~اصواتٌ لا تتحرك~
_______
𝘝𝘖𝘛𝘌 + 𝘊𝘖𝘔𝘔𝘌𝘕𝘛 ♥︎
________
كانت سعداتي تعتمد على الاشياء البسيطة
المواقف الظريفة والكلام الجميل
لم اكن ارُد الكثير من الحياة الى ان دمرتني!
اصبحتُ مختلفة تماماً عن ما كُنتُ انا عليهِ
اصبحتُ لا ابتسم الا نادراً
ابتعدُ عن الجميع دائماً
ابكي في ظلمتِ يومياً
لم ارد اي شيء، لا شيء سوا ان اجد السعادة التي تركت حياتي بأكملها
تركتني وحيدة في ظلامً دونَ بصيصً للنور
تركتني وذهبت...
منذُ فترة وعندما كُنتُ اسمع ان عائلتي تخطط للأنتقال عندها كُنتُ لأبكي امامهم اترجى منهم التراجع عن هذا القرار
لم ارد الأبتعاد عن من اعرفهم
لم ارد تغيير نمط حياتي
المدينة والمنزل وتلك الغرفة....
ولكن اليوم انا لم اعد اهتم بل اترجى منهم الأنتقال سريعاً فا هذا لم يعد يُحتمل بالنسبة لي!
كُنتُ ارى اشياءِ تُضع بكراتينً بنية اللون
ارى كيف غُرفتي التي اعتدتُ على البكاء بها تصبحُ باردة وخالية تماماً كروحي الداخلية
ارى كُل شيءً يتغير واتمنى ان اتغير مثلها بتلك البساطة...
لم اودع اي احد من اصدقائي فا هم تركوني!
لم اودع حبيبي فا هو ايضاً انفصل عني!
لم اودع قطتي فا هي ماتت...
لم اودع اي احد سوا غرفتي التي احتوت دموعي تلك وكل مشاعري المنفصمة بأنواعها!
خرجتُ من منزلي لأصعد السيارة و تبدأ رحلتي تلك
الرحلة التي غيرت مجرى حياتي تماماً
.
"ايلا"
"نعم؟"
"احضري الصناديق مع والدك"
"حسناً امي!"
طلبت امي مني الذهاب لأحضار الصناديق من السيارة فا نحنُ الأن امام منزلنا الجديد
هو كبير، في وسط الغابة، لا شيء من حوله وهذا ما كُنتُ اُحبه...
العزلة!
كانَ يوماً طويلاً
نحاول فيهِ ترتيبَ المنزل...
دخلتُ غرفتي بعد ان ادخلتُ جميع الصناديق مع والدي
كانت كبيرة...
اثاثٌ باللون الأبيض
جميل وانيق
ولكن ما شدني هو تلك النافذة الموجودة في السقف
احضرتُ كرسياً و فتحتُها لأخرج رأسي من خلالها
كانَ ذلكَ شعوراً جميلاً، شعور النسيم الذي يداعب وجهك!
نزلت لأبدأ ترتيب باقي الأغراض متخيلتاً شكل النجوم من خلال النافذة
جميلة!
.
بعد ساعاتً طويلة انتهيت لأتجه نحوة والدتي التي كانت تُعد الطعام
"انتهيتِ؟"
"نعم"
صمتت لتنظر نحوي بعدها تبتسم
"بالمناسبة هناك جامعة قريبا بعض الشيء من هنا"
"اخبرتُكِ انني لم اعد اريد اكمال دراستي!"
"لقد قام والدكِ بتسجيلك بالفعل"
"ولكن امي!"
"ستبدأين بعد غد"
"لما لا تتوقفين عن فعل هذا؟"
"انا افعل ما علي فعله، لن اجلس و اراقبُكِ تدمرين حياتكِ بسبب شخص انفصل عنكِ و مجموعة تافهين عرضوكي للأذى!"
"لن اذهب وهذا انتهى!"
"بلا ستفعلين"
قالت بينما امشي عائدة نحوة غرفتي
كلماتها تلك فتحت بقلبي جروحاً حاولتُ جاهدة اخفائها
كم هذا رائع، ستبدأ الليلة حفلة الأنهيار الخاصة بي!
تلونت السماء باللون الأسود الجميل و تلك النجوم التي كانت كالألماس لفستان سهرةً انيق
استلقيت اسفل النافذة لأنظر لتلك النجوم التي تلمع دون توقف فوقي
"هل الموتى يتحولونَ لنجومً فعلاً؟"
قُلتُ في نفسي وما كُنتُ افكر بهِ هو قطي اللذي ذهبَ و تركني
"هل انت هناك سام؟"
قُلت لتبدأ دموعي انذارها الأول لهذهِ الليلة
"ان كُنتَ هنا الأن لمسحتَ عن عيني دموعي كما اعتدتَ دائماً!
هل كانَ يجب ان يفعلُ هذا بك؟ ان ينتقموا بهذه الطريقة مني؟...."
قُلت لأبداء بالبكاء حابستاً لتلك الشهقات فا لا ارغب بسماع صوت امي تتسأل عن سبب بكائي
لقد تعبت من الشرح....
تعبت من قول انني اشتاقُ لكَ سام!
______
-بعد يومين-
حاولتُ جاهدة اقناع عائلتي انتي لاارغب بالذهاب لأكمال دراستي ولكنهم لم يستمعوا للذي اقولهُ وها انا الأن ارتدي ملابسي لأتجهز لأول يومً دراسي...
مشيتُ منحنية الرأس نحوى المكان
دخلت بصمت بينما الجميع يصرخ من حولي و يتكلم ويضحك
اتجهت الى مكتب الأساتذة لأدخل بهدوء
نظرُ نحوي لأرفع رأسي و اراقبهم
"هل انتِ الطالبة الجديدة؟"
نطقت احدى المدرسات لأهز رأسي وتبتسم
طلبت مني اللحاق بها وهذا بعد ان جعلتني املئ بعض الأوراق
كنتُ امشي بالممر بينما نظرات الجميع كانت تتوجهُ نحوي، شعرتُ بعدم الراحة لذا لم انظر في عينيهم بل اكملتُ السير
"هذا هو الفصل الخاص بكِ، تعالي"
دخلت امامي لأدخل خلفها عندها صمت الجميع
"رحبوا ب الطالبة الجديدة"
انتقل نظر الجميع نحوي لأرفع رأسي واتكلم بهدوء وعدم مبالا فا انا لم ارغب بالقدوم الى هنا على اي حال
"اسمي ايلا، اتمنى ان تبقوا بعيدين عني!"
قُلت لأنحني بهدوء بينما بعضهم يضحك على اللذي تفوهتُ بهِ والبعض الأخر ينظر نحوي بصدمة
"اين اجلس؟"
"هناك"
قالت الأستاذة بينما تنظر نحوي بصدمة وتشير لأحد المقاعد الفارغة
.
انا هادئة وابدوا مسالمة ولكنني لستُ ضعيفة، لن اجعل احداً يحطمني مجدداً!
في زاوية الفصل جلست، اراقب تحركات الجميع، اجلس بجانب تلك الفتاة
كانت تنظر نحوي بصمت
لم اهتم واكملتُ التحديق ب المعلمة
الفتاة لم تزح عينها عني لذا نظرتُ نحوها ببرود
"الى متى؟"
"هاه؟"
"الى متى ستبقين تنظرين الي هكذا؟"
انزلت رأسها لتنظر نحوة المقعد الخاص بها لذا شخرت بسخرية واكملتُ انا تحديقي
انتهت تلك الحصة لأقف مقررةً الخروج
لا اعلم الى اين ولكن اي مكان افضل من هذا المكان
"هل نذهب بجولة في الجامعة؟"
"ساذهب وحدي"
"انها كبيرة ستتهين"
"لا بأس"
تقدمت الفتاة نحوي لتعانق يدي وتسحبني خلفها
"لنذهب"
قالت لأنظر نحوها بصدمة
الا تفهم ما اقولها مثلاً؟ ما اللعنة التي تفعلها؟
لم انطق بحرف فقط اكملتُ السير خلفها واضعتاً يدي ب جيُب بنطالي احدق بتململ
"منذُ متى وانتِ هنا؟"
"هاه؟"
"اقصد هذه المدينة"
"لا اعيشُ هنا"
"اذاً؟"
"خارج المدينة، وسط الغابة..."
"وسط الغابة؟"
قالت بينما تنظر نحوي بصدمة لأعقد حاجبين واهز رأسي
"هل تسمعين اصوات غريبة ليلاً؟"
"مثل ماذا؟"
"صراخ؟ بكاء؟ او ربما استنجاد؟"
بدت لي تلك الفتاة غريبة بسبب كلامها ذاك لأهز رأسي ب لا
"اذا هل رأيتيه؟"
"ما هو؟"
"القبة؟"
"اي قبة؟"
"قبة القصر، الساعة التي تُصدرُ صوتاً ولا تتحرك"
"هل تهذين؟"
"لا ولكنني اُحذرك"
"من ماذا؟"
"منهم، لا تبقي مستيقظة لبعد منتصف الليل قد يأتمون....ولا تحاولي النظر طويلاً للقبة!"
كلامها اشعرني بالقليل من الخوف والضياع
من هائولاء الذين تتكلم هي عنهم؟
ولما لا انظر للقبة؟
هل هي موجودة فعلاً ولم الاحظها؟
"بالمناسبة اسمي هو ميسو وانتِ؟"
"ايلا..."
صافحت يدي بينما انظر نحوها بصمت وحرص
هل يجب علي التحقق من امر القصر ومنهم؟
وكيف لساعة اصدار الصوت دون التحرك؟
هراء!
____
عُدتُ للمنزل في المساء لأتجه لغرفتي وافتح نافذة السقف وانظر باحثتاً عن القبة التي تكلمت عنها ميسو
رأيتُها اخيراً، لم تكن بعيدة
سوداء اللون وتبدو مهجورة تماماً
نظرتُ بتمعن اكثرلألمح الساعة لذا نزلت واتجهت نحوة هاتفي اتحقق من الوقت
-الرابعة ونصف-
صعدت مجدداً لأجدها تشير على الثانية عشر
اغمضتُ عيني احاول سماع دقات الساعة ولكن لا شيء لذا شخرت قائلتاً بداخلي ان هذا هراء لا اكثر
ولكن ما لم اكن اعلمه هو ان هناك من يراقب من بعيد، يراقب بأعين مترقبة والأكثر رعباً هو انني سمعتُ صوتَ عقارب الساعة في تمام الساعة الثانيةَ عشر...
صوت ذو صدى عالً ولكن العقارب لا تتحرك ابداً!
وهنا قررتُ البقاء مستيقظة لمنتصف الليل
هل سأرى من تكلمت ميسو عنهم؟
-يتبع-
________
رأيكم؟
اي توقعات؟
________