لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟

By YoumiruSan

44.6K 4.4K 7K

يريد تقبل العالم كما هو يريد ان يعيش مع الجميع بشدة تلك اللحظات التي رسمت بعقله جعلته ملحا ليتعلم اكثر .. لك... More

*المقدمة*
*لما انت تحديدا*
*لنحل القصة بمباراة*
~المستقبل~
*أين أنت*
*استسلامنا اسوأ من الفشل*
*نحن بداية هذا التغيير*
*لم يتغير شيء*
*ماذا اكون*
*اشاعات*
*أريد منافستك*
*المستقبل*
*خسارتك .. حماقة*
*أفضل أخ*
*امل ستبقى معنا*
*أنا خائف*
*أنا متوحد؟!*
*عيون اخي زرقاء*
*الإعتذار لايكفي*
*لمَ لمْ يقبل*
*ضياء غير الكثير*
*أخيرا رد على كلامه*
*لا افهمك*
*لقد وعدناك*
~المستقبل~
*الدعوة*
*لست بهذه ابطيبة*
*الحقيقة*
*سأدون ذلك دائما*
*كل ما فيك يكون اخي*
*صاحب المئة*
*أرجوك لا تقبل*
*اسئلتكم*
*أنه قرارك*
~المستقبل~
*أفتقده*
*لستَ صغيره*
*اياد*
*خلف القضبان*
*كنت وصيتها*
*سأنقذك دائما*
*من الضحية*
*لاتضع فرصتك*
*يوم غريب*
~المستقبل~
*المدرسة الأولى*
*نهاية الذكريات*
~المستقبل~
*انتصرنا .. امي*
~المستقبل~
~النهاية~
*فصل خاص*
*بأحد الأيام*

*لم أملك شيئا غيره*

676 83 80
By YoumiruSan

اخيرا انتهيت .. حظ هذا الفصل

قد رد لؤي على حديث بهاء أخيرا عن طريق رسائل خبأها بالبوم صور طفولتهما رسائل كان متأكد أنه لن يفتحه أحد غيرهما وبذلك لؤي لم ينس ضياء حقا وهذا جعله سعيدا بحق هكذا ناما تلك اليلة ليتفاجأ ضياء بتاخر الاخر فقد سهر يدرس طول الليل والآن هو بالحجرة سينام وقت راحة الصباح

*************

امل بقلق وهي تلاحظ تعب بهاء الذي يسند رأسه لطاولة : بهاء أنت بخير؟
بهاء: امم

خرج الجميع ليضع ضياء مقعده بجانب بهاء ملامسا رأسه : حسنا استرح

امل: لن تخرجا إذا
ضياء: نعم على ما يبدو
بهاء مغمضا عينيه بتعب : إن كنت تريد الذهاب معها فلابأس

نقر جبهته ممازحا : لن أتركك وحدك .. اصمت فقط
امل: حسنا نادين تنتظرني يجب أن اسرع

ابتسم ضياء موافقا لتدخل نادين فجأة : مرحبا جميعا .. كيف الحال؟

وقفت مكانها بغرابة للمنظر المقابل لها حيث رد ضياء والاخر نائم : أهلا .. بخير وأنت؟

علامات التعجب واضحة على وجهها وقبل أن تسأل ويقتلها ضياء جرتها امل للخارج : أراكما لاحقا

قالت ذلك لضياء وبهاء لتخرج للرواق وطبعا ستسأل نادين: ما به بهاء؟

_لا أعرف لكن يبدو متعبا اليوم
_حسنا هل هما دائما هكذا؟
_ماذا تقصدين؟
_لستُ الوحيدة التي رأته يمسح على شعره بلطف .. هما ولدان كما تعرفين

ردت امل ببعض الجدية المصطنع : لو كانت فتاة مكان أحدهما لكان الأمر عاديا
_طبعا .. لا تقولي أن الشائعات صحيحة .. هل ضياء يحبه حقا؟

دون ان تهتم لما قد تفهم أجابتها : نعم يحبه

نادين بتوتر : وتعرفين ذلك ماذا تفعلين معهما؟ ظننتها شائعات فقط

وقبل أن يكملا الدرج توقفت امل بانزعاج : نادين أنتِ تتحدثين عن أصدقائي .. بسبب الغباء الذي تقولينه الآن سأعود لهما وأنا ابتسم دون أن أهتم لما خلفي .. هل ما أقوله واضح؟

أنهت كلامها بابتسامة لترد نادين بدهشة : هل ستشاجرينني بسببهما؟

بانزعاج : فقط لاتحكموا على مظاهر الاشياء

بضحكة خفيفة : مادخلي بالجميع امل على الأقل اشرحي قبل هذا
_أخوين لا شيء آخر

نادين بهدوء : على ما يبدو أني أزعجتك .. أخبريني أذلك بسبب ضياء؟

وبدأ أكثر حديث مزعج يمكنها سماعه لتشدد على كلماتها : قلت اصدقائي

اسرعت بطريقها لتلحقها نادين للساحة حيث جلست بجانبها على أحد المقاعد

_آسفة لكن من الواضح أنه يحبك من تصرفاتهم أمس لكن يحب بهاء اااه أريد أن أفهم أرجوك

تجاهلتها امل ففي النهاية ليستا مقربتين من بعض لتخبرها شيء كهذا

أنزلت نادين رأسها بهدوء : آسفة امل لا أقصد
_إنه ضياء كما تعرفين وذلك اخوه

بضحكة : حسنا سأموت على يده لكن أخبريني
_لن أتحدث
_اه الجميع يتواعد بشكل عادي لا تعقدي الموضوع
_إن كان عاديا بنظرك فسأعود للحجرة .. أنا معقدة حسنا

لم تفهم نادين ما بها لتمسك يدها وتمنعها من الذهاب لكن أمل احتملت هذا الكلام لوقت طويل ولن تجبر على سماعه فهما سيبقيان معها دائما فردت عليها : لا يعجبني كل ما قلتِ

_إذا التواعد ممنوع في قاموسك
_ولمَ قد يكون ذلك الغباء مسموحا؟

فوقفت بطريقها لتخبرها الحقيقة :أنتِ ضمن مجموعة من أربعة أولاد وإذا أضفنا الولد الصغير يصبحون خمسة وتقولين هذا

فحدقت بها امل مجيبةً : ولم يتحدث أحد منهم عن الفتاة من قبل أو يقلل من أدبه معي لكن كل الفتايات بموضوع واحد ما فعل هذا وذلك

فأخرجت كل الانزعاج الذي بداخلها بسبب كلام الآخرين الذي رحمة منه بسبب رد ضياء وبهاء لهم ن فلطالما كرهت تصرفات الفتيات حولها وحديثهن عن مواعديهن السخيفة هكذا حتى جلست لتتحدث أكثر عن كل ما عاشته من خداع وحديثهم خلف ظهرها، حديث عن المعقدة التي تتجاهل عروض الجميع للخروج معها!

أخيرا انتهت : والآن لا أعرف ماذا؟ بسبب أصدقائي الخمسة 
_حقا يزعجونك .. كأنك لم تخبري أحد بهذا
_ومن سأخبر مثلا؟

تفاجأت نادين بعض الشيء لكن امل لم تحظى بصديقة مقربة لتقول هذا : آسف تحدثت كثيرا .. لم املك اصدقاء حقا لذلك
_وضياء؟

اجتاحها بعض الخجل لتوقفها أما نادين مصرة لتعرف : أنا اسمعك

فأخبرتها القليل عن الأحمق الذي لم يعرفه أحد حتى ظهر بهاء لتكمل دفاعها عن علاقتهما التي ستبقى جميلة بعقلها : أنا لا أفهم ما بينهما لكنه ليس بالشيء السيئ .. يقفان مع بعض يعتمدان على بعض .. سيموت من يؤذي أحدهما .. يخافان على بعض وسيجدان حلا معا

رغم انها لم تفهم آخر جملة ردت ممازحة : المهم امل تغار منهما
_لا أصبحنا مجموعةً معا
_وأنا معك لن أتحدث عنهما بسوء مجددا أعدك .. آسفة سألت كثيرا فقط حاولت التقرب منك
_لابأس
_علاقة مثلهما إذا كان ماقلتي صحيح فأريد هذا ايضا

قالت ذلك لتمد يدها لامل فأمسكتها بدورها موافقة على كلامها 

.............

انتهت حصص الصباح بطريقة ما وبعد الغداء عادا لحجرتهما فبهاء مازال متعبا ومن منظره قال ضياء بعدما أقفل باب الحجرة خلفهما : بهاء رأسك يؤلم صحيح
_قليلا
_حسنا سأنزل للعيادة لأحضر دواء لك إذا كانت مقفل سأشتري من الخارج وأعود .. يمكنك أن تنتظرني هنا
_لا داعي أنا بخير
_ااه ليس وقت عنادك سيتوقف بالدواء
_لا أريد دواءً
........
كل تلك الادوية التي شربتها من قبل  .. امي كانت تحضرها لي ببساطة دون أن ألاحظ ما هي .. ظننتها مجرد أدوية حتى وجدت علببتها وقرأتها كان مهدئات .. دواء أعصاب .. منشطات مهما يكن
.........

شدد على كلماته بألم بعد صمت للحظات : أنا أكره الأدوية .. لن اتناولها

تقدم ليمسك يدى ضياء ففي النهاية هو ليس بوالدته أو والده بل ضياء الذي سيخبره أي شيء إذا ضايقه : ضياء لا أريد

فلامس ضياء كتفه باليد الأخرى مبتسما : حسنا لن أحضر شيئا .. أنت بخير؟
_لم أكن أحتاج دواء
_كنت تحتاج من يصدقك .. أعرف
_امم

مع تلك الكآبة كان عليه أن يضحكه أو يفعل أي شيء : عندنا حل .. يمكنك أن تنام حتى يدق الجرس .. سيتوقف ألم رأسك عندما تنام صحيح

بابتسامة : أظن ذلك

أخذه ليجلسا على الطاولة بجانب بعض ويسنده له لافا ذراعه حول عنقه ويلاعب شعره باليد الأخرى : أنا معك

كانا قرب النافذة ليتأمل ضياء السماء وبهاء نام مبتسما بهدوء كالعادة مضت دقائق ليطرق الباب بهدوء فلم يتحرك ضياء حتى لايزعج بهاء منتظرا من الطارق أن يدخل أو يغادر

فَتح الباب لتتوسع عيناه العسلية من دهشة المنظر المقابل فأحرج تماما ليقفل الباب إلا أن ضياء ناد عليه بصوت منخفض : هشام .. ادخل

نفد ذلك ليدخل ويقفل الباب كما كانت

ضياء: آسف لم أرِدْ ازعاجه لهذا لم أرُد.. أتحتاج شيئا؟

بقى وقفا باحراج ليرد : هل يجب أن أحتاج شيئا؟

ضياء بضحكة : لا تجب على السؤال بسؤال آخر

برتباك رد : حسنا كنت جالسا وحدي ففكرت في رؤيتكما لكن لم أعرف أنه نائم
_كأني لا أصلح لتجلس معي
_لا .. لا أقصد

ضحك على كلامه المؤدب المتوتر فلم يكن لقائهما جيدا ليتحدث معه ببساطة فقال ضياء مشيرا له بأن يجلس : أخبرك بهاء أننا أصدقاء لا داعي لأن تحرج .. كانت مزحة وحسب .. لا تهتم حتى لكونك أصغر

أخيرا ارتاح ليهدأ ما بداخله ويجلس مقابلا لهما ويسأل عن المهم :وإذا ما به؟
_لم ينم جيدا ليلا كان متعبا طول الوقت فنام

«كان يمكنه أن ينام على الطاولة وليس هكذا» مع ذلك رد بهدوء : سيكون بخير حين يستيقظ

بسخرية من كلامه : نعم .. لا داعي لتقلق أنا موجود لأهتم به

بضحكة : لن أبعده عنك
_وكأني سأسمح بذلك
_بالمناسبة لمَ غبت من قبل .. كان يفتقدك وتحدث عنك كثيرا
_وهو حدثني يومها كثيرا عنك من حسن حظك أنك كنت بعيدا لقتلتك
-إذا كل حلولك القتل هل قلت هذا لأصدقائك أيضا

نفى ذلك ليكمل ضياء بانزعاج : أنت أول شخص يحدثه ببساطة بعدي دون أن يعرفه
الآن فهم سبب كلامه المنقطع : حقا؟!
_انه قليل الكلام حديثه معك يعد انجازا عنده لهذا بطريقة ما أراك مميزا ولن تأخده .. مازلت لا افهم لمَ حدثك اصلا؟

ضحكة بخفة ليرد ممازحا : هو لك لن أفسد شيئا .. وحدثني بسبب سر بيننا وطبعا لن أخبرك به

ضياء بعبوس : إن كنت تحاول ازعاجي فقد حدث
_أمزح وإذا لم تخبرني لمَ غبت أو أنه سر أيضا

توتر ضياء من الجواب ليقطع هشام ذلك بابتسامة : إن كنت لا تريد فلستَ مجبرا لابأس

«هذا الهشام حقا لطيف لكن يبدو أن بهاء نسي قصة اصيل بسبب ما حدث أمس .. لا يمكنه التركيز على أكثر من شيء» ما كان منه سوى الانصات لقصة هشام ليحكيها لبهاء لاحقا فقال : إذا أخبرتك فحدثني عن اصيل وعائلتك بهاء حقا يريد مساعدتك .. وهذا يعنيني أيضا

وافق على ذلك ليخبره ضياء عن بقائه بالمشفى يومها بسبب مرض قلبه السبب الذي جعل هشام ينهض مكانه بدعر خائفا على صحة ضياء : الأمر ليس خطيرا صحيح

طمأنه ضياء ليهدأ قليلا ومن كلامه وتذكر وجه بهاء ذلك اليوم فهم ما حدث لينزل رأسه : كل ذلك بسبب اصيل .. بهاء قال أنك من ضربته يومها .. آسف حقا أنا خجل من تصرفاته

بابتسامة : ارفع رأسك الاعتذار بيننا ممنوع لا دخل لك بما حدث
_و فوقها تريد مساعدته

في الحقيقة هو مجبر على مساعدته من اجل بهاء وعناده : لاجل بهاء وأنت سأعطيه فرصة .. وإذا لم يسألك بهاء لاداعي لتخبره ساحدثه فيما بعد

بهذا حان وقت أن يخبره هشام ما يحدث بعائلته التي تكون أول سبب ليفعل أصيل ما يفعله

_نعرف ذلك لكن كيف؟
_هذا مالا أفهمه حقا .. تغير الكثير منذ ستة سنوات تقريبا .. منذ أن دخل ذلك المال منزلنا

....... هشام ...

أخذت احدثه عن وضعنا السابق حيث كنا نعيش بمنزل مهترئ من غرفتين وزاوية جعلنا مطبخا .. حين كان اصيل ينام قربي بغرفة واحدة

حدثته عن الظروف الصعبة التي مرة علينا فبالكاد تمكنا من شراء ما يلزم لدخول المدرسة .. الموظف البسيط البائس الذي يكون والدي لم يستطع تحمل اعباء تربيتنا

حلمت بتغيير كل ذلك .. أن أكبر ويشرق المستقبل بوجوهنا فأخذت أدرس بجد طول الوقت غير مهتم لشيء غير هدفي

وبما أنني كنت الأخ الأصغر فأصيل كان يحميني من المتنمرين الذين يزعجون أي شخص بوضعها وأصحاب الطبقات العليا الذي يكرههم .. يكرههم لدرجة أنه يستحيل أن يكون مثلهم لكن ذلك بذات ما حدث

لم نملك غير بعضنا وقتها أما الآن فالعكس تماما لكل منا غرفته واهتماماته بعيدا عن الآخر

لماذا تغير؟ سألت نفسي ألف مرة هذا السؤال فلم اجد جوابا غير رفاقه الذين جروه لطريقهم .. فقد تبعته بأحد الايام ليلتقي بهم ولم أسمع كلمة جيدة واحدة من افواههم ليجرب التدخين معهم .. وحين وقفت لأمنعه دفعني ساخرا من كلماتي

لكن قبل كل هذا حاولت الحديث عن والدي أولا فقاطعني بسؤاله

_هل حقا يكرهه؟

لكن جوابي لا يختلف عن اصيل : وربما أنا ايضا
_ماذا ؟

اي شخص سيتفاجأ من ذلك لكنه لم يعطنا سببا واحدا لنحبه .. كان ومازال عنيفا معنا وكأنه مجبر على أن يكون والدنا .. وفوقها وجد ان الكحول مهربه من تلك الحياة البائسة ليصبح مدمنا ويصب غضبه علينا .. فقد تكاثرة الديون فوق رأسه .. ديون لعلاج مرض والدتي التي لم تقوى على مغادرة الفراش بسببه فلم تستطع تلبيت احتياجاتنا ليزداد الوضع سوءً ورغم ذلك احببناها وتعلقنا بها كثيرا ككل الصغار فقد كانت تقف بوجهه كثيرا مدافعة عنا

_وكيف حالها الآن؟

سأل ذلك لأقبض على يدي بألم مجيبا : لقد توفيت وقتها

فرد بتوتر وكأنه قد اقترف ذنب بسؤال : آسف هشام .. لم أكن أعرف

نعم لا أحد يعرف شيء عن والدتي ورغم اني كنت بالخامسة وقتها مازالت صورتها ملتصقة بذهني بل لحظات تلك الحادثة لم تفارقني فما حال اصيل الأكبر بثلاث سنوات مؤكد انه يتذكر كل شيء

ضياء لم يفهم شيء من كلامي فأخبرته ما فهمته مما حدث يوم دخل والدي غاضبا للمنزل وقد تفاقم المرض على والدتي ومع ذلك هجم علينا بوحشية كالمعتاد .. حماني اصيل منه لأبكي خائفا خلفه فنهضت والدتي بصعوبة من فراشها لتحميه بدورها لكن فجأة بدت وكأن كل شيء توقف عندها هكذا حتى تهاوت إلى الأرض ببطئ وأصبحت جثة هامدة أمامنا وكل ماقاله أنهما ماتت بسبب مرضها فخرج وتركنا مصدومين مكاننا

رفعت رأسي بابتسامة مطمئنة فقد علا الخوف وجهه : ضياء اهدأ أرجوك .. هذا ليس جيدا لقلبك

لم أستطع اخباره أنه نفس مرض والدتي وأنا أعرف حقا مايمكن للخوف أن يفعل بك مازلت ابتسم لأسأله لانه لم ينطق باي كلمة : أنت بخير؟

_أنا من يجب أن يسألك هذا؟
_بخير لاتقلق
_إن كان مؤلم فلا تكمل

رفضت ذلك فاخيرا ساحدث شخصا ما عن ذلك .. عشنا جحيما معه بعدها لتكون مدرستنا مهربنا الوحيد لنرتاح منه بعض الوقت .. مع أنه لا ينتهي يوم إلا والصراع قائم بين والدي وأصيل .. صراع من طرف واحد فأصيل لم يكن يستطيع رده ونحن صغار لدرجة أنه كان يغمى عليه أحيانا

_صدقا لا اعرف ما اقول
_لابأس

بعد سنة تقريبا من وفات والدتي تزوج ابي من ابنت مديره في العمل لكبير سنها ولأن ابي ذا سمعة جيدة خارج منزلنا .. الاصح أن نقول أنه فعل شيئا ما ليجبر والدها على القبول فالخبث ليس بعيدا عن طباعه 

هكذا انهي موضوع ديونه وبسبب هذا الزواج تطور عمله من إنجاز لآخر حتى وصلنا لما عليه فأصبح لا يجد وقتا لنا على العموم لم يهتم لوجودنا من البداية .. فأصبح يسافر كثيرا ويأخد زوجته معه دون أن يكترث لما يحدث معنا فقط لدينا مربية تعتني بشؤوننا من وقت طويل .. مربية تهتم لراتها لا أكثر

_ماذا أيضا سأسمع لنهاية

ولدت فتاة من والدنا على الأقل أنا أعتبره اختا لي وطبعا كانت تذهب معهم لصغرها وفي آخر سنتين دخلت المدرسة فبقت زوجة ابي بالمنزل لتهتم بها جيدا أما والدي مازال يسافر لأيام وأحيانا لأشهر

انزلت رأسي محدقا بالأرض : لا أعرف ما اقول كنت أملك اصيل أما الآن لا شيء

_آسف لجعلك تقول كل هذا

_لاتعتذر .. الجميع أصبح يكرهني بسبب تصرفات اصيل ويخافون الاقتراب مني .. لم يوجد حل غير أن اصنع مكاني بنفسي في هذه المدرسة واتضح أن ذلك أسوء ما فعلت .. تفوقي الذي لا يكترث والدي به أصبح مشكلة لكن نسوا أني أخٌ لأصيل بل لا يصدقون ذلك

_إن كان اصيل عاش نفس ظروفك لمَ طريقكما مختلف جدا هكذا؟
_حقا لا اعرف .. ربما ينتقم من والدي بطريقته هو حقا لايطيقه .. زوجة والدي تعاملة معنا بشكل عادي وإن كان والدي لا يهتم فلم تتعب نفسها من التقرب منا في النهاية لست أمي

مشاكل اصيل بالمدرسة تحل باتصال واحد من والدي دون أن يهتم بما يحدث وإن كان الأمر اسوء فتدخلة زوجة والدي ببساطة

تعطينا مصروفا أكثر من الازم ولنفعل به ما نشاء وكل ما يشاءه اصيل سيئ .. أن توافق على كل ما نريد ليس حلا .. هي تعرف ان اصيل يدخن لكن لم تفعل شيئا

زاد عدم اكتراث والدي بأمرنا اكثر مع مرور الوقت فعلا ذلك المنزل لا يطاق نجلس هناك كغراب لا دخل لنا بشيء

كل ما يفعلته للانا وفعل اصيل من مشاكل بلا فائدة  .. لا يهتم اطلاقا لحالنا بل ربما يستمتع بذلك لينتقم بدوره من ماضيه

_لقد فهمت
_هذا كل شيئ .. آسف لازعاجك بقصتي لكن ..

التفت لبهاء لاضيف : بهاء حقا مختلف بطريقة ما .. نادرا ما ترتاح لشخص غريب عنك وسط كل هذه الاقنعة المزيفة .. بهاء هو بهاء فقط
............

ختم كلامه ببتسامه لينزعج ضياء : ابعد عينيك .. أنا فقط من يتحدث عن بهاء هكذا اصمت

بضحكة خفيفة : لست من تقرر

«هذا الكائن خطير هل سيتركني بهاء إذا عامله شخص آخر بلطف»

انزعاجه من جهة ومحاولة تغيير مزاج هشام بعد قصته هكذا تظاهر بالانزعاج اكثر ليتمسك ببهاء : لديك أخٌ اصلا  لا تقترب مما يخصني

بضحكة واضحة : لن ابعده للمرة الألف

تظاهر بثقة لتنجح فكرته فهشام يضحك : اصلا بهاء لن يغيرني .. لنعد لموضوعنا

تنهد بهدوء ليقول بجدية : أولا لا تخف نحن معك .. ويجب ان اخبرك .. رفاق اصيل ينتظرون أن يشارك معهم في ..

تردد قليلا ليكمل : موضوع ممنوعات ومخدرات لم نتأكد لكن هذا مابدى الأمر عليه رأيناه امس يحدث بعض الاشخاص المريبين

وقف مفزوعا مكانه مما سمع ليمسك رأسه بخوف من الأيام القادمة : هل وصل لذلك ايضا ..ضياء ماذا افعل له .. كيف لا اخاف هكذا .. اذا بدأ فلن يخرج منها .. سيصبح أسوأ مما كان عليه .. ضياء

قال اخر كلمة محدقا بضياء ودموع تغلغلة بعينيه لن يحتمل حال اخيه بعدها فبتسم ضياء بوجهه واثقا بكلامه : اهدأ فقط لا تقلق لقد وجد بهاء حلا لأجله
_حقا ماذا؟
_صدقني لا أعرف لكن اصيل سينضم لنا قريبا لننتظر فقط
_لكن ..

رفع ضياء يد بهاء النائم بعمق ليجعل كفه للاعلى : هشام ضع يدك هنا

تفاجأ من طلبه ثم نفذه ليمسك يد بهاء «بهاء لا يخاف وهو نائم» فأخذ ضياء يده فوق يديهما ليطمئنه : نعدك أن يكون اصيل بخير .. لنثق ببهاء وحسب صدقني لقد وجد حلا

سيبتسم فقط بعد هذا : حسنا سأعتمد عليكما .. و أنا حقا شاكر لهتمامك
_ويمكنك أن تخبرني بأي شيء يزعجك حتى لو كان اصيل

بعد هذه القصة التي سمعها لن تكون محرد فرصة بل سيحاول ان يفهمه اكثر منتزرا حل بهاء

عاد هشام للجلوس شاكرا له مجددا فاضحكة ضياء موجددا بجديته ونظرته :  وليس مسموحا أن تلمسه بعد هذا
_كما تريد إذا حتى أنت تحبه
_اكثر مما تتصور

لم يتردد بالجواب ولم يتوتر بعده كما حدق لبهاء من قبل فتسائل هشام : هل تقول هذا ببساطة لأني أنا فقط

حدق ببهاء مبتسما ليجيبه : إذا احظرت المدرسة بأكملها أمامي فسأقول ذلك  لاشيء سيغير كلامي
_إذا لا تهتم للشائعات

رد بكل فخر : سأحرقهم هم وشائعاتهم بهاء فقط لا يسمح لي

هكذا تبادلا اطراف الحديث عن اخويهما

............

في لحظة ما فتح عيونه الزرقاء بهدوء ليبقى محدقا بالأرض، شعر بتحسن في جسمه وا ألم رأسه اختفى، بعد ان انتبه ضياء لاستيقاظه سأل دون رفع رأسه : ضياء يمكنني أن أنام هكذا لأيام
_حسنا كما تريد
_ويمكننا المجيء بالحافلة كما فعلنا صباحا
_حسنا أيضا

بهذا يمكنه أن يسهر قدر ما يريد مع وجود وقت لينام به «المشكلة الوحيدة الآن هو نومه معي ليلا .. سأجد طريقة ما والمهم الآن»

رفع رأسه مغمضا عينيه ليعانقعه حيث استقر رأسه على كتف ضياء : شكرا أنا بخير الآن

أنهى كلامه بقبلة على خد ضياء لبقى مكانه بعض الوقت

ربت على ظهره «أصبح يعانقني بسعادة أكثر مما يضمني بخوف جيد» فرد ضياء : اخبرني حينما تتعب 

«يجب أن أدرس كثيرا .. حتى لو لم أنم طول الأسبوع يجب أن أفوز لأجلك» فقال بسعادة : حاضر
_ما كل هذه السعادة اخبرني ما تخفي
_إنها مفاجأة .. مفاجأةٌ لاخي ..

فتح عينيه فتوسعت بصدمة فورة رؤية تلك الملامح الغريبة التي تقابله فابتعد خائفا مما يدور بذهنه لايعرف ما قد يفعل بموقف كهذا .. فخبأ كل شيء اصابه بجسم ضياء الذي بينهما ليهمس محدقا بعيني ضياء : هشام هنا .. ضياء أنا آسف

«حتى لو كان سعيدا سرعان ما يخاف مما يحدث حوله» فضمه ضياء له لكن بع حاول ابعاده : لن المسك بالمدرسة مجددة أنا حقا آسف
_وهل هذا حل مثلا .. لن أسمح لك بالابتعاد
_ضياء أنا لا أريد أن يكرهك أحد بسببي .. اشرح له

«وأنا أريد أن يحبك الجميع كما أنت»

ربت على ظهره مطمئنا ليرتب كلامه كما يفعل بهاء : أولا لمَ وجدت الصداقة؟ اخبرني
بهاء: لأننا بحاجة لبعضنا ولنساعد بعضنا

ضياء: احسنت ثانيا هشام .. بهاء استيقظ سعيدا لسبب ما وقبلي

ضحك هشام لايعرف ما يقول فلم يفهم إن كان ما فعل غريب أو لطيف أو أن بهاء بريء اكثر من اللازم المهم بدى كطفل صغير بين ذراعي ضياء

تلك الضحكات لم ترضيه ليقول : هشام رد عليه بدل أن تضحك
ضياء: هشام لمَ نحن أصدقاء؟

وقف رافعا صوته مجيبا بسعادة : لنقف مع بعضنا دائما

ابتعد بهاء متفاجأ من فكرة طرقة ذهنه ناظرا بعيني ضياء «اهل يمكنني أن أثق بهم حقا»

ابتسم ضياء ليضع يديه على وجه بهاء : نعم وثالثا أن تكون أخا ستتقبل كل شيء من اخيك قبل أن تغيره .. هشام هذا واضح .. بهاء اخي

طبع قبلة على جبين بهاء ليهدأ كل ما بداخله

بضحكة : حتى أنت

ضياء بعد أن ابتسم بهاء : ولا اهتم برأيك .. هل فهمت؟

_نعم

«لا يهم ما كان عليه اصيل لكن إن أردته أن يتغير .. علي فهمه وتقبله الآن أولا»

ابتسم هشام شاكرا له ليعرج بهاء بعدها لغسل وجهه دون ان يسأل عن اصيل أو يستفسر قدوم سبب قدوم هشام عندهما

هكذا اكمل الحصص بنشاط ليعودا للمنزل حيث غير ملابسه بلهفة ليجلس على المكتب ويقلب صفحات الألبوم حتى أسند رأسه للمكتب محدقا بصورة لؤي الصغير

«لؤي هل سيثق بي الجميع أعرف أن ضياء لن يتركني لكن لا أريدهم أن يبتعدوا .. امي ابي عائلة ضياء وأصدقاؤنا»

قلب الصفحات ليلاحظ أن لا وجود لبتسامته بين صور طفولته عكس ضياء ولؤي تماما

«لؤي أنا من يجب أن يعتذر منك .. أخاف أن أقرأ ما كتبت أيضا هل حقا لم أكن أزعجك»

«شعري طويل ومربوط للخلف هل حقا أرادو فتاة بعد لؤي .. اه ضياء ضحك كثيرا علي يوم رأينا هذه الصور»

تلك الدقائق كانت تمر كأيام من الانتظار

«قالت امي أني تأخر لأتحدث بشكل عادي .. ماذا ستخبرنا اليوم لكن ضياء أين أنت لحد الآن»

************

التعليق لكم 😶😶

Continue Reading

You'll Also Like

59.2K 5.1K 25
ماذا لو كان عالمك كالفراغ فقط تسمع ...تتكلم لكن لاتعرف شكل من تكلمه .. حياه روتينه من العمل للمنزل للعمل ماذا لو كسر هذا الروتين واصبح ..هل ستتغير...
1K 140 6
ذلك الفتى الّذي أحبّته الإثارة ولم يُحبّها، هل سيتوقّف عن خُموله؟ وهل ستُراعي قَارورة القدَر الصّغيرة رُوحه المُلتاعة؟ وهل سَيجد بُقعته على الخريطة ي...
260K 17.1K 56
أنا دائما كنت ذلك الحنون الرؤوف الطيب العطوف ،كنت دوما حار القلب وواسع الصدر ، إعتدت الإبتسام بلا لوم .. كنت ذلك الذي ينظر بحب ليستقبل الود ،أعمل بجد...
254K 4.7K 20
القصة جريئة