𝐌𝐢𝐝𝐧𝐢𝐠𝐡𝐭 𝐂𝐨𝐧𝐯𝐞𝐫...

By Hate_XJ

1.3K 138 13

«بعض الذكريات لا تترك عظامك أبدًا، هى فقط تظل عالقة بجوف عقلك لتصبح جزءً منك. فبعضها قد يترك إبتسامة سخيفة عل... More

الذكرى الأولى
الذكرى الثانية
الذكرى الثالثة
الذكرى الرابعة
الذكرى الخامسة
الذكرى الأخيرة

الذكرى السادسة

115 17 5
By Hate_XJ

-

ها هى كيت تدلف لداخل المحطة الإذاعية قبل بدء برنامجها بدقائق. ألقت التحية على رومن ثم شكرته بلطف على كوب الشاي اللذيذ الذي يُعده خصيصًا لها. جلست في مقعدها ثم أرتشفت قليلاً من الشاي. قامت بنتظيم أنفاسها بينما يقوم رومن بالعد التنازلي لبدء البث. فور أن بدء البث تناست تمامًا كل ما مرت به منذ أيام. أصبحت الآن داخل عالمها الخاص والمفضل..
«مرحبًا أصدقاء الليل خاصتي. كيف حالكم في تلك الأجواء؟ صدقًا أشتقت لكم كثيرًا، وأتشوق أكثر لسماع محادثاتكم لهذه الليلة. لذا دعونا نبدأ..»
بدأت هيت حديثها بعفوية کعادتها. لتبدأ بعدها في تلقى الرسائل واحدة تلو الأخرى. قامت قراءة أول رسالة ظهرت أمامها لتقول:
«حسنًا. رسالتنا الأولى هى من صديقتنا ميا. مرحبًا ميا.. أوه ميا تخبرنا لنقل بأنني لست شخصًا طبيعيًا أبدًا. منذ صغري والجميع يدعونني بغريبة الأطوار.
لم يتقبل أحد شخصيتي ولم يسعى أحد نحو تقبلي. لطالما كُنت أتعرض للتنمر من قبل الجميع. أعتدت أن أبقى بمفردي لساعات وربما لأيام طويلة.. لكن صدقينى هيت، أنا لم أختر أن أكون هكذا. كل شئ يعود لمشاجرات والداي دومًا، حتى أنني أحيانًا أشعر وكأنهما لم يرغبا بوجودي بحياتهما من الأساس. هما لا يدعماني في أي شئ إطلاقًا، بل يجعلون حياتي أسوء دون حتى أن يشعرا بذلك. الأفكار السلبية تطاردني دومًا، ولم أعد أشعر بأى شئ. صدقًا قد أُقدم على الإنتحار يومًا، وأعلم بأن لا أحد سيكثر لذلك. هيت أنا حقًا أحتاج لسماع نصيحتكِ، فأنتي كل ما أملك الآن.»
تنهدت هيت بضيق لحال ميا. كانت تشعر بالغضب العارم من هذا المجتمع، لكنها تمالكت أعصابها ثم قالت بهدوء:
«عزيزتى ميا. أود أن أخبركِ شيئًا واحدًا وهو لا تعطى لعنة لأي أحد على وجه الأرض ما دومتي تؤمنين بنفسك. لا أستطيع إنكار بأن البشر هم أخطر الكائنات على هذا الكون، كونهم قادرين على تحطيم المرء فقط ببضع كلمات، لكن صدقيني أنتي لستي وحدكِ. لقد مررت يومًا بما تشعرين به وأعلم تمامًا شعور أن تقتلكِ أفكاركِ ببطء فى حين لا يوجد أحد يكثر لكي. لقد تم نبذي من قبل العالم ولم يتقبل أحد مزاجيتى المفرطة، لكنني لم أستسلم لهم.»
«أستمعي لي جيدًا، أنتي أقوة بكثير من أن تخضعي لتلك الأفكار السلبية بسبب أشخاص لا يمتلكون أي ذرة مشاعر بداخل قلوبهم. تناسيهم تمامًا، وأستمتعي بكل لحظة فى حياتك. قمي بالرسم، القراءة، الكتابة أو حتى الرقص لتشعري بذاتك. تناسي ذلك العالم القاسي وقمي بصنع عالمك، بعيدًا عن عائلتكِ والمجتمع كله. وتذكري يا عزيزتي بأنني هنا بجانبك دومًا، حتى وإن لم نلتقى سأكون دومًا هنا. معكِ وبجانبكِ يا صديقة الليل خاصتى.»

صمتت للحظات، ثم عادت لتكمل قراءة الرسائل. ظلت تقرأ رسالة تلو الأخرى وتشارك أفكارها مع أصدقاء الليل خاصتها حتى وصلت لأخر رسالة لهذه الليلة.
«حسنًا أنها الرسالة الأخيرة الليلة، وهى من جاستن بي...»
توقفت هيت وهى تتأمل أسمه بصدمة وحُزن. نظر لها رومن بتعجب، ثم أشار لها لکى تكمل. تحمحت هيت ثم أعتذرت لأصدقاءها لتكمل:
«أنها من جاستن بيبر وهو يخبرنا رغم إنتهاء كل شئ، إلا أنها مازالت تتكاثر بداخلى. تركتها رغم أني أعلم جيدًا بأنني سأظل تحت تأثيرها. ربما أجبرت على الرحيل، لكنها آبت أن تتركنى. ظلت عالقة بجوف عقلى، ولم تدعنى أعيش بسلامٍ أبدًا. أصبحت مقيدًا بها، حتى دون أن تدري هى. الحياة ليست عادلة أبدًا، وربما لن تعطيك ما ترغب به أبدًا. أحيانًا تختار لك شئ أخر لم تكن لتتوقعه يومًا. قد تجعلك تبدو قاسيًا، بينما أنت مجرد ضحية أخرى. أعلم بأنها لن تسامحنى أبدًا، لها كامل الحق فى ذلك، فأنا غير قادر على مسامحة ذاتى.. لكنها لن تفهم السبب الحقيقى وراء ذلك. لن تفهم أبدًا ما مررت به إذا بقيت ترى الأمور من بعيد هكذا. يُقال لا يمكن للمرء أن يتغير بين ليلة وضحاها دون سبب. أليس كذلك؟ السؤال هنا هو، وعدتكِ بألا أؤذيكِ يومًا، فكيف سأتخلى عنكِ بتلك السهولة يا حبة الفراولة خاصتى؟»
لم تستطع هيت الرد على تلك الرسالة، وسارعت بإنهاء برنامجها والخروج من المبنى سريعًا. لم تهتم لهتاف رومن خلفها بل أسرعت أكثر للخروج من المبنى. أرتجف جسدها قليلاً أثر برودة الجو، لكنها لم تآبه لذلك وتقدمت نحو سيارتها. توجهت نحو منزلها وفى غضون دقائق وصلت لوجهتها. ترجلت من سيارتها ثم أتجهت نحو منزلها وهى تحارب ما بداخلها. حملت داخلها العديد من المشاعر المتناقضة. أرادت الصراخ، البكاء والنحيب. أرادت تحطيم كل ما حولها. أردات الهروب من عقلها، أفكارها وحياتها بأكملها..
لما؟ لما فقط يفعل ذلك؟ هذا كل ما يشعل عقلها. تكاد تقسم بأنها قد سئمت من عقلها. أنه يقتلها ببطء وبرود. تنهدت بصعوبة وهى تشعر بتلك العصة مجددًا. صعدت غرفتها وتحديدًا أتجهت نحو الحمام. تجردت من جميع ملابسها ثم تركت المياة الدافئة تغمر جسدها المرهق. ظلت أسفل المياة لفترة طويلة، لا تفعل شئ سوي البكاء بصمتٍ على ما آلت إليه الأمور الآن. خرجت أخيرًا من الحمام وهى تلف المنشفة حول جسدها. بدلت ملابسها بتعب ثم توجهت نحو سريرها. أمسكت هاتفها لتتفقد الساعة لتجدها الثانية وأربع دقائق صباحًا. لم تهتم لذلك، فكل همها الآن هو تلك الرسالة من رقمه. أبتلعت ريقها بخوف قبل أن تتفقدها وكان محتواها
«ربما أصبح الوقت متأخرًا الآن لأخبركِ بكم أنا أسف، لكنكي مازلتي تجهلين الحقيقة. مازال هناك جزء مفقود فى القصة ويجب أن تعلميه قبل فوات الأوان كيت.»
أغلقت كيت هاتفها، لتعانق وسادتها وتجهش فى البكاء. ظلت هكذا حتى غفت أخيرًا بقلبٍ حزين...

-

«أسفة على ما حدث كيت. صدقينى أنا لم أقصد ذلك. أتمنى أن تكوني على ما يرام..»
قرأت كيت رسالة مارسيلا، لتغمض عينيها بتعب. تركت هاتفها فور سماعها لصوت طرق على الباب. توجهت نحو الباب لتقوم بفتحه. فور أن وقعت عينيها عليه، شعرت برجفه بداخل قلبها. ظلت ثابتة فى مكانها لا تدرى ماذا تفعل حتى قاطعها قائلاً:
«أريد الحديث معكِ كيت.»
أفاقت كيت من صدمتها، لتعود لبرودها مجددًا ثم قالت:
«لا أريد الحديث معك جاستن. أرحل أرجوك.»
تنهد بتعب قبل أن يخبرها:
«كيت أرجوكِ. دعينا نتحدث.. فقط هذه المرة أرجوكِ.»
تأملت عينيه التي تبدو متعبة بشدة للحظات، لتفسح له المجال ليدلف. أبتسم بتعب ثم دلف لداخل منزلها. جلس بغرفة المعيشة، لتجلس كيت مقابله.
ظل صامتًا لدقائق، فقط ينظر لها دون الحديث متأملاً ملامحها. تنهدت كيت قائلة:
«تحدث.»
أغمض عينيه لوهلة ثم أعاد فتحهما قائلاً:
«كل ما أرغب به الآن هو شئ واحد فقط. أريد قضاء باقى اليوم معكِ كيت دون التفكير بما حدث وما سيحدث. هذا كل ما أرغب به الآن كيت.»
أبتسمت كيت بسخرية ثم قالت:
«حقًا! جاستن هل أنت منتشي أم ماذا؟ بعد كل ما مررت به، تخبرني بذلك. جديًا أنت لا تصدق.»
«أعلم بما تفكرين به، لكني لا أحتاج للحديث عما حدث. أريد قضاء باقي اليوم معكِ دون الشعور بالذنب أو الحُزن. فقط أنا وأنتِ للمرة الأخيرة كيت. أرجوكِ.»
تأملت كيت ملامحه المتعبة، ووجهه الشاحب ونبرة صوته الضعيفة. لوهلة شعرت بأن هناك خطب ما. شعرت بأن شيئًا سيئًا سيحدث، لكنها وبطريقةٍ ما تجاهلت ذلك. كلماته مبهمة وتصرفاته غريبة.
قررت الإستماع له ووافقت على الخروج معه. أبتسم جاستن بسعادة ليتقدم نحوها ويمسك يدها. سحبت كيت يدها سريعًا وتقدمت للخروج. أرتدت معطفها ثم خرجت. تنهد جاستن بحُزن، لكنه عاد ليبتسم مجددًا. خرج خلفها ثم وقف بجانبها. نظرت نحوه لتخبره:
«أين سنذهب؟»
«سترين.»
أخبرها وهو يتحرك. تقدمت كيت وسارت بجانبه حتى وصلوا للمطعم الذي قابلت فيه جاستن للمرة الأولى. أبتسمت بخفه حين تذكرت لقاءهما الأولى حيث كانت تجلس على طاولتها المعتادة، ليقاطعها هو بسؤاله إذ كان يستطيع الجلوس معها نظرًا لإزدحام المطعم. وافقت بلطف لتجد نفسها بعد ذلك تتحدث معه بتلقائية وكأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن، لينتهى بهما المطاف وهما يتبادلان أرقام هواتفهم فى نهاية اليوم. من بعد تلك اللحظة وقد تغير كل شئ.
أفاقت كيت على صوت جاستن وهو يقول:
«مازلتي تتذكرين.»
تنهدت ببطء ثم قالت:
«دعنا ندلف للداخل.»
أومئ لها ليدلفا لداخل المطعم. جلسا على طاولتهم المفضلة والتى شهدت على الكثير من الأحاديث السخيفة والمضحكة بينهما. تقدم النادل نحوهما ليدون طلباتهم. رحل النادل ليحضر الطلبات، بينما نظر جاستن لكيت قائلاً:
«طلبكِ المعتاد لم يتغير.»
أبتسمت بخفه وهى تنظر للمكان قبل أن تقول:
«مر وقت طويل منذ أن تناولته، ونعم لن يتغير. أنه من أفضل الأطباق هنا. كما أنك لم تغير طبقك المعتاد أيضًا. لذا نحن متعادلان..»
نظر نحوها مطولاً قبل أن يخبرها:
«هذا لأني أحببت أن أعيد ما كنا نفعله سابقًا.»
نظرت نحوه بحُزن لتصمت. مرت دقائق ليعود النادل وهو يحمل طلباتهم. بدأ الأثنان فى تناول طعامهم ومع مرور الوقت بدأ الأثنان فى التناغم معًا مجددًا. نست كيت تمامًا كل ما حدث وتذكرت فقط كيف يكون وقتها وهى مع جاستن.
مرت الوقت سريعًا ليخرج الأثنان بعدما دفع جاستن الحساب. نظرت كيت لساعة هاتفها لتجدها الرابعة وست دقائق. أوقف جاستن سيارة أجرة ثم أخبر السائق بوجهته ليومئ له السائق. أخبر كيت لتصعد ثم صعد بجانبها.
«جاستن أين سنذهب؟»
«لم ينتهى اليوم بعد، لذا ستذهبين معى إلى حيث أشاء.»
أخبرها وهو ينقر بخفه على أنفها، لتبعد يده وهى تقهقه. مر الوقت وهم يتحدثون حتى توقفت السيارة. ترجلت كيت من السيارة بينما دفع جاستن الأجرة للسائق. وقفت كيت تنظر للمكان وهى تشعر بأنها على حافة البكاء. وجدت نفسها أمام مكانها المفضل والذي صنعه جاستن خصيصًا لها.

كانت الشمس قد غربت، ليقوم جاستن بإنارة المكان. أبتسمت كيت لرؤية ذلك المنظر المحبب لقلبها. أقترب منها جاستن ثم قال:
«لقد أعتدت المجئ هنا مؤخرًا فقط لأتذكركِ وأعيد التفكير فيما فعلت.»
تنفست كيت بصعوبة وهى تنظر له. أمسك جاستن بيدها ثم تقدم ليصعد لأعلى قلعتهم كما أعتادا أن يسميها. جلست كيت على أحد الوسائد الكبيرة، ليجلس بجانبها جاستن. ظل جاستن يتأملها بصمت، لتنظر له كيت بحُزن قائلة:
«ماذا هناك؟»
همست بضعف، ليتنهد وهو يخبرها:
«أتأملكِ للمرة الأخيرة كيت.»
نظر بعيدًا للسماء، ليتركها تغرق فى دوامة أفكارها اللامتناهية دون أن تفهم ما يقوله أو ماذا يعنى بذلك؟...

Continue Reading

You'll Also Like

46.8K 2.5K 200
يتمحور عن تحليل شخصية مواليد برج الجوزاء....
110K 11.7K 20
- مكتملة - -لا أعلمُ ماذا كنتَ ستفعل إن لم أظهر في حياتك ماتسودايرا.. -لو أعطاني أحد خمسة ين بعد كل مرة تقولينها لأصبحتُ في غنى بيل غيتس! °°°° هي:...
552 71 13
فائزة بمسابقة اسوة بأفضل رواية لعام ٢٠٢٠. عن جارية أحضرها قائد الجيش هدية لملكته، فإذا بها تكون حفرة تجره مع مملكته نحو الضياع.