...لا اصدق انه ذلك الشخص الثرثار الفضولي..ماذا اتي به الي هنا ؟؟ وكيف عرف بيتي ومن اين يعرفني ؟؟.. ماهذه التساؤلات..لأستيقظ من تساؤلاتي علي صوت جدتي
-ايه يابنتي فين العصير؟.. معلش ياجماعة هي متوترة بس
....خرجت مني ابتسامة باردة سخيفة دون قصد..واتجهت للمطبخ حتي احضر العصير المعروف انها رسميات يجب ان تتم...
قدمته لهم وجلست في صمت حتي خرج صوت رجولي كبير..يبدوا ان والده قرر التحدث
-احنا والله جينا عشان الشباب يتعرفوا علي بعض وكده
....ولقد استمر بالكلام المعروف الذي يقال في تلك المناسبات حتي يتوقف ويقول...
-مش نسيب الولاد لوحدهم شوية
فخرج صوت جدتي موافقنا علي تركنا بمفردنا
-اه طبعا يااستاذ فتحي
وذهبوا الي الغرفة الاخرى
....انا حقا لا اريد التحدث مع ذلك الفضولي
عم الصمت قليلا حتي قرر هو ان يكسر ذلك الصمت
-انا حازم... اتقابلنا النهاردة في الكلية
انا الصراحة خريج هندسة قسم ديكور وشغال علي فكرة
ودخلت الكلية عشان كان في محاضرة تبع الشغل فكنت بحضرها
....نظرت اليه بملل وعدم مبالاة
- كنت ماشي فلفتّي نظري جدا فقربت شوية كنتي بتكتبي فقرأت غصب عني انا مكنتش اعرفك..علي فكرة انا اعجبت بيكي جدا رغم رخمتك معلش يعني انا صريح حبتين
....فخرجت الضحكة غصب عني من اسلوب كلامه..يعني مش كفاية انه فضولي لا ودبش "دي لعنة اكيد"
- ومشيت وراكي واتفاجأت انك جارتي اللي طلع بابايا كلم جدتها من ورايا عشان اشوفها وكده...انا حابب اكون معاكي وا....
....اوقفت كلامه تلقائيا دون حتي التفكير في الكلام
-معلش انا هتكلم بصراحة انا مش بفكر في الارتباط او الجواز انا عايزة اكون لوحدي انا بقولك اهو انا شخصية محدش هيقدر يتحملها ومعنديش حاجة اقدمهالك..ربنا يكرمك بحد يستاهلك
-طب هطلب منك طلب؟
....بدون مبالاه مني.. اتفضل!
-هسرق منك 10 يوم وبعدهم لو قولتيلي اختفي انا هختفي فعلا من حياتك للأبد
....ضحكت لمرة ثانية غصب عني
-انا مش فاضية للكلام ده
-انتي مش هتخسري حاجة بعد 10 يوم زي ماقولتلك..ولو مش حبه تكملي انا هختفي
....صمتت ونظرت اليه بحيرة
اطال النظر لي قائلا
-ارجوكي وافقي
اصراره علي موافقتي زاد من حيرتي لا استطيع التفكير جيدا الان
-انت بتعمل ليه كده؟!
-ياستي انا حر وافقي وهجاوبك بعدها علي كل اسئلتك
....يالله..لماذا ارسلت الي ذلك الشخص في ذلك التوقيت... اصراره يجعلني في بحر من الحيرة والتساؤلات
-ها قولتي ايه
-موافقة.. بس بعدها انا مش عايزة اشوفك تاني
-موافق
....انتهي المجلس وذهب الجميع بعد ان اخبرهم حازم انه سوف يتم تأجيل الأمر قليلا..وتفهم والده وجدتي ذلك..وانا ذهبت كالعادة الي غرفتي ..ولكن هذه المرة بداخلي الكثير من التساؤلات
....استيقظت كالعادة كي اذهب للكلية لا اعلم حقا لماذا اذهب الي هناك..لا اجد اجابة حقا..افتح الباب للخروج حتي اجد رسالة امام الباب مكتوب عليها..(اليوم الاول)
....حقا انه شخص مجنون وكنت سوف اقطعها حتي اوقفني سقوط نظري علي جملة تحت العنوان المكتوب علي الظرف"ممكن تقرائيها ومترمهاش وخليكي لمرة واحده قد كلمتك"
....من اين علم انني كنت انوي التخلص منها..حسنا لنري ماذا بها
( قابليني عند باب الكلية الساعة 12 موافقتك امبارح يعني ان 10 يوم دول ملكي وهتنفذي... )
....ابتسمت علي ذلك الاصرار الغريب الذي اعلم انه لن يغير اي شئ وذهبت الي الجامعة وقررت ان اتجاهل هذه الرسالة لأنظر في الساعة لاجدها 12 ونصف..لقد ذهب اكيد..قد تأكد انه احمق وانه يضيع الوقت حتي يوقفني عن التفكير.... صوت....
-انتي مش قد كلمتك علي فكرة
تفاجأت بشده خرج الكلام متقطع مني
-يالله انت عايز مني اي بجد؟!
.... مسك يدي وتكلم وهو يمشي مسرعا..هل هو مجنون حقا!
-انتي وافقتي يبقى تستحملي.. فاهمه.. ومش عايز اسمع اي كلمة فيها اعتراض
....لماذا لا استطيع الرد هل فقدت النطق..احقا ادخلني في السيارة
-بتحبي تسمعي اغاني ايه؟
-مش بسمع
-خلاص هشغل حاجهة علي زوقي
....شغل اغنية لأم كلثوم ( ودارت الايام )
-من اين علمت اني احب الاستماع لهذه الاغنية؟!!
....صمت قليلا
-انت موديني فين؟!
-في اي داهية
....لقد ضحكت للمرة الثالثه دون قصد...
-ماذا يحدث..انا لا امزح!
- ياستي مفاجأة...
وبعدين انتي ليكي 3 اسئلة بس في اليوم اللي هسمحلك بيهم.... ففكري كويس
-انت موديني فين؟
-هو انا هاقولهالك كل دقيقة!!... وبعدين انتي كده ضيعتي اول سؤال
-بس انت مجاوبتش!
-لا جاوبت وقولت في اي داهية
....صمت في تبرم علي عدم افصاحه الي اين نحن ذاهبين حتي سقط نظري علي الطريق قليلا... المقطم!! ..لم اذهب الي هنا الا مرة واحدة
-وصلنا
- ماهذا المجنون.. نحن عند منطقة عاليه لا يوجد بها احد حتي هل...هل ماافكر به؟!؟!... لالالا يجب ان اهرب من هنا لا يجب ان اظهر هذا الذعر
-بلاش تفكيرك يروح لبعيد وحياة اهلك
-انت جايبني هنا ليه ؟
-الغروب فاضل عليه ساعة ده اولا. . ثانيا اخترت حتة مفهاش حد عشان نصرخ براحتنا
-نصرخ؟!
- لما ببقي متضايق او مخنوق باجي هنا وبفضل اعلي صوتي براحتي واتكلم بصوت عالي واطلع كل الشحنة اللي عندي
....نظرت اليه في ذهول..هل حقا سوف يجعلني ذلك افضل
-لالالا... كفي هراء يجب ان اذهب
..انا ماشية انت شخص مريض اصل ....
....لم اكمل الجملة حتي وجدته يجذب يدي للمرة الثانية وقربني اكثرعلي الجبل
-اصرخي وطلعي كل اللي انتي شايلاه... زيي كده
....بدأ يصرخ ويتحدث بصوت عالي غير مفهوم
-انا هروح اجيب حاجة من العربية واجي
....اعلم انه فعل ذلك حتي اكون علي راحتي اكثر
بدأت انظر لذلك الفضاء وبدأت اصرخ واتحدث بصوت عالي..."وحشتوني ليه سيبتوني هنا لوحدي ليه...."...ولم اشعر بأي شئ... لم اشعر بقدمي فسقطت علي الارض ولقد غرقت في دموعي
وبعد مرور بعض من الوقت لقد أتي وتحدث بصوت هادئ
- حاسة انك بقيتي احسن ؟
....نظرت اليه في شرود... انا حقا اخرجت بذلك الصراخ جزء كبير من طاقتي السلبية التي امتلكتني منذ ذلك اليوم
-انت بتعمل معايا لية كده وعرفت منين ان ده ممكن يفيدني؟
-هعتبر ان ده السؤال التاني بس ممكن نأجله شوية لحد ماناكل عشان جعان جدا وجايب اكل في العربية لينا احنا الاتنين والغروب بدأ كمان
....ابتسمت من بين دموعي علي اسلوب كلامه وابتسامته التي اعطتني جزئا من الراحة..وجدته يضع علي الارض ملاءة بسيطة
-هو انا هفرش لوحدي..... دانتي صعبة اوي بجد
....نهضت وساعدته واكلنا..حقا نسيت لفترة مذاق الطعام ولكن المكان والهدوء ومنظر الغروب المذهل..يالله علي هذا الجمال..تنهض الشمس في الشروق لتنام في الغروب..لا اعتقد انني سوف انسي ذلك اليوم
انتهنا وعودنا الي السيارة مرة اخري لم تحدث احد منا للاخر طوال الطريق او انا من لم تعطيه فرصه لذلك اعتقد انه حاول التحدث ولكني لم اعره أي اهتمام حتي وصلنا امام العمارة
نظري الي وتعلي وجهه ابتسامة رقيقه ثم قال
- خدي بالك من نفسك اول يوم عدي اهو
....نظرت الية بهدوء..... وبعدم مبالاة قليلا
-شكرا
-لو دي شكرا بتاعتك فانا مش عايزها
....وابتسم بسخرية والقي التحية وغادر..اصبحت تخرج الضحكة تلقائيا في وجوده.. صعدت ودخلت البيت ، القيت التحية علي جدتي ودخلت غرفتي وارتميت علي ذلك السرير تذكرت ماحدث اليوم ولكن ذلك اليوم لا يستطيع ان يمحي الم الماضي المميت اغمضت عيني لينتهي ذلك اليوم بكل ما فيه
...."-حياااة بنتي اخرجي من العربيه حالا ، افتحي الباب ، نطي
-لا مش هسيبكم لا
-اسمعي الكلام مفيش وقت كلنا هنعمل كده -حااضر حاضر
-انا حاولت انقذهم لكن....البقاءلله....
-لا لا لاااااا.........."