اِستمتعوا ~
_______
الألحان المُميزة للمُغني فرانك جالت بِداخِل الحانة الهادِئة ، اِنقضى مُنتصف الليل مُنذ فترة و لا يزال بعض السكارى ينتشرون هُنا و هُناك ، مِنهم من يُردد سويةً مع الكلِمات و مِنهُم من ينتحب على حياته البائِسة.
مظهر الحانة صرخ بالثراء و الكلاسيكية ، البار الذي أطلّ على الساحة الصغيرة أمامه ، يتشكل على نِصف دائِرة واسِعة ، الجدار وراءه مليء بزُجاجات النبيذ و الخمر المصفوفة بِدقة والذي يعود تخميرها لثمانين عامًا مضى.
حانة ' 𝐻𝑒𝑎𝑣𝑒𝑛 𝑇𝑒𝑎𝑟𝑠 ' كانت الخيار الأمثل لذوي الطبقة العالية فـهي الحانة الأشهر في تورينو ، إيطاليا.
المعروفة بصاحِبها كوري الجنسية ، الرجُل ذو الوجه الصغير و الروح القديمة ، لطالما كان المالِك الأشقر ، بيكهيون ، مُحبًا لِحُقبة الثمانينات ، الأغاني و الموسيقى القديمة و الكلاسيكية حتى أنه يحتفِظ بالأسطوانات خاصة الأغاني المُفضلة له.
و كان معروفًا بِولعه بالنبيذ العتيق ، يُفضل دومًا تجميع الزُجاجات القديمة و صفّها على جِداره لِتُعطي جمالًا و كلاسيكية أكثر لحانته العزيزة.
جلس الرجل الأشقر ، المالِك الذي وصل عقده الثالث بالفعل ، على البار مُقابِلًا الساقي ذو العمل الجُزئي.
يهُز الكأس الزُجاجي المملوء بالنبيذ الأحمر الذي أكسب شفتيه لونًا أحمرًا خفيفًا يُحدق حوله برضى تام و نفسٍ خفيفة يُدندن بِهدوء مع المُغني حتى وقعت عينيه على المدخل ، يرى الفتى الطويل يقِف هُناك ، مُجددًا.
يُقلِب عينيه بينما يتذكر باليوم الذي بدأ الفتى بالإلتصاق بِه.
• • •
ألقى المال على الفتى أمامه بغضب ، نافِثًا عليه كلِماته يستدير بعدها يُحاول إخماد الغضب المُتصاعِد بداخله لِما شهِد.
كانت دقيقتين حتى سمِع همس الفتى العميق ،
" أنت لن تفهم "
يِدير رأسه و يُضيق عينيه عليه.
" أنت لن تفهم أبدًا لِما أنا أفعل ذلِك "
ينظُر المُسمى بتشانيول أرضًا مع تقطيب حاجبيه ،
" الأمر سيء حينما أكون وحيدًا و بِلا رِفقة ، أنا أحتاج للرفقة لجعل يومي يمضي ، أنت لن تفهم أبد- "
يصرُخ بالجُملة الأخيرة ليتلقى ضربةً موجِعة على رأسه ليئِن و ينظُر بعدها للرجُل أمامه يرى الشرار يتطاير من عينيه.
" أنت أحمق! تجعل الجميع يستغلك فقط لأنك لا تستطيع تحمُل الوحدة ؟ ما الفائِدة مِن ذلِك ؟ أتشعُر بالرضى عن نفسك ؟ ذلِك ليس حلًا يا فتى! "
يأخُذ شهيقًا يُهدِئ نفسه بينما لا زال غاضِبًا.
" الأمر أفضل بِمئة مرة حينما تكون وحيدًا على أن تجعل الأشخاص يستغلونك ، عليك أن تتعلم بأن تحترم نفسك أكثر و تجعل لها الأولوية القصوى "
يُكمِل تنظيف الكأس بيده بتقطيبة حاجبين بدأت ترتخي ليعقدها مُجددًا بِغضب و ينظُر إليه بِحدة.
" ثُم إياك بالتقليل مني يا فتى أنا أكبُرك عُمرًا و عِشت ما لَم تعِشه أنت "
و ما فاجئه و جعل فمه يفغر هو سؤال الفتى الطويل أمامه.
" أنت أكبر مِني ؟ "
أعيُنه مُتسعة بينما أخذت تحوم حول وجه الأشقر و جسده ، يبدو كفتى في الثانوية.
أغمض بيكهيون عينيه ، يأخُذ أنفاسًا طويلة ليتحدث بعدها ،
" أنا في عقدي الثالث "
بوجهٍ خالٍ مِن التعابير هو نطقها.
" سأُغلِق الحانة الأن ، لِتتفضل بالخروج ، و آمل بأن لا تجعل أحدًا أخر يستغِلك مُجددًا "
يُربت على كتفه العريض بتشجيع بينما يُحاول دفعه للمدخل الأمامي.
يتعثر تشانيول بينما يُعيد إخراج نقوده ليستدير مُجددًا للأشقر.
" إ-إنتظر ، أنت أخبرتني بأن أشتري بهذا رِفقة حقيقية "
يُريه المال ليُقلِب بيكهيون عينيه داخل رأسه.
" لقد كان تعبيرًا مجازيًا "
" لكنني أُريد شِراء رِفقتك! "
يُفاجئ بيكهيون بحديثه ، يجعله صامِتًا لفترة قبل أن يرفض طلب الفتى أمامه.
" أنا أُفضِل أن أعيش وحيدًا "
ليطرده بعد ذلِك و يِقفِل الباب ، يُسدِل الستائِر بعدها و يعود للتنظيف قبل أن يصعد لِشقته بالأعلى.
• • •
يتنهد عندما كان الفتى يجلِس بِجانبه مع حقيبته على ظهرِه ، يبتسِم بِوسع و يُلقي التحية التي تجاهلها بيكهيون بالكامل.
لقد أخبره بأنه يُفضل البقاء وحيدًا ، إذًا لِما مازال مُلتصِقًا بِه لأربعة أيام حتى الأن ؟
ينظُر بطرف عينه للكتاب الذي أخرجه تشانيول مِن حقيبته ليتنهد ،
" عليك التوقف عن المجيء إلى هُنا "
يُعيد طرف كأسه لشفتيه.
" لكنني أُريد قضاء وقتي معك "
عارض بِعُقدة حاجبيه.
تنهد بيكهيون ليضع كأسه على الطاوِلة أمامه يُفكِر قليلًا قبل أن يتحدث.
" الوقت مُتأخر بالفعل و أنت تمتلِك مدرسة صباحًا ، لِما لا تعود للمنزِل و تغتنِم هذه الساعات بالنوم ؟ السهر ليس جيدًا لك يا فتى "
" لكن- "
" بيكهيون ! مرّ وقتٌ طويل "
تحدث رجُلٌ مِن اللامكان ، يُقاطع حديث تشانيول.
" مرحبًا لويس "
حيّاه بيكهيون بطبيعية أشارت لكونه يعرف الرجل الوسيم.
" أوه ، صديق؟ "
يُميل رأسه حينما رأى تشانيول لِـيوجِه سؤاله لبيكهيون.
ألقى بيكهيون نظرةً على تشانيول الذي كان ينظُر له بأعيُن واسِعة ، مُتشوِق للإجابة.
" كلا ، فقط إحدى الزبائِن "
تشكّل الإحباط على وجه الفتى الطويل ، ليُدير أنظاره للكِتاب أمامه.
أخرج لويس سيجارة و قدّاحة ، يُقدِمُها لبيكهيون الذي أخذها بين شفتيه بموافقة ، ينتظر الرجُل ليُشعِلها له لينفث دُخانها بالأرجاء بينما يجول بأنظاره يتجاهل الرجُل بجانبه.
حتى صدحت أُغنية جديدة بداخِل الحانة.
Moondance By Michael Buble.
" هذه أُغنية جيدة ، هل لي برقصة ؟ "
باِبتسامة مُلتوية هو مد يده بِنُبل لبيكهيون الذي قلّب عينيه على هذا الرجُل المُتملِق يُفكِر بعدها ، الأغنية جيدة و مزاجه رائِع الليلة إذًا
لا بأس برقصة وحيدة يُنهي بِها يومه.
يمُد يده لـيد لويس بينما ربّت بالأُخرى على كتف الفتى ليقترب جدًا مِن أِذنه و يهمِس له بالعودة لمنزِله و الخلود للنوم.
يسير برفقة لويس حتى توقفَ بِوسط الساحة الصغيرة ، يده اليُمنى تُمسِك بيد لويس اليُسرى و يده الأُخرى فوق كتفِه بينما يد لويس اليُمنى اِحتضنت خصره النحيل ، يبدأن الرقص على الألحان بِخُطى مُتوسطة السُرعة.
ذِقن بيكهيون اِتكئ على كتف لويس الأيمن ، يُمسِك سِيجارته بأصابعه النحيلة و ينفُث الدُخان ، الأعيُن تسلطت على جسد المالِك الراقِص.
بينما عينيّ بيكهيون اِتصلت بأعيُن الفتى العلقة ، شيءٌ ما أراده أن يلعب مع هذا الفتى الصغير ، ملامحه المُرتبِكة و عُقدة حاجبيه جعلته يبدو لطيفًا جِدًا.
كـقطة صغيرة ضائِعة ، يلعق شفته العُليا بِبُطء يُراقب ردة فعله المتوتِرة ليضحك بعدها مُعتقِدًا بأنه بدأ يثمل ، يتجاهل همسات لويس عِند أُذنه يُشاهِد بعدها وقوف الفتى و مُغادرته ، ليعود لإستنشاق سيجارته غير أبِه بأي شيء.
هو سـيستمتِع بهذه الليلة بطريقته الخاصة.
في صباح الغد ، اِنتشرت أشعة الشمس تتسلل مِن خلال الستائِر المفتوحة جُزئيًا ، تسطع على ذلِك الجسد العاري الذي يتوسط سريره الواسِع ، يبدأ طقوس الإستيقاظ خاصته.
يتثائب و يُمدد جسده ، يستقيم و يرتدي الروب الحرير ذو اللون الأخضر الداكِن خاصته ، ينظُر لجسد لويس العاري على سريره يتجِه بعدها للمطبخ ، شريحة خُبز مُحمصة و لطخة عسل مع كوبٍ مِن الشاي.
فطور مثالي بالنسبة للرجُل الأشقر ، يجلِس على مائِدة الطعام بساقٍ على الأُخرى بينما نهاية الروب اِنزلقت مِن على فخذيه ، يستمِع لتثاؤب لويس ليشعر بعدها بِقُبلة على خده و ' صباح الخير ' صغيرة.
" اِستحِم و أرحل لويس ، ستتأخر عن يومك الأول في العمل "
لكنته الإيطالية كانت شديدة ، لا يحبذ بقاء الرجُل في شقته لوقتٍ طويل.
" بارد كالعادة ، هذا مُثير ~ "
يبتسِم لويس بجانبية يسير لِدورة المياه يأخُذ حمامًا يغسِل القذارة مِن على جسده.
دقائق و كان لويس مُستعِدًا للخروج ليودِع بيكهيون مِن عند الباب ، يرى شُعاع نور الشمس يسطع على بشرة الرجُل العارية ، حيث عُقدة الروب الخفيفة و المُرتخية أظهرت خط صدره بينما بيكهيون هُنا لَم يأبه بِأنه نِصف عاري و أمام الأعيُن التي تتأكله.
يستقيم حينما خرج لويس ، يتمايل بِهدوء يقِف أمام مكتبة الأسطوانات الكثيرة ، مُحتار ، أيُهم يبدأ صباحه بِه ؟
و Louis Armstrong كان الخيار الأمثل ، يتمايل بهدوء حينما بدأت الأنغام تصدُح إثر دوران الأسطوانة ، يُدندن و يرقُص بخطوات خفيفة.
بينما في الجانب الأخر ، اِستيقظ الفتى مُتأخِرًا جِدًا إثر خلوده للنوم مُتأخِرًا البارِحة ، نظام نومه كان سيئًا للأربعة أيام الماضية ، روتينه بالذهاب للحانة البعيدة عن مقر سكنه بعد اِنتهاءه مِن الجامعة قد أخلّ بنومِه ، يجعل الهالات تتكون تحت عينيه بالتدريج.
يُحاوِل الإسراع بطريقة لجامِعته ، حتى يلحق بمحاضرته الأولى فـكما سمِع ، هُناك مُحاضِر جديد لهذه المادة و هو لا يُريد ترك إنطباع سيء عنه في اليوم الأول.
و بطريقة ما ، هو وصل قبل ثوانٍ مِن وصول المُحاضِر
و الذي جعل أعيُنه تتسِع للصُدفة الغريبة.
" مرحبًا بِكُم جميعًا و صباح الخير ، أنا لويس فابريزي المُحاضِر الجديد لِشُعبتكم ، أتمنى أن نكون على وِفاق معًا "
يُحييهم باِبتسامة و يبدأ بِشرح درسه بينما أنظار تشانيول تعلّقت على الإحمِرار الظاهِر على عُنقه.
أيجب عليه عدم الذهاب للحانة اليوم ؟
_____
هيلوو
هذا البارت كتوضيح مبدئي للشخصيات و علاقاتهم
كتابة البارتات يمكن تتأخر بس بتكون على حسب تفاعلكم معها ~
الكومنتز تحمسني جدًا جدًا وتخليني اكتب البارت اسرع و اطول 🧡
أرائكُم و توقعاتكم ؟ ~
أراكُم لاحقًا ~