〖️داكِنْ ☬️ DARK〗️

By AVi_demian

1.3M 110K 181K

تقرأُ الوصفَ لتعرف إن كانَت تستحقُّ فعلا. ألم تملّ هذه العادَة بعد؟ _الرواية ليسَت لمصاصي الدَماء، و أكرّر رو... More

« ديبَاجَه »
« 01:[ذُو النّدبة] »
« 02 »
« 03 »
« 04 »
« 05 »
« 06 »
« 07:[دمَاءُ القِطة] »
« 08 »
« 09 »
« 10 »
« 11 »
« 12 »
« 13 »
« 14 »
« 15:[كَوشم مُتأصّلٍ] »
« 16 »
« 17 »
« 18 »
[كيفَ ولِدت داكِن]
« 19 »
« 20 »
« 21 »
« 22 »
« 23 »
« 24:[كائنٌ يرقصُ في العَدم] »
« 25 »
« 26 »
« 27 »
« 28 »
« 29 »
« 30 »
« 31 »
« 32 »
« 33 »
« 34 »
« 35 »
« 36 »
« 37 »
«38»
«39»
«40:[الفوضَى تَخلقُ النظام] »
«41»
«42»
«43»
«44»
« 45 »
« 46 »
« 48 »
« 49 »
«50:[ليسَت النهاية]»
«الحَقيقة خلفَ الحقيقة:نقَاط»
«ميلاد، رسالة من جونغكوك إلاغون»
«A million messed up head»

« 47 »

20.6K 1.6K 5K
By AVi_demian

  

إسمُ الفصل ( الفوضَى تخلق النظام) يتجلى بقوة في هذا البارت، لأنه عبارة عن فوضى لكنّه أيضا بداية تجلي الحقيقة.

إذا شعرتُم بالدوخة إسئلوا في نفس الثانية، سأجيب أي سؤال بسرور ♡️

🔛

|
_____________

نسيرُ على خطى عمياءَ لكننا نصِل دومََا، لأنّ كل الطُرق انبثَقت من الأرض.
السمَاء مرآتُها، و للمرآة أشير.

ستعُود دوما لنقطَة الصفر، الموت و العدَم..
مهمَا سلكتَ من سبيل.

ينظُر تايهيُونغ للنائمَة في المقعَد الخلفي و سُوكا الذي لا يُعجبه ما يفعلُه قائده.

ودّ الذئبُ لو أن بقائهُم طال عند الظلّ كوريلي، علّهم يحتمُون لوقت أطول.. كلاهمَا.

خاصة لولا.

لكنَّ تايهيونغ قرّر مساءَ ذلك اليوم فجأةََ أن يلتحقُوا بالرفاق.

ميكي إتصلَت بأخيها صباحا، تخبِره أنّ المكَان هنا جنة.

هل أرَاد قائدهُ أخذ عطلَة؟ لأنّه لا يتصرف بحذرِه المنصرم حتما.

-- عينَاكَ تناوشُني سوكا..--

قال من عادَ لشعره أسوَدُه حتى آخر خُصلة.

-- تثقُ بالجانبِ الأزرق؟--

-- لا أثقُ بأحد، قطعََا لن أثقَ بمكان به بَحر.

لكنّ كوريلِي أكثرُ من هيجان البِحر
في تقلّباته.--
تايهيونغ اعترَف،يقود السيَارة بسرعَة منتظمة.

-- خشيتَ خيانته؟--

ابتَسم ذو النابِ الطويل و أجابَ

-- لا تخُون الظلالُ أحدا، لكنّني لا أريد تجربَة ما قد يقودنا فضُوله إليه.--

همهَم سوكا كأنه فهِم كلّ شيء، تايهيونغ لا يحبُّ الفضول.

يقُول الآن أنّ الأستاذَ كوريلي كان ليسبّب مشكلَة بذات الفضول،سوكا ما كانَ ليتفق أكثر فبدورِه يتعامل مع ما تسبّبه ميكي بفضولهَا كلّ فينة و أخرى.

-- أنهِ ذلك...

تُتمتم لولا أثنَاء نومِها، لكنها أهدأُ من البارحة أثنائه.

-- هل فعلتُما شيئا عندمَا تركتُكما
في الغرفة؟--
يقول الأكبر بإبتسَامة شقية سامَة، فيستلُّ تايهيونغ نفسا

-- ظننتكَ لم تسمعَها البارحة، كنتَ تنام كالبغل.--
قهقَه سوكا و نفَى..

-- سمعتُها، تصرخُ و تأن و تضربُ ما قربَها.
لستُ بعميقِ نوم لذلك الحد، لستُ مثلها.--
ضحكَ تايهيونغ و أخبرَه.

-- صبوِي لا تقدرُ على ابتعَادي.--
تفاخَر و سوكا أشار لهاتفَه

--كان عليَّ تسجيل ذلك لجونكوك.--

-- إفعلَ ما يشابهُ ذلك و سأخصيك.--
عوَى الذئب بعبوس.

-- لن يسرَّ ذلك العالم.

إذا قُل ماذَا فعلتَ لتخفيف أثَر البقاء مَعها دون ختم ، قبلة؟ لمسة؟ قبلة و لمسة؟--

انعطَف تايهيونغ ما جعَل جسد سوكا يترنّح و يصطدمُ، حينها قال

-- أفضل من ذاك..
جلسنَا و تحدّثنا عن مشاعرِنا..--


.

-- نعم سأصدّق أن آليكساندر فعَل ذلك.--
سخَر غير مصدقا و هذَا ما جعل تايهيونغ يقول له.. الحقيقَة.

بعد دقائقَ من الصمتِ تحدث الأكبَر، نزعَ السَماحة من وجهه و احتلتهُ جدية موتّرة.

-- الألفا يسمعُ عن الكلام حولك.. حولكُما،
إنّه قلق.--

-- أخبرتُ جونيور أنني أعرف تلكَ القصّة السخيفة، و هي لا تُقلق سوى الميلغاليتيرو..
بوجُود لولا قد تأكد أنهَا خاطئَة، صبوي بشرية سوكَا.
لا ابن قابيل قادرٌ على الإطاحة بالميلغاليتيرو، فمَا بالكَ لو كانت صبوُه بشرية.--

صمَت سوكا،صمتهُ الغامض الذي يدفَع تايهيونغ للنظَر له للحظات سابرا فكرَه.

هل اكتَشف هو كذلِك الأمر؟

______________________

_______

علَى مقعدٍ مشابهٍ للملتفين حولَ الطاولة الفاخرة جلست، أمامَها و حولهَا كثيرٌ من قادة مجموعاتٍ شهيرة لأبناء قابيل و البعضُ من أصناف أخرَى قوية و مميتة قيّدتها قوانين الميلغاليتيرو كالجمِيع

لفَت انتبَاهها الرجُل ذو المعطَف الكثيف و البشرَة الشاحبَة، لحيَة على ذقنه و عينَان حادة.

ظنّت أنها لن ترَاه أبدا حتَى مع سنَوات عمرهَا المديدة، قائدُ مجموعة منحدرة من سلَالة الفايكنغ..

أبناء قابيل القادمينَ من روسيَا هؤلاء هُم و كمَا يعلم الجميع هنَا أقاربُ أوكزاڤيَا زوجة رون الراحلَة.

و لأنهم لا يغفرُون له ما حدث لقريبتهم كأنّه سببه، لم تعتقَد أرورا أنهم سيكونون هنا في هذا المجلَس السري الذي عقدَه رون وفق دعوة.

نظرَت لجَانبها الأيسر حيثُ قائدُ آخر لمجموعة من الثيرك لكنهُ ليس نظيرا لها.

دخلَ رون القاعة، بذلةٌ رمادية فاتحَة و لون شعره الأشقَر تناسبا للغاية.

ابتسَامته بهتت عندَما رآى أرورا ثمّ عادت في نفسِ الثانية.

بذلَة رسمية سوداء حتى العنق تلتَصق بجسدها، و شعرٌ بذيل حصانٍ مثالي يحسدُه الماستنغ.

-- مرحَبا بكم جميعا، وطئتُم سهلا.--

قال قبلَ جلوسه، يتبعونهُ في ذلك..

أرورا أحسّت بالتوتر في الغرفَة بين ذلك القريب الروسِي و رون كالجميع.

ستكُون خطتهَا أصعب بوجوده في الجوَار لذا ربَّما ستحتاج لتأجيلها.

-- أرورَا من الثيرك، لَم أعتقد أنني سأراكِ هنا.--
قال مخاطبا إيَاها بعدمَا قعَدت فتحمحَمت للعيون عليهَا و أجابته.

-- والدِي كبرَ في السنّ و غدَت الضوضاء عدوا.
تعلَم كيفَ يكبرُ المرء.--
ابتسَم لها، و قد ذكرتها تلكَ بخاصة إبنه.

-- نبدأُ هذا المجلَس بما أنّ الجميع هنا، دون مقدمات أخرَى..

النمسَا ستَسقط قريبا عاجِلا و ستكُون بوابتنَا للمزيد من الأراضي التي سُلبت منا.--

تحدّث أحد الحضُور، ذو فكٍّ مزدوج و عيون مخضرّة
بذلتهُ كلاسيكية برسمَة ورق.

-- هذا مجَددا رونالد، ألَا تكفيك ألمانيا؟--

زفر رون و ارتَدي ابتسَامته الديبلوماسية مجددا و برويَّة و حذر أجاب.

-- لن تكفيني فكيفَ تكفيكم مجتمعِين؟
عزيزي بيار، أنظر إلى رومانُوف الجالس هنا لا يعترض. تعلمُ أنه من روسيا العُظمَى، ربع العالم له لكنّه لا يكتفي.--

نظر لقريبِ زوجته قاسي النظرَة و الذي لم يستطع نفي ما قال، بيار هناك لجمَ لسانه يستمع لباقي ما يقُوله رون.

عندَما انتهَى الإجتماع، لم يبقى بقاعته سوى أرورا ترمقُ رون يشعل غليونه.

-- اسئَل ما بجعبتك..--
قالت و رون أخرجَ دخان غليونهِ نحوها.

-- ليس لدي سؤَال لكِ، بل طلب.--

تعجّبت قوله، حاجبيها أظهرا ذلك فحثّته على الطلب.

-- إن كنتِ هنا من أجل خيانتي لصالحِه، فلا تضعيه في موقفٍ كذاك..--

نظرَت له يقف ليغادر و لم تمنَع نفسها من السؤال حثيثا

-- موقفٍ كماذا؟--

سار مبتعدََا عنها، فتح الباب و همّ خارجا بعد أن أجَاب

-- عقابُ أبناء قابيلٍ علَى أبيه، لا تدعيه يعِش بهذا بقية عمره.--

الضباب لحقَه و خلفهُ ظلّت تفكر، إن كان لا يثقُ بها لما ترَكها تحضرُ باقي مجلِسه.

لما تركها تغادر.. حية؟

________________________

_________

وصلَ تايهيونغ و لولا و سُوكا في الصباح التالي، دخولهُم المفاجئ حمَل غبطَة للجميع.

حوّلت لولا نظرَها لبينولوبي و الأخرَى لم تتأخر في إخبارِها بكلَّ شيء قبل أن يخفيه أحدهُم.

جعلَ ذلك الشكَّ يستوطنها ناحية نامجون الذي لم يظهَر منه فعل أو خبر، و بهذَا هدأت عن قرَار تايهيونغ بشأن جلب بينولوبي و تصرَّفت كأنها لا تراها.

-- لننزِل للشاطئ، أريدُ تجربة الأموَاج.--
اقترَح جونغكوك بعد الغَداء، كانَت بشرتهُ أقل بياضا و الشمسُ في هذا الوقت دافئَة.

مناسب جدا كانَ إقتراحهِ للجميع.

أنزَلت لولا حافظَة المياه على الرَمل، مون و جين و ميكي حملُوا الكراسي و جونغكوك ظهَر بلوحهِ الأزرق البارز.

جرّت بينولوبي خطوَاتها متثاقلة الرُوح و الجسد ناحية ميكي فهيَ الوحيدة التي ترتَاحها.

سوكا و تايهيُونغ و جيمين أنزلُوا بقية الأشياء.

انتزَع تايهيونغ نظارتهُ يرمق المكان كعادته، فقط بعضُ الثنائيات و مجموعَات من أفرادٍ لا يكترثُون لمن حولهم كمَا أخبره سنو.

-- سيكونُ هذا ممتعا.--
هتف سوكا و أنزل لوحَه يروحُ بحماسة ناحية جونغكوك المتضاحك.

كان ذلك بسبَب انتقادهِ لملابس لولا السودَاء مرتفعَة الرقبة دون أكمَام، فوق ركبتيها.

-- إنها خاصّة مون--
أخبرتهُ و هو أجاب غيرَ تاركا الفرصَة

-- هذَا يفسّر تردّي الذوق، إلهِ...--

فصاحت فيه الشقرَاء لكنّ ميكي أوقفت مَا كانت تقوله

-- اللباس و حقيقَة أنها حبيبة لجيمين أيضا--
أصدرَت صوت تقزز أخيرََا جعلهُ ينفجر.

-- أمسِك هذا آليكس،سأقتلُ ميكي و أعود.--
قال جيمين لما تبادرَ بسمعهِ ما اقترفتهُ ميكي في حقّه ورمَى اللوحين المتبقيين لتايهيونغ فقهقَه.

إختارَت لولا الجلوس عَلى رمل ما داسَته و ماثلها في ذلك جين المستلقي.

تنظُر لإغراق ميكي من قبل ثنائي البلاتين و يبدُو أنّ شقيقها لا يمَانع فهو هناك على لوحه مع جونغكوك بجانبه يجدّفان مبتعدين لتأخذهُم أقرب موجة.

-- لمَا لا تذهب معهُم؟--
سألت جين فأجاب دون فتحِ عيناه

--أنا أكثرُ في السباحة، ركوب الموجِ
ليس شيئي..--

ابتسَمت و عبّرت عن إعجابهَا بجوانبه الرياضيّة المتعددة، و بينولوبي كانت تستَمع مركّزة بصرها على لولا..

هي حاولَت جاهدة و مرارا معرفَة نوعَها، هناك أمر بها يخبِرها أنها ليسَت عادية..

ليسَت معدمَة بشرية ضعيفة كالشبان الأربعة الذين يجلسون على خطواتٍ أمامهم مثلا.

غُرس اللوحِان خلفَ لولا ليسَ ببعيد، لو مدّ جين ذراعه للمسهما.

و الفاعلُ تايهيونغ الذي نزَع صندلهُ و وضعه رفقَة نظراتهِ و مفاتيحه هناك عند اللوح.

ثمّ خاطب الجالسة على الكرسي البلاستيكي

-- آنسَة بينولوبي كونِي مفيدة..--
نظرَ للمجموعة خلفها فإلتفتت لتفهَم قصده، تفحّصتهم و قد عرفَت مما تعلمُ أنهم بشرٌ كذلك.

إستدارت و أومئَت و لولا قطّبت حاجبيها لعُسر الإستيعاب، حتى لاحقا لاعبَت بينولوبي شعرها بيدها فرأت لولا خطََا في كفها.

كمَا قال لها أستاذها كوريلي، فهمَت أن بينولوبي مكتشفَة أنواع.

جلسَ تايهيونغ لجانبهُم ينظر للرفَاق، ضحكاتهُم المقدسَة لكيانه يهنأُ لها.

-- متَى كنت ستخبرني أنّ قريبة نامجون
مكتشفَة أنواع؟--
دنَت لولا منه سوادُ يعانق جسدَها و سوادٌ يعانق نظرتها.

-- عندَما تجادلينني حوله..--
ابتسَم يستند لذراعيهِ على الرمل خلفه تدعمهَا يداه.

-- بالطبع ستفعلُ هذا.--
سخَرت ماطّة شفتهَا الأسمى، شيءٌ من الحمرة الهادئة تشكّل عليها لفعلتها.

ناظرَها ثمّ أفلتَ عينَاه للأفق مجددا و عندَما هدأت أنفاسهُ هيّجتها بوضع رأسهَا على فخذه.

لا يمَانع بقدرِ ما فاجأه أمرُها

-- الشابُّ هناك يريدُ رقمي.--
قالَت تشرحُ الموقف و سببه، ليس كله بالطبع.

نظرَ أين يمكِنه ليلمحَه يخيب عائدا لرفاقه.

طرأ في باله جونكوك، عندمَا رفع رأسه ليراه كان الآخر قد غرقَ و لوحه ذاب مبتعدا ناحية سوكا ليمسِكه مناديا الأصغر أين هو.

حينهَا خرج جونكوك من تحتِ الماء و أشار بإبهاميه كلاهما أنه بخير، ينظر لثنائيه المفضّل بغبطَة و فاهٍ كامل الأسنان.

قهقت بينولُوبي البعيدة تجعَل جين يفتح عيناه ليرَى ما حدث و يفهمَه متنهدا ثمّ ضاحكا.

بعدَ مدَّة على وضعيتهمَا تلك هي ابتعدت لإحساسها بالغرابة و تضخمّ شعور ما بهَا.

-- لنذهب للمياه.--
اقترَح عالما مسبقََا بأنها سترفض. و كان كذلك لذَا وقفَ يدعُو جين كمَا يفعلان دوما و انتزعَ قميصه يختطف النظر ببشرتهِ السمراء و الأوشام الصغيرة في ظهره.

-- سيكون غريبََا السباحة عراة في مياهٍ كهذه.--
قال جين و تايهيُونغ ابتسَم

-- هل نهتم الآن؟--
نفَى مستمتعا الأكبَر و لحقه، عندما تخطاها تايهيونغ يوليها ظهرَه هي رأتهم..

الأوشام، و لأول مرة.

توسّطت ظهره ثلاثٌ متفرقة

[ رأسٌ مقطوع __ إنتِهاب __ إحتراق]

و أسفل كتفِه رأت ما جعلهَا تبهت
[ طعنَةٌ في الظهر.]

هل هذَا ما تظنّه؟
أتلكَ طعنة يونغي لظهرِها هي؟

لمَست مكانهَا تمدِّ يدها للخلف، إنه نفسه.

ظلّت تتخبط في التفكِير، أوشَامه رمَت معاني لها ما استطاعَت لولا  تخيّل أن أحد ما قَد يقوم بذلك.

أولا الإحترَاق، و كان الأسهل عندَما تتذكّر أن والدته توفّيت بواحد.

ثانيا الإنتهَاب، ما فعله يونغي بمارغُو يبدو واردا واعِدا.

ثالثا الرأسُ المقطوعة، جعلَها ذاك تستغرِق حتى ناداهَا جيمين لتنظم لهُم.

اقترَبت بفكرةٍ في رأسها، نظرت لبينولوبي و الأخرَى تجاهلتها كما فعلت لولا معَها منذ مجيئها.

سارت ناحية المياه و قلبُها يتصاعد للمريء، تايهيونغ خرَج من غرقه الممتع يمسَح وجهه.

سبحَ ناحيتها عندما دخل جسدهَا حدَّ الكتفين و أصبحت الرهبَة موطن وجهها.

أمسكَ يدها، أيكفيهَا تظاهرا؟

أشار بساببته لحنجرته يتنفّس بهدوء فتفعلُ مثله

-- حضينَا بتدريب مسبّق لهذا فهيا
الآن كفاكِ..--
قال بإبتسَامته السامة و هذه المرَّة لم تستَطع حتى الغضب منه.

قربَها نحوه يتمسّك بخصرها كالنجاة لتعلم أنه سيغطس بها و أومئت بعد مليء خديهَا موطن الورد بالهواء.

الماء حولهُما ضبابي لا يُريها ملامحَه و لا ملامحَها له.

لكنّه شعرَ بحاجتها للتنفس بعد ثوان فصعدا.

الجمِيع انتبهَ أن هناك ما تغيَّر بهما منذ حلّا بالجانب الأزرق صباحا، تقدّم ملحوظ في علاقتِهما كما قال جيمين لمون و هما يسبحَان قريبا منهما.

أدار تايهيونغ لولا ينظُر لعيناها، هناك خطبٌ ما بهما.

يدها فجأة أصبحت على ظهره، أناملها وجدت
الوشم بيُسر.

-- لمن هذَا؟--

سألت فرفعَ حاجبيه كأنه يراها لأول مرَة، شعَر أنه يُحتَلُّ من قبلها و أن حدا آخر من حدُوده قد اِنتُهك مع تقدّمها نحوه.

إختراقها له و استفحَاله داخلها.
شعَر بذلك..

-- الرأس المقطوع، من؟--
أعادت و هو تنهّد، لا فرق من القول و لا ضَرر سيحصل.


.

-- والدهُما..--
أشار للخلف فتبعت بصره ناحيَة جونكوك الذي يستند على لوحه و يشرحُ لأخيه كيف يركبه.

أغمضَت عيناها و عندما فتحتهُما عليه كانت تراه بعيُون أخرى تماما..

رأت المرآة و الأرض اهتزّت..

رأت السمَاء
و رأت العدَم..

|

كانت الساعةُ تشير للسابعة و الربع عندَما عادوا للجنَاح مساءا، مرهقُون ضحكى و بهم حمَى الشعور و الشباب.

ترنّحوا كلّ في أمره..

أحاديثهم تتقاطعُ كل لحظة فتبعثُ دفئََا برتقاليا
في المكَان.

غيّرت لولا ملابسَها لفستان أبيض قصيرٍ و حريري، أسدلت جزئا من شعرها القصير و الآخر تظفرهُ.

عادت لولا ذات التسريحَات الغريبة فبعثَت الألفة.

ناظرَته يساعدُ ميكي في تحضير رقَائق البطاطا و الفشار، تفضّلها طبيعية و توفّرت المكونات بفضلِ جين.

كانت يدهُ ذات الساعة تخطفُ بصرها أكثر من أي شيء ثمَّ يعود لها الوعي لملمس ظهرهِ العاري بأناملها.

و كمَا اهتدَت أخيرا لولا مارغرييت، تايهيونغ حصَل على وشم لأَجل ما حدث معها.

طعنة في الظهر تلك هي خاصتها التي سبّبها يونغي..

تايهيونغ حصَل على وشم لأجلِها و لا تستَطيع حتى الآن إيجَاد كلام يصف ما تشعر به.

بحثَت عن بينولوبي بعينَاها بعد أن ناولت جونكوك جهَاز التحكم بالتلفاز. ثم لحقتها لغرفتها و ميكي.

كانت تجلسُ على سريرهَا مع مجلة ما وجدَتها بالجناح عندما وصلُوا.

توقفت عن القراءة عندَ دلوف جسد لولا و هالتهَا.

-- كنتِ تعلمين أنني بنقطَة ما سأسئلكِ عن الأمر..
لذَا لا داعي لأطيل.--

تقول لولا و ذراعاها متشابكتان لصدرِها، بذلك القول  بينولوبي تضَع المجلة جانبََا و تسارع الإجابة

-- لا أدري بمَا سمَّم ذاك عقلكِ..--
بذاك هيَ تعني تايهيونغ و قبل أن تُكمل

لولا وضّحت قصدها و أنها ليسَت مرمية في الضباب كمَا تظن الأخرى.

-- هل نامجون مُكتشف أنواع؟--

تتسّع حدقاتُ بينولوبي الثاقبة، تريدُ قول شيء و لولا تضيف

-- مثلَكِ..--

المخاطَبةُ تضغط جسر أنفها بسبابتيهَا

-- لا، لا هو ليسَ كذلك...
صدقيني حسنا؟

علمتُ أن آليكس سمّم عقلكِ بشيء لكن لم أتوقّع أنه سيدخلكِ في كل هذه الفوضَى...--

ابتسَمت لولا فحسب، تحرّر ذراعاها من بعضهِما
تتنهّد و تنظر للسقف لثانية ثمّ تجيب ذلك

-- اُوه أنا دخلتُ هذه الفوضى منذ مدة و
انتَهى الأمر.--
لم تَزد عن ذلك شيئَا و لم تدع بينُولوبي تسأل أكثر أو تعطيهَا فرصَة لتتلاعب بتفكيرها إن هما دخلا بحديثٍ آخر.

خرجت كمَا دخلت، هادئة، يرهقُها التفكير..

حتى وجدتهُم جالسين حول بعض، يضحكُون و يتناولون ما حضّرت ميكي و تايهيونغ أمام التلفاز الذي تقهقَر صوته بعلوَّ أصواتهم.

جيمين فاتحٌ ساقيه لتقعد مون التي تُداعب شعر ميكي الجالسة على الأرض تذُمّ طريقة جونكوك في أكل رقائق البطاطا.

مخضّر العين ذاك كان يضعُ ظهره على ظهر جين المستَمتع بمذاق الفشار بالزبدة و يتابع حديث سوكَا و تايهيونغ عن المصَارعة.

عندَما لمحها تايهيونغ عقَد حاجبيه كونها خرجَت من غرفة بينولوبي.

هي أراحَت ملامحها له و ليّنت ثغرها تشير له أن لا شيء حدثَ هناك و لا داع للتفكير بالأمر.

هو ابتَسم، كانت نقية.

و فعلا لحظتَها علمَت أنّه لا داعٍ للتفكير بالأمر.

ستُوافق موافقَتها الأخيرة و تسير معَه عبر الألم، الندُوب و الضياع..

لأنه سيكُون دوما موجُودا هناك، كما وعدَها.

______________________

____

-- و من أنت؟--

الفتَاة ذات التسريحَة الرسمية سألت معتدل البنيَة و هو أجاب بعد لحَظات.

-- ڤيرنون تاسكن، شَره..
مجموعة الصياد يونغي، تحقّقي.--

أخذَت هي مدة  حتى تأكَّدت من وجوده، كان ڤيرنون يطلب رؤية المديرة لكنه بالفعل يعلَم أن هذا يحتاج وقتا و المرور على عدة أقسام.

أيضا يستحسن أن يكون لَه سبب هام لذلك.

-- أريد مقابلَة المديرة لسبب يتعلّق بآليكساندر تايهيونغ إلاغون، إبن قابيل.
قائد.--

يقول أخيرا و بذلك الإسم الذي تُدخله الفتاة في النظام يردها إتصال، فترفع سماعة الهاتف..

-- نعم، هنا تماما..
حاضر في الحال رئيس.--

يتعجّب ڤيرنون للسرعة غير المنطقية عندما تخبرُه الفتاة أن ذلك كانَ رئيس القسم الأعلى للميلغاليتيرو و هو يُريد منه الصعود لتفقّد طلبه و أسبابه.

يرافقُه ذو رداء قاتمٍ يرسل هدوئهُ قلقا، عبر المصعد و الغرف الكثيرَة المتداخلة التي تشبهُ متاهة مصممة لإرباك من يلجها.

قليلا بعد و غدى رئيس القسم و بعض السادَة أمام ڤيرنون في قاعة شبهِ مظلمة لا تُمكنه من رؤية ملامحهِم.

حسب تلك المعاطف الواسعة التي يرتدونها، لا يمكن أيضا تحديد جنسهم أو رصد رائحتهم.

الميلغاليتيرو بالفعل.

-- تكلّم أيها الشره.--
يقول بصوتٍ غائر مجوّف، بحته فيها عمرٌ مديد قد انقضى على صاحبه.

-- يطلب الصياد يونغِي بضعَ تغييراتٍ في المعِاهدة.--
يردّ دون مماطلة، ذلك ليس من صالحه.

استغرَق الأفراد هناك في الصمت فيكمل.

--يريدُ استثنَاء قطيع الذئابِ التابع لآليكسَاندر من الحصَانة التي تمنحَها المعاهدَة..

في المقَابل لن يكسرَ باقي البنود بسببِ التجاوزات التي قام بهَا ابن قابيل ذاك خلال الفترَة المنصرمة و بالطبع نعلَم أنها دون علم حضرتكم.--

يسخَر بابتسَامة فالأوامر أتت منهم، ڤيرنون يعلم.

لحظَات و نظر رئيس القسمِ لجانبه ثم وافقَ.

عندَما كان ڤيرنون بصدد المُغادرة تذكّر أمرا فتأخر بالخروج.

صوتٌ أنثوي صدر عن أحد الواقفين جعلهُ يستدير

-- لديك شيءٌ آخر تقدمّه؟--

-- نعم، أيا كَان ( آليتُوس سبعة) فأبلغوه تحِياتي الخالصة و إعجابي بمَا فعله لأوكزاڤيا إلاغون.--

ذلك الإسم هو ما تمّ إدراجه في القلادةِ التي سقطت من تايهيونغ، تلك التي وجدها ڤيرنون من قبل.

أخبرهُ يونغي أنه يعلَم قصتها، حيث أن تايهيونغ وجدَها بالمنزل المحترق القديم عندمَا كان لا يفعل شيئا سوى البحث عن قاتل والدته و البكاء عليها في الغابة وحيدا.

هناك حين رآه يونغي لأول مرة و عندمَا حاول الإقتراب منه رآى شبل أسد متضرّر و شرس  و مستعّد لتمزيقه دون أنياب حتى.

استمتع يونغي يومَها بلعبة القط و الفأر لأول مرة منذ وقتٍ طويل، كان تايهيونغ ذو الرابعة عشرة تقريبا القط و يونغِي الذي تخطى المئة فأرا.

لكن القّط سقط من الشجرَة و حصل علَى غرز لجبهته.

كان ذلك قبل سفَر عائلة إلاغون للنمسا حيثُ لولا بأيام فحسب و كان قد مرّ على وفاة أوكزاڤيا في الحريق ستُ سنوات لم تُفلح في جلبِ السكينة أو الرضى لقلب إبنها.

ليس قبل أن يعرفَ الفاعل، ليس قبل أن يعاقبه.
كان ذلك الفتيل الذي أشعَل في آليكساندر غريزَة أبناء قابيل.

_عندما ربطَ ڤيرنون القصة معَ كون القلادة هي رمزٌ يحمله جميع الميلغاليتيرو، أخذَها لشخص من معارفه يستطيعُ فكَّ الرموز و الحروف الغريبة عليها.

هناك أخبره أنها ليست سوى الإسم المستعِار لصاحبها (آليتوس سبعة) كما لدى جميع أفراد تلك المنظمة واحد.

الرقم كان الأسهل في فك شيفرتِه أما الإسم فقد استغرق أياما.

و بهذَا يكون ڤيرنون أول من يعلم الإسم الكامل لقاتل والدة تايهيونغ، أو أحدهم كما يعتقد.

(آليتوس سبعة)

الإسمُ جعل صاحبة الصَوت الأنثوي في الغرفة تصمُت و حين خرج ڤيرنون طلبتَ من أحدهم مراقبته

-- أمركِ أيتها المديرة.--
أجابها ليُباشر.

أما هي فتذكّرت أن ذلك كان إسمها عندما كانَت بأخفض مرتبة في الميلغاليتيرو قبل سنوات عديدة..

قبل أن تعود كمديرة بفضلِ خطتها و فتاةٍ صغيرة لم يكُن يجب أن تولد.

آليتوس سبعَة كانت بشرية تمّ بيعها للميلغاليتيرو لتخدمهم، ثمّ تصبح واشية، ثمّ قاتلة راغبة بالسلطة و النفوذ.

و الفتاة الصغيرة؟

___________________________

إنه الخَريف..
تَحٓبِي الفتاةُ ناحيةَ والديهَا.

يليهِ سنةٌ..
فتمشي الفتاةُ ناحيةَ والديها.

يأتي الشتاء..
فتقفز لحِجر أمهَا و تضع يدها الصغِيرة على البيانُو بسعادَة لطّخت وجنتيهَا و أبرزَت السنون القلِيلة في ثغرِها.

تضغَط الكُبرى أناملهما علَى أزراره فتقَهقه الفتَاة بعدَ صدمتها و وَجهها يغدُو سببا للعضة التي يضعهَا والدها على خدها.

تخبرُه أنها مؤلمَة و تعبس.

ثمّ يرحلُ الشتاء معَ الذكرَى..
و يحلُّ بعده أيام و شهُور..

فيَأتي الربيع..

تصرخُ الفتاة لإبتعَاد والديها فتخبرُها أمها أن تصمت و تختبئَ.

للمنزلِ مخبئ و للمخبئِ عينٌ ترى بها، فتاة السنَوات الخمسَة رأت توافَد جمعٍ غفير.

ملابسٌ من حرير،و وجوهُ نحسٍ قمطَرير.

شابةٌ عند الميمَنة و شابةٌ عند الميسرَة و رجالٌ كثّر.

-- إلى متَى حسبتُم أنّ الرب سيمسَح أثار
أقدامكُم عنا؟--

وقفَ والدهَا بهدوئه المُعتاد في وجه القَائل، رجلٌ كبير في السنّ و الجسد.

-- نحنُ لا نخبُر أحدا مَن نكون و لا ندعُ أحدا يقترب منا، ألا يكفِيكم؟--

-- لا.--

قالَ واحدٌ خلفه على يساره الشابة ذاتُ الشعر الأسود المجعّد، منكّسة الرأس.

و الأخرَى ترمق المكَان بعينان مرهقَة، تتجنّب النظر لهمَا.

-- خذاهُما من هنا..

قالَ الأول فجرّهما الرجال خارجَ المنزل المتَواضع، كادت الأمّ تصرخ بإسم فلذة كبدَها لكن زوجَها احتضن كفّها يشدُها ناحيته.

--لقد عشنَا أكثَر مما ينبغِي.--
بنفس الهدوء، في وجه المَوت كان زوجها دائما.
ملامحَها ذبلَت.

فاحتسَبت و دعَت قبله أنْ يمرّ على الميلغاليتيرو يومٌ، تذبلُ فيه سلطتهم و يمُوت منهم الأعلى و الأدنى بأشرِّ حال.

--بهذَا نكون انتهينَا من أبناء هابيل و دماء القطّة سيظلِّ كما كان..
مجرّد أمل هشٍ ميت، و قصص مبتُورة.--

قال من تبقَى للأكبر بينهُم، فيلتَفت للفتاتين

-- (آليتوس سبعَة) أحرقي هذا المنزِل و اجلبِ الغجرية، خذي وقتكِ فقد عملتما جيدا.--

و يغادران.

-- لنذهَب، ألمَّ بي التعب.--
تقول بديعَة الحسن سوداءُ الأهداب فتلقى الصمتَ من صديقتهَا.

ترفع عينَاها ناحيتها، فتشيرُ الأخرى للطاولة قرب بابِ المطبخ و تقترب.

-- كوبين للقَهوة و الثالث..
حليب؟
هناكَ شخصٌ آخر ماريسا، لا زال دافئا.--

تعيدُ الأخرى أنّ عليهم الذَهاب لكنها لا تَستمع، تبحثُ بعيناها ثمّ تتنهّد.

قطرةٌ تنزل على خدّها من السماء، ماريسا توسع عينَاها تدنُو من صديقتها.

ترفعُ سبابتها فتمسحها، إنّها دمعة.

ثمّ ترفع نفسَها و تَكتشفُ المخبئ.

-- مرحبََا يا صغيرة، لما تبكِين؟--

-- لقد أخذتُم والداي.--
تنظرُ ماريسا لملامحِ الأخرى التي عادَت لهَا الحياة فجأة.

-- إلهِ مادلين، إنهَا من أبناء هابيل.--

تبتَسم ذات الشعرِ القصير.

-- جهزي نفسكِ ماريسَا، ابنُ قابيل ذاك سيكُون لكِ
والإبلاغ عن صبوهِ ستكون آخر مهمَة دنيئة نقُوم بها  للميلغاليتيرو.--

.

-- ذلكَ سيؤدي لقتلِ أوكزاڤيَا، لا يمكننَا
ذلك مادلين...--

تتنهّد مادلين و تُنزل الصغيرة ذات الشامتين
أسفل أذنها.

_______________________

________

|

وصلنَا أخيرا آه..

أخبروني استنتاجكم الآن؟

رأيكم به؟

_

في بعض الفقرات حاولت أغير أسلوبي و هذا
كان تحدي من جميلة منكم 

قولوا إذا اكتشفتوا الاختلاف أو لا عشان نعرف أنا و هي منو ربح فينا، بصدق.

💜🌻

|

Continue Reading

You'll Also Like

6.2K 359 5
جَاء ليُنعِش سِيمفُونيّة بِيتهُوفن، و دَبجِ أَبنَاء المُوسِيقى. baekhyun / risabae - هذه القصَّة أصبحت الأن متوفرة بخمس (٥) لغات. - this story is now...
453K 25.6K 35
قصه حقيقيه لثلاثه ريحانات لكل ريحانه قصه مختلفه تأخذنا لنغوص في عالم مختلف
6.3K 834 8
◻ الفائز بالمركز الأول في مسابقة الأنامل الفضية للخواطر / طبعتها الأولى. #مسابقة_الأنامل_الفضية ©
2M 143K 61
تلك المعزوفة تدرجت نوتاتها مع نقراته كالعازف وجدا . امست لونا اسود على مخطوطة سوداء عاتية . سفاحا يعاني انفصاما . وهي الرهينة كانت ساعية . يكاد ا...