انتقلت ريم وأمها للعيش مع لؤي وزوجته كان لهم طفلان الصبي مازن في العاشرة والفتاة مرام في الثامنة من عمرهما
وكانا الطفلان سعيديين بعمتهما ريم لأنهما يحبانها كثيرا هي وجدتهما
عكس أمهم التي تشعر بالضيق من وجودهم معها
مرت الأيام وريم تحاول التأقلم مع الوضع
وتشغل نفسها بالمرح مع اولاد اخيها
ولكن ازعاجات زوجة أخيها مستمرة ..وهي تحاول ان تثير اعصابها بكل تصرفاتها
وفي أحد الأيام قررت الذهاب لوالديها وانها ستعود قبل المساء ..لتقول قبل ذهابها:
بالمناسبة ريم اننا لا نملك طعام للطهي اليوم لهذا عليك ان تتصلي بلؤي وتخبريه ان يشتري من المطعم
سلام الأن ...واخذت اولادها وذهبت
وحين عاد لؤي كان يشعر بالتعب الشديد والجوع ايضا فنادى زوجته ثم تذكر انها عند والديها
لينادي ريم التي كانت في غرفتها ..فنزلت بسرعة وقالت: نعم اخي هل عدت؟
لؤي: نعم وانا جائع كثيرا ..اين هو الغداء؟
ريم: في الواقع لؤي ان زوجتك اخبرتني انك ستطلب لنا من المطعم اليوم
فرفع حاجبه بستنكار وقال: مالذي تقوليه ريم ..هل تقصدين ان علي الأنتظار حتى مجيى مندوب المطعم؟ لماذا لم تقومي بطهي شيء لنا؟
وكذالك أمي ذهبت لمنزل تامر وزوجتي والأولاد ايضا الم تستطيعي تدبر طعام لشخصين فقط؟
فقالت بغضب: ولماذا قد تغضب؟ زوجتك هي التي اخبرتني انكم لا تملكون الطعام وسنطلب من المطعم
فصاح فيها بغضب: والم تستطيعي ان تتأكدي بنفسك وتطهي لنا شيئا؟ ولكن لا ألومك امي هي السبب دللتك كثيرا ولم تعلمك الطهو حتى ..وانا الذي افكر بتزويجك
استمعي ريم كعقاب لك انا سأذهب لأتناول طعامي في المطعم ولكن انتي سأتركك لتتدبري نفسك
دخلت ريم المطبخ بعد ذهاب اخيها وفتحت الثلاجة لتجد كل اصناف الطعام ..فشعرت بالغضب من زوجة اخيها وتوعدت بتلقينها درسآ
كان لتامر ابن واحد في السابعة من عمره وهو مشاكس جدآ وجدته لا تعجبها تصرفاته الطائشة بينما أمها تدلله كثيرا وتترك له الحرية الكاملة
فعاد من المدرسة وثيابه متسخة وشعره مبعثر وبعض العلامات على وجهه
فستقبلته امه بخوف وقالت: صغيري ماذا حصل لك؟
ميرو: لقد تشاجرت في المدرسة ..ولكن لا تقلقي أمي لقد ظربته بقوة لن يعود الى المدرسة غدا واذا فعل سظربه مجددا
فقالت امه وهي تمسح وجهه وترتب شعره: نعم حبيبي لا تدع احد يتعدى عليك ابدا
فتقدمت جدته وقالت: اهذا ماتعلميه لأبنك ..بدل ان تقولي له ابتعد عن المشاكل ولا تتقاتل مجددا
فنهظت وقالت: خالتي ..انا اعرف كيف اتصرف مع ابني
قالت له: لا تستمع لأمك وتوقف عن اختلاق المشاكل هل تفهمني حبيبي ميرو؟ كي لا تتأذى
ميرو بغضب: جدتي هذا سيجعل الجميع يضربني ولن استطيع الدفاع عن نفسي
فقالت امه: لا تستمع اليها بني اذهب الى الحمام وغير ملابسك
خالتي ارجوكي لا تتدخلي بحياة ابني... وذهبت
عادت زوجة لؤي والأولاد في المساء وكانت ريم نائمة فلم تعلم بقدومهم
ولكن حين استيقظت في الصباح ووجدت زوجة اخيها وهي تجهز ابنائها كي يذهبوا الى المدرسة
تقدمت منها وصاحت فيها:
هل لي ان اعرف لماذا فعلتي هذا معي بالأمس؟
قالت: اولا الناس تقول صباح الخير وثانيا مالذي فعلته؟
ريم بغضب: خدعتني وقلتي ان لؤي سيحظر الطعام من المطعم ولكنك كذبتي وهل تعلمين شيئا انتي من طلبها سأجعلك تندمين
فضحكت بقوة وقالت: حقا؟ هل تتحديني ريم؟
ريم: نعم اتحداك وسأجعلك تندمين هل تفهمين ياهذه احذرك من محاولة اللعب معي مجددا
لتذهب... وتتركها وهي تفكر بطريقة ستجعل هذه القوة تختفي
تامر: عزيزتي اين هي أمي؟ لماذا لا أجدها في المنزل؟
قالت زوجته: لا اعرف حبيبي ولكن يبدو انها لم ترتاح في منزلنا هل تصدق لم تخبرني بخروجها حتى
حظرت لها الغداء لغرفتها ولكني لم اجدها هناك وحين بحثت عنها اخبرني ميرو انها اخبرته انها ذاهبة لعمه جلال
تامر بستغراب: لماذا قد تذهب امي فجئة هكذا؟
استقلت زوجة لؤي فرصة خروج ريم من البيت ودخلت الى غرفتها واخذت تبحث عن شيء يساعدها بالأنتقام منها
وبعد بحثت عثرت على صور الممثلين والمطربين وهي مخبئة في خزانتها ...فضحكت بقوة وقالت وقعتي بين يدي ريم
في المساء
بينما كانت ريم جالسة في غرفتها وتتحدث الى امها في الهاتف
ريم: امي انا لا يعجبني الوضع هنا ..لؤي يمنعني من الخروج من المنزل ولا اذهب الى لصديقتي لونا ولا يريدني ان اعود للمدرسة ..وانتي بعيدة عني
امي ارجوكي تعالي غدآ ..
الأم: حسنا حبيبتي سأفعل ..تحملي اخاكي قليلا
واذ بريم تسمع صوت لؤي وهو يناديها بغضب
ريم: الى اللقاء أمي...سأكلمك لاحقا
نزلت ريم على الدرج بسرعة وهي تقول:
ماالأمر اخي ..ماذا هناك
واذ به يصفعها بقوة بدون اي كلمة ويصيح فيها:
استمعي لي جيدا ..غدآ سيأتي رجل لخطبتك وستوافقين شأتي ام ابيتي
ولا تفكري بالتهرب او الرفض لأنني سأقضي عليكي
هل تفهمين؟ ! بصوت عالي
فقالت ببكاء ودموعها تملئ خديها: ولكن لماذا لؤي؟ ماذا فعلت؟ !
فرمى الصور في وجهها وقال: هل هذا ماتتعلميه من صديقتك؟ !
تذهبين لها من أجل هذه الأمور التافهة
لونا تلك فتاة سيئة ولن تزوريها بعد اليوم لأنني لا اثق بها ولا بأخيها وانتي لن تخرجي من المنزل ابدا
وسيأتي عريسك غدآ وستوافقين
فذهب الى غرفته وتركها في صدمة وحزن كبيرين واخذت تبكي وهي تمسك خدها من حرارة الصفعة
فنظرت زوجته نحوها وقالت: ألم اقز لك لا تتحديني ريم؟ هذا هو جزائك ...لتضحك وتلحق بزوجها
قضت ريم ليلتها وهي تبكي بحرقة ولم تنزل في الصباح لتتفطر
فجائت امها وسألت عنها اخبروها انها لازالت في غرفتها
صعدت اليها فتحت الباب لتجدها في سريرها وهي في حالة سيئة جدآ ووضح عليها انها بكت كثيرا ولم تنام جيدا
فقالت بستفسار: ريم حبيبتي ..ماذا حدث؟
فنهضت ريم من سريرها وعانقت امها وبكت فظمتها امها واخذت تهدئها حتى هدئت تماما
وبعد ان هدئت اجلستها امها وحكت لها كل شيء
واخبرتها ان اخيها لؤي سيرغمها على الزواج اليوم وهي لا تعرف من هو هذا الشخص
وحين حان وقت الغداء
طرقت زوجة لؤي الباب وقالت:
خالتي ...ريم...هيا الى الغداء
فنظرت الأم بغضب وقالت: لا نريد تناول الطعام معك
فقالت بتضاهر: خالتي لماذا تقولين ذالك؟
انا احبكما كثيرا وكذالك ريم ستخطب اليوم اليس عليها ان تأكل طعامها وتتجهز لمقابلة خاطبها
الأم: اخرجي ..هذا ليس من شأنك
فنظرت بظجر وخرجت
الأم: ريم حبيبتي انتي من حقك ان ترفضي لأنك لا تعرفين هذا الشخص ولكن اظن ان موافقتك لمصلحتك كي تتخلصي من اخوتك وزوجاتهم ..
حبيبتي اعرف انك لازلتي صغيرة ولكن انتي تعلمين ان لؤي لن يسمح لك بتكملة دراستك ولا اخذ حريتك ولكن لو تزوجتي ستشعرين بالراحة وسترتاحين من معاملتهم السيئة
ريم: ولكن امي انا اردت ان اكمل دراستي واحقق احلامي ..اردت ان اعيش حياتي كبقية البنات
فبكت امها وقالت: ربما زوجك هو من سيحقق لك ذالك ..هيا حبيبتي
فجائ لؤي ومعه الخطيب المزعوم
انتظر نزول ريم كثيرا لكنها تأخرت ...لذالك شعر بالغضب وصعد اليها
وبعد محاولات امها لأقناعها ..ارتدت ريم احد فساتينها البسيطة ولكنها رفضت وضع مساحيق التجميل لعل خاطبها يرفضها
سرحت لها امها شعرها بطريقة عفوية وشجعتها على النزول
فطرق لؤي الباب وهو يقول: ريييم ..هيييا
فخرجت بعد لحظات ونزلت معه
لتجلس على أحد الأرائك مقابلة لخاطبها
وبمجرد ان نظر لها اعجب بها بشدة وجمالها اخذ عقله
لكنها لم تنظر اليه ولم تعرف شكله حتى
بل كانت مركزة نظرها في الأرض
فقال بهدوء: الن ترفع عروستنا رأسها كي نراها؟ !
استغربت الصوت ..لا يبدو عليه انه شاب بعمرها
فرفعت عينيها لتنظر اليه
فصدمت بما رأته كما هي صدمة امها التي اعتلتها بمجرد جلوسها
كان رجلا في 50 من عمره
لم تتصوز ذالك ابدا ..ان يكون الفرق بينهما 30 عاما
لتنظر اليه بصدمة
فبتسم وقال: ماسمك؟
لكنها لم تجبه وكتفت بالنظر اليه بصدمة
ليجيب اخيها بعد ان شعر بالأحراج: ريم ..اسمها ريم
ولكنها خجولة قليلا
فضحك وقال: لابأس الفتيات دائما هكذا ..اسمك جميل ريم ..انا اسامة سعدت بمعرفتك
ربما ابدو كبيرآ في نظرك ولكن اعدك ياريم انني سأجعلك تعيشين كالأميرات ..فأنا ليس لي أحد بستثناء ابني ليث وهو ليس متواجدا دائما وانما كل فترة في دولة
لقد اخبرني لؤي كل المعلومات عنك ..ولكن الا تريدين انتي ان تعرفي عني شيء ..ولم تجبه ايضا
فرمقها لؤي بنظرة توعد
فوكزتها امها وطلبت منها ان تجيب
فقالت بهدوء: كلا ..لا اريد ..عن أذنكم
وغادرت
بعد مغادرة أسامة ودعه لؤي ووعده بأن يعطيه الأجابة قريبا
دخل الى المنزل وهو يستشيط غضبا
فصاح بأعلى صوته : ريم...مالذي فعلته اليوم؟
هل تريدين ان اقتلك ..هل تريدين الموت؟ !
فركظت امها وقالت: لؤي اهدئ بني ..هي خجلت فقط
ولم تستطع ان تتكلم معه ولكن هذا لن يتكرر
لؤي: اذا اخبري ابنتك انها ستتزوج به وعلينا ان نحدد ذالك بسرعة ..
فنزلت ريم وقالت: لست موافقة
فقال بغضب: ماذا قلتي ؟!
ريم: كما سمعت ..لست موافقة ..ولا اريد الزواج بهذا الرجل ..لن اتزوجه لو كان اخر شخص في العالم
فصاح بغضب: ريييم
تدخلت زوجته وهي تحاول ان تبدو طيبة: لؤي اهدئ عزيزي ....لماذا تتعصب عليها هكذا؟ اعطيها القليل من الوقت ..
وانتي عزيزتي ريم ..لماذا ترفضين؟ انه رجل طيب وثري ويعيش لوحده ..وسيجعلك تعيشين عيشة ولا بالأحلام ..ماذا تريدين اكثر؟
فصرخت فيها: لا تتدخلي انتي ..ابقي خارج الموضوع لأن كل ما حصل بسببك ايتها الشمطاء
فصاح فيها لؤي ورفع يده ليضربها: ريييم ..انتبهي لكلامك
الأم: لؤي...
ريم: اضربني هيا ..لماذا توقفت؟ فأنت واخوتك مجرد عبيد لزوجاتكم ..حتى ابي مات وهو غاضب منكم لأنكم لاشيء ..مجرد دمى في ايديهن
فصفعها بقوة وانهال عليها بالضرب والشتائم ..بينما امه تمسك به وتتوسله ان يتركها
فنهض وصاح فيها: ستتزوجين وبعد اسبوع ولن يحدث غير ذالك لأنك ستحبسين هنا ..هل تفهمين؟ !
فضمتها امها لتبكي بشدة وهي تقول: لماذا يا ابي لماذا تركتني معهم ..ليتك اخذتني معك
لتبكي امها علي حالها وعلى ضعفها كونها لا تستطيع الوقوف بوجه اولادها
لتقرر ان هذا الرجل هو أمل ريم الوحيد ..حتى لو كانت مرغمة او انه اكبر منها بكثير
مر الأسبوع وقد بعث اسامة بكبشة الزفاف لها وكان المهر كبيرا جدا ومختلف الهدايا الثمينة
وقضت ريم هذه الفترة في غرفتها ولم تعد تتناول الطعام الأ ان تشعر بالضعف تماما وترغمها امها على الأكل
بينما شعر رامي شقيق لونا بالحزن لأنه تمنى ان تكون ريم من نصيبه بعد ان يتخرجا
وشعرن زوجات اخوتها بالحسد والقبطة من الحياة التي ستعيش فيها ريم
وجاء يوم الزفاف حيث الكل سعيد ومستمتع بالحفل بستثنائها هي التي اظطرت صاحبة صالون التجميل الى اعادة مكياجها اكثر من مرة بسبب بكائها ويرافقنها امها ولونا بذالك
رغم انهما يشجعانها على ان هذا الحل هو الأفضل لها
فعقدت خطوبتهما وأتم الزفاف
لتودع ريم امها وصديقتها لونا بحزن كبير وعناق طويل ثم تركب سيارة زوجها وتذهب معه
بينما عينيها تراقبهما من بعيد وهي تبكي لحالها ولفراقهما
نهاية البارت
في البارت القادم
كيف ستكون حياة ريم مع زوجها؟
هل ستكون جنة كما وعدها ..ام ستكون اسوء من الحياة التي عاشتها ..
هذا ما سنعرفه