مضی بعض الوقت وفي هذه اللحظة کان تشانیول في شقة جیسو في غرفة الجلوس یجلس علی الأریکة لیتحدث بعفویة : بیتك جمیل جدا هل تعیشین هنا بمفردك ؟!
أتت جیسو من المطبخ تحمل صینیة کوب القهوة لتضعه أمامه و تجیبه بنبرة لطیفة : قلت لك من قبل أني أعیش وحدي منذ وفاة والداي في حادث، و بالمناسبة أنت أول شاب یدخل إلی شقتي و یتناول من القهوة التي أحضرها
جلست أمامه علی الکنبة المقابلة دون أن تبعد نظراتها عنه فإبتسم بحب و قال بهدوء : بدأت الأن أٶمن بالحظ
إبتسمت جیسو بلطف فإرتشف من کوب القهوة و قال : لذیذة جدا
حافظت جیسو علی إبتسامتها الخجولة دون قول کلمة و کانت الأجواء بینهما لطیفة
في هذه الأثناء کان سیهون في مکتبه یسیر ذهابا و إیابا من الغضب یتحدث مع مساعدیه بعصبیة : من یظن نفسه ذلك الوغد ؟ کیف یجرٶ علی معارضة کلامي و إعادة تلك الفتاة للعمل ؟
أجابه مساعده بهدوء : والدك السید أوه لا یرید التخلي عنه الأن وهو یعرف هذا جیدا
رد الأخر بحدة : هو محتال جدا، یستغل حاجة السید أوه إلیه لیتحکم به کما یرید
عض سیهون علی أسنانه بغیظ بینما یضغط بقوة علی قبضة یده و تمتم من بین أسنانه : لن أسمح له بإستغلال ثقة أبي سألقنه درسا قاسیا لن ینساه طوال حیاته
فتاة ترتدي کعب حذاء عال و فستان قصیر ترکض بأقصی سرعتها في الشرکة متقطعة الأنفاس حتی وصلت لمکتب سیهون
عندما رأته صرخت بأعلی صوتها من شدة الحماس و رمت نفسها في حضنه تحدثه بسعادة : إنه أنت بالفعل لقد وفیت بوعدك و أتیت حقا سیهون أنا سعیدة جدا إشتقت لك کثیرا
سیهون أیضا کان سعیدا برٶیتها فهي صدیقة طفولته لذا قرر مساعدیه الخروج من المکتب و ترکهما علی إنفراد بینما سیهون کان قد رفعها عن الأرض یعانقها بقوة و یطوف بها في مکانه یقول بثقة : لقد وعدتك أن أتي في یوم میلادك و تعلمین أني لا أخلف بوعدي لکي أبداً
تراجعت الفتاة عن صدره و قالت مبتسمة : أصبحت شابا وسیما جدا متی بنیت هذه العضلات الفاتنة أیها المحتال
إبتسم سیهون بلطف و أجابها بعفویة : کنت أتدرب في أمریکا لم أقض الوقت في الأکل و النوم و التسوق مثلك
الفتاة بحدة : إذن لابد أنك عثرت علی فتاة مناسبة لك و لیست کسولة مثلي فلماذا عدت ؟
سیهون ببداهة : نعم عثرت علی الکثیر من الفتیات المولعات بي هناك حتی أنهن أتین للمطار لتودیعي و طلبن مني العودة بعد یومین علی الأکثر
الفتاة بغضب : إذن لا تضیع وقتك معي إذهب لأولئك الأمریکیات لا تدعهم ینتظرنك أکثر
أدارت له ظهرها لتغادر لکن سیهون عانقها من الخلف و قال بعفویة : لم تفهمي کلامي جیدا لیسا، قلت فتیات مولعات بي لم أقل أني مولع بهن
إبتسمت لیسا بسعادة لکنها أخفت إبتسامتها فورا و سألته ببرود : ومالفرق ؟!
وضع سیهون رأسه علی کتفها و أجابها بلفظ رقیق : هناك فرق، الفرق أني لا أرید فتاة غیرك في حیاتي، أنتي صدیقتي الوحیدة و هذا لن یتغیر أبدا
إبتسمت لیسا بحب و إلتفتت إلیه لتحدثه بعفویة : و أنت صدیقي الوحید أیضا و هذا لن یتغیر أبدا
إبتسم سیهون فیما لیسا أضافت بجدیة : إذن یا صدیقي الوحید لا تنس أن اللیلة عید میلادي، لقد حجزت مطعم کعك الجنة من أجل الحفلة سأرسل لك العنوان في رسالة نصیة یجب أن تأتي لا أرید أي أعذار
سیهون بثقة : لا تقلقي سأکون أول الحاضرین
لیسا بعفویة : حسنا إذن أراك في المساء، لدي موعد الأن مع أخصائیة التجمیل الخاصة بي وداعا
أدارت ظهرها لکنها إلتفتت مجددا عندما حدثها سیهون بنبرة لطیفة : لا داع لهذا الموعد فأنتي جمیلة جدا
إبتسمت له لیسا بلطف ثم غادرت المکتب
في هذه الأثناء کان تشانیول لا یزال في شقة جیسو، وضع کوب القهوة علی الطاولة بعد أن إرتشفه کله و تحدث بعفویة : هذا ألذ کوب قهوة أتناوله في حیاتي، ( بمزاح ) : ذکریني أن لا أقول ذلك أمام أختي
إبتسمت جیسو و قالت : یبدو أنك تحب شقیقتك کثیرا، أنا حقا أحسدها، کم تمنیت لو کان لي أخ أستند علیه في هذه الحیاة
تشانیول بمزاح : لا تتأملي أن أکون شقیقك أنا لن أقبل بهذا
ضحکت جیسو بلطف فیما تشانیول أضاف بجدیة : لکن نعم، یمکنکي الإستناد علي دائماً، سأکون دائماً بجانبك
إبتسمت جیسو بخجل ثم خفضت بصرها فیما تشانیول أضاف ببداهة : شقیقتي تملك مقهی للکعك قریبا من هنا یدعی کعك الجنة یوما ما سأعرفکي علیها أنا واثق أنها ستحبك کثیرا
إحمرت وجنتا جیسو خجلا و وقفت من مکانها لتأخذ کوب القهوة الفارغ وهي تقول بإرتباك : سأخذ هذا للمطبخ
وقف تشانیول أیضا و قال : و أنا سأعود لعملي لقد حصلت فقط علی ساعة من السید أوه سنلتق غدا
أومئت له جیسو رأسها بالإیجاب مبتسمة فإبتسم لها بلطف و غادر الشقة بهدوء لتسأل جیسو نفسها بإستغراب : لما قال أن أخته ستحبني کثیرا و کأن هناك علاقة بیننا ؟!
وقف تشانیول أمام باب الشقة و سأل نفسه بحیرة : لما قلت أن أختي ستحبها و کأن هناك علاقة بیننا ؟!!
إبتسمت جیسو و أضافت : أحمق
صفع تشانیول جبینه بخفة و تمتم بحدة : أنا أحمق
توجه لسیارته و إنطلق بسرعة کبیرة بینما جیسو کانت تقف عند النافذة تبعته بنظراتها حتی إختفی عن أنظارها ثم قالت مبتسمة بلفظ رقیق : لکنه لطیف
مر سیهون علی مکتب والده و حدثه بجدیة : أبي أنا ذاهب الأن قد لا أعود هذه اللیلة للمنزل لا تقلق علي
أوه ببداهة : لکن إلی أین ستذهب ؟!
سیهون بجدیة : تعلم أن الیوم عید میلاد لیسا و لقد نسیت هدیتها في شقتي في أمریکا لذا سأذهب الأن لشراء هدیة أخری و قد قلت أني قد لا أعود اللیلة لأني سألتقي بکل أصدقائي في الحفل و أرید التسکع معهم قلیلا
أوه بتفهم : فهمت لکن لا تنس غدا صباحا ستبدأ العمل مع تشانیول
قلب سیهون عینیه بملل و قال ببرود : حسنا لن أنس وداعا
خرج من المکتب وقد تعکر مزاجه وهو یتمتم بحدة : هذا ما کان ینقصني أن أعمل مع ذلك المحتال
وقف أمام المصعد و عندما فتح تفاجیء بتشانیول یقف أمامه فنظر له بغضب بینما تشانیول کان ینظر له بکل برود
______________Sheitana23__________