Keep You Close 2 || JENSOO

By aarryy_y

76.3K 3K 9.1K

{{{ الجزء الثاني من رواية: Keep You Close }}} بــــ؏ــــد ان واجهت جيني شياطينها التي كانت تطاردها وتجاوزتها... More

Prologue
[1]
[2]
[3]
[4]
Extra 1
[5]
[6]
[7]
[8]
[9]
[10]
[11]
[12]
[13]
[14]
[15]
[16]
[17]
[18]
[20]
[21]
[22]
[23] - Final
[24] - Epilogue
Writer's Note
One-shot: Second Time Is A Charm

[19]

2.2K 99 284
By aarryy_y

Chapter 19









(قبل اثنا عشر ساعة)





"وبهذه الطريقة يمكننا ان نفتتح الفرع الجديد في لندن بغضون شهر يناير."

تقول احد الأعضاء المجتمعين وهي تشير الى الشاشة التي تعرض مخطط المشروع وتصميمه بــــ؏ــــد ان انتهت من شرحها.

-"جيد..سيكون من المناسب ان نقوم بالترويج في ذات الوقت."

يقول سيهون وهو جالس على كرسيه ينظر الى الشاشة ومن ثم يدير نظره الى بقية الأعضاء ينتظر رأيهم.

"نعم..اوافقك الرأي.." يقول احدهم ويوافقه البقية.

يومأ لهم بتفهم ومن ثم يدير نظره نحو جيسو التي كانت تجلس بجانبه ويراها تحدق بالفراغ.

"جيسو؟

-يبدأ بهدوء ولكن لا تنتبه عليه-

جيسو."

يكرر بنبرة اعلى لتنتبه فجأة وهي تدير نظرها نحوه.

"آ..نعم أبي.." تقول بتردد وهي تعيد انتباهها اليه.

-"كنا نتحدث بخصوص الترويج للفرع، ما رأيك؟"

تصمت جيسو لوهلة وتعقب وهي تنظر اليه والى بقية الاعضاء:

"فكرة جيدة أبي..سيكون من الجيد ان بدأنا مبكراً."

تجيبه ويومأ لها بتفهم ومن ثم يستطرد:

"اذن..هل يمكنك ان تتكفلي بعملية الترويج والافتتاحية للفرع الجديد وادارته لبعض من الوقت؟"

تصمت جيسو عند ذلك وهي تنظر اليه وكأنها تفكر وعندما يراها كذلك يكمل:

"اعلم..انه في مكان بعيد ويتوجب عليك ان تسافري والبقاء بعيداً ولذا فكري جيداً..

-يصمت قليلاً ومن ثم يعقب وهو يبتسم-

انا اخبرك بهذا لأني اعلم أن كان الامر تحت ادارتك سيتم على أكمل وجه." يقول ويمد يده ويربت على ساقها.

-"حسناً أبي.." تجيبه جيسو وهي تعيد له الابتسامة.



. . . . . . .

"أبي!"

تنادي جيسو بعلو مناسب ما ان تخرج من غرفة الاجتماع وهي تسير خلف والدها لتوقفه بــــ؏ــــد ان انتهى الاجتماع وبدأ الجميع بتجميع اشياءهم والخروج تدريجياً.

يتوقف سيهون في مكانه فوراً ويستدير لها.

"نعم عزيزتي." يقول بنبرة لطيفة وهو ينظر اليها بتساؤل.

-"هل تتذكر خبير التقنية الذي قمنا بتوظيفه لتنصيب الأجهزة الأمنية للشركة؟"

يصمت سيهون وهو يفكر ومن ثم يجيب:

"تعنين سي جي؟

نعم اتذكره؟ لمَ؟ هل هناك خطب ما؟"

-"لا..لاشيء..فقط احتاجه ليقوم بتنصيبها ايضاً للمنزل الجديد.."

يومأ لها بتفهم ويعقب:

"فهمت..ولكنني سمعت بأنه ترك العمل.."

-"حقاً؟

-تقول وهي ترتدي تعبيرا مستغرباً ويومأ لها ابيها ايجاباً لتعقب بعدها:-

هل تعلم الى اين ذهب؟ او أي شيء يصلني اليه؟" تكمل وهي تنظر اليه آملة.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

تقف جيسو بسيارتها امام احد المكتبات الخاصة وتبقى تنظر الى الواجهة للحظات ومن ثم تطفأ المحرك وتخرج.

تغلق السيارة وتتجه نحو الرصيف والى داخل المكتبة، تسير بخطوات ثابتة وهي تنظر حولها وتتخطى الناس الذين داخل المكتبة وكأنها تبحث عن شخص ما حتى تصل الى مكتب أمين الصندوق وتقف امامه.

"عذراً.." تقول بهدوء لتجذب انتباه العامل الذي يقف خلف المكتب.

-"نعم؟" يقول العامل وهو ينظر اليه بترقب.

"انا ابحث عن شخص ما..

-تبدأ والعامل يصغي اليها وفي ذات الوقت رجلاً ما خرج من بين ممرات رفوف الكتب وهو يحمل صندوق بداخله كتب قريباً منهما.-



صاحب هذه المكتبة..سي جي ..

هل هو هنا؟"

تقول جاذبة انتباه الرجل الذي كان يحمل الصندوق ليتوقف وينظر اليها.

يصمت العامل لوهلة وهو يبدو حائراً بماذا يجيبها ينظر اليها تارة وتارة أخرى الى الرجل الذي يحمل الصندوق.

يضع الرجل الصندوق جانباً ويستدير ويتقدم نحو جيسو.

"لمَ تبحثين عنه؟" يقول فجأة وهو ينضم الى حديثهم مفاجئاً جيسو.

تنظر اليه جيسو بريبة لوهلة ومن ثم الى العامل وتجيب:

"اود التحدث معه بخصوص امراً ما..اخبره اني من طرف كيم سيهون وسيعرفني."

يصمت الرجل وهو ينظر اليها ويعقب:

-"عذراً ولكن اسمحي لي بالسؤال..مَن انتي؟"

"انا ابنته..

كيم .."

-"جيسو." يكمل عنها الرجل وهو يومأ لها بتفهم.

"اخبرني مرة عنك.." يضيف بعدها وملامحه تخفي ابتسامة.

تقطب جيسو حاجبيها استغرابا وتردف:

"مم..هل انت سي جي؟"

يبتسم لها وينزع نظارته ومن ثم يستدير جزئياً ويقول عبر كتفه:

"اتبعيني."



. . . . . . .



"اذن؟ مالذي قد تود ابنة سيهون التحدث معي بشأنه؟"

يقول سي جي وهو يدخل غرفته الخاصة تتبعه جيسو ليذهب بعدها ويستدير مقابلاً إياها وهو يستند على حافة المكتب الخاص به.

-"اود منك ان تصنع نظام حماية مخصص." تقول جيسو وهي تضع يديها في جيوب معطفها.

"اعتذر منك..ولكنك قدمتي الى المكان الخطأ..انا تركت ذلك العمل منذ وقت طويل."

تصمت جيسو للحظات ومن ثم تقول:

"اعلم ذلك..هذا لا يتعلق بالعمل..انه طلب خاص من أبنة صديق قديم لك..وايضاً..عندما تسمع السبب وراء ذلك الطلب ستود مساعدتي حتماً."

يبقى سي جي صامتاً يحدق بها لوهلة ومن ثم يتنهد بقلة حيلة ويستقيم في وقفته ويتجه الى احد الرفوف المكتبية ويرفع يده الى احد الكتب ويسحبه نحوه قليلاً وعندما يفعل يخرج صوت نقرة ليقوم بعدها بسحب القاطع الخشبي الذي يسند الرفوف ليتضح انه كان يعمل كباب ايضاً ويظهر خلفه باباً آخر ابيض.

يتقدم نحو الباب الاخر ويفتحه واسعاً ويدخل وهو يشير لجيسو بأن تتبعه. تدخل جيسو الى الغرفة وتنظر حولها لترى في جهة منها عدة أجهزة حاسوب مُنصبّة وشاشات كبيرة وفي الجهة الأخرى عدة طاولات عليها فوضى من الاسلاك والقطع تبدو كورشة.

تبتسم لنفسها عندما ترى ذلك وتقول بنبرة مرحة:

"علمتُ ان ترك العمل لا يمحي المهارة.."

يدير سي جي عيناه على ذلك ويستدير مقابلاً لها ويعقب:

"تحدثي.."

تصمت جيسو وهي مستمرة بالنظر في ارجاء الغرفة لتقابله بعدها وتقول:

"في الحقيقة..اود منك صنع شيء آخر اولاً.."

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

تتوقف جيسو بسيارتها عند احد الأرصفة وتطفأ المحرك وتضع كلتا يديها على المقود وتبقى هكذا تحدق في الفراغ وتأخذ انفاساً منتظمة ومن ثم تخفض رأسها وتسنده على ذراع المقود الدائري وتبقى هكذا للحظات.

مضى وقت طويل منذ ان حضرت الى هنا..

وقت طويل جداً..

منذ اول حضور لها هنا لم تستطع حمل نفسها على المجيء مرة أخرى..

ولكن الان.. الان الامر يختلف..

الان هي بحاجة لهذا..

بحاجة للحديث معها..

ترفع رأسها وهي تطرف عدة مرات وتأخذ نفس عميق لتستجمع نفسها وتمد يدها لفتح الباب وتخرج.

تصعد الى الرصيف وتقف وهي تنظر الى الامام نحو المكان وحولها ايضاً، تأخذ نفساً عميق اخر وتبدأ بالسير في الممر الحجري بخطوات ثابتة..

تسير..

وتسير..

وتسير وتقف عندما تصل الى البوابة الحديدية وتنظر اليها والى الافتة الكبيرة التي كُتب عليها عبارة 'المقبرة'.

تأخذ نفساً اخر وتشد من قبضة يدها وتتقدم لتفتح البوابة وعندما تفعل يخرج صوت أزيز يملئ المكان..أزيز مزعج يهتك حرمة الصمت في هذا المكان.

تدخل وتستمر في سيرها وهي تتخطى القبور واحداً تلو الاخر وتستمر في الشهيق والزفير..

البرودة هنا تختلف..هنا تمتد برودة الحياة وتنتهي الاحلام..هنا تسكن الضحكات..هنا تختفي الابتسامات..

البرودة هنا تختلف وكانت تشعر بها بكل خلايا جسمها.

تتوقف عندما تصل الى وجهتها..الى محل غائبها وتستدير ببطئ مقابلة له وتبقى تحدق في الأرض مطولاً نحو قدميها لا تملك الشجاعة لرؤية القبر.

ترفع رأسها بــــ؏ــــد عدة دقائق وتنظر اليه والى شاهد القبر بالتحديد الذي نُقش عليه الاسم وتاريخ الولادة وتاريخ الوفاة ويضيق صدرها فوراً ولكنها لا تبعد نظرها عنه.

"مرحبا امي.." تبدأ بنبرة خافتة وانفاسها أصبحت متهزهزة وهي تضع يديها في جيوب معطفها.

"اعتذر لعدم قدومي لزيارتك طوال سنين.

- تقول وهي تخفض رأسها خجلة من نفسها ومن ثم تتوقف قليلاً وتكمل وهي ترفع رأسها لتنظر نحو القبر:-

ظننتُ..

-تدير رأسها نحو الجهة الأخرى لوهلة وتعيده :-

ظننتُ انكِ لن ترغبي برؤيتي..وأني لا امتلك الحق لذلك..

-تقول وتخفض رأسها مرة أخرى-

كنتُ اخشى مواجهتك.."

تصمت بعدها وتبقى هكذا للحظات ومن ثم تستطرد وهي ترفع رأسها ولكن نظرها الى الجهة الأخرى:

"لدي صديقة..

-تقول وتبتسم بضعف لثانية وكأنها تخبرها بإنجاز ما-

تدعى جيني..

-تصمت قليلاً وتنظر الى القبر  وتعقب:-

اخبرتني بأني على خطأ..وان ما كنتُ اشعر به ليس صحيح..

-تصمت مجدداً وتكمل بنبرة خافتة وهي تدير نظرها نحو الاسفل:-

وانا اصدقها..

-تقول وهي تشعر بنفسها بدأت تصبح عاطفية-

وها انا هنا.. انا هنا لأخبرك بأنه طوال هذه السنين الماضية الشيء الوحيد الذي كنت اتذكره بوضوح هو تعبير وجهك تلك الليلة..كثيراً للحد الذي انساني كيف كنتي تبدين وانتي فرحة..وانتي هادئة..

-تقول بتعابير مستنكرة وهي تهز رأسها ببطئ لتكمل بعدها-

ولكن في الامس..في الامس حلمتُ بك، ولأول مرة لم يكنْ كابوساً..

كان عن احد النزهات التي اعتدنا ان نخرج بها..

-تقول وتضحك لنفسها ضحكة قصيرة وهي تشعر بحرقة في عينيها-

وكنتِ تبتسمين..كنتِ ترتدين اشرق ابتسامة رأيتها في حياتي.

-تقول متجاهلة الدموع التي تساقطت من عينيها-

وكل ما اريدُ ان اخبرك به هو..

كم أني اشتقتُ إليك كثيراً."

تكمل وتسمح لنفسها بالبكاء وهي تحافظ على ثباتها ومن ثم تدير رأسها قليلاً وتخرج يدها لتمسح دموعها عن وجهها وتعيدها في جيبها بــــ؏ــــد ان تنتهي وتنظر الى القبر.

تبقى واقفة بسكون لبضع دقائق تحدق بتراب القبر تنظر اليه عبر اجفان متعبة غارقة في الوجع الذي اصبح يلازم قلبها..

وجع لا يزول تحاول تعويد نفسها على التأقلم معه.

وبينما هي كذلك تنحني قليلاً وهي تخرج يدها وتمدها نحو التراب وتغرس اصابعها فيه بحذر وبلطف..

"سأعودُ مجدداً..اعدك."

تقول وتسحب يدها ببطئ وهي تعدّل وقفتها وباليد الأخرى تقوم بتنظيفها من التراب وتسكن مجدداً وهي تنظر الى القبر حتى تستشعر قدوم احداً بقربها.

"لا تضيعون أي وقت، إليس كذلك؟"

تقول بتهكم وبنبرة باردة دون ان تستدير ومن ثم تفعل وترى انه جوناثان واقفاً خلفها وعلى الجانب قليلاً يرتدي بذلة رسمية ومعطف اسود طويل ويديه في جيوبه ينظر اليه بتعابير مستقيمة وبحدة.

عندما وقع نظرها عليه شعرت بالخوف والذعر في البداية، شعوراً دام للحظات وهي تتذكر مجدداً تلك الليلة ولكن هذه المرة خطف الامر في عقلها كأي ذكرى أخرى ولم يستحوذ عليها كما في الأمس.

بقت تنظر اليه وهي تشد من قبضة يديها وتشعر بشتى المشاعر تجتمع داخلها؛ الغضب، الحقد، الخوف، الاشمئزاز، الحزن والفقد ولكنها تبقى ثابتة.

"لقد تقابلنا مجدداً."

يقول جون بهدوء ولا تعلّق جيسو بشيء وفقط تحدق به بحدة.

"السيد بارك يدعوك لتناول الغداء معه ولذا سأطلبُ منك ان تأتي معي..بهدوء ودون خلق مقاومة لا داعي لها.."

-"ولمَ عليّ فعل ذلك؟"

"لاسباب عدة، أهمها..ان كنتِ تودين معرفة بعض الأمور حول امك..اموراً لا يعرفها سوى السيد بارك..ستأتين."

تقهقه جيسو بتهكم وتعقب بابتسامة باردة:

"دعني احزر..الاسباب الأخرى هي اني لا امتلك أي خياراً اخر على أي حال؟"

"من الجيد اننا نفهم بعضنا البعض."

يقول جاعلاً جيسو تنظر اليه بتعابير مستقيمة مجدداً.

"هاتفك." يضيف وهو يبسط يده نحوها.

تنظر الى يده لوهلة ومن ثم اليه وتخرج هاتفها بعدها وتمرره اليه.

"من هنا.." يقول بــــ؏ــــد ان يأخذ الهاتف ويستدير يهيم بالذهاب.

-"لمَ لم تقتلني؟" تقول جيسو فجأة جاعلة جون يتوقف في مكانه.

"تلك الليلة..لمَ لم تقتلني ايضاً؟" تضيف جيسو.

يبقى جون صامتاً للحظات وهو يتذكر تلك الليلة بتفاصيلها وكأنها حدثت بالأمس وكأنه يقف امام جيسو الطفلة مجدداً..ما زال يتذكر كيف كانت تنظر اليه وذعره وخوفه في تلك اللحظة على الرغم من انها لم تكن تستطيع رؤية وجهه.

تلك كانت جريمته الأولى بــــ؏ــــد كل شيء.

لا يستطيع ان ينكر ان جزء صغيراً في اعماقه ما زال يشعر بالخوف ولا ان يطرد ذلك الإحساس الطفيف في داخله الذي يقول له باستمرار ان نهايته ستكون على يد تلك الطفلة وانه هو نفسه ما زال تراوده الاحلام حول تلك الليلة.

"لنذهب." يقول متجاهلاً سؤال جيسو ويبدأ بالسير الى خارج المقبرة.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

تخرج جيسو من السيارة من الباب الخلفي بــــ؏ــــد ان وصلوا الى العنوان المطلوب وهي تنظر حولها ويخرج بعدها جون.

تبقى جيسو واقفة تنظر في الارجاء بريبة، المكان كان معزول و محاطاً بالاشجار وكأنه غابة تحيط في الفيلا التي امامها وبينما هي كذلك ترى جون وهو يتقدم بضع خطوات ويقف ينظر اليها لوهلة ومن ثم يستدير ويسير نحو جهة البوابة وكأنه يخبرها ان تتبعه.

تزفر نفساً قصير وتذهب خلفه.

طوال الطريق لم يزل جون نظره عنها وكأنه يراقبها حذراً من ان تفعل شيء ما وعلى الرغم من انها أبقت نظرها على الطريق الا انها كانت تشعر بنظراته عليها، ليس وكأنها كانت تنوي القيام بأي شيء.

يدخل جون الى الباحة الامامية تتبعه جيسو متخطيان الحراس والى داخل الفيلا ويقودها الى الصالة وبينما هم كذلك تلمح السيد بارك وهو واقف ظهره مقابلاً لهم ويضع يديه خلف ظهره.

عندما يخطوان الى الصالة يستدير مقابلاً لهما ما ان يشعر بوجودهما ويبتسم عندما يرى جيسو بينما جيسو تبقى محافظة على تعابير وجهها الجادة والمستقيمة.

"آنسة جيسو!"

يبدأ وهو يبسط يديه في الهواء بتشوق وينظر اليها وعندما يفعل يستدير جون ويتركهما وحدهما في الصالة ويبتعد عنهما.

"مرة أخرى..لقد اسعدتيني بقدومك مرة أخرى." يقول وهو يتقدم بضع خطوات نحو جيسو يود أخذ يدها ولكنها تبتعد الى الوراء فوراً وتنظر اليه بحدة محذرة.

"ماذا تريد؟" تقول جيسو بملامح يبطنها الغضب.

يبقى جانغ ساكناً على نفس تعبيره المبتسم لوهلة يصطنع التعجب ومن ثم يعدّل وقفته ويرتدي تعبيراً بريء.

"محادثة صغيرة..اود ان نحظى بمحادثة صغيرة فقط."



. . . . . .



ينزل هاتشيول من السيارة بــــ؏ــــد ان اخذ التقارير من على المقعد المرافق ليسلّمها الى جون كما طلب منه ماثيو وهو ان يتصرف بطبيعية ويستمر بعمله ويستمر في التظاهر بأنه يتعقبه في الوقت الحالي.

يستمر بالسير حتى يصل الى البوابة ويدخله الحراس بــــ؏ــــد ان اخبرهم بالسبب وراء قدومه واراهم التقارير ويدخل الى الفيلا وبينما هو يسير بخطوات ثابتة يلمح السيد بارك ومعه فتاة تمكن من تمييزها بــــ؏ــــد لحظات وكانوا في طريقهم الى احد الغرف.

كانت كيم جيسو، الفتاة التي سبق وان طلب منه ماثيو ومعه رفاقه قبل ان يموتوا بأن يتحروا عنها.

يتوقف في مكانه وهو ينظر اليهم بريبة ومن ثم يخرج هاتفه وهو يشعر بأن عليه ان يعلم ماثيو بهذا.

"هاتشيول." ينادي عليه جون فجأة وهو قادماً باتجاهه قبل ان يتمكن من ارسال الرسالة جاعلاً إياه يتوقف وهو يرفع رأسه متفاجأ.

"مالذي تفعله هنا؟" يضيف جون عندما يصبح قريباً من هاتشيول.

-"آآ..التقارير..

-يبدأ بتردد وهو يرفع التقارير امام جون ويخفض هاتفه.-

انا هنا لتسليم التقارير حول مجريات العمل للأسبوع الماضي."

يحدق به جون لوهلة ومن ثم يأخذ التقارير ويفتح احداها ، ينظر اليه قليلاً وهو يتصفحه ومن ثم ينظر الى هاتشيول ويغلق التقرير.

"حسناً..تعال معي." يقول جون ويستدير بعدها ويبدأ بالسير ذاهباً الى مكتبه الخاص.

يبقى هاتشيول ساكناً لوهلة وهو ينظر الى الغرفة التي دخلا بها جيسو والسيد بارك ومن ثم يتبع جون.



. . . . . .



"هل ترين هذه؟"

يقول جانغ بــــ؏ــــد بضع دقائق من دخولهم الغرفة وهو يشير الى احد اللوحات الي تظهر صورة فنية للوجه.

تنظر اليها جيسو وتحدق بها باستغراب وبريبة. الغرفة كانت عبارة عن معرض فني، على جدرانها لوحات عدة ياحجام مختلفة وبعضها موضوعة على مسند خشبي وجميعها رسمات لشخص واحد.

"هكذا كانت تبدو عندما التقيتها لأول مرة." يضيف جاعلاً استغرابها يزداد.

"هل استطعتي التعرّف عليها؟" يقول ويسكن لوهلة ومن ثم يستدير وهو ينظر الى جيسو.

"بالطبع ستفعلين..هذه والدتك في النهاية.." يكمل وهو يبتسم.

-"مالذي تحاول الوصول اليه؟" تقول جيسو بانزعاج شديد.

يصمت جانغ قليلاً ويجيب:

"اخبرتك بأنك كنتِ تبدين مألوفة جداً عندما رأيتك وانك تشبهين صديقة قديمة لي..وعندما سألتني عن مكانها انتابني شعوراً قوياً في البحث عنها ويا لمحاسن الصدف، اتضح انكِ ابنتها في الحقيقة.

-يقول وهو يبتسم وينظر الى الجهة الاخرى يبدو متأثراً-

ولكن للأسف..اتضح انها متوفية..

-يقول بنبرة ثابتة وبتعبير حزين ويصمت لوهلة ومن ثم يبدّل تعابير وجهه بسرعة ويبتسم وهو يرفع نظره نحو جيسو-

ولذا ولكوني كنت صديق مقرب منها..شعرتُ انه من الواجب عليّ ان اخبرك عن امك وعن الكثير من الأشياء التي لم تكوني تعرفين عنها."

يقول ويبدأ بعدها بالتقدم بضع خطوات حتى يقف امام لوحة أخرى ويشرح لها لمَ رسمها وكيف وفي كل هذا كانت جيسو فقط تنظر بتعابير جادة وبصمت.



. . . . . . .



"مالذي تقول انهم كانوا في طريقهم نحو المستودع؟"

يقول جون وهو جالساً في مكتبه وفي يديه احد التقارير، ينظر الى هاتشيول الواقف امامه.

-"لا..لا اعلم..عندما تم اعلامنا من قبل الرجال هرعنا جميعاً لاخلاء المستودع ولكن قبل ان يكمل الاخلاء وصلنا خبر انهم توقفوا فجأة وعادوا ادراجهم."

يقول جاعلاً جون يخفض نظره وهو يفكر بريبة.

"كيف كانوا يبدون؟" يضيف جون وهو يعيد نظره الى هاتشيول.

-"كانوا يرتدون بذلات رسمية سوداء وفي أذنهم سماعة لاسلكية، تماماً كرجال الأمن المتخصصين."

"هل اخبرت ماثيو بهذا؟"

-"لا..ليس بــــ؏ــــد..ارتأيت ان اخبرك بهذا اولاً."

يكذب هاتشيول ويومأ له جون بتفهم حيث انه في الامس ما ان علم بهذا اتصل بماثيو فوراً اخبره والذي بدوره فهم مَن الشخص الذي وراء أولئك الرجال، جيسو غالباً.

"جيد..لم يتضرر جزء من البضاعة إليس كذلك؟" يقول جون بتساؤل.

-"لا لا..لقد حافظنا عليها جيداً."



. . . . . . .



"هذه كانت زهرة والدتك المفضلة..اعتادت ان تشتريها كثيراً وتضعها في غرفتها."

يقول جانغ بــــ؏ــــد ان انتهوا من اللوحات واخذها الى بيت النبات الزجاجي الملحق.

"زهرة الأقحوان..انا متأكد انك قد رأيتها لديها ايضاً."

يقول ولا تستطيع جيسو ان تكذبه، والدتها كانت بالفعل تحب هذه الزهرة.

"بالطبع اعتادت ان تجميع العديد من الزهور ليست هذه فقط ولكنها لسبب بما..هذه كانت المفضلة لديها.."

يقول وينحني قليلاً ليشم الزهرة ويبتسم وهو يفعل ومن ثم يستقيم في وقفته ليعقب بعدها وهو يبسط يديه باتجاهين متعاكسين:

"هل ترين كل هذا؟

انا ابقيته جميعاً وحافظت عليه فقط لأنه كان يرتبط بوالدتك بشكل او بآخر..

-يصمت لوهلة ويكمل وهو يتقدم قليلاً نحو جيسو:-

كل لوحة كانت محاولة مني للحفاظ على ذكرياتي حولها..حتى لا انساها..

كل هذا فقط لما تحمله من قيمة كبيرة لدي.

-يصمت مجدداً ويردف:-

وكونني التقيت بــــ؏ــــد عدة سنين من ابنتها، لابد من وجود حكمة خلف ذلك."

يكمل ويبتسم وهو يمد يده نحو الباب إشارة منه لأن يخرجوا.

"حان وقت الغداء." يضيف عندما تبقى جيسو ساكنة.

تبقى جيسو تحدق به لوهلة ومن ثم تتنهد وتستدير خارجة.

. . . . . . .

يخرج هاتشيول من الغرفة وهو يسير بخطوات متسارعة وخلفه جون وبينما هم كذلك يتوقفان في مكانهما عندما يلمحان امامهما جيسو والسيد بارك وهما يصعدان السلّم نحو الطابق الثاني.

"عد الى المستودع واخبرني فوراً ان حدث شيئا ما." يقول جون دون ان يرفع نظره عنهما ويبدأ بالسير ذاهباً خلفهما.

يبقى هاتشيول ساكناً للحظة ومن ثم يستدير بسرعة ويسير بخطوات متسارعة وهو يخرج هاتفه ويكتب رسالته الى ماثيو.

. . . . . .

كان ماثيو يجلس جلسة القرفصاء على جانب السرير وهو يدفع صندوق ورقي الى تحت السرير بــــ؏ــــد ان انتهى من اضافة ملف ما الى بقية ملفات اخرى وينهض بعدها ويعيد ترتيب السرير ويلقي نظرة على امه ويجدها ما زالت تحدق الى الخارج عبر النافذة.

"هل تحبين هذه المناظر الى هذه الدرجة؟" يقول ماثيو وهو يتقدم نحوها ليجلس امامها بجانب النافذة.

-"حتى يأتي ماثيو..لا يوجد غيرها يستحق النظر اليه." تقول بهدوء كاسبة ضحكة خافتة من ماثيو.

-"هممم..ما رأيك بالنظر الي؟" يقول بنبرة مرحة وهو يصطنع تعبير متسائل.

تدير نظرها نحوه وتنظر اليه بتجهم وتعيد نظرها الى النافذة.

"انت لست هو."

-"حسناً..ولكن اظننا قد اتفقنا على ان نصبح رفقة حتى يأتي ماثيو." يقول وهو يدّعي الحزن.

"ولكنه تأخر.."

تقول ويبقى صامتاً بعدها وهو لا يعرف ماذا يقول ويتألم لرؤيتها هكذا.

"إليك هذه الفكرة..

-يبدأ بحماس وهو ينهض جاذباً انتباهها-

ما رأيك في المرة القادمة ان نخرج انا وانتي ونتجول في تلك الحديقة..وهكذا يمكنك ان تنظري اليها وتستنشقي هواءها ايضاً."

يقول وهو ينظر اليها ويبتسم وتبتسم بدورها ايضاً على الفكرة وبينما هو كذلك يهتز هاتفه لوصول اشعاراً ما.

يخرجه ويفتحه ليرى الاشعار ويرى انها رسالة من هاتشيول يخبره بها ان جون قد جلب جيسو الى فيلا السيد بارك وهما الان يتجهان الى مكاناً في الطابق العلوي.

تستقيم تعابير ماثيو فوراً ويتصل بهاتشيول وهو يخرج من الغرفة.

"هاتشيول!

هل ما زلت هناك؟" يقول ماثيو ما ان يفتح هاتشيول الخط وهو يسير على عجلة خارجاً من المبنى.

[لقد خرجت لتوّي..لم استطع فعل شيء..المكان مشدد الحراسة]

"هل استطعت معرفة الى اين اخذها؟" يقول ماثيو وهو يخرج من المبنى ويتجه الى سيارته.

[لـ..لا لم استطع.]

يجيبه بتردد ويغلق الخط بعدها ماثيو بسرعة وهو يصك على اسنانه بانزعاج شديد ويصعد في السيارة

. . . . . .

كانت جيسو تتبع جانغ وهي تسير بخطوات ثابتة وحذرة وتنظر حولها بريبة حتى دخلوا الى ممر فيه ثلاثة رجال يقفون امام باب كبير المزدوجة والذين يبتعدون عنه عندما يقترب منه جانغ ويفتح الباب ليدخل وتدخل وراءه جيسو وتبدأ تنظر حولها.

كانت غرفة كبيرة واسعة على الطراز الملكي ومؤثثة باثاث على الطراز الكلاسيكي، تحتوي عدة مناطق جلوس وعلى جهتها اليسرى كانت تُفتح على غرفة أخرى اصغر بابها مفتوحاً مسبقاً في وسطها طاولة طعام طويلة مجهزة.

يقف جانغ ويمد يده نحو الغرفة الأخرى التي تحتوي طاولة طعام لتبدأ بالسير نحوها وبينما هي كذلك تسمع صوت فتح الباب من خلفها، تدير رأسها جزئياً وترى انه جون قد دخل واغلق الباب خلفه وبقى هناك واقفاً.

عندما تصبح جيسو في وسط الغرفة تقف وتنظر حولها مجدداً وتسمع بعدها جانغ وهو يقوم بغلق الباب خلفهما ويتقدم بعدها يحاول أخذ معطفها من باب الأتيكيت ولكنها تبتعد عنه فوراً وهي ترفع يدها بالهواء إشارة منها ان يمتنع عن ذلك وتقوم بخلعه هي.

في البداية يبقى جانغ متفاجئ لوهلة ومن ثم يبتسم ويومأ لها بتفهم ويمد نحو الطاولة.

"هلا تفضلتي؟"

يقول وتقوم بعدها جيسو بتعليق معطفها حول رأس الكرسي وتجلس بعدها دون ان تنطق بكلمة.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

"اعلم انك ما زلتي متفاجئة...ولكن الا تظنين ان بقاءك صامتة هكذا غريب بعض الشيء؟"

يقول بنبرة مرحة وهو يمسح زاوية فمه بالمنديل وينظر الى جيسو.

طوال فترة الغداء لم ينفك عن التحدث عن 'الأيام السابقة' كما يسميها وهو يأكل وكيف ان صداقته مع والدة جيسو كانت قوية جداً وانها كانت تحبه ايضاً بينما جيسو كانت فقط تصغي ولم تلمس طبقها حتى.

-"ماذا تريدني ان أقول مثلا؟"

يحدق بها لوهلة ويقهقه ويعقب بعدها:
"لا اعلم..الم يسعدك معرفة كل هذا عن والدتك؟"

-"في الحقيقة..بدأت اشك ما ان كان هذا حول امي حقاً او حولك انت."

يبقى صامتاً لردها المباغت ومن ثم يقهقه بعدم ارتياح ويعقب:
"لمَ الكذب؟ كان حولنا نحن الاثنان..اردتك ان تتعرفي عليّ اكثر..وربما اردت ان ابين لك مدى أهمية اجتماعنا هذا..

-يقول وينظر الى طبقها الذي لم تأكل منه شيء ومن ثم يعيد نظره اليها ويكمل بنبرة متسائلة:-

لم تأكلي شيء.."

-"ليست لدي الشهية." تجيبه ببرود وهي مستمرة تحدق به ببرود.

يصمت جانغ ويومأ لها بتفهم وهو يخفض نظره ويعقب:
"افهم..ما زلتي مرتابة مني..

-يصمت قليلاً ويكمل:-

ولكن عليكِ ان تفهمي انه ليس هناك أي داعي لذلك..

انا..لن اؤذيكِ مطلقاً..

-يقول بنبرة ثابتة وهو ينظر اليها مباشرة:-

في الحقيقة..وفي حالة لم تلاحظي هذا بــــ؏ــــد..انا احببتُ تايوون كثيراً..

-يقول وتدير جيسو رأسها لوهلة وهي تقهقه قهقه صامتة وضعيفة تهكماً، لقد سئمت من سماع هذه الأسطوانة. لقد لاحظتها بالطبع اذ انه لم يتوقف عن الإشارة اليه بين كل جملة وأخرى. -

ليستْ كصديقة فقط..بل واكثر من ذلك..كما لم اؤذيها من قبل قط..لن اؤذيك ايضاً..كل ما اريده هو ان تري مقدار صدق ما اكنّه لها..

-يصمت لوهلة ويردف بنبرة خافتة تختلف عن سابقتها:-

ولكِ ايضاً."

"حقاً؟

-تبدأ جيسو بعدم صبر وهي تنظر اليه بغضب-

هل لهذا قمت بقتلها؟

-تقول ويسكن جانغ في مكانه مندهشاً لتكمل بعدها بسخرية.-

لأنك تحبها كثيراً؟

ماذا؟ هل اختفى هذا الحب فجأة عندما قررت ان تتزوج؟" تكمل وهي تضغط بيدها على طرف الطاولة بقوة.

يبقى جانغ صامتاً بعدها للحظات ومن ثم يبتسم ويعود بظهره الى الوراء ويضع كلتا يديه على الطاولة امامه.

"اذن..انتي تعلمين حقاً." يقول بنبرة مرحة وبلا مبالاة جاعلاً جيسو تنظر اليه باستغراب.

هل كان يحاول استفزازها منذ البداية؟

"ولكن السؤال الحقيقي هو..

-يقول وهو ينظر الى الجهة الأخرى بتساؤل-

كيف؟"

يقول وهو يعيد نظره اليها ويسود الصمت بعدها بينهما ليعقب بعدها بسرعة وهو يبدل تعابير وجهه ويبتسم:

"لا عليكِ..سنأتي لهذا في وقت اخر.

ولكن ما تعرفينه ليس كل الحقيقة..اسمحي لي بأخبارك بها.

-يصمت قليلاً ويعقب:-

انا لم اقتل والدتك..لمَ قد افعل؟..

-يقول جاعلاً جيسو تنظر اليها وهي تقطب حاجبيها باستغراب شديد:-

تلك الليلة، والدك هو منَ كان مِن المفترض ان يموت."

يقول وتصبح جيسو تنظر اليه بعدم تصديق تشديد وبملامح مبعثرة.

"ولكن الأخطاء تحدث..

-يضيف بعدها بهدوء وهو ينظر الى الجهة الأخرى وكأنه يتحدث عن واقعة عادية.-

كان من المفترض ان يكون والدك قد عاد من سفرته بالفعل، لذلك لم ارسل جون حتى وقت متأخر من الليل ولكنه لم يكنْ هناك في ذلك الوقت ايضاً.

وبطبيعة الحال، كان على جون فعل ما توجب فعله لمنع وصول طرف الامر لي..بقى مضطراً."

يقول ويصمت بعدها وينظر الى جيسو ويجدها على ذات تعابير وجهها الصعقة.

"ماذا نفعل..هكذا كان قدرها..حتى انا لم استطع منع موتها.

-يبدأ مجدداً بــــ؏ــــد ان اخذ رشفة من النبيذ وأعاد نظره الى جيسو:-

في الحقيقة..ان كان هناك احداً عليكِ لومه فهو أبيك..لو تواجد تلك الليلة ولو منحكم بعض الاهتمام الذي يمنحه لعمله لكانت والدتك حية الى الان..

-يصمت قليلاً ويعقب بنبرة مستنكرة وهو يهز رأسه بالنفي ببطئ وينظر الى الأسفل-

ما زلت لا استطيع التصديق انها اختارت شخصاً مثله لتهرب معه..

-يقول ويرفع نظره نحو جيسو مجدداً ويعقب بنبرة مشدودة-

بينما انا كنتُ قادراً على منحها كل شيء..كل الوقت..كل الاهتمام..

كنتُ مستعداً لطلاق زوجتي حتى.

منحتها كل الوقت حتى تحبني ايضاً..وصبرت من اجل ذلك كثيراً..

-كان يتحدث ونبرته تزداد حدة وعلواً شيء فشيء-

لم تسمح لي بلمسها حتى!"

يقول عبارته الأخيرة بانفعال شديد مفاجأ وهو يمد رأسه قليلاً ليسود الصمت بعدها بينهما وهو ينتبه على نفسه ليعود بعدها الى وضعه الهادئ.

"اعتذر..ان الامر مؤلماً قليلاً..

-يقول وهو يعدّل هندامه ويعود بظهره الو الوراء ليستطرد بعدها:-

على أي حال..لا يهم..ما يهم هو الوقت الحاضر..

-يقول وهو يرتدي ابتسامته مجدداً وينظر الى جيسو ليعقب بعدها بنبرة تفاؤلية:-

انا اؤمن ان الرب جمعنا سوياً لسبب ما..إلا تظنين ذلك ايضاً؟

جعلني اقابلك تعويضاً منه لي عمّا خسرته..وحتى لا ارتكب الخطأ مرتين كما فعلت وتركتها تذهب من يدي..

-يقول بجدية وهو يبتسم بشدة-

لاسيما انه جعلك تشبهينها كثيراً.." يقول ويحدق بها باسهاب.

يسود الصمت بينهما وجيسو ما زالت تحدق به بعدم تصديق، وجدت نفسها عاجزة عن الكلام امام تفكيره وتبقى هكذا للحظات أخرى لتنفجر بعدها بالضحك فجأة بهستيرية جاعلة ابتسامة جانغ تختفي من وجهه ويصبح ينظر اليها باستغراب.

"انت مريض حقاً.."

تبدأ جيسو بــــ؏ــــد ان توقفت عن الضحك وهي تنظر اليه وتهز رأسها بيأس.

-"ماذا؟" يقول بنيرة خافتة وهو يشعر بالنظرات الاستهزائية التي تنظر اليه بها جيسو.

"لا عجب انها تركتك ورحلت.."

تقول جاعلة جانغ ينظر اليها بتعابير مستقيمة.

"أي احد كان سيفعل المثل..أي احد كان سيفعل كل ما بوسعه للتخلص منك.."

-"اعلم انك لا تعنين هذا." يقول وهو يحاول اجبار ابتسامة رغم شعوره بالاستفزاز من حديث جيسو.

"لا عجب انها ارادت ان تنجو بنفسها من شخص مقرف مثلك.."

-"اصمتي." يقول بهدوء وهو ينظر الى الأسفل.

"ولك الجرأة لتظن انك تمتلك فرصة معي حتى.."

-"اصمتي!" يقول بنبرة اعلى.

"مريض نفسي مثلك سأحرص على ارساله الى المكان الذي يناسبه."

-"اصمتي!" يقول وهو يضرب الكأس وما بجانبه من اطباق بيده دافعاً إياها للسقوط والتحطم.

يحدق بها بحدة لوهلة ويعقب:

"هل حقاً تظنين انك ستخرجين من هنا بــــ؏ــــد كل ما قلته لك؟"

-"سأخرج.

-تجيبه بنبرة حازمة وهي تنظر اليه بذات الحدة-

وستكون قد وصلت الى نهايتك عندما افعل."

تكمل ويقهقه بعدها بسخرية قليلاً ويعود لتعبيره الجاد بعدها.

"اتعلمين ماذا؟

-يبدأ بنبرة هادئة وهو يصطنع تعبيراً متسائل مزيف:-

ربما الحديث لم يكن الحل الأمثل لجعلك ترضخين لي..ربما كان علي أخذك فقط..

-يقول عبارته الأخيرة بنبرة اوطأ ليكمل:-

كما فعلت مع والدتك.."

يقول عبارته الأخيرة بنبرة خافتة مغيظة جاعلاً جيسو تنظر اليه تعابير حادة وغاضبة ليحاول النهوض بعدها ولكن جيسو توقفه بسرعة وهي تضع يديها على طرف الطاولة وتدفعها بقوة نحوه وتنهض بعدها وهي تبعد كرسيها في ذات الوقت وتنقض عليه.

. . . . . . .

كان جون ما زال وقفاً في الغرفة الأخرى عندما سمع صوت تحطم شيء ما من داخل الغرفة التي بها جيسو والسيد بارك وينوي التوجه نحوها للتحقق منهما ولكن يتوقف في مكانه عندما يسمع أصوات ارتطام واصوات تأوه من جهة الباب الذي كان يقف قريباً منه ويزداد استغراباً لذلك ويهيم بالذهاب نحوه عندما يُفتح فجأة ويدخل منه شخصاً جعله ينظر باندهاش.

"ماثيو؟ مالذي تفعله هنا؟"

يقول جون وهو ينظر اليه بريبة ومن ثم يدير نظره نحو الباب قبل ان يغلق ويرى لمحة عن الرجال الذي كانوا خارجاً وهم على الأرض بلا حركة.

"مرحبا جوناثان." يقول ماثيو بنبرة مرحة تهكمية وهو يتقدم نحو جون ليقوم بعدها بحركة مفاجئة بتمرير ضربة له على الجبين بجبينه وهو يأخذه من ياقته قبل ان يتصرف بأي شيء.



. . . . . . .



تنهال جيسو على السيد بارك بالضربات، يد على رقبته واليد الأخرى تضرب بها وهو ما زال جالساً على كرسيه دون ان تمنحه الفرصه لأخذ نفساً حتى وهو يبدو كمن ما زال تحت تأثير الصدمة من الهجوم المفاجئ حتى يمسك كلتا يديها فجأة بيديه بقوة وينظر اليها بعيون شاخصة غاضبة ويقوم بسحبها نحوها ويضرب جبينها بجبينه بقوة ومن ثم يدفعها بعيداً وينهض بسرعة ويتجه نحوها.

ضربة جبينه كانت قوية لامتلاكه رأس صلب مما جعل جيسو تجعل بالدوار قليلاً وبينما هي كذلك انتبهت عليه وهو اتيا نحوها وهو يرفع يده يحاول تمرير صفعة لها ولكنها تتفاداها بسرعة وهي تخفض رأسها لتستقيم مجدداً وتمسك بياقته وتعيد له الضربة مجدداً بجبينها ولكن تستهدف انفه مسببة في كسره.

يعود جانغ الى الوراء وهو يمسك انفه بكلتا يديه متألماً وقبل ان يبتعد تتقدم نحوه جيسو وتمرر له لكمة أخرى دافعة إياه ليصطدم بطرف الطاولة وعندما تحاول تمرير لكمة ثانية يمسك يدها متجاهلاً كسر انفه وهو يشعر بازدياد غضبه ويسحبها بيده الأخرى وهو يستدير في ذات الوقت ويرميها على الطاولة وهو ما زال يمسكها  لتهرب من فمها صرخة صغيرة متألمة لاصطدام ظهرها ويقوم بعدها بصفعها بقوة.

"ايتها اللعينة! لن اسمح لكِ باستغفالي ايضاً."

يقول وهو يحاول صفعها مرة أخرى ولكن جيسو تسبقه وتركله في بطنه بقوة دافعة ليعود الى الوراء لتنهض بنفسها مجدداً وتسرع اليه وتمرر له ركلة أخرى دافعة إياه ليعود الى الوراء خطوات أخرى وتتقدم نحوه وتمرر بضع لكمات على اضلاعه ومن ثم تمسكه من ياقته وتسحبه الى الجهة المعاكسة وتدفعه على الطاولة وتبقى واقفة تلتقط أنفاسها تنظر اليه.

جانغ بارك لم يكن ماهراً بالقتال ولكن كان يتفوق عليها بالقوة الجسدية ووزنه والهمجية في حركاته ولذا كان كالثور الهائج لا يعير أي اهتمام للضربات التي يتلقاها ويضع تركيزه كله هدفه ولهذا لم تكن جيسو تتسرع في هجماتها عليه وبينما هي كذلك تسمع أصوات تحطم آتيه من خارج الغرفة جاذبة انتباهها للحظة.

ينهض جانغ بنفسه ويرفع نفسه من على الطاولة ويستقيم وهو يستدير مقابلاً جيسو وينظر اليها مشتاطاً وينقض عليها وهو يرفع يده مجدداً ليضربها ولكنها تصدها بساعدها، يرفع يده الأخرى وتصدها ايضاً وعندما يحاول ضربها بجبينه تبتعد عنه فوراً وتوجه له لكمة سريعة تردفها بلكمة أخرى وفي الثالثة يوقفها وهو يضغط على معصمها بكل ما لديه من قوة وكأنه يود تحطيمه جاعلاً جيسو تحدق بها بحدة وهي تتألم من ذلك وقبل ان تتصرف بأي حركة أخرى يوجه لها ضربة على جانبها وضربة أخرى ومن ثم يضع كلتا يديه على رقبتها وهو يثبتها على الحائط يحاول خنقها.

"اتعلمين ماذا؟ لقد غيرت رأيي..سيكون من الأفضل لو لحقتي بوالدتك."

يقول وهو يشد من قبضته حول رقبته ويبقيا هكذا للحظات وهو يخنقها بينما هي تحاول ابعاد يديه ووجهها بدأ يحمر ومن ثم ترفع كلتا ذراعيها عالياً وتطويهما عند الكوع وتضرب بهما ذراعي جانغ عند المفصل وهي تدير جسمها جزئياً لتفلت رقبتها من يده وتنجح بذلك دافعة إياه لينحني جزئياً لتقوم بعدها وتوجه له ضربات بركبتها  على صدره بقوة.

توجه له عدة ضربات وبعد ان توجه له اخر ضربة يمسك ساقها بذراع مثبتاً إياها نحو صدرها ويلف ذراعه الأخرى حول خصر جيسو بقوة ويديرها نحو جهة معينة ويرفعها عن الارض قليلاً و يبدأ بالسير بخطوات متسارعة متجاهلاً ضربات الكوع التي توجهها جيسو اليه على ظهره حتى يصدمها بقوة بأحد المعارض الخشبية التي تحمل تحف وفخاريات ذات الواجهة الزجاجية مسبباً بتحطم الزجاج خلف ظهرها وتساقط قطعه على الأرض وانغراس شظاياه في ظهرها ويبتعد عنها بعدها ويقف ينظر اليها وكأنها أصبحت مثبتة بالمعرض.

تبقى جيسو ساكنة لوهلة وهي تشعر بالألم الشديد من اثر الاصطدام وفقدان جزء كبير من طاقتها جراء ذلك ومن ثم تنزلق عن المعرض تدريجياً وتسقط على الأرض على ركبتيها وتبدأ تزحف بصعوبة نحو الجهة الأخرى بمساعدة ساعديها تحاول ان تستجمع قوتها وهي تشعر بنظراته المنتصرة عليها.

"هل حقاً ظننتي انه يمكنك التغلب علي؟

-يبدأ بنبرة مستنكرة وهو يسير ببطئ حتى يصبح واقفاً من جهة قدميها.-

مهما تحاولين..مهما أصبحت لك من قوة..تبقين مجرد فتاة."

يقول بازدراء ومن ثم يخفض جسمها ويمسكها من قدميها ويسحبها بقوة نحوها ويقلبها على ظهرها ويجلس على بطنها ويضع يديها مجدداً على رقبتها ويشد قبضتهما عليها.

"ما كان من المفترض ان يحدث هذا!!

انتي من اجبرتني على هذا!"

يقول وهو يصرخ بوجهها ويضغط بشدة على رقبتها وهي تشعر بها وكأنها تكاد تنكسر على الرغم من محاولاتها بابعاد ذراعيه عنها ولكنها نفسها لم تعد تمتلك القوة وذراعيها تؤلمانها وبينما هي كذلك تنظر جانبياً وترى قطع الزجاج الساقطة والتي بعضها كان لها رأس مدبب وتمد ذراعها نحوها تحاول الوصول اليها عبثاً ولكن لا تستطيع اذ انه كان يجلس عليها بكل وزنه ويثبتها في الأرض بكل قوته.

. . . . . . . .

يسقطان كل من ماثيو وجون على بعضهما البعض عبر الاريكة بــــ؏ــــد ان كانا يتقاتلان بشدة ويصطدمان كليهما بالطاولة الوسطية مؤديا الى تحطمها.

يبقيا ساكنان للحظة ومن ثم يحاولان النهوض مجدداً وينجح بذلك اولاً ماثيو ليسرع بعدها وينقض على جون ما ان راه قد وقف على قدميه وهو يضربه على خاصرته ويدفعه الى الوراء.



بينما جون كان يتلقى الضربات يحيط رأس ماثيو بذراعه ويضغط عليه بكل قوة ومن ثم يديرهما معاً حتى يرميه ويقلبه على الأرض لينهض بعدها مجدداً ماثيو بسرعة بــــ؏ــــد لحظات وقبل ان ينتبه كاملاً يباغته جون بركلة عالية على رأسه وهو يمد ساقه تليها ركلة أخرى على بطنه دافعة إياه ليعود الى الوراء وفي الركلة الثالثة يمسك ساقه ماثيو ويبدأ بتوجيه الضربات على زاوية فخذه ومن ثم يسحبه من ساقه الى الجهة الأخرى ويدفعه ليصطدم بالحائط.

"مالذي تحاول فعله ماثيو؟" يقول جون بنفس لاهث وهو ينهض بنفسه تدريجياً.

"تود انقاذها؟

-يقول وهو يرتدي تعبيراً ساخراً جاعلاً ماثيو ينظر اليه وهو يقطب حاجبيه:-

بينما نحن نتقاتل هنا، سيكون هو قد انتهى منها بالفعل." يقول وهو يبتسم بخبث ويشير الى الغرفة.

تستقيم تعابير ماثيو وكأنه ادرك خطر الامر ان تأخر اكثر ويبدأ يأخذ خطوات الى الوراء حتى يصبح قريباً من الغرفة دون ان يبعد نظره عن جون والذي اصبح ينظر اليه باستغراب.

يحدق به ماثيو لوهلة وهو يلتقط أنفاسه ومن ثم يأخذ نفساً عميق وهو يستجمع طاقته ليبدأ:

"جيسو!!!

-ينادي باعلى صوته ومن عمق حنجرته-

جيسو يمكنك فعلها!!! يمكنك التغلب عليه!!

-كان جون يقف ساكناً متفاجأ من تصرف ماثيو وعندما يرى ان نظره يذهب الى الغرفة بين الحين والأخر يقع نظره على المسدس الذي وقع من حزامه اثناء قتالهما ويبدأ ينظر نحوه ونحو ماثيو بحذر-

جيسو!! لا تسمحي له باضعافك!!



جيسوو!!" يقول وينتبه على جون عندما أعاد نظره اليه وهو على وشك ان يحمل المسدس ليهرع اليه فوراً ويصل اليه في الوقت المناسب ويرفع ذراعه عالياً وبعد ان حمل جون المسدس.



. . . . . . .

كان جانغ مستغرقاً في محاولته لخنق جيسو وهي تتلوى تحت يديه حتى سمع كلاهما صوت ماثيو وهو يناديها لتلين تعابير وجهه بشكل طفيف استغراباً ويرخي قبضته قليلاً حول رقبة جيسو لا ارادياً.

"ماثيو؟"

يقول بنفس خافت مستغرباً من تصرف ابنه ومن كلامه غافلاً عن جيسو لوهلة والتي تستغل ارخاءه لقبضته لترفع جسمها قليلاً وتمد ذراعها وتمسك بقطعة الزجاج جاذبة انتباه جانغ وتوجهها بسرعة نحو رقبته ولكنه يصدها بمعصمه ورأس قطعة الزجاج يبعد بضع سنتمنترات عن رقبته عندما يرفع ذراعه بتسرع مذعوراً لحركتها المفاجئة ويحاول ابعادها عنه.

تبقى جيسو محافظة على قطعة الزجاج موجهه نحو رقبة جانغ رغم محاولته لابعادها وهي تنظر اليه بعيون حادة واسنان مصتكة وهي ترفع رأسها عن الأرض قليلاً ويبقيا هكذا للحظات وكلاهما يدفع يد الاخر وجانغ يحاول التضييق عليها بيده الأخرى التي ما زالت حول رقبتها ولكنها كمَن قد فقد عقله لا تتأثر ولا تهتز حتى تضع حداً لهذا وتصرخ صرخة عالية وهي تنظر اليه وكأنها تستمد كل طاقتها وكل قوتها وكل تركيزها بهذه الصرخة وتضيفها الى يدها جاعلة إياه ينظر اليها برهبة لوهلة لتدفعها بعدها بقوة وتغرزها عميقاً في رقبته في منطقة شريانه السباتي.

تستمر جيسو باطلاق الصرخات الغاضبة واحدة تلو الأخرى متجاهلة الدماء التي أصبحت تسقط كالشلال عليها وتقوم بيدها الأخرى بدفعه على الأرض على ظهره لتنهض بعدها وتجلس على بطنه وتعود تغرز القطعة في رقبته مجدداً وهي مستمرة بالصراخ.

مراراً وتكراراً، تغرز القطعة وتخرجها وهي تصرخ وتتذكر كل ما قاله لها وتتذكر الليلة التي قُتلت بها والدتها وكيف كانت تشعر طوال تلك السنين وكيف كان يتحدث عنها بلا مبالاة وكيف كان يلمح للاعتداء عليها.

فقدت السيطرة على نفسها حتى تناثرت الدماء على جميع ملابسها ووجهها ولم تشعر بالقطعة وهي تنغرز في باطن يدها ايضاً لشدة قبضتها حولها ولم تتوقف حتى سمعت صوت اطلاق النار من خارج الغرفة لتبقى ساكنة متفاجئة وهي تعود الى الواقع.

تنظر بصدمة الى جانغ الذي اصبح غارقاً في دمه ومن ثم تنظر الى يدها والى قطعة الزجاج لترميها بعدها بسرعة وتشعر بألم الجرح في يدها لأول مرة وتنهض من على جسد جانغ وتتجه الى الباب بسرعة لانها تذكرت ان ماثيو بالخارج وتفتحه لترى جون وهو فوق ماثيو  يتدافعان وجون يحمل المسدس بيده وماثيو يحاول اخذه منه.

تقف تنظر اليهما لوهلة ومن ثم تنظر في الارجاء حتى تقع عينها على خزفية كبيرة لتأخذها بسرعة وتتقدم نحوهما وتضرب رأس جون بها بقوة دافعة ليسقط على الجانب دون ان يغمى عليه ويبتعد ماثيو عنه فوراً وهو يعود الى الوراء.

"ماثيو!

-تقول جيسو بسرعة وهي تتجه اليه-

هل انت بخير؟"

تقول وهي تخفض جسمها نحوه وينظر اليها ماثيو باستغراب شديد من حالتها ولا يحتاج لان يسئلها ليعرف ما مصير والده.

"بخيـ..

-يبدأ ومن ثم يقع نظره خلف جيسو-

جيسو ورائك!!"

يقول ويحاول ان يدفع جيسو الى الجانب عندما يرى جون وهو قد وقف ويحاول ان يتقدم نحوها ولكنه يسبقه ويسحب جيسو من شعرها ويدفعها الى الجانب الاخر ويعيد تركيزه الى ماثيو مجدداً ويمسكه من ياقته ويبدأ بضربه مجدداً.

تستجمع جيسو طاقتها مجدداً وتنظر اليهما لتنهض بعدها وتسرع نحوهما وتلف ذراعها حول عنق جون بقوة وهي تثبتها بالذراع الأخرى لتبعده عن ماثيو وتنجح بذلك ولكنها لا تمتلك القوة الكافية حقاً لمقاومة جون والذي نهض بجسمه ليقف حاملاً حتى جيسو معه يحاول فك ذراعها منه ويدير جزؤه العلوي بسرعة وبزاوية مائلة ويرمي جيسو عن ظهره الى الأرض وعلى مسافة منه ويبقى واقفاً ينظر بغضب حتى يقع نظره على المسدس ويحمله بسرعة.

في هذه الاثناء كان ماثيو قد وقف على قدميه وفي طريقه نحو جون الذي قد اخذ السلاح للتو واستدار وهو يرفعه موجهه نحوه ليتوقف في مكانه وجيسو كانت تراقبهما سوياً وهي تدرك ما ينوي جون فعله.



"لا!!"

تنادي جيسو باعلى صوتها وهي تنهض وتجري نحو جون تنوي دفعه وقبل ان تصل اليه يطلق جون النار على ماثيو ليصيبه في جهة البطن وتصدم به جيسو بعدها وتسقطه على الأرض مسببة في وقوع السلاح من يده لينزلق على الأرضية بمنطقة قريبة من ماثيو.

تنهال جيسو عليه بالضربات لأنها تعلم بأنها لم تستطع منعه حتى يمسكها جون ويقلب وضعيتهما ويرفع يده ينوي ضربها ولكنه يتوقف في اللحظة الأخيرة وهو ينظر الى تعابير وجهها الغاضبة والمذعورة في ذات الوقت وتخطف في باله صورتها امامه تلك الليلة ويبقى هكذا للحظات حتى يسمع كلاهما صوت اطلاق النار لمرتين متتاليتين ليسكنْ بعدها جون وملامح وجهه تستقيم شيء فشيء حتى يميل جسمه تدريجياً الى الجانب ويسقط على الأرضية ساكناً بلا روح.

تبقى جيسو مصدومة لوهلة وهي تنظر الى جون ومن ثم تنظر الى ماثيو وتراه قد زحف باتجاه معاكس نحو السلاح الذي هو الان في يده بينما يده الأخرى كان قد وضعها على مكان الإصابة وهو ينظر اليها ويتنفس بارتياح.

تنهض جيسو بسرعة وتتجه اليه وتخفض جسمها نحوه.

"ماثيو..ماثيو..

-تقول وهي تمسك وجهه وتنظر الى مكان اصابته-

انت تنزف.."

-"علينا..ان نذهب..قبل ان..يأتي الرجال.."

يقول بصعوبة وهو يحاول ان ينهض وتساعده جيسو في ذلك حيث تضع ذراعه حول رقبتها وتسنده عليها ويبدآن بالسير خارج الغرفة.

"سنذهب الى المستشفى..انت تنزف.."

-"جيسو..ان لم تذهبي من هنا..كلانا سيموت..

-يقول وهما يسيران بالممر ومن ثم يتوقف-

بهذا الاتجاه..هناك مخبأ سري..يخرج ..على الشارع العام.."

"لا تتحدث كثيراً واضغط على جرحك..كلانا سيخرج من هنا.."

تقول جيسو وهي تأخذه نحو الجهة التي أشار اليها حيث يدخلان بعدها الى سلّم اخر ضيق ينزل الى الطابق الأرضي ولكن من جهة أخرى



. . . . . . .

كان رجال الحماية عند البوابة وعند المدخل يقفون باستعداد وبحزم وهم ينظرون الى الامام حتى سمعوا صوت اطلاق النار ليستنفروا بسرعة وهم ينظرون الى بعضهم البعض بتعجب ويدخلون بعدها الى داخل الفيلا وينتشرون الارجاء باحثين عن مصدر اطلاق النار.

بعضهم ذهب ليفتش الطابق الأرضي والبعض الاخر صعد الى الطابق العلوي وهؤلاء تفاجئوا عندما رأوا رفاقهم وهم على الأرض ليدخلوا بعدها الى الغرفة ويجدون جون وهو مقتول، يقفون مندهشين لوهلة ويتجهون بعدها الى الغرفة الأخرى ليتضح لهم ان السيد بارك قد مات ايضاً ويخرجون بعدها فوراً ليكملوا عملية البحث وما ان اعلنوا خبر موت السيد بارك وجون عبر الاسلكي يسمعون صوت صفارات انذار الشرطة وهي تعلو شيء فشيء معلنة عن قدومهم الى الفيلا.



. . . . . . .



تخرج جيسو من الباب الذي انتهى به المخبأ السري كما ارشدها ماثيو عليه وهي تسنده وترى انه يخرج على الغابة وتبدأ تسير وهي تساعده على السير ايضاً وتستطيع ان تسمع أصوات تألمه ومحاولاته في البقاء واقفاً وهي تحاول قطع مسافات أطول لتصل الى الشارع بسرعة.

"لا تقلق..ستكون بخير..سنذهب الى المستشفى وستصبح بخير..تحمل.."

تقول له وهي تشد من ذراعها التي حول حول خصره لتثبيته اكثر.

"جيسو..

-يقول بنبرة غليظة وخافتة-

سأعيقك فقط..اتركيني واذهبي.."

"لا! لا!

-تعارض جيسو بسرعة وهي تشد على ذراعها حوله-

ستكون بخير..تبقى القليل فقط..تحمل.."

تقول ويستمران بالسير بعدها وهي تعدّل من قبضة ذراعها حوله بين الحين والأخر وهي تشعر بجسمه يثقل شيء فشيء وبينما هم كذلك ترفع نظرها قليلاً وتلمح من بعيد قرب الشارع منهما وتسعد لذلك.

"لقد وصلنا..

-تبدأ مجدداً بنبرة خافتة وكأنها تهمس له-

تبقى القليل فقط..ستكون بخير.."

تقول وتزيد من سرعة خطواتها قليلاً حتى يصبح الشارع واضحاً لها وقريب وقبل ان تخطو خطوة أخرى يتهاوى ماثيو من بين ذراعيها لفقدانه القوة والطاقة ويسحب نفسه نحو اقرب شجرة يجدها ليسند جانبه عليها.

"ماثيو..انظر الي..لقد وصلنا..

-تقول جيسو وهي تخفض جسمها حتى يصبح نظرها موازياً لنظره وتمسك وجهه بكلتا يديها وهو يحدق بها عبر اجفان مثقلة.-

تحمل..سأجد سيارة لتأخذنا الان." تقول وتهيم بالنهوض ولكن ماثيو يوقفها وهو يشد على يدها ليجذب انتباهها.

-"جيسو..اصغي الي..

-يبدأ بصعوبة وجيسو تنظر اليه باستغراب-

في مشفى دونغهاك..المريضة دارا..بارك.." يقول ويسعل بعدها دماً.

"توقف! لا تتحدث! اخبرني عندما تصبح بخير..حسناً..ساذهب لجلب المساعدة الان.." تقول وهي تمسك وجهه وتهيم بالنهوض بعدها مجدداً ويوقفها مرة أخرى.

"ماثيو ارجوك.." تقول له بنبرة راجية وبتعابير حزينة.

-"اصغي!" يقول بنبرة اعلى رغم عدم قدرته ليجعلها تتوقف وتفعل عندما ترى إصراره بهذه الحالة.

"ستجدين..

-يبدأ بــــ؏ــــد ان يتعافى من سعاله-

صندوق تحت سريرها..

-يتحدث بينما جيسو كانت تهز برأسها بالنفي ببطئ بقلة حيلة-

به كل ..الوثائق..حول اعمال والدي..الغير قانونية..

-يقول ويسعل بعدها مجدداً ومن ثم يشد على ذراعها وهو ينظر اليها بضعف-

استخدميها.."

"حسناً..حسناً..سافعل ..فقط تحمل..سأعود الان ..تحمل!"

🎶▶️ Ali - I love you, I'm sorry

تقول وتنهض بعدها وتسرع الى الشارع وهي تنظر نحو جهتيه تنتظر قدوم سيارة ما وتلقي نظرة بعدها على ماثيو لتتأكد منه ومن ثم تعود تنظر الى الطريق مجدداً عندما تراه ينظر اليها ..

كان ماثيو يسند جانبه ورأسه على ساق الشجرة الصلب يحدق بها بسكون يراها تتجول عبثاً ذهاباً واياباً وهو يشعر بنفسه وهو يصبح معزولاً عن العالم ومحيطه تدريجياً وشريط حياته قد خطف من امامه للحظة ويبتسم ابتسامة تكاد تكون معدومة لأن اخر ما سيراه هو جيسو وقلقها عليه ويسعد لذلك.

ويفكر..

حياته لم تكنْ سيئة جداً في النهاية..

"هل..هل استطعت التكفير عن خطئي..جيسو؟" يتمتم لنفسه بنفس مستهلك.

. . . . .

تستمر جيسو بالنظر الى ماثيو والى الطريق حتى ترى سيارة قادمة وتبتهج بشدة لذلك وتصبح تلوح لها بذراعيها بكل قوتها حتى تتوقف ويخرج السائق بسرعة وهو قلقاً تتبعه فتاة كانت تجلس بجانبه وكلاهما يتجهان نحو جيسو.

"نحتاج الى الذهاب الى المشفى بسرعة..صديقي مصاب..ارجوكم.."

تقول بسرعة وبعجلة وهي تحاول شرح الوضع ومن ثم تنظر الى ماثيو وتراه مغلق العينين وتتوقف في مكانها وتسكن وهي تحدق به بصدمة لتركض بعدها نحوه بتهور ويلحقانها الرجل والفتاة حتى تصل اليه وتجلس امامه على ركبتيه وهي تمسك بوجهه تتصفحه وتبحث فيه.

"ماثيو..ماثيو..

-تبدأ جيسو بنبرة ثابتة وبهدوء وهي تنظر اليه بتعابير مستقيمة وتهزه-

افتح عيناك..ماثيو انظر الي..

-تقول ولكن لا تجد أي رد منه-

ماثيو انظر..لقد احضرت المساعدة..ستكون بخير..

-تقول وهي تشير الى الرجل والفتاة اللذان بقيا صامتان ينظران بأسف الى بعضهما البعض واليها-

هل تسمعني؟ ماثيو..ستكون بخير..سنذهب كلانا من هنا..لا يمكنك النوم هنا..هذا ليس وقت النوم.."

تقول وهي تهزه عبثاً وتمسح على وجهه ودموعها يدأت بالانهمار بغزارة وهي تستمر بمناداته وتترجاه ان يفتح عينيها وان يتحدث معها حتى يقوم الرجل ويمسكها من ذراعها تساعده الفتاة من الجهة الأخرى وهما يحاولان ابعادها بلطف.

"لقد رحل..علينا ان نأخذه." تقول لها الفتاة بلطف.

-"لا ..لا ..سينهض الان.." تقول جيسو بنبرة مرتجفة وهي تبعد يد الفتاة عنها وتعود لمسك وجه ماثيو.

تعاود الفتاة بمساعدة الرجل لابعادها مرة أخرى وهذا المرة بقوة اكبر وكلاهما ينظران الى بعضهما البعض بحزن رغماً عنهما بينما جيسو تحاول التملص من قبضتهما وهي تمد ذراعها نحو ماثيو وتبكي وهي تشاهد نفسها تبتعد عنه شيء فشيء وتشعر بأنها ان ذهبت الان سيرحل حقاً ولذا لا تتوقف عن المقاومة.

لا يمكنها ان تخسره بعدما وجدته الان.

ولكنها فعلت.

🎶⏸

———————————

To be continued

———————————-

R.I.P Mathew 😔

*موعدنا الاربعاء ان شاء اللهہـ.

———————————————————————

Thank you for your Votes & Comments ♥️

Continue Reading

You'll Also Like

48.1K 3K 30
عندما تشعر بأنك تغوص، أو تغرق؟ أو على الماء تطفو الأمر أشبه بالجلوس بعد مدة طويله من الوقوف تشعر بأنك كنت تركض طيلة هذا الوقت وأخيرًا لمحت نقطة الوص...
1.3K 100 7
ظَنَنْتُ أَنَّ قُرَّائِي بُؤَسَاءَ مِثْلِي حَتَّى رَأَيْتُكَ تَقْرَأَينَ كِتَابَاتِي كَيْفَ لِحَسْنَاءَ مِثْلُكَ تَقْرَأُ أَحْرِفِي الْحَزِينَةَ بِكُ...
407K 33.5K 14
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
814K 29K 38
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...