~بيكي سوو~
————
🌊 تخيل لو أن كتاباتي غارقة في ذلك المحيط ونور هذه نجمة سينقذُها، هل يمكنُكَ الضغطُ عليها؟🌊
🌊 قد تكون هذه التعليقات التي تتركها بين الفقرات كقاربً للنجاة بالنسبة لي، لذا هلا وضعتها؟🌊
————
وداعٌ..
اهً كم هو الوداعُ صعبٌ ستيلا...
كما لو انك تودعُ رحلتاً جميلةً للبحر...
رحلة قد تجعلُ من روحكَ تتجدد كتلك الأمواج الصاخبة...
وداعي ليونغي كانَ مدمراً
بكينا سوياً وطويلاً
انتظرتهُ ان يقول لي بأنهُ لن يذهب ويتكرني...
انتظرتُ كثيراً ولكنهُ فقط ذهب
ذهب وأخذَ معهُ قلبي بأكمله...
ذهب وسيعود
واثقة بأنهُ سيعود
ايلي ستنتظر يونغي!!
———
الصمتُ كانَ يعمُ ارجاء منزلي بأكمله
امي دائماً نائمة، وابي؟
تشه!
كالمجنون في ذلك البار يشرب...
استيقظت امي في منتصف الليل على صوت ذلك الهاتف الذي يرن لذا
اتجهت نحوه لتمسك به وتجيب
"مرحباً!"
سمعتُها تتكلم لأستيقظ من نومي واسترق السمع اليها
بصراحة لم اكن اسمع الكثير فا اجوبة امي كانت مختصرة للغاية
لا شيء سوا نعم ولا وهمهماتً تافهة!
ولكن في اخر المكالمة صرخت قائلة
"انت لا شيء سوا مجنون!! مجنون لا محالة!"
في تلك اللحظة علمتُ ان المتصل ابي...
نهضتُ من مكاني لأتجه نحوها
كانت تبكي بشدة
نظرت الي لتقترب مني وتعانقني وتبكي، وتبكي و...تبكي!
"مالذي قالهُ؟"
قُلتُ انا لتنظر الي وتبتسم بأنكسار
"هل تُحبين المحيط ايلي؟"
"نعم امي..."
"هل تتمنين العيش بهِ للأبد؟"
"اظن.."
ضحكت لتأخذَ نفساً عميقاً وتزفر ببطئ
"كانَ المتصلُ والدك...لقد سأل عن احوالنا تعرفين تلك الأسئلة الحمقاء، طلبتُ منهُ العودة، اخبرته بأننا اقوة من هذا
قُلتُ لهُ اننا سنجدُ عملاً واننا سنعود كما كُنَ
اتعلمين ماذا قال؟
قال انهُ يشعرُ بالخجل منكِ ايلي!
قال لي انهُ لا يريد العودة ليرى ابنتهُ التي لا تتجاوز سن السابعة عشر تعمل وتوزع الجرائد هنا وهناك لا وبل تملك راتباً شهرياً بسيطاً هو من يجعلُنا نعيش، اليس مضحكاً ان نعيش على راتب ابنتنا؟
هذا ما تفوه بهِ ذلك الأحمق....
اتعلمين ماذا قال بعدها؟ قال انهُ وجدَ حلاً ايلي وانا كالغارقة في منتصف المحيط، انا كالتي تبحثُ عن حبلً او يدً تتمسكُ بها لاتنجو سألتهُ عن الحل كُنتُ سعيدة للحظات ولكن....
اكتشفتُ انهُ كالثقل علي جعلني اغرق اكثر!!"
"ماذا قال امي؟"
"قال انهُ دفع كُل تلك الأموال التي كانت لتجعلنا نعيش لشهرين على الأقل فقط لشراء قارب"
لم اقل اي شيء فقط نظرتُ اليها ووجهي كانَ كعلامة الأستفهام
هل جُن جنون ابي اخيراً؟
كُل ما نملك ذهب في سبيلِ قارب!!
كُل ما نملك ذهب في سبيل مجنونً احمق!!
كُل ما نملك ذهب في سبيل شخصً يعيشُ في البار!!
وكُل ما نملك ذهب في سبيل ابي!!
"لنعيش في المحيط عزيزتي لنلف العالم بأكمله نحنُ الأربعة، لنعش ما تبقى من حياتنا في البحار نتنقل بين البلدان
نتعرف على اشخاصً جدد
هيا عزيزتي سيكون هذا بمثابة تحقيق حُلمً مذهل!
هذا ما قالهُ لي زوجي الأحمق ايلي...
هذا هو والُدكِ!"
قالت امي لتنفجر ضاحكة وكأنَ جنونها قد جن هي الأخرة
العائلة بأكملها بأنحدار يا عزيزي...
ابتسمت فا لا شيء لقوله ولا حتى مشاعر متبقية فا جميعُها اختفت بعد رحيل يونغي
لا اهتم حتى لو متُ جوعاً بسبب جنونهم هذا
حقاً لم اعد اهتم!!
"سأذهب للنوم امي"
انطفئ كُل شيء
وغرقتُ انا بالنوم او بالأحرى حاولت!
في صباح اليوم التالي لم اذهب للمدرسة بل بقيتُ في المنزل مستلقية على تلك الأرضية
ثلاثُ طرقاتً على الباب داهمت مسمعي انا وامي لتتجه هي وتفتح الباب
"ارى انك عدت مبكراً اليوم"
قالت امي لأبي الواقف عند الباب
لم يجب فقط دخل ليغلق الباب خلفه وينظر الينا بصمت
جلست امي بجانبي لتمسك بستيلا وتبداء التمسيد على جسدها ببطئ منتظرتاً من ابي التكلم
"اسمعيني عزيزتي، صدقيني هذا هو الحل الوحيد لنا!"
"اي حل هذا الذي تتكلمُ عنه؟"
"وهل هذا حل؟ نجلس على هذه الأرضية الباردة يومياً ونأكل المعلبات كالمتشردين في الطرقات؟"
"هل ترى التشرد في المحيط افضل؟"
"لن نكون متشردين بل سياح، سنتنقل من بلدً لأخرى يومياً، نعيش على متن القارب الخاص بنا صدقيني ستكون حياةً جميلة، لا مشاكل ولا اي شخص فقط نحن الثلاثة وستيلا!"
"ودراسة ابنتك؟ هل ترغب بتدمير مستقبلها بجنونك؟"
"تكلمت مع المديرة لن تحتاج للذهاب للمدرسة يمكنها الدراسة في القارب وعند موعد الأمتحانات النهائية سنعود وهكذا لن تتأثر بشيء"
"كيف سنعيش على متن قارب طوال الوقت؟!!"
"لن نعيش هناك مدى الحياة لقد فكرت بكل شيء
سنبقى اشهر او حتى سنة في المحيط بعدها نعود لنستريح لمدة لا تقل عن سنة في منزل امي وهكذا نتجهز للرحلة التالية وبعدها نغادر وسنبقى هكذا! اما بالنسبة للطعام لدينا طعامٌ معلب و القارب الذي اشتريتهُ بهِ كُل شيء صدقيني!"
"والمال من اين ستحصل عليه؟"
"عندما نعود سنعمل ب اي وظيفة بسيطة لنجمع المال ونذهب!"
صمتت امي تماماً لأفهم ان ليس لديها اي شيء اخر لتقوله فا كما قال ابي هو فكر بكل شيء حرفياً كل شيء حتى ستيلا...
"ما رأيُكِ الأن عزيزتي؟ ستكونين انتي الكابتن دائماً وانا المساعد الخاص بكِ انتي تأمرين ونحن ننفذ!"
قال ابي لتنظر اليه امي كانت تفكر واعلم انها ستوافق
"دعني ارى القارب اولاً"
"هيا لنذهب"
امسك بيدها ليجري نحوة الشاطئ ويقف امام قاربً كبير ذو شراع باللون البني الفاتح جاعلاً من يمتلكه يظهر عليهم الثراء
"اُقدم لكِ بيكي سوو!"
"بيكي سوو؟"
قُلتُ انا ليقول
"هذا هو اسم القارب الخاص بنا، والان عزيزتي هل انتِ موافقة؟"
تسللت ابتسامة الى شفتيها لتهز رأسها فا حلم امي الأول والأخير دائماً كانَ ان تصبح كابتن وها هو الحلم يتحقق لما الرفض اذاً؟
"اذاً سنلف العالم نحنُ الخمسة ايلي، ستيلا، انتِ عزيزتي، وبالطبع بيكي سوو نحنُ جميعاً معاً"
ابتسمت فور تذكر يونغي ، الأن انا من يمكنه الذهاب اليه
ايلي ستذهب الى يونغي....
ايلي سترى يونغي مجدداً بمساعدة بيكي سوو و جنون والديها!
لم يكن الأبحار بتلك السهولة والبساطة فا اول شيء فعلناه هو الخوض لدروسً تعليمية عن كيفية التحكم بالقارب بشكلً احترافي ومالذي سنفعله اذا تعرضنا لخطرً في منتصف المحيط...
الكثي من الدروس التي اعطاها لنا صديق ابي الذي كان بذات جنونه وعاش حياته بالمحيط.
كانَ كُل شيء يسير بشكلً جيد الا انني شعرتُ ان صديق والدي لا يُحبني فا دائماً كانَ ما يطلبُ مني الأنصراف وان فعلتُ شيئاً خاطئاً عندها اتلقى الصراخ، شعرتُ لوهلة بأنهُ لو استطاع لضربني ببساطة
كم هو مزعج!
——
انتهت تلك الفترة التدريبية ليعرض ابي المنزل للبيع وكانَ دائماً ينتظرُ شخصاً يشتريه بأغلى سعرً ممكن
الى ان انتهى الأمر بالمنزل مباعاً ب مبلغً جيد.
تم تجهيز كُل شيء واول رحلة على بيكي سوو ستبداء قريباً
اشترت امي الكثير من المأكولات المعلبة، خرأط واشياء اخرى كثيرة اكتدُ لا اتذكرها ولكنها وبالطبع لم تنسى الكتب الدراسية الخاصة بي للأسف!!
تم تجهيز بيكي سوو من الداخل، اصبحت كالمنزل تماماً ليقول ابي
"ما رأيكم بتجربة؟"
قفز الجميع الى بيكي سوو حتى ستيلا فعلت الشيء ذاته
كانَ الجميع يضحك وسعيد
تمنيتُ لو تستمر هذه السعادة الغامرة للأبد..
"تفضل كابتن!"
قال ابي مشيراً لعجلة التحكم لذا وقفت امي بكل ثقة لتتجه وتقف خلف المقود وتقول
"تمسكُ جيداً فا نحنُ على وشك ان نصارع الأمواج"
بدأت امي القيادة بكل جنون شعرتُ للحظة اننا سنغرق في منتصف المحيط قريباً ولكنني استمتعتُ بالأمر
———
عدنا بعد تلك التجربة الجميلة لدرجة الغثيان لتقول امي
"متى سننظلق بشكلً جدي؟"
"بعد يومين والى ان يحين الوقت سنبقى عند والدتي"
هزت امي برأسها لنتجه الى منزل جدتي ونقضي بعض الوقت عندها
-بعد يومين-
حانَ الوقت يا بيكي سوو
حان الوقت ايها المحيط
اليوم نحنُ سننتلق، لذا اعتني بنا جيداً ايها المحيط...
اعتني ب ايلي جيداً!
-يتبع-
————
رأيكم بالبارت؟
واي توقعات؟
بالمناسبة كيف تتوقعون بيكون ظهور تاي؟
————
انقذ روايتي من بحر التفليب التي تغرق بهِ وحط فوت الله يخليك😭😂
وكومنت :) ♥️
————