الأمِيرُ المُقنَع🎭

By kami5kaze

11K 696 547

_هُنَاك رَجُلين،أحَدُهما أمِيرٌ و يكُون زَوجِي، و الآَخر صَائدُ جوَائِز خطِير و يُريدُني أيضاً. الفَرقُ الوَ... More

01:حرةٌ مِن جديدٍ
03:الأَمِيرُ المُقَنَع و الفَتَاةُ فِي مِحنَة
04:مَا يقبَع خلفَ القِناعِ
05:تحتَ الحِمَايَة
06:عَودة بِينِلوبِي
07:لُغةُ الجَسدِ هِي لُغتنا اليَوم
08:الجَانِب الآَخر
09:اللِقاء المُنتَظَر
10:تَفَاوُض،تَنازلَات،شُرُوطٌ ثُم اِتِفَاق
10.5:تَفَاوُض ،تَنازلَات ،شُرُوطٌ ثُم اتِفاق
لَمحةٌ من المَاضِي
11:إِنعِكَاسٌ
12:قُوةُ الحُب
13:المَسؤُولِية

02:مَكِيدَةٌ لِبينِلُوبيِ

1.3K 104 53
By kami5kaze

_الفصلُ الثاني_

_إستمتعُوا بالقراءةِ💞_


🥀


مر يومين منذ آخر مرة رأته، قضتهما في تنظيف منزلها الذي استعمره الغبار و بيوت العناكب.

كانت تخفي وجهها تحت قناع يقيها من ذلك الغبار، و قفازين طويلين يحتويان يديها و ذراعيها حتى المرفقين،  يحميان بشرتها من البكتيريا.

شعرها ملفوف على شكل كعكة فوضوية فوق رأسها و ملابسها متسخة، بدت كمتشردة هاربة من الشرطة. تتحدث إلى نفسها و تحرك يديها كأنها مع شخص ما، بينما في الحقيقة لا أحد في البيت غيرها، و كل تلك المحادثات تحدث داخل عقلها و أحيانا تنسى نفسها و تجيب على تلك الأصوات في الحياة الواقعية.

صوتها الذي يلعن بعلو  و بغضب دوى في المنزل، مما أنذر القادم إليها حاملا أكياس من الفواكه و الخضروات.

سمعها تصرخ بجنون و سمع أيضاً صوت ضربات، لكنه لا يدري أنها أخذت الوسادة و جعلتها ضحية ركلاتها المتوحشة فبلع ريقه بصعوبة و رفع رأسه للسماء يدعو.

"يا إلهي إن كنت لن اخرج من هنا حي فاجعل روحي تذهب إلى الجنة فأنا مسكين عازب و لم أمارس الجنس بعد و لم ارتكب ذنوبا تستحق التعفن في الجحيم.. آمين"

فور ان قرر دخول المنزل سمع زمجرة قوية وراءه فتجمد في بقعته، أغمض عينيه بقوة،، لقد مر وقتٌ طويل على آخر مرة قابل هذا الوحش الصغير وراء ظهره، و بسبب غمضه لعينيه تذكر انه قبل يومين فقط رأى نهدي بينيلوبي العاريين فصرخ بصوت عال:

_ انا اسحب كلامي، دعني اتعفن في الجحيم!.

بهدوء شديد أدار رأسه للوراء ليرى صاحب الزمجرة، رأى ماكس يكشر انيابه عليه بينما يقطر من فمه لعاب ببطء  حتى وقع على الأرض.

ابتسم باتساع، ابتسامة مزيفة ووضع اكياسه على الأرض بهدوء، و راح يمدح الكلب بينما في الحقيقة يمقته بشدة.

_ ماكسي ماكسي الجميل، انيابك الجميلة صارت أطول فأرجوك دع مؤخرتي و شأنها فقد سئمت من عضك لها، حتى أن عضتك الأخيرة لم تُشفٓ بعد!

كان على وشك ان يفتح الباب ببطء لكنه فُتِح  حتى قبل أن ترس يده على القفل و ظهرت بينيلوبي خلفه بشكلها المزري، وجد نفسه عالق بين حيوان متوحش و متوحشٌ بشري.

كادت أعينه ان تذرف الدموع حين رآها، ف
و رمى بثقله عليها و لف ذراعيه النحيلتين حولها و احكم الشد عليها، بدأ يصرخ بصوت عال ازعج اذنيها.

_ ارجوك ابعديه عني انا اكرهه!

جعدت حاجبيها بغير فهم،  حين نظرت خلف هيكله الذي يحجب النظر رأت ماكس يجلس على الأرض بكل ظرافة و هدوء و يهز ذيله بينما لسانه معلق خارج فمه.

دفعت هوسوك عنها بقوة و هرعت إلى ماكس  كلبها الذي تحتم عليها التخلي عنه و إعطائه لجارتها لأنها لا تقدر على العناية به. داعبته بلطف و حنان بينما تذرف دموع بطريقة درامية، تحدثت إليه كأنه طفل صغير.

_ماكسي، عزيزي إشتقت إليك، طفلي الظريف.

داعبت فروه ناسية وجود هوسوك المسكين خلفها، ينظر إليهما باشمئزاز و غيرة،  يلعن تحت أنفاسه لكن بصوت خافتٍ لكنها سمعته.

_كلب غبي!،اكرهه.!

🥀

في النهار الحانة ليست مكتضة كما في الليل، هناك القليل فقط من الصيادين، كانوا جالسين في مقاعد  متفرعة بعيدة عن المكان الذي تجلس فيه بينيلوبي.

كانت تنتظر إدوارد كالعادة ، ترتدي ملابسها المفضلة التي تتألف من تنورة خضراء مخططة بالأسود، و قميص ابيض عديم الأكمام  يكشف كامل ذراعيها و  القليل من صدرها.

ساقيها الطويلتين غلفهما زوج من الجوارب السوداء طويلة الشكل و تصل إلى ركبتيها، شعرها الكستنائي مسرح على كتفيها و ظهرها، و ترتدي أحذية لوفرز ذات قاعٍ عالٍ و سميك.

تطرق بأناملها على الطاولة بنفاذ صبر، فقد كانت تنتظره هناك منذ نصف ساعة و لم يأت حتى بدأ الضجر يأكلها، تدركُ أن إدوارد رجل مشغول و في الآونة الأخيرة تحولت إلى إمرأة متوترة لا تستطيع الصبر.

أطلقت نفسا طويلا بعد أن رأته يخرج من الباب الذي لا يدخله سواه، خلف ذلك الباب تكمن أسراره التي يخفيها، فإدوارد ليس بالبراءة و الطيبة التي يبدو عليها، هو  أيضا يحمل أسرار سوداء و ينتمي إلى العالم المظلم مثل باقي المجرمين و صائدي الجوائز.

سحب كرسيا و جلس أمامها، عدل قبعته فوق رأسه و أراح ظهره على الكرسي،  أعطاها ابتسامته الساحرة التي تكشفُ الخطُوطَ حول فمه ثم تحدث بصوته الخشن.

_مرت ثلاثة أشهر بيني، و الحانة فقدت لمعانها بدونك.

رفعت حاجبها بغير تصديق و عقدت ذراعيها فوق صدرها.

_حقا!

كَذَّبتهُ بكلمة واحدة و بتعابير وجه ترجمت كل الكلام الذي أرادت قوله ، أومأ لها ثم لان نحوها على الطاولة و أضاف قائلا:

_كنتِ تجلبين الكثير من الحماس إلى الحانة حتى أن بعضهم كانوا يرتادونها فقط لرؤيتكِ.

لانت بدورها على الطاولة حتى صارت ابصارهما متقابلة، صغَّرت عينيها و نفخت شفاهها مثل البطة، تلعبُ معه كالعادة.

بقيت الإبتسامة على وجهه، هو يستمتع كثيراً حين تلعب معه.

_لا تمدحني كثيراً الآن اعلم انك تريدني ان آخذ إحدى الإعلانات على اللوح.


الجرأة و الصراحة هي الخصال التي تمتاز بها بينيلوبي، و هذا ما يحبه فيها، تخبره دائما ما يجول في خاطرها دوم الخوف من منظوره نحوها.

أشرت بذقنها إلى لوح الإعلان ثم أردفت:

_فكما أرى، لوحك يكاد ينفجر من الإعلانات.

أطلق ضحكة رجولية جميلة، فقامت بشد لحية ذقنه بين أصابعها و اللعب بها، أمسك أصابعها المتمردة ثم قال :

_تبًا بيني، أحياناً تصبحين وقحة و لا يسعني إيقافك، من الصعب الشعور بالغضب اتجاهك.

رفعت حاجبيها و أنزلتهم مرتين على التوالي ثم أجابت عليه بتفاخر.

_هذه إحدى مواهبي الامتناهية.

غادرت الطاولة بعدها و  توجهت إلى لوح الإعلانات، توقفت أمامه و طالعتها واحدة تلو الأخرى.

وقف إدي بجانبها و بقي يشاهدها بينما تختار،
توقفت أعينها على إعلان بمبلغ ضخم فلمعت عيناها بطمعٍ، كاد اللعاب يسيل من فمها لكبره.

و حين لاحظ ما كانت تنظر إليه، هز رأسه رافضا و ابعدها عن الإعلان.

_ليس هذا، إختاري أي واحد ما عدا هذا، إنه يفوق قدرتك، هذا الرجل لستِ ندا له.

نظرت إليه و ابتسمت ثم عارضته:

_وزنه حوالي 90 كغ، طوله 195 سنتمترا، سياف و مقاتل شوارع، سارق و مغتصب و اسمه كراولي ريفيرا، إدوارد هذا صيد ثمين، سوف أتمكن من تسديد ثمن الإيجار و شراء كل شيء أحتاج إليه، أستطيع أيضاً بدأ مشروع من الصفر و على الأرجح سيكون ناجح بسبب شهرتي و مواهبي المتعددة.

هز رأسه مجددا ووضع يداه على كتفيها.

_بيني تعرفين انني لا احب تعريض حياتك للخطر، انظري لم يجرأ احد على إختيار هذا الإعلان سواك لأنهم يعرفون ان هذا المجرم خطير، لما لا تختارين إعلانا آخر يلائم إمرأة بقدراتك.

_هذا الإعلان او لا، إدوارد انا لست ضعيفة لم اتدرب على استخدام السيف للاشيء، انا ايضا سيافة و قادرة على القبض على هذا الغبي.

_لا بيني، هذا الرجل بعيد كل البعد عن الغباء، لا تعرفين ما تحاولين إقحام نفسكِ فيه، حتى أنا لن اتجرأ على الذهاب خلفه لوحدي،  لن اعيد كلامي، لذا إختاري إعلانا آخر و إعلميني بعد أن تختاري حتى اختم لك الإعلان.

استدار و توجه نحو الباب الذي خرج منه قبل أن يقابلها و اغلقه بقوة من بعد ولوجه.

راقبت الباب بانزعاج و استغرقت في شتمه فكرياً حتى انها نسيت ما حولها، فُتِح الباب و رن صوت الجرس أعلاه، إلتفت الجميع لينظروا إلى الشخص الذي دخل، لكنها شردت و لم تعِ على الهدوء الذي ساد فجأة.

توجهت الأنظار إلى الشخص الجديد الذي إنظم، إنتبهت على وجوده فقط حين وقف بجانبها و بدأ في قراءة الإعلانات بحثا عن صيد يليق بذوقه. إلتفتت لتنظر إليه ، فتجمد عقلها حين أدركت أن جاك بلاك بجانبها.

إعتنقت الصمت و راقبته بحرص، إنتقل من إعلان إلى آخر بملل، لا واحدة منها نالت إعجابه، كان واعٍ على أنظارها التي تأكله، فقرر أن ان يتحدث إليها و يقطع حصة المشاهدة تلك.

_من الصعب التصديق أنك صامتة، لا شك أن الجحيم قد بَردَ.

رمى الإهانة في الهواء و هو غير مهتمٍ بالنتائج، كلُ ما أراده هو إثارة غضبها و إجبارها على التحدث معه، لقد طورت في الآونة الأخيرة عادة لا ترضيه، إلا و هي الصمت الغريب.

بينيلوبي إمرأة ثرثارة في الحقيقة، و رؤيته لها ساكتة تجعله ينزعج.

إهانته ضربت الهدف، شاهدها تتغير من الهدوء إلى زوبعة جاهزة حتى ترفعه إلى السماء و جره إلى الهلاك.

_أنت فقط تريد الإهتمام، إن كنت تريده إلى هذه الدرجة، كل ما عليك فعله هو أن تطلب، و تأكد من إضافة "رجاءً"، و إذا كنت تريد الإهتمام من الجودة العالية إركع على ركبيتك و ضم يديك كأنك تصلي، حينها سوف أهتم بك مثل طفل رضيع.


و كونه شخصاً نادر الإبتسام، يواجه صعوبة في إيجاد الفكاهة في الأشياء، هذه المرة الإستثنائية  تصاعدت إبتسامة من أعماقه المظلمة، و قمعها قبل ان ترتسم على وجهه، فهو قد نال مراده.

_لم أكن أعلمُ أنكِ تتخيلينني على ركبتَيَ.

لم يسبق لها و تخيلته على ركبتيه، و بذكره للموضوع بدأ عقلها في تشكيل صورة له على ذلك الشكل، على ركبتيه أمامها يترجاها بينما يظمُ كفيه معا.

توردت خدودها بالحمرة.

مد يده  نحو الإعلان الذي إختارته بعدما نال إعجابه،كراولي ريفيرا هو صيدها لهذا السبب صفعت يده قبل أن يأخذه ثم وضعت وضعت يدها على الإعلان حتى تمنعه من سرقته منها.

_هذا صيدي، لقد سبقتك، انا وصلت اولا و انا أخترته أولا، لذا ابتعد.

إقتربت إلى لوح الإعلان و حجبت معظمها بجسدها إضافة إلى إعلان كراولي ريفيرا. عاين جسدها بدون خجل و لاحظت كيف جالت اعينه عليها كأنه ماسح ضوئي. بقي في مكانه يشاهدها بصمت و رفض التحرك.

_ماذا تنتظر؟،ابحث عن إعلان آخر.

لكنها تقف في طريقه.

دون إنذار مسبق، ذراعه تسللت بسرعة و أحاطت خصرها ثم قام بسحبها من مكانها غير تارك لها أي وقت لاستيعاب ما يحدث، و بيده الحرة أخذ بها الإعلان من اللوح.

تصارعت ضد ذراعه القوية حتى تحرر خصرها لكنه كان مصرا على سجنها بتلك الطريقة، و حاولت أخذ  الإعلان منه فرفع ذراعه في السماء مما أنشأ مسافة طويلة بينها و بين الإعلان.


_حُبك للمال هو ما سيجلب نهايتك، انتِ لستِ نداً لكراولي ريفيرا، أنت فقط إمرأة طماعةو متهورة لا تفكر في العواقب.

توقفت عن محاولاتها في الإفلات و نظرت إلى عيناه اللتان تحدقان فيها من الأعلى، شعرت بكم انه قد قلل من شأنها و هذا ما تكرهه بشدة.

_التقليل من شأني و دعوتي بصفات سيئة باتت من الأشياء التي تحب القيام بها مؤخرًا، تدعي و كأنك لا تعرف أن هذا هو مصدر رزقي، لدي الكثير من الفواتير التي أحتاج دفعها، ليس جميع الناس فاحشي الثراء مثلك.

حافظ على ملامح وجهه الباردة و أعطاها إجابة جعلتها تسكت لبعض الوقت.

_لقد أعطيتكِ حلاً، قدمتُ لكِ عرضًا مناسباً لكنكِ رفضت،  و جاءكِ إدوارد بعرض آخر و طلب منك أن تعملي هنا في الحانة، و رفضت مجدداً.

لقد رفضت عرضين مختلفين، الأول أقنعت نفسها أنه من المستحيل أن تقبله، إن حدث سوف تنتج عنه عواقب وخيمة، بعضُ الحيواتِ سوف تُزهق و الكثير من الدماء سيتم سفكها، لكن جاك لا يخاف العواقب، جاك يفعل ما يريده.

العرض الثاني لا بأس به، عواقبه ليست وخيمة لكنها سيئة أيضاً، بالإضافة إلى حقيقة أنها في مرحلة أصبحت فيها لا تطيق المشاكل و الضغوطات، و تتجنب أي شيء يجلب لها صداع الرأس و ضيق النفس.

لقد راقها عرض جاك، أراد إعطائها ما تحلم بالحصول عليه حين تنام، لكنها جبانة و لا تريد أن تخاطر.

ا بينيلوبي تتمنى لو بإمكانها الرجوع في الزمن إلى الوراء، إلى الفترة التي كانت في الثامنة عشر من عمرها حتى تحذف بعض الأحداث التي تسبب لها العوائق في حاضرها.

أرادت أن تبكي. لكنها رفضت السماع لدموعها بالنزول.

جاك دقيق الملاحظة، لم يَفت له كيف لمعت عيناها حزنا بالرغم من مجاهدتها لإبقاء ملامحها باردة، و كيف اهتز حاجبها الأيسر قليلا فقط ربما ملمتر حيث لن يلاحظ احد حتى بذلك القرب منها، فهو يتمتع ببصر صقر مفترس.

حرر خصرها من ذراعه و ابعد بصره عنها  و ركز على الإعلان ثم أردف بهدوء دون أن ينظر إليها.

_يوجد إعلان واحد فقط لكراولي ريفيرا فوق اللوح، لقد تعمد إدوارد وضع واحد فقط لأن كراولي صيد صعب و خطير، لا أحد يريد أخذه و المخاطرة بحياته سواكِ و أنا. لنعقد إتفاقا بيننا إذا.

استفاقت من حزنها حين سمعت كلماته الأخيرة، نظرت إليه بفضول. 

_سوف تأتين معي، سنصطاد كراولي معا و سنتقاسم المال.

شعرت بدقات قلبها تثور بعدما سمعت كلامه، مجرد أنها ستقضي الكثير من الوقت معه أصابها بالتوتر و القشعريرة. سوف يراقبها بأعينه الثاقبة و سيكون بالقرب منها، سينتقدها مثلما يفعل دائماً و يضغط على أعصابها.

لكنها ان وافقت سوف تحصل على نصف المال و بهذه الطريقة ستدفع مبلغ إيجار منزلها للعجوز باتريشا.

مد يده نحوها ثم سألها.

_هل انت موافقة؟

و بدون تردد منها مدت يدها و صافحته.

_أجل.

🥀

في اليوم التالي، حوالي الثامنة مساءً، كانت تركض في طريقها نحو الحانة حيث ينتظرها جاك، لقد تأخرت على الموعد المتفق عليه،كان يفترض بها أن تكون في الحانة على الساعة السابعة.

دفعت باب الحانة بهمجية، أصدر الباب صوت الأجراس فالتفتت الأنظار إليها.

لوح لها بعض الصيادين المسالمين و رحبوا بها بسعادة، فردت عليهم بابتسامة مشرقة، تغلغلت في الحانة حتى وصلت إلى عرين الشيطان، و هو مكان جاك المفضل.

وجدته فوق الأريكة الجلدية، يجلس في سلام و هدوء، بجانبه خادمه الخاص نيكولاس الذي لا يفارقه أبدًا. وقفت أمامه فرفع رأسه حتى ينظر إليها جيدا.

كانت تتنفس بسرعة بسبب ركضها في الطريق و  تلون وجهها باللون الأحمر.

_لقد تأخرتِ.

أخبرها رافعا حاجبه الأيمن.

 

_لم انتبه للوقت، كنتُ مشغولة.


نظرت إلى نيكولاس و ابتسمت له، ألقت عليه التحية شاعرة بالشفقة عليه لأنه مجبر على التعامل مع جاك السفاح كل يوم. أرادت ان تبهجه.

_مرحباً نيكو، كيف حالك؟

إبتسم نيكولاس بلطف ثم مسد شاربيه بينما يجيب عليها.

_أنا بأفضل حال، ماذا عنكِ آنسة بينيلوبي.

جلست بجانب جاك، و حرصت على ترك مسافة بين جسديهما، مالت رأسها و نظرت إلى نيكولاس مجدداً، ثم أجابت عليه.

_أنا بخير، شكراً لسؤالك.

أراحت ظهرها على الأريكة ثم عقدت رجلا فوق أخرى. تلقائياً، تدحرجت عيون جاك إلى ساقيها الطويلتين و العاريتين، حدق فيهما لبعض الوقت بضياع و بعد ثوان تحولت ملامحه و ظهر الإنزعاج فيهما.

تحدثت بيني إلى جاك، و تظاهرت و كأنها لم تره يحدق في ساقيها.

_إذا ما الخطة؟، من أين سنبدأ؟


🥀

كانوا يسيرون في الطريق، ثلاثتهم.

جاك في المقدمة، نيكولاس خلفه، و بيني بجانب نيكولاس الذي تعمد المشي ببطء حتى لا تبقى بينيلوبي لوحدها في الطريق. بينيلوبي لا تعرف أي شيء عن الخطة لأنه يخبرها جاك، طلب منها أن تتبعه بهدوء دون السؤال، مما أشعرها بالغضب.

توقف جاك فجأة في الطريق، فتحتم عليهما التوقف كذلك. استدار للخلف و واجهه  الثنائي،  أعاد شعره للخلف ثم مسح  سترته من الغبار الوهمي، في الحقيقة لم يكن هناك أي خطب في ملابسه لكنه فقط مهووس بالنظام و النظافة فهندم جسده قبل أن يتحدث بجدية.


_هل ترون ذلك البار؟

أشر بسبابته إلى بناية ضخمة، تصميم المبنى يملك تفاصيل إستثنائية الشكل، زخارف كثيرة و نوافذ على شكل أقواس مثالية، باب المبنى مصنوع من الخشب الثقيل و فيه رسومات منقوشة بعناية، فوق الباب توجد لوحة صلبة نُقشت عليها كلمة Guantipistola.

من الواضح أن هذا البار ليس للفقراء،مثلي.

_سوف ندخل البار، لكن من الضروري أن تبقيا هادئين و أن تمثلا، هذا البار يتسكع فيه الكثير من المجرمين و رجال العصابات الذين يحبون القتل و العنف، نحن لا نريد جذب إنتباههم.

هذه ليست أول مرة تسمع فيها هذا الإسم، لقد تحدثت عنه ميليندا مسبقاً.

نظر جاك إلى بينيلوبي، ثم جال بأعينه كامل جسدها،لم ترقه ملابسها، أولا لأن البار ليس مكان تدخل إليه بملابس غير محتشمة، و ثانيا لا يحب حين ينظر إليها الرجال و يعجبون بما يرونه. بينيلوبي ترتدي شورت ذو طول قصير و ضيق، لونه أسود غامق و قماشه من الجينز ، أضافت قميص أبيض عديم الأمام قماشه من القطن ، و  أقدامها تحتويها زوج من أحذية القتال الثقيلة و تزينها أقراط من النحاس.

صففت شعرها على شكل ذيل حصان كثيف بارتفاع منخفض.

بينيلوبي إمرأة في غاية الجمال، و تحب إبراز جمالها دون إعارة إهتمام لأفكار الناس، تحب كيف تبدو و تشعر بالأمان و الثقة بالنفس عندما يتعلق الأمر بجمالها.

جاك يعلم ذلك، يعلم أنها تحب التزين و اللمعان.

يعلم أيضاً ما سيحدث حين يدخل البار و هي برفقته. سوف يراقبها الرجال و اللعاب يقطر من أفواههم. سوف يرمون التعليقات هنا و هناك و لن يقدر على التحمل، لن يتمكن من الحفاظ على هدوئه و تقبل الأمر بصفته رجل، لأن الرجال لا يسكتون حين يتم الإقتراب من نسائهم. لسانه كان يأكله بشدة و لم يستطع منع نفسه من إلقاء كلام  مهين عليها.

_بالمناسبة، تبدين إمرأة سهلة في تلك الملابس.


شعرت بالألم و الإهانة من تعليقه، لو أتى هذا الكلام من شخص آخر غيره لتجاهلته، لكنه أتى من شخص تحمل في قلبها مشاعرا اتجاهه.

أصبح جاك يعاملها ببرود شديد منذ تلك الحادثة التي صارت بينهما، بعد أن رفضت عرضه و أصبحت جزء من قسم الذكريات الحزينة التي تملكها.

ردت عليه بنفس الطريقة الباردة.

_رأيك لا يهمني.

سمعت صوت اختناق من طرف نيكولاس الذي  صامتا شاهد مسرحيتهما في صمت ،  بينيلوبي تستمر في إدهاشه بردودها الجريئة ، و قد نسي انها الوحيدة التي تتجرأ على التقليل من احترام جاك بلاك العظيم بينما الآخرون يخافون من الإصطدام به في الطريق عن طريق الخطأ.

إصطك جاك  أسنانه و لم يعثر على إجابة أخرى ، لا يحب حين لا تعطيه الإهتمام و ترميه إلى ركن معزول في حياتها.

_إبقي بجانبي.

إكتفى بإخبارها ان تبقى بجانبه ثم إلتفت و أكمل طريقه نحو البار.

دخل إلى البار أولا ،إنخفض الضجيج  حتى كاد ينعدم و توجهت الأنظار إليه ، تعرفوا عليه مباشرة، وجهوا إليه تحديقات ثاقبة و  لم تكن لطيفة مطلقاً، لأن سمعته تسبقه دائِما و يعرفون تمام المعرفة ان جاك بلاك من أكبر صائدي الجوائز ،من أفضل السيافين الذين ولدوا.

تواجده في مكان ما، هذا يعني ان هناك فريسة ما سيصطادها، و خاصة في حانة تعج المجرمين.

بينيلوبي  تتبعت خطاه في صمت، بجانبها نيكولاس احست بثقل تحديقاتهم و  التوتر الشديد الذي ساد على الجو، أحست و كأنها خروف وسط قطيع من الذئاب الجائعة، يترصدونها كأنها قطعة لحم تمشي، يحاولون إيجاد نوع العلاقة التي تجمع بينها و بين جاك بلاك.

على عكسها، جاك بدا مرتاحا و قد لاحظت ذلك حين حدقت في منكبيه المرتخيين، خطاه المتزنة التي لا تميل و لا تهتز بل ثابتة، و الأهم تلك النظرة الباردة التي اعتنقها وجهه بالرغم من كونه يعلم تمام المعرفة انه يقود قدميه نحو عرين الشياطين إلا أنه ليس خائف... خطوة خطوة حتى بلغ البار ، جلس على أول مقعد رآه فارغا فتبعته بينيلوبي و جلست بجانبه و من الجانب الآخر جلس نيكولاس.

وضع جاك مرفقيه على البار ثم تحدث.

_سوف نطلب كؤوس شراب و ندعي اننا اتينا سالمين و من أجل التسكع بالرغم من انني أعلم انهم لن يبتاعوا تمثيلنا لكن طالما اننا هادئين لن يتجرأوا على فعل شيء، لأن ذلك سيؤدي إلى مخالفتهم قوانين بار Guantipistola.

نيكولاس حدق في النادلين وراء البار واحدًا تلو الآخر حتى لمح من  تبحث عنه عيناه ، أشار لرجل طويل ذو شعر غرابي اللون و عيون خضراء، هذا النادل يملأ بعض الكؤوس بالشراب الفاخر غير معير إهتماما لأي أحد. حين رأته بينيلوبي، كاد ذقنها يصل إلى الأرض لشدة وسامته. ذلك النادل يملك بشرة سمراء ناعمة، لم تر في حياتها مثلها، تفاصيل وجهه مثالية الشكل، يرتدي قميص أبيض مع صدرية سوداء و مقدمة قميصه بقيت مفتوحة.

تمعنت في النظر في وجهه و حين إلتفت، رأت شفاهه و كادت تفقد وعيها، شفاهه تملك شكلاً إستثنائيا يثير الغرائز النائمة بداخلها، شفاهه ممتلئة و ناعمة، فاتنة.

رفع ذلك النادل رأسه فوقعت عينيه على جاك بلاك، لم ينتظر و لو ثانية واحدة زائدة، إقترب من الثلاثة ثم أشر بذقنه إلى جاك كتحية، ثم إلى نيكولاس الذي رد عليه التحية بنفس الطريقة، بعد ذلك إنتقل إلى بينيلوبي، هذه المرة إستغرق في النظر إليها. مما أعطى الفرصة حتى تحدق في وجهه عن قرب، لاحظت عينيه ذات اللون الإستثنائي، عيونه خضراء بالكامل و لا تحتوي على أي نقطة من البني، خضراء خالصة.

العيون الخضراء نادرة الوجود في الحقيقة، تقريباً كل العيون التي تبدو خضراء ليست خضراء، إنعكاس اللون البني الفاتح هو ما يجعلها تبدو كذلك.

إبتسم النادل لبينيلوبي و بداخله يمدح جمالها، لقد جذبت إنتباهه.

قطع ذلك التحديق الغريب حمحمة جاك، و قد نجح في إبعاد إنتباه النادل عن بينيلوبي. إلتفت النادل الوسيم إلى جاك ثم تحدث، و كم كان صوته جذاب على مسامع بيني، برزت أصوله من خلال لكنته المثيرة.

_جاك، مر وقت طويل، كيف حالكم؟

قبل أن يرد جاك على النادل، إستدار قليلا إلى الوراء ثم عاين الأرجاء بشكل خفيف و غير ملحوظ، ثم عاد للنظر إلى الرجل الوسيم قائلاً:

_إليوت، خذنا إلى مكان أكثر هدوءً و بعيدٍ عن الأنظار و الآذان المتجسسة.

🥀

رمت بينيلوبي بجسدها على الأريكة في الغرفة التي قادهم إليها إليوت، كانوا ينتظرونه حتى يعود مع كؤوس الشراب، دخل إلى خزانة متصلة بالغرفة و هناك تقبع قارورات الشراب الغالية.

عاد بعد دقائق و هو يحمل صينية بين يديه،   أعطى لكل واحد منهم كأسه و   إقترب من بينيلوبي حتى يعطيها شرابها  و قبل أن تمسكه امتدت يد جاك و سحبت الكأس من يد إليوت. برر فعلته قائلا :

_لا كحول لبينيلوبي، إليوت رجاءً غير كأس الشراب بالعصير.

فتحت فمها بغير تصديق على جرئته، و لم تسكت على تصرفاته الدكتاتورية.

_من انت لتحدد ماذا اشرب؟ إعطني الكأس فوراً.

مدت يدها نحوه و أمرته رافعة حواجبها، تجاهل جاك رغبتها و رد عليها.

_تتحولين إلى إمرأة فوضوية حين تشربين، ليس لديك مناعة ضد الكحول.

_ايها الوغد!

تحدثت تحت أنفاسها عن جاك و قد نسيت لوهلة أنها ليست لوحدها، شتمته بطريقة لا تليق بالنساء، إلفتت إلى إليوت فوجدته ينظر إليها بابتسامة و استمتاع، شعرت بالخجل و سرعان ما توردت خدودها بالحمرة. إقترب منها النادل الوسيم و أخذ يدها بين كفيه الكبيرتين بلطف، طبع قبلة على سطح يدها دون إزاحة نظره عنها فكاد قلبها يستقيل عن عمله.

تعمد إطالة القبلة لأنه أحب التأثير الذي يسببه لها، و جاك شاهد ذلك في صمت و غيرة حارقة. و أما نيكولاس شاهد ردة فعل جاك خلف كأس شرابه باهتمام.

_يا لك من إمرأة خلابة الجمال، تزدادين جمالاً حين تغضبين.

كلامه المعسل ليس إلا محاولة في الحصول عليها و جذبها، بينيلوبي ليست قليلة الذكاء، هي تعرف هذه التقنيات جيداً، لكن من الصعب مقاومتها بسبب وسامة إليوت و صوته العذب.

تخلى إليوت عن يدها ثم ذهب حتى يأتي لها بكأس من العصير. و أثناء غيابه تحدثت بينيلوبي بصوت عالي حتى يسمع جاك.

_ظننت ان الشهامة ماتت، انا سعيدة ان بعضها لا يزال موجودا.

_أراهن على أنه يقول ذلك لكل امرأة يقابلها.

رمقته بنظرة قاتلة لكنه تجاهلها و رفض النظر إليها. فإن رأت وجهه سوف تكتشف أنه يشعر بالغيرة و بالكاد يمسك نفسه.

عاد إليوت مع كأسها و منحه إياها، حرص على لمس يدها بشكل خفيف و النظر في عينيها البنيتين، شكرته بلطف ثم قام بالجلوس على الأريكة المقابلة لهم.

_إذا ما سبب الزيارة المفاجئة؟

سأل إليوت جاك بفضول،  فوضع هذا الأخير كأسه على الطاولة أمامه  ثم رد عليه داخلا في صلب الموضوع.

_نحن نبحث عن كراولي ريڤيرا.


إعتنق إليوت الصمت لفترة، ذلك الإسم حرك عجلات مخه، و هذا كافٍ حتى يثبت ثقله و خطورته. عاد من شروده و سأل جاك.

_نحن؟

تردد جاك في إعطائه إجابة و تبادل النظرات معه كأنهما يتخاطران فعرف إليوت الرسالة المخفية وراء صمت جاك.

إليوت يعرف،لا بل الجميع يعرفون
ان جاك لطالما، و دائما يصطاد لوحده و لا يتعاون مع احد مما جعل إليوت يستغرب و يتساءل بفضول،لما قد يصطاد مع احد؟ و ليس اي احد بل مع فتاة؟

_هل تعلم اين هو؟

سأل جاك فهز إليوت رأسه بإيجاب و أجابه.

_الطابق الثاني، الغرفة رقم 3.

اومأ جاك برضى ثم  إلتفت إلى بيني التي بغير تصديق بقيت ساكتة و السكوت حتما ليس من شيمها، لأنها امرأة ثرثارة من النادر لها أن تبقى ساكتة.

_لنبدأ بكِ إذا.

_تريدني ان اصعد فوق و أواجه كراولي؟

_ليس تماما.

_ماذا إذا؟

جاك نظر نحو إليوت فتولى الأخير شرح الأمور لها.

_كراولي زبون دائم هنا ، الغرفة رقم 3 هي غرفته و دائماً يطلب إرسال فتاة إليه بعد عودته من الصيد.

_و انا الفتاة التي سيتم إرسالها إليه الآن هل هذا ما تخططونه؟

هي اختارت ذلك الإعلان، لكنها فكرت في القبض عليه بطريقة أخرى، ليس بطريقة قد تعرضها للإغتصاب من قبل مجرم ضخم البنية و قوي، كما أن جاك بدا مرتاحا حول الفكرة.

للحظة ظن انها ستتراجع عن المشاركة و تختار إعلان آخر يناسب امرأة بحجمها و قدراتها لكنها فاجئته حين وافقت

_حسنا... سوف اقوم بذلك.

انقبض فكه حين غادرت تلك الكلمات ثغرها، آمل أن تتراجع عن رغبتها لكنها فاجئته بالقبول، لقد نسي من تكون بينيلوبي.

_إذا أخبروني ماذا علي ان افعل بالتحديد؟

افرغ جاك محتوى كأسه دفعة واحدة ثم وقف، وقفت بينيلوبي و إقتربت منه، رفعت وجهها للأعلى حتى تنظر إليه.

_سوف تدخلين غرفته و تدعين بأنكِ فتاتَهُ لليلة.


ساد هدوء عجيب بعدما سكت، و صدر صوت إختناق من حنجرة نيكولاس، داعب حاجبيه بتوتر و نظر إلى جاك الذي أدرك وقع تلك الكلمات.


 

_سوف تشتتينه و تجعليه يغفل لبعض الوقت سوف اعطيك حقنة تخدير حتى تقومي بحقنه عندما يغفل.

اومأت موافقة على الخطوات.

_بعد أن تحقنيه صفري بأعلى صوت و تلك ستكون اشارتي حتى اقتحم الغرفة و اقوم بالقبض عليه.

اومأت مجدداً، كل ذلك بدا سهلاً بالنسبة لها لكن في الحقيقة ليس سهلاً، لأن إذا اكتشف كراولي او لم يصدق تمثيلها سوف يجعلها تدفع الثمن غاليا.

_ماذا ان فشلت و اوقفني في آخر لحظة؟

_ان فشلت الخطة اصرخي بأعلى صوت و سأتدخل، سوف أعطيك عشر دقائق فقط أن لم اسمعك تصفرين سوف اقتحم المكان و اقبض عليه بنفسي، هل هذا مفهوم؟

اومأت له ثم وجهت تركيزها  إلى إليوت و سألته :

_ماذا عن الملابس، هل هناك نوع محدد ؟

أومأ لها النادل الوسيم ثم أجاب على سؤالها.

_أجل، هناك زي مخصص للفتيات في هذا البار، سوف أبحث عن واحد يناسب حجمك.

عاين إليوت جسدها بعينيه حتى يجد الحجم الذي سيناسب جسدها، عاين كتفيها أولا ثم صدرها الممتلأ، بعد ذلك عاين ساقيها الطويلتين، طلب منها بلطف أن تمنحه نظرة على جسدها من الخلف.

_هل يمكنك الإستدارة لو سمحت؟

إستدارت دون تضييع للوقت و منحته منظر جسدها من الخلف، وجد إليوت نفسه يعاين مؤخرتها في ضياع لبضع ثوانٍ.

وعى على نفسه فهز رأسه حتى يبعد صورة بينيلوبي من عقله، وقف من مكانه ثم أخبرها بابتسامة.

_سوف أذهب للبحث، سأعود بعد قليل.

🥀

دوى صوت قرع كعب بينيلوبي في رواق الطابق الثاني، إتجهت إلى الغرفة 3 حتى تنظم إلى كراولي ريفيرا في أمسيته، تمكن إليوت من إيجاد القياس المناسب لجسدها و بدت ساحبةً للأنفاس بسبب جمال قوامها و نعومة شعرها الملفوف على رأسها بدبوس حاد .

الزي الرسمي مجرد فستان أسود قصير الطول و يحتك ببشرتها بسبب ضيقه، يحتوي على تفاصيل جعلت منه فستانا مناسبا للإغواء، كالدونتيل الذي يزين منطقة الصدر و القماش الشفاف في منطقة البطن.

أرفقت الفستان بزوج من الجوارب البيضاء التي تصل إلى ركبتيها و تنتهي بوشاحين من الحرير الناعم.

سار جاك خلفها ببطء و حدق بساقيها المغريتين، لقد جاءت حتى تسحر شخصاً آخر لكنه وقع ضحية سحرها قبل يقع الهدف فيه.

دارت في عقله فكرة، و هي حملها فوق كتفه و إرجاعها إلى منزلها. لأنه لا يحب حين ينظر الرجال غيره إلى جمالها و لا يحب حين تعطيهم الإهتمام.


وصلت إلى باب الغرفة المنشودة و قبل أن تفتحه، إقترب منها جاك حتى لامس رأسها ذقنه، وضع شفاهه على أذنها ثم همس لها.

_توخي الحذر.


إقشعر بدنها بسبب صوته،  و شعرت باهتزازاته. حركت رأسها قليلا إلى اليمين و لم تنظر إليه، بل ركزت على عارضة الباب الخشبية.

إبتعد عن جسدها و تركها حتى تستمر في عملها. أخفى جسده بجانب الباب و شاهدها في صمت.

طرقت بينيلوبي على الباب مرتين و أنتظرت رداً، سمعت صوت كراولي من الداخل يطلب منها الدخول، ففتحت الباب ثم دخلت دون تنظر إليه، ولجت إلى الغرفة ثم إلتفتت و أوصدت الباب وراءها، و أثناء ذلك أعطت نظرة أخيرة لجاك.

إلتفتت ببطء حتى تنظر إلى صيدها، و حين رأته جفل قلبها و سارت نبضاته تتسابق، أدركت أن الصورة التي تم وضعها في الإعلان قد قصرت في وصفه، كراولي فاق توقعات مخيلتها.

كان يجلس على السرير و ظهره ضد عارضته الخشبية، إحدى ساقيه مبسطة على السرير بأريحية و الأخرى مثنية، مرفقه على ركبة ساقه المثنية و في يده سيجارة تحترق.

تمعنت في النظر إليه و حاولت انتقاء ما يجعله مخيف. على وجهه تقبع ندبة عنيفة تمتد من أعلى جبينه في الجهة اليسرى حتى شفتيه. يملك عين تبدو خضراء اللون و هي العين السليمة، أما العين الأخرى فلونها تلاشى بعض الشيء فكاد يصير أبيض اللون.

الجهة اليمنى من عنقه تغطيه وشوم لا تستطيع تحديد شكلها بسبب بعدها عنه، و  جسده الضخم أخذ معظم المساحة على السرير.

أخذ مجة من سيجارته و راقبها باهتمام، راقبته بينيلوبي بنفس الإهتمام و أدركت أن كراولي ريفيرا في الحقيقة وسيم جدا. صحيح أن الندبة و عينه المتضررة تجعله يبدو مخيفا، لكنها لم تؤثر كثيراً على جماله.

عاين جسدها دون الإطالة في النظر فيه، ثم اتسعت شفاهه في إبتسامة و أسمعها صوته الغليظ و الرجولي.

_تعالي أيتها الفاتنة.

بدأت التحرك و أقتربت منه ببطء، حاولت المماطلة قدر المستطاع لأن جرئتها قررت الفرار منها.

أعاد كراولي شعره الأسود إلى الخلف و نفث دخان السيجارة من أنفه. توقفت بجانبه فقام بالربت على السرير بيده قائلا.

_إجلسي.

على عكس ما توقعته، تحدث إليها بلطف و لم يأمرها، ظنت أنه سوف يعاملها بخشونة و قلة إحترام لأنه مغتصب نساء.


جلست بينيلوبي بجانبه و حرصت على إبقاء قليل من المسافة بين جسديهما خوفاً. وضع كراولي سيجارته في منفظة السجائر الموجودة على المنضدة بجانب السرير، ثم تحدث إلى بينيلوبي.

_ما إسمك؟

إقترب منها بعدما سألها حتى صار وجهه أمام وجهها، شعرت بالرعب فتسارعت أنفاسها بسبب قربه، تمكنت من رؤية وجهه بوضوح و الندبة صار واضحة أكثر.

عينه المتضررة تحمل بضع لطخات من اللون الأصفر و عينه السليمة في الحقيقة ليست خضراء، إنما مزيج من اللون البني الفاتح و الرمادي و ينتج عن هذه الألوان إنعكاس اللون الأخضر.

وضع أصابعه على وجنتها و داعب بشرتها أثناء مشاهدته لها.

_بيتي.

إبتسمت بزيف حتى تبعد الشكوك و تطرد القلق الذي إعتراها. 


أخذ يدها في يده الضخمة ثم قبل سطحها بلطف دون قطع الإتصال البصري، ثم أجاب عليها.

_أنتِ إمرأة جميلة آنسة بيتي.

توردت وجنتيها و إبتسمت بشكل حقيقي هذه المرة، لاحظ كراولي ذلك فشعر بالرضى.

_هل انت جديدة هنا؟،هذه أول مرة أراك في هذا المكان .

_اجل انا جديدة هنا،إليوت قال بأنني سأكون مفاجأة هذا اليوم.

_هو محق، انت حتما مفاجئة.

عادت بيني إلى رشدها و أدركت أنها لا تملك الكثير من الوقت و عليها تسريع العملية. تحركت من مكانها و انتقلت الى المساحة الفارغة بين ساقيه. وضعت نفسها على ركبيتها، و وضعت يدا على ركبته حتى توازن جسدها ثم إقتربت منه.

وضعت يدها على وجهه و لمسته، ثم أخبرته ما تظنه في عقلها دون كذب.

_و انت رجل وسيم جدا.

لمعت عيونه بشكل غريب و ألتقطت وجود نظرة متفاجئة، عم الهدوء بعد إخباره تلك الكلمات، راقبها في صمت كامل فشعرت بالقلق و الخوف. لكن فاجئها بطرحه سؤالا لم يخطر على بالها.

_هل تظنين ذلك فعلا؟

نظرت بيني إلى ندبته ثم إلى عينه المتضررة، هي عنت فعلاً ما قالته، جماله لم ينقص.

_نعم.

إقتربت منه ببطء حتى تعدم المسافة بينهما، كراولي حدق في شفاهها و لان نحوها بصدد تقبيلها، تلامست شفاههما لوهلة و لم تقدر على الإستمرار، قامت بسحب المشبك المسموم من شعرها الملفوف بعناية و حاولت أن تغرزه في عنقه.

لم تنجح في غرزه، لأنه قام بإمساكها رسغها في الوقت المناسب و نجح في إيقافه قبل أن تغرزه في عنقه.

تجمدت في مكانها و حدقت في وجهه القريب برعب.


همس لها بهدوء :

_بطيئة جدا.

أخذ مشبك الشعر و رماه على الأرض، قام بدفعها فوق السرير و أعتلى جسدها في ثوان قليلة فقط، لم تملك الوقت حتى تدافع عن نفسها بسبب سرعته في الحراك.

سجن رسغيها في يده الضخمة و ساقيها بين رجليه الطويلتين، تحركت تحته و سحبت رسغيها حتى تحرر نفسها لكن ما باليد حيلة، قبضته فولاذية القوة.

_انتِ حقا مفاجئة.

_أتظنين انني لا استطيع التمييز بين فتاة الليل و الفتاة العادية؟

إبتلعت بينيلوبي ريقها بصعوبة، شعرت بالضعف و الرعب من كراولي.

_في اللحظة التي دخلت فيها، و بقيت أمام الباب تحدقين في توتر، عرفت مباشرة أنك لست فتاة ليل، فتيات الليل لا يخجلن.

هزت رأسها ثم أمرته

_دعني!

حاولت مجدداً ان تحرر نفسها و أستخدمت ساقيها هذه المرة، إستعملت كل ما تملكه من قوة حتى تدفعه عنها لكن ساقيها خذلتها أمام بنيته الضخمة.

هز رأسه برفض، ثم أخبرها :

_ماذا سأفعل بك الآن، أنا لست رجل جيد، لكني لا أؤذي النساء.

_ليس هذا ما تقوله إعلانات الجوائز!

إبتسم حين جلبت موضوع الإعلانات إلى المحادثة، رغب في الضحك لكنه لم يفعل، أكمل الحديث قائلا :

_هل تصدقين كل ما يضعونه على الإعلانات؟ أخبريني ماذا تقول الإعلانات عني.

ترددت لوهلة، خافت أن يغضب إن أخبرته ما إستخدمته الإعلانات من صفات سيئة.

_ان..نك قاتل.

تلعثمت قليلاً.

_صحيح، ماذا أيضا؟

_انك سارق و تغتصب النساء.

ضحك بخفة هذه المرة فبرزت أسنانه الفتاكة، تلك الإبتسامة زادته وسامة.

_أنا قاتل، و أحياناً أسرق الأشياء التي تكمل المهمات التي أقوم بها، لكني لا أغتصب النساء.

_انت كاذب، سوف تغتصبني الآن أليس كذلك؟

سقطت الإبتسامة من وجهه و أُستُبدلت بنظرة انزعاج، إنقضب حاجبيه قليلاً مما يدل على أنه بدأ يغضب و صبره ينفذ.

_لن أغتصبك، لا احتاج الى فرض القوة على النساء و إيذائهن للحصول على ما أريد، هناك نساء يعرضن علي أنفسهن بالمجان، و انا ألطف من أن أرفض عروضا مجانية كتلك.

سكتت بعد أن أخبرها ما يفكر فيه، إحتارت إذا ما ستصدقه أم تُكَذبه. فحتى لو لم يكن مغتصب، فهو قاتل.


_ماذا تفعلين هنا؟ و لمن تعملين؟

رفضت إخباره الحقيقة و فضلت السكوت، فأصر عليها.

_لن تخبريني؟

أصرت على السكوت، لا يمكنها إخباره الحقيقة مهما كان، إستنتج كراولي أن بينيلوبي عنيدة و لن تخبره أي شيئ، فتح فمه ليتحدث لكن قبل أن يشكل أول حرف فُتح باب الغرفة باب الغرفة من مكانه تحت قوة هائلة، ثم وولج جاك إلى الغرفة حاملا بندقية موجهة مباشرة نحو رأس كراولي.

نظر كراولي و بينيلوبي إلى الدخيل بتفاجئ، و كلاهما فكرا في شيئين مختلفين، هي فكرت ان العشر دقائق التي منها جاك لها قد نفذت و نسيت ان تصفر له، فأما كراولي فكر في جاك السفاح و حقيقة أنه إقتحم غرفته بشكل همجي لا يمثل طريقته في الصيد.

_ابتعد عنها فوراً

أمر جاك كراولي بصوت هادئ.

إلتفت كراولي نحو بينيلوبي التي حاولت التملص من قبضته دون جدوى ثم إبتسم و عاد إلى النظر لجاك و على وجهه مكرٌ شديد، تحدث إليه بهدف إغاضته.

_ترسل امرأة لأداء مهامك يا جاك؟، متى أصبحت ضعيفا يا جاك؟


لم يتأثر جاك بكلام كراولي لأنه يدرك ما يحاول الوصول إليه بإغاضته، لم يسمح له التسلل إلى عقله و التلاعب به.

_أتركها.

أمره مجدداً بنفس الهدوء و الصبر.

أراد كراولي المزيد من من التلاعب بأعصاب جاك، فقام بوضع يده على خد بينيلوبي ثم تحدث مجدداً.

_هل هي حبيبتك؟

داعب خدها بلطف فحركت بينيلوبي رأسها حتى تبعد يده عن وجهها، مسك ذقنها و أوقف حركتها بأصابعه و حدث كل هذا تحت أنظار جاك الذي بدأ بالفعل بالشعور بالغضب و فقدان الصبر.

حرك بندقيته و أعاد كلامه بهدوء و بطئ.

_قلت لك أتركها.

إلتفت كراولي إلى جاك و نظر إلى البندقية لثواني، أراد أن يستمر في اللعب بأعصاب السفاح لكنه يريد أيضاً الحفاظ على حياته، لا يمكنه المخاطرة بها.

حرر بينيلوبي من قبضته و ابتعد عنها، فسارعت في النهوض و الهروب من السرير كما تهرب الغزال من الأسد في لحظة غفلته. قامت بإلصاق ظهرها الحائط و إنشاء مسافة بينها و بين كراولي.


_ها قد تركت حبيبتك، لا داعي للعنف.


شاهدت بينيلوبي في صمت بينما أخفض جاك بندقيته ببطء و وقف باستقامة، إقترب منه كراولي بابتسامة و جاك لم يتحرك من مكانه حتى، توقف كراولي أمامه ثم مد يده نحوه، لف جاك يده في يد كراولي و صافحه بقوة قائلا.

_شكرا على تعاونك معنا.

جحضت بينيلوبي عينيها بغير تصديق، إنتظرت حتى يقوم جاك بالقبض على هذا المجرم، توقعت أن يحدث قتال عنيف و حاد بين هذين، و لم يحدث ما توقعته.

_لا داعي للشكر.


ختم كراولي كلامه بربتة على كتف جاك فأومأ له هذا الأخير بسلم. إتجه كراولي نحو الباب حتى يغادر و قبل أن يخرج إلتفت إلى بينيلوبي و غمز لها.

حدقت بيني في الباب بشرود و تعجب، لا تملك أدنى فكرة حول معنى ما حدث للتو، كل ما تعلمه هو أن جاك سمح للمجرم كراولي بالرحيل دون القبض عليه.


_مالذي حدث للتو؟

سألت جاك.

أصبحت بنيلوبي أخيراً محور تركيزه، تقدم نحوها قليلاً و راقبها في صمت، فتحتم عليها إعادة سؤالها مرة أخرى بنبرة عالية و بهالة غاضبة.

_مالذي حدث للتو؟

توقف جاك أمام بنيلوبي ثم رد عليها.

_لم آتِ حتى أقبض على كراولي، هو من معارفي.


_

إذا لماذا جعلتني آتي إلى هنا معتقدة أننا سنقبض عليه؟


_من أجل تعليمك درس.

صير بيني كاد ينفذ، لكنها حافضت على هدوئها بشكل مثالي، بالرغم من إحساسها بالغضب و الحرج مما حدث، بالنسبة لها ما حدث مهين.

_درس ماذا؟

_الحديث معك لا يكفي لأنك عنيدة، لذا فكرت في إثبات وجهة نظري من خلال وضعك في موقف خطير إفتراضيا، أنت لا تملكين أي إحترام لحياتك و ترمين بنفسك في وجه الخطر بتهور. لكني أتساءل.. هل تعلمتِ الدرس؟

ردت عليه بنيلوبي، و ليس بالكلام، قامت بدفعه إلى الوراء بعيدا عنها و بكل ما تملكه من قوة، دفعة، دفعتين، ثلاث دفعات، حتى سقط جسده على السرير.

إعتلته ثم مسكته من تلابيبه و رفعته نحو وجهها. جاك لم يقاومها بل إستسلم و تركها تعنفه.

_أيها الوغد، تلاعبت بي، من تظن نفسك لتعلمني درسا، لقد وضعتني في موقف محرج لكي تشبع كبريائك الذكوري.

_انت مخطئة، ذلك ليس هدفي، أريد سلامتك لكنك تستمرين في وضع نفسك في الخطر بلا إهتمام.

تركت تلابيبه فسقط على السرير، لكنها لم تنهِ بعد، غضبها لم يُطفأ و عليها صبه فوق جاك.

_هذه حياتي، أفعل بها ما أشاء، لن اتخلى عن الصيد لأنك لا تريدني ان أصطاد.

إبتعدت عنه و خرجت من الغرفة و حرصت على غلق الباب وراءها بعنف، نزلت من الطابق الثاني و إتجهت إلى المخرج دون النظر حولها، فور وصولها إلى القاعة الرئيسية تعالت أصوات الصفير و الرجال الذين ينادونها و يتغزلون بها.

غادرت البار من دون جاك و نيكولاس، و وجدت كراولي أمام المدخل يدخن و هو متكأ ضد الحائط، تجاهلته و أستمرت في المشي حتى وصلت إلى حانة إدوارد.

🥀

حل الليل، و جلست بنيلوبي مع صديقتها ميليندا في حانة إدوارد. أخبرتها ما حدث معها في بار غوانتيبستولا و المكيدة التي نصبها جاك حتى يعلمها درسه السخيف بنظرها.

المشاعر التي راودتها عكرت مزاجها، تشعر بأنه تم الإستخفاف بها و وضعها في موقف محرج، تعتبر ذلك إهانة لها و كلما تذكرت الحادثة أحست بالحاجة إلى كسر شيء.

إنه وجه جاك، أرادت كسره.

وضعت ميليندا يدها على يد بنيلوبي التي حاولت الإحتساء مزيداً من الكحول، أخذت منها كأسها و مسحت على رأسها مثل أم حنونة و واستها بكلمات لطيفة.

_لا بأس بنيلوبي، ما حدث قد حدث، لا تفكري كثيرا في الأمر لأنه لا يستحق، أنت إمرأة قوية تستطيعين مواجهة المصاعب و جاك لا يرى ذلك.

نظرت بيني إلى ميليندا ثم أخبرتها :

_علي الرجوع إلى التدريب، أصبحت ضعيفة و صرت أثقل من بقرة.

سكتت ميليندا قليلاً و حدقت في بنيلوبي، مرت بضع ثوان و هما يحدقان في بعضهما و بعد قليل بدأتا في الضحك دون توقف.


☁️☁️

هل إستمتعتم بالفصل؟

ما رأيكم في الأحداث و الشخصيات؟

من هي شخصيتكم المفضلة لحد الآن؟

ماذا عن جاك، هل تؤيدونه في ما فعله ب پيني؟

تم التعديل على هذا الفصلُ، إن كانت هناك أخطاء رجاءً لا تترددوا في تصحيحي💕

شكرًا على قرائتكم للفصل و دعمكم للرواية 🙏❤️🥰

Continue Reading

You'll Also Like

12.3M 459K 38
تصبح جارية لملك عرف عنه قسوته وجبروته ملك لا يرحم وليس لديه قلب يخاف منه الجميع ، وينحني له الملوك كيف ستكون مع وحش مثله ؟!!
466 87 8
°{حارسي الشخصي}.. { مستمره}° اكبر رئيس عصابه في مدينه نيويورك وضع جائزه قدرها 14 مليون دولار لمن يستطيع أن يأتي برأسي. تدور الأحداث في مدينة نيويورك،...
72.4K 7.5K 55
A life of a strict father who is a soldier raising his 2 kids along with his duties.
128K 7.1K 44
When she wants to go to her dad's house as she was missing them!! Her husband who was searching online how to "stop your wife from going away from yo...