' تبسم فإن الله ما أشقاك إلا ليسعدك، وما أخذ منك إلا ليعطيك، وما أبكاك إلا ليضحكك و ما حرمك إلا ليتفضل عليك، وما ابتلاك إلا لأنه يحبك.'
..............
غفت آيلا داخل أحضان أندرياس ليعيد تعديل طريقة نومها وغادر متجها ناحية غرفة هنري، دلف دون طرق كعادته ليجده عاري الصدر ويتدرب على تمارين الضغط.
استقام الآخر وادعى أنه يستر جسده بقميصه الأبيض صارخا بدرامية
-تبا يا رجل! استئذن لمرة في حياتك ألا تعرف معنى كلمة خصوصية
جلس الآخر على سريره بكل راحة وهز كتفيه غير مكثرت بينما الآخر ارتدى قميصه وارتمى بجانبه على السرير قائلا
-ما خطبك الآن؟
أعاد أندرياس رأسه للخلف في تفكير وتمتم
-هل تعلم كيف ماتت السيدة روز؟
قطب هنري حاجبيه ونفى قائلا
-تقصد والدة آيلا كلا لا أعلم أي معلومة عنها الشيء الوحيد الذي أعرفه أنها كانت ذات دماء نقية
نظر له أندرياس لفترة من تم أجاب شاردا.
-إن كان كذلك فآيلا أيضا ذات دماء نقية
هز الآخر كتفيه و أبرز شفته السفلى بمعنى 'لا أدري' ثم أجابه
-لكن حسب قولك آيلا ليست المنشودة أي أن دماءها ليست نقية
مرر أندري يداه على وجهه في انفعال وغمغم باستياء شديد
-أنا حقا صرت مشوشا اعتقدت أني أعرف كل صغيرة وكبيرة عنها لكنني كنت مخطئا خلال تلك السنوات التي لم أرها فيها حدث الكثير.
ضم هنري شفته محدقا للسقف واستفسر بعدها
-برأيك من السبب؟
زفر الآخر وتمتم منزعجا
-هذا ما أريد معرفته هنري
صمت قليلا ثم أضاف بنظرات مشككة
-مهلا! ألا تريد إخباري عن ذاك العمل المهم الذي أخبرتني به؟
هز هنري كتفيه وعاد ليتم تدريبه من تم قال بنبرة غير مبالية
-عندما يحين الوقت لتعرف فستعرف أندرياس
تلقى وسادة مباشرة لوجهه ثم تلاه زمجرة أندرياس الحانقة
-وغد! وكأنني أهتم للعنتك
تغير الجو الجاد إلى شجار طفولي بين الاثنين أغلبه ضرب بالوسائد لكنهما توقفا بغتة ما إن سمعا صراخ صادرا من الدور الأول، اتسعت مقلتا الاثنان ليتمتم أندرياس بصدمة
-هذا صوت آيلا
ركض كلاهما للأعلى ليفتح أندري الباب بقوة إذ به يتفاجؤ بأن الغرفة خالية، الحركة الوحيدة الموجودة هي حركة الستائر جراء الرياح والنافذة المفتوحة على مصراعيها.
نظر هنري بصدمة للمكان ثم نظر صوب رفيقه ليجده يكور قبضته بغضب شديد وهالة قتل تحول حوله، انتفض مرتعبا ما إن زمجر أندرياس بحدة.
-سيندم هذا اللعين الذي اختطفها
بينما عند آيلا التي كانت داخل منزل فخم ذا طراز بريطاني عريق حيث يشبه القصور الأثرية خاصة بتلك الثرية العملاقة المزينة بكريستالات صغيرة التي تتوسط بهو المنزل حيث تجلس.
كانت أنظارها تجول كل ركن من المنزل تراقب تلك اللوحات أيضا وهي تتذكر كيف انتهى بها الأمر هنا، حيث أنها كانت داخل أحضان سريرها وما إن أفاقت وجدت متسللا يخفي وجهه عند نافذة غرفتها.
صرخت في رهبة وما إن كادت تهرب أزال ذاك الشخص قناعه لتلمح ملامحه، تعابيره ترسم البرود له أعين غريبة بلون بني غامق وبشرة بيضاء شاحبة أكثر من شحوب أندرياس بكثير، إضافة لخصلات كستنائية.
أشار لها لتصمت ثم همس لها
-أنا لا أريد إيذاءك آنسة آيلا من فضلك لا تثيري ضجة كبيرة
ابتلعت رمقها واستفسرت بخوف واضح
-من تكون وماذا تريد؟
-تعال معي إن كنت تريدين أن تعرف
هزت رأسها نافية وأردفت بعناد
-مستحيل! اذهب قبل أن أنادي أندرياس
-ألا تريدين أن تعرفي ما حدث فعلا لوالدتك؟
نظرت له لبرهة بعدما قال لكن فضولها تغلب على خوفها، فوافقت على مرافقته، خرجا من النافذة لكن ما أثار استغراب آيلا هو قفزاته المذهلة، بحيث أن علو المنزل لم يصبه بأي ضرر حتى وهو يحملها.
أنزلها وطلب منها أن تركب معه ليوصلها إلى حيث يمكن أن تعرف ما جرى لوالدتها فعلا، ورغم ترددها الشديد هي وافقت في النهاية لتجد ذاتها داخل هذا القصر الغريب.
قاطع تأملها للمكان صوت كعب ينزل على السلالم لتستدير بغية معرفة من، اتسعت أعينها وهي ترى امرأة فاتنة في منتصف الثلاثينيات بثوب طويل مع فتحة عند الساق ذو لون نبيذي و كعب عال بلون أحمر قاتم، ملامحها ذات جمال مثير بأعين عسلية فاتحة لدرجة تميل للبرتقالي مع خصلات غرابية انسدلت على كتفها الأيمن.
ظلت آيلا ترمقها في إعجاب إلى أن وصلت المرأة إليها ولا يمكن إنكار أنها ذات هالة قوية وصارمة لا تمت للمزاح واللهو بصلة، جلست بابتسامة أقل ما يقال عنها فاتنة، وبعد صمت غير مريح تمتمت آيلا بتساؤل.
-هل أنت السيدة التي أرادتني؟ ما الذي ترغبين بإخباري به؟ هل هو متعلق حقا بأمي؟
ما إن تحدثت آيلا تغيرت هالة تلك السيدة من الصرامة والحزم لهالة مرحة، كما اختفت ملامح الجدية لتحل محلها ملامح لطيفة وهتفت بصخب طفولي ينافي شكلها وعمرها
-يا إلهي ما ألطفك!
تحولت تعابيرها للحادة سريعا وصرخت بانفعال
-توماس! أيها اللعين تعال إلى هنا
تقدم ذات الشخص الذي جلب آيلا إلى هنا وانحنى بخفة قائلا
-نعم سيدتي
أظهرت تعابير غاضبة طفولية وغمغمت حانقة
-غبي! كيف تحضر الفتاة ولا تضيفها حتى بمشروب أين أصول الضيافة أيها اللعين
اعتذر بانحناءة ولم تتغير تعابيره الباردة قيد أنملة رغم توبيخها له، هم بالمغادرة لكنه زفر بعمق ما إن طرق الباب بقوة فاتجه صوبه وفتحه بروية
-مرحبا سيد أند....
بثر حديثه بلكمة قوية جعلته يتراجع للخلف من تم دلف أندرياس وهو يمسح على قبضته بملامح ترسم الغضب، اقترب منه وأمسك بياقته متمتما من بين أسنانه بحدة
-المرة المقبلة إياك ولمس شيء يخصني...
قاطعه صوت ثالث
-أندرياس؟
نطق هذا الصوت الأنثوي من خلفهما باثرا شجارهما، ليزفر أندري ساخطا بينما المدعو توماس ابتسم ببرود شامتا به، أفلته بتكشيرة متقززة ثم توجه لتلك المرأة الفاتنة بابتسامة متكلفة وهو قائل.
-مر وقت طويل على رؤيتك
اختفت بسمته وتابع بحاجب مرفوع وشفاه متقوسة
-أمي!
....
لم يعدل❌
آيلا و الاختطافات قصة عشق😅
أول ظهور للشخصيات الجديدة (الخادم توماس و ام أندري) كان في البارت 20 للتذكير فقط