك جيمين" قالها جونقكوك وهو يتحرك ليلتقط مفاتيِحه وأشياءه من على الأريكة ويعيد أنظاره على جيمين.

تبادلاَ التحديقات بغرابة، جيمين يشعر بالخجل والتُوتر مما حدث، يشعر بأنهما يحتاجان لتوضيح الأشياء، على الأقل هو كان واضحاً بكل شىء من البداية لكن جونقكوك—.. كان مُتخبطًا بشأن تعامُلة، اسلوبه، جميع مايدور حوله ليس مفهوماً أبدًا، إنه أمر لايصدق قبل لحظات واللعنة كان يشتم جيمين ويحاول إهانته وخلِال ثوانٍ معدودة تبدل جونقكوك إلى شخص يُفضل تقبِيل جيمين على التنفس، كان ذالك واضحًا بشكل صادم من الطريقة التي كان يُقبله بها بنَهم وعندما يتوقف لإلتقاط أنفاسه بدى وكأنه نسي حاجتة للهواء ، كانت عيَناه متوسعة ويحمل على وجهة تعابِير عدم التصديق للأن، أما عن جونقكوك، فلقد بدى ضائعًا ودائخًا وكأنه لايعي أي شىء حتى الأن، جيمين ليس أفضل حالاً منه، لكنه على الأقل يعرف بأنهما يحتاجان لتوضيح هذا الموقف.


"حسنًا، لنذهب" قرر جيمين بأن لايتحدث بشأن اي شىء حتى يبدأ جونقكوك، جونقكوك بدى لجيمين كشخص يُفضل البدء بكل شىء اولاً بالمشاكل-بالشتائم ، بإطلاق الاحكام، وبالصدمات بما أنه بدأ بتقبيله، ألن يستطيع ان يبدأ بالحديث اذاً؟ هل سيكون ذالك صعبًا جدًا عليه؟




صعدا للسيارة سويًا، كان الجو خانقًا ومُحرجًا طوال الوقت، لم ينبِسا ببِنت شفه، ولا حرفًا واحدًا على الإطلاق، لم يكن هنالك سوى صوت أنفاسهما المُتوتره، قبل دقائق كانا بالصالة الرياضية، تبادلا القُبل لمدة ساعة كاملة، حاول جونقكوك فعل أكثر من ذالك حتى وبدى وكأن لو جيمين لم يُوقفة لتوضيح الأمور لأنتهى بهما لفعل الـ.....حسنًا يُفضل أن لايُفكر بذالك الأن، لكن إلهي..ذالك كان صادمًا للغاية، وكثيرًا بحق، وجعل قلب جيمين مضُطربًا للحد الذي لم تنتضم نبضَاته للأن.


عندما توقفت سيارة جونقكوك أمام مبنى شِقة جيمين، فَتح جيمين فمه لعدة مرات محاولاً النطق بشىء، أي شىء، لاُيريد ان ينزل ويذهب الأن بدون ان يُناقش الذي حدث، على الأقل ليسألة ما الذي حدث؟ لن يستطيع تجاهل الموقف حتى لو جونقكوك أراد ذالك، لكن قبل أن يستطيع تكويِن كلمةٍ واحدة، قبل ان ينطق بأي شىء، قاطع جونقكوك جميع أفكاره عندما نطق.


"وداعًا، جيمين" تحرك جونقكوك مُخترقًا مساحة جيمين في مقعده ليكتم جيمين أنفاسه من الحركة المُفاجأه، نظر بداخل أعين جيمين لعدة ثواني قبل أن يُدرك جيمين ما الذي أراد جونقكوك فعلة بالأساس، فتح مقبض باب السيارة.




تلك كانت علامة سيئة، علامة على أنه لاُيريد التحدث، ولا المحاولة حتىوالأسوء أنها علامة على طرده لخارج السيارة الأن.

أبتلع جيمين وشعر بشىء يتكون بوسط حِنجرته، اومأ بهدوء وهو ينزل من السيارة، ما الذي بوسِعة فعله حتى؟ أن يصرخ عليه لما لاتتفوه بشىءٍ بعد الذي حدث بيننا؟ لا..هو سيعطيه الوقت، كلاهُما يحتاجان الوقت لإستيعاب ماحدث، لأنهُ هو حتى بنفسة لازال يتخبط بحيرة بسبب كل المشاعر التي تفجرت، تحركت سيارة جونقكوك حتى أختفت عن الأنظار وجيمين لازال يُراقب المكان الفارغ، تركه جونقكوك أمام باب شقته مع جسد لازال يتألم من التمارينشفتَان لاتزال متُورمة، أثار قُبلات بدأت تتلون برقبتة، وجنتان مُتوردة بالكامل، ونبضات قلب لم تهدأ، لم تهدأ ابدًا، والكثير من الأسئلة التي ستسلُب النوم منه هذة الليلة.















***



جيمين لم يكُن متأكدًا ما الذي سيحدث بعد حادثة النادي بينه وبين جونقكوك ، تجاهل جونقكوك له كان واحدًا من الإحتمالات المؤلمة التي فكر بها، والتي حدثت بكل وُضوح، لكن إختفاء تايهيونق عنه لم يكن من ضمِن حتى أبعد الإحتمالات.

لم يتواجد تايهيونق حول مبنى الجامعة أبدًا، لا بكُلية الاداب والفنون ولا بالكافتيريا ولا بالمكتبة ولا بأي مكان بحث فيه جيمين عنه، تايهيونق الذي كان بالعادة أمام جيمين طوال الوقت أثناء صباحاتهم بالجامعة، الذي يشاهده جيمين يقضي وقت فراغه بالمكتبه لُيكمل واجاباتة، أو يتجول في مقهى الجامعة  ليُقوم بمحاولة جذب إنتباه الباريستا الوسيم وإيقاعة في شِباكه، أختفى فجأه من كُل مكان.

لم يسَع جيمين أن يُفكر بشكل إيجابي الأن، لقد شعر بأنه بسببه، وبأن الامر له علاقة بما حدث بينه وبين جونقكوك بالتدريبات، هل تاي غاضب لأن جونقكوك غاضب حتى بعد ذالك الموقف؟ ولكنه هو من قام بتقبيلة، لما سيغضب تاي حتى لو كان جونقكوك غاضبًا؟ أو ان جونقكوك صارح تاي بكونه يكره وجوده ولذالك تاي سيُحاول الأختفاء عن جيمين؟ ولما سيُقبل جونقكوك جيمين وهو يكره وجودة؟ هـ..هل كان جيمين فقط بالنسبة إليه نشوة عابره؟ هل يراه رخيصًا لأن جيمين إستجاب بشكل جيد أثناء القُبله؟ اللعنة التفكير بذالك كان مؤلمًا، شعر جيمين بالذنب على كاهلِه، شعر بأن الأثنان يتجنبانهربما يتقبل ذالك من جونقكوك لكن فكرة أن تايهيونق يفعل ذالك تجعل قلبه ينقبض بالألم.

لكنه لاُيريد فقط تصديق تلك الإحتمالات الناتجة عن فرط تفكيره والتوقف عن البحث عن تاي، بقي يبحث عنه يوميًا بجُهد على مدار الأسبوع بكُل مكان، يائس لأي نوع من التواصل، لو إتصال هاتفي أو اية رسالة من تايهيونق، هل سيقطعانه الإثنان هكذا فقط؟ هل بعد مامر بِه هو وتايهيونق بالآونه الأخيره؟ صحيح إنها كانت مدة قصيرة لكنها جعلت علاقتة مع تايهيونق أعمق.



لقد شعر بأنه مجرد شخص ملعون، وهذة اللعنة ستُلاحقة للأبد.

بعد ان أمضى اسبوعًا كاملاً بالبحث عن تاي، الأفكار بدأت تتخمر بذِهنه وتُعذبة، قرر بأنه سيتصرف أخيرًا، لم يُفكر بقراره ملياً وتصرف بعجلة، ركب الحافلة المُتوجهه للصالة الرياضية وعندما وصل إلى هناك أستوعب أنها فكرة سيئة على الأرجح، لو كان جونقكوك يتجنبه طوال الأسبوع وربما كان ذالك سبب إختفاء تايهيونق أيضًا. فهو بالطبع لن يُريد رؤيتة في صالتة الرياضية، بالرغم من أن جيمين ليس متأكدًا كيف سيحل هذه المسأله المُربكة ، لكنه يعرف تماماً بأن حل كُل مشكلة يبدأ بمواجهتها، وجيمين عليه أن يواجه جونقكوك.




لقد كان النادي فارغًا سوى من يونقي الواقف بجانب كيس المُلاكمة، الأشرطه مُلفته حول معصمِيه لتحميه وهو يلكم الكيس بكُل قوة كطريقة لإفراغ إحباطه، أخذ جيمين نظرة على المكان ليُلاحظ شخصًا قد رأه بالسابق، سوكجين..كان يهتف ليونقي ويُشجعة ليلكُم الكيس بشكلٍ أقوى.


وقف جيمين بجانب الباب وهو يسحب أكمام قميصة بتوتر واضح، لم يجد مايبحث عنه، لا تايهيونق ولا جونقكوك. لاحظ يونقي وجود جيمين بالصالة ليتوقف عن التدريب ويمسح العرق على جبينه بيدهِ المُتورمة، جَعد حاجبيه وضيق عيناه تجاه جيمين.


"ما الذي تفعُله هنا؟" قال بنبرة قاسية وشعر جيمين بأن وجوده غير مُرحب به بتاتًا، لسبب ما شعر بأن يونقي غاضب منه ايضًا والإله وحده يعلم ما سبب هذة التعابير على وجهة من رؤية جيمين، شَك جيمين بكونه ملعون فعلاً.



رمش جيمين عِدة مرات بتوتر وهو يسحب أكمام قميصه وينظر مابين قدميه ولازال واقفًا بجانب الباب.

"أنا أبحث عن جونقكوك أو تايهيونق"

سوكجين كان يشرب علبة من المُشروب الغازي وعندما لاحظ بأن يونقي لم يقم بالرد على جيمين فعل هُو. "إنهما ليسا هُنا بالوقت الراهن"


تنفس جيمين عميقًا، لقد خمن هذا الجواب بالفعل.
"هل تعرف أين هُما؟"


"لا أعتقد أن هذا من شأنك يافتى" صدر صوت يونقي بشكلٍ لاذع وهو يُضيق عيناه بإتجاه جيمين مجددًا، يراقبه تعابيره بعِنايه.




نظر سوكجين ليونقي بطريقة تحذيريه، وكأنه يُخبره بأنه يجب أن يكون مراعيٍ أكثر، إلتفت لجيمين بإبتسامة لطيفه وهو يلوح بيده كعلامة لتجاهل ماقاله يونقي.



"إنهما فقط ليسا متواجدان بالأرجاء حاليًا، هل هنالك رسالة تريدني أن اوصلها او شىء ما؟"



تنهد جيمين وشعر بأن قلبه سقط في معدتِه ليسبب له شعورًا أشبه بالقلق والغثيان والخوف بآنٍ واحد، الأثنان لم يقوما بتجاهله وحسب بل إختفيا تمامًا عن وجه الأرض، بدون تفسير أو اي رسالة ليطمئن جيمين، كره بأنه تعلق بتايهيونق لهذا الحد، والأسوء بأنه أعتاد على وجود جونقكوك بالأرجاء، وهو لم يُخطط لأن يجعل جونقكوك بأي جزء بحياته، لما يفتقده إلى هذا الحد؟


كما أنه كَرِه كون يونقي الأن يُعاملة كغريب تماماً، الم يكنُ لطيفًا معة عندما قام بتدريبه وطلب أيضًا منه مناداته هيونق؟ ما السبب الذي يجعله يتصرف بهذا الشكل لجيمين الأن؟ ذالك كان فقط مُحير للغاية.


"لا، لا بأس شكرًا لك على أي حال" رد جيمين بإحباط وشىء من الكئابة تسلل إليه.



اومأ سوكجين بصمت، لايُمكنة المساعده أكثر من ذالك.

"أنا اسف لمقاطعة تدريباتكما أو اياً يكن ماتقومان بِه، عذرًا على الأزعاج، إلى اللقاء" تمتم بهذة الكلمات مُودعًا الأثنين بطريقة مُهذبة من غير ان يرفع عيناه من على الأرض، خطى خارج الصالة الرياضيه وهو يشعر بالثِقل يزداد على قلبة.














***






الإحباط شعُور مقيت.



شعر جيمين بالإنزعاج، وكأن هنالك حشرات تمشي على جسدة طوال الوقت، لم يستطع إيجاد أي تفسير مناسب لما يشعر به الأن، الحُرقة في حنجرته، الغثيان في معدته، والأسوء الألم في قلبة، كل ذالك كان سيئًا ومُزعجًا كاللعنة وشعر بالإحباط من نفسه لأنه يُعاني مع مشاعره بهذا الشكل الأن، شعر بأنه تافه..تافه جدًا لظنِه بأنه أصبح شيئًا ما بالنسبة لجونقكوك. ما الذي كان يعتقده؟ لقد كان واضحًا من البداية أن جونقكوك يمقُته، كيف صدق لبعض الوقت الوقت بأن جونقكوك سيعتبره شيئًا ما؟ لكن الفتى قام بتقبيله، لقد لكَمة جيمين بقسوة على فكِه وقام بتقبيله، لساعة كاملة، وبعدها كان سيقوم بالمزيد، هلهل كان كل ذالك لأن جيمين رفض المزيد؟ أو ربما يشعر بالإحتقار تجاهه لأن جيمين بادله التقبيل بعد أن قام جونقكوك بشتمِه بشكلٍ واضح والتقليل من شأنه؟ اللعنة أن رأسه يحترق، تلك الأفكار تُعذبة، الندم الذي يشعر به الأن جعل كل شيئًا صعبًا، لايستطيع التركيز بأي شىء.




الشعور طاغي لدرجة أنه لايستطيع سوى التفكير بجونقكوك وجونقكوك واللعنة جونقكوك، كيف حمله ضد الحائط بقوة ولهفة، كيف قَبله بشغِف تام وكأنها نهاية العالم، وعندما أوصلة للبيت بصمتٍ تام، لم يتوقع أن تلك المشاعر الرائعة في ذالك اليوم، سوف تُعذبة الأن بقسوة.


أنه يحاول تحضير العشاء الأن، ولكن يبدوا بأنه فاشل بكل ذالك لأن الفوضى تعم الأرجاء، وبدلاً من أن يُركز بتحضير العشاء كان عقلة يتخبط في أماكن عديده، أنه لايقُوم ابدًا بالطهو بالعاده نظرًا لأنه يقضي يومه كله بالخارج بالجامعة ولعمِله، وبما أنه يقوم بالطهي الأن ذالك فقط جعله يتأكد بأنه يجب أن يبقى بعيدًا قدر المستطاع عن المطبخستكون هذة المُحاولة الأولى والأخيرة.




شعر بأنه متضايق من كل شى، بشدة، بشكٍل غير مُحتمل، لم يُتقن طهي العشاء وجونقكوك اللعين لايزال يُدور حول رأسة ليشعره بأن كل شىء ينهار، وبالفعل إنهار وقرر عدم التحمُل عندما أمسك بالمقلاة ورماها بعُنف نحو الجدار، صرخ بهيجان وقوة وهو يركل الخزانه المفتوحه بالقُرب منه.




   فُتح باب المطبخ بسرعة من قِبل شُركاءة بالسكنهوسوك ممسك بمقبض الباب وعيناه مُتوسعة وفمه مفتوح بصدمة تجاه المنظر أمامه، يراقب المكان الذي كان بفوضى عارمة، الخضروات مُتناثره بكُل مكان وبعض الأشياء كانت محترقه لم يستطع هوسوك تحديد ماهية حقًا لأنها كانت سوداء تمامًا، والمِقلاه التي أنفصلت عن عُروتها وأنكسرت بجانب الجدار، نامجون بجانبه كان يرمش عدة مرات، وكلاهُما كانا بحالة صدمة.



"هل أنت بخير جيميناه؟" تحدث هوسوك أخيرًا وهو يتقدم بعبوس.


"أنا بخير" تحدث جيمين بنبرة غاضبة وهو يتجه نحو المقلاه ويرفعها عن الأرض.

"سأدفع ثمنها"

"ذالك لن يكون ضرورياً جيميني.."


"لما لاتدعني واللعنة أدفع حق أي شىء؟ لأنني فقيرٌ ملعون مثيرٌ للشفقة؟" صرخ جيمين بغضب.



تقدم نامجون حتى وقف أمام جيمين مُباشرة لينظر بعيناه بجدية.

"أنت مُحبط؟ حسنًا، غاضب لأي سبب لانعرفه؟ لا بأس جيمين، لكن لاتُخرج غضبك ومشاعرك السيئة على هوسوك، انت تعرف أن ذالك بالفعل خاطئ، نحن أصدقاؤك وسنكون هنا بجانبك دائمًا، مهما كان السبب لن نحُكم عليك، أو نُعاتبك ونلومك، لكن لاتُخرج مشاعرك بطريقة سيئة"



لم يكن هنالك سوى القلق والإهتمام بنبرة نامجون، ربما قليلاً من الصرامة وهو يُنبهه بأن ماقالة جيمين للتو خاطئًا، لكنه جعل جيمين يُدرك فعلاً بأنه غرق في هُمومة ناسيًا أن لديه صديقين هُنا جديران بالثقة، ويهتمان له دائمًا، هذا الإستيعاب جعله أخيرًا يُفلت جدران صمُوده ويُجهش بالبكاء، أنزل رأسه بين يداه وهو يشهق بصوت مفاجئ.



"هي...هيجيميني لا بأس تعال إلى هُنا"تقدم هوسوك وهُو يشده من كتفاه ليجعل رأس جيمين على صدرة لُيكمل بكاءه هناك.


"لندع نامجون ينظف ذالك ونذهب للأريكة حسنًا؟" تحدث هوسوك بصوتٍ رقيق وهو يرفع وجه جيمين من صدره، اومأ جيمين بضعف ووجهه مُبلل ومُحمر تمامًا من البكاء، عيناه لم تتوقف للحظة واحده عن ذرف الدمُوع، سمح جيمين لهوسوك بأن يقودهم للأريكة وعندما جلسا مُتقابلان عليها رفع جيمين ساقاه ضد صدره يحتضنهما ويضع رأسه على رُكبتيه، نظر إلى هوسوك شاعراً بالذنب والندم.


"انا أسف هيونق"تحدث بصوتٍ ضعيف وهو يشعر بالعار لكونه صرخ على أكثر شخص يهتم له.


لوح هوسوك بيده بالهواء كعلامة على عدم أهمية ذالك وهو يبتسم إبتسامة واسعة ودافئة.

"أنا بالفعل متعود على تصرفاتك الخرقاء، أنت مجنون وانا مسكين بالفعل لكوني صديقك" ضحك جيمين على ذالك بشِدة، كانت طريقة هوسوك لتخفيف الأمور دائمًا خلال أسلوبه الفُكاهي اللطيف.


"لكن صغيري..أنت تعرف بأني مرعوب بالفعل مما يجري معك صحيح؟ أنا الاحظ ذالك، وبالأونه الأخيره أنت لم تتحدث إلي بالكثير، لكني لن أضغط عليك ابدًا وأجبرك على التحدث، انا قلق فقط جدًا كعادتي، تعرف ذالك صحيح؟"

"أعلم هيونق"

"بالفترة الأخيره كنت مُنهمكاً جدًا بالعمل ومشغول حول اصدقاء جُدد، أنا سعيد لذالك حقًا لكني لا أستطيع ان اتوقف عن الشعور بالقلق"

"أنا بخير"

رفع هوسوك حاجبًا "لقد كسرت للتُو مقلاة جيمين، ذالك ليس فعلاً يثبت كلامك، هل هنالك شيئًا ما بالعمل؟"

ضحك جيمين بسِخرية مؤلمة تحت أنفاسه. "هنالك شيئًا ما دائمًا بالعمل" تِلك العبارة التي قالها للتو جعلت الكثير من الأفكار المؤلمة والمُظلمة تتكون فوق ذاكِرته، لكنه قرر التحدث بعد ذالك..

"إنه ليس...ليس كما تعتقد لكنه—...إنهُ شخص ما" تحدث بلعثَمة وهو يعبث بأصابعة ويُسلط تركيزه عليها.



وسع هوسوك عينيه بتفاجئ. "مشاكل مع فتى ما؟"

"نوعاً ما..." همس جيمين بصوتٍ مُرتخي.

"من هو اللعين المحظُوظ الذي سرق إنتباه صغيري؟" إبتسم هوسوك بدفء بعد ذالك.

ضحك جيمين بسخرية. "أراهن بأنه يشعر بنفسه ملعوناً لا محظوظًا هيونق، لقد..لقد تبادلنا القُبل وأختفى بعد ذالك"

"إختفى؟ كيف؟"


"لا أعلم ذالك مايجعلني أفقد صوابي، لقد إختفى تمامًا من كُل مكان ولو كنت أعرف...لو كنت أعرف أن هذا ماسيحصُل لما جعلت أي شىء ملعون يحدث بيننا أقسم لك، الندم يلتهِمُني الأن"

ابتسم هوسوك وهو يمد يديه ليُمسك بيد جيمين بينهما ويضغط عليها بنِيه ان يمرر له بعض الطمأنينه. "ثِق بي أنه لايستحِقُك، ولم يستحقك قط بما أن هذه ردة فعله "

نامجون خطى خلال هذه الأثناء بغرفة المعيشة مع طبق من النودلز بين يداه، جلس بجانب الأريكة على الأرض وحَرك النودلز قليلاً بعيِدان طعامه.

"من هو الذي لايستحق من؟" حاول نامجون اللحاق بالموضوع بما أن هذا الشىء الوحيد الذي إستطاع سماعه، تقدم هوسوك لنامجون ليُطعمة من النودلز خاصته.


"فتى ملعون يواعد جيمين لقد إختـ...."

"هيونق!!!! أنا لا أواعدُه!" صرخ جيمين بتفاجئ وشعر بنبضات قلبة تزداد من حديث هوسوك، مواعدة؟ إلهي ذالك يبدوا بعيدًا عنه تمامًا هو وجونقكوك، من الجيد أن جونقكوك لم يقتُله لحد الأن.

"انا لست أواعده حسنًا؟ لقد كان يُدربني أساسيات الدفاع عن النفس، وبشكل مُعقد قاد بنا الأمر لتبادل القُبلات لكنه...إختفى بعد ذالك ولم يحدثني أبدًا من حينها" شرح لنامجون.



"الرجال قمامة" تمتم نامجون وهو يأكل من طبقه.

"هيونق نحن أيضًا رجال؟" ضيق جيمين عيناه بإستغراب من هذة الجُمله.

"جوني محق جيميناه! الرجال قمامة لكننا نحن فقط الثلاثه ملائكة" ضحك جيمين بخِفه على تبرير هوسوك.


تنهد نامجون بحُزن وهو يفكر بشأن جيمين. "هوسوك محق تمامًا جيمين، أنا اسف حقًا لأنك صادفت هذا الرجل بحياتك، لكن فكر بالأمر بمنطقية..هل فعلاً يستحق حزنك وتفكيرك بعد أن قام بمعاملتك هكذا؟"


صمت جيمين وهو يُفكر بسؤال نامجون، يشعر بأنه عاجز عن الإجابة، لقد شعر بشكل جيد عندما قبُلة جونقكوك، عندما عامل جيمين بذالك الشكل أثناء القُبلة وكأنه أجمل شخص على وجة الكرة الأرضية، عندما فَضل تقبيله على التنُفس بشكل صحيح، لايزال يتذكر أنفاس جونقكوك وهي تضرب بوجهه بشِدة في كل مره كان يبتعد قليلاً للتنفس ويُعود بقوة ليلتهم شفتَاه، وبكُل مره حاول جيمين السيطرة على القُبلة ولكن هيمَنه جونقكوك منعته من ذالك، لقد شعر بنفسة صغيرًا جدًا بجانب الفتى، بالرغم من أنه يكُبره بسنتان، لأول مره شعر جيمين بنعِيم القُبل حقًا بسبب جونقكوك.



"أنا لا أعرف.." تمتم بعبُوس وهو ينظر لأصابعة.


اومأ هوسوك بتفهم. "بالطبع لاتعلم، لا بأس أن تشعُر بالحيره حاليًا، لكنك يجب أن تتعلم هذا الدرس، لو كان يهتم بك حقًا لن يترُكك معلقًا"


هوسوك ونامجون حقًا لايفهمان الأمر لأنهما ليسا على إطلاع بأي جزء من شخصية جونقكوك، على الأقل جيمين بدأ يفهم جزءًا ما حوله وأدركه جيدًا الأن، جونقكوك يمتلك مظهر خارجي صلب وربما أسلوبًا لاذعًا وقاسي بالتعامل ولكن في مكان ما بداخله شعر جيمين بأن هُنالك رقة مدفونه، من المُستحيل أن يكون جونقكوك شخصًا قاسِ القلب وهو يُعامل تايهيونق بتلك الطريقة الساحِره، لقد رأه جيمين..لقد رأى عيناه عندما تشُع بالحب والدفء حول تايهيونق، وأراد لو أن يكشف جونقكوك مزيداً من هذا الجزء المدفُون بداخله..هو يهتم حقًا بالأشخاص الذين بدائرة حياته ويُقدرهم جدًا، جيمين ليس منهم بالطبع لكنه أدرك أن ذالك حقيقي، أن جونقكوك شخصًا جيدًا بأعماقةلكن ليس لجيمين حتى الأن.


جونقكوك شخص يمتلك الكثير من الطبقات الخارجية التي تُخفي ما بداخلة، رجل معقد لأبعد حد، هوسوك ونامجون لم يعرِفا ذالك عنه، وبصدق جيمين لازال يتخبط بهذا الأمر ولم يستطع فِهمة جيدًا إلى الان.

جيمين قرر إنهاء المُحادثة عند هذا الحد عندما بدأ بالتثاؤب وتمديد أطراف جسده.

"دعونا من ذالك يارفاق، ما رأيُكما أن نشاهد فلمًا سوياً؟ لقد مضى وقت طويل منذ فعلناها"

اومأ هوسوك مُبتسمًا بوِسع و رفع ذراعه ليضعها على رأس جيمين ويسحبه أقرب إليه، لقد تجاهل إكمال هذا الحديث وكذالك نامجون، جيمين يعرف جيدًا بما أن صديقاه على عِلم بما يُثقل قلبه الأن لن تكون هذه أخر مُحادثة عن علاقته مع جونقكوك، لكن للوقت الحالي..قررو تجاهل الأمر والإستمتاع قليلاً برفِقة بعضهم.














**


لديه كومة من الورق المُتكدس ليقرأه ويُحلله ليكتب المقال ، بقدر مايرغب فقط بالذهاب للجامعة للإنغماس بالفن والرسم فقط فإنه كان من المُستحيل أن يقوم فقط بأخذ الصفوف التي تُثير إهتمامة، إنها عبء على جيمين، لايمتلك أية شغف أو دافع يجعله يضع كل إهتمامة بالمقالات لكن وُجب عليه وضع كل جُهده بها ليتمكن من التخرج.

قرر جيمين التوجه إلى مكتبة الجامعة، إنها ليست مكان يذهب اليه جيمين بالعادة لأنه يفضل البقاء في غرفة نومه عندما يتعلق الأمر بالدراسه، يُنجز جميع واجاباته ومشاريعة المدرسيه هناك براحة، مكتبة الجامعة عادة ماتكون مصدر للإزعاج حيث يعمل الجميع أو يدرسون في مجموعات ويكونون صاخببن،  وذالك يزعج جيمين بكُل سهولة.

لكنه جديًا يخشى من إنتباه هوسوك العالي، بحيث أنه كسر مقلاة بالليلة الماضية مما جعل هوسوك يحوم حوله طوال الوقت ليتأكد بأنه بخير حقًا، لايريد أن يظهر إنفعال سخيف أخر بسبب ضغط واجاباته الجامعيه.


وجد طاولة فارغة وجلس عليها، أفرغ المجلد الذي يحتوي على المقالات الذي عليه أن يُحللها، وضع سماعات رأسه وأمسك بقلمِه ليشرع بالعمل.


مرت خمسة عشر دقيقة تقريبًا قبل ان يرفع جيمين عيناه مع على الورق ليرتاح قليلاً، كان يقرأ بين السطور بشكل مكثف للدرجة الذي تشوشت رؤيتة في نُقطة ما، اغلق عينيه ومدد ذراعية قليلاً، يشعر بالإرهاق..بدأت قِله نومه تُؤثر عليه، العمل للياليٍ متأخره بالنادي والإستيقاظ بعدها بالصباح مباشرة للذهاب للجامعه ستقضِي عليه قريبًا.


قام جيمين بمسح أرجاء المكتبة حوله بناظريه قبل أن تقع عيناه على شكلٍ مألوف، ضيق عيناه تجاه هذه الهيئه ليتأكـ.......تايهيونق


إنه تايهيونق، كان مُنعكف على جهازة المحمول وينظر بإرتباك للكتاب بجانبه ويُعود بناظرية للحاسب المحمول قبل أن يتنهد ثم يقوم بكتابة بعض الأشياء على الورق، شعر جيمين بالغضب يشتعِل بداخله، قفز مُسرعًا من مقعده متجهًا إلى تايهيونق.





"إين كنت بحق الجحيم؟" نطق جيمين بغضب مُطالبًا بالأجابه



قفز تايهيونق بتفاجئ من مقعده، ذُهِل من وجود جيمين المفاجئ بحيث رفع عيناه عاليًا بفمٍ مفتوح وأعين مُتوسعة ، بقيِ فمه مفتوح لعدة ثوانٍ بصدمة وهو يُحاول تكوين جملة صحيحه.


"آه جيميناه"

"نعم جيمين، الا زلِت تتذكُرني؟"

رفع تايهيونق حواجبة وأطلق ضِحكة لطيفه لتتدفق من شفتِيه وهو يُغلق حاسبه المحمول. "لما أنت غاضب حبيبي؟"

"لأنك مفقُود منذُ أسبوع! اسبوع كامل كيم تايهيونق!" كان جيمين مشُدوداً على أعصابة، كيف يتصرف تايهيونق ببرودة بعد الإختفاء الغير مُبرر لمدة أسبوع؟ ما اللعنة التي كانت تحدُث له؟




"إشتقت إلي كثيرًا همم؟" غمز تايهيونق مع إبتسامة واسعِة جانبيه وهو يقوم بسحب الكرسي بجانبه يحُث جيمين على الجلوس. "إجلس جيميني، أنت درامي للغاية"

عبِس جيمين وهو يُدحرج عيناه ليجلس بجانبه.
"أنا لستُ دراميًا...إنهُ فقط...الأمر غريب، لقد كنت قلقًا حسنًا؟ للغاية تاي، بحثت عنك بكل مكان لم أستطع إيجادك بالجامعة بأكملها وعندما ذهبت للصالة الرياضيه يونقي ببساطة رفض أن يُخبرني عن مكانك"


عبس تايهيونق بإستغراب. "يونقي فعل ذالك؟"

"نعم، وذالك لم يزدنِي الا قلقًا"


"جيمين" ضحك تايهيونق بإشراقة وهو يصِل إلى اكتاف صديقه ويضغط عليها بخِفه. "أنا اسف لقد ذهبت انا وجونقكوك إلى داييقو لزيارة أختي، لقد كانت رحلة مفاجئه أقسم لك، لم نُخطط لذالك ولم يكن لدي الوقت الكافي لإخبارك." برر تايهيونق بأعُين متوسعة مثل الجرو، لن يجرؤ جيمين على لُومة ابدًا بهذه التعابير.

"اوه..لقد كان يجدر بك إخباري على الاقل، لقد سيطرت علي الأفكار السيئة ولم أستطع الشعُور سوى بالقلق"

إبتسم تايهيونق بدفء "أنا اسف مجددًا"

"لا بأس المهم أنك بخير الأن"

"إلهي لما أنت لطيف للغاية؟" إنتحب تايهيونق بُمبالغة وهو يكوم يديه على وجنتِي جيمين ، ضحك جيمين على ذالك.

إلتقط تايهيونق حقيبتة من الأرض وفتح علبة شوكلاته ليعرض على جيمين إختيار قطعةٍ منها ، رفض جيمين بأدب بينما ألتقط تايهيونق قطعة ليأكلها.

"لقد كان يجب علي إخبارك، كان يجب علي إدراك بأنك ستبحث عني حول الحرم الجامعي بأكملة، لقد عُدنا من الرحلة حرفيًا قبل ساعات وحضرت للجامعة الأن لأن لدي بعض المُحاضرات"


جيمين إبتسم. "كيف كانت الرحله؟"


"لقد كانت جميله" تمتم تايهيونق بهدوء ثُم أكمل.

"لطالما كان الأمر.. صعبًا بالنسبة لي، أقصد بالوضع العائلي الذي عِشته..لقد كنت الشقيق الأكبر والجميع إعتمد علي بالمصاريف وجميع المسؤلية لأن والدي كان يُعاني من مرضٍ عقلي، أنا وأختي كنا مقربان من بعضِنا، لذالك دائمًا ما احاول زيارتها قدر الإمكان"

همهم جيمين بإنصات وهو متفاجئ قليلاً من كون تايهيونق أنفتح معه ويُخبره بشأن تفاصيلٍ عميقه بحياته ، لطالما شعر بأن تايهيونق شخص مُنفتح بالحديث بسهولة عن أي شىء معه، لكن لم يتوقع أن يُخبره بهذا والأن..بغض النظر عن المشاكل التي أخبره للتو بِها تايهيونق، لطالما بدى مُشعًا وكأنه يمتلك أجنحة سريِه تجعله يطير بعيدًا عن كل أمر سىء بحياته، بالرغم من الصعوبات التي تُواجههلقد كان يحاول دائمًا أن يكون إيجابيًا قدر الأمكان، ولقد أُعجب جيمين بهذا، وجد نفسه يتمنى أن يُصبح شخصًا مثل تايهيونق.



"هذا لطيف تاي، كيف حالها؟" إبتسم جيمين بصدِق نحو تاي.


"إنها بخير! لقد كان لديها معرض للأزياء تقوم بالتحضير له وأرادت أن تُريني أخر تصاميمها لأعطيها رأيي حولها"


"ذالك مُبهر، أتمنى لها النجاح بذالك" توقف جيمين بسرحان قليلاً ثم أكمل مايُدور بذهنه.

"كيف...كيف حال جونقكوك؟"

تايهيونق رفع رأسه عاليًا على ذالك، مع تنهيِده تسربت منه، دليلاً على أنه ليس مُتأكدًا من جوابه.

"إنه بخير"

"هو لاُيريد رؤيتي..صحيح؟" تحدث جيمين بخفُوت وتردد.





صمت تايهيونق قليلاً وكأنه يُفكر بكلماته قبل نُطقها، وبعد دقائق طويلة..طويلة، إكتفى بهز كتفيِه وإبراز شفتيه قليلاً علامة على عدم عِلمه حقيقتًا بما يجري.



"لا أعلم ماحدث لكني أعلم برغبته بإبقاء مساحة بينكما" نطق وتنهد بحسرِة بعد ذالك.

"لا اريد ان اسأله رغم ذالك ، أنا اعرف كوك جيدًا..لو اراد التحدث إلي سيُخبرني بنفسه بدون ان أستفسر، لكني أعلم بأنه عنيد كفايه ليلتزم الصمت عما حدث ولايتفُوه بأي شىء"




الكلمات دقت بقلب جيمين، نظر إلى الأرضية وهو يعبث قدميه فوق بعضِهما.

"لم أقصد جعل الأمر مُحرجًا او غريبًا تايهيونق.." تمتم بندم.

"أعلم ذالك! إلهي جيمين انا اعرفك جيدًا حتى لو كنت لا أعلم ماحدث أعلم بأنك لاتحمل أية نوايا سيئة تجاه كوك، لاتحتاج لتبرير نفسك" نظر إلى ساعته للحظات ثم إلتفت لجيمين.


"جيمين، لازلت سأعلق بالمكتبة لمدة ساعتين على الأقل وربما أكثر، هو بالمنزل لوحده لما لاتذهب لرؤيتة وربما تسوية الأمور بينكما؟" إقترح تايهيونق بحماس قليلاً وابتسامة مُطمئنة.



الإقتراح جعل جيمين يرتبك أكثر، لايُنكر بأنه عينيه توسعَت قليلاً بأمل عندما قال تايهيونق لتسُوية الأمور بينكما، لما لايصلح الأمر العالق بينهما؟ هذا الأمر المجهُول الغامض الذي يؤلم قَلبة، ويجعله يخشى لقاء جونقكوك بقدر مايُريد رؤية ، لكنه متأكد بأعماقه بأن جونقكوك لايُريد رؤيتة بعد ماحدث بينهما ، مما يجعل قلبه ينقبض بشكلٍ غير مُفسر..لما واللعنة فكرة بأن جونقكوك يمقُته تؤلمة لهذه الدرجة؟ ما المُهم جدًا بذالك الجونقكوك ليؤثر على قلب جيمين؟ لقد شعَر بأن تلك القُبلة فقط كانت نشوة عابره بالنسبه لجونقكوك، ربما شعر ببعض الإثاره وجيمين كان الخيار الوحيد المتُوفر أمامة؟ اللعنة تلك الأفكار لاتزيده سوى ألمًا وإرتباكاً، ومن الواضح من إختفاء جونقكوك أنه نادم تمامًا على تلك القُبله، لايريد جيمين الذهاب لشقته وجعل الوضع أسوء مما هو عليه.



انهُ لأمر مُحبط ، لقد توقع جيمين بأنهما توصلوا لنوعٍ من التفاهم بينهما، ربما بعض التواصل الطبيعي الذي ينعمِ به البشر الأخرون، عندما تشتم شخصًا ما، تعتذر..عندما تؤذي مشاعره، تحاول إصلاح ذالك، عندما تُقبلة لمدة ساعة كاملة بشكلٍ شغُوف، تُفسر ذالك التصرف، لكن لجونقكوك كان كُل ذالك مُعقدًا ، لقد شعر بأن جونقكوك يقدر وُجوده ويحترمه لبعض الوقت وتوقع بأنهما سينسيان تلك المُعاملة السيئة التي حدثت ببداية علاقتهمِا ، ما الذي كان يدُور بعقلك بحق اللعنة جيمين؟ لو أنك فقط أخفضت أمالك، لو أنك حذرت معه ولم تنسى تصرفاته الماضية ولم تكُن سعيدًا بالتغيير الذي حصل معه، لو أنك فقط.......

لو أنك، ولو أنك ، ولو أنك ، عقله اذاه بشكل سىء بإلقاء اللوم عليِه

لقد بنَى جيمين العديد من الأمآل على جونقكوك عندما عامله بلُطف بالآونه الأخيره، جونقكوك هَدم كُل هذا ببساطة وعاد بهِما لنُقطة البداية، لم يسَع جيمين سوى أن يشعر بالإستياء الشديد مِنه.





"اه لا أدري تاي.." تنهد جيمين بيأس.

"لا أعتقد أنها فكرة جيده" نظر لتايهيونق بخُوف حقيقي، يقبع بداخل روحِة، لقد وصل به الأمر إلى هُنا..إلى ان يخشى يُفسد كل مابينه وبين جونقكوك، رغم بأنه فاسد من الأن.



"كوك وغدٌ عنيد حسنًا؟
هز تايهيونق رأسه برفضِ لتردد جيمين وأمسك بيده يضغط عليها بطمئنه.

"لكني اعرف مايدور بأعماقة، أعرف سبب تخبُطه هذا، أنه يريد التحدث إليك لكن عناده وكبرياءه لن يسمحا له بالبدء بذالك أولاً ولذالك هو يتصرف بغباء تمامًا، أنه اخرق صدقني.. كل تصرفاته العُوجاء نتيجة كبرياءه الغبي، لكن لاتسمح له بأن يكون اخرقًا إتفقنا؟ أعرف بأنك مُعجب به"



طنين صدح برأس جيمين، فقد التركيز بكُل كلمة سَمعها من تايهيونق عند أخر جملة، شعر بالإستيعاب يضرب صدرة بقوه، وخلايا عقله تتجمد عند هذة النُقطة.




إنه معجب به؟


إنه...هذا...طوال الوقت


جيمين مُعجب بجونقكوك.


جيمين مُعجب به منذُ اللحظة التي رجَف به جسده عندما رقص له بالملهى الليلي، عندما تفحَصه جونقكوك بتحديقاتٍ حارِقه ، عندما قام برسمِة وداهمته نوبة الإلهام المُفاجئة بسبب جونقكوك، عندما نظر مُطولاً لفاكهه الخوخ مُتسائلاً لما جونقكوك أطلق عليك ذالك اللقب ، وعِندما رأه بالصالة الرياضيه لأول مره، وعندما قام بتدريِبه، وعندما وضع جونقكوك بحضُنة عندما كان فاقدًا الوعي، عِندما أمسك بخصره ليُعدل وضعيته بالمُلاكمه، وعندما لفَ الأشرطه حول معصمِيه، وعندما أنقذه من تساؤلات تايهيونق حول الكدمة التي على عينه، عندما حَدق به بشكل ممُيز طوال الوقت، وعندما كان يُحاول إخفاء إبتساماته لجيمين وفَشل بكُل مره لترتعش شفتِيه بإبتسامة جانبيه، عندما كان يمسَح على فخذية بحركة غريبة كُل حين ، وعِندما رقص بقُربه أثناء ثمالتهِما، عندما قَبلة على رقبته ليُبعد الرجل الذي يحُوم حول جيمين، عندما دافع عنه أمام ذالك الرجل الذي حاول إيذاءه..وعندما رَق قلب جيمين لمُعاملة جونقكوك مع تايهيونق وتمنى بأعماقة لو يُعامله جونقكوك بهذا الشكل الرقيق ، ولو أنه يُظهر له شخصيتة اللطيفه التي تظهر حول تايهيونق ويونقي ، وبكل اللحظات إلتي أهانه بهِا المُلاكم كان الإعجابالإعجاب.. هو مايعتصِر بقلبه بألم ومايُزعجة، الإعجاب هو ماجعل كلمات جونقكوك تحمل ألمًا كبيرًا وتؤذيه فوق الحد المعقُول، الإعجاب هو ماجعله يفكر بجونقكوك على سريره لعدة ليالي متسائلاً ما الخطبُ به حتى يمقُته جونقكوك بهذا الشكل، كونه طوال الوقت..كان مُعجبًا بهذا المعُتوه الذي يحتِرف إيذاء جيمين بكلمِاته، الذي فجر قلب جيمين بالقُبلة تلك وأختفى بعد ذالك.



كان مُعجبًا به طوال الوقت، من غير أن يُخطط لذالك، أو يدرك بأنه وقع بهذا الإعجاب.

إلهي..






"أنت مُعجب به، انا متأكد..لاتجهد نفسك بإنكار ذالك أمامي وأذهب للتحدث إليه ، عليكما إيجاد طريقة لحل ذالك جيمين"

حسنًا..لنفكر قليلاً جيمين، ما الذي يفعله المرء عندما يُصبح معجبًا بشخص يعاملة كالقمامة ومن ثُم يقوم بتقبيله والأختفاء؟ الحلول قليلة حقًا، وربما معدُومه.



"ماذا لو قام بطردي؟" تسائل جيمين بأعين لاتزال مُتوسعة، عقلة لازال يحاول إستيعاب كل هذا.




"وإذا قام بطردك؟ هل سينتهي العالم؟ لا بالطبع..تستطيع البصق بوجه والخروج، على الأقل ستكون حاولت، المحاولة دائمًا الخيار الأفضل" ضغط تايهيونق بخِفه على يد جيمين المُتصله بيده والذي كان ممسكًا بها طوال حديثه.





غرقت الكلمات بداخِل جيمين، إكتفى بالنظر وسط أعُين تايهيونق ليرى الصدق والإخلاص مكتُوب بداخلهما، والإهتمام.. بالرغم من أن جونقكوك صديق تايهيونق المُفضل لكن تاي لم يُظهر إي انحياز بصفة، ورأى جيمين بأنه يهتم حقًا لمشاعره الخاصة، ويُريد الأفضل لهما بنفس الوقت.

الأفضل؟ ذالك بعيدٌ جدًا عنهما.

جزء منه كان يتشُوق لرؤية جونقكوك ، لقد إفتقد رؤيتة حقًا، التحديق باللوحة لم يحمل نفس الأثر التحديق بوجهه، يُريد فقط أن يتوقف جونقكوك عن الإختفاء، وان يصلح ما أفسدته تلك القُبلةوالتي بشكل أدق أفسدها جونقكوك، لكن عمل الإصلاح يقع على عاتق جيمين الأن، هذا اكثر مايستطيع فِعله.





"حسنًا، حسنًا سأفعلها!"

طغى الإرتياح على ملامح تايهيونق وهو يبتسم بشِدة و يرفع يديه بالهواء ويشكلها على علامة قبضِه، إشارة للتعبير على إنتصاره بإقناع جيمين.

"جيد!!!! اه لقد إعتدت على رؤية وجهك الغبي الظريف طوال الوقت ولن أتحمل أن لا استطيع رؤيتك بسبب حماقة جونقكوك"


إبتسم جيمين بشده على حديث تايهيونق ، لا يمُكنة إنكار انه يشعر بنفس الأمر لقد اصبحت رؤية تايهيونق جزءًا أساسياً من أيامة، يُريد أن يمضي هو وتايهيونق لأبعد حدود الصداقة، وأن يرتبِطا ببعضهما بشكلٍ وثيق أكثر، وبجانب ذالك..يُريد حتى رؤية جونقكوك بالأرجاء بالرغم من كُل الصعوبات التي ستواجهه حول جونقكوك، لكنه يُريد القضاء على تلك الصعُوبات.


بعد بضعة دقائق من التحدث حول ماحدث لهما بالأسبوع الماضي قام جيمين بوعدِ تايهيونق أن يراسلة بجميع التفاصيل ما أن ينتهي من مُقابلة جونقكوك، قبل أن يحزم أشياءه بالحقيبة ويُغادر المكتبه.





















**


الإيجابية التي شعر بها جيمين أثناء تشجيع تايهيونق له بالمكتبة تلاشت جميعها الأن  لأنه يقف أمام مبنى جونقكوك السكني، إستنشق نفسيًا عميقًا وزفر بتوتر، يحاول تهدئه نفسة قبل أن يتراجع ويعُود أدراجة، انه متأكد أن جونقكوك سيكون قادرً على شَم خُوفه على بعد أميال ، ولا يريد أن يبدوا ضعيفًا.



عَد جيمين إلى عشرة ثُم قام بالعد مرة أخرى من الصفر ليلعن تحت أنفاسه إرتباكه الذي لم يهدأ على الأطلاق، قرر الصعُود عن طريق السُلم للدور الذي تقع بِه شقة جونقكوك.


تنفس، جيمين، لا بأس تستطيع فِعلها

أستنشق عميقًا كل الهواء الذي يستطيع الحصُول علية لأنه يعلم ما أن تقع عيناه على جونقكوك أو يتواجد حوله سيُعاني من صعوبة في ذالك، دق الجرس ، ثوانٍ قليله بعد دقِه على الجرس ليُقرر الطرق على الباب بخِفة.

سمع ضجيج التلفاز العالي، وأصوات مثل البعثرة ، قبل أن يُفتح الباب ويظهر جونقكوك أخيراً..بدى وسيمًا بشكلٍ خاطفٍ للأنظار، والقلب بحالة شخص مثل جيمين، لطالما بدى هكذا مظهره هذا..بملابسٍ فضفاضه غير رسمِيه وشعرٍ مُبعثر، نظر جيمين إلى عينيه ليجده يرمش عدة مرات بأعُين متسعة، بدى متفاجئًا.

"ماذا تفعل هُنا بحق الجحيم الملعُون؟"

أبتلع جيمين الكُتله التي تكونت بحنجرته، لقد جهز نفسه بالفعِل لردة فعل مُريعة تبدوا تمامًا مثل هذه لكي لايجعل الألم بصدرِه يؤثر على نبرة صوته، لايريد أن يبدوا ضعيفًا بتاتًا.



"أحتاج للتحدث إليك"

"حسنًا أنا لا أريد التحدث" خطى جونقكوك للخلف بعد التفُوه بكلماته اللاذعة لإغلاق الباب لكن جيمين كان أسرع منه حينما أقترب حتى وضع يده على كَف جونقكوك القابع فوق مِقبض الباب، تفاجئ جيمين من نفسه، كيف تحلى بالشجاعة التي تجعله يقُاوم طرد جونقكوك له بدلاً من أن يعود أدراجه بقلبٍ مجروح وكرامةٍ معُدومه، حاجته للحديث كانت تفوق كُل شىء.


"من فضلك جونقكوك" أصر جيمين بنبرة رقيقِه.



لقد خطط جونقكوك لأن لا يلين أبدًا، بنى الكثير من الجدران حوله بحيث يُجهز نفسه لأي شىء سيصدر من جهة جيمين، لكنه فشل بذالك، لم تختفي حِدة تعابيره ولكنه خطى لجانب الباب ليفتحه كاملاً علامة على سماحه لجيمين بالدخُول.


شعر جيمين بقليل من الإنتصار يتكون بداخلة وهو يخطوا بداخل الشقة، لكن كل هذا تبخَر عندما صفع جونقكوك الباب بقوة لإغلاقة.


"تحدث" نطق جونقكوك مُكتفًا ذراعيه على صدرة.


"لما تتصرف بهذة الطريقة؟" تحدث جيمين مباشرة بصوتٍ ثابت، لايجعل لرجفة قلبه أي مجال لتُربك نبرته، أنزل حقيبة ظهره على الأرض ليتمكن من التحدث بشكل لائق، وتقدم بضعة خطوات لجونقكوك الذي لم يتحرك إنشًا واحدًا.


"لما تتصرف وكأننا غرباء؟"

"وهل نحن لسنا كذالك؟"


"لقد أصبحنا تقريبًا اصدقاء وأنتـ......."

"أصدقاء؟" قاطعة جونقكوك وهو يُعيد كلمتة بنبرة ساخرة، يهز رأسه كما أفلتت منه ضحكة لاتحمُل الفكاهه بطياتها، رفع أصبعه السبابه ليُشير بينه وبين جيمين.

"أنا ، وأنت.. لم نكن أصدقاء أبداً، ولن نكون جيمين"تحدث بطريقة بطيئة ليستفز جيمين.


"لقد كُنا جونقكوك" أصر جيمين ضاغطًا أسنانه على بعضهما، جونقكوك فعلاً بدأ بإستفزاز بوقتٍ قصير جدًا.

"لقد أمضينا الوقت الكافي ليجعلنا شيئًا ما! اصدقاء! زملاء ربما لا أعرف ماذا تُريدني أن اطلق على ذالك لكننا إنخرطنا ببعضنا بطريقة ما، لقد عرضت علي واللعنة أن تُدربني على الملاكمه مجددًا!!!! ولقد نجحنا بذالك، وعرضت علي التسكع معك أنت وتاي بالنادي أيضًا، هل نسيت ذالك؟ لما واللعنة قررت أن تعود معتُوها مجددًا؟"




من الواضح بشكل مؤلم كيف أن جونقكوك أصبح مُتحكماً بمزاج جيمين، عندما يُعاملة جونقكوك بلُطف وإحترام، يبتهج، وعندما يكون قضيبًا مُتقلب المزاج وبارد كالأن ولايظهر أي عاطفة على ملامحة، يترك فجوة بداخل قلب جيمين لايُمكن تغطيتها.




ينظر إلية جونقكوك بإحتقار الأن، مُجعدًا أنفه ومقطبًا حاجبيه وكأنه لايتحمل إجراء هذه المحادثة، إتصاله البصري بجيمين لم يتزعَزعَ لثانية واحدة، لاينظر لأي مكان بل يحُدق بحدِة مباشرة بجيمين.



"لقد كنت أتحملك فقط، طوال الوقت كنت أجبر نفسي على ذالك، لاتُبالغ بمشاعرك"


"لقد تبادلنا القُبل الملعونة لمدة ساعة، لقد جعلتك تحصل علي حينها، والأن كُل هذا مبالغة؟ هل إنتهينا؟"

"لم يكُن هنالك بداية حتى ينتهي أي شىء جيمين، لاشىء بيننا"





لقد كان مُتأكدًا الأن ان وجهه يُعبر عن الألم الذي شعر به، كلمات جونقكوك حفرت شرخًا عميقًا بقلبِه ، لها صدىً عميق في جوفه، لم يستطع التصُنع أنه لم يتأثر، لقد كان واضحًا..واللعنة واضحًا على إنكماش تعابيره، على عيناه المُترجية لجوابٍ منطقي صادق، على حاجباه المُنعقدان بإنزعاج مؤلم، حدق به على أمل أن يرى الكذب بعيناه، على أمل ان تظهر على جونقكوك أية تعابير غير الكُره الذي يُحرقة به الأن، رمش عدة مرات وأستنشق نفسًا مهزوز ليتحدث، يرفض أن يكون ضعيفًا أمامه.



"الا تتعب من ذالك؟ أن تتصرف وكأنك تكره العالم طوال الوقت، وربما تكرهني أنا لأسباب لا أعتقد أنك تمتلكها؟"



أمال جونقكوك رأسه بتعبير لم يستطع قراءته جيمين وزمجر بغضب.

"إخرس جيمين"



"لا..لا واللعنة لأني  مُتعب من كل هذا"


دحرج جونقكوك عيناه وبدى وكأنه يُنهي طرفه من المحادثه حيث توجه للمطبخ وأكتافة مشدوده، بدى وكأنه يقاوم جاهدًا عدم فعل شىء ما، أو قول شىء ما، يمسح على أفخاذه قليلاً قبل أن يفتح الثلاجة ويُخرج عبوة من الماء ليرتشِف منها، متجاهلاً جيمين تمامًا.



غضب جيمين، لايُوجد لدية أي قدرة تحمل بعد الأن.


"لو كُنت كرهت تقبِيلي لهذا الحد لما لم تتوقف حينها؟"

شىء ما لمع وسط أعين جونقكوك، إلتفت وفتحَ فمه للحظات وكأنه على وشك الإحتجاج لكنه توقف، بدى هادئًا..أو ربما كما قال تاي أنه  وغدٌ عنيد، عاد ليرتشف من الميِاه بصمت، أغلق العبوه وخطى حتى توقف أمام جيمين مُباشرة، تبادلا التحديق للحظات، جيمين غاضب، يائس ، ومُحبط ، وجونقكوك كان يحمل تعبيرًا باردًا غير قابل للقراءه، كلاهما ينتظران أحدًا ليتحدث، لعِق جونقكوك شفتيه ونطق.




"لقد إنتهت التدريبات"


لم يكُن بالطبع هذا ماتوقعة جيمين، أبدًا، ولا حتى عندما وضع أسوء الإحتمالات لردة فعل جونقكوك عِندما قدُم إلى هنا، خطى خطوة للأمام بتعابيرٍ مصدُومه.


"لماذا؟" همس بصِدمة واضحة.




"لأنها عديمة الفائدة، بشكل واضح تبدوا لي أنك لن تستطيع الدفاع عن نفسك أبدًا، ما اللعنة التي سأستفيدها من محاولة تعليمك وأنت لن تتُقن اي شىء أبدًا؟ لن أضيع وقتي معك بعد الأن"



"لقد قُلت..لقد قُلت لي إن لدي المقدرِة عندما عرضت تدريبي مُجددًا أنت واللعنة قُلـ......" تحدث بصوتٍ خانه، بدأ يرجف.


"لقد كُنت مخطئًا، أنت ضعيف، وأنا لا امتلك الوقت لك" قاطعه جونقوك وهو ينظر لكُل شىء أخر، عداه.






لقد وعَد نفسه بأنه لن يُظهر مشاعره، بأنه لن يضعف، بأنه لن يرجف صوته ولن يشعر بالألم يمُزق داخلة مهما قال جونقكوك، لكن كلمات جونقكوك كانت تخترُقه بعُمق مخيف، وتجعله يتأذى بشكل غير معقول، أنه يعرف بداخلة حقيقة أنه ضعيف، أنه يسمح لعدد لايُحصى من الرجال بإستغلاله وإهانته وسلبه كل شىء كأنه لُعبة بين أيديهم، يعلم ذالك ولديه ندبات كافية على جسده لتُثبت ذالك، يعلم أنه لو اعترض على أي شىء لن يتعرض سوى للضرب والخطر الشنِيع ، لكن أكثر مايكرهه..أكثر من الأذى الذي تعرض له طيلة وقته، كون هذه الحقائق تظهر من فمِ جونقكوك، جونقكوك الذي يُعجبة.

لم يكن ليفعل ذالك لو كان لديه أي خيار أخر، لم يكن ليحتفِظ بوظيفته القذِره التي تجعله يكره نفسه كل يوم ، لم يكن ليبقى بمكانٍ يُعاملة مثل الغرض المُستعمل، لم يكن ليختار أن يبقى تحت رحمة جايسون الذي يستطيع التحُكم به بسهولة ويستمتع بجعلِ حياته أصعب طوال الوقت.



لكنه لايمتلك أي خيار، والدة مفقود، ربما ميت بالفعل تاركاً خلفه ديوناً لايُمكن سدادها على عاتق جيمين، يُعيد هذه الديون بالدفعِ عن طريق جسدة كُل يوم، جسدة الذي يحُرقة من الألم والإهانه في كل ليلة يعود بها لسريرة ليبكي مُنتحبًا بألم ، كارهًا نفسه بشدة، غارقاً كُل ليلة بأفكار سوداء لايستطيع تحمُلها.







'أنت ضعيف' لم يكُن من المُفترض أن تؤذية كلمة جونقكوك هذه إلى هذا الحد، لكنها فعلت، لأنها صحيحة بشكل مُثير للشفقة، هذا ماكان يظُنه جيمين عن نفسه، ضعيف بلا قيمة، بالرغم من رغبتة بأقناع نفسه بخِلاف ذالك لكن كلمات جونقكوك فقط كانت إثباتًا للحقيقة التي يُحاول إنكارها طوال الوقت.






خطى جيمين للخلف بخطواتٍ كانت مسمُوعة، إبتعد عن جونقكوك وكأنه مرعُوب، شعر بعاصفةٍ قادمة ، إنها نوبة ذعر، حاول التماسُك وإخبار نفسه بالصمود حتى يخرج من هذا المكان، لكن الضِيق في صدرة، شُح أنفاسه وكأن الهواء إنعدم عنة، رجفة يديِه.. كانت تُخبره بأنه بدأ بالفعل بهذة النوبه، إنزلقت دمعة على خديِه قبل ان يتمكن من إيقافها ، حتى دون أن يدرك كونه بدأ بالبكاء، تشُوشت الرؤية أمامه، قبضة يده وجدت طريقها ليضعها على فمِه بقوه لكي يمنع صوته الذي كان على وشك الخروُج بشكلٍ مثير للشفقة.



إلتفت جونقكوك عندما سمِع صوت شهقة غرِيبة، توسعت عيناه بتعبير أشبه بالقلق، حدق إلى منظر جيمين وهو يضغط بقبضتِه على فمة بقسوه وعيناه تلمع بالدموع بعضها تسرب بالفعِل على خديه ، دامت تعابير جونقكوك لعدة ثوانٍ قبل أن يشيح بأنظاره بعيدًا ويبتلع.



"يجب عليك أن ترحل" نطق جونقكوك بنبرةٍ ثابته.




لم يُجادل جيمين، ولن يحاول لأنه لو نطق بحرفٍ واحد سينهار وينكسر صوته ويبدأ بالبُكاء بشكلٍ كامل، لايمُكنه فعل ذالك، لقد أبدى ضعفه بما فيه الكفِايه لجونقكوك ، ولقد أصبح متعبًا للغاية كُل شىء.




اومأ ببساطة و ألتفت على كعبِيه بسُرعة متخطيًا جونقكوك، خرج من الشِقة بخشونة وخطواتٍ مُتخبطة، يتعهد بِداخلة أن لايعود ابدًا لهذا المكان، لقد مَزقة جونقكوك بما فيه الكِفاية.
















** 

شفتيِه تميل للأسفل بعبوسِ واضح، يعرف ذالك جيدًا ولكن ليس لديه أي طاقة ليُحاول إصلاح تعابيره، يجلس بغُرفة الفن مُحركاً الفرشاة بشكل عشوائي على لوحة الكانڤاس ، من المُفترض به إنهاء مشروع عن الطبيعة لتسليِم واجبة الأخير لكنه لايشُعر بأي إلهام له، لاشىء يُذهله برسم المناظر الطبِيعيه.


من المُفترض أن تكون لوحتة التي يعمل عليها الأن مثيره للإعجاب، إنها لوحة كبيره لغابة مليئة بالإشجار والزهُور الجميلة الزاهيه، ومخلوقاتٍ غريبة رسَمها جيمين مِن خيالة الخِصب، لكن كُلما حدق بها جيمين كُلما كرهها أكثر، أراد التخلُص منها والبدء بواحدة جديده لكنه يعرف بأنه مُتأخر جدًا لأن تسليم المشُروع يجب أن يكون خلال هذه الأسبوعين، يجب عليه أن يجمع شُتاته ليُسلم لوحة لائقة.

غمس جيمين فُرشاتة بالماء المُعكر بالألوان وأخذ اللون الأخضر الناضِر، لدية العديد من درجاتٍ الأخضر تتراوح مابين الأخضر الناظِر إلى القاتم، مع ذالك فهو غير مسرور لا بالألوان، ولا باللوحة.






استأذه السيد تاي-وو كان يمشي في أرجاء الغرفة حتى توقف خلفه ليُشاهد لوحته بعناية ويقوم بالتدقِيق فيها، توقف جيمين عن الرسم وأبعد فُرشته جانبًا ليغمسِها بالطلاء مما يُعطي معلمة مساحة أفضل لرؤية اللوحة، بالرغم من مدى إحتقاره لعمله هذا إلا انه لايزال ينتظر رأي تاي-وو بكُل ترقُب.

اومأ السيد تاي-وو بإبتسامة بسيطة. "هذا جيد، جيمين"

"شكرًا لك سيدي"

"لكنها..تبدوا بلا عاطِفة؟" أنظاره تحولت لجيمين قليلاً قبل أن يُعيدها على اللوحة بتعابير حزينة قليلاً. "لست من مُحبين الطبيعة همم؟"


"لا لا سيدي، ليس شيئًا من هذا القبيل"إحمر بخجِل مُعلمة بالفعل عرف مايجول بداخله، وضع يديه بشعِره ليُبعثرة قليلاً.

"أنا فقط أُعاني قليلاً بإنهاء هذا المشروع"

"أتفهم ذالك، الكثير من الطُلاب يشعرون بنفس ذالك، أنا هنا لمُساعدتك لو إحتجت أي شىء"

"بالطبع سيدي، لن أتردد بطلب المُساعدة منك"



همهم السيد تاي-وو قبل أن تقع عيناه على كُرسي قريب ليسحَبه ويجلس بجانب جيمين، لديه بضِع من الأوراق بيده رتبها قليلاً بيديه وكان كما لو أنه على وشك إخبار جيمين بخبرٍ مُهم.


يعلم جيمين بأنه طالبٌ لامع، ليس لديه أي شك بمستواه الجيد الذي هُو فخور به بالفعِل، لكنه لم يستطع إبعاد الشعور بالقلق مما سيقُوله أستاذه له الأن.



"جيمين، في كُل عام نقوم بإختيار عدد مُعين من الطلاب الذين نعتقد بأن لديهم قدراتً عالية ليخطوا بمسيرة فنِيه خلال أعمالهم، أن تُصبح لديهم مِهنة بهذا الفن، سواء كان ذالك هدفهم بالمُستقبل أو لا فنحن نختارهم على أي حال لأننا نرى إبداعاتهم العظِيمة، في كُل مرة أرى بها أعمالك الفنيه، أعرف بأنك واحد من هؤلاء..."

"سيدي هذا..."

"دعني أُنهي كلامي" قال بإبتسامة لطيفه.

"لقد كُنت أراقب مستواك بعِناية منُذ ان قمت بتدرسيك، كم مضى الأن؟ سنة مضت وأنا مُعلمك، أنت مُرشح مثالي لهذا"


"مُرشح لأجل ماذا؟"


إبتسمت السيد تاي-وو بإتساع وهو يسحب إحدى الأوراق التي بين يديه ويُسلمها لجيمين، أمسكها جيمين وأنزل رأسه ليقرأ محتواها.



'معرض الفن' توسَعت عيناه بشكلٍ كبير وشهق بصدمة قبل أن ينظر عاليًا إلى السيد تاي-وو الذي ضحك بشدة على ردة فعل جيمين، ينظر إليه بقليل من التسلية وهو ينقر بأصابعة على الطاولة.


"معرض؟ أنت ..إلهي، أنت تختارني لأرسم من أجل معرض؟" تحدث جيمين وهو يبتلع بصعُوبة، قلبة ينبض بشكلٍ سريع من السعادة التي شعر بِها.



"ليس فقط أي معرض، أنهُ أكبر معرض للفن في سيول، يُقام مرة واحده سنويًا، ولايُشارك به بالعادة سوى أكبر الفنانين، أنت ستكون أحد اكبر الفنانين لهُ جيمين، اؤمن بأن لديك الإمكانية لذالك، أيضًا أنها فرصة رابحة لجذب العُملاء أو المُشترين، طُلب منا أن نختار طالبين فقط من جامعتنا وأريدك أن تقوم بذالك، لأنك تستحق هذا"




حدق جيمين بتعابير مشدُوهه، فمه مُتوسع وعيناه كبيره جدًا، هو يعرف بأن أعمالة أكثر من عادية، رُبما مُتدنية المستوى أيضاً، صحيح بأنه يرُسم منذ الصغر ويحُب الرسم بكل قِطرة دم تجري بعروقه من اللحظة التي أكتشف بها قُدرات يديه ، والسِحر الذي يكمُن بالرَسم، عَمِل جاهدًا طيلة حياتة على تحسين مستواه، ولم يصل للأن للمستوى الذي يُرضيه تمامًا.




لقد بنى حياتة حول الرسم، إستخدم الرسم كوسيلة لإنقاذ رُوحة، لتشتيت نفسه عن ألم الواقع، في كُل مرة يرسم، يشعر بأنه على قيد الحياة، إنها وسيلته للتعبير عن مشاعره، غذاءه الرُوحي، ومنهجة للتكيف مع هذة الحياة.


ولكن بغض النظر عن كل هذا، لم يتوقع جيمين للحظة واحده بأن يحصل على هذة الفرصة، أن يتم طرح مثل هذا العرض عليه، ليس على الأقل في سِنٍ مُبكرة، ليس وهو بالواحد والعشِرين فقط من عمره، ولازال أمامه الكثير ليتعلَمه.



"هل أنت جاد؟" سأل جيمين ليتأكد أن ماسمعه صحيحًا، لازال لايستوعب ماحدث للتو.


اومأ الأُستاذ "أنا جاد للغاية، هل ستنضم؟"



بالرغم من أنه غير واثق أبدًا من مشاركة رسُوماته مع العالم لأنه يشعر بعدم الأمان حول ذالك ، خصيصًا، القطِع الخاصة به، تلك اللتي وضع مشاعرها بِها، لكنه يعرف أنه جيدًا أنه لن يُسامح نفسه لو فوت فرصة عظيمه كهذِه.



"بالتأكيد سيدي، سيكون من دواعي سروري"أبتسم جيمين وهو يُزفر بإرتياح وإبتسامة مُشرقة زينت وجهه ليختفي العُبوس السابق.


أبتسم تاي-وو بإتساع ونظر لجيمين بشكل مُكثف، وفخور.
"ذالك ما أردتُ سماعه"



















**



جونقكوك في مكانٍ ما لايجدُر به التواجد فيه الأن، في مكانٍ لو عرف يونقي بتواجده به لفقد أعصابة ورَفع يده ليصفع جونقكوك لكونه خرق قانوناً أساسياً بينهم ، قانونًا صارم، يُمنع التواجد في المستودع إلا في حالة أن لديه نزال، ولكنه الأن بالمستُودع، بلا نزال أو أية ضرورة، بيدِه لُفافه من الماريجوانا ليُدخنها ويستنشقهاً عميقًا، وأمامه يُشاهد حلبة المُلاكمه التي يجري بِها قتال يتدهُور ببطء.

إستمر القتال لمدة أربعين دقيقة وليس هنالك أي فائز واضح إلى الان، كلا المُتنافسين أقوياء ولايرحمان بعضِهما، كلاهما ينزفان ولاينويان الإستسلام، هذا مايُقدرة جونقكوك ، التفَاني المُطلق وعدم التراجع والإستسلام ابدًا.



شعر بحاجةٍ للقتال بشكل مؤلم، بحاجتة لإرتداء قُفازات الملاكمة الدخول للحلبة وتدمير شخصٍ ما، لإفراغ مشاعرة السلبية التي تُسيطر عليه الأن، القتال يُعطية نوعًا من الإثاره والراحة بنفس الوقت، الشعور الذي لن يحصُل عليه لا بأي نوع من المخدرات ولا الجنس، فقط المُلاكمة كانت ماتجعله يرتاح.

إنها طريقة جونقكوك بالسيطرة على حياتة الحزينة المُثيره للشفقة، ربما يكون كل ذالك الألم من الماضي لكن هذا لايعنِي بأنه تخطاه، لايعني بأن الماضي توقف عن مُطاردته، لايعني بأنه لايحضى بكوابيسٍ تُوقضة من نومة وهو مشُلول من الخوف، لازال ضعيًفا من الداخل.


الماريجوانا لها تأثير سماوي عليه، تعبث بمزاجة وتجعله بعيد عن أي شعور سىء، مُشتت كليًا عن التركيز بألم قلبه، تجعله يشعر لبعض الوقت بأنه في مأمن من كُل شىء أخر، شَعر بنفسه يعُوم وهو يُراقب القِتال وكأنها من عيونٍ شخص أخر، لا عيناه، أغمض أعُينه لثوانٍ وهو يقبض بيِده مُتخيلاً بأنه بالحلبة، ويخوض هذا القِتال، إلهي لقد أراد ان يكون على تلك الحلبة بشِدة الأن، يشعر بالحاجة الشديدة للخوض بنزال.



شعر بأعُين الناس عليه منُذ أن خطى بداخل المُستودع، وأعينهم المتسائلة، لاشك بأنهم كانوا يتسائلون ما الذي يفعله جونقكوك بداخل المكان وهو لايمتلك نزالاً، يعرف بأنه يُسيطر على إهتمامهم، يعرف بأن كل تلك المجموعات مبهُورة بقوته وتتعطش لرؤية يُقاتل، يعرف جيدًا بأنه مصدر لتسليط الأضواء، ولكن ذالك الشعور ارضى كبرياءه، وبقيِ يُدخن جالسًا لوحده.

عندما إنتهى القتال وياللأسف تمنى جونقكوك بأن يطول أكثربالرُغم من أنه استمر خمسون دقيقة بالفِعل ، تم حشوا المال بيد الفائز ونهض جونقكوك مقررًا المُغادره، لايوجد سبب أخر للبقاء هُنا.

وقف جونقكوك خارج المستودع وهو ينُفث دُخانه عاليًا، شعر بأنظار مُصوبة نحوه ليلتفت ويجد امرأه تُحدق به مباشرة.

إنها جميلة بالفعل، لديها شعر طويل وأشقر يتساقط بعضه على وجهها لُيغطيه قليلاً، ملامح مرسومة وجاذبه للأنظار، جسد مُتناسق، وإبتسامة لعوبة أدرك جونقكوك مقصدها فورًا.

تحرك نحوها قبل أن يُغير رأيه التردد الذي تسلل بداخلة لثوانٍ، إقترب حتى همس في أُذنها.

"سيارتي" خطى بعدها بثقةٍ تامة من غير أن يقوم بالتأكد حتى أنها تتبُعه.

وبهذة الطريقة، وجد نفسه بالمقعد الخلفي من سيارته، يُضاجع امرأه غريبة لايعرفُها، ولم يستطع سوى التفكِير بتأوهات جيمين المكتُومه عندما قام بتقبِيله.


جيمين، ومدى جمال جيمين، وجاذبيته، ولطافته، وشفتِيه الممُتلئة، رقبته المُغرية للتقبيل، مؤخرته ، ومنظُره عندما كان يُحدق من بين رموشة بنظراتٍ دائخة عندما قام بتقبيله، تأوهاته المكتُومه من طريقة جونقكوك العنيِفه بإمتصاص شفتيه، وطلبه الخجول بالسماح له بالتنُفس قليلاً، كل ذالك، جعله يتخيل جيمين أسفله الأن بدلاً من هذة المرأه الشقراء، ولم يستطع التوقف عن التفكير بذالك.





إنسحبت الفتاة من أسفله عندما أنتهوا من المُضاجعة وإبتسمت
"شكرًا ياوسيم"

اومأ جونقكوك بصمتٍ تام وأرتدى الجينز خاصته، خرجا من سيارته بدون أن ينطِق لها كلمة واحدة، أصلحت الفتاة شعرها وخطت مُبتعدة عنه.



وعندما رأى ظهرها وهي تمشي، إجتاحة ذالك الشعور السىء، أن مافعله كان خاطئًا، يعرف بأنها مضاجعة ليلة واحدة، يعرف بأن لاشىء جدي بالأمر ولطالما فعلها، ليس خاطئًا البته، لكن لما...لما شعر بكونه خاطئ جدًا هذة المره؟ ربما لأنه فكر بشخصٍ أخر أثناء ذالك، ربما لأنه بالواقع رغِب بشخصٍ أخر.



اتكأ على سيارته ونظر للسماء عاليًا، أغلق عينا وضحِك بلا سبب، يشعُر بعقلة يطوف بعيدًا، لازال مُنتشياً من الماريجوانا، تأمل سماء الليل السوداء بلا أية حركة، لقد إنتشى وحيدًا، ضاجع فتاة غريبة ولازال يشعر بأنه وحيد، وشعر بالألم الذي ينقبض بصدرة..وحيدًا.


دخل جونقكوك إلى سيارته وقاد بعدها إلى المنزل، يرفع على الأغنية التي تصدح من المذياع حتى وصلت لأعلى درجة، أثناء وقوفه أمام مبناهم السكني، خطى خارج السيارة وهو يتدلى على الباب بقليلٍ من الدوار، لازال يضحك بلا سبب، ولاحظ وجود تايهيونق جالسًا على المقاعد التي أمام المبنى ، بإنتظاره.


وضع تايهيونق يديه على فخذِيه بصبر، وبدت تعابيره غير مُعجبة تمامًا بحالة جونقكوك، لكن ليس متفاجئًا للغاية.

"إين كُنت؟"

"وهل أنت حاضنتي اللعينة؟" تمتم جونقكوك بإشتحان ثُم ضحك بعدها وهم يحرك يداه بالهواء بعشوائية.

"هيا تايهيونقي لنأكل، لقد جلبت لنا وجباتٍ خفيفه"

"هل أنت مُنتشي؟" نظر تايهيونق نحو جونقكوك بكثافه.

"نعم"

"وكنت تقود وأنت مُنتشي!!!!!! إلهي أرجوك إمنحني الصبر على هذا اللعين" رفع تايهيونق رأسه للهواء مُنتحبًا بذالك، أمسك بعدها بذراع جونقكوك بشدة وسحبه خلفة إلى شقتهم، أبعد جونقكوك يد تايهيونق بإنزعاج ما أن خطيا داخل الشقة وأغلق تايهيونق الباب.


"أبتعد" تمتم جونقكوك بإنزعاج.

"جونقكوك، أنت لايُمكنك فعل هذا" حذر تايهيونق بغضب.

"فعلُ ماذا؟"

"هذا جونقكوك! لقد ذهبت إلى المستودع إليس كذالك؟"




شخَر جونقكوك بسُخرية وهو يتكأ على الزاوية، يسند رأسه على الجدار ليتَزن قليلاً، لو كان من يُحدث الأن اي شخص اخر فلن يتردد أبدًا في الجِدال معه، لكن هذا تايهيونق، صديقة المُفضل، بل جميع أصدقائة، عائلته بأكملها، أخيه ، الشخص الوحيد الذي يستطِيع الثقة به وتأمينه على كل شىء بحياته بشكل أعمى، ولايريد أن يُجادل تايهيونق ويسبب مشكلة بحماقة وهو مُنتشي الأن، ويشعر بالسوء برُوحه، لكنه لن يُجادل تايهيونق أبدًا، لأن تاي يستحق أفضل مُعاملة تخرج منه فقط.



زمجر للحظات بصوتٍ عالي ثم تنهد ونظر إلى تايهيونق بأعيُن تلمع.

"لقد فعلت..."

"يونقي هيونق قال بوضوح أنه لايُسمح لك بالذهاب إلى هناك مالم يكن لديك نِزال، هل تعلم لأي درجة سيغضب لو أكتشف ذالك؟"


اومأ جونقكوك، تبدوا هذة المُحادثة جدية للغاية على حالتة، لايستطيع فعلاً إدراك أي شىء لأنه يشعر بأنه يُحلق كطائرةٍ ورقية، لكنه يجب عليه أن يتجاوب مع كل سؤال يطرحة تاي الأن.

"أعلم تاي"


"ما الذي حدث كوك؟" أصبح صوت تايهيونق مُنخفضًا الأن، تلاشى الغضب الذي قبل قليل ليحُل مكانة القلق الطاغي، خطى للأمام حتى أصبح أمام جونقكوك مباشرة ونظر إليه بأعُين حزينة ومُثقله.


"ما الذي حدث معك أنت وجيمين؟ ما الذي يجعلك تتصرف هكذا؟"



حل الصمتُ بعد ذالك، إلتزم جونقكوك السكوت بعنادٍ تام ،  إنه يبذُل قصارى جهدك لدفن شعوره بعد ذالك اليوم، ولو تحدث الأن..سينفجر كُل شىء وذالك مايحاول تجنُبه، لايريد السماح لمشاعره بالظهُور مرة أخرى.


"لاشىء"

لمعت أعين جونقكوك مجددًا وجيمين يُسيطر على تفكيرة، ذالك اليوم، تِلك القُبلة اللعينة، فجرت شيئًا بداخلة لازال يحاول التعامل مع ركُامة، خطى للمطبخ واتكأ على المنضدة.

"إنه حقًا لاشىء" تمتم بسرحان مُجددًا.

"أنت تكذب علي كوك"

"هل ذالك مُهم فعلاً؟"

عبست شِفاة تايهيونق بخيبة أمل.
"نعم، أنه مُهم، بالنسبة لي على الأقل"



مرت دقائق من الصمتِ بينهما، مُجرد تحديقات تايهيونق الحزينة والخائبة تجاه جونقكوك الذي يُحاول جاهدًا بأن يتجنبها لكي لايستسلم لتايهيونق لكنه تنهد بيأسٍ بالأخير.


"لقد قبلتُه، حسنًا؟ هل هذا ماتُريد سماعة؟ لقد قبلته لمدة طويلة ملعونة لم أستطع إدراكها وأردت المزيد..أردت أنـ...."



"أنت ماذا!!!!!!"

صرخ تايهيونق بصوتٍ مُرتفع، فمُه يسقط للأسفل بصدمة تامه وعيناه متُوسعة وهو ينظر إلى جونقكوك بعدم تصديق.

"أنت؟ قبلت؟ جيمين؟ أنت واللعنة قبلت جيمين!" كرر تايهيونق بعدم تصديق.


"لقد حصل ذالك بشكل مُفاجئ حسنًا؟ لم أخطط لذالك ابدًا، انا حتى لم أفكر به..تبًا..لقد كان..حصل ماحصل في ثانية واحدة، لقد كنا نصرخ على بعضنا، حسنًا أنا بالواقع إستفزيته اولاً، غضب وضربني على وجهي ومن ثم..لقد..لا أعلم اللعنة إنه—..في الثانية الأخرى قبّلنا بعضَنا"


لايزال تايهيونق مصدومًا، يُميل رأسه للجانب وهو يتفصح ملامح جونقكوك بعناية ليتأكد أن مايقوله ليس مُزحة غبيه لكونه مُنتشي.


"هل هذا سبب الكدمة على فككِ عندما عُدت للمنزل؟"


ضحك جونقكوك فجأه وحتى هو لايعلم لو كان الإنتشاء سبب ضحكتة فعلاً ند هذة اللحظة" نعم، اللعنة أنه هو، لقد لكمني بشكلٍ جيد"


إبتسم تايهيونق "لقد أصبح أقوى أنت تعُرف ذالك؟"



"نعم أدرك ذالك بالفِعل"

ضغط جونقكوك على أسنانه بندم، شعر بقلبة ينقبض، لقد نعَت جيمين عدة مرات بالضعيِف وهو يعرف بأعماقة بأنه كاذب، جيمين كان جيدًا..بل فوق الجيد بمراحل، مستواه بالقِتال تحسن والدليل على أنه اصاب جونقكون بلكمِة مُتقنه، لكن جونقكوك تفوه بعكس ذالك، وشاهد جيمين يبكي لأنه وصفه بالضعيف، ولم يفعل أي شىء حيال ذالك.




"أنا سعيد لأنه لكمك، لأنه اياً كان السبب انا متأكد بأنك تستحقه، على أي حال هل مازلت تتحدث معه؟" تحدث تايهيونق.

شد جونقكوك على فكِه من سؤال تايهيونق، أمسك بكوب وملأه بالماء، يعرف بأن تاي يُريد ان يعرف أكبر كم من المعلومات عن مايحدث بينه وبين جيمين، بينما جونقكوك يُريد العكس، لايريد لتاي أن يعرف كم كان وغدًا بالفعل مع صديقه، بغض النظر عن الألم والإنزعاج الغريب الذي يُسيطر عليه الأن، ليس مستعدًا لشرح أسباب لؤمه مع جيمين لتايهيونق.


"لا، نحن لانتحدث ولن نتحدث لأنه لايوجد داعي لهذا بعد اليوم، لقد أنتهيت التدريبات"


أخذ من تايهيونق عدِة ثوانٍ ليستوعب ذالك، رفع أحدى حاجبيه بصدمة وأعاد تكرار حديث جونقكوك مُطالبًا بالتأكيد على ماقاله.

"التدريبات إنتهت؟"

بدى مرعوبًا من هذه الفكره للحظات، خشي على جيمين الذي كان بحاجة ماسه للتدريب طوال الوقت.

"لما واللعنة كوك؟ ما السبب؟"



"لأن جيمين لايحتاج إليهم بعد الأن تاي، إنهُ قوي كفاية"



مرت لحظة صمت إستمرت لوقتٍ طويل، طويل جدًا قبل أن يستنشق تايهيونق نفسًا عميقًا ويُزفر بعد بصوتٍ مسموع، هز رأسه كعلامة على أنه لايمتلك المزيد من الكلِمات لقُولها الأن، بدى وكأنه هُزم بالمحادثه من الثانيه التي خطى بها بالمطبخ، جونقكوك عنيدُ للغاية، وحتى تايهيونق لن يستطيع التعامل مع ذالك، وضع يده على مِقبض الثلاجة ليفتحها ويُخرج عصيرة الصباحي ليرتشف مِنهُ القليل بهدوء.




"أنت غبي" قال بهدوء بعد إبتلاعه للسائل الأخضر، مُحدقًا بجونقكوك بنظرات كثِيفه وكأنه تمكن من رؤية مايدور بداخل جونقكوك.



"لن يؤذيك إدخال شخصًا ما لحياتكلو لمرة واحدة كوك، لن يكُون سيئًا إعطاء الأشخاص الجدُد فُرصة، لن يكونوا جميعهم سيئين، وفي حالة خاصة ليس أبدًا شخصًا مثل جيمين، أنه واحد من أفضل الاصدقاء الذين حضيت بِهم بحياتي، لن أدعه يؤذيك واللعنة عليك لو ظننت بأني سأدعه يقترِب منك وسيؤذيك كوك، وبالمِثل لن أسمح لك بإيذاءه أبدًا"



"عليك أن تأخذ كلامي هذا كوعدٍ لك بأني لم اكُن لأسمَح لجيمين بالإقتراب منك لو كان شخصًا سيئًا حسنًا؟ وبنفس الوقت، أنه تهديد واضح جيون..أنت لن تؤذي صديقي هذا ولو فعلت سأجعلك تندم، حسنًا حبيبي؟"


في أي عالم أخر سيكون التهديد رقيقًا وصادقًا كما ينطُقه تايهيونق الأن؟


جونقكوك يعرف ذالك جيدًا، يعرف بأن السماح للأشخاص الجُدد بدخول حياته لن يضُره، لكنه ليس حريصًا على توسيع دائرة أشخاصة وجعلهم يزحفون لمعرِفة كل أسراره الداخلية التي يُحاول دفنها عميقًا، لكن تاي..لن يكون قادرًا على فهم نُقطة جونقكوك تلك ابدًا، لذالك صمت يختار عدم مناقشة صديقة والخوض معه بأي جدال ، أخذ كأسه وسار لغرفة نومه، موضحًا لتايهيونق بأن هذه كانت نهاية الحديث.











**

في وقتٍ ما خلال ساعات الصباح الباكر، فُتح باب غُرفته، لقد كان جونقكوك يُعاني بالفعِل ليحصل على بعض النوم، تمَكن منه الأرق هذه الليلة، إعتاد أن يأتيه الأرق بين كُل فتِرة وفترة خصيصًا عندما يقترب تاريخ تِلك الذِكرى اللتي تُطارده. لكن التاريخ ليس قريبًا، هنالك شىء أخر يُزعجة ويُثقل كاهِلة، تقلب كثيرًا وتأفف طوال الليل حتى أستسلم وإستلقى على ظهره مُتأمًلا السقف.

فكَر قليلاً بمشاهدة فلم ما لتمضية الوقت والتوقف عن التفكير ولكنه لم يمتلك طاقة جسدية للنهوض من سريرة، جسده مُرهق ولايزال أثر الماريجوانا عالقًا.

عندما فُتح الباب إلتفت اليه جونقكوك ليرى تايهيونق الذي خَطى بداخل غُرفتة ببجامتة الحريريه وشعرٍ مُبعثر وهنالك عبوس يُسيطر على وجهه، اغلق الباب خلفه وتقدم حتى وقف بجانب سرير جونقكوك.


"هل أنت مُستيقظ؟" همس تايهيونق.

أفسح جونقكوك للجانب قليلاً لكِي يُعطي تاي مساحة مريحة للإسلتقاء بجانبه.

"نعم"

"هل يمكنني الإنظمام؟"

ربت جونقكوك على المساحة الفارغه بجانبه لتأكيد ذالك.

"لم تسألني عن ذالك من قبل، بالطبع تعال إلى هُنا"

تقدم تايهيونق ليستلقي بجانب جونقكوك على السرير ويضع الأغظية فوقهما، حدقا ببعض فقط لعدِة ثوانٍ قبل أن يندفع تاي بعناقٍ قوي ودافئ على جونقكوك.

"هل أنت على مايرام حبيبي؟"مرر جونقكوك يده في شعر تايهيونق ليمسح على رأسه بُلطف.

"لا أستطيع النوم ونحن مُتجادلان" همس تايهيونق بصوتٍ مكتوم بكتف جونقكوك.

"نحن لسنا مُتجادلان، لما تظن ذالك؟"

"حقًا؟ لسنا كذالك؟"

تنهد جونقكوك" أعني..انا افهم لما قُلت لك كل تلك الأشياء"

"لا أريدك ان تشعر بأني احكم عليك، لن اجرؤ على ذالك" همس تايهيونق بصوتٍ يُلائم هدوء الغُرفة.



"الأمر فقط..لقد كنت خائفًا عندما أختفيت، وعندما رأيتك منتشيًا بعودتك ولاتبدوا بخير أبدًا ومن ثم ماحدث معك أنت وجيمين، اقصد جيمين..انت تعرف مايعني لي صحيح؟ إنني حقًا احترمه وأحبه واستمتع برفقِته جدًا، أعتبره صديقًا مقربًا لي"


"هل يمكننا فقط عدم التحدث عن ذالك؟" نطق جونقكوك بهدوء بعد دقائق من الصمت.

"أنا افهم هذا بالفعل، واستوعب كل شىء..لكني لا أريد التحدث بذالك بعد الأن من فضلك تاي؟"

تردد تايهيونق للحظات، بدى عليه أنه حقًا يرغب بالتحدث حول الموضوع حتى يجدل حلاً ما ويُجادل جونقكوك على كل تصرفاته الخرقاء التي تؤذي جيمينوربما تؤذية بنفس القدر ، لكن تايهيونق اومأ بهدوء، معطيًا صديقة المفضل مساحة خاصة بالصمت، تمتم بِ 'حسنًا' خافته ودفن رأسه بعنق جونقكوك.


صمت طويل حل بعد ذالك، حتى شعر جونقكوك بأنفاس تايهيونق الهادئة عندما سقط نائمًا بحُضنه، تنهد مجددًا، هنالك شىء لعين ثقيل على صدرة ولا يأبى التحرك لأنشٍ واحد، غرق بأفكاره مُجددًا، لكنه قرر أن يضع رأسه على عنق تايهيونق مُحتضنًا إياه بشدةٍ لُمحاولة الهروب للنُوم.











**

بعد بِضعة أيام، قام يونقي بالإقتراح عليهما بحضور حفل في ملهى ليلي معرُوف، ليس هنالك أدنى شك بأن جونقكوك أراد الذهاب، شعر بالفراغ الشديد بدون النِزالات وكان مستعدًا لفعل أي شىء لكي يُبعد هذا الشعور القبيح، أما بالنسبة لتاي، تِلك الحفلات كانت مُتعتة بالحياة.

النادي كان يقع بمكان لطبقة النُخبة، في منطقة جانقام التي تجذب فقط أرقى الأشخاص، كان هنالك طابور طويل بالشارع ينتظر به الأشخاص من أجل الدخول للحفل، ولكن يونقي بسبب مَعارفه الخاصة تخطى الجميع وأرى الحارس هويته ليقُوم بإدخالة هو واصدقاءه على الفور.

تسلطت الأعين على جونقكوك حيِن أن خطى بداخل النادي، مشى تايهيونق بجانب صديقة تمامًا يلتصق به بسبب إزدحام المكان وهُما يتبعان يونقي، لقد إجتمع الكثير من الناس هُنا، البعض ميزهم جونقكوك وألقى عليهم تحية سريِعة والغالبية كانوا أشخاصاً جُدد، لكن الجميع كان يُتعرف هنا وهناك ويتواصلون مع بعضهم ويقومون بدعوة بعضهم على المشُروبات، الموسيقى الصاخبة في المكان جعلت جونقكوك يُفكر بأنه من الصعب على اي شخص التركيز فكيف بإجراء مُحادثة؟ ذالك فقط سيجلُب الصداع له.


بينما يشُقون طريقهم إلى حيثُ البار ويطلبون مشروباتهم، أخرج تايهيونق كيسًا صغيرًا من المسحوق الأبيض وإبتسم لجونقكوك بوِسع وعيناه تتلألأ بالشغَب.


"لقد مر وقت طويل مُنذ أن انتشينا سويًا إليس كذالك؟"

لعَق جونقكوك شفتِيه بتشُوق، إبتسم لتايهيونق وهو يضع يده في جيب بنطاله ليسحب كيس الكوكايين ويضع في جيبه الخاص، وصلت مشروباتهم بالفعِل ووقعت انظار جونقكوك على اريكة خاليه بعيده عن الأنظار ليذهبا إليها سويًا.

جلسا بجانب بعضهما يحتسيان المُشروبات ويلُفان الكوكايين بفاتُورة المشروبات ليستمتِعا به سويًا، لم تمر حتى سوى دقائق معدودة حتى تتسرب الضِحكات المُنتشية اللاواعية من الإثنين، لقد كان ذالك شيئًا يفعلانه مِن حين إلى اخر، ليس شيئًا مُنظمًا ومستمراً للدرجة التي تُسبب لهما الضرر، وهذا ماجعلهما يطمئنان للإنتشاء سويًا في كُل فترة.

النشوة ضربت جونقكوك بسُرعة فائقة، شعر بأنه يطفو بين الغيوم وشعر بإحساسٍ لطيف، كأنما وكُل شىء بخير، كان يحتاج ذالك الشعُور كل فتره، ذالك مايجعله يلجأ للُشرب والإنتشاء بين الحين والأخر، ليجعل نفسه ينفصل عن العالم الواقعي قليلاً، وحتى لو كان يعرف بأنها ليست الطريقة السليمة للهرب من الوعِي، لكنها مُرضية بالنسبه إليه.


تنهد تايهيونق وإسلتقى على الاريكة شاعرًا بنفسه خفيفًا حد الطيران، بدأ الكوكايين تأثيره عليه بالفعِل.


ظهر سوكجين بعد فترة بملابسٍ أنيقه زادت من جاذبيته تحت أضواء النادي الباهِته، قابل يونقي وذهبا ليجلسا مع الفتِيان الأصغر سنًا وشعر جونقكوك بالنعيم عندما وافق يونقي على أن يحضوا بجولة شُرب ثانية، يونقي سيسمح لهم بفعِل مايشاؤون الليلة بلا أية أوامر.

في مرحلة ما، سحبة تايهيونق من ذِراعه ليجعله يستقيم وهو ينتحب عليه بأنه يُريد الرقص، وجونقكوك كان دائخًا وهو ينظر إلى المكان الذي يُشير إلية تايهيونق، حلبة رقص بداخلها الكثير من الفتيات الجذابات بملابس داخلية براقه، وفجأه وجد جونقكوك نفسه مسُحوبًا من تاي إلى تلك المنطقة.


"أريد ان ارقص" تذمر تايهيونق وهو يتحرك بعشوائية أمام جونقكوك.

ثبته جونقكوك مع خصرة وأطلق ضِحكة فاتِنه. "تاي حبيبي أنت مخمور ومنتشي من الجيد أنك تستطيع المشي على اقدامك"


"إذًا؟ انت حتى مخمور ومنتشي! دعنا نرقص آباه لاتكن ليئمًا"

إبتسم جونقكوك بسعادة. "حسنًا حسنًا" أمسك بخصر تايهيونق ليسحبه أقرب له ويرقصان سويًا بخطوات مُبعثرة، لم تكن مُهمة الطريقة التي يرقصان بها، أو عدد الاشخاص حولهم، أو لأي مدى هُم مخمورين ومنتشيين وربما يقعون بتصرفات حمقاء نتيجة ذالك، لكنهما كانوا سُعداء، وبلا هموم لبعض الوقت، وذالك كان أكثر من كافي للوقت الحالي.


"تاي لديك جسد رائع هل تعرف ذالك؟ وترقص جيدًا أيضًا" تحدث جونقكوك بصوتٍ عالي بسبب صخب الموسيقى

"شكرًا لك أنت ايضًا لست سيئًا" ضحك تايهيونق بعد ذالك بقوة، بلا سبب بالطبع، لكنه شعر بنفسه يُحلق عاليًا، دحرج جونقكوك عينيه على غرور تايهيونق بالرَد وتوقف ليرتشف أخر ماتبقى من كأسه، انحنى ليُخبر تايهيونق بأذنه.

"سأذهب إلى احضار المزيد من المشروبات حسنًا؟ حاول أن لاتُجر من قِبل رجل مُثير، أبقى هنا أحتاج شريكًا الليلة إياك وان تدعني وحيداً!"

ضحك تايهيونق حتى أصبحت عيناه هلاليِه المَنظر. "سأحاول لكنك تعرف ان مقاومتي فعلاً صعبه، اللعنة هنالك الكثير من الوسيمين هذة الليلة!"

صفع جونقكوك كتف تايهيونق بمرح ثُم رفع أصبعه مهددًا.
"إياك كيم تايهيونق"

إزداد الملهى إزدحاماً مع إقتراب مُنتصف الليل، والطابور في البار كان طويلاً، بقي جونقكوك ينتظر بالصف وهو يُفكر بالمشروبات التي يُريد طلبها حتى جذب إنتباهه صُوت مألوف.


"بوربورن ويسكِي من فضلك"

نظر جونقكوك عاليًا نحو الشخص الذي يقوم بالطلب أمامه.....

إنه جيمين


شعر برأسه يشتعل قليلاً بحرارة، جيمين كان يبدوا أنيقًا بشكل إستثنائي اليوم، يرتدي قميصًا واسعًا باللون الأبيض وأزاره الاوليه لم تُقفل بإهمال ويُدخل أطراف القميص ببناطلة الجينز الضيق حول جسده المِثالي، شعره الأشقر مُسرح للخلف وعيناه تلمَع بشكلٍ فاتن، وشفتَاه..شفتَاه كانت بلونٍ قُرمزي وكأن الدم مُتجمع بداخلها، وكأن شخص ما كان يُقبلة الليلة، وتلِك الفكرة، جعلت جميع جسدة يشتعل بحرارة، وقبضة يدُه تشتَد بلا سبب.

لم يُلاحظ جيمين وجود جونقكوك خلفة لأن عيناه كانت مُركزة على النادل طوال الوقت.

"سمعًا وطاعة أيها المُثير" إبتسم النادل تجاه جيمين وهو يقوم بإطراءه.

شعر جيمين بالخجل من ذالك، ووضع يدة على رقبته يمسح عليها قليلاً ويُشتت إنتباهه لمكانٍ أخر لبِضعة ثوانٍ، عندما قدم النادل إليه مشروبه وإلتفت للذهاب، تجمد في مكانه

إتعست عيناه بصدمة وأشتدت يدُه على الكوب بيده وهو يُقابل جونقكوك، بدى وكأن أعصابه أشتدت بتوتر، تراجع للوراء بشكل غريزي.

لِعق جونقكوك شفتية وأعتراه الأستياء وهو يقوم بتقطيب جبيِنه عندما لاحظ ذالك، جيمين كان خائفًا مِنه.

بالطبع جونقكوك، ما الذي كُنت تتوقعة

تنهد جونقكوك وهو يتذكر أخر موقف، يدرك بأن الأمور بينهما..سيئة للغاية، حدقا ببعضهما لعِدة ثوانٍ قبل أن يُنزل عيناه جيمين للأسفل ويمشي مُبتعدًا عنه، راقب جونقكوك جيمين وهو يخطوا بعيدًا حتى وقف بجانب رجل ما، وَضع يده على خصر جيمين ثم قادهم إلى طاولة ما.


شعر جونقكوك بالإنزعاج، لقد تدمر مزاجة تمامًا، ليس من حقة، ليس من حقة واللعنة أن يشعر بهذا، لايجب عليه الشعور بهذا الغليَان أذاً لما واللعنة شعر بذالك؟ لما لايستطيع التخلص من هذة الإنفعالات الغريبة؟

عندما عاد جونقكوك إلى تايهيونق، بدون أن يطلب المشروبات لأنه نسي ذالك تمامًا، وضع تايهيونق يدة حول رقبة جونقكوك وحاول جونقكوك تجاهل الشعور المرير الذي يشعُر بِه الأن، حاول الإنغماس مع تايهيونق ونسيان ما رأه للتو.

مال تايهيونق إلية وهمس. "هنالك رجل ينظر إلي، لقد غمز لي للتو"

شخَر جونقكوك بسخرية. "هل هذه طريقتك بطلب الإذن مني؟"


ضحك تايهيونق ونظر لجونقكوك بأعيُن واسعة. "أرجوك أرجوك جونقكوك، سأعوضك لاحقًا لكن أقسم بأني مُستعد لأعطي ذالك الرجل شعورًا نعيميًا الليله"


"شعورًا نعيميًا؟ ما الذي تُخطط لفعله؟"

"حسناً أولاً سأمتص قضـ..."

جعد جونقكوك أنفه بإشمئزاز ووضع يده على فم تاي ليُسكته.
"لست مستعدًا لسماع خططك الجنسية والتفكير بما ستفعله لاحقًا، أذهب وأحضى به"

إبتسم بسعادة "شكرًا لك"
ركض تايهيونق بإتجاه اخر وهو يلتفت لجونقكوك ويلوح له قبل أن يختفي بين الأجساد الثمِله.


بقي وحيدًا، وهبط مِزاجة مجددًا، الأن لن يُشغل نفسة بتايهيونق أو اي شىء اخر، الأن هو عالق مع تلك النار التِي تُحرق قلبة.


عاد إلى يونقي وسوكجين ليحصُل على بعض السيجارة من يونقي ويشُق طريقة للمخرج الخلفِي لُيدخن بهدوء.


عندما خطى للخارج، صفع الهواء البارِد ملامحة، تنهد وهو يلف ذراعاة حوله ليحصُل على بعض الدفء لثوانٍ قبل أن يُشعل سيجارته ويتكئ ضد الجِدار خلفة، وحيدًا بالظُلمة، صخب موسيقى النادي أصبح بصوتٍ خافت بما أنه اصبح بالخارج الأن، الهدوء كان مُريحًا بالخارج، لكن بداخِله..كان هنالك الكثير من الضجيج الذي لم يستطِع إخراسه.

بعد بضعة دقائق من البقاء لوحدِه شعر بشخص يخترق صفاءه ويقف بجانبه، كان جونقكوك مُغمضًا عيناه طوال الوقت، فتَح عينًا واحده ليسترق النظر إلى هذا الشخص الذي يُشاركه هدوءه.

ولقد كان هو مجددًا، جيمين.

كان يقف بجانبه وهو يُحدق به بإبتسامة جانبيه صغيره، تُظهرة بشكل بريء وجميل للغاية، بين أصابعة الصغيره تقبع سيجارة، لم يقَطع نظراته مع جونقكوك حتى أثناء وضعه للسيجارة بين شفتِيه ونفثها بعيدًا عن جونقكوك.


لم يستَطع جونقكوك إلا أن يُفتن بجيمين الأن، لقد بدى فاتناً وبديعًا للغاية، أنه جَميل، جَميلٌ بشكل يفوق إستيعابة، وتصوره، بشكل يفوق تصديقه الأن بأن مايراه أمامه حقيقي.



تفحَصت أعُين جونقكوك ملاح جيمين بأعُين دائخة، كان ينظر مابين عينيه ويشعر بطنين يصدح برأسة بشكل غريبٍ، نظر إلى انفه الصغير والذي كان مُحمراً قليلاً بسبب الهواء البارد، نظر إلى خديه الممُتلئان، تِلك الخدان التي تمنحه منظرًا طفوليًا للغاية عندما يبتسم أو يعبس، وشفتِيه..شفتِيه الممتلئة للغاية، إبتلع جونقكوك بصعوبة وقبل أن يرفع أنظاره لأعين جيمين مجددًا وقعت عيناه على شىء ما، تِرقوة جيمين الظاهره من قميصة، حيث توجد هناك علامة قُبلة تركت لونًا أحمرًا قانِت وبارز، مما جعلت دم جونقكوك يغِلي على الفور.

لم يقل أي شىء، إختنقت الكلمات بداخلة، لطالما إختنقت الكلمات بداخلة وفضل ذالك على التفُوه بأي شىء، أبعد ناظريه تمامًا وحدق بالفراغ أمامه مع جبينٍ مُقطب وحاجبان معقُودان الأن.



"رأيتك تنظر إلي.." همس جيمين.

دحرج جونقكوك عينيه وتحرك فورًا ليقف أمام جيمين، نظر إليه لعدة ثوانٍ يُفكر بردٍ ما.

"وإذًا؟ هل هو ممنوع النظر إليك؟ أنت بالفعل تبدوا حقًا كشخص يُريد جلب الأنظار بما انك تتجول بالأرجاء بهذه العلامة على عظام تُرقوتك" نبرته كانت حادَة اكثر مما يجب.


لا

جونقكوك، توقف.

اللعنة ما الذي تفُوهت به؟



شعر بنفسه يندم فورًا حينما تفُوه بذالك ولاحظ إبتسامة جيمين التي اتسعَت وهو ينظر بعيدًا عن جونقكوك، ذالك كان إثباتًا واضحًا للسبب الذي يجعل جونقكوك يُفضل البقاء صامتًا.

إبتعد جونقكوك من أمام جيمين ليستند على الجدار مجددًا وهو يستنشق سيجارته عميقاً مجددًا، يُغمض عينيه بغضبٍ على نفسه ويمسح بيده على فخِذه.

"إذًا..بما انك لاحظتها، هل تعجبك؟"

"ماذا؟" نظر جونقكوك بتساؤل نحو جيمين.

"العلامة التي على ترقُوتي؟"

"هل كانت من الرجل الذي معك؟"

"لا شأن لك"

"هل فعلها لإرضاءك او رغمًا عنك؟ في حالة شخصٍ مثلك لايستطع المرء أن يحزر ابدًا" لايعلم جونقكوك حقًا لما يستمر بإيذاء جيمين بكلماته

رمَش جيمين بصدمة للحظات، جونقكوك حقًا لاينفَك عن تلك التعليقات، ربما كان الأمر بجيناته، كونه يميل لأن يختار الكلمات المؤذية دائمًا.

"أنا لا أقدر هذا النوع من التعليقات بالفِعل" علق جيمين بُسخرية.

"إذًا دعني أعلق مجددًا، إنها لاتُعجبني لقد قام أيًا كان من فعلها بعملٍ فاشل"


صمت حل لعدة ثوانٍ قبل أن ينطق جيمين بشىء جعل جونقكوك يشعُر بأن تلك الجُملة كانت من مُخيلته، وليست من جيمين.






"لما لاتُريني اذاً كيف يكون العمل الجيد؟"






كانت بنبرة ساخرة، لكنها كافية لجعل جونقكوك يتحرك من الجدار ليقف أمام جيمين مُباشرة. لايعلم لو كان جيمين يسخر فعلاً أو يُريد منه إثبات مهاراته حقًا، أو انه منتشي للغاية ومخمور للدرجة التي ستجعله يكتفِي بتلك الجملة ليأخذ هذه الفرصة، لكنه فعلها، سيلعن نفسة لاحقًا مليون مره لو لم يفعلها.

حدق مباشرة بأعُين جيمين، عَض على شفتِه السفليه وهو يقترب حتى يخترق مساحة جيمين الشخصية، دفعه أكثر على الجدار، إقترب حتى أصبح جسده يضغطُ على جسد جيمين، شعر بالدفء، الرياح الباردة لن تستطيع جعله يقشعر من البُروده الأن، لكن أنفه على أنف جيمين، وعيناه المُغلقة وهو يشعر بأنفاس جيمن ضد وجهه، جعلته يقشعر ويرتجف داخليًا بشىء أخر غير البرد.

أمسك بياقه قميص جيمين وأبعد وجهه، نظر إلى الأسفل، حيث تقَبع تلك العلامة بشكل مُقرف على بشرة جيمين النقِيه، نظر لجيمين للحظة أخرى، كانت أنفاسه تخرُج بصعوبةوعيناه شِبه مُغمضة وشفتِيه قابعه بين أسنانه.

أنزل جونقكوك رأسه حتى أصبح امام عظامِ ترقوة جيمين مباشرة، تنفس هُناك قليلاً بإستفزاز لجيمين، وأستنشق رائحة الفانيلا، أخرج لسانه ليلعَق على العلامة السابقة بشكل مفاجئ مما جعل جيمين يشهَق وبدى بأنه ندم على ذالك لأنه عض على شفتِيه فورًا، إبتسم جونقكوك بوِسع.

وشرعَ بالبدء بإثبات جودة عَمله.

أمتص فوق علامة جيمين السابقه بقسوة، يُقبلها لثوانٍ ثم يعود لإمتصاصها مجددًا وكأنه يُريد إخفاء تلك العلامة ووضع واحدة اخرى فوقها، أمتص بجانب تلك العلامة ونشَر القُبل بفمٍ مفتوح هناك وهو يسحب بشرة جيمين الشاحبة بأسنانه، وبالنسبة لجيمين، لقد كان من الصعب جدًا عليه أن يكتم أنينه الأن.


تسرب من شفتِيه أنين وتأوهات ناعمة حاول بقدر الإمكان جعلها تخرج بصوتٍ خافت، لكن يبدوا أن جونقكوك لم يكُن راضيًا عن مدى طبقة صوته، لأنه وضع عضاتٍ أخرى جعلت جيمين يشهق ويأن بصوتٍ أعلى، يداه وجدت طريقها لتتشابك بشعر جونقكوك من الخلف، إقترب جونقكوك منه بشكل أكبر، يضغط بجسدة على جسد جيمين وبحركة جعلت قلبَ جيمين يتوقف بشكلٍ مُفاجئ، وضع جونقكوك رُكبتة بين أفخاذ جيمين.



أخذ جونقكوك وقته، ينشُر القبل ويمتص هنا وهُناك ويلعق على بشرة جيمين ببُطء تام، جيمين هُنا، لاتتعجل، لن يرحل لأي مكان، يمكنك اخذ وقتك، ردد تلك الكلماتِ بداخله في كُل مره يشعر بأنه يُريد تقبيله بسرعة وشراهه.

جِلد جيمين تحول للون الوردي الذي يلعقُ فوقه جونقكوك ويبتعد قليلاً لينظُر برضى عندما شاهد تكون العلامات، لكنه لم يتوقف، واصل نشر القُبل وتغطية عُنق جيمين بالكثير من العلامات، أراد لو أن يدفِن رأسة هنا، بعُنق جيمين، ويختفي كُل شىء للأبد.



"جونقكوك...."

"اااه..."

تأوه جيمين بإسمة بصوتٍ رقيق ضرب بأعماق جونقكوك، لم يُلاحظ بأنه معجب بإسمه إلى هذا الحد سابقًا، لكنه يفعل الأن، جيمين يأن ويشد قبضتة على شعره ، هذة الأصوات دفعت جونقكوك للإستمرار، لوضعِ المزيد من العلامات، لتحويل بشرة جيمين البيضاء النقيِة إلى ألوان عديدة، يُقبل فوق علاماته التِي صنعها بشكل مُتسلسل ببُطء، ثم أبتعد ونظر إليها وأبتسم بفخَر على مافعله.



"كوك.."همس جيمين بصوتٍ ناعم وهو يُحاول إيقاف جونقكوك الأن عن طريق سحب شعره قليلاً.

"تـ..توقف..جونقكوك، إلهي...تـ... مُديري بالعمل سيكون غاضبًا لو رأها"
تحدث بصعوبة بسبب جونقكوك التي بدأ يُسرع بنشر القُبل وبدأ وكأنه فقد الصوت الذي كان يحثُه على عدم فُقدان السيطرة.

ولكن بالرغم من حديث جيمين، لم يهتم جونقكوك على الإطلاق، إرتفع بشفِيه حتى وصل إلى فك جيمين وطبَع قُبلة دبَقة هناك.

"جيد..دع الملعُون يرى ذالك"

"جونقكوك—.."

سحب جونقكوك نفسه اخيرًا، أبتعد وهو يتنفس بشِدة لأنه لم يدع لنفسة مجال للتنفس مُنذ أن شرع بالتقبيل، حدق بجيمين بأعُين دائخة ومُظلمه، يداه مشدودتان على خصر جيمين، وإرتسمت إبتسامة دائخة على شفتِيه عندما لاحظ تعابير جيمين الخِجلة والمُثاره بآن واحد.


"أراك لاحقًا....جيمين"

لاحظ تعابير جيمين المُحتاره وعيناه المتُوسعة قليلاً، إلتف على كعبيِه ليُشق خطواته للداخل مُجددًا، وهو يشعر بالرِضى يملأ داخله مع شىء أشبه بشعُور الإنتصار.














**



لقد كانت نهاية هذة الليلة الجامِحة، ولم تتمكن أعُين جونقكوك من إلتقاط جيمين مرة اخرى، بالرغم من أنه تجول بعيناة في جميع أرجاء وزوايا الملهى لكنه لم يجده، غادر تايهيونق مع الرجل الذي كان معه بعد أن قَبل جونقكوك على خده وهُو يعده بأنه سيكون بأمان وسيعود للمنزل بالصباح التالي.

غادر كُل من يونقي وسوكجين أيضًا، وأخذ جونقوك سيارة أجره ليعود إلى شقته بعد أن لاحظ أن الوقت تأخر وأنه مُنتصف الليل بالفعل، ماحدث مع جيمين قبل قليل لايزال يعبثِ بذهنه ويُسيطر على تفكيرة، لايزال يُفكر بمنظر جيمين، كيف قام بتقبِيله وطبع علاماته على بشرته النقيه، عندما كان يتأوه، يلهث، ويشد شعر جونقكوك، ويناديه بإسمه أثناء ذالك، عندما كان يعض على شفتِيه، كل هذا جعله يتفجر داخليًا، يشعر بأنه لن يستطيع النوم الليلة من شِدة التفكير، لقد سلبه عقله فعلاً، لقد إستوطن بتفكيِرة واللعنة رغم أنه لايريد ذالك.


عندما دخل إلى شقتة، فكر قليلاً بلمِس نفسه كما فعل بتلك الليلة عندما رقص له جيمين لكنه قاوم ذالك، اللعنة ذالك مثير للشفقة، بشكل سىء...لاُيريد أن يستوعب كونة يعبث مع نفسه فقط لأنه يُفكر بجيمين، لايريد أن يعترف بذالك لنفسه حتى، ذالك يرُعبة.




إسترخى على الأريكة وهو يتنهد، لقد عاد ذالك الشعُور الثقيل بداخله وهو يغرق بأفكاره المُتراكمة مجددًا.







لما...لِما جيمين يعمل بتلك الوظيفة الردئية؟ لما طالب جامعي بموهبة عظيمة مِثل التي يمتلكها يحتاج لأن يعمل بهذة الوظيفة؟ ويُعرض نفسه للأذى بهذا الشكل الشنِيع، هل يُحب جيمين تواجد الرجال حوله؟ هل هذا ماهو عليه من الداخل؟ وهل هو...هل جونقكوك سيكون واحدًا مِنهم؟ لقد قامت تِلك الفكرة بإحراقة بالكامل، والتساؤلات مَزقت عقله، بدى جيمين طاهرًا وبريئًا للغاية ليكُون بشخصية عاهر لعوب، التصادم الذي يراه جونقكوك بعقِلة جعله يتخبط بحيِرة، فضوله تجاه جيمين يؤلمة ، كونه يُفكر بالفتى بشكلٍ أكثر من اللازم، تِلك القُبلة فجرت بداخلة الكثير من الأشياء التي لم يستطِع جمعها حتى الأن، ولايضُن نفسه قادر على ذالك. لما كان يجب عليه أن يشعـ........




توقفت أفكارة عن التدفُق عندما سمِع طرقاً سريعًا ومُتكرراً على الباب، تفاجئ من كون تايهيونق عاد بها الوقتِ المُبكر، لم تمضي ساعة مُنذ ان خرج تاي مع ذالك الرجل، فَكر بشكل سىء بأن ذالك الرجل أذى تاي او حطم قلَبة وعامله بطريقة غير صحيحة، تِلك الفكرة التي أتت بذِهنة وهو يتجة لفتح الباب جعلته يُقسم بأنه سيبحث عن هذا الرجل غدًا ويُلكمه حتى يندم على اللحظة اللتي غمز بِها لصديقة المُفضل ووقعت أنظارهُ عليه.


وقف جونقكوك أمام الباب مُستعدًا لإستقبال صديقة بأحضانه، قام بفتحِه، ليكتشف أنه كان جيمين.






إبتلع جونقكوك بذهِول، جمين بدى مُحطمًا ويائسًا للغاية بالفعِل، عيونه الواسعة تلمع بطبِقة زجاجية لم يعلم جونقكوك لو كانت دُموعًا أو انه كان بريقها فقط ، يعضِ على شفتيه ويعقد حاجبيه بطريقة تدُل على أنه لم يكُن بخير.

"جيمين؟" همس جونقكوك بنبرة تدُل على صدمته.

خطى جيمين بداخل الشِقة وأعطى جونقكوك ظهره لعدة دقائق وهو يبُعثر شعرة، شعر جونقكوك بخطبٍ ما، اللعنة من قام بإيذاءه؟ هل تحرش به أحد لذالك إختفى بالملهى؟ لعِن جونقكوك تحت أنفاسه من الفِكرة وهو يشاهد ظهر جيمين الذي لازال يبعثر شعره بيديه.


"جيمين هل انتـ....."




لم يستطع جونقكوك إكمال حديثه بسبب جيمين الذي إلتفت بُسرعة مقتربًا من جونقكوك ليسحب ياقة قميصة ويدمِج شفتيهُما معًا، أطلق جونقكوك صوتًا مكُتوما بسبب صدمتِه ،  شفتيّ جيمين تُقبلة وتضغط ضد خاصته بقوة ، عيناه مُتوسعة الأن، تطلب منه عِدة ثوانٍ ليستُوعب ذالك ويتخذ زِمام التحُكم بالقُبلة، عاد جونقكوك بخطواتٍ سريعة للوراء حتى يُغلق الباب بظهره، وفي لمحَ البصر قلب الأدوار ليُمسك بجيمين ويدفع بظهره على الباب من غير أن يفصِل شفتيُهما لثانية واحدة، شعور الثِقل الذي كان على قلبه ، الأفكار التي كانت تُهلكه قبل قليل على الأريكة، الإرهاق الداخلي الذي يشعر به فقط بسبب جيمين، جميعة خرج في هذه القُبلة، شعر بجيمين وهُو يحاول إتخاذ السيطرة بالقُبله ليكوب وجهه بين يداه ويُعمقها حتى ألتهم شفتِيه بشكلٍ كامل، لعق شفتِي جيمين وعض عليها ليتأوه جيمين بصوتٍ عالي مما أعطاه الفُرصة ليُقحم لسانة بداخله، كانت قُبلة يائسة، مُتلهفة، عطِشة، وبعد عشرة دقائق أصبحت قذرِة للغاية.



بدأ جيمين يسحب قميص جونقكوك بغير وعِي مِنه وجونقكوك يمشي به أثناء القُبلة ببطء، يُعاني من أجل ان يصل للأريكة لأنه لم يُرد أن يفصل القبلة لو لثانيِة واحدة، إستلقى جونقكوك على الأريكة وهو يسحب جيمين فوقة من غير أن يتُوقف، يُقبلة بشِدة، يشعُر بكل جزء من شفتِيه وقلبه يتخبط وهو يحاول تعميق القُبلة لأبعد حد.



توقف جونقكوك قليلاً وهُو يبعد وجه جيمين عنه برِقه، أنوفهما لازالت تتلامس وأيدي جونقكوك الكبيره تُحيط بوجنتيه، حدق إلى جيمين مليًا، إلى لمعانِ عينيه، لم تكن دموعًا، لقد تأكد الأن.. أنه يملك ذالك البرِيق الفاتن بعيِنيه.




"لما....لِما توقفت؟" لهث جيمين وهو يتنفس بقُوة.


"ألا تحتاج التنفس قليلاً؟" إبتسم جونقكوك بجانبِيه.



"ألست ستُدربني على ذالك؟"
همس جيمين وهو ينظر إلى شفتِي جونقكوك مُجددًا.


سُحقًا ، لقد جلب ذالك أجَله.

"لتقَع علي اللعنة لو لم أقُم بذالك.." تمتم جونقكوك وهو يتأمل أُعين جيمين ولم يكون صوته مسموعًا.


"ماذا؟" همس جيمين بعقُدة بين حاجبيه لأنه لم يسمع ذالك، وبلمِح البصر قلبَه جونقكوك ليُصبح بالأسفل ويعتلِيه، مما يجعله يبتِلع وينسى كُل شىء أخر.



عاد جونقوك ليلتهِم شفتيه، إمتص السُفلية ليأن جيمين ويتحرك أسفله، بقيِ يُقبلة بنهَم لمدة فقد القُدرة على إدراكها، ولم يتشتت إنتباهه للحظة واحدة عن الفَتى القابِع أسفله، تحركت أيدي جيمين لتتسلل من تحت قميص جونقكوك وتلمس عضلات بطنه، تمتم جيمين بإسم جونقكوك أثناء القُبله ليشُد إنتباهه لكنه لم يتوقف عن تقبِيله حتى أمسك جيمين بوجهه للحظات.


إبتعد جونقكوك بأُعين دائخة وهو يلهث.

"تحتاج التنفسُ؟"



"لا..ضاِجعني"











**

Continue Reading

You'll Also Like

58.4K 2.7K 24
{مكتملة }نلتقي بالصدفة لتصبح انت اعز ما املك .... ليتنهي مسيرنا بموتنا بضروف قاسية.... تايهونغ ...شكرا لوجودك بجانبي جيمن ...اسف تايهونغ...لماذا...
2.2K 162 8
كاي: ما معنى الصداقة؟ كوك: لا أعرف كايي كاي: حسنا، كوكي اللطيف، لكن هل تعدني بأننا سنبقى أصدقاء للابد؟ كوك: نعم الرواية ليست سوى صداقة بين تي اكس تي...
442K 16.1K 37
حيث بارك جيمين شخص لطيف فى ال١٨ من عمره ومن عائله غنيه والده خائف عليه لذا قرر يبحث له عن حارس شخصى ليكون معه فى كل مكان .فمن هو الذى سيختاره جيمين...
33.3K 4.1K 12
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...