لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟

By YoumiruSan

43.8K 4.4K 7K

يريد تقبل العالم كما هو يريد ان يعيش مع الجميع بشدة تلك اللحظات التي رسمت بعقله جعلته ملحا ليتعلم اكثر .. لك... More

*المقدمة*
*لما انت تحديدا*
*لنحل القصة بمباراة*
~المستقبل~
*أين أنت*
*استسلامنا اسوأ من الفشل*
*نحن بداية هذا التغيير*
*لم يتغير شيء*
*ماذا اكون*
*اشاعات*
*أريد منافستك*
*المستقبل*
*خسارتك .. حماقة*
*أفضل أخ*
*امل ستبقى معنا*
*أنا خائف*
*أنا متوحد؟!*
*عيون اخي زرقاء*
*الإعتذار لايكفي*
*لمَ لمْ يقبل*
*ضياء غير الكثير*
*أخيرا رد على كلامه*
*لم أملك شيئا غيره*
*لقد وعدناك*
~المستقبل~
*الدعوة*
*لست بهذه ابطيبة*
*الحقيقة*
*سأدون ذلك دائما*
*كل ما فيك يكون اخي*
*صاحب المئة*
*أرجوك لا تقبل*
*اسئلتكم*
*أنه قرارك*
~المستقبل~
*أفتقده*
*لستَ صغيره*
*اياد*
*خلف القضبان*
*كنت وصيتها*
*سأنقذك دائما*
*من الضحية*
*لاتضع فرصتك*
*يوم غريب*
~المستقبل~
*المدرسة الأولى*
*نهاية الذكريات*
~المستقبل~
*انتصرنا .. امي*
~المستقبل~
~النهاية~
*فصل خاص*
*بأحد الأيام*

*لا افهمك*

688 84 102
By YoumiruSan

*
*
*
لنكمل مباشرة

دخل منزله مسرعا للمطبخ عند والدته فبعد قصة التي سمعها اليوم قد عرف قيمتها أكثر ليضمها شاكرا لكل شيء

لفت ذراعيها حوله بقلق : ضياء ما بك؟ أيؤلمك شيء؟

بضحكة رد : كيف ستسير حياتي بدون هذا السؤال؟
_أحمق ماذا حدث؟
_لاشيء .. امي أنا جائع
_و هذا ردك على كل شيء

ابتعد مبتسما ليسمع صوتا حادا ساخرا من خلفه : ماذا حدث لعقلك مجددا؟ لم تعد صغيرا

ضحك ضياء بنفسه مستديرا للرجل الجاد خلفه  فتقدم ليضمه قائلا : شكرا ابي

فحاول والده ابعاده عنه بعد ان ترك حقيبة يده تسقط ارضا : لنتصل بأقرب مشفى ما بك؟ اتركني لستُ امك

ورغم ذلك بقى ضياء يضحم متمسك به وأخذ ينادي ريم لتأتي هكذا حتى وقفت مندهشة لتصرخ بسعادة : ابي يعانق ضياء وأنا
_بل هو ..

لم يكمل والده كلماته لهجمت ريم عليهما وتضمه أيضا فلم يستطع فعل شيء «من أين خرج بحماقته هذه الآن كم مرةً أخبرته أن يكون رجلا ورجال لا يفعلون هذا»

ضياء: نعم سأفعل انت ابي
ريم: وابي ايضا

فضم كلاهما مبتسما : أبُ من إذا .. اعديت اختك بحماقتك

«كأن تعب اليوم بأكمله اختفى» سرعان ما عاد لمزاجه الأول قاصدا ضياء بكلامه : حسنا فهمنا اتركني

ضياء بضحكة : إذا اترك جديتك قليلا .. الجميع يمكنهم ضم عائلتهم

فقال والدهم بمكر مصطنع : أريد أكل شيء ما قبل أن أموت جوعا ابتعدا أو أبدا بكما

فبتعد ضياء منزعجا : لا تجيد المزاح .. هيا ريم كبرنا على هذا 
ريم بضحكة : انت تسخر منه

هنا تأتي ضربة رأسه من والده : إذا اصمت واجلس مكانك أو تموت حقا

أمسك رأسه متألما ضاحكا : حاضر ابي

كالعادة والدته وأخته يضحكان ليجلس مبتسما وسط دفئ عائلته

«دائما ما نركز على ما فقدنا وما تغير  متناسين ما موجود حولنا»

للحظة تخيل نفسه مكان هشام بمرضه ويعرف حقا الشيء الثمين الذي كان يملكه طول الوقت

«لو لم تكن عائلتي هكذا ماذا كنت سافعل وحدي .. مشاكل الاخرين تجعلنا نقتنع بكل جوانب حياتنا .. أنا لستُ وحيدًا وهذا أهم ما في الحياة»

تعلم درسا جيدا ليستريح قليلا بعد تناول طعامه ثم اتجه لمنزل بهاء وحين دخل غرفته وقف بهاء محدقا به كأنه انتظره لسنوات : بهاء تعرف اني لن أمَّلَ من بقائي معك أبدا

أنزل رأسه محدقا بالأرض : أعرف .. يجب أن تكون مع عائلتك

اقترب ليضع يديه على كتفيه فمما يرى فبهاء قد زاد تعلقه به في الأيام الأخيرة : بهاء لو بقي الأمر هكذا فستزداد الأشياء التي تخاف منها .. نعم أنا معك لكن أن تعتمد علي أكثر من الازم فهذا سيجعل المشكلة أكثر صعوبة مثلا يوم أخدك اصيل ماذا لو لم أتي .. ماذا كنت تفعل قبل أن تعرفني أتفهم ما أقصد

«لم يلمسني احد من مدة لكن كنت ..»

أخذ ضياء يده ملامسا وجه بهاء : بهاء ركز معي .. اتسمعني أنا هنا

كاد يختفي مع تفكيره لولا تنبيه ضياء فهز برأسه : لقد فهمت سأواجه مخاوفي بدل أن أهرب عندك

أبعد يده ليجلسه ق على المقعد كما كان ويجلس بجانبه قرب المكتب : وما قلته عن الدواء صباح اسمعني أحيانا تجنب ما لا نريد يكون أسوأ خيار لنا وفعله يحل المشكلة ببساطة

«ما قاله هشام صحيح لو وقف احد بوجه اصيل في البداية بدل تحقيق ما يريد ما كان لكل هذا ان يحدث له»

فاكمل كلامه مبتسما : أنا أشرب أدوية منذ أربعة سنوات إن كان الدواء علاجا لشيء يؤلمك حاول تقبله بدل أن تخاف

بعبوس : سأحاول 
_سنقرأ كل الادوية معا اخي لن يفعل شيئا دون رضاه .. ألم تتحمل الكثير .. لتتحمل لكن بطريقة الصحيحة وطبعا سأكون معك
_امم
ضياء بضحكة : لا تجعل وجهك هكذا أنا فقط أخبرك أن تعتمد على نفسك لتكون قويا

اضاف كلماته متذكرا حديث هشام : لا أقصد أن ابتعد لكن اعتمادك عليَّ سيجعلك شخصا ضعيفا

«لحظة أهذا ما فعله اصيل لم يقصد أن يبتعده بل أن لا يكون هشام مثله فخلط الأمر عليه لأنه بقيَّ وحده .. عليَّ أن أكون واضحا ليفهم بهاء .. أما هشام لا يحتاج ذلك ليفهم وما قاله بعدها ~أنا أكره كل ما يفعل يستحيل أن أتبع طريقه~ أيعقل؟»

رفع بهاء عينيه لضياء قائلا بحزن : لا تقل أيضا أنه لايمكنني ضمك بعد كل ما قد افعله وحدي حتى في المنزل
_بل يمكنك أين اخي الذي لايهم شيء .. تعال عندي متى ما تريد

بعبوس : لكنهم لا يحبون ذلك لا أريد أن ينظر أحد لنا بغرابة

ضياء بابتسامة :وماذا يحب بهاء؟

قلب وجهه لابتسامة سعيدة ليجيب : ضياء

بهذا ضمه ليرتاح قليلا وأول ما قرر تجاوزه من خوف هو قراءة رسائل اخيه بنفسه

كما حدث أمس فتحا صفحة الصور ليجدا ورقتين ما فهما من الأولى انه عيد مولد بهاء وكتب من فوق سنتين قد تحسن خطه بشكل لافت اما الورقة الثانية بدأت بهاء بقراءتها

لؤي: هل سامحتني؟

كانت تسائلا مكتوبا باول سطر وحده وكأنه ينتظر من بهاء أن يرد ففعل ذلك بضحكة : طبعا تعرف ذلك

لؤي: أظنك فهمت أنه عيد مولدك لكن سأخبرك ما كان يحدث قبله ببضعت أشهر .. كنت دائما ما أعود من المدرسة لأجلس معك وأحدثك رغم أنك لا ترد كنت انتظرك كل يوم سماع ردك في حين امي قالت أنه يوجد أطفال يتأخرون في كلامهم رغم أن ضياء بدأ ينطق بعض الكلمات

كلاكما اصبح يمشي ويجلس بشكل جيد لم تحدث أشياء مهمةً طول الوقت .. لكن ليس بعد كل ما فهمته .. كنت أحضر ضياء لمنزلنا وهو طبعا لا يتوقف ليرتاح ولو للحظة .. مرةً فوق الأريكة ومرةً على الطاولة .. يقفز من مكان لأخر ربما كان يحاول الطيران رغم خوفه من أن نرفعه في الهواء .. كان يصرخ كثييرا و يبكي لننزله

بهاء بضحكة التفت لضياء : هل تخاف من المرتفاعات؟
ضياء بجدية: لا تضحك لا أخافها كنت صغيرا فقط ربما خفت أن أقع

ضحك ليكمل

لؤي: الجميع كان يقول أنه يشبهني

بهاء: و مازال كذلك

لؤي: ويظنونه اخي حقا لأنك لا تشبهني في أي شيء .. الهدوء هذا كل ما كنا نعرفه عنك .. ربما تصرفات ضياء الطائشة قد اخفتك تلك المدة .. وأحيانا ينقلب الموقف فمن الطبيعي أن تضرب أو تدفع ضياء بعيدا ا إذا كَسر أحد ألعابك لكن أن تنتظر أن تعود لعبتك لما عليه هذا الغير متوقع

بهاء: ضياء هل فهمت شيئا؟
ضياء: لا اعرف

لؤي: هناك بدأت غرابة تصرفاتك تظهر .. صراخك على ألعابك لم يكن عاديا وأحيانا لمْ تكترث إذا كسرت .. حسنا العاب وتحبها لابأس .. تضرب ضياء ليبكي فتختفي من حولنا في حين أكون مشغولا بتهدأت ضياء .. ربما لا تريد رؤيته يبكي أو ربما ندمت لضربه .. لكنك تعود مكانك لتكمل لعبك أو لنقل تحديقك لألعابك دون أن تهتم .. هل تكره ضياء لتعامله هكذا أو ربما تحب العابك أكثر

بهاء: لا اعرف لمَ افعل ذلك لكن أنا لا أكرهه

«مازل يريد أن يرد عليه» ضحك ضياء في نسه ليكمل بهاء

لؤي: انا اتحدث عنك قبل عامين من عمرك وليس الآن .. إذا لم يكن ضياء معك فستتذكره

ضياء: احتمالات
بهاء: امم

لؤي: لكن بعد التفكير أرى أنك لا تحب الجميع ببساطة .. أنت لا تطلب من أحد أن يحملك .. تبعد كل من يقترب منك ليعانقك وأحيانا تهرب .. فقط نتركك بعض الوقت لتعود لنا حتى تبعتك مرةً بعد بكاء ضياء لأجدك بزاوية الغرفة تغمض عينيك وتقفل أذنيك بقوة .. ماذا يحدث لك؟ .. كنت ترتجف خوفا ونحن لم نكن نراك .. اقتربت منك لأفهم ما أصابك فهربت مجددا .. فكرت وفكرت وأنا أراقبك متى تفعل هذا؟

إذا صرخ ضياء .. إذا اقترب أحد منك .. عندما يوجد ضيوف بالمنزل وعندما نذهب لمنزل آخر .. بعيونك وشكلك دائما ما كنت تأخذ انتباه من حولنا .. وطبعا أي شخص سيحاول ضمك أو تقبيلك وأنت صغير كنت تضعني في مواقف محرجةً بابعادك لهم أو الصراخ الذي لا أفهمه فتوقفت عن اخراجك لشارع لأشهر ..

كنت ترمي كل ما تجده على السرير لكن ان كان مرتبا فتجلس ببساطة .. امي لم تخبرني عن هذه التصرفات .. إن كنت طول الوقت معها يستحيل أن لا تراك أو تسمع صراخك .. بهاء حقا يكره الفوضى الجميع وضيق الجو وهم حوله لم أجد جوابا آخر .. بدأت أحاول ترتيب ما تكرهه لعلك تحبه وطبعا ذلك لم يحدث .. فقط أجبرتني على ترتيب غرفتي كل يوم

ضياء: وأنا أيضا لأنه مهووس نظام
بهاء: اصمت لا استطيع الجلوس وسط الفوضى ذلك مزعج جدا
ضياء: معك حق

لؤي: حاولت أن ابقيك معنا إذا بكى ضياء ربما لا تعرف ما عليك فعله فتهرب مجددا .. حسنا كنت أحدث حائطا بنظري فأنت لا تسمعني أو لا تهتم لما أقول تلك الأشياء التي تنظر لها أفضل منا .. نحن عائلتك إن لمْ تعرف

بهاء: اعرف

لؤي: لم تكن تعرف ونحن لم نلاحظ أخذت وقتا طويلا حتى فهمت أنك حقا لا تعرف .. كنت ابكي عند امي كثيرا لأنك لا تستجيب لأي شيء اعلمه لك .. وآسف لأني لم اخبرك
بهاء: كم مرةً سيعتذر
ضياء: حتى تسامحه

اكمل دون أن يجيبه

لؤي: كيف تأكل .. كيف تلبس ..كيف تنطق بعض الكلمات أو  ن تقول أنك جائع على الأقل وأسوء من كل هذا كيف تنام طول اليل .. اتعبت امي كثيرا بسهرك أما أنا يجب أن أنام من اجل المدرسة .. كل هذا الفشل رغم أني وعدتك بأن أعتني بك .. تم احباطي تماما .. تقريبا نسيت كل العالم وما يحدث به اخي هو كل ما أراه أمامي والفرق الشاسع بينه وبين ضياء أعرف أنه لا يجوز مقارنة الصغار ببعض لكن كيف تفعل خالتي ذلك فضياء ينادي عليها كلما بكى .. مجرد قبلة من امه ستجعله يهدأ .. ينام مساءا و يمكنه النوم ليلا أيضا .. يتناول طعامه بيديه أو بفمه مباشرتا ويستمتع بتلطيخ نفسه وضحكه لا يتوقف حسنا ضياء كان اعصار فوضى

بهاء: إعصار ..  مازال كذلك
ضياء: هذا محرج اصمت

لؤي: أما بهاء يبقى منزعجا يرتب صحنه ليأكل ويصرخ معضم الوقت .. كنا نظن أن الطعام لايعحبك واتضح أنك تكره أن تتسخ أصابعك فهل تتخيل ما يحدث إذا اتسخت ملابسك؟ .. أصبحت تأكل وأنا أمسح حتى تنتهي .. وكلما سألت خالتي تقول انه شيئ عادي يمكن لكل طفل فعله ..

لكن بهاء لايمكنه .. أنا وضياء نرمي أحديتنا بأي مكان أما  نت من كتر نظامك الزائد تضع حدائك موازيا بشكل دقيق لتقسيمات بلاط الارض .. تهتم لتفاصيل تافهةً عندنا والأهم من كل هذا من علمك النظام اساسا؟

بهاء: اسف .. أنا حقا لم أقصد

لؤي: قلت لك ابتسم فقط لك أخ  كبر وآخر أصغر لا تخف من شيء وأنت معنا

بهاء بابتسامة : نعم

لؤي: هذه الورقة لا تكفي افتح أخرى لتفهم ما بعد عيد ميلادك التاني

بهاء: حاضر

فنذ ذلك ليلاحظة أما الصورة قد جمعة ثلاثتهما ويبدو ان احتفالا ما كان قائما فبعض الألعاب على الطاول لكن تعابير بهاء خالية من المشاعر عكس ضياء، فاكمل القراءة

لؤي: وكان عيد مولد مفاجئا حيث اقفلت الاضواء وجعلت ضياء يلهيك بعض الوقت لتدخل لصالة في النهاية لم يفاجئك أترى تعابيرك؟

..الجميع كان يتمنى رؤيتك تبتسم .. دائمل ما كنت أظنك تعيش بعالم بعيد عن الجميع حيث لا يمكنك رؤيتنا .. نحن معك فأين أنت لمَ لا يمكنك أن ترد وتخبرنا بما تفكر؟

بهاء: كلما تذكرت طفولتي أجد نفسي لا استطيع الكلام أو لا أعرف ما أقول .. لكن حقا كنت اعرف ما يحدث حولي وهذا بعدما بدأت انطق ببضعت كلمات
ضياء: كيف؟

بهاء: لا  فهم جيدا لكن كنت أخبر لؤي أن ابتعد أني خائف أني أهتم أو العكس أخبره داخلي فقط
ضياء: حسنا لا تقلق سيشرح لؤي لن
بهاء: امم أتمنى ذلك

لؤي: المهم يوم مولدك اخترت لك ألعاب تركيبية بأشكال وألوان مختلفة التي في الصورة .. أردت أن نتخيل كثيرا ونبني عالما بألعابك .. وبدأنا اللعب .. أنا وضياء نركب وبهاء يفسد .. كل ما نصنعه لا يعجبك .. انزعجت كثيرا وكثيرا جدا لدرجة أنك كدت تقول .. توقفوا اللعبة لا تلعب هكذا .. لم افعل شيئا غير الابتعاد بضياء لنراقب ما تفعل

بهاء: أخبرتنا امي بهذا
ضياء: رتبتها

لؤي: لم تركب اللعب بل رتبتها بطريقة جعلتنا مندهشين حقا كل المجسمات المتشابه لونا وشكلا موضوعة بصف واحد من أكبرها لأصغرها .. لم يمضي وقت حتى غير ضياء اللعبت لأصلها وبدأ تركيبها لتعود لدفع وترتيبها .. تركناكما تتصارعان حتى قسمناها بينكما

ضياء بضحكة: كنا نتشاجر كثيرا على ما يبدوا
بهاء: نعم و امي لم تخبرنا عن هذه التفاصيل

لؤي: بهاء اعاد ترتيب نصفه من جديد بنفس الطريقة حاولت أن أشرح لضياء أن يفعل مثلك لكن لم استطع تعليمه الفرق بين الالوان أو حتى الأشكال كل ما فهمه أن اللعبة لتركيب عكسك تماما .. في تلك اللحظة بهاء أظهر جانبا عجيبا منه أخذت أرتب الألوان بطرق مختلفة وكلما بعثرتها بهاء يرتبها بنفسِ طريقتي كأنه شيء بسيط عندك .. في حين ضياء لم يستطع فعلها .. بعدها بدأت أفكر بألعاب تعليمية تحتاج التركيز والهدوء مثلا الصور المتطابقة .. كلما قلبنا الصور بهاء يفوز علينا ويتذكر أماكن الصور بسهولة لكن عندما أصبحت أكثر من عشر صور تتوقف وتخطئ ببعضها ..

أصلا لم تهتم لربح أو خصارة اللعب بل لحلها وتبقى تعيد وتعيد حتى تجد كل الصور المتطابقة دون أن تمل .. وهكذا غيرت قواعد معضم ألعابنا في حين يجب أن تنطق أسماء الأشياء التي أشير لها في بعض الصور كنت تأخد الصور لما يطابقها من الاشياء حولنا لكن إن لم تجد ما يطابقها فتقلب البيت بحثا عن حيوانات مثلا لكن أين ستجدها مستحيل

.. كل ما فعلته هو إعادة رسم أشكال تشبه الحيوانات لتضع الصور بجانبها .. والغريب حقا أنك تعلقت بالقلم والرسم عندما رأيتني .. استيقظنا مرة ولم نجد حائطا واحد دون أشكال غريبة عليه .. عانيت مع امي كثيرا حتى ننظفها .. ومع ذلك كنا سعداء جميعا لاقترابك منا بهذه الألعاب .. وبقت بعض المشاكل لم نفهم ماعلينا فعله معك لتفهم أن عليك أن تستحم وتقص شعرك الطويل وتضمنا ربما مع انتظارنا ان تنطق .. الجميع يظنني أملك أختا بدل أخ بل أختا جميلتا أيضا بسبب شعرك

اوقفه ضياء ضاحكا : لحظة لأضحك
بهاء بانزعاج :  توقف لست فتاةً

ضياء كاتما ضحكاته : آسف اكمل اكمل

لؤي: وفوقها كان طوله يزعجك جدا أحيانا تشد طرف شعرك بقوة وتصرخ ونحن نحاول أن نمنعك إن كان مزعجا لهذه الدرجة فلتقصه لكن لم تسمح للحلاق أن يلمسك وقلبت المحل .. قال الحلاق أنه معتاد على الصغار لكن كنت أصعب صغير يواجهه فلم يستطع قص شعرك فعدنا للمنزل وحاولنا معك لكن دون جدوا لم نعرف حقا ما علينا فعله ..

ضياء قص شعره بشكل عادي جدا قلت لامي لنربطه لك وطبعا لم توافق ركظنا خلفك حتى تعبنا وما حل القصة أني بقيت اللعب بشعر امي واربطه علك تفهم ومن المفترض أن تنظر لامي لكن لم توقف النظر لي حتى ربطت امي شعري رغم قصره فأتيت أخيرا عندي لأربط شعرك وهكذا لم يعد يزعجك بل اعجبك كثيرا لا تتوقع أنك ضحكت مثلا بل جلست مكانك بهدوء ففهمت أنه اعجبك وتوقفت عن شده

بهاء: هااا ما كل هذا
ضياء: لمَ لم تقصه وتنهي القصة؟
بهاء: ولمَ قصصته أنت؟
ضياء: هم من فعلو وليس أنا
بهاء:"وأنا لم يستطيعوا وهذا كل ما حدث

«كيف علمه ان يرد هكذا» رد بانزعاج : حسنا اكمل ماذا عن الاستحمام؟

لؤي: فهمت أن بهاء ربما يقلدني لكن أحيانا فقط حسنا هو هادئ دائما لكن إن انزعج فالأمر يصبح كارثة .. كلما يدخل ليستحم يبكي كثير حاولت أن أقنع نفسي أنه لا يكره الماء .. وامي ظلت تقول أن معضم الأطفال هكذا .. إنه ماء وحسب ماذا فعل لك حتى تكرهه؟

.. ربما لو أجبت من البداية عن هذا لما سمعنا صراخك .. افتح ورقةً أخرى لتكمل هذه الأوراق مزعجة جدا

بهاء: اه لم تنتهي بعد
ضياء: سيخبرنا متى علينا أن نتوقف

قلبو صفحة اخرى ليعلق بهاء على صورة : اه إذا حدث الكثير حتى أتبلل بالماء هذا
ضياء: والاخرى ثلاثتتا في سطح منزلك

اخرجا الورقة من بينهما ليقرأ تكملة القصة

لؤي: كان الوقت صيفا وكالعادة هربت حتى لا تستحم فملأت قارورت الماء وبقيت أركض خلفك حتى توقفت بزاوية الغرفة حيث لا مهرب لك بقيت تركز على القارورة حتى رفعتها لافرغها فوق رأسي مبتسما لك .. أنت لم تفهم ما فعلته .. عدت إلى الحمام وقد تبعتني .. لعبت بالماء مع امي وبللنا بعضنا ضحكنا كثيرا يومها .. منزلنا أصبح مسبحا من اجلك ناديتك كثيرا لتدخل .. أما انت وقف بصمت أمام الباب تراقب الماء .. وضعت قارورةً صغيرةً امامك وانتظرناك لتحملها .. وبعد وقت من تحديقك اكتشفت أنها ليست وحشا مثلا .. حملتها وحاولت افراغها .. فأخذت بعض منها ورششته على وجهك .. تعابيرك وقتها جعلني أفهم .. لم تكرهه بل كنت تخافه .. تخاف أن يلمسك الماء وامي كانت تدخلك حوضا صغيرا لتستحم .. مجرد قطرات جعلتك ترتجف .. لو ما استنتجته صحيح .. فذلك الحمام كان رعبا بالنسبة لك .. نظرت بطريقة مختلفة لك .. إذا هل تخاف منا ايضا؟

بهاء : ربما لكن ليس منك

لؤي : رغم أني أحب أن تكون قريبا مني لكن كما تريد لن أحاول معانقتك مجددا أو جعل أي أحد يقترب منك حتى نجد حلا معا .. من يومها أنقصت كمية الماء التي تستحم بها .. حاولت أن ألاعبك بقطرات حتى تعتاده .. إن كنت تخاف من شيء فأحبه ولن تخاف منه .. جعلت ذلك الحمام ممتعا بألعابك فانت تركز كثيرا معها .. من يومها وأنا احممك بدل امي وقد أصبحت أكثر هدوء وكلما استحممت أحببت الماء أكثر لدرجة أن الصيف الذي بعده لعبنا كثيرا به .. ولهذا تحب المطر .. مرضنا كثيرا بسبب خروجك المفاجئ كلما نزل المطر .. كنت احاول ادخالك ولم اكن ألعب
ضياء بضحكة متذكرا كلام بهاء السابق عن ركضه مع لؤي تحت المطر : لم يكن يلعب بل يطاردك
بهاء: إذا هكذا كانت البداية.. طبعا أحبه 

ضياء بسخرية : سؤال .. متى توقف لؤي عن الدخول معك حينما تستحم؟  اجب
بهاء رد بثقة : المهم قبل والدتك اخبرني أولا
ضياء: هااا ردودك قاتلك أنت أولا

حدقا ببعض ليجيبا بوقت واحد : الثامنة
بهاء:السابعة

فانفجر بهاء ضحكا عليه : لاتحاول السخرية مني مجددا
ضياء: حاضر دائما ماتفوز عليَّ اكمل

لؤي: هكذا أكملت أيامك حتى السنتين ونصف وأنا أحاول ازالت خوفك .. تريد مكان هاذئا بعيدا عن الجميع لتجلس فيه ربما وقتها ستسمع كلامي على الأقل .. مع ذلك الحر أردت البقاء بسطح منزلنا فصعدنا معا وهناك ألاحظ بهاء لم يرى النجوم من قبل .. لن أتحدث عن تعابيرك فلاشيء يمكنه أن يجعلك تبتسم لكن وسط نور القمر رأيت عيونك تلمع لا أعرف كيف اصف لكن مجرد نجوم جعلتك سعيدا ربما .. لم تتوقف عن الدوران لرؤيتها .. حاولت كثيرا امساكها رغم أنك لا ترفع يدك لأي شيء حاولت وحاولت وأنت تدور .. لم أصدق عيني وقتها فقط جلست لأنظر لك .. فنسيت أنه يمكن أن يصيبك دوار وتسقط وذلك ما حدث فأمسكتك وأنا جالس .. ظننتك ستهرب كالعاد لكن لم تفعل بل أكملت تحديقك للسماء .. لم أفهم شيئا لمَ لمْ تهرب؟ لمَ أحببت النجوم لهذه الدرجة؟

.. بعد مدة نمت .. كانت ليلةً غريبةً جدا بكل معنى الكلمة فماذا حدث بعالمك الصامة؟ .. تكرر ذلك كثيرا كل مرة تبقى تدور حتى تسقط لأمسكك وتحدق للسماء حتى أصبحت تدور وتأتي عندي وحدك أتعرف ما فهمته بعد أن فعلت مثلك .. حين توقفنا عن الدوران واصل كل ما حولنا دورانه وذلك ما كنت تراه .. عندما استلقينا لنرى أن النجوم مازالت تدور أيضا .. منظرها كان مذهلا حقا .. أصبحت تنام بسرعة هكذا فأبقى ألعب بشعرك حتى أتعب .. اخي حقا ينام بهدوء ..  امي استغربت ذلك أيضا .. تأتى كل فترة لتراقب نومك تقبلنا وتعود لنومها .. و توقفت عن فعل هذا بعدها .. لكن هه انا من كنت أقبلك وأنت نائم ولا تهرب إن ضممتك

ضياء:إذا أنت فقط تحب السماء وليس بسبب لؤي
بهاء: لم أكن اعرف 
ضياء: اكمل أين أنا

لؤي: بعد أيام أخذنا ضياء معنا للسطح لنسهر لكنه جلس بجانبي فقط .. وأنت تدور مجددا و مجددا .. فوقف يدور أيضا مثلك لكن للحظات فقط وتوقف فخاف كثيرا عندما بدأ كل شيء حول بالدوران .. ~لؤي .. ساسقط .. لؤي~  هذا كل ما قاله وأنا أضحك أمسكته وأخبرته أن يغمضة عينيه ويهدأ فسمع كلامي ضممته عندي وأنا أفكر بأن هذا أعجب بهاء في حين أنه أخاف ضياء .. بعد وقت فتح ضياء عينيه وضحك على نفسه وعانقني بسعادة .. فرفعت رأسي لأجدك تحدق بنا بدل النجوم .. لماذا؟ أنا حقا لا افهم شيء فيك  ~ماذا تريد؟ اخبرني~ .. طبعا لم ترد .. كنت أضم ضياء بذراع ورفعت ذراعي الأخر لك .. فركضت لتعانقني كضياء ..

كلاكما يعانقني ولا يريد تركي وأنا جاس لافا ذراعيا حولكما .. قبل أن استوعب فكرة أن بهاء يعانقني .. ابتعد ضياء قليلا وقبل خدي فلتفت له لاسأله ~هل أمك تفعل هكذا لك؟~ وافق على كلامي لأخبره أنها تحب لهذا لايجب أن يزعجها لم أكمل كلامي حتى .. اااه اعجز عن وصف تلك اللحظة .. بهاء قبل خدي من جهته .. بهاء قبلني كما لم يفعل لأحد من قبل لا اعرف لماذا؟ وربما كان مجرد تقليد لضياء لكني حملتكما معا ومت سعادةً يومها لدرجة أني لم أنس ثانية واحدةً مما حدث فقط أضمكما وأدور

.. فبدأ صراخ ضياء المضحك لأنه خاف أن أسقطه فانتبهت .. بهاء لم يخف من هذا ألا يعرف أنه يمكن أن يسقط؟ .. أنزلت ضياء أرضا ليصمت أما انت رفعتك أكثر الى السماء فلم تخف ولم تصرخ .. الكثير من الاشياء تخيفك لكن لا تخاف أن تسقط .. رفعت رأسك للسماء ويديك لتحاول امساك النجوم من جديد .. أنا حقا لا افهمك أنزلتك أرضا لتعود لدورانك وتأتي لتجلس عندي وتحدق بالسماء وضياء بجانبي استند علي وأخبرني أنه سينام ففعلت مثله وأغمضت عينيك ونمتما ..

تقليدك له جعلني أفكر بالكثير من الأشياء حتى أعلمك .. ضياء حقا ساعدني كثيرًا .. بعد فترة أنزلتكما ونمنا معا بعد أن اخبرت خالتي وكما افعل دائما

......... بهاء ...

أكملت كلماته وأنا أتذكر ما يقوله كل ليلة لي ~بهاء سأحبك دائما فأخبرني ما يزعجك أنا لن أتخلى عنك .. أريد فقط أن أفهمك .. سأعلمك سأكون معك .. لابأس بأي شيء إن كان من أجل اخي~

لم أكن أرد عليك فقط أضمه ليقبل حبيني وننام تركت تلك الورقة فاستندت على ضياء ليضمني : لقد انتهت
ضياء: بهاء لا أحب رؤيتك هكذا لؤي يقول أنه سعيد وأنت تبكي

لكن ذلك مؤلم جدا : أنا لم أكن أخبره بشيء لا عن المدرسة ولا عن ما أشعر به اتجاه الجميع ولا ما يزعجني هو فقط يفهمني دون أن أقول

لكني أخبر ضياء بكل شيء مهما كان بسيطا تفاجأ بذلك لأشرح : لقد كنت مخطئا كل ما كنت أفكر به أني سأقول كل شيء للؤي حين يعود .. وقد عاد

مسح على شعري يحاول طمأنتي
ضياء : المهم انه يفهمك أي أنه يفهم أنك لم تكن تستطيع فقط
_ضياء سنكمل قرأتها غدا
_حسنا اهدأ
_انا بخير

ان لم احقق ما يريد لؤي .. فكل ما فعله لأجلي سيكون بلا فائدة مسحت دموعي وابتعدت مبتسما : كل شيء بخير لا تقلق

يجب أن أبقى مركزا على ماهو مهم الآن 
_جيد .. يمكنني أن أعود لمنزلي سأجمع أغراضي وأتي بعد العشاء
_لا داعي لن ..
_اصمت لست من تقرر

فجأة أخذ يدي ليجرني خلفه حتى نزلنا الدرج وادخلني للمطبخ حيث امي تحظر العشاء فرفع صوته
ضياء: بهاء يريد مساعدتك .. قال أنه سيغسل الاطباق

متى قلتُ ذلك؟ لا أفهم ردت امي و هي تضحك
الام: لا عليك  .. سأفعل ذلك

ضياء: كان مصر جدا هو فقط يريد البقاء معك ولا يريد تدريسي .. لهذا عاقبيه

ما به؟ أنا لم أقل لكن سأجرحها إن رفضت لم أبقى معها بالمطبخ من وقت طويل

الام: اذا هكذا
ضياء: المهم سأهرب لمنزلي لا دخل لي .. خالتي سأنام هنا اليوم بعد اذنك

الام: حسنا .. سننتظرك

.............

خرج ضياء ليبقى بهاء واقفا مكانه برتباك محرجا : ما بك؟ الأطباق تنتظر

تقدم جهتها : حاضر .. من اين ابدأ؟

ربتت على رأسه ممازحةً : أمزح وحسب اجلس فقط وإن لم ترد اذهب لغرفتك هذا عملي

أمسك يدها لينزلها من على رأسه متذكرا اخاه و مساعدته لها معيدا كلماته : ليس لأني ولد لا يمكنني مساعدت امي

_حسنا

قالتها بضحكة ليبدأ بهاء بغسل بعض الأطباق في صمت ثم انتبه اخيرا لسبب احضار ضياء له هنا

«يجب أن أحدثها» نادى عليها ليسأل بعدها : هل ازعجتك عندما كنت صغيرا

ابتسمت والدته لتجيبه : كنت هادئا كم مرةً اخبرتك بهذا

«بنسبت لي كنت صغيرا ومهما كان ماقد فعلته فكانت تصرفات صغير يكون ابني»

_آسف

بهذا حاولت الحديث معه كما يفعل : ما أحوال دراستك
_جيدة
_ ننتظر نتيجةً احسن بامتحان الشهادة لمَ ترفض أن تأخذ دروس خصوصية؟ صدقني ستفيدك جدا
_لا احتاجها يكفي أن أدرس مع ضياء

والدته بضحكة : إذا أنتما تستمتعان معا
_نعم و يجعلني اعيد الدروس كثيرا
_لابأس تحمله

فكرت قليلا لتسأل بما أنه يجيبها : أوجدت حلما ما؟ .. ماذا سيكون ابني مستقبلا؟
_طبيبا
_اه هذا صعب جدا

بابتسامة : وعدت ضياء أن أكون طبيب قلب

باندهاش : إذا طب جراحي لأجله .. احلامك كبيرة جدا .. سأكون سعيدةً جدا وقتها انتظر أن تحققه .. وماذا عن ضياء؟
_قال سيبحث عن واحد
_جيد و احسنت بمساعدته

«بعد فترة سأخبرك بكل شيء انتظرين قليلا بعد امي .. ذلك الاحمق لم يرد ان ابقى وحدي لهذا احظرني هنا»

Continue Reading

You'll Also Like

855K 48.5K 48
كل سنة تختار شجرة الاقدار مجموعة من الفتية والفتيات لتجمع بينهم في رابطة زواج مقدس ، إنهم شبان من نخبة فصائل الآرينش الأربعة ، بهدف إنتاج جيل أقوى ي...
77.4K 7.3K 37
في حُجرةٍ ضيقة... إضاءتها خافِتة... فتحَت الكتاب وبدأت بقراءة القصة لطفلها... كانت تقرؤها له دومًا... فتعلق بها وأحبها... فسمّى شقيقه على اسم بطل...
51.5K 3.5K 19
هل أحسست يوماً بأنك غير مرئي ؟ هل أحسست يوماً بأن وجودك مثل عدمه ؟ هل أحسست يوماً بأنك ستعيش وحيداً وستموت وحيداً ؟
1M 53.2K 13
{هُو كانَ أُستاذِي ووالدَ طِفلِي.. هو رَجلِي جيُون} _ _ جيون جونغكوك جيون مارلين جيون داي سون