صرخت جي آن لا إرادياً لتخرج من ذلك المهجع ، لينظر هؤلاء الثلاثة إلى بعضهم البعض و ينفجروا ضحكاً .
" ما بال هذا الشاب ؟ لما هرب كالفتيات عند رؤيتنا ؟ " نطق سوبين صاحب الغمّازة الجذابة و هو يضحك بين كلماته على ما حصل منذ قليل .
الجميع كانوا يضحكون بشدّة ثم توقفوا عندما دخلت جي آن مرة أخرى ، وقفت أمام الباب و فرّقت شفتيها قائلة " أريد أن آخذ السرير العلوي"
كان تقسيم ذلك المهجع كالآتي :
إن الغرفة متوسطة الحجم تمتلك أسرة ذو طابقين ، فـ يتواجد سرير ذو طابقين على جهة اليمنى و آخر على اليسرى ، و توجد خزانة خشبية صغيرة تحمل أربعة أدراج .
نظر الفتيان لجي آن و هي تشدُّ على حقيبتها التي تحملها على ظهرها و تتجه نحو السرير التي تحدثت إليه سابقاً ، ليقف أحدهم مُسْتنداً على ذلك السرير ذو الجهة اليمنى مُعترضاً طريقها .
" لا يمكنك أيها الفتى فهذا هو سريري " نطقها جين بنبرة ساخرة رافعاً إحدى حاجباه ، و منحيناً قليلاً لطولها القصير.
" أنت مجدداً ؟ ابتعد أنا سآخذ هذا المكان " قالتها جي آن عاقدة حاجبيها و تصبُّ ناظريها نحوه ، لتدفع رأسه للخلف بسبابتها الصغيرة .
ثم أكملت صعوداً على ذلك السُلَم الحديدي الذي يوصلّها إلى السرير العلّوي ، لكن سرعان ما قام جين بسحبها من حقيبتها و اسقطها ارضاً .
توأهت من ألم ظهرها لتستند على مرفقيها و شرارات الحقد و الغضب تنظرُ لذلك المتملق الذي أكمل صعوده لذلك السرير .
" حقير " هذا ما تمتمته جي آن قبل أن يدنوا بإتجاهها جونغكوك .
" هل أنتَ بخير أيها الفتى ؟ " قالها جونغكوك و هو يقوم بمحاولة مساعدة جي آن على الوقوف لتقوم هي بسحب يدها .
" أستطيع الوقوف وحدي " وقفت هي بينما جونغكوك كان بلا ملامح .
انتقلت جي آن للسرير العلوي الذي يكمنُ في الجهة اليسرى .
في صباح اليوم التالي :
قام احدُ المسؤولين عن التدريبات بإقاظ المتدربين عن طريق ذلك الجرس الحديدي المتواجد في برج خشبي في منتصف المهاجع و ينسدل منه ذلك الحبل العتيق و يتم تحريكه ليظهر صوت ذلك الجرس المزعج .
استيقظ كُلاًّ من جين و سوبين فوراً ، تبقى جونغكوك و جي آن مازالا في السرير .
" هييه جونغكوك استيقظ و إلاّ سيقتحم ذلك السمين المهجع " قالها سوبين و هو يقوم بتحريك جونغكوك النائم بعمق شديد كعمق المحيط .
استيقظت جي آن و لكن ليس بسبب ذلك الجرس اللعين بل بسبب أحدهم الذي يقوم بركلِ ذلك السرير الذي بدأ يهتز جميعه .
" مَن هذا !!! " نهضت ذات الشعر المبعثر و الذي يغطي نصف عينيها و هي في أشد الغضب .
" إنه أنا " قالها جين واضعاً يديه خلف ظهره و يبتسم بخبث ، ليستدير و يخرج من المهجع .
" ذلك اللعين المتغطرس " كانت تشدُّ على كُلاً من يديها و أسنانها لتصنع قبضة بيدها و تضرب بها الفراش .
و هي على فراشها قامت بإرتداء ذلك المشد الذي يخفي صدرها و ترتدي ملابسها ، الملابس موحدة للجميع و كانت عبارة عن قميص أبيض يتم وضعه داخل البنطال ، و يعتليه صدرية الرجال ذات اللون البُنيّ ، بنطال أسود من القماش السميك ضيق الخصر و منتفخ قليلاً عند الأفخاذ ، لينتهي مرة أخرى بالضيق عند القدم و أخيراً ، ذلك الحذاء الأسود الطويل و الذي يصل طوله قبل الركبة بقليل لقد كان يحتوي على الكثير من الرباطات السوداء .
صورة تقريبية للملابس .
اجتمع جميع المتدربين في تلك الساحة الواسعة ، كانوا مصطفين كإصطفاف جيش النمل .
كان جين في الصف الرابع و بجانبه من على اليمين جونغكوك و يليه سوبين ، أما جي آن فكانت في الصف الأخير لأنها تأخرت في أول يوم .
كان ذلك المدرب يقوم بشرح القوانين و الصراخ في ذات الوقت .
" لما يصرخ هذا المعتوه " قالتها جي آن و هي تفرك أذنيها من الداخل و ملامح وجهها يبدو عليه الإنزعاج .
" لقد سمعتُ أحداً يتمتم مَن الفاعل ؟؟ " صرخ ذلك المدرب بصوتٍ عالٍ جداً و هو يضع ذراعيه خلف ظهره.
إلتفت الجميع نحو جي آن السارحة في الهواء ، لتشعر بوجود أعينٍ كثيرة تنظر إليها ، رفعت بصرها لترى الجميع يحدقُ بها .
" ما الأمر ؟ " سألت و هي لا تعلم ما الذي يجري ، لتقوم بالإشارة بإصبعها نحو نفسها " أنا ؟ " .
" أيها النحيل تعال إلى هنا " صرخ مجدداً ، لتتقدم جي آن بكل هدوء نحوه و الجميع يقوم بالنظرِ لها .
" أعتذـ .." كانت ستكملُ اعتذارها ليصرخ مجدداً ذلك المزعج صاحب الصوتِ الجهوري .
" قف بشكل مستقيم ، ذراعيك خلف ظهرك ، رأسك إلى الأعلى " قالها بصراخ بينما جي آن كانت تتبع تعليماته بصمت ، ليكمل مجدداً " عقابك أيها النحيل هو الركض حول هذه الساحة الكبيرة عشرون دورة كاملة مفهوم !! "
" عُلم سيدي " صرخت هي مُضخمة صوتها .
" و الآن عد لمكانك ، لتستمع للقوانين " قالها هو لتومىء برأسها أي نعم و تعود ، و في طريق عودتها لمحت الشخص الذي تمقته في هذا المكان ، كان جين ينظرُ نحوه و ليبتسم بسخرية و يشيح بنظره بعيداً .
" ما بال هذا اللعين " قالتها بين نفسها .
تم الإدلاء بالقوانين و كانت كالآتي :
أولاً : حظرُ التجول يبدأ في تمام الساعة الـسابعة مساءاً .
ثانياً : ممنوع التغيّب عن التدريب بتاتاً في حال واحد و هو التعب الشديد .
ثالثاً : عدم مقاطعة المسؤوليين ، فيوجد أشد العقابات .
رابعاً : سيتم تفتيش المهاجع كل يوم في حال وجود ممنوعات سيتم الطرد فوراً
خامساً : المواعدة مع مبنى النساء مننوع منعاً باتاً
سادساً : ممنوع دخول الفتيات إلى هنا .
سابعاً : الدخول إلى القلعة الملكية مننوع .
ثامناً : الشجار ممنوع - العواقب ستكون وخيمة .
" الآن حان وقتُ الإفطار ، الجميع الذهاب لغرفة الطعام المخصصة للرجال مدة تناول الإفطار هي ثلاثون دقيقة فقط بعدها يبدأ التدريب ، انتباه الإمام سِر " صرخ صاحب الصوت المزعج بأوامره التي لا تنتهي ليذهب الجميع لتناول الإفطار .
كانت غرفةُ الطعام حقاً كبيرة و واسعة أنها تكفي جيشاً كاملاً ، لقد كان بابُها مصنوعاً من الحديد الصلب ، جدران تلك الغرفة كانت باللون السكري الفاتح تزينها بعضُ اللوحات الفنية و التي تظهر بها صوراً للطعام و الملك ، كانت تلك الثُريا الضخمة ذات اللون الأسود و الإضاء الصفراء تنسدلُ من ذلك السقفِ الأبيض المزخرف و أخيراً تلك المائدتين الكبيرتين و التي تساع لكل واحدةٍ منها ثلاثون شخصاً .
قامت جي آن بالإصطفاف بطابور استلام الطعام .
" سأموت من الجوع ، الطابور طويل جداً ، أريد الإنتهاء سريعاً و اكتشاف المكان لعلي أجد طريقاً للقلعة بأي شكلٍ من الأشكال " كانت تحادثُ نفسها حتى وصل دورها .
انتشلت تلك الصينية الخشبية و التي تحوي أطباقاً و لنقل أن الطّعام متنوع بعض الشيء ، رغيفٌ من الخبز الفرنسي ، زبدة مُحلاة و كوبٌ من الحليب .
كانت تحملُ صينيتها متوجهة لإحدى تلك المائدات .
جلست لتتناول طعامها بهدوء و لكن هناك من يستمر بإزعاجها .
جلس جين بجانبها و يليه تابعاه جونغكوك و سوبين .
" هيه أنت ! " قالها جين راكلاً قدم الكرسي التي تجلسُ عليه جي آن ، نظرت نحوه بينما تبتلع قطعة الخبز تلك بصعوبة ، اغمضت عيناها لتتنفس الصعداء و تلقي بناظريها الحادّتان نحوه قائلة : " ماذا تريد مني ؟ "
" أنت تزعجني فقط ، وجودك مزعج جداً " قالها بنبرة هادئة و مستفزة جداً .
" إذاً لما لا تغربُ عن وجهي إن كنت مصدر إزعاجٍ لك و بالطبع هذا يسرني " قامت بضرب راحة يديها على الطاولة ليهتز طعامُ الجميع .
" لن افعل فهذا المكان مِلكٌ لي " تحدث مجدداً بتلك النبرة المستفزة لتقم جي آن برفع صينيتها و تهمُ بالنهوض .
عندما كانت على الوشك السير وضع ساقه الطويلة أمامها لتتعثر و تسقط أرضاً و يصدم وجهها بصينية طعامها .
" آسف ، فإن ساقي طويلة فلا توجد مساحة كافية لها هنا " ضحك ساخراً ليعدل الكرسي الخاص به متكئاً بمرفقيه على الطاولة بينما الأخرى كانت تشتعل غضبا.
نهضت فوراً لتقم بمسح ملابسها و نهض هو معها ليقف أمامها مباشرةً .
" لما أشعرُ برغبةٍ كبيرة في لكمك على وجهك القبيح هذا " قالتها بنبرة هادئة و باردة كبرودة الثلج .
" ها ؟ " رفع رأسه بإتجاهها مبتسماً بسخرية ، و لكن سرعان ما كانت قبضةُ يدها قد تعمقت في وجنة جين الذي تراجع بضعُ خطواتٍ للخلف بسبب لكمتها .
" هذا ما تستحقه أيها اللعين "
انتهى .