لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟

By YoumiruSan

44.6K 4.4K 7K

يريد تقبل العالم كما هو يريد ان يعيش مع الجميع بشدة تلك اللحظات التي رسمت بعقله جعلته ملحا ليتعلم اكثر .. لك... More

*المقدمة*
*لما انت تحديدا*
*لنحل القصة بمباراة*
~المستقبل~
*أين أنت*
*استسلامنا اسوأ من الفشل*
*نحن بداية هذا التغيير*
*لم يتغير شيء*
*ماذا اكون*
*اشاعات*
*أريد منافستك*
*المستقبل*
*خسارتك .. حماقة*
*أفضل أخ*
*امل ستبقى معنا*
*أنا خائف*
*عيون اخي زرقاء*
*الإعتذار لايكفي*
*لمَ لمْ يقبل*
*ضياء غير الكثير*
*أخيرا رد على كلامه*
*لم أملك شيئا غيره*
*لا افهمك*
*لقد وعدناك*
~المستقبل~
*الدعوة*
*لست بهذه ابطيبة*
*الحقيقة*
*سأدون ذلك دائما*
*كل ما فيك يكون اخي*
*صاحب المئة*
*أرجوك لا تقبل*
*اسئلتكم*
*أنه قرارك*
~المستقبل~
*أفتقده*
*لستَ صغيره*
*اياد*
*خلف القضبان*
*كنت وصيتها*
*سأنقذك دائما*
*من الضحية*
*لاتضع فرصتك*
*يوم غريب*
~المستقبل~
*المدرسة الأولى*
*نهاية الذكريات*
~المستقبل~
*انتصرنا .. امي*
~المستقبل~
~النهاية~
*فصل خاص*
*بأحد الأيام*

*أنا متوحد؟!*

785 78 154
By YoumiruSan

أخيرا قررا اخبار شخص اخر عن مشاكل بهاء تلك المشاكل التي ظهرت لحظة ملامست شرح الأستاذة ماضيه قبل سنتين فتغلغل الخوف داخله خوف جعله حبيسا لتلك الذكريات تائها ليبقى سنده الوحيد كل ما يراه امامه .. ضياء الذي كاد يقتل اصيل مجددا بسبب سخريته المعتادة .. أما الآن وقت ان يفهما كل شيء

ويبقى السؤال ~التوحد~ هل بهاء كذلك؟

......لنكمل ...


قبل أن يدق الجرس بلحظات خرجت لتجد رائد وامجد مع ضياء والأستاذة في الحجرة المقابلة : ماذا يحدث ؟

رائد ببعض الانزعاج ممزوج بقلق : هذا ما نحاول معرفته هل فعل اصيل شيئا لبهاء؟ تحدث

كان يخاطب ضياء الذي أخفض رأسه بأسف : لقد سخر منه كما فعل سابقا
رائد: لكن لمَ تفعل كل هذا من مجرد سخرية؟

امجد: بهاء ليس صغيرا ويمكنه الدفاع عن نفسه أنت حقا تبالغ

الاستاذة: اهدأوا فقط سيشرح

أما ضياء حدق بها لتصمت تماما ثم أبعد وجهه ناظرًا للفراغ بجانبه بصوت هادئ : لن أشرح شيئا ولن يؤذيه أحد

تلك النبرة بصوت حتى تنفسه الذي بدأ يضطرب كان دليلا لشيء واحد فأخذ رائد يديه هازا كتفيه : انظر لي لمَ تتحدث هكذا؟ قلبك يؤلم! .. اليس كذلك

لم يحرك وجهه من مكانه ليرد : أنا بخير

صرخ بوجهه شادا على كتفيه عله يفهم : ليس وقت تظاهرك بالقوة أتفهم أخبرنا ماذا تحمي فيه؟ أو ..

قطعه محدقا بعينيه : أو ماذا أكمل أنا أسمع أو أكمل مكانك

_حقا !

قالها رائد بدهشة مبعدا يديه عنه فما قال ضياء واضح جدا

فوضح امجد مقصده ليبعد صديقه بنبرة مستهزئا من الوضع : إذا حتى نحن ضدك إذا تعلق الأمر به .. شكرا! .. رائد لنذهب لا مكان لنا هنا

وافق رائد مستديرا رفقة صديقه فلا شيء قد يقوله بعد هذا لكن امل تحملت هذا الغباء لوقت طويل لترفع صوته : ضياء كفى حماقة وأخبرهم أنك بحاجتهم ليس عليك أن تخاف أو تبتعد مجددا

التفت رائد وامجد لها لتكمل : أصدقتم قصته الغبية هذه؟

فناد ضياء عليها كأن خطته فشلة فحاولت شرح ما يحدث بهدوء : بهاء لايثق بأي أحد غير ضياء هذا مايحدث

حدق بامل ومازال منزعجا من ضياء : ما به بهاء؟ وماذا حدث المرة الماضية له؟ لمَ لمْ تخبرونا؟
امل: وأنا لا أعرف لكن رائد امجد لنسمعهما أولا

نظروا لضياء ربما يشرح لكنه مصر على قراره : لا أريد لأحد أن يلمسه

كاد غضب امل يفيض فليس بعد أن أعطته فلاصة يقول ذلك «سأقتلك»

امجد: لمَ تعيد هذا؟ لمَ لا تريدنا نفهم؟

«بل هو من لايفهم» بهاء فعليا لا يعرف ما يدور حوله وضياء يعرف ذلك : بهاء لا يريد هذا لن أثق بشيء غير كلامه لهذا لا أعرف متى قد يشرح لكم و إن لم يفعل فلن أقول شيئا

امجد: وما المعنى من بقائنا إن كان لا يثق بنا؟
ضياء: ما يمكنني قوله لم يكن سهلا على بهاء الحديث معكم لكنه كان سعيدا جدا بهتمامكم به يوم غبت
رائد:إذا تحدث اكمل

ضياء: لاشيء لأكمله لكن أرجو أن لا تبتعدوا عنه لا أريده أن يبقى معي فقط

ماذا قد يفعل بوضع كهذا أراد من أي أحد أن يجيبه دون أن يخبره الحقيقة مع ذلك الضغط استدار بعيدا عنهم لتخرج تلك الكلمات بألم من شفتيه : لست لؤي لكن سأحاول لو أخبرت أحدًا سيعود لصمته وربما سيبعدني عنه أيضا .. لن أهتم لأي شيء يقال عني لكنه لن يحتمل ما قد يقال عنه لهذا ..

أكملت امل بضحكة خفيفية : ستقتل الجميع
ضياء: كما قالت
امجد: رغم نه لا يهتم لشيء
ضياء: أنا أعرف ما أحمي

حاولت امل طمأنته : ضياء لن يحدث شيء كهذا بهاء قال أنه بخير وهو معك

«ليس بخير الآن ليس بخير تماما»

رفع يده لوجه ماسحا تلك الدمعة التي فاضة وهو بالجهة المعاكسة لهم

فنطق امجد من خلفه : إذا أخبرنا فقط مايمكننا فعله بدل أن تبكي

فنفى ذلك ليضع رائد يده على كتفه من خلفه : اهتم بنفسك هو بحاجتك .. تعرف أنه أكثر من سيتضرر لو حدث شيء لك

اخفض رأسه أسفا ليضيف أمجد : تحكم بغبائك قليلا لن نترك كلاكما وحاول الحديث بشكل أفضل معنا مفهوم
رائد: معه حقا المرة القادمة سأضربك اتسمع

استدار لهم وحاله لم يتغير : أسف حقا أحتاج أن تبقوا معه حتى وأنتم لاتعرفون ما يحدث

فانفجروا ضحكا ليقول رائد ممازحا : لقد بكى شرير المدرسة ليصمت الجميع ولننفذ
_حاضر

ضحكوا للحظات ليتجها لحجرتهما في حين الأستاذة طلبت أن تكمل حديثها مع ضياء غدا فغادرة المكان ومازالت متفاجئةً من ضياء
~~~~~~~~~

دخلا الحجرة المقابلة و قبل أن تؤنبه على ذلك الشجار سألت عن المهم : ماذا حدث لبهاء هذه ليست مزحة صحيح؟

مازالت تعابير الغضب لم تفارق وجهه ليرد : أكُل ذلك الخوف مزحة بنظرك
الاستاذة: ضياء إهدأ وتحدث سأساعدك بكل ما يمكنني .. لاتقلق

صمت لثوان عدة باحثا عما يقوله فنطق أي كلام يجول بخاطره : لا أعرف .. أنا لا اعرف مايحدث لكن أرجوك اشرح لي كل ما تعرفين .. بهاء خائف من الجميع وحتى من نفسه الآن لا أريد أن يخاف مني أيضا لكن ..

فاضت تلك الدموع المكبوتة خوفا من القادم : اخي ليس غريبا هو مختلف قليلا فقط .. اليس كذلك

بالكاد استطاعت أن تجعله يهدأ الشيء الوحيد الذي لاحظته أخيرا

«أنت حقا تشبهه»
..........

حدقت به امل بطرف عين بانزعاج : ليتحسن بهاء وسأخبره عن حماقتك .. فلا أحد يوقفك غيره

توتر من كلامها رادا : امل لن أعيدها حقا

وقفا لآمام الباب ينظران للتائه بالمقعد الاول والطلاب يدخلون الحجرة لتقول امل ببعض الحيرة : بهاء يفقد تركيزه أحيانا اليس كذلك

دون شعور منه أجابها فمنظر أخيه لا يحتمل : نعم وذكرياته واقعية جدا
امل: هل هذا بسبب الذي قلته من قبل؟
ضياء: ماذا؟
امل: أنه عان الكثير بسببك

نفى ذلك تماما ليدرك ماكان يقول فحاول التصحيح ناظرا لها برتباك : لم يحدث شيء له سيكون بخير .. امل ..

امل بضحكة خفيفة : أتعرف لست احمقا حقا لكن بهاء يلعب بك طول الوقت .. أسفة كنت اجرب

ضياء: حسنا لايمكنني ..
امل: لم اطلب شرحا فقط أردت قول شيء من وقت طويل لك .. إن كان بهاء شخصا مختلفا عن الاخرين فلا تحاول تغييره

متى فهمت هذا حاول نفي كلامها لكنها أكملت : لا تحاول جعله بغباء الاخيرن بما أنه يريد أن يعيش بعالمنا ليكن مميزا فيه
_لاااا عالمنا هو ..

«ليس بعالمه ولا أريد أن أكذب» فأشاح بنظره لأخيه مجددا : امل لا تبتعدوا عنه

لم تفهم كل شيء ومن الواضح أن أفكار ضياء متشتت تماما فحاولت طمأنته : ضياء إن احتجت مساعدةً فأنا معكما مهما حدث .. لا تقلق بهاء مميز فقط

شعر ببعض الراحة من كلمات كهذه : مميز معك حق .. شكرا .. ونعم أنتِ معنا حتى بهاء قال هذا
امل: ولا تبتعد عنا أيضا
_حسنا

قالها مبتسم ليعتذر بعدها لكن ما بنفسه

«لم أقصد ابعادك بكل حال»

ما إن دخلا وقف بهاء بلهفة محدقا بضياء كأنه انتظره من مدة طويلة فاقترب منه ضياء مبتسما : لقد عرفة كل شيء

_ماذا؟ أخبرني
_بهاء لنكمل حصصنا أولا
_امم

فجلس بهاء مكانه وتفكيره بما حدث سابقا لا ينقطع، شارد الذهن لا يعرف ما يحدث حوله

«كيف سأشرح الأمر مجددا؟ أنا فقط أريد ضياء»

اقتربَ الأستاذ منه : بهاء يمكنك أن تحل .. بهاء

أخير انتبه أنه بالحصة ليستفيق بدهشة «متى بدأت»

فرفع ضياء يده وبصوت عال : أستاذ سأجرب أنا .. أنا

وافقة الأساتذ على ذلك لتفهم امل أنهأن يبعده عن بهاء لا أكثر فساعدته بذلك لكن بهاء ساكن مكانه بعد أن عاد لشروده

اما الأستاذ لم يستطع تحمل منظره : بهاء ما بك لاتكتب شيئا؟

اقترب منه مجددا ليفهم ما يحدث كاد يمد يده لكتف بهاء لولا امساك ضياء معصمه وابعاد عنه

قال الأساتذة مندهشا من ردة فعله : ضياء ما بك؟
فلتفت ضياء ليجمع اغراض بهاء : لاشيء سنخرج

الأستاذ: أين تظن نفسك؟
ضياء: أنا بالحصة أعرف وحقا آسف

انهى جمع أغراض بهاء بالحقيبة وانتقل لأغراضه فلا جدوى من البقاء وبهاء بهذا الحال

الأستاذ: ما بكما؟ وطبعا لا يمكنك الخروج هكذا!

التفت ضياء محدقا به : أستاذ أكتبنا بالغياب أو اكتب بي تقريرا للمدير وأنا من أخرجه فلا ذنب له وسأخرج يعني أني سأخرج

حمل حقيبتيهما وأمسكت يد بهاء ليقف أمام امل بابتسامة : لا تقلقِ سيكون كل شيء جيدا غدا
امل بابتسامة : نعم اهتم به

بدأ غضب الأستاذ يزداد مع تجاهل ضياء : مازلت هنا ماذا تفعل؟ أنا أتحدث معك

أما ضياء أشار لامل ناظرا للجميع : سيموت من يزعجها حتى وأنا لست هنا ولا داعي لأعيد كلامي .. هذا واضح

الأستاذ محاولا تمالك أعصابه : ومع تهديد سنرحب بوالدك غدا
ضياء: نعم سيأتي ليدخلنا آسف مجددا

فأخذت امل تحلل الموقف «حتى الأستاذ ضياء كان يعني بعدم لمس بهاء عدم لمسه حقا لقد خرجا وبهاء لم يقل شيئا»

تنهد الأستاذ من افعاله : ضياء مجددا ااه .. لنعد للدرس
...........
خرجا للرواق ولا أحد فيه فضمه له

بهاء ببرود : لا أريد .. العودة للمنزل

ضياء: نعم أعرف لنخرج من هنا فقط .. ويمكنك التفكير بي فقط مثلا

ابتعد ليجيبه بهاء : نعم أنا بخير

كانت ابتسامته باردة كعينيه فاقدة للحياة أمسك ضياء يده ليواصلا سيرهما لباب المدرسة

فنطق الحارس فور رؤيتهما : أنت بخير ماذا يحدث؟
ضياء: أريد الخروج
الحارس: ليس مرض قلبك اليس كذلك
ضياء: نعم أنا بخير
الحارس: إذا صديقك؟ لكن لايمكنني فتحه بلا سبب

ببساطة رد ضياء: ولا يمكنني أن أهروب الآن .. هذا الطريق الوحيد اسمي ضياء والمدير يعرفني فكتب تقريرا آخر وخذه له افتح الباب فقط
الحارس: حسنا حسنا سأبدا بالكتابة
ضياء محدقا به : الباب أولا

الحارس بضحكة متجها ليفتح الباب : إذا لست خائفا .. تعال مع والدك غدا لكن لن أكتب شيئا .. يكفيك تقرير الأستاذ
ضياء: أعرف شكرا لك
الحارس: تهديداتك مهذبة
ضياء: آسف

اكملا طريقهما ودخلا ليشتري ضياء بعض العصير وهناك قال البائع معلقا عن المنظر الذي أمامه : لمَ تمسك يده؟ لستُ الوحيد الذي يرى أنه بعمرك

التفت لشاب آخر وبنظرة غريبة وافق كلامه وكأن ضياء يهتم لرأيهما، حدق بنظرته الشريرة بعينيه مباشرةً : أكمل عملك ولا تتدخل فيما لايعنيك
البائع ممازحا : هااا و تدافع عنه

بالكاد ضياء يكبت بركان غضبه من كل شيء لكن لا مانع عنده بصب كل ذلك على هذا الكائن الذي يقابله فرد بصوت غاضب : عندك مانع أعد الباقي ولننتهي

رد الباقي له ناظرا للفراغ بجانبه : لاتعد هنا

وضع ماشتراه بكيس وقدمه له وقبل أن يخرج حدق بالشاب الآخر ليعلق البائع بنفسه «كأنه مستعد ليقتل أي أحد من أجل صديقه .. لمَ هو غاضب؟ كنت أمازحه »

ركبا الحافلة لينزلا بأقرب محطة لمنزليهما لكن لم تكن وجهتهما هناك بل واصلا الطريق لما بعد شجرة التوت سارا بعض الوقت حتى وصلا لقطعة الأرض المخضرة حيث لم يتغر شيء هناك

اختار أن يجلس معه تحت شجرة ما هناك بعيدا عن الجميع فغير هذا بهاء لن يقول شيئا

اخيرا جلسا ليتنهد ضياء جامعا كلماته : بهاء أنظر لي

فرفع رأسه من الأرض اخيرا ليلتقي بعيون ضياء : امم
_أنت تسمعني
_طبعا

رسم شبه ابتسامة وسط ذلك الجو الخانق بداخله محاولا طمأنت بهاء : لستَ غريبا ولا مجنونا ولا أي شيء أخر أنت مختلف قليلا
_كيف؟
_كما تقول دائما أنت لا تفهم فقط
_امم
_من تحدثت عنهم الأستاذة معك حق كل ما قالته ينطبق عليك قليلا
_أنا متوحد ؟!
_ربما نعم قالت أنه لايمكننا أن نحكم الآن .. أولا لا تخف هذا لايشكل فرقا عندي مازلت اخي بهاء

بلهفة رد بهاء : أعرف وأكمل سأسمعك ماهو الحل؟
_لايوجد حل
_لماذا؟!

ضياء : لأنه تم حله من وقت طويل هي كانت تتحدث عن الاطفال أما أنت بالرابعة عشرة من عمرك الآن

ببعض الدهشة : المعنى؟!
_إن كان ذلك صحيح فقد قطعت شوطا كبيرا جدا ولم يبقى الكثير سأخبرك
_امم
_وإذا خفت تعال لأضمك اتفقنا
_حسنا تحدث
~~~~~~~~
بالعودة لما قالته الاستاذة لضياء : المختلف بيننا و بينهم تقريبا في الدماغ لا يوجد دواء فعال يشفيهم لكن توجد طرق لتحسينهم لدرجة كبيرة رغم أني لمْ أصدق بعد أن بهاء ربما يكون متوحدا
ضياء: أكملي أولا

الاساتذة : التوحد هو اضطراب نمو عصبي حيث يعاني المصاب به بضعف التفاعل الاجتماع والتواصل مع المحيط وهذا يسبب سلوك مميز للمتوحدين
_المعنى
_يعني ان مهاراتهم في هذه المجالات لاتنمو بالطريقة الصحيح منذ الولادة لكن من الممكن أن الطفل عاديا وعند ظهور الاضطراب تختفي كل مهاراته

تحدثت عن عالم التوحد وعن حساسيتهم للمس أو الصوت أو أحد حواسهم الأخرى فالضوء مثلا أحيانا يجعلهم ثائرين لا يعرفون مايدور حولهم اضافةً لمشاكل نومهم وتعاملهم مع الآخرين والاهم خوفهم

الأستاذة: يخافون من هذا العالم بشكل عام وتعلقهم ببعض الأشياء قد يكون مبالغا فيه وقد تسعدهم لدرجة لاتوصف
_و ماذا عن الأشخاص
_طبعا سيوجد شخص مميز عندهم شخص يدخل عالمهم ويشعرون بالأمان معه .. هذا الشخص بالذات من يمكنه أن يخرجهم .. سيعتمدون عليه ويستمعون له فتلك الوحدة قد تنتهي بسببه فيكسر الحاجز الذي يبعدهم عن العالم الواقعي

_وأين الحل لكل هذه المشاكل
_كما قلت لايوجد علاج محدد لكن يوجد حل تقبل ماهم عليه والاعتناء بهم بطريقة خاصة والتشخيص المبكر لكل هذه الحالات يساعد كثيرا فاضطرابات التوحد تظهر قبل سن الثالة لكن تلاحظ بشكل واضح بعدها
~~~~~~~~~~

فواصل ضياء شرحه و الاخر منصت : تحدثت كثيرا وهذا أهم ما قالت أصيب الكثيرون به وقد نجحوا فعلا بالتأقلم مع المجتمع بشكل جيد جدا والبعض مازال يعاني ويجب الاعتناء به لأن هذا الاضطراب تتفاوت شدته بين الخفيف المتوسط والشديد في حين الاعراض متشابهة فهمتني

بهاء: نعم الكثير مما قالت يكون أنا لكن لا أذكر الكثير قبل سنتي السادسة أو خامسة فقط لقطات مبهمة

ضياء : امم كل هذا يحدث في السنوات الاولى حتى الأستاذة بقت مستغربت فأنت تتعايش بشكل جيد بالمدرسة
_و لماذا يحدث هذا؟
_لم يكشف السبب بشكل قاطع مازال الأمر يحير الأطباء ومازالت الدراسات قائمةً لحد الآن فقط بعض الافتراضات
_حسنا إذا تعامل لؤي معي كان الحل من البداية؟
_نعم الأستاذة اندهشت من اخ كلؤي
~~~~~~~~~
الاستاذة بحيرة : لكن أين بهاء من كل هذا؟
ضياء: أظنك لاحظت في البداية أنه لم يكن يهتم لشيء وتقريبا تصرفاته سيئة نوعا ما دون احترام

_نعم تقريبا والآن قد تغير تعامله
_أو بطريقة خرى لقد تعلم أن يعاملكم بشكل أفضل بمجرد أني قريب منكم دون أن يهتم لكنه تعلم أنه أخطأ بما كان يفعل وقد اعتذر للجميع من حولي مجددا
_إذا هكذا لكن هذا لايعني أنه قد يكون مصابا بالتوحد بشكل قطعي

_و إن قلت أنه فقد الشخص المميز الذي تحدثت عنه وقد عان الكثير بسبب عدم فهم الجميع أنه ينتظرني أنا وليس الشخص المفقود استمر الجميع بقول أن الموتى لايعودون في حين هو انتظر عودت أخيه الذي يكون أنا
_لهذا كان خائفا
_لم يصدقه أحد وأصبح يخاف من الجميع وذلك الخوف أصبح كرها بالنسبة له وخوفه هذا يزداد كل مرة رغم أنه بخير وهو معي لكن إن بقيَّ معي فقط ..

_سيعود لعزلته .. إذا خرج للعالم بسبب اخيه و عاد باختفائه!
_قال أنه لم يقصد الابتعاد عن أحد لكن لم يجد حلا أخر لو استمر باظهار انتظاره لاخيه لنتهى الأمر به في مصح عقلي حتى أنه أخبرهم أنه يراه ويلمسه
_اه لا يمكن أن يفهمه أحد هكذا حقا
_وإن سألته عن شيء كل مايقوله أن اخاه علمه هو حقا لا يفهم نفسه قال انه صفحة بيضاء كتب فيها لؤي الكثير من الأشياء المذهلة لذلك

_ماذا عن والديه؟
_مازال خائفا منهما لم يعاملهم بسوء بل بحذر أخذوه لطبيب نفسي من قبل ولم يفهم شيئا فيه
الأساتذة: امم يصعب تشخيص في هذا السن مع الكثير من الأشياء التي تعلمها إذا اخوه علمه كل شيء دون علم منه أو أنه يعرف فتقبله وأخفى ذلك؟
_لا هذا ولا ذلك
_كيف؟

_هو فقط أحبه بثمان سنوات قبل أن يولد أراد أن يجعله شخصا أفضل لأنه يحبه لا أكثر حتى والدته فتحت له المجال ليعلمه بنفسه ويعتني بكل تفاصيل حياته كان كل شيء بالنسبة له

لم يكن هذا الوصف غريبا عليها فردت : إذا هذا يعني أنه تدخل في حياته حتى قبل سنته الأولى وبهذا يمكن أن يكون بهاء هكذا
~~~~~~~~
بهاء: لؤي!
ضياء: نعم ولؤي الذي تراه هو فقط جزء من ذاكرتك وأنا كنت طول الوقت معكما فترى ذكريات قديمةً عندما كنتم هنا .. عقلك الذي يعطيك صورة له وليس لأن لؤي موجود حقا .. قالت أن ذاكرتهم تعيد الأحداث فأحيانا يضحكون أو يبكون بلا سبب لكنه يعيدون مواقف تبدوا واقعية عندهم
_تقريبا لؤي الذي أراه معك في عمر ثانية عشر

_بضبط هي ذكريات .. أنت لم ترى لؤي من يوم غادرتم ذلك المنزل لأنك لم تعش مع لؤي في المنزل الذي انتقلتم له حتى عاد مع هذا المنزل لأنه عاش فيه حتى سن الثانية عشر
_امم ولمَ أخاف أن يلمسني الآخرون
_قالت أنه ربما يكون الأمر متعلقا بذكرى سيئة أخافتك جدا لأنني المسك بشكل عادي دون أن تتأثر ووالديك أيضا لكن تشعر بالخوف من الآخرين
~~~~~~

الأستاذة: بما أنك تضمه بشكل عادي فالأمر ليس متعلق بحاسة اللمس فبعضهم تصيبه حساسية من اللمس أو حكة وهذا بالنسبة للجميع حولهم دون استثناء وأكثر ما يميز المتوحدين أصلا هو انزعاجهم من لمس الأخرين لكن هذا يتغير مع الوقت أو يستمر للأبد ..لكن بنسبة لبهاء ربما قد حدث شيء متعلق باللمس أخافه كثيرا ويتذكره جيدا فتعلم عدم لمس الأشخاص و الاقتراب منهم حتى لا يخاف يعني عقله ربط حادثا ما باللمس وهذا افتراض وحسب .. فما يتعلمون من تجاربهم ينعكس على تصرفاتهم مباشرةً
~~~~~~~~

بهاء و مازالت كلماته باردة : مجرد خوف فقط
ضياء: لا تقل مجرد .. يمكنك أن تتخطاه وأيضا لا أحد يعرف كيف تخاف منه غيرك وهذا متعلق بالنوم أيضا فذكرى سيئة ارتبطة بالنوم عندك فأصبحت لا تنام والاحل هو أن تشعر بالراحة لتنام كما كنت أضمك

_لأني كنت أرى منظر لؤي وهو بالمشفى لحظة موته فلم استطع النوم
_نعم ويمكننا أن نفكر ونجد حلا أيضا
_امم وملخص كل شيء

ضياء : لا يمكننا أن نحكم إذا كان توحدا أو لا أعرف ماذا لكن هذا تقريبا تفسير لكل شيء .. قالت ربما قد تفقد كل ماتعلمته في أي لحظة وقد تستعيده وهذا ما حدث بعد لؤي وأهم شيء لقد علمك كيف تعتمد على نفسك فتجاوزت ذلك
_حسنا

مازالت تلك العيون الزرقاء باردة فحاول ضياء ممازحته رغم أنه يكذب على نفسه فلا شيء يستدعي المزاح بموقف هكذا : يمكنك تحمل بعض المشاكل لكونك خارقا
_اممم

أضاف بابتسامة : هاا انا لا أمزح أخبرتها عن ذاكرتك .. أنت حقا تمتلك ذاكرة خارقة .. إن قلنا توحدا فقد قالت أن ذكائهم أحيان يكون منخفضا أو طبيعيا وأحيانا أعلى من الطبيعي بكثير فيوجد مثال لبعض عباقرة العالم قد عانوا من التوحد حقا
_امم
_المهم الآن .. لا تقلق الأمر ليس بهذا السوء يمكنك أن تتعلم وأنا معك تعرف أني لن أتخلى عنك أبدا
_أعرف

قال بهاء ذلك مقتربا لضياء حتى استند على كتفه فأنبس بصوت خافت : هل أخبرتك .. أني أحب أن تضمني أيضا؟ص .. حتى يختفي كل الخوف

فلف ذراعيه حوله ليغمض عينيه ببعض الراحة : نعم هكذا

فداعب شعره بضحكة : هي أخبرتني عن التوحد وليس عن بهاء أنا أعرفك أكثر من أي شخص أخر

بنبرة بائسة رد فأن لا تعرف ما تكون وتجد جوابا يجعله أغرب مما تتصور ليس أمر يتقبل بسهولة : انتهيت صحيح
_نعم

مر بعض الوقت وهو على حاله أما ضياء فكان مستعدا لاخباره ما حدث

«أنه هاذئ الآن أعرفك لدرجة لا يمكنك تخيلها» فناد عليه : بهاء
_ماذا؟

فأكمل بهدوء : قلبي كان يؤلم قليلا
_قلبك !!؟

قالها تائها دون شعور منه مرت بضع ثوان ليفهم ما قصد بكلامه ليعيد تلك الكلمة بخوف : قلبك!

ابتعد متفاجئا كليا : ضياء.. قلبك كنت خائفا بسببي !!

فوضع يده على صدر ضياء بقلق ليجيب ضياء مبتسما بشكل أفضل : أنا بخير

كان نبضه طبيعيا لكن : لمَ تبتسم؟ .. ضياء آسف أنا نسيت كل شيء فقط افكر في ما قالت لا تقلق أنا بخير

قبض على قميص ضياء جهة صدره ليكمل نادما : ضياء لن يحدث هذا مجددا .. ضياء آسف

شعر بذنب عظيم يخنقفه فكأن شجاره وغضبه السابق تبخر ببساطة ليخيفه مجددا سرعان ماعاد ضياء بضمه ليخفف عنه فقد فهمه بضحكة : لم يحدث شيء .. وقد عاد اخي

«لقد تعلمت معنى أن خوفك يخيفني وربما يؤذيني لابأس عندي إن كنت لا تعرف الفرق بين أنك خائف علي أو خائفا من بقائك وحدك في النهاية»

قال ضياء بسعادة : أنا لا أريد أن تبقى وحدك

رد محاولا ابعاده : أحمق لمَ أنت سعيد؟ وأنا كنت معك طول الوقت لم ابتعد حتى أعود

ابتعد ضياء مبتسما ليلاحظ بهاء ما حوله فالمفترض أنهما بالمدرسة نظر لساعة بيده ليتفاجأ أكثر فموعد فحص ضياء قد اقترب

أخيرا استرجع كل ما حدث اليوم ليقول بارتباك : لحظة لقد خرجنا من الحصة والأستاذ هناك ضياء ماذا فعلت
_سنحتاج أبائنا غدا

وقف أمامه معاتبا كالعادة فقد أخبره ألف مرة أن لا يتشاحر خصوصا والأستاذ هنا والأسوء أنه شاجر اصيل فاقترب ملامسا خده بقلق : توجد كدمة هنا لقد ضربك

جعل وجهه كالضحية البريئة ليفلت من عقابه : نعم و ماذا ستفعل؟

قابله ببرود : لا تصنع هذا الوجه وكأنك مضلوم أصمت لمَ لا تسمع كلامي؟ متى تفهم لا يجب أن تجهد نفسك؟
_حاضر لكنه كان يسخر منا

لقد خلط كل شيء بعقله للحظة فلامس رأسه بألم لقد تحدى اصيل وسيتوقف إذَا فاز إذًا : ضياء ماذا كنتُ افعل طول المساء .. حتى امل لم أحدثها وبقيت اتجاهل الجميع هم منزعجون مني ..
_لا لقد شرحت الوضع

وقف برعب مكانه لايدري ما يفعل، لا يريد لأحد أن يعرف حقيقته فببساطة سيخطئون فهمه كالسابق يكفي أنه عرف نفسه و لا يريد أكثر من ذلك

وقف ضياء قربه مربتا على كتفيه بهدوء وتلك الابتسامة لم تختفي من وجهه : ليس كل شيء لا أحد غير الأستاذة يعرف قالوا بأنهم سينتظرون أن تشرح لهم

أخفض رأسه بيأس فكيف يمكنه ذلك : حسنا سأعتذر منهم هل يكفي هذا

هنا عانقه ضياء بسعادة غامرة : المهم الأن .. بهاء أنا أحبك

لم يبادله العناق فربما ضياء يتهرب مما حدث : لن يساعدك هذا سأقتلك حقا لو أعدت غباءك
_أحبك كثيييرا جدا جداا

بضحكة : لمَ أنت سعيد؟

ضياء محاولا تقليد بهاء سابقا : ليس كما كنا صغارا فقط بل كما الآن و مستقبلا أنا سأحبك دائما لن يتغير شيء أعدك

«كنت أريد أن أبكي طوال الوقت لكن الآن»

كان تفكير ضياء الذي بلغة سعادته حدود السماء فكل ما يريده ان يبقى بهاء قربه مهما كان ما به

رفع يديه ليبادله ذلك العناق بسعادة : أنا أيضا لكنك أحمق حقا

لحظات ليبتعد ضياء ممسكا وجه بهاء بين يده محدق بتلك العيون التي عاد بريقها أخيرا : مايهمني أن تبقى سعيدا مبتسما ليس الأمر تقبلا .. بهاء لآنا حقا أحبك كما أنت ليس عليك أن تتغير من أجل أحد حتى لو كان أنا .. افعل فقط ماتريد .. إن كنت خائفا أو تشعر بالسوء سأكون معك لاتخفي شيئا و لا تتظاهر كن بهاء فقط

مع هذه الكلمات عاد ليضمه كطفل : لو بقيت هكذا لن أكبر السنة القادمة

«لو كان كل العالم مثلك لن أخاف من شيء»

ضياء : نعم ابقى صغيري اللطيف الذي سأحميه دائما

بفخر رد : صغير من؟ أنا أكبر منك
_أعرف وهذا أفضل ما في القصة

ضحك بهاء ليكمل الآخر بجدية : بهاء أنا أعرف ما يجب أن أحمي فيك لا تقلق

«مهما كان ما يحدث نظرتك لي لا تتغير و لا تشبه نظرة أي أحد أخر»

ابتعد بهاء مع تلك الافكار : أعتمد عليك

أما ضياء لم يحرك عينيه من تعابير وجه بهاء الذي افتقدها طول المساء

«إن برائة العالم فيهم يحبون أن يعاملوا بلطف بل يتمنون عناق دون أن يخافوا ليس لأنها قالت هذا .. أنا لا أريد لهذه البرائة أن تختفي»

بهاء : توقف عن التحديق بي ولنذهب لفحصك

بضحكة : قبل ذلك تركت هذا الحديث للنهاية .. أتعرف لمَ الأستاذة تعرف الكثير عن هذا الموضوع؟ رغم أنه ليس تخصصها
_علم النفس كان تخصص لؤي بالجامعة حسنا هل درست طالبا من قبل هكذا؟

بضحكة : بل درست شخصا مميزا وعدها بشيء مهم جدا لم تستطع أن تنساه
~~~~~~~~
الأستاذة: سيعود لم يخبرني باسم اخيه لأنه يناديه بأخي طوال الوقت لكني سأعرفه لأنه قال أن ..
~~~~~~~~
رفع ضياء يديه بالهواء لتعود نفس الدهشة التي اصابته وقتها مكملا كلام الأساتذة : أكثر شخص مذهل في المدرسة سيكون اخي أنا لا أعدك أنت بل وعدت اخي بهذا هو صغير جدا ستعرفينه انتظري فقط

لا لن يفهم اي شيء بسرع : ماذا تقصد!

بابتسامة : مافهمته

*********

هل فهمتم ذلك؟

فعليا عندي مشكلة بقص الفصول كانت معكم 3500 وبضع كلمات

Continue Reading

You'll Also Like

7.9K 613 10
بعد أن تمت مهاجمة الفونجولا ساوادا تسونايوشي الرئيس العاشر للفونجولا تم إرساله من قبل بياكوران إلى عالم اخر ... ما الذي سيحدث هناك ؟ ومن الذي هاجمهم...
7.8K 366 5
"الحقيقه انك لست بملاك ولا شيطان، فانت ارقي من ذلك واخطر من ذاك"!! #روايه قصيره
125K 12.6K 57
في مدينة العصابات و بؤرة الفساد في البلاد .. التقى بطلنا الذي لم يتجاوز ربيعه الثاني عشر بأولائك الأطفال الذين معا أصبحوا عائلة واحدة يحمي بعضهم بعض...
1.2K 184 24
هل تعلمون صعوبه العيش بالوحدة؟ بل هل تعلمون شعور الخروج من مكان لاخر؟ مكان جديد! اشخاص جدد! حياة جديدة! اهو غريب ام اني اعاني مشكله بالتأقلم . . . . ...