★ الفصل الأول ★
بخطوات سريعه نزلت من أعلى السلم تهتف
" جدي ، جدي "
دخلت لغرفه الأفطار حيث يجلس السيد و السيده ، جدها و جدتها
كان قد ظهر العجز على قسمات وجهيهما بسبب كبرهما بـ السن لكن السيد إيفريت لم يفقد أي من شخصيته القويه و قد أصبح حفيده يشبهه تماماً
لماذا لا يشبهه و هو من رباه مُـنذ الصغر!
" ماذا هناك أبنتي؟ لماذا تصرخين؟ "
قالت الجده بينما تنظر لـ جينا و جدها فقط نظر لها فـ زوجته تحدثت قبله تسأل عما يجري لها!
هزت جينا رأسها و نظرت سريعاً لـ جدها تقول
" هل ذهب ادڤـار لـ أميركا فعلاً؟ "
تنهد و هو ينزل عيناه و جدتها فعلت المثل لتتقن جينا جيداً أنه ذهب
" جدي ، تلك المهمه في أميركا خطيره جداً "
" و هل سـ يسمعني ادڤـار لو منعته؟ أنا غضبت و حدثته و اقسمت لن احميه بـ أي طريقه و هو فقط سعد بـ الأمر لأنه لا يحب مراقبتي له "
عضت شفتها السفليه بغضب و توتر عليه ، مثل كل مره هو يفعل ما برأسه فقط و لا يستمع لـ أي شخص
" هو يعلم أنها خطيره و لهذا ذهب ، لا يريد تعريض أي شخص للخطر غيره "
أقتربت جينا تجلس بمكانها و هما ظنوا حزينه لأنه إبن عمها فقط ، لكنها واقعه بحبه و هي تشعر أن قلبها يعتصر بين اضلعها
" سيعود بخير ، ادڤـار يستطيع حمايه نفسه "
قالت جدتها تربت على يدها لتنظر لها و تومئ بصمت
..
دخل لـ أحد الغرف بذلك المبنى الخالي كلياً سوا رجال الأمن ليدخل خلفه المحقق ينطق بغضب
" ما الذي فعلته؟ "
نظر له ادڤـار ببرود ليكمل الآخر غاضباً
" كيف تقتله و نحن نريد منه المعلومات "
توقف هاري بجانب الباب ينظر لنقاشهما الحاد ، ادڤـار كان يتصرف ببرود رغم أنه قتل الشخص الذي سـ يصلهم للمعلومات
و من دون تلك المعلومات لن يصلوا للقاتل أبداً ، ذلك القاتل الذي ظهر في أميركا منذ اسبوعين و قد وصلت ضحايا للخمسه عشر ضحيه
حول نظره بينهما حيث هاري صديقه بـ العمل و ابن عمه لم يتحدث بتاتاً ، هاري كـ اخيه فعلاً
" سـ أتي بتلك المعلومات بنفسي "
قال ببرود ليجعل هذا المحقق الأميركي يصمت لكنه قال ساخراً بلغته الإنجليزية التي كرهها ادڤـار بسبب هذا المحقق فقط!
" هل سترمي نفسك بالخطر؟ "
" سـ أفعل "
قال ادڤـار بغضب و أكمل بلغته يهسهس" لعين "
تركهما و خرج لينظر المحقق لـ هاري يقول
" ماذا قال عني؟ "
نظر له هاري قليلاً ثم أبتسم بـ أستفزاز و قال بلغته التي لا يفهمها هذا المحقق " لعين "
خرج من المبنى متجه ناحيه سيارته ليلحق به هاري سريعاً يوقفه قبل أن يركب يقول " ما الذي ستفعله؟ "
فتح باب السياره و ارتدى نظاراته الشمسيه ليقول بكل برود و قد حول نظره له " ابحث عن المعلومات "
" لوحدك! "
ردد بـ أستغراب ليومئ ادڤـار بكل برود
" ما الذي تهذي به؟ ثم جدي لن يوافق على هذا أبداً "
غضب ادڤـار يخلع نظاراته ينظر لـ هاري
" و هل سـ أسير خلف ما يريده جدي ، أنا من قتل ذلك الرجل و انا من سيتحمل نتائج ما فعلته "
زفر هاري الهواء يقول بغضب " لماذا قتلته؟ "
اختفت التعابير من على وجهه يبتلع ما بجوفه و نطق " سـ أذهب "
ركب سيارته دون سماع أي شيء من هاري و الآخر صمت فقط يلاحظ تقلبات إبن عمه!
حرك سيارته مبتعداً عن المبنى الذي قتل به ذلك الرجل و هو لا يريد تذكر تلك الكلمات حتى ، ثلاثين سنه يتجاهل الأمر
هل سيأتي هذا المجرم و يذكره بكل شيء!
..
جلست على الأرجوحه في الحديقه الكبيره و رفعت نظرها للمنزل الكبير فعلاً و هو لا يضم سوا أربعه اشخاص غير الخدم
لكنه للجد و كل الحفلات الخاصه بسلالتهم تقيم هنا ، كل التجمعات هنا و هذا يعني عليه أن يكون كبير فعلاً
أبعدت نظرها بلا مبالا و تذكرت بحزن كيف كانت تأتي إلى هنا كـ زياره عاديه مع والدها ، لكنه قبل أربع سنوات تركها لتعيش مع جدها و جدتها و إبن عمها ادڤـار الذي مُـنذ الصغر هو هنا و هذا منزله فعلاً
حاولت التركيز بكتابها فـ هذه أول سنه لها بـ الجامعه و عليها بذل جهدها لتنجح ، لأنها تحب الرسم فـ هي ستدرس هذا المجال
أبتسمت تأخذ دفتر رسمها تفتحه لتنظر لأول ورقه و هي رسمه لـ ادڤـار ، هناك صوره كبيره له في غرفته و هي استغلت وقت ذهابه لليابان منذ يومين لتجلس ساعتين و ترسم هذه الصوره
تركت أول ورقه لترسمه بها ، ابتسمت ترفع الدفتر تجاه شفتيها تقبل الرسمه و حضنت دفترها
ياللهي أين وصل بها الحال من حبه!
و هو يعاملها كـ شقيقته الصغيره فقط...
..
خلال أسبوع استطاع الوصول للمكان الذي سـ يجد به كل ما يريد ، لم يخبر أحدهم خاطر بنفسه و ذهب بمفرده
واجه الكثير من العرقلات لكنه استطاع اخذ تلك الأوراق المهمه!
بـ أبتسامه سلمها للشخص المسؤول عنهم و الآخر القى نظره فخوره عليه و ادڤـار بكل بساطه فـ هو قضى حياته و هو الأفضل
" انت الوحيد من سـ تمسك به "
قال يوجه حديثه لـ ادڤـار فـ أبتسم بجانبه يومئ له
نظر للباقين و قال
" المحقق ادڤـار الذي أتى قبل أسبوع سيكون المسؤول عنكم "
نظر ادڤـار لـ هاري الذي بادله الأبتسامه بـ انتصار ، ادڤـار كـ جده تماماً يفعل ما برأسه و ياخذ ما يريده مهما حصل
دخلا للمصعد معاً ليرن هاتفه فـ أجاب بعد أن رأى جده يتصل به " أهلاً جدي "
رد الآخر متلهفاً فـ هو منذ أسبوع لم يتحدث معه أبداً ، جده يتصل لكنه لا يرد و يغلق هاتفه
" كيف حالك بني؟ ماذا يحدث معك و كيف تسير الأمور؟ "
تنهد ادڤـار يقول " بخير جدي ، ماذا عنكم؟ "
" نحن بخير ، جدتك تسمعك تحدث معها "
عند انتهاء حديثه قالت الجده سريعاً
" ادڤـار ، بني اشتقت لك كثيراً ألا يكفي ترمي بنفسك للموت "
زفر الهواء يقول
" اشتقت لكِ أيضاً جدتي ، و لماذا لا ارمي نفسي ، إذ لم أفعل أنا سيفعل غيري ما الفرق "
تنهد جده و جينا التي تستمع لهم فقط صامته تنزل نظرها ليس لديها الجرأه للتحدث على الأقل سمعت صوته
" أين جينا؟ "
قال ادڤـار لترفع جينا نظرها سريعاً للهاتف لا تصدق أنه يسأل عنها!
لماذا لا تصدق فـ هو يعاملها جيداً و هذا ما جعلها تقع بحبه أكثر ، لكنها ليست أكثر من شقيقه له
" هي تسمعك أيضاً "
قال جده ليقل ادڤـار و قد أصبحت نبرته مرحه
" هل تتجاهليني ايتها الصغيره؟ "
أتاه صوتها المتوتر تقول " لا "
" كيف حالكِ أذًا؟ "
" بخير " ردت بهدوء ليكمل ادڤـار كلامه مع جده
اغلق الخط يقول " هذا الأيام سيعود "
نظرت جينا لهم ليكمل جدها
" سـ يأتي مارك مع عائلته هذه الأسبوع "
نظرت له جينا بدهشه و قالت " هل يعلم ادڤـار؟ "
" لا و لن نخبره ، اريده أن يواجه عائلته "
بصدمه نظرت لـ جدها ، لا هو لن يقبل بذلك أبداً
لماذا يردون وضعه بـ الأمر الواقع هكذه فجأه؟
[ يتبـــــــــــع ... ]