صباح الخير 🥺.
استيقظ تايهيونغ في الصباح التالي على صوت العصافير التي كانت تغرد امام نافذة حجرته، لا يزال يشعر بقلبه ينبض بشكل مجنون لذكريات الليلة الماضية، الحزن والخجل كان مايشعر به في هذه اللحظة.
هو دعك عينيه يحاول جلب النشاط لجسده بتحريكه في جميع الاتجاهات، ينظر نحو النافذة للعصافير التي تنقر بصوت مزعج عليها، هو تنهد يعلم انها تنتظر طعامها من جونغكوك.
لكثير من المرات هو اخبر جونغكوك ان يتوقف عن اطعام الطيور وعدم وضع الرز على حواف النوافذ، لكن جونغكوك لم يكن يستمع له مُطلقا، والسبب وراء هذا التصرف يعود لانه يستيقظ مبكراً جداً في الصباح وبعد ان يغسل وجهه يقوم بإطعام الطيور خارج شباكه المطل على الحديقة.
لهذا الطيور اعتادت عليه و على اهتمامه بها، لدرجة انه في الايام التي يستغرق فيها جونغكوك وقتاً في النوم، ستبدأ الطيور بالنقر بخفة صانعة إزعاجًا على زجاج النافذة ليستيقظ بعدها جونغكوك بابتسامة مُشعه حاملاً الطعام بين يديه،هو حتى لا يحتاج لساعة لمنبه حتى توقضه ، العصافير تفعل ذلك.
واثناء تذكره لكل هذا، ذكرى من الليلة الماضية عصفت بذاكرته ليضع يديه على وجهه خجلاً، هل من الطبيعي ان يشعر بالخجل؟ وهل جونغكوك مٌدركاً لما احدثه بقلبه الصغير؟
اخرج زيه المدرسي من الخزانه يضعه على السرير، واستعد للدخول للحمام ليأخذ حماماً دافئاً، وعند خروجه مازال المنزل هادئاً وهذا جعله يتسائل هل جونغكوك مُستيقظ ؟
مُغلقاً ازرار زيه المدرسي تايهيونغ ذهب باتجاه باب غرفة جونغكوك وفتحه ليجده مُستيقظ منذ فترة ونوافذ غرفته مفتوحة على اقصاها ، يديه كانت تحمل وعاء ماء يقوم بنثر القليل منه بواسطه اصابعه على زهور انفاس الطفل الموضوعة في علب صوص الطماطم ليعطيها هذا بريقاً و منظراً خلاباً تحت اشعة شمس الصباح المتسلله لغرفته.
"الن تذهب للمدرسة؟"
بنبرة مهزوزة سأله ، خجل من النظر لعيناه، وخائف من رفض جونغكوك الذهاب للمدرسة معه.
"هيا بربك انهم يقومون بتوزيع الجوائز في الصاله الرياضية اليوم، نحن سنتحدث مع معلمك فيما بعد حسناً ؟"
شعر وكأنه يحاول اقناع طفل للخروج من محل الحلوى ولكن هذا لم يجدي نفعاً، لأن جونغكوك مازال يعطيه ظهره رافضا الكلام معه مُركزاً كل نظراته على الازهار التي بين يديه.
تنهد تايهيونغ وتركه محضراً زيه الذي قد تُرك على الأريكة من الليلة الماضية.
" هيا كوكونغ لنذهب لا وقت لدينا "
اخبره وعلق سترة الزي المدرسي على أكتافه حتى يدخلها داخل يديه ويرتدي السترة، ولحسن الحظ جونغكوك كان مطيعًا وهادئاً، ارتدى سترته بصمت واتبع حديث تايهيونغ.
تايهيونغ التقط قلم التحديد اسود اللون من حقيبة جونغكوك وبدأ بكتابة 'جيون جونغكوك' على البطاقة الصفراء البلاستيكية بخط يده العادي، هي لم تكن مُبهرة كخاصته التي قام بشرائها، لكن جونغكوك ابدى اعجابه بالتي صنعها تايهيونغ من اجله، لانه اخذ يمسح على سطحها بإبهامة مع إبتسامة خفيفة مُعلقة على شفتيه.
"أرايت؟ لقد اصبحت الآن طالباً بشكل رسمي جونغكوك، وهيا اسرع الوقت ينفذ سوف نتأخر"
أعطاه تايهيونغ إبتسامة رقيقة وخجوله، ولاحظ ابتسامة جونغكوك الخفيفة كذلك، ربما كان يحاول اخفاء حماسه لا اكثر.
__________
"هي، تيتي الذكي، تيتي الجميل، تيتي اللطيف"
جيمين كان يغني كلماته مُنادياً تايهيونغ بصوته المزعج.
"سمعت أن اسمك موجود بقائمة الشرف مع بيكهيون"
تنهد تايهيونغ ، هو كان يشك في أنه سيكون من المتفوقين هذا العام لأن حضوره لم يكن مثالياً، كما أن درجاته كانت تتدنى للاسوء لانه كان يخصص الكثير من وقته لجونغكوك.
ليس وكأنه يهتم بعد الان، هم لم يكن متأكداً من السبب الذي جعله يشعر بالاحباط بشكل مفاجئ لاسيما مع امتحانات القبول التي ستظهر قريباً، ربما لأن عقله كان مشغول بشيء اخر تماماً.
قام بدفع يد جيمين عن كتفه واستلم صينية الغداء خاصته، وسرعان ما نظر الى مجاميع الطلاب الذين يتناولون الغداء مع اصدقائهم، كان معظم طلاب القسم الثالث 'قسم تايهيونغ' يأكلون معاً في الخلف بينما كان فريق كرة القدم يحتل افضل طاولة بالقرب من الأت البيع وبجانب التكييف.
"لا اعلم لم تعتقد انني من سيحصل على المرتب الأول، أتعرف دونغوو من الصف الثالث؟ انا اعتقد انه سيحصل عليها هذه المرة"
اجاب تايهيونغ بهدوء وعيناه تستكشف الكافيتيريا بحثاً عن هيئة جونغكوك لأنه نسي ان يحزم له علبة الغداء هذا الصباح.
عندما لم يره، تايهيونغ جلس في طاولة فريق كرة القدم، ثم نظر الى هوسوك الذي وضع رأسه بين ذراعيه على الطاولة بإحباط شديد.
"ما مشكلته ؟ "
تايهيونغ سأل جيمين بخفوت
"لقد اعترف لبيكهيون و لم ينتهي الأمر على خير"
جيمين بادله الهمس مُجيباً بخفوت حتى لا يسمعهم المعني.
"هذا ليس عدلاً على الاطلاق!!!!!!!"
تذمر هوسوك محبطاً من الذي حصل له
"بيك فقط مُعجب بالمدعو جونغكوك ولن يُلاحظني مطلقاً، انا اعطيته كل ما املك من مشاعر وعاطفة !! من يعتقد نفسه ليرفضني بهذا الشكل، هيونغ بربك !! أنا الفتى الرائع ..المثالي..فائق الجمال..الأكثر وسامة وإشراقاً في المدرسة، لكن هو فقط.. رفض رفضني !!"
"بحق يسوع !"
نهض تايهيونغ ساحباً صينيته بعيداً عن الثور الهائج المسمى 'هوسوك' الذي بدأ برمي كل ما تقع عينيه عليهم بغضب يُغلفه إحباط عظيم.
"هوسوك!! لماذا تبدوا كعاهرة غاضبة حد الجحيم!!"
بصق جملته ساخراً من وضعه ثم فرّ هارباً من الثور الذي بدأ يصرخ خلفه مجدداً.
بالحديث عن جونغكوك، الفتى اللطيف برز بشكل ملفت بين الحشود اثناء دخوله الكافتيريا، بعض الطلاب لاحظوا بطاقة اسمه الصغيره و تعابيره الغبية عندما وقف بالطابور خلف بعض الطلاب ليأخذ حصته من الطعام.
بعض الفتيات قطعوا الطابور امامه مما جعله يرتد للخلف حتى استطاعوا دخول الطابور بشكلِ همجي، تايهيونغ كان على وشك النهوض و التوجه لهم ، لكنه شاهد جونغكوك يمشيى مبتعدا حاملاً صينية طعامه يبحث عن طاولة فارغه حتى لمح واحده يجلس عليها فتى مُنعزل ذاتياً، جونغكوك فقط ذهب يجلس بجانبه، هو حتى لم يُلقي نظرة او يبحث عن تايهيونغ كما دائماً.
"هيي !! الى اين انت ذاهب؟"
هوسوك سال تايهيونغ الذي تحرك جالساً بجانب جونغكوك ، الجميع حدق به عندما اخذ مقعداً وموضعه بجانب جونغكوك ثم بدأ بنقل صحن براعم الفاصوليا الى صينية جونغكوك بصمت.
جيمين إنضم لهم ايضاً، جالساً بالجهة الأخرى في المقعد المقابل لجونغكوك تعلو وجهه ابتسامه كبيرة "لا عجب ان جسدك طويل بهذا الشكل، انت تأكل هذه الاشياء الغريبة"
الفتى الاصغر قهقه بخفه بينه و بين نفسه مُشيراً بعيدان الأكل خاصته الى صحن براعم الفاصوليا الصغير، بعدها تايهيونغ بكل هدوء قام بوضع بعض شرائح اللحم المقطعة بشكل حلقاتِ صغيره مقلية الى صينية جونغكوك.
"كل الكثير منها، جسدك يحتاج اللحوم"
شيئاً فشيئاً بدأ باقي طلاب الفريق بالإنضمام لطاولتهم حتى لم يبقى احد في الطاولة الرئيسية، هم حتى جلسوا مع الطالب المنعزل جينكي الذي لطالما تناول طعامه بمفرده.
فترة الغداء انتهت عندما رن الجرس، الطلاب في الكافتيريا تنهدوا بضجر مُودعين فترة الراحه عائدين لجحيمهم ، وتايهيونغ قام بإيصال جونغكوك الى قاعته، ولاحظ فوراً عندما بدأ طلاب صفه بالحديث مع جونغكوك بابتسامة لطيفه تعلوا وجوههم.
________
مباشرةً بعد الحصة الرابعة كان هنالك حفل توزيع جوائز بسيط، لذا جميع الطلاب تجمعوا بداخل قاعة الرياضة وجلسوا على المقاعد، افتتح المدير الحفل مع النشيد وإعلان مُختصر حول تأجيل بطولة كرة القدم إلى تاريخ محدد بسبب ما وصفوه بـ 'المشاكل البسيطة'.
تحدثوا أيضاً عن إجراءات التخرج قبل متابعة تقديم الجوائز التي تم منحها للطلاب المتفوقين في مجالات مختلفة، فحصل البعض على ميداليات وجوائز لإنجازاتهم في نشاطاتهم الاكاديمية والأنشطة الخارجة عن المناهج الدراسية او نشاطات خدمة المجتمع.
ثم كانت هناك قائمة من طلاب قائمة الشرف الذي من الممكن حصولهم على منح دراسية من الكليات بسبب درجاتهم المٌرتفعة والسجل الطلابي المٌشرق، اسم تايهيونغ كان موجود في هذه القائمة مع الكثير من الطلاب منهم بيكهيون.
حصل هوسوك ايضاً الذي لا تزال عيناه منتفخة من البكاء على جائزة لحضور المثالي، وحصل جيمين على جائزة لأول مرة في حياته، في مسابقة للرياضيات حتى ان تايهيونغ لم يكن يعتقد أن جيمين يُجيد الجمع والطرح.
بمجرد انتهاء توزيع الجوائز صعد المدير إلى المنصة وأجرى خطابه المعتاد كل سنة، وقد حان وقت ترتيب الطلاب الحاصلين على قائمة الشرف، كانت الصالة الرياضية هادئة تمامًا لأنه بدأ العد تنازلياً من المرتبة العاشرة، وتوقفت الأنفاس لحظة قول المدير لكلماته.
"طالبنا الثاني في قائمة الشرف لعام 2012 هو..... بيون بيكهيون، وبهذا يكون الطالب الأولى المحترم هو كيم تايهيونغ مبارك للجميع "
سار جميع الطلاب العشرة المتفوقين إلى المنصة لتلقي الجوائز والشهادات بينما كان الحشد يصفق بصخب.
شكر بيكهيون والديه والمدرسين والأصدقاء ثم عاد إلى صف الطلاب المتفوقين بينما صرخت الفتيات المعجبات بصوت مرتفع عندما وصل تايهيونغ إلى المنصة، اضطر إلى ضبط الميكروفون بسبب طوله القصير.
ثم ضرب عليه باطراف اصابعه النحيلة بخفة ليصدر صوتاً دليل على عمله، بعدها نظر إلى الامام، المعلمين والطلاب الذين يحدقون به، لم يكن أبدا متحدثاً جيداً لذا فقد كان في حيرة بسبب ما سوف يقوله لأنه قال كل ما يحتاجه في سنواته السابقة وهو يقوم بنفس الشيء الغبي كل سنه بشكل متكرر، لكن هذه المره هو ترك قلبه يتحكم بلسانه.
"غبي جداً، غير متعلم، متخلف، بالنسبة لي اعتقد ان جونغكوك لديه الحق في التعلم لأنه علمني الدروس التي لم اتعلمها هنا في المدرسة ، عن الود و التسامح و الصبر والرحمة"
ثم نقل بصره بين الطلاب يبحث عن الهيئة المقصودة.
"والحٌب، لقد تعلمتها منه، الشخص ذو معدل ذكاء 65"
"طالب شرف وكابتن فريق كرة القدم، اشياء تستحق أكثر من مجرد كأس رقيق وشهادة مبتذلة ،انا اقول هذا الآن في هذه المنصة امام الجميع لأن القليل من الناس مثل جونغكوك ليس لديهم صوت ليتحدثوا عما يشعروا به، الطلاب المتفوقون و فريق كرة القدم يملكون صوت اعلى ولكن اليوم انا اتحدث نيابة عن جونغكوك"
"هو يحب المدرسة، وعلى المدرسة أن تبادله ذات الحب"
كل ما يعرفه تايهيونغ انه عندما نزل من المنصة بقلب يرتجف، الجميع كان يتهامس والكثير كان في صف جونغكوك وهذا سبب الذعر للمدير والمسؤولين.
ولكن تايهيونغ لم يهتم ابداً بما سيقوله هؤلاء الناس، وبمجرد انتهاء المدرسة هو سحب جونغكوك خلفه الى ملعب كرة القدم، أصبحت الكدمة على ساقه افضل، لذا هي لم تعد تؤلم كثيرا بعد الآن.
"تايهيونغ.. تحدث عني"
جونغكوك قال وابتسم بخجل.
"نعم، لقد فعلت"
وتايهيونغ اجابه يٌخفي احمرار خديه بيديه.
"ولكن، انا حزين"
اكمل تايهيونغ لينظر جونغكوك نحوه بذعر.
"نعم، لقد كنت تتجاهلني طوال اليوم"
هو اخفض عينيه نحو العشب الاخضر الذي يلعب به بقدمه.
"انا.. انا اسف لذلك ولكن.."
جونغكوك كان يتلعثم كثيراً وتايهيونغ كان ينظر نحوه مترقباً.
"ولكن ماذا؟ هل انت غاضب مني؟"
"لا جونغكوك لا يمكنه الغضب من تاي، ولكن.. انا فقط اشعر بقلبي يتحرك بسرعه عندما انظر نحوك، ايضاً وجهي يٌصبح ساخناً، لذلك لم استطع النظر نحوك"
جونغكوك اخبره وقد إحمرت اذنيه، والظلال الوردية انتشرت سريعاً في وجه تايهيونغ.
لم يتحدث الاثنان كثيراً بعد تلك المحادثة التي جعلت قلبيهٌما تنبض بصخب، ولكنهما لعبا كرة القدم تماما كما يفعل الأطفال العاديون بعد المدرسة، مع تعليم تايهيونغ لجونغكوك كيفية القيام بأنواع مختلفة من التدريبات وبعض اساسيات اللعب التي كان جونغكوك سعيداً بها للغاية.
كان الاثنان متسخان للغاية بسبب الاتربة ولكن هذا لم يمنعهم من اللعب بسعادة، تايهيونغ كان يدعي انه يتألم عندما تكون الكرة برفقة جونغكوك، وجونغكوك سوف يأتي مسرعاً لتفقد قدمه هذا قبل ان يسرق تايهيونغ الكره ويفر هارباً.
عندما أحرز تايهيونغ هدفاً، صرخ جونغكوك فرحاً وأمسك تايهيونغ من تحت ذراعيه ورفعه في الهواء صارخاً 'أنت فعلت ذلك ! لقد فعلت ذلك ! انت بطلي تايهيونغ'
هو كان فرحاً لدرجة تجعله يصرخ ملأ رئتيه، لدرجة جعلته يفرح لهزيمته امام تايهيونغ، والأمر بالمثل بالنسبة لتايهيونغ لأنه لم يستطع ان يتذكر متى اخر مره كان فيها سعيداً لهذه الدرجة، ربما بعد أن احضر له والده اول كرة قدم مٌوقعه من لاعبه المٌفضل.
لكن سعادته الان مع جونغكوك كانت اغلى بكثير.
__________
في نهاية اليوم عندما اختفت الشمس، حمل تايهيونغ كرة قدمه تحت ذراعه ومشى إلى المنزل مع جونغكوك، لم يمض وقت طويل ليصلوا لبداية الحي الذي يعيشون فيه حتى مروا بمحل بيع الحيوانات الأليفة ، ومركز الشرطة ، والسوبر ماركت لكنهم عندما وصلوا لمحل بيع الزهور الخاص بهم وجدوه محاطاً بالسلاسل ومغلق بإشارة تقول
'تم بيعه' باللون الأحمر الساطع.
الدنيا تزعل جونغكوك وتاي يراضيه🥺.
______
ان شاء الله ما نسيتوني بس 🥺.
المهم رايكم في البارت؟
وتتوقعوا المحل ليه انباع؟
سؤال برا الرواية، توقعاتكم كومباك بتس بيكون مٌنعش ولا سوداوي؟
احبكم🤍