رعد | THUNDER.

By BillaPeridot

294 14 18

عاصفة واحدة كافية للعبث بحياة الملايين. " لِما السماء غاضبة ؟ " " إنها اضواء من الجنة لا تُصيب الا السيئين ف... More

٢

١

207 9 18
By BillaPeridot

- مُستقل -




" ليس الأمر أنني لا اريد الخروج لكنه عسير على نفسي لأتخيله ارجوك افهمني لوك"
ارتشف من كأس الشاي ورد بضعف على لوك - زوج والدته - الذي صفعه بقراره غير المفاجئ ، هو فقط يدْعي بانه متفاجئ.

" صغيري انت لن تتخطى مخاوفك مالم تخضها "
قال لوك ونظراته يطغى عليها اليأس
يريد ايصال فكرة معينة لمن يقبع امامه لكن الضعيف الذي امامه لا يستطيع الاقتناع بها ،
هي منطقية لكنه فقط لا يستطيع

" لا استطيع ... ليس بعد "
قال له وهو يضغط اصابع يده ببعضها بعد ان وضع كأس الشاي.

تنهد لوك بعد ما قاله الشاب ومسح بيده على شعره الكثيف أسود اللون الذي سرق منه الشيب بعض الخصيلات التي زادت مظهره قوة وهيبة
، أخذ كأس الشاي وارتشف منه رشفتان ثم وضعه
كأنه يبلل حلقه بعد ان جف لحديثه.

رفع نظره نحو ازرق العينين وثبت بؤبؤته البنية عليّه.
علم حينها ان مابعدها سيكون حاسمًا وقرارًا نهائيًا.

" كريستيان انت تقتل نفسك دون ان تشعر ، صدقني لولم يكن هذا في مصلحتك لما فعلته يجب ان تخرج وتواجه الحياة لايجب أن تضمن هذه الحياة.
السلامة ليست شيئًا يضمن ليوضع في الجيوب بني ،
ان لم يواجه الفأر المصيدة فسيقتل في يومه الأول .."

لم يستطع كريستيان الاستماع لباقي كلماته
هي فقط منطقية بشكل يجعله اكثر عجزًا.

وضع كفه على وجنتيّه لعله يتدارك ماجرى عليهما من دمع ،
لم يستطع السيطرة عليها فانزل رأسه واستمرت الشهقات والدموع بالظهور.

" لا أعلم لا يمكنني ،
لكن ان كان مقصدك هو التخلص مني لانني عبء عليك فلا بأس ساستقر هنا "
انفجر كريستيان به
قائلًا لأولِ مرةٍ ما يُؤرقه
" لا أحب أن اكون ثقلًا على أحد "

يد كبيرة دافئة التفت حول كتفيّ ايد محيطة اياه
" بحق من أقول كريس؟
كيف لك ان تفكر هكذا ، انا لا اريد التخلص منك بنيّ لكن لايمكنني ان اراك تطمس نفسك في حجرتك طيلة عمرك واصمت
لا امانع في ان اطبخ لك وانظف لك وعنك كل يوم حتى اُفنى ولكن بعدها ؟
من سيعتني بك ؟
لطالما نهتني والدتك عن الافراط في تدليلك لكني لم استطع بمجرد النظر لزرقاوتيك الذابلتين كل ما افكر به هو ابهاجك ، لا اريدك ان تدفع حياتك ثمنًا بسبب افراطي ، ارجوك حاول من اجلك فقط "
قال لوك بحنية وهو يمسح بيده على شعر كريستيان الذي مسح اخر دمعةٍ جرت.

" سأحاول ، لاجلك .. أبي "
قال كريستيان بصوت متحشرج والتفت ناظرًا له للأعلى
فابتسم له لوك بحنية لمجرد سماعه لكلمة -أبي - لا يعلم كريستيان مالسر خلفها ليبتسم له في كل مرة يقولها له
كما لاحظ انه حتى لو كان في قمة الجديّة فسيبتسم ثم يمحيها ويكمل جديته.


مسح بخفه على وجنتيّ ابنه مبعدًا اثار الدموع عنها
" بل عش من اجل نفسك ، صدقني إن اعطيت نفسك فرصة فستدرك بأنك تستحق الأفضل ، فقط لا تجعل لليأس بابًا يطرقه كلما رآك حائرًا ابني بينك وبينه حاجزًا "
لطالما كلماته كانت يدًا دافئة تمسح على قلب الصغير المتجمد ،
الذي اطلق زفيرًا وكأنه كان يحمل الدنيا بين اكتافه

" حسنًا "
قال باستسلام لقراره ، قرص لوك وجنتي كريستيان بخفة واتكأ على الاريكة خلفه ووضع رأس صغيره على صدره ماسحًا على شعره بيده اليسرى

" هذا يذكرني بعزيزتي "
قال مقهقهًا وكأن الحديث عنها لا يقصر من عمره ،

" مالذي افعله بهذا الفتى
الذي يحاول سرقة زوجي "

قهقه كريستيان ايضًا عندما مرت جملتها الدرامية على مسامعه ، ستحاول بعدها ان تبعده عن احضان لوك وتجلس هي هناك محتضنة كليهما.

رائحة الفقد كانت تفوح منهما،
فبدونها اصبحت حياتهما اكثر برودة وظُلمة.
كانت نجمة في الارض وهي الآن نجمة في السماء
آملين انها بأفضل حال بين النجوم.











رن جرس الشقة
فابتعد كريستيان عن احضان لوك بخمول
واستلقى على الجانب الآخر من الاريكة
" لا تنم عزيزي مازلت لم تتناول طعامك "
قال لوك بعد ان بعثر شعر كريستيان مستقيمًا ،
لم يستطع كريستيان مقاومة لذة النوم انذاك لذا تجاهل ماقاله لوك ووضع كفه على وجهه ولم يقاوم رغبته بالنوم ،





همسات وحديث لم يفهم منها شيئًا بسبب غفوته لم يستوعب ايًا ماقاله لوك.

فرك عيناه حتى اتضحت الرؤية وقابله وجه لوك وهو يسائله ان كان سيكون بخير لرحيله ،

همهم كريستيان له وما ان كان سيعاود النوم
شعر بعقله ينكزه قائلًا بسخرية
"ايها الغبي الم تسمعه قال انه سيغادر وانت تعاود النوم أأحمق انت ام ماذا ؟ "
عندما انهالت عليه الافكار وبدا باستيعاب مايحدث

قفز عن الاريكة بفزع
بينما يردد داخل عقله
" هو يمزح بالتأكيد لن يتركني "



" لااا"
صرخ بفزع
" لاا انا لا.."
لا يعلم مالذي قاله او ما سيقوله لكن كل الخمول الذي كان يحيطه تلاشى بلحظة واصبح يحاصر ظهر لوك بين ذراعيه ، كان كالطفل الذي يخشى ان تفارق والدته جانبه حتى لا تراوده الكوابيس.

تمسك به جيدًا وهو يترجاه كي لا يرحل فكل هذا جديد عليّه ليعتاده ، ويلملم شتات نفس.


" بحقك كريس انت فقط تصعب الامور عليك "
قال لوك بعد ان ابعده عنه بخفه واستدار ليقابله

" كل هذا جديد عليّ لوك ارجوك تمهل معي دعني اعتاد على هذه المصيبة التي اشتريتها لي ، لن اعتاد الامر في لمحة بصر اعطني فقط بعض .. ا..الوقت .... نعم بعض الوقت "
لم يدرك كم كان منفعلًا وهو يخاطبه إلا عندما قهقه لوك وبعثر شعره المبعثر ككل مرة.

" أنت لا تُصَدَق كريس ، مازلت لا استطيع تصديق انك كبرت ويجب ان تستقل بسكنك ومازلت تتصرف كفتى مشاكس ومدلل "


دحرج كريستيان بؤبؤة عينيّه للأعلى بملل
فما سمعه لم يعجبه البتة.

" كان قرارك لوحدك انت حتى لم تستشيرني واشتريت هذا المنزل وخدعتني وقلت بأنك تدعوني لكعكة شوكلاته بالكراميل وعندما وافقت انت اتيت بي الى هنا وبصقت بكل قسوة بخبر أنني يجب ان انتقل اليه 'لوحدي' "
بحاجبين مقطوبين كان يتحدث وهو يرفع يديه ليشير اليه بعلامات تنصيص على كلمة لوحدي.


" نحن عقدنا اتفاقًا لتونا بالتأكيد انت لم تنسى انك رضيت بذلك "
قال لوك بكل هدوء دون ان تظهر على معالمه أي ذرة إنفعال او ملل فلو كان اي شخص مكانه لقتل كريستيان اولًا ثم قتل نفسه ضجرًا.

تنهد كريستيان عندما تذكر الحديث الذي خاضاه سابقًا وانتهى به المطاف بعدها غافيًا.

" حسنًا انت لازلت خدعتني ولم نذهب لدب العسل - مخبز للحلويات - لتناول كعكة الشوكولاته "
اكمل ضجره منه عندما وجد انه لامفر له لذا غير مجرى الحديث
هو كريستيان بالتأكيد لن يخرج من هذا الحديث خاسرًا ،

" لو انك استمعت لحديثي ولم تغفو لعلمت انني طلبتها وانها الآن تتوسط ثلاجتك "

مازالت شفتيه تمتلئ بتلك الابتسامة.

" هذا الرجل كيف له ان يبتسم وانا غاضب لما لا يجاريني حتى ؟ هو لايصدق يفقدني صوابي يجعلني اصب كل شيء فوق راسه واغضب وافتعل امورًا حمقاء
وكل مايقابلني به هو ابتسامه ؟
حقًا ؟
احيانًا تراودني افكار بأنه بطريقةٍ ما لا يمتلك تلك العواطف التي تجعلنا نغضب ولانرى في طريقنا سوى الظلمة "
ابدا كريستيان ضجره وتساؤلاته داخل عقله لكنه لم يجرُؤ على البوح بها

تنهد ثم قال بعد صمت قرر فيه ان يستميله ويستخدم نقطة ضعفه ألا وهي كلمة -ابي-
" حسنًا أبي ، لكن ارجوك كن بجانبي لبعض الوقت ثم اذهب ولن اتضجر ابدًا ، فقط دعني اعتاد الأمر "

لعق لوك شفتيه ويبدو كأنه يقلب الفكرة في عقله
" حسنًا ، بمجرد أن أشعر بأنك قادر على مواجهة كل شي لوحدك أنا سأنسحب  ، والآن هيا لتتناول كعكتك المفضلة "

لم يكن كريستيان يمتلك تلك الشهية ليتناولها
كانت مجرد حجة حتى يتشاجر لذا ابتسم ابتسامة حمقاء
" لا اريد ، في الحقيقة لازلت اشعر ببعض النعاس "
وقال وهو يحك مؤخرة راسه بإحراج ،



توجه بعدها الى حجرة النوم بعد ان اطمئن قلبه بأن ابيه لن يغادر
فتح باب الحجرة
ونظر اليها لأول مرة
ديكورها كان بسيط بشكل خلاب ،
هي بإختصار مثالية

ولانه نعس جدًا شق طريقه نحو السرير الممتد على طول الحجرة
ومفرشه الرمادي الذي كان يصرخ بـأنا دافئ انا دافئ
سقط فوقه بإهمال ،

لكن بعدها تذكر انه لم يخلع حذائه وملابسه
ولم يفتح التكييف.

" ابيي "
صرخ للوك حتى يأتي ليفتح التكييف

" مابك صغيري "
اتاه صوته الهادئ بجانب رأسه فتح عيناه بخمول ورآه يجلس على الارض بجانب السرير
لانه غفى لذا لم يسمعه وهو يدخل الحجرة.

فكر كريستيان بانه من الفظاظة ان يخبره ان يفتح التكييف
لذا قال
" ان الجو ساخن ابي "

فهم لوك مايريده كريستيان لذا استقام لفتح التكييف ،
ثم شعر به يخلع له حذائه ثم الشراب ثم البنطال ثم السترة ثم القميص ،
ادخله بعدها تحت الفراش بعد ان بدأ هواء التكييف يضرب جسده العاري.

" انها التاسعة ونصف الآن عمت مساءًا ياصغير "
قال ثم طبع قبله على جبينه ،

" لا تذهب "
همس كريستيان والخمول يأكل جسده ، لم يرد لوك عليه
لكن بعدها شعر كريستيان بالسرير بجانبه ينخفض
فابتسم براحة وغرق بعدها في النوم.








بعد اسبوع

استقام كريستيان من على اريكته بعد ان كان يتناول وجبة العشاء والتي تتكون من صحن ممتلئ بالكوكيز مع حليب من الشوكولاته البارد.

فرّش اسنانه بعدها حتى لا تؤلمه اسنانه ورجع ليجلس على نفس الاريكة امام التلفاز الذي لم يكن يصب تركيزه عليه بل كان شاردًا
وينظر لساعة هاتفه كل ثلاث ثواني بينما يهز رجله بتوتر
حَوَّل نظره عن ساعة هاتفه نحو باب المنزل عندما سمع خشخشة مفاتيح خلف الباب المُغلق ،
ارجع نظره بسرعة عندما فُتح الباب مُدعيًا الاندماج مع التلفاز ،
سمع اصوات المفاتيح وهي توضع فوق الدُرج الذي يقع بجانب الباب استرق النظر ووجده يخلع احذيته ويضعها بجانب الدرج ويخرج حذاؤه المنزلي من الدُرج ويرتديه ابعد نظره بسرعة وعاد للتركيز على شاشة التلفاز.

" مرحبًا ، لما لست نائمًا الوقت متأخر بالفعل "
رفع كريستيان رأسه والتفت للخلف ناظرًا للوك الذي دخل المطبخ ليشرب كأس ماء

" لم اشعر بالنعاس "
نظر له لوك وهو خارج من المطبخ بعد ان شرب الماء علم لوك بأنه كاذب بل كان ينتظر عودته وسيغشى عليه من النعاس لكن لم يُعلق
وقف خلف الاريكة التي يجلس عليها كريستيان الذي رفع رأسه للوك واتضحت للأكبر اعين كريستيان المُحمرة من النعاس اعاد كريستيان نظره للتلفاز ،
بعثر لوك شعر ابنه وشعر بقلبه يؤلمه على حال صغيره

" سأستحم وانام لا تؤذي زرقاوتيك الوقت متأخر جدًا بُنيّ "
قال لوك واتجه نحو حُجرة النوم الوحيدة الموجودة هُنا.



تنهد كريستيان وهويشعر بقلبه يؤلمه ايضًا للضعف الذي يعيشه
بعد دقائق معدودات خرج من شروده واضطراب افكاره ،

اغلق التلفاز ووضع جهاز التحكم جانًبا وسار لحُجرة النوم فلم يعد يستطيع مقاومة النُعاس أكثر فتح باب الحُجرة لتلفحه نسمة هواء باردة من التكييف.

كان لوك يتوسط السرير نائمًا بلا غطاء نظر له كريستيان في ظلمة الحُجرة التي لا يكسرها سِوا الضوء الخفيف المنبعث من الابجورة التي فوق المنضدة التي بجانب السرير عندما اتضح له انه غارق في النوم دخل كريستيان دورة المياه التي تقع داخل حُجرة النوم ولم يغلق الباب خلفه -كعادته-
خرج بعد ان قضى حاجته
وارتدى منامته التي كانت عبارة عن بنطال وقميص من الحرير الناعم ، لم يكن يريد ان ينام عاري والتكييف بهذه البرودة لانه بالطبع سيمرض.
نظر كريستيان للوك المُتعب الذي يغط في نوم عميق وفمه مفتوح قليلًا بالطبع سيكون مُرهقًا فالساعة كانت تشير الي الثالثة بعد مُنتصف الليل ،
وضع كريستيان الغطاء فوق لوك ودخل اسفل الغطاء ،
بتردد ابعد يد لوك التي يضعها فوق بطنه ووضعها فوق الوسادة واستلقى فوقها أي بداخل أحضان والده ، ولأن نوم لوك خفيف جدًا شعر به وقرّبه اليه واحتضنه ووضع يده الاخرى فوق خصر كريستيان وعاد لنومه العميق بعد أن وضع رأسه فوق رأس كريستيان أي اذن كريس اليمنى ملتصقة بوجنة لوك اليسرى.

اخذ كريستيان هاتف لوك الذي كان موضوع بإهمال على طرف السرير امسك بيد لوك التي على خصره وفتح باصبعه الهاتف بالبصمة وارجع يده كما كانت وبدأ يتصفح في الهاتف بلا هدف


هو فقط ضجر لان اشتراك الانترت الخاص به قد انتهى ولم يعيد تفعيله لانه لا يملك مال كافي ولن يُخبر لوك لأنه يشعر بأنه يُثقل عليه يكفي انه اشترى هذا المنزل له حتى تتحسن حالته النفسية ويساعده على الاستقرار بالكامل ، بالرغم من ان لوك لن يُمانع لو طلب كريستيان المال منه ولن يرفض له طلب لانه يرى بأن كريستيان ابنه الذي لم يُشارك في انجابه لكنه شارك في تربيته ولا يعتبره ثقلًا ابدًا لكنه فقط عقل كريستيان الذي يجعله يعتقد اشياء لا صحة لها.

قرر كريستيان في تلك اللحظة ان يكسر حاجز اخر من الحواجز التي بناها لنفسه في الماضي ويخرج غدًا للبحث عن عمل يعيل به نفسه فأكثر مايكرهه هو الاعتماد على غيره
لكنه فالماضي لم يستطع مواجهة مخاوفه لكن الآن مع لوك الذي يدفعه للامام بدأ بتغيير نفسه وبعض افكاره.

مشاعر الامتنان هي كل مايملئ جوف كريستيان للوك فهو حقًا كسر حاجز كبير كان يعيقه وجعله يخطو خطوته الاولى بحثًا عن مستقبل باهر وتلك الخطوة كانت الاستقرار ، وقرار كريستيان بالبحث عن عمل واعالة نفسه بعرق جبينه كانت تلك الخطوة الثانية التي قرر هو بنفسه ان يخطوها بعد ان بدأت الشجاعة تتسلل في عروق دمه.


في تلك الظُلمة فتح كريستيان الكاميرا الامامية ليأخذ عدة صور له وللوك النائم والضوء المنخفض المنبعث من المنضدة بجانبه كان مساعدًا له ،
الصورة الاولى كان كريستيان مغمض العينين يَدَعي بأنه نائم وبجانبه وجه لوك -النائم - مغمض العينين ايضًا
والصورة الثانية كان كريستيان يبتسم ابتسامة حمقاء ولوك في نفس وضعيته
والثالثة كان كريستيان ينظر لوجه لوك ويمد لسانه بحماقة
والرابعة وضع كريستيان الغطاء فوق وجهيهما ولم يظهر منها الا اعينه الزرقاء اللامعة من ضوء الهاتف واعين لوك المُغمضة ،
كانت الصور جميعها مُضحكة ومليئة بمشاعر المحبة والدفئ.

قام بتنقية افضل الصور واختار اربعة صور من بين عشرون صورة ،
حمّل تلك الصور الاربعة في منشور على الانستقرام الخاص بلوك.

" والدي المثالي "
كانت هذه الكلمتان التي كتبهما كريستيان في المنشور.
ضَحِك بخفة عندما رأى مئات الاشعارات على الانستقرام بالرغم من ان المنشور لم يُكمل دقيقة ،

يعلم بأنه ستحدث ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تلك الصور ويعلم ايضًا بأن لوك سيُوبخه لكنه لم يهتم ، اغلق الهاتف ووضعه كما كان وكأنه لم يفعل شيء وغط بعدها في نومةٍ هنيئة.








--



تسللت اشعة الشمس عبر زجاج النافذة المغطى جزء منها بستارة بيضاء
لكنها فشلت في ايقاظ النائميّن الذين لم يعبؤو بخيوط اشعتها التي سيطرت على المكان بنرجسيتها المعتادة.

كانت عقارب الساعة تشير الى الثامنة ونصف عندما رن هاتف لوك الذي يقع بجانب كريستيان ، فتح لوك عينيه بكسل ورد على الهاتف
" اهلًا داروين "
قال لوك بصوته الصباحي الثقيل ، تحمحم الطرف الآخر بإحراج لاتصاله بهذا الوقت
" اعتذر سيد لوك على الاتصال في هذا الوقت المبكر لكنه امر طارئ ، حدث خلل وتعطل الجهاز وجميع التسجيلات الاصلية حذفت سنعيد تسجيلها مجددًا "
قال المُتصل دُفعةً واحدة ، تنهد لوك بضجر كان على يقين بأن هذا ماسيحدث لذا طلب من داروين ان يطلب منهم ثلاث نسخ على الاقل لكن يبدو بانه لم يفعل ورغم ذلك سأله عنها
" والنُسَخ ؟ "
" اعذر تقصيري سيد لوك "
اجاب داروين وتنهد لوك بتعب لم ينم الا سويعات لا تعوض عن تعبه في الايام السابقة
" حسنًا حسنًا ثلاث ساعات اُنهي بها اموري واتي اليكم "
قال لوك باستسلام فلا يمكنه الرفض او التأجيل ،
اعتذر المتصل مرة اخرى وقال
" نسيت اخبارك ان مبيعات الالبوم ازدادت بمقدار ثلاثون بالمئة في الاربع ساعات الماضية "

توسعت اعين لوك بصدمة وقال
" كييف ذلك ؟ "

" يارجل ألم ترى مافعله المعجبين على ترند تويتر بسبب الصورة التي انزلتها ليلًا على الانستقرام ، كل البرامج عجت بتلك الصور ..."
عض داروين على شفتيه وبتر حديثه عندما شعر بأنه يثرثر كثيرًا على رأس لوك الضجر بسبب ايقاظه لذا ودع لوك بسرعة واخبره انه سينتظره في الاستديو ،

اغلق لوك المكالمة من مدير أعماله داروين ولا زال موضوع تلك الصور يريبه فآخر صور انزلها كانت للترويج لالبوم الذي سينزل قريبًا اي انه مضى عليها الزمن ،
فتح برنامج تويتر ورأى الهاشتاق المتصدر المركز الاول وكان بعنوان الوالد المثالي وأكثر من ثلاث مئة ألف شخص قد غرّد حوله ،

فتح الهاشتاق ليُصدم بصورته وهو نائم وبجانبه كريستيان يبتسم بحماقة وعدة صور اُخرى ،
اغلق تويتر وفتح الانستقرام ليجد اخر منشور متأكد مئة بالمئة بأنه لم ينشره ،
ضحك بخفة على لطافة كريستيان
الصور الاربع حصلت على مليون ومئة الف اعجاب والكثير من التعليقات.

رأى لوك الدفئ واللطف في تلك الصُور لكنه متعجب من الضجة التي افتعلها معجبوه ، الجميع كان يعلم بأن لوك تزوج وماتت زوجته وهي تملك ابن من زوجها السابق ولكن لا أحد يعلم كيف يبدو كريستيان.

تنهد لوك على ذكرياته التي جرفته للماضي عندما كانت لانا تنام بين احضانه كما يفعل ابنها الآن سقطت دمعة يتيمة ثم لحقتها دميعات اخريات ،
شعر كريستيان ببلل على وجهه واستيقظ بتفاجؤ عندما اكتشف بأن والده الصخري الذي يمده بالطاقة والدفعات الايجابية يبكي الان امامه بكل حُرقة ، لملم كريستيان فُتات قلبه وطبطب على لوك لعله يواسيه قليلًا لأنه يعلم بأن لوك يفتقد وجود لانا بجانبه ، كريستيان يعلم جيدًا أن امه كانت الزوجة والحبيبة والاخت والصديقة والرفيقة والام بالنسبة للوك ، يعلم بكل الايام التي مرّ بها لوك بفترات سيئة وامه كانت اول من مد يد العون له.









الساعة العاشرة وعشر دقائق
يجلس لوك في المطبخ على طاولة الطعام بعد ان حضّر الافطار له ولكريستيان ، خرج كريستيان وهو يرتدي ملابس للخروج نظر له لوك وفكه وصل الارض من الصدمة

" هل ستخرج ؟ "
لم يكبح لوك فضوله وبادر بسؤاله ومازال فمه مفتوحًا

" نعم "
اجاب كريستيان وهو يغلق فم لوك
لازال متوتر من الفكرة ومما هو مُقدِم على فعله

ابتلع لوك فضوله وطمأن كريستيان بأن كل شي سيكون بخير ،
ماكان كريستيان يحتاج اكثر من يد تدفعه للأمام وتشجيع يخبره انه يسير في الطريق الصحيح.
تناولا الافطار ثم خرج لوك للعمل بعد ان تمنى لكريستيان الحظ.





يتبع ...

Continue Reading

You'll Also Like

123K 5.2K 24
الجزء الثاني من روايه موسي غاليتي صراع بين السلطه و العشق
MIDNIGHT By ✨

Mystery / Thriller

499K 21.3K 29
[ S E X U A L C O N T E N T ] هـو الـذي بـنـظـرة مـنـهُ يـخـلـع مـنـي عـقـلـي و يـلـبـسـنـي شـفـتـيـه ، هـو الـذي يـعـرف كـيـف يـلامـس انـوثـتـي بـ...
99.3K 5.4K 18
قـلبٌ مرتجف عِيـونٌ دامعة صوتاً واهناً لهيذماً قويـاً عسراً ، أين ذلك الذئب الذي طغى ؟ عند رؤيته لها بذالـك الاسى همس بصوتٌ مرتجف : - شريانٌ هي ب...
629K 30.7K 47
ندخل انا وياكم و نفتح الابواب عن حياة أنفال و المطبات الي مرت فيها بحياتها و هل وقفت عند هاي المطبات ولم تكمل حياتها ام هناك شخص أمسك بيدها لكي يكون...