لماذا نغلق أعيننا عندما نضحك بشدّة، وعندما نحلم، وعندما نتعانق، وعند الخشوع ؟
لأن أجمل ما في الحياة لن تراه بعينيك بل ستشعر به بقلبك.
- أجاثا كريستي.
....
أمام أسوار الثانوية تقف آيلا في انتظار وصول أندرياس ليقلها، و كل ثانية تنظر لساعة يدها وتتأفأف في ضجر، الأهوج قد تأخر!
ظلت على حالها لفترة لكنها جفلت ما إن توقفت سيارة سوداء بحجم كبير نسبيا مباشرة أمامها، والمرعب هو خروج رجلين بثياب سوداء تغلف بنيتهم الضخمة ونظارات بذات اللون تخفي أعينهم.
ابتلعت رمقها في وجل وما إن كادت تهرول مبتعدة ارتطم جسدها برجل يملك ذات الثياب و ذات البنية غير أنه لا يرتدي نظارات ما جعلها تبصر أعينه الزرقاء الحادة والندبة التي مرت عبر عينه اليسرى.
ابتسم ما دب الرعب في قلبها وتمتم بنبرة جافة تخللها البرود.
-الأفضل أن ترافقنا الآنسة واين دون مقاومة
اتسعت مقلتاها في صدمة وخوف ودون السماح لها بالقيام برد فعل تلقت ضربة خلف رأسها أفقدتها الوعي لتقع بين يدي صاحب الندبة وأدخلها السيارة منطلقين لوجهة مجهولة.
بينما في منزلها الذي لا يخلو من شجارت أندرياس وهنري، فقد كان هناك شجار جديد اليوم، حيث يصر الأول على أن يرافقه حتى يكتشف من يراقب آيلا، والثاني يؤكد أن له عملا مهما عليه القيام به.
تنهد أندرياس مدحرجا عينيه وصاح في انزعاج
-هيا يا رجل! أي عمل هذا؟ مذ قدومنا و أنت تلعب أو تشاهد التلفاز وتأكل، تشرب وتنام، وفجأة صار لك عمل مهم حين احتجتك
تلقى نظرة ساخطة من الآخر ليجيب بذات الانزعاج
-أندرياس أنا لا أتهرب أنا فعلا أملك عملا علي إنهاؤه إضافة أنك يمكنك استخدام قواك بكل حرية ما دام والدك يعرف فعلتك بالقدوم إلى هنا يعني أنك لست بحاجة لي و يمكنك الاعتناء بالأمر دون تدخلي!
رفع أندرياس حاجباه في دهشة جمة، صحيح أن هنري دائم التهرب من واجباته لكن يبدو أن هذه المرة حقا له ما يقوم به.
تنهد وأجاب ببنما يفرك ما بين حاجبيه ويغمض عينيه بقوة
-تبا! حسنا أنت محق اذهب وقم بعملك هذا أو أيا يكن سأذهب إلى آيلا
رفع رأسه ناحيته وتمتم بنبرة حادة
-وبعد عودتي سنناقش هذا 'العمل المهم'
نصص آخر كلمتين بإصابعه ثم ذهب إلى السيارة مباشرة دون سماع رده، قاد بسرعة حتى يصل إلى آيلا، خرج من السيارة و شعور سيء يراوده.
آيلا ليست أمام ثانويتها، التفت ذات اليمين وذات الشمال في ذعر ليركل عجلة السيارة بسخط مغمغما.
-تبا! أين اختفت مجددا؟
أغلق باب السيارة بقوة وتوقف أمام الثانوية، بالضبط حيث كانت تقف آيلا، أغمض عيناه كأنما يسترجع ما حدث بهذا المكان، إذ بمقلتاه تتسعان قلقا، لقد تم اختطافها!
نظر من حيث انطلقت سيارة المختطفين وكأنها انطلقت توا من أمامه، ليباشر الركض بذات الاتجاه، ثواني وتحول لمجموعة من الخفافيش لشدة سرعته.
توقف وعاد لهيئته ما إن أحس بوجودهم بالقرب من هنا، تأمل المكان ليدرك أنه وصل إلى منطقة مهجورة بأطراف العاصمة الألمانية.
نظر للمستودع المتهالك أمامه بنظرات غامضة وخطا صوبه في ثتاقل، توقف أمام الباب واستغل نظره الثاقب ليرى من خلف الباب، لكن لم يظهر له كل شيء بصورته الطبيعية وإنما كان يرى فقط الأجسام الحرارية.
يوجد ستة أشخاص بالداخل، إضافة لشخص سابع أدرك من تكون بسرعة من خلال بنيتها الضئيلة مقارنة معهم.
فتح باب المستودع الضخم والصدئ بقوة حتى أصدر صوت صرير مرتفع ومزعج أثار انتباه كل المتواجدين.
وقف بنظرات حادة باردة، ونظره معلق على جسد تلك الفتاة الفاقدة للوعي والملقاة في إهمال مقيدة بحبال متينة بينما كل المتواجدين نظروا له بحنق ليصيح صاحب الندبة فيه بنوع من السخرية.
-هل أنت هارب من مصح عقلي؟ كيف تجرؤ على الدخول هنا و كأنك سوبرمان القرن.
حرك أندرياس عنقه للجانبين وهمس لذاته متجاهلا جملته.
-من حسن الحظ أنهم فقط مجرد بشر دقيقة كافية للتخلص من جميعهم
لاحظ صاحب الندبة تجاهل أندرياس له ليشير لرجاله برأسه اتجاهه بمعنى 'اقضوا عليه'، اتجه نحوه اثنان منهم وهما يجهزان لكمتهما لكنه تقدم ببطء وأمسك قبضة أحدهم حتى صرخ متألما ورمى بدنه ليصطدم بالجدار ثم فعل المثل للآخر الذي لم يستوعب ما جرى برفيقه للآن.
اتسعت أعين الأربعة خلفه واهتزت ثقتهم قليلا لكن قائدهم ما كان ليسمح لأحد بكسر غروره، صاح بالثلاثة ليهجموا عليه لكن أندرياس ظل في مكانه برأس مائل وتعبير ضجر.
رفع يده ليرتفع الثلاثة عن الارضية وجعل أجسامهم ترتطم بالجدار بقوة ثم أعاد الكرة بتعبير مشمئز، أرخى ذراعه ليسقطوا على الأرض في قسوة.
التفت لقائدهم الذي ابتلع في خوف و أعين متسعة وهو مدرك أن هذا الشخص الذي أمامه ليس بإنسان، إنه حرفيا شيطان بهيئة بشر.
تراجع للخلف وحاول الهرب لكنه وجد أندرياس له بالمرصاد إذ سبقه للبوابة وأمسك عنقه بنظرات تشتعل حنقا، لم يتركه بل اعتصر عنقه حتى تسربت دماؤه وشهق معلنا مغادرة روحه لجسده.
وهذه عاقبة من يلمس آيلا بسوء.
رمى جسده في إهمال حتى صدم هو الآخر بالجدار وسقط فوق الأرضية في قسوة،
نظر صوب آيلا لكنه تفاجأ من كونها مستيقظة وترمقه بنظرة متسعة ببعض الخوف الذي يشوب أعينها، هي قد رأت كل شيء من أوله لآخره، رأت ما فعل وكيف قد قتلهم بكل سهولة!
رأت جانبه الدموي!
....
الفصل لم يعدل
+لا تسألوني ليه بتنخطف كثير💩
لقيت هاي الصورة بالصدفة👆 و عجبتني كثير❤ خاصة أنها تشبه صفات الشخصيات الرئيسية (آيلا و أندري ) يلي في بالي