فقدت قلبي

By tamatm23

3.2K 75 9

من حياة روتينية عادية ، إلى حياة لا تهنأ بها بسبب المشاكل و الصعاب . حب على طريق المراهقة المتأخرة ، يتبعها و... More

الفصل الاول
ملاحظة
الفصل الثاني
تنويه + إقتباس
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر

الفصل الثالث

226 7 0
By tamatm23

_ الفصل الثالث_
استيقظت في اليوم التالي بنشاط و خرجت من غرفتها مبتسمة و قبل أن تدخل إلى المطبخ لتناول الفطور سمعت صوتاً رجولياً جذاب يضحك مع أخويها ، عادت أدراجها إلى غرفتها و أرتدت حجابها قبل أن تعود إلى المطبخ و هي تدعي في سرها أن يكون هو .
' القلب دليل المؤمن ' هكذا علقت في رأسها و هي تراه يجلس جنب أخويها يتناولان الفطور و على قدمه يجلس ابنه الصغير بهدوء و وداعة أو هكذا ظنت !
_ صباح الخير . أدت التحية بصوتها الناعم الخجول.
_ صباح النور . الورد . العسل . إختلف الرد من الموجودين .
جلست جنب خالتها التي كانت تجلس في الجهة المقابلة لعلي ، و على وجنتيها إحمرار طفيف من الخجل ، حبها يشاركها فطورها الأول في منزلها الجديد .
_ آسف لم أتعرف عليك جيداً بالأمس، فقد حضرت متأخراً من العمل و الوقت لم يسمح لي للجلوس.
' يا الله إنه يكلمني ' كعادتها تسرح بخيالها مع إبتسامتها البلهاء ،
_ ههههههه ، كالأمس تبسمت ولم تقولي شيئاً .
_ آسفة ، ما زلت متوترة من وضعي الجديد.
_ لا تعتذري ، لك الحق في ذلك ، وضعك مختلف عما عشتيه ، أنت مراهقة و مشاعرك مضطربة فما بالك بأن تكوني في حياة جديدة.
_ لست مراهقة . أجابت بصوت طفولي حانق.
_ اهدئي فرح . أجابها والدها بصوت حاد.
_ لا عليك دكتور ، حسناً لست مراهقة لكنك في عمر حساس .
صمتت و لم تعرف ماذا تجيب .

بعد إنتهاء الفطور ذهبت فرح برفقة أمها إلى السوق ، رافقتهم جارتهم ماريا التي تعرفت عليها فرح في المصعد فهي أيضاً متوجهة إلى السوق .
_ أكره الذهاب إلى المول . إعترضت فرح . أحب الأسواق المفتوحة ، أن تمشي في الشارع و المحل التجاري الذي يعجبنا ندخل إليه .
_ حسنا" عزيزتي كما تريدين .

قضت فرح أيامها التالية بهدوء ، لم ترى علي ولم تسمع عنه أي شيء .
واليوم هو أول يوم عمل لها ، فقد قررت أن تعمل ممرضة في المشفى التي يعمل فيها والدها ، إنه مشفى كبير خاص ولوالدها مكانة كبيرة فيه .
اندمجت سريعاً في عملها و أحبت الطاقم الطبي هناك و أصبحت حياتها مقتصرة على روتين العمل و البيت ..

بعد مرور ثلاثة أشهر .
هاهي ترتدي فستانها الأبيض البسيط و حجابها الناعم و تنظر في المرآة تتأمل وجهها الشاحب الذي أخفته تحت أدوات التجميل .
_ فرح ، هيا حبيبتي سنتأخر على خالتك ، علينا الوصول إلى صالة الحفل قبل الضيوف .
_ قادمة أمي .

' حسناً هل توقعتم أن أكون عروساً ، لا اليوم ليس عرسي بل عزائي ، اليوم هو يوم موتي في الحياة ' .
وصلت إلى قاعة الحفل المزينة بأفخم الورود البيضاء و الخمرية ، جلست عند أول طاولة وصلت إليها ، فيما كانت أمها و خالتها يستقبلون الضيوف ، لقد كان هناك صالتان ، صالة للنساء و صالة للرجال ، و بعد إستقبال الضيوف بدأت الموسيقى الهادئة تنساب من المذياع و على أنغامها تدخل العروس برفقة صديقاتها ، و جلست عند الكراسي المخصصة للعروسين و على وجهها إمارات الخجل و التوتر . و بعد إتمام مراسم كتب الكتاب ، دخل العريس و كان مبتسماً إبتسامته الجذابة وسلم على عروسه ماسكاً يدها مقبلاً إياها على جبهتها ، و بعد أن ألبسها خاتم الخطوبة بدأت الزغاريد و الأهازيج الفرحة تصدر من أفواه الحضور .
لم تعد تقوى على مشاهدتهم معاً ، غادرت القاعة من بابها الخلفي و دموعها تشق طريقها على وجهها الناعم ، مذ عرفت بأمر خطوبته وهذه الدموع رفيقة ليلها و نهارها ، مذ علمت أن علي ابنة خالتها قد وجد عروساً له لم تهنأ بأيامها ، كان سعيدا و هو يخبرها عن عروسه لكنها لم تستطع الإبتسام في وجهه كعادتها و لم تستطع المباركة له ودخلت سريعاً إلى غرفتها تأنب قلبها على حبه .
جلست على مقعد في حديقة صغيرة خلف قاعة الخطبة، تشهق و تبكي قلبها المكسور و فجأة وجدت يداً تطبطب على كتفها و تناولها منديلاً ، رفعت رأسها متفاجئة فوجدت شاباً أمامها ، لم تستطع كشف ملامحه بسبب دموعها المتحجرة في عينيها .
_ شكرا . أجابت بتوتر و صوت مبحوح .
_ هل تتزوجيني ؟

تفاجئت من طلبه ' هل هو مجنون ، أيطلب الزواج من فتاة أول مرة يراها ، إنه حقاً مجنون ' .
تمسكت بفستانها وركضت هرباً من هذا المجنون .
_ انتبهي ، صرخ بها بعد أن كادت تقع .
لم ترد عليه خوفاً منه و رعباً و دخلت القاعة جالسة بهدوء جنب والدتها و خافقها يخفق بسرعة مذهولاً من ما حدث .
دخلت سريعاً إلى غرفتها فور عودتها من حفل الخطوبة ، لم تخطىء يوماً حين اعتبرت الأبيض فألاً سيئاً ، فها هو يومها ينتهي بكارثة .
بعد عدة أيام ، خرجت برفقة اخويها علاء و محمود للغداء و الذهاب إلى السينما ، ارتدت ثوباً أسود فهي متفائلة ، دائماً ما كانت تتفائل عندما تخرج برفقة أخويها فهم بلسم كل جروحها ، متفاهمان معها ، حنونان ، يسمعانها و يفهمانها .
وصلت إلى السينما ، إختارت فيلماً كوميدياً فهي تكره الرومانسية الزائفة و ليست بحاجة لأن تستذكر أن حبها قد أصبح لغيرها .
_ محمود ، ما هذه المفاجئة يا صديقي ، لم أرك منذ زمن .
لحظة ، لا بد من أنها تتوهم ، إنه ذات الصوت الذي طلبها أمس للزواج ، رفعت عينيها إليه ، تأملته إنه هو حقاً يشبه ذاك الشخص كثيراً ، إنه شاب عادي ، أسمر طويل ، جسمه رياضي ، جماله عادي أقل من جمال علي ، ' حمقاء ، إلى متى ستظلين تقارنين كل شاب ترينه به ، لقد أصبح لغيرك عليك أن تفهمي ، هل غمزني ، هل نظر إلي و غمزني خلسة عن محمود الذي ما زال ممسكاً بيده في سلام ، ما هذا الوقح الذي لا يحترم أصدقائه ' .
احمر و جهها غضبا منه و من أخيها الذي أصر عليه الدخول برفقتهم إلى السينما .
كان الفيلم مضحكاً بعض الشيء ، لقد ضحكت على أغلب المشاهد فيه ، فيما لم تراه يضحك أبداً كأنه يشاهد فيلم درامي ممل .
إمتقع وجهها عندما اكتشفت أنها كانت تراقبه عن كل مشهد ، لقد كان وجهه باردا لطيلة الساعتين لم تنتج عنه حركة واحدة .
عادت إلى المنزل بعدما رفضت تناول العشاء بالخارج متحججة بالتعب و فور وصولها إلى سريرها بعدما أبدلت ثيابها ، أخذها النوم و هي تتساءل ' لقد رأيته مرتين بشخصيتين مختلفتين و بالأبيض و الأسود ، فهل يا ترى هو ملاك أم شيطان ؟! '

______________________________________
استيقظت على صوت جرس الباب ، تناولت هاتفها لترى الساعة وجدتها السابعة صباحاً ، لفت نظرها رسالة من رقم غريب ، فتحتها " صباحك اسمك "  .
_ فرح ، تعالي قليلاً .
خرجت فرح  من غرفتها حاملة هاتفها ملبية نداء أبيها .
_ نعم أبي .
_ عزيزتي اجلسي قليلاً .
جلست فرح بقرب والدها تفكر بالرسالة الغريبة التي و صلتها .
_ اسمعي ابنتي ، أنت فتاة مهذبة و عاقلة ، لم أشأ أن أتخذ تصرف لا يليق بإبنتي قبل أن أتشاور معك ، لقد جاءتنا اليوم باقة من الورد الأحمر مرسلة إليكِ ، إذا كان هناك من أحد في حياتك فليتقدم لك ، فليدخل البيت من بابه ، غير ذلك فليس مقبولاً .
_ صدقني أبي لا أعرف أحداً ، و أنا أيضاً لا أحب هذه التصرفات المتصابية السخيفة .
_ حسناً ابنتي ، لكن انتبهي لنفسك ، فأنت أصبحت عروساً .
خجلت فرح من حديث والدها و استئذنت بالرحيل إلى غرفتها و هناك أرسلت لصاحب الرقم الغريب ' إعلم أن حركاتك الرخيصة مثلك لا تجدي معي نفعاً فمن يريدني يعرف باب البيت من أين '، ثم أرسلتها و دخلت إلى حمام غرفتها علّ حماماً بارداً يخفف حرارة الموقف .
خرجت من حمامها تدندن ألحاناً شاذة ، رغم أنها تعي أن صوتها لا يطاق إلاّ أنها راضية بنفسها كما هي ، قنوعة .
وجدت رسالة جديدة من الرقم الغريب " حسناً فرحي كما تشائين ، أخبري والدك أنني سأزوركم خاطباً هذا المساء . يوسف " .
' ماذا ؟ خاطب ؟ أيعقل هذا الشيء ؟ من هذا ؟ كيف عرفني ؟ يوسف!!! من يوسف ؟ ' ، أمسكت بهاتفها تسأله عن نفسه و لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة ، ' لا بد من أنه هراء ، لا أعرف أحداً ثم أننا في القرن الواحد والعشرين و خطبة الصالونات هذه قد انتهت منذ زمن '.  عادت تدندن بألحانها الخاصة .

مساءاً ، كانت منفردة في غرفتها تتصفح الانترنت ، عندما دخلت أمها مضطربة إلى غرفتها ،
_ فرح ، إرتدي ملابس أنيقة و تعالي إلى الصالون ، لدينا ضيوف ، لقد جاؤوا من أجلك _ إقتربت مقبلة إياها على وجنتها _ لقد كبرت إبنتي و أصبحت عروساً .
اصفر وجه فرح ، إذا هو لم يكن يمزح ، لقد جاء ، كيف ستبرر لوالدها عدم معرفته به بعدما حدث صباحاً ، ' يا الله ، ما هذا الذي أوقعت نفسي فيه ' .
إرتدت ملابسها على عجل و خرجت عازمة على طرده من منزلها ، من هو ؟ لا تعرفه ؟ .
دخلت متحفزة إلى الصالون ثم ما لبثت أن تجمدت قدماها و هي ترى علي إبن خالتها جالس مع أبيها و على وجهه إبتسامة ما زادته إلا جمالاً ، أيعقل أنه ترك خطيبته و جاء لخطبتها .
_ لقد جاءت عروستي .
إستدارت متفاجئة من هذا الحديث ، أهذا هو يوسف ، صديق أخيها محمود ، ذاك الشاب الوقح البارد .
اصطدمت العيون ببعضها ، الصدمة مقابل الحنان ، الحنق مقابل الفرح ، أيعقل أن تصل إلى مرحلة أن لا يكون من اسمها نصيب .
جلست جنب والدها ، كل ما أرادت علي يكون هذا الأحمق بديلاً عنه .
افتتح الحديث علي إبن خالتها :_ عمي ، يوسف يكون ابن عم خطيبتي ، وقد كلفني بالحديث عنه ، يوسف قد رأى فرح في حفل الخطوبة ثم بعد ذلك رآها مع محمود ، و قد لفت نظره أدبها و رقتها و قد جاءها خاطباً .
_ أهلاً و سهلاً بكم ، لكننا و برغم أنه صديق محمود لا نعلم عنه شيئاً .
_ أنا يا عمي ، أدعى يوسف ..... عمري ٢٩ سنة ، خريج هندسة، لدي شركة صغيرة ، أعيش لوحدي في  فيلا بالقرب من العاصمة بعد وفاة والدي ، لدي أخت وحيدة و هي متزوجة و تعيش في الخارج مع زوجها ، لقد لفت نظري أدب فرح و رقتها لذلك أود التعرف عليها _ تابع حديثه ناظراً إلى فرح _ ولأنني لست وقحاً و أعلم باب البيت من شباكه أتيت اليوم لأطلب كريمتكم للزواج .
_ لقد أخبرت فرح صباحاً إن كان هناك أحد في حياتها فليأت من الباب إذا كان قصده شريف ، و فعلتك هذه تغفر لك سوء فهمنا الناتج عنك بسبب باقة ورد الصباح ، و نحن توكلنا على الله في أمرنا ، قبلنا بك ، طبعاً بعد فترة تعارف ، لا أعتقد أنها ستكون طويلة بعد معرفتي بعلاقتكم السرية .

بانت ألوان الطيف على وجه فرح ، لقد وافق والدها بدون أن يستشيرها معللاً أن هناك علاقة بينهما ، و لماذا ذاك المغفل لم ينفي معرفتها به ؟ ألم يعلم أنه بذلك يثبت التهمة عليها ؟ و لماذا هي خرساء هكذا ؟ لما لا تدافع عن نفسها أمامهم ؟ أمام علي ؟ ' يا لك من حمقاء يا فرح حتى و أنت في هذه الحال ، لا يهمك سوى علي ، متى سوف تتركيه لحياته و خطيبته '

_ بعد إذن حضرتك دكتور ، أريد أن أصطحب فرح للغداء غداً ، إذا لم يكن هناك من مانع .
_ حسناً يوسف ، لكن لا تطيلا المكوث خارجاً كثيراً .

بعد ذهاب الضيوف الغير مرحب بهم بتاتاً ، توجهت فرح إلى غرفتها دون أن تتحدث مع أحد ، و فور وصولها ، أمسكت بهاتفها و أرسلت له " أيها الوقح  المغرور المتكبر ، سأجعل حياتك رأساً على عقب أيها المخادع " . ولكنها لم تجد رداً سوى " لا تنسي بأن ترتدي ثوباً أسوداً غدا ً فرحي " . فاستشاطت غضباً منه فوق غضبها .

* يتبع *

Continue Reading

You'll Also Like

6.7K 462 11
"كانت الطفولة براءة مفقودة، والسعادة تبخرت مع دموع الحزن. في يومٍ مظلم، انقطعت أواصر الأمان بقسوة، حيث اختفت الضحكات وتبددت الأحلام. لم تكن هناك سوى...
19.8K 2.4K 11
تعرض تايهيونغ لسوء المعاملة من قبل ابيه و القطيع لدرجة ان جزئهُ الحيواني بات ضعيف... واخيرًا قرر الهروب من كل هذا... وفي اول لحظات الحرية تعرض لحادث...
1.9M 27.1K 34
𝐉𝐄𝐎𝐍 𝐉𝐔𝐍𝐆𝐊𝐎𝐎𝐊 & 𝐑𝐔𝐉𝐈𝐍 رجل تعرض للخيانة ليصبح وحش متعطش للانتقام يجوب الأرض بحثًا عما يخفف من غليانه الدفين.... تحت إسم الإنت...