أنا الغريب | I am The Stranger

By YarryStyleeza

7.8K 794 2K

"قلبان محطمان احتاجا من يعيد ترتيب شظاياهما، لكن أحدهما كان يخشى الأمر رغم الحب الذي كرسه الآخر له. غريبا كنت... More

✤ مقدمة ✤
٠١ ✤ فتاة جديدة!
٠٢ ✤ فتاة جميلة.
٠٣ ✤ كنية لطيفة.
٠٤ ✤ لم نتحدث منذ أن غادرت
٠٥ ✤ غضب وانفجر!
٠٦ ✤ أنا أحببتها أولا
٠٧ ✤ ثلاثي البريك-آب.
٠٨ ✤ مسرحية؟.. ليس تماما.
٠٩ ✤ شعيرية في الشتاء.
١٠ ✤ مارشميلو.
١١ ✤ عواقب.
١٢ ✤ حلوى القرفة.
١٣ ✤ رهان؟ رهان.
١٤ ✤ هل انتهى أمره؟
١٥ ✤ شروعٌ في قتل
١٦ ✤ أمطار الشمال الغزيرة
١٧ ✤ هل هذه نهاية الأمر؟
١٨ ✤ قهوة وزجاج.
١٩ ✤ الحانة.
٢٠ ✤ حفل زفاف.
٢١ ✤ أبي...
٢٢ ✤ المتنمرة؟
٢٣ ✤ ملاكي الوحيد
٢٤ ✤ حساء
٢٥ ✤ فصل.
٢٦ ✤ لا تخذلني.
٢٧ ✤ مجددا ومجددا.
٢٨ ✤ منزل الذكريات.
٢٩ ✤ آخر ليلة.
٣٠ ✤ حياة جديدة
٣٢ ✤ ذاكرة ضائعة.
٣٣ ✤ سنة ونصف.
٣٤ ✤ مرحبا بك في عالمي
٣٥ ✤ رحمة...؟
٣٦ ✤ إتصال.
٣٧ ✤ تقتلني بنعومتها
٣٨ ✤ شق كبير.
٣٩ ✤ أمسك يدي.
٤٠ ✤ أنا الغريب.
الأخير ✤ إيفا.
30.07.20

٣١ ✤ عيونٌ بنيَّة.

71 7 65
By YarryStyleeza

Ludvig Forssell - BB's Theme

     بعد عدة أشهر:

     بدأت دراستي وقد اشتدت معها مهامي ومسؤولياتي، لم يعد لدي متسع الوقت للتسكع مثل أيام الثانوية، بالكاد أقام لي زملائي حفل ميلاد بقالب حلوى صغير، كنا نتناول الكعك بينما نحضر الأعمال للجامعة. وصلتني هدية من يارا، كانت سترة صوفية، ذات لون أزرق داكن، وعلبة صغيرة وضعت فيها حلوى القرفة مع رسالة كتبتها بخط يدها اللطيف.

     - في مثل هذا اليوم، ولدت أفضل قطعة حلوى قرفة، لذا كان يجب أن أهديها باقي أفراد عائلتها. عيد مولد سعيد، أحبك، يارا. ♡

كانت تلك أفضل رسالة مولد تلقيتها في حياتي، لم أكن أتلقى الكثير في الحقيقة، أظن أن هذه كانت أول رسالة أتلقاها.

كنت أتناول الحلوى بينما أعيد قراءة الرسالة مرارا وتكرارا بينما يحمر وجهي، حتى أنني كدت أغص عدة مرات.

كانت تلك هي ألذ حلوى صنعتها يارا من بين كل المرات التي أهدتني فيها حلوى القرفة، كانت ذات طعم حلو مميز تشوبه لذعة القرفة التي أعشقها، ناعمة تذوب في فمي حالما تدخله، تأسر حواسي وتجعلني عاجزا عن التفكير سوى بيارا.

أتخيلها وهي تصنعها بينما يغطي الطحين مئزرها ووجنتيها، ترفع خصلاتها السوداء بظاهر كفيها حتى توسع مجال رؤيتها، تنثر السكر والقرفة على العجين بأناملها الناعمة، تلفها بكفيها وتحكم لفها فتقوم بتقسيمها إلى أقراص، ترصها بخفة وإحكام في صينية قد دهنتها بالزبد، تضعها في الفرن لتخبز بينما تحضر شراب السكر والحليب، تخرجها من الفرن فتسكب عليها الشراب الكثيف ثم ترصها في علبة ورقية، تكتب رسالة بيديها المملوئتين بالطحين وتضعها في العلبة لترسلها إلي فأتأمل كم هي مبدعة في صنعها.

لقد شرد خيالي كثيرا، حتى أنني نسيت أمر التقرير الذي كان علي إنهاءوه، لعقت أطراف أصابعي بينما أنهض لأتجه إلى حوض المطبخ لغسل يداي. دخل تايلر إلى الغرفة ليرمي بجسده على سريره، بدا مرهقا جدا.

     - كيف الأحوال، صديقي؟

     - قمنا بتشريح ضفدع مسكين صباح اليوم، ومنذ ذلك الوقت ومعدتي قد انقلبت رأسا على عقب.

     - لا بأس، أنت معتاد على هذا.

قلت مربتا على ظهره بينما جلست على طرف سريره.

     - ما الذي جعلني أتخصص بالطب؟ ما المشكلة في تقنيات الحاسب؟ على الأقل لن أقوم بتشريح ضفادع وفئران.

أردف فخرجت مني قهقهة طفيفة، نهضت متجها إلى مكتبي لأستكمل ما تبقى من أعمال، قمت بترتيب المكتب فألصقت الرسالة على الجدار أمامي؛ لأبقيها في مرمى عيناي حتى أبتسم كلما رأيتها. قمت بتحضير كوب من القهوة وعدت لإستكمال تقريري.

     بعد عدة سنوات:

     كنت قد انهيت سنواتي التحضيرية وبدأت في التخصص، أصبحت شخصا يحيا من أجل جامعته، لا تسكع، لا أوقات فراغ، لا متسع من الوقت سوى للنوم وتناول وجبات اليوم والاستحمام، لم يعد بإمكاني الرسم على ارتياح كالسابق.

بدأت أشعر بالتعب من كل هذا، أنا لم أحظ بإجازة واحدة هادئة، إجازة ليس علي التحضير فيها للمستوى التالي، قضيت جميع اجازاتي بين الأوراق والكتب، والعمل في أحد ورش السيارات لتوفير المال لاحتياجاتي اليومية. كل هذا كثير علي، أنا مللت الإنتظار، وضجرت من المحاولة، ولكنني أشعر بلذة غريبة في ألمي هذا، كأنه يخبرني بأن ما أفعله لن يذهب سدى.

كان اليوم متعبا بالنسبة إلي، رغم أنه كان يوم الجمعة، إلا أنني تلقيت الكثير من المحاضرات التي جعلت رأسي يدور، عدت لأستلقي على سريري كالجثة مرهقا، مكتفيا بكم الإرهاق الذي استجمعته لليوم. خلعت حذائي بمساعدة أطراف أصابعي، تمددت قليلا على فراشي محدقا بسقف الغرفة، استجمعت قواي ونهضت عن الفراش لأتجه إلى خزانتي فأختار قميصا وسروالا قطنيين، وفي طريقي إلى الحمام سحبت المنشفة عن ظهر الأريكة.

دخلت مغلقا الباب خلفي، خلعت ثيابي فأسلت الماء الدافئ على جسدي المنهك، أغمضت عيناي مسترخيا بينما أقف في حوض الاستحمام، بقيت على هذا الحال حتى سمعت صوت بيتر ينادي في الخارج. أغلقت الصنبور وخرجت من الحوض لأسحب المنشفة عن المشجب خلف الباب.

     - داريل، آنت بالداخل؟

     - أجل، هل تريد أي شيء؟

     - لا... ظننت أنه لا أحد بالمنزل، وعندما سمعت صوت الماء ظننت أن أحدكم ترك الصنبور مفتوحا.

     - لا تقلق، كان هذا أنا...

     - حسنا، احظ بوقت جيد.

أكملت ارتداء ملابسي ثم خرجت من الحمام، اتجهت نحو خزانة المطبخ لأخذ بعض المقرمشات، جلست على الأريكة إلى جانب بيتر الذي كان مشغولا بهاتفه، سحبت جهاز التحكم عن الطاولة أمام الأريكة وأشعلت التلفاز، لأبدأ رحلة البحث عن قناة جيدة لأشاهدها.

     - غريب، غيرت خططك لنهاية الأسبوع...

     - أحتاج لبعض الراحة، لم أفعل شيئا أحبه منذ... لا أتذكر متى ولكنه منذ وقت طويل، أعتقد ذلك.

     - لم تتحدث إلى صديقتك منذ مدة...

     - أوه، سحقا. أنا فعلا لم أفعل ذلك...

     - إذا تحدث إليها، أظن أنها تشتاق إليك. تعلم، كنت أتحدث للتو مع أمي، هي تجعلني أشعر بحال أفضل. أن تتحدث مع شخص مقرب منك يجعلك تتحسن.

كان بيتر يتحدث بينما سحبت هاتفي عن الطاولة أمامي، خفضت صوت التلفاز ناظرا في هاتفي، باحثا عن اسم يارا في سجل المكالمات، أنا بالفعل لم أحدثها منذ مدة طويلة. نقرت مطولا على اسمها ثم على زر الاتصال، انتظرت قليلا، هي لم ترد، بالطبع لن ترد؛ إنها التاسعة والنصف، بالتأكيد هي مرهقة ومتعبة مثلي، بالطبع هي نائمة الآن بعد يوم ثقيل طويل.

قررت أن أكتب لها رسالة نصية، حتى تراها إذا استيقظت، رغم أنني متأكد من أنها ستضيع وسط رسائل زملائها في الجامعة، ومحادثات مجموعة العائلة، والتسجيلات التي ترسلها آش لها كل صباح قبل أن تذهب إلى مدرستها.

"هيي. يارا، كيف حالك؟ اشتقت إليك كثيرا، حاولت الإتصال بك لكنك لم تجيبي. أنا آسف لأنني لم أتحدث طيلة هذه المدة، كنت أمر بفترة عصيبة في الدراسة، أتمنى أنك تتفهمين هذا. أحبك. ♡"

حدقت مطولا في الرسالة قبل أن أحفظها كمسودة، سحبت جسدي متجهاً إلى فراشي، استلقيت لأُعيد النظر في هاتفي للمرة الأخيرة، قبل وضعه جانباً لأفكر في مشاعري المتشابكة بشأن تلك الرسالة البسيطة، لا أعلم إن كانت ستغير مصيري أم لا، لكنني استجمعت قواي لأضغط زر الإرسال. وضعت الهاتف إلى جانبي بينما أجحظت عيناي محملفاً بالسقف، ماذا فعلت للتو؟ ماذا إن كانت قد تناستني؟ ماذا لو كنت أنا من يعيش على ذكرى ذابلة؟ ماذا لو وجدت شخصاً أفضل مني؟ ماذا لو كنتُ أحمقاً كبيراً يظن أنها ستنتظرني بعد كل تلك المدة؟ مجرد التفكير في كل هذا يجعل رأسي يود لو ينفجر فيسترخي من ذعره قليلاً.

أغمضت عيناي محاولاً الاسترخاء، كل شيء سيكون بخير، داريل. أنت فقط تحتاج لبعض الراحة، نم قليلاً، توقف عن اجهاد عقلك. كنت أحاول إقناع نفسي بهذا، ويالي من سيد في الإقناع، فقد تراخى جفناي سريعاً ليرسلني إلى بحر مخيلتي، لتدعني أظن أن كل شيء بخير، ولو قليلاً.

     كنت أسير في طريقٍ طويل، كان محاطاً بالكثير من الأشجار، في جوٍ غائم وهادئ، كان قبيل الغروب حسبما رأيت ضوء الشمس. سرت في هذا الطريق مطولاً، أخرجت هاتفي من جيبي لأجد أن بطاريته على وشك النفاذ، والشبكة منعدمة هنا أيضاً، وقفت في مكاني، أشعر أنني لم أشاهد شيئاً مختلفاً منذ مدة، يمكنني تمييز احدى الشجيرات التي رأيتها مراراً، وكأنني أدور في حلقة ما. سمعت صوت بكاء يأتي من بين الأشجار، لا أدري كيف تجاهلته سابقاً ولكنه كان واضحاً جداً. تقدمت قدماي عن غير إرادة نحو ذلك الصوت، الفضول يعتريني حيث أن الصوت ليس بعيداً عني، ظللت أتتبعه إلى أن وصلت إلى منطقة محاطة بالأشجار، يجلس في وسطها فتى صغير، هدأ قليلاً وكأنما علم أنني هنا.

     - مرحباً... آنت بخير؟

اقتربت منه متحدثاً، وضعت راحة يدي على كتفه، التفت نحوي ليكشف عن دموعه. لقد كان نسخة مني، ابتعدت قليلاً محاولاً استيعاب الأمر، نهض محدقاً بعينيه الواسعتين ذات اللون البني الداكن، التي سرعان ما ذكرتني بعيني يارا الغامقتين، وكأنها هي من تنظر إلي. ربما كان لون عينيه هو الاختلاف الوحيد بيننا، لكنه كان نسخة مصغرة مني، أعطاني ابتسامة بريئة أظهرت نواجذه، جذبني نحوه ليعانقني مختبئاً في ثنايا قميصي القطني، أحاطاه ذراعي دون أن أفكر في هذا، شعرت بدفء جسده الصغير ينتقل إلي بهدوء. شعرت بأمانٍ مختلطٍ ببعض القلق، نزلت على ركبتاي لأصل إلى مستوى نظره، حدق كلينا بعيني الآخر، قبل أن يخرج كلماتٍ قليلة.

     - كنت أعلم أنك ستجدني يا أبي.

شهقت مطولاً لأفتح عيناي، نظرت حولي لأجدني في سريري، نظرت إلى هاتفي الذي كان يظهر الساعة، إنها الثالثة صباحاً. أظن أنني كنت مرهقاً جداً لدرجة أن إرهاقي قد وجد طريقاً إلى أحلامي. ولكنه كان حلماً غريباً، وقد شعرت به بحق.

هاايييي يقلوبيي!

وحشتوني بجد، آي كانت بيليف اني بعمل ابديت بعد تقريبا تلت شهور! أنا بجد فرحانة اني بكتبلكم دلوقتي لأن كان عندي رايتر بلوك للستوري وكنت منهارة طول الفترة دي وأخيراً حنشر فيها بعد كل المدة دي! بس المدة اللي خدتها دي عطتني فرصة اسرد افكار ممكن مكانتش تخطر ف بالي لو كنت كتبت من قبل كدا. عموما انتوا وحشتوني، بحبكوا.

+ أول أبديت ف 2020!!


٠٢/مارس/٢٠٢٠

Continue Reading

You'll Also Like

8.1K 77 25
لم يكن في خططها أن تترك كل شيء خلفها... أن تُنتزع من حياتها العادية وتُلقى في عالم لم يكن لها مكان فيه. لكن قرار والدتها غيّر كل شيء. عندما وطأت قدما...
20.4K 2.3K 30
✦❖✦ في هذه الرواية... لا أبطال خارقين، ولا زخرفة كاذبة. لا بطل جامد كلوح خشب، ولا بطلة متخنجة تكشف عن مفاتنها فقط لتتزين. شخصيات تخطئ، تتعثر، تنهض، ت...
68.6K 5K 22
قَد تَعتَقِد أنّكَ واقِعٌ فِي الحُب وما أنتَ إلّا غَاِرقٌ فِي الألَم الدّمِيم للدّرَجه التِي أعمَتك عَن فدَاحَة الأَمر الجَسِيم، و قَد تَعتَقِ...
39.9K 3.1K 30
دائماً ما كانَ يُخبرها أنه لا أحدَ يَمنح قلبهُ بالكامِل مرتين، لأن القلب الذى مُنِحَ مرة، لا يعودُ كاملاً أبداً.. لذا كانَ سؤالهُ الدائم لها، هل أنتِ...
Wattpad App - Unlock exclusive features