"لما انتِ شاردة ايتها الصهباء"
قالتها صديقة ليلى في الجامعة ...فاليوم هو عيد مولد صديقتها...
لذلك خرجوا الأصدقاء مع بعضهم الي المقهى كنوع من الاحتفال ...
ردت ليلى بإبتسامة مرهقة
"لا يوجد شئ انا فقط ....اريد الذهاب للمنزل"
رد شاب بإستغراب
"لما الوقت مازال مبكرآ جدآ !؟"
شاب اخر بخبث
"ماذا !!لما تريدين الذهاب نحن نريدك معنا "
ارتدت ليلى معطفها بلامبالاة
"سأعوضها لكم صدقوني ...هيا الي اللقاء"
رد الجميع
"الي اللقاء "
ذهبت ليلى وهي تضع يدها في جيوب معطفها السميك ليمنعها من البرد القاسي ...ولكنها لم تذهب الي المنزل ...
بل ذهبت الي الشاطئ القريب من المقهى...
ظلت نظر الي البحر بنوع من العتاب او الحزن ...
بل أغمضت عينيها بقوة لتسمح بدموعها اللؤلؤية بالنزول ...
"لماذا تبكي يا ابنتى !؟"
جفلت وهي تنظر الي ذلك العجوز الذي خطى الشيب رأسه كله ...
وهو ينظر الي نقطة ما ويتحدث!!!من الواضح انه كفيف!!
مسحت دموعها برقة
"كيف علمت أنى ابكي !؟"
ابتسم هو بمسامحة وهو يرد بنبرة أوجعتها
"صحيح عيناى لا ترى ولكن قلبي واذناي يسمعان شهقاتك المتألمة "
بكت اكثر من نبرته الحنونة ...ليقترب منها ويربت علي كتفيها بحنو ...
تابعت بشهقات ضعيفة
"لما الجميع لا يحبني!؟لما انا وحدي !؟"
"لماذا تقولين هذا يا ابنتي ..من الواضح انكي نقية جدآ من داخلك لما انتي بائسة هكذا !؟ا"
جلست علي المقاعد الموجودة امام البحر وهو بجانبها لتضع رأسها علي كتفيه
"الجميع يتقرب مني لأني جميلة المظهر غبية ..حمقاء ...احب بلا مقابل ...بل أسامح بلا تفكير ...لكن لا يعلمون من هي ليلى من داخلها ...لا يحبوني بصدق"
تابعت وهي تغمض عينيها
"انا اضحك والعب والقى النكات علي الجميع ...
لكن لا احد يعلم ما في قلبي من حزن ...لا احد"
ربت علي رأسها وهو يتابع بغموض
"الا تعتقدي ان هذا عن قصد !؟"
مسحت دموعها وهي تبتعد عنه
"ماذا تقصد !؟ما معنى عن قصد !؟"
نظر أمامه وابتسم وكأنه يرى شئ ما وحده
"لما لا تقولي ان الحب الذي تبحثين عنه ليس موجود هنا !؟في هذا العالم !! بل مع شخص آخر يحتاجك كما تحتاجينه وكأنه في ....كوكب آخر "
نظرت لثواني مشدوهة ثم انفجرت بالضحك من قلبها واقتربت منع تقبل رأسه
"شكرآ لانك اضحكتني وأزلت القليل من حزني كوكب آخر !
انا حقآ ممنونة لك ...هل تريد ان أوصلك الي مكان ما !؟
نفى برأسه لتتابع
"الي اللقاء أيها العم "
استدارت للرحيل لكنها سرعان ما التفتت مرة أخرى له
"صحيح ما هو اسمك !؟"
ابتسم بغموض مخيف
"ستعرفين لاحقآ..."
ذهبت بسرعة بخوف وعدم فهم من تلك الابتسامة وهي تنوى الذهاب الي منزلها فالوقت تأخر ...
تابع وهو مازال ينظر الي تلك النقطة الوهمية
"قريبآ ...قريبآ يا ليلى سيأتي الجواد الحزين لكي تروضيه ويخفف لكى حزنك هذا "
أنهى كلامه وعينيه تشع بلون واضح ...وكأنه ليزر او انارة ما ....تشع بضوء أخضر!!!
********************************************
في مكان آخر ...اشبه ما يكون الخيال ....
يقف ذلك الشامخ وهو يضع يديه خلف ظهره و ينظر الي النافذة بتركيز...
دخل الوزير 'جادين ' بعد ان ادى التحية الملكية وهو منحنى بإحترام ...
الملك ببرود
"هل وضعتهم في الزنزانة السوداء !؟"
الوزير جايدن بثقة
"نعم يا مولاي ...مساكين جدآ من يقف أمام جلالتك ..."
رفع يده في الهواء لتخرج زجاجة من العدم صغيرة لونها ازرق وأعطاها للوزير بنفس النبرة
"اجعل الخدم يضع هذا في طعامهم !!لنرى من منهم فعل ذلك !؟"
انحنى بعد ان آخذ الترياق
"امرك مولاي ...احم ...جلالة الملك !"
همهم ليتابع جايدن بتوتر
"أليس من المفترض ان الأسطورة ستظهر هذا العام ...
جلالتك تعلم ان المعجزة في عامها العشرين ...لكنها لم تظهر الي الأن"
رد بجمود
"لا اهتم...شئون البلاد اهم من تلك الأسطورة التي لا قيمة لها "
ليتابع بإستغراب
"كيف هذا يا مولاي...انها المعجزة !!"
"اخرج يا جايدن اخرج الآن "
أنحنى بإحترام ثم ذهب مرة أخرى ...ليغمض الملك عينيه الباردة كالصقيع ..
ثم يفتحها مرة أخرى ولكن ليس ببرود بل ...بلا تعابير وكأنه فقد روحه ...
********************************************
ذهبت الي المنزل لتجد والدها ينظر لها وهو يرفع حاجبيه وينظر بشر...
ضحكت بتوتر وهي تنظر له وتبتلع ريقها
"ابي...أتعلم اني احبك ...هل تتزوجني!؟ "
حاول منع ابتسامته ليردف بغضب مصطنع
"هل تمزحين يا ليلى انها العاشرة مساءآ...ماذا هل قررتي ان تكوني راقصة تعرى يا حبيبتي "
نظرت بطرف عينيها
"ابي...انت تعلم ان قررت هذا القرار الذي أريده بشدة سأعلمك فورآ بل سأعطيك نسبة ايضآ من الأرباح "
لم يستطع منع ضحكاته اكثر لينفجر ضحكآ علي كلماتها الوقحة ...
لتبتسم هي علي ضحكه وهي تقترب منه وتحتضنه
"انا احبك يا ابي...انت أفضل والد في هذا العالم "
"انها الخيانة يا سادة تتجسد في زوجي وابنتي "
قالتها والدة ليلى وهي تنظر اليهم بغيرة واضحة ...
"اووووه انظر يا والدي من هنا يغير "
قاطعها والدها بصرامة
"تأدبي يا فتاة انها والدتك ...تعالي الي هنا يا عشقي "
ابتعدت ليلى من حضن والدها بسخط
"ااه لا أستطيع النظر الي كل هذا الحب ومازلت عازباء ...الي اللقاء أيها العاشقان "
نفى برأسه بيأس وهو يأخذ زوجته في حضنه ويتمتم بصوت مسموع
"غدآ سيرهقك للعشق يا ابنتي ...وانتي بكامل إرادتك ايضآ"
****************************
تسحبت الي غرفة اختها الوحيدة لتجدها في سبات عميق اشبه بالموت ...
'سيدرا ' لا احد يستطيع إيقاظها من النوم حتى لو انتهى العالم !!!
قبلت جبينها بحب وهي تدثرها جيدآ تحت الغطاء ...
ثم ذهبت الي غرفتها لترتاح قليلآ....
أبدلت ملابسها الي ملابس بيتية مريحة بعدما أخذت وضع النوم لتجد صوت صغير يصدر في الغرفة ...
اشبه بذبذبة خفيفة !!
نهضت وهي تحاول معرفة مكان الصوت !!ولكنها لم تجد شئ...
لم تعر انتباه للآمر وذهبت الي النوم بشكل سريع ...
٠٠٠في الصباح الباكر ...
استيقظت وهي تنظر بسخط الي ذلك المنبه اللعين ...
الذي ايقظها من اجل تلك الجامعة التي ليس لها اي داعي ....
ولكنها صرخت صرخة مدوية أدت الي استيقاظ الجميع
نتيجة رؤيتها الي شئ مكتوب علي زجاج النافذة ...
********************************************
"هل وضعت لها الإخطار"
قالها وهو يستند علي عصاه ....
"نعم يا مولاي ...أرسلت لها احدى الساحرات التي تستطيع فعل ذلك "
رد آخر
"هل تعتقد يا مولاي ان تلك الفتاة الأسطورة !اعني انها جميلة جدآ لما لا تكون لك !؟ "
"ومن قال لم انها لن تكون لي...لكن في الوقت المناسب ...
الآن يجب ان تأتي الي هنا حتى يقع في حبها ...وتجعله يضعف ...فأكون انا ملك الزمرد هذا الكوكب "
"ولما وضعت الإخطار!؟ "
"حتى اجعلها خائفة قليلآ ...مجرد تسلية ...
الم تلاحظ أنك تعديت حدودك اليوم وكثيرآ ايضآ"
توتر الخادم وهو يحاول ان ينفي ذلك ...ولكن قد فات الآوان...
لأنه اخرج ثعبان من عصاه أنهى حياة ذلك المسكين ....
"مسكين ..هذا ما يسمى الفضول القاتل"
ثم ابتسم ذلك الملك المزيف 'مارك' بخبث
"لنرى يا ..لُبيد...كيف ستروضك تلك الصغيرة "
********************************************
"من منكم اشعل التمرد !؟"
قالها وهو ينظر لهم ببرود تام مما أدي الي بث الرعب في نفوسهم
رد رجل ما بتوتر
"لست انا يا مولاي ...هم من قاموا بذلك "
ردالأخر برعب
"اقسم لك ايها الملك اني لم افعل شئ...انا مزارع وجئت لأرى خطيبتي...."
اما الشخص الأخير لم يرد بل نظر الي الأسفل بخوف ...
وضع يده فوق رأس الشخص الأول لكن لم يلمسه ...
ليتحول بؤبؤ عينه الي الأبيض الكامل وهو يردد
"انا من فعلتها يا مولاي ...انا "
ابتعد عنه ببرود وهو يفعل ذلك مع الباقي ...ليجد ان الشخص الثاني والثالث لم يفعلوا شئ ...
اقترب من جايدن وهو ينظر أمامه ويأمره
"أعفى عن الأبرياء بل امنحهم النقود الكافية لهذا الإسبوع اما هذا ...ضعه في قبو التعذيب "
انحنى جايدن وهو يشعر بالسعادة من تعذيبهم
"امرك مولاى ...انه يوم سعدي حقآ"
*************************
دخل الملك الي غرفته وهو يخلع عبائته الملكية السميكة ...التي تعتبر تراث من عائلته ...
وجلس علي الاريكة بتعب وهو يمسك بكأس من المشروب بيده ....
دق الباب ليدخل الخدم بإحترام وهو منحنى
"مولاي ان الحكيم يريد مقابلتك "
رد ببرود
"ادخله "
انحنى مرة أخرى وهو يذهب ليدخل الحكيم بعدها بمرح
"اوووه لُبيد ...كم اشتقت لك أيها الشقي"
تأفأف 'لُبيد' وهو ينظر أمامه
"الم اقل لك أيها العجوز اني لا احب ان يناديني احد بإسمي ...."
الحكيم 'ارثر' بلامبالاة
"اخرس أيها السليط ...انا من كنت أغير لك ..."
قاطعه
"حسنآ حسنآ علمت ...ماذا وجدت في الأرض !؟"
أرثر بخبث
"وجدت كل البدع ...ان البشر حقآ رائعون ...خاصة الفتيات فاااتنات جدآ "
نفى برأسه بيأس
"عجوز ...عجوز خرف"
********************************************
ايه رايكوا بقا ...الفصل مش كدة هيبقى طويل ان شاءلله بس علشان ده تتعرفوا علي الابطال ...
ولسة مش هنزل دلوقتي خاااالص 🤦♂️لأني تعبانة اوي بجد 😭
متنسوش الفوت والكومنت واللايف النهاردة علي الجروب بتاعي ❤️❤️
يتبع .....