السلام عليكم...
مع السلامه.
—————
دَخلتُ الصّفَ لأوّلِ مَرّةٍ بَعدَ شَهرينِ مِن تِلكَ الحدِثَةِ التي حَطمَت كَياني مُجاوِراً لي صَديقي جيمين بينَما توَجهَت
كُل انظارِ الصّفِ لي.
لَم يَكُن احدٌ مُهتَماً فِعلاً لِرُجوعي غَيرَ اصدِقائي...
" جونغكوكاه !! ماللذي كُنتَ تَفعَلهُ بَعيداً عَنّا ! لَقد إشتاقَ حَبيبُكَ لَك جِداً ! "
قالَ تايهيونغ بينَما يَحتَضِنُني بِقوّة ويُغيظُني بِحَديثِه.
" ابعِد لَعنَتكَ عَنه...لَا بُدّ مِن انهُ قَد واجَه الكَثيرَ خِلالَ هذهِ الشّهرين ! "
تَحدّثَ نامجون مُقتَرِباً مِنا هِوَ الاخر بينَما يُمسِكُ كِتاباً بينَ يَديهِ يُطالِعه ولا يُبعِدُ عَينيهِ عَنه
ولَكِنهُ زامَنَ حَديثَهُ بِنَظرَةٍ خاطِفَةٍ نَحوي.
" إذهبوا الى أماكِنِكُم انتُم تُحدِثونَ ضَجّةً كَبيرَة !! "
تَنهَد جيمين وارفَق جُملَته مَعها بينَما يَدفعُ الإثنانَ نَحوَ اماكِنِهِما.
جَلستُ فَوقَ الكُرسيّ الحَديدي الخاصِ بي...لَقد كُنتُ ادخُل دوماً الى هذا الفَصلِ سَعيداً وَلكِن ماللذي يَحدُث الأن ؟!
" يارِفاق...انا ذاهِبٌ الى دَورَةِ المِياهِ قَليلاً "
هَمستُ لهُم بينَما كُنتُ قد وَقفتُ بالفِعل ولم أنتَظِر رَداً مِنهم.
حالَما خَرجتُ مِنَ الفَصل اصبَحتُ اركُضُ نَحوَ دَورَةِ المِياه ، وعِندَ وصولي إقفَلتُ البابَ وجَلستُ ارضاً احَدِقُ في لا شيء.
أحِسُ بأنني فَقدتُ نَفسي...لَم اعد أعرِفُ شيئا !
اصبَحتُ في حالَةِ تَسائُلٍ دائِمة عَن طَعمِ سَعادَةِ امتِلاكِ النّعَمِ التي كانَت لَدي قَبلَ مَعرِفَةِ جون.
انا اتسائَل واتَسائَل كيفَ حَدثَ هذا كُله...كيفَ وقعتُ في الحُب ؟
كيفَ امتَلكتُ شَجاعَةَ الإعتِراف ؟ كَيفَ تَجرأتُ على ان ابكي بِسَببِ فَتاةٍ ما ؟؟!!
ولِماذا انا مُحتارٌ لا أستَطيعُ ان اجيبَ على نَفسي ؟
لَقد فَقدتُ كَياني !!
امسَكتُ بِهاتِفي واصبَحتُ احدِقُ في مُحادَثاتِنا القَديمه ، لَكِنّ صوتاً اعادَني الى الحاضِر..
" تَذكُرها والبُكاءُ عليها لَن يُفيدَك "
تَحدثَ جيمين بينَما يَتكِئُ على البابِ الخاصِ بِدورَةِ المِياهِ التي انا فيها.
" اخرُج وعِش حاضِرَك ، المَاضي لَن يَزيدَكَ الا الماً ! "
قالَ بِصوتٍ هادئٍ زادَني شَفقَةً على نَفسي...
لِماذا هُوَ يَحفَظُني بِهَذهِ الطّريقَةِ ؟؟
فَتحتُ الباب فوراً وخَرجتُ لأقِفَ بِجانِبه...
" تَشَجّع يا ايّها الصّغير...ما أنا إلا صَديقٌ يَنصَح...انتَ مَن سَتقومُ بِكُلّ العَمل في نِسيانِها "
عدتُ لِلجلوسِ بينَهُم والضّحِكِ مَعهُم وقَد ساعَدني ذَلِكَ على الإلتِهاء عَن افكاري قَليلاً.
ولَكِنني لَم انسى ان أُرسِلَ لها رِسالَةً رُغمَ الحَظرِ الذي وضعتْهُ على حِسابي.
" تِلكَ المُحادَثاتُ التي كانَت تَدومُ لِساعاتٍ طَويله ، والرّسائِلُ الصادِقَةُ
عِندَما تَرُج مِنَ القَلب لِتَصِلَ الى القَلبِ دونَ اي تَكلّف
أن يأتيكَ الرّدُ بِشَكلٍ اسرَع مِن ما كُنتَ تَتوَقع كأنّ الأخرَ يَنتَظِرُ تِلكَ الرّسالَةَ بالدّقيقَةِ والثانِيَة ، التّخاطُر
الروحي عِندَما يَحدُث ان تَفعلا ذاتَ الأمر في نَفسِ الوَقت دونَ اي مَوعِدٍ مُسبَق ،
الرّاحَةُ التي كُنتُ اشعُر بِها عِندَما ألقي كُلّ هُمومي التي أثقَلت كَتِفيّ في تِلكَ المُحادَثةِ البَسيطه
الإهتِمامُ حتى في أدّقِ التّفاصيلِ واصغَرِها ، شُعورُ المُكالَمةِ الاولى الذي لا يُنسى ، رَجفَةُ قَلبي
لِنَبرَةِ صَوتِكِ ، كُلّ شيءٍ كانَ يَحدُثُ بِطَريقَةٍ عَفويّةٍ صافِيَةٍ بريئَة ، لَم
اكُن اعلَمُ بأنّ هَذهِ المَشاعِرَ سَتتحَوّلُ الى نَدباتٍ على وَجهِ قَلبي ، لِثُقوبٍ تُهَشّمُ مَلامِحَ روحي ، هَل قَطعنا كُل
ذَلِكَ الطَريقَ مَعاً...لِنُصبِحَ غُرباء ؟ "
***
JOON POV ;
مَرّت خَمسَةُ اشهُرٍ الآن مُنذُ اخِرِ مَرةٍ رأيتُ او حَدثتُ جونغكوك فيها...
إنتهى الفَصلُ الدّراسي لأوّل مِن هَذهِ السّنةِ بِسَلام وقَد وَجدتُ نَفسي مُقبِلةً على فَصلٍ دِراسيّ اخير حتى أتخَرج.
لَقد اصبَحتُ بينَ العَديدِ مِنَ الاقارِبِ والاصدِقاء يَتِمُ سُؤالي عَن تَخصصّي لَكِنني لَم أفكِر في الموضوعِ كَثيراً حتى...
انا اعلَمُ ايّ قِسمٍ سأختار بالفِعل !
أظّن بأنّ امرَ فُقدانَ جونغكوك الشّخصَ الوَحيدَ الذي لطالَما كُنت احكي لَهُ احداثَ يومي جَعلني اشعُر بِالغَرابَةِ
دونَ شَخصٍ اسرُدُ لهُ احداثَ صباحي ومَسائي وظَهيرَتي لِذا بدأتُ بِكِتابَةِ هَذهِ المُذَكِرة حتى
استَطيعَ التّعود على الأمرِ دونَه ، وَلَكِنني أظُنني لا أستَطيع !
سأُواصِلُ العَملَ الجاد واجتَهِد بِدِراسَتي لأستَطيعَ حينَها ان...
ان افعَلَ شيئاً جيداً في حَياتي واحَقِقَ احلامي...ومِنها الإعتِذارُ لِجيون جونغكوك !
وحتى ذَلِكَ الحين...سأُداوِمُ على كِتابَةِ مُذَكِراتي.
-الأربِعاء ، العُنوان ؛ يومٌ حَزين -
رُغمَ تَفهُمي لِمَشاعِرِ جونغكوك إلا انني أشعُرُ بالحُزنِ اليوم بِسَببِه ، ولا حَق لي بأن اكونَ كَذلِك.
لَقد حَظرَني بِنَفسِه مِن بَرنامَجِ كاكاو تاك عِندما نَسيتُ انا فِعلها.
لَقد شَعرتُ بالكَثيرِ تِلكَ اللحظه لِذا لَم يَكُن لَديّ سِوى ان اكتُبَ رِسالَةً سَخيفَة...
رُغمَ عِلمي بأنها لَن تَصِلَهُ ابداً.
" إنها انا مُجَدداً...جون "
" انا أسِفه "
" لَم امتَلِك ذَرّةَ إحتِرام عِندَ تَركي لَك هَكذا سابِقاً في المَطعم...إعذِرني سأكونُ افضَل مُستَقبَلاً..."
يالي مِن مُثيرَةٍ لِلشَفقه...
***
خَمسَةُ اشهُر...لَم يَحدُث أيّ شيء سِوى إنخِفاضِ عَلاماتي وقِلّةِ حُضوري الى المَدرَسه
أقضي مُعظَم وَقتي في التّسَكُعِ في الشوارِع والقِيامَ بِلا شيء.
حَياتي اصبَحت فارِغَةً مُجَدداً...لاشيءَ فيها مُجدداً.
لَم املِك الكَثيرَ مِنَ المَشاعِر...لا شيءَ سِوى الفَراغ.
هَل أستَعمِلُ كَلِمَةَ فارِغ كَثيراً هَذهِ الأيام ؟ ، اجَل ولأنها تُعَبِرُ عَن حالَتي !
حاوَلتُ الصّراخ ولم أستَطِع حاوَلتُ الإستِمتاع ولَم يَنفَع ، حاوَلتُ البُكاء ولَم يَنجَح ذَلِكَ ايضاً
وحاوَلتُ الضّحِك وَلكِن لا جَدوى...ولا جدوى مِن أيّ شيءٍ اخر لأنّ نَفسَ النّتيجَةِ تُقابِلُني دوماً !
الفَشل !!
نَظرتُ الى سَقفِ غُرفَتي الداكِن بينَما اسَطِحُ جَسدي فَوقَ فِراشي الرّمادي وانا أُفَكِر :
" هَل يَجِبُ عَليّ الموتُ وَحَسب ؟ "
——
𝐓𝐇𝐄 𝐄𝐍𝐃 𝐎𝐅 𝐓𝐇𝐄 𝐏𝐀𝐑𝐓 ✨
𝐁𝐀𝐂𝐊 𝐀𝐆𝐈𝐍𝐄 𝐋𝐀𝐓𝐄𝐑 ❄️