اِستمتعوا ~
______
كان نهاره طويلًا ، يتنقل مِن مُحاضرة لِأُخرى ، في كُل مرة ينشغل بِها باله سـيجد نفسه يُفكِر بمالِك الحانة الأشقر لِتنعقد حاجبيه مُفكِرًا بصدِّه الكثير له ، هل لأنه أصغر مِنه ؟ رُبما لأن إهتماماتُهم تختلِف ؟
ذلِك لا يُفيد أبدًا فـقد أمضى نِصف النهار بالتفكير في سبب و لَم يجِد واحِدًا حتى الأن.
" حسنًا إذًا سنتوقف هُنا اليوم ، لكن أمرٌ أخير ، أُريدكم أن تنقسموا لمجموعة مِن أربعة أشخاص لأجل البحث لهذا العام ، أتمنى إرفاق الأسماء معًا و إرسالها لي على بريدي الألكتروني ، اِحظوا بيومٍ جيد يُمكِنُكم الإنصراف "
تحدّث البروفيسور مُنهيًا مُحاضرته لليوم.
" تشانيول "
سمِع اِسمه يُنادى حينما كان يوضِّب حقيبته للخروج ، يلتفت ليرى زميله الأقصر بِعدة إنشات.
" أتُريد تشكيل مجموعة معًا ؟ "
نطق كيونغسو يسأل تشانيول ، فـلَم يُرِد حقًا الدخول بِمجموعة مع أشخاص لَم يتحدث معهم مِن قبل.
" أجل بالطبع ، سأُحِب ذلِك "
اِبتسم بِلُطف حينما اِرتخت ملامح الأقصر ليومِئ له بعدها مُتحمِس لأن شخصًا ما بدأ مُحادثة معه ،
" أيجب علينا الذهاب للمكتبة الأن ؟ "
" أجل لكِن علينا إيجاد شخصين لتكتمِل المجموعة "
نطق كيونغسو بحذر بينما تلفت حوله لعله يجِد أحدًا ليسأله ، لكن ذاك الجسد الطويل الذي حجب عنه الرؤية فاجئه لينظُر للأعلى للفتى المُحرج.
" مرحبًا ، هل أستطيع الإنضمام لكم ؟ لَم يتبقى مجموعة ناقِصة غيركُما لذا "
تحدث الفتى الطويل ، جونغ إن ، بإحراج مِن نظرات الطالب القصير التي كشفت كِذبته فورًا يتنهد كيونغسو ليومئ له و ينظُر لتشانيول الذي أومئ بدوره.
دار كيونغسو بنظره أكثر ليتوقف و يُميل برأسه على الفتى القريب مِنهم ، بدا و كأنه يُريد الإنضمام لهم بِشدة بناءً على أنظاره التي لَم تُفارقهم و شد يديه الشديد على كُتبه.
" نيكولاس ، هل اِنضممت لمجموعة بعد ؟ "
تحدث كيونغسو بِلُطف.
" أ-أوه ؟ لا ليس بعد "
ينفي برأسه لتتطاير خُصلاته السوداء و الناعِمة.
" نحن ينقُصنا شخص ، هل تُريد الإنضمام لنا؟ "
" ألا بأس بذلِك ؟ "
سأل بأعيُن مُتسِعة و مغمورة بالسعادة ،
اِستنكر كيونغسو تصرُفه الغريب لِكنه تماشى معه و يومِئ له.
يتجِهون بعدها لِمكتبة الجامِعة الهادِئة
في ذلِك الوقت ، تشانيول اِستطاع رؤية لِما كيونغسو تنهد على الطالب الطويل المُسمى بِـجونغ إن ، فـهو كان مُلتصِقًا بِه كالعِلكة ، يُحاول صُنع أي اِحتكاك بينهُما.
كتم قهقهاته على الظِلال الوردية التي لَم تُغادِر وجهه العابِس ، ليُكمِل البحث مع نيكولاس الذي كان و بطريقة ما مُتوتِرًا جِدًا و يتلعثم كثيرًا.
مرّت عِدة ساعات أُخرى و ماجعل تشانيول يُلاحِظ أن الوقت مُتأخِر كان تثاؤب نيكولاس بِجانبه لينظر له ، يُرعب الصغير بِجانبه ،
" أه أنا أسِف ، إنه فقط- "
باِحراج هو تحدث.
هز تشانيول رأسه كـلا بأس بِضحكة صغيرة ، يرفع نظارته باِصبعه لينظر للوقت بعدها ، يشهق و يستقيم يُجمِع أغراضه واضِعًا إياها بِداخل حقيبته.
" أنا أسِف لكنني أمتلِك شيئًا أفعله "
كان على وشك المشي للخارج حتى اِجتذبه كيونغسو مِن كُمِه الطويل.
" نحن نخطط لوضع مجموعة مُحادثة ، أعطني رقمك قبل أن تذهب "
اِتسعت عينيّ تشانيول لِبُرهة ، لَم يمتلِك مِن قبل مجموعة مُحادثة مع أفراد غير أفراد عائِلته ليومِئ بعدها بِقوة و يسرد رقمه على الفتى القصير ليُغادر بعدما ودعهم باِبتسامة واسِعة.
_____
سابِقًا صباحًا ،
تعكّر مُلتقى حاجبيه باِنزعاج مِن الرسالة التي تلقاها مِن الساقي ذو العمل الجُزئي ، يُخبِره بأنه يتقدم بإستقالته.
ينفث دُخان سيجارته بينما يقِف أمام مقهى ما يرتدي مِعطفًا ذو لونٍ تُرابي و وِشاح أسود اللون خفيف القُماش يقيانِه مِن نسمات نوڤمبر الباردة.
ليأخذ قدميه بعدها لِسوق الفاكهة القريب ، كانت الغيوم تملئ السماء لكِنها لَم تستطِع أن تحجُب أشعة الشمس بالكامِل ، أصوات البائعين تتردد في ذاك السوق الكبير تستطيع سماع الضحكات و المُجادلات حول الأسعار و تستطيع سماع النميمة الكثيرة المُنزلِقة مِن أفواه النساء.
" أيُها الجميل ، ألا تُريد إلقاء نظرة على بِضاعتي ؟ "
بنبرة مُلتوية جذبه البائِع الشاب بحديثه ، يبتسِم بجانبية.
رفع بيكهيون حاجبه على المُغازلة الصريحة ، ترتفع اِحدى زوايا شفتيه باِبتسامة مُغرية.
" اِعرض عليّ بِضاعتك ، أيُها السيد الوسيم "
يرُد الكلِمات المُغازِلة التي تلقاها.
" فاكهتي طازجة و لذيذة المذاق ، ستروق لِلسانك الحُلو "
أطلق بيكهيون ضحكة صاخِبة على القصد المُلغم بذلك الحديث ،
" أعطني أفضل مالديك ~ "
يضع بعض التوت و التُفاح الأخضر و المزيد مِن الفاكِهة بداخل الكيس الورقي ، يأخذ المال و يُمسِك بيد بيكهيون حينما هبّ لإكمال طريقه ، يجعله ينظر له بتساؤل.
" حسنًا ، لا أظُن بأني أُريد مِن هذا أن ينتهي "
باِبتسامته المُلتوية التي لَم تُغادِر ثغره مُطلقًا هو تحدث يجعل بيكهيون يبتسِم و يميل له قريبًا جدًا.
" إذًا ما رأيك بأن نتقابل بالحانة الأشهر الليلة ؟ "
يهمِس أمام وجه الرجُل الذي تعلّقت أنظاره فوق حركة شِفاهه.
يُغادِر بعدها يجعل الرجل الوسيم ضعيف الساقين.
يبدو بأنه وجد لُعبته لِـالليلة ~
لعن بيكهيون تحت أنفاسه حينما تذكر بأن عليه أخذ مكان الساقي الليله يُفكِر بأن عليه نشر إعلان عن عمل شاغِر.
يعود لشقته يرتاح قبل أن يستعِد لفتح الحانة بعد ساعة ،
يصنع كوب مِن القهوة المُركزة لِتُساعده على البقاء مُستيقظًا مساءً.
اِقتحم أفكاره فتىً عِملاق يبتسِم بِوسع كالأبله ليُقهقه ،
" حقًا ، ذلِك الفتى "
يهُز رأسه ، لقد كان لطيفًا تواجده حوله الفترة السابِقة.
قهقهته تحولت بِبُطء لإبتسامة صغيرة ، حقًا ، لِما ذلِك الفتى يُذكره بِنفسه سابِقًا ؟ حينما كان يظُن بأن عليه التواجد في مجموعات كبيرة مِن الأصدقاء و فِعل مايتطلب حتى يبقى بِجانبهم.
" أولئِك السفلة "
يشتُم حينما تذكر كيف كانت تِلك المجموعة تنظُر لتشانيول بينما ينتظرونه ليدفع لِمؤخراتهم المُفلِسة.
ليقِف بعدها مُتجِهًا للأسفل ، ليضع الموسيقى المُفضلة له بينما يستعِد لفتح الحانة مُبكرًا اليوم ، يتأكد مِن صف زُجاجات النبيذ العزيزة خاصته ، يُنظِفها بِرقة و لُطف ليمسح الأرضية و طاوِلة البار.
يتأكد مِن ترتيب المقاعد و الطاوِلات ، يُقاطعه الطرق على الباب الزُجاجي ، يستدير بعُقدة بين حاجبيه و قد كان حارِس الأمن ديفيد.
" أنت مُبكِر ، ديفيد "
تسائل بيكهيون بينما يفتح الباب له ،
" لقد عرفت بأن الساقي اِستقال لذا أتيت للمُساعدة "
شمّر عن ساعديه يأخُذ مِمسحة الأرض ليُكمل العمل.
" ديفيد ~ "
بتأثر بيكهيون اِنتحب.
" فقط تأكد مِن أن تزيد راتبي مِن فضلك "
ليشخر بيكهيون عليه و يعود لِترتيب المقاعد و الطاوِلات.
فتح الستائِر ليفتح الباب على مصراعيه بعدها و يتخِذ ديفيد مكانه خارِجًا.
بدأ الناس بالدخول حينما غربت الشمس مودِعةً العالم ليومٍ أخر تترُكهم تحت ضياء القمر و النجوم.
ألقى بيكهيون الإبتسامات للزبائن هُنا و هُناك ، يستطيع التعرُف على الكثير هُنا مِن المشاهير و ذو المناصِب العالية ، يبتسِم بِفخر لحانته التي تأخُذ المركز الأول بالأختيار دائِمًا.
مرّت ساعتان على فتح الحانة ، ليجذِب مسامعه الجدال الهادِئ أمام المدخل ، و هاهو الفتى الطويل مُجددًا يُحاوِل إقناع حارس الأمن بالسماح له بالدخول ليتنهد و يضحك على مظهره الذي لا ينتمي أبدًا للحانة.
يرتدي سُترة قُطنية ذات لونٍ أُرجواني و قلنسوة ، حقيبته السوداء تتدلى على كتفِه ، حتى الأن أعاد نظارته لفوق جسِر أنفه ثلاث مرات بينما يتحدث.
بدا كطِفل طويل يُقنِع والِدته بإعطاءه قِطع الكوكيز اللذيذة ،
و حالما اِلتقت أعيُنهم اِبتسم تشانيول بِوسع و لوّح له بحرارة ، لـيلوِح له أيضًا بهدوء و يومِئ لديفيد بالسماح له بالدخول.
" مرحبًا ~ "
حيّاه تشانيول بحماس بينما يُنزِل حقيبته للأسفل و يجلِس على البار أمام بيكهيون.
" مرحبًا ، تبدو سعيدًا اليوم "
اِبتسم بيكهيون بِلُطف على الهالة السعيدة التي تتوهج مِن الفتى أمامه بينما يُنظِف أحدى الكؤوس في يده ، ليومِئ تشانيول بعدها.
" اليوم ، أنا اِنضممت لمجموعة صغيرة لأجل تكليفٍ بالجامعة ، هُم أيضًا طلبوا رقمي لأجل صُنع مجموعة مُحادثة "
سرد عليه ماحدث بسعادة اِنتشرت في قلبه.
" ذلِك جيد ، فقط تأكد بأن لا يستغِلك أحدُهم مُجددًا تشانيول "
اِستمع بِحرص له ليُملي عليه نصيحته الدائِمة له.
" أتُريد أن تشرب شيئًا ؟ "
" فقط ماء ، أيضًا لِما أنت وحدك هُنا ؟ أين الساقي الأخر ؟ "
قلّب بيكهيون عينيه حينما أخبره بأنه يُريد الماء فقط.
" هو اِستقال اليوم "
أصدر تشانيول ' أوه ' صغيرة بينما همّ بِشُرب الماء بعطش.
طرقت أصابع تشانيول على الطاوِلة بتوتر يُحاول إيجاد أي موضوع ليتحدث بِه مع بيكهيون ، لينظر الأشقر لهذا كُله باِستمتاع لِتُجذب أنظاره لذلِك الرجُل الذي دخل توًا ، الرجُل مِن سوق الفاكهة صباحًا.
" ها أنت ذا ~ "
لحّن كلِماته حينما وقعت أنظاره على الأشقر الجميل ، ليأخُذ مقعدًا على البار أمامه.
" أوه ، لقد وجدتني "
باِبتسامة جانبية هو تحدث.
لينظر تشانيول بينهُما بعدم فِهم ، ألم يكُن لويس هو رفيق بيكهيون ؟ من هذا ؟
" بالطبع سوف أجِدُك ، لقد أخبرتُك بأنني لا أُريد لهذا أن ينتهي بسهولة "
يغمِز بعينه لبيكهيون الذي ضحك بصوتٍ عالٍ جاعِلًا تشانيول يختنِق بالماء و ينظُر له بصدمة.
" إذا ماذا تُريد أن تشرب ؟ "
" سأقبل بأي شي مِن يديك الجميلة "
قهقه بيكهيون بينما تمتم بِـ ' مُتملِق '
ليذهب بعدها للجهة الأخرى يصنع شرابًا للرجُل.
تشانيول حاول عدم النظر للرجُل بجانبه ليتجنبه تمامًا ، لكن مُحاولاته بائت بالفشل حينما مال الرجل برأسه باِتجاهه بفضول.
" أنت حقًا لا يبدو عليك أنك تنتمي لهذا المكان "
" أهو بسبب مظهري ؟ "
تسائل تشانيول بينما يُحاول النظر لنفسه.
شخر الرجُل حينما رأى كأس المياه ،
" أنت حقًا لا تنتمي إلى هُنا ، فـمالذي تفعله ؟ تأتي لحانة راقية كهذه بمظهرٍ كهذا وتحتسي المياه ؟ "
عكّف تشانيول حاجبيه لحديث الرجُل بجانبه.
" و ما شأنك أنت ؟ "
وسّع الرجُل عينيه على الرد الذي لَم يتوقعه.
" أنظُر لنفسك ، صغير وقِح أيضًا "
يضحك بعدم تصديق.
" لابُد مِن أنك فاشل لبقائِك وحيدًا هكذا و تحتسي المياه فقط أيُها الآسيوي- "
قطع كلام الرجُل كوب المياه الذي تم رشه عليه ، اِتسعت أعيُن تشانيول لِما حدث ، ينظُر سريعًا لبيكهيون ذو الأعيُن الحادة و الذي يحمِل الكأس الفارِغ و الذي يقطر مِنه الماء.
" أُخرج.حالًا "
نطق بهسهسة ليُشير للباب ، بدأت الأصوات بالإنخفاض حينما شهدوا ماحدث.
ضحك الرجُل بِتفاجؤ ،
" حقًا ؟ يالك مِن عاهِر "
يستقيم بعدها بِغضب يدفع المقاعد و الأشخاص في طريقه بينما ثيابه مبلولة.
تنهيدة بيكهيون جذبت أنظار تشانيول الذي شاهد الرجُل حتى خرج ، يرى العُقدة التي تشكلت فوق حاجبيه تتلاشى حينما نظر له.
" لا تهتم لِذلِك السافِل "
ينظُر بطرف عينه لتشانيول الذي أنزل أنظاره للكأس بين يديه ليتنهد.
" لَم يكُن عليك فعل ذلِك ، أنا لَم أهتم له حقًا "
تمتم تحت أنفاسه.
ليُعكِر بيكهيون حاجبيه ،
" إنه ليس بِشأنك ، أنا فقط أكره المُتسلطين و الوقحين أمثاله "
يُشيح عينيه بعدها مِن على جُرم الأخر الكبير والذي بطريقة ما بدا صغيرًا جِدًا الأن برأسه المُنخفِض.
تنهد بِهدوء لينطِق بعدها ،
" أتُريد العمل هُنا كعاملٍ بدوامٍ جُزئي ؟ كما ترى أحتاج المساعدة "
تمنى بيكهيون أن لا يندم في المستقبل القريب على طلبه هذا.
" ب-بالطبع أفعل! مالذي يجب عليّ فِعله ؟ "
" لِنترك ذلِك للغد ، تعال لِهُنا في الساعة التاسِعة صباحًا و سنُناقِش ذلِك في شقتي "
يُشير باِصبعه للأعلى قاصِدًا مكان سكنِه ليومِئ تشانيول بِرضى.
" إذًا أخبرني المزيد عن يومِك "
نطق بيكهيون بِهدوء بينما يُركِز عينيه على الفتى ، يتخلله الدِفئ لملامِح الحماس و الأعيُن الواسِعة السعيدة أمامه ليبتسِم بِلُطف ، يتكِئ بخدِه على يده و يستمع لحديث الأصغر جيدًا.
_____
نمنمنم
كيف كان البارت ؟
تشانيول ؟
بيكهيون ؟
كايسو ؟
نيكولاس ؟
ردة فعل بيكهيون على كلام الرجل لتشانيول ؟ 😉
توقعاتكم للجاي ؟
لا تنسوا الڤوت 🌟!~
أراكُم لاحِقًا ~