نمدا

De HasnaaHereba

117 16 26

وهنا تحديدا شرعت فى قهقهات ساخرة لامتناهية..على شئ مجهول بالنسبة للجميع ..إلا هى! و بين ضحكة سافرة فى غير مكا... Mais

part 2
part 3🌻
part 4🌸
the last part❤

part 1💙

50 4 17
De HasnaaHereba

لقد نُقش هذا الشريط على أحد جدران عقلى منذ زمن طويل، صوت باب السيارة يُغلق بعصبية ، و الأصوات المزعجة المصاحبة لخطواتها المتهادية المناسبة لكبر عمرها...

ثلاث طرقات رتيبة على الباب بعد تخطى الحديقة الأمامية !!حسنا ..هذا كل شئ.

مرحباً ......إجازة صيفية لعينة !

....مجددا!
...............
خمس دقائق أخرى مرت ، جالسة بجانب الشرفة ، عيونى مصوبة على باب غرفتى ، أنتظر تلك الجملة التالية للمشهد الهزلى السنوى
..و بأرجل راكضة .. فتحت مرام الصغيرة الباب ،وبأنفاس لاهثة أخبرتنى ما كنت اجلس بانتظار سماعه قائلة:"لقد وصلت العمة سوزى للتو ...وهى تطلب حضورك "
وقبل أن تذهب مجددا للطابق السفلى عادت برأسها للوراء وقالت:"اقترح أن تسرعى الى الأسفل ..تبدو متلهفة لرؤيتك بشدة هذه المرة  ...!!"

ها نحن قد بدأنا من جديد.
لن تترك تلك المرأة.. هذة العائلة وشأنها إلا بعد إصابة أحدهم بالشلل!

نسيت إخباركم!
العمة سوزى ،هى الأخت الكبرى لأبى .. و بما أن أبى يَكِنُّ حباً كبيراً لهذة المرأة، رغم سوء تصرفاتها التى لا تناسب العصر الحالى..لا يمكننا فعل شئ حيال ذلك !
أحيانا تكون لطيفة عندما تتوقف عن الكلام !
لكن هذا أحيانا فقط!!
هى من أولئك البشر الذين مازالو يفتخرون بأصولهم العائلية _غير معترفين بالطبقات الأخرى_إلى حد الغرور...يمكن القول بأنها أرستقراطيه مغرورة!
لا تتناسب مع عروبتها!لا يمكن أن يكون هذا التعالى عربياً فى نظرى.
هذا صحيح ...نحن عرب ، هاجر جدى قسراً من سوريا إلى سويسرا إثر النزاعات والحروب التى لا تتوقف فى هذا البلد!!
ونحن الآن من أكبر عائلات العرب وأكثرهم ثراءا فى سويسرا  ...يوجد الكثير منا هنا!
فى كل مرة اتذكر بها هذا.. أتعجب من إحتواء بلد أجنبى لهذا العدد من العرب!
ربما اعتدنا العنصرية لا أكثر لأنها الوسيلة الوحيدة لمهاجمة الإختلاف!

فى كل مرة تأتى بها العمة من سوريا _فهى الوحيدة التى فضَّلت البقاء هناك برفقة زوجها_ إلى زيورخ لقضاء العطله الصيفيه معنا ، تصر على إلقاء بعض الكلمات المنقرضة ك نرجسيتها ..جمل ذات أصول شرقية لا أمل فى زوالها عن الأمة لا فى وقت قريب أو بعيد ..تظل تلاحقك وإن ذهبت للمريخ !!

" بلقيس !، ألا تنوين الزواج بعد، لا تنسي  أنكِ الحفيدة الكبرى لعائلتنا ، ويجب أن تقومى بواجبكِ تجاهها "
"بلقيس ..ابنتى .. لى صديقة قديمة عزيزة على قلبى ..والتى قابلتها بالطبع فى إحدى جولاتى فى شرق آسيا..لديها ابن رائع ...وهو شاب مثالى ..ها ...  ماذا تقولين؟"
"نريد أن نفرح يا بلقيس "
وفى كل مرة تلح بهذة الكلمات أتسائل ..كيف لإتخاذى القرار بتلك السرعه أن يتعلق بفرحتهم!!

جمل من هذا القبيل ..تدفعك للتفكير فى تفضيل التشرد فى الشوارع على البقاء فى هذه الحال المائلة!

"بلقيس !!!..إنها انا عزيزتى ..العمة سوزى"
نادت عمتى بهذة الجملة وهى صاعدة على السلالم بعدما يأست نزولى على الأرجح.
نهضت من جانب الشرفة فى خمول أقرب للدوار_أصابنى منذ ثلاثة أيام وحتى الآن_ لا أدرى من أين جاء،
رغم التنميلة الشديدة وكأن جيش من النمل قد غزا اطرافى منذ دقائق فقط ..إلا أنى أردت أن اوقفها عند هذا الحد ..يكفى ..
لقد طفح الكيل!
فُتح الباب قبل أن أفعل ذلك حتى ، وعمتى تتوجه ناحيتى فى حبور تام .
وقبل أن أتفوه بما أريد حقا فى تلك المرة..
تحولت غرفتى إلى ملاهٍ  ..انقلبت حالى راساً على عقب ..انعقد لسانى..و...سقطت محتضنة أرضية الغرفة بقوة انهكت جسدى الصغير.

صرخات العمة تختلط فى ذهنى بكوابيسى فى الأيام الماضيه!
..................
أن تشعر بهجوم ما من العالم الخارجى تجاهك ،فهذا محتمل ،بمعنى ....يمكن إدراكه !
لكن ان يكون ذلك الغزو الشرس منك ،عليك ،
هو ما لا يمكن تحمله ،أو حتى إدراكه...!!

أن تشعر بالاطمئنان لأن الهجوم سينتهي حتما فى وقت ما....هذا مقبول !!
لكن ..أن يكون ادراكك بأن غزوك  "عليك"لن يذهب_على حد علمك_هذا ما لا يمكن تقبله!

فى تلك الحاله ،فإنك تختفى من نفسك..ومن العالم!
ولا أحد يعرف بذلك....إلا أنت !.
تحتاج وبشده للإنقاذ  ...!
التشبث بآخر نفس فى الحياة قبل السقوط فى المياة

إنه أشبه بأن تخطط للانتحار دون وعى منك..
وتريد لأحد ما أن ينقذك فى الوقت المناسب....

هذا ما حدث...لقد شنَّ جسدى هجوما ضاريا علىّ.
....................🌻

فى إحدى أحياء زيورخ القديمة ذات الطراز العربى العريق ..
على غرار النموذج الهندسي فى العصور الوسطى ، حيث زهور الياسمين تغمر الحى بعبق رائحتها الفريدة ..
تتدلى من أسوار الحدائق الامامية للبيوت ذات الطابقين بنوافذها الهيفاء.
ألوان طلاء المنازل الزاهية المغطاة بمختلف أنواع الزهور  ..والتى تخالها  للحظة أنها هى من أزهرت هذة الزهور أمامها من بين خلاياها ..
السحر يغمر المكان ..
لا شك أن السعاده تقطن هنا .
لا بد أن الجميع سعداء هنا.

من يدرى!
لكن..خلف تلك الشرفة الطويلة تحديدا..ذات ألوان الزجاج الزاهية .
لم تزر السعادة بيتها منذ مدة طويلة!

بادرت جيهان الحديث والتى يبدو على ملامحها الشابة المشوبة ببعض تجاعيد الكهولة حول عينيها الشاميتين أنها تفتقد للنوم براحة منذ عدة أيام أو ربما أكثر قائلة:"إياد ..عزيزى لقد تأخرت سوزى أكثر من اللازم.. كان علينا الذهاب الى المطار وإحضارها إلى هنا بأنفسنا ككل مرة".
أطرق إياد رأسه وبدى وكأنه يفكر فيما قالت زوجته للتو.. لكنه..كان أبعد من أن يسمع ماقالته حتى ، حال بلقيس الأخيرة تسبب له أرقا صعب الزوال .. الذهاب لإحضار سوزى ليس ذات أهمية الآن ، لقد هاتفته قبل صعودها على متن الطائرة وأكدت على عدم حاجتها  لاستقبال أحدهم لها عند الوصول، وبررت حاجتها لزيارة إحدى صديقاتها القدامى قبل العروج على زيورخ والإتيان إلى هنا.
أعدل من عويناته الطبية فى تعب ونظر إلى زوجته موجها إليها الحديث قائلا:"لا حاجة لذلك ..هى أخبرتنى بأنها سوف تتأخر لزيارة إحداهن ".
تنهدت جيهان فى راحة من هذة الجهة وقالت:"أوه حسنا ...كنت قلقة بشدة عليها ..لم تعد صحتها تناسب التنقل الكثير فى أرجاء أوروبا كالسابق "
قامت من مجلسها وهى تواصل الحديث على نحو يملؤه الحزن قائلة:"سوف أذهب لتفقد بلقيس، هذة الفتاا ...""
وقبل أن تتم جملتها بشأن بلقيس ، أتاهم صوت صرخة هلعة من الطابق العلوى ...إنها مرام !
ترك الأب ما بيده بسرعة ، كانت جيهان أسرع منه لكن ألم ساقيها لم يفوت فرصة لإعطائها تعثرا جديدا على درجات السلم والذى جعل من إدراك خطواتها أمرا هينا ، أعانها على الإستقامة وصعدا سويا لرؤية ما الذى حدث ..إنها بالتأكيد بلقيس ، حالتها مؤخرا لا تكف عن إذهالنا  بالمزيد الحزين ، الفتاة تنهار يوما بعد الآخر.. وصلا إلى غرفتها حيث بلقيس فاقدة للوعى على أرضية الغرفة تنازع إحدى كوابيسها فى عالم آخر لا يستطيع أحد الوصول إليه .
أحضرت مرام إحدى زجاجات العطور المتراصة حول المرآة ، نثرت القليل على أصابعها وتلمست  بها أنف بلقيس حتى صعدت أخيرا إلى سطح الوعى بإهمال.

نظرت إلى وجه الجميع بغرابة  وهى تشير إلى إحدى زوايا الغرفة ثم قالت:"أين هى ؟لقد كانت هنا!!.."
تحفزت مرام فأجابت  قائلة:"من؟"
مسحت بلقيس بعينيها المتوجستين الغرفة بحثا ثم قالت:"عمتى ..سوزى! "
أجابتها والدتها هذة المرة وفى نبرتها قلق لم تستطع إخفائه قائلة:"سوزى لم تأت بعد بقليس!."
شهقت بلقيس تزامنا مع سقوط دمعه حارقة من عينها اليمنى وهى تُخفى انظارها عن الجميع ..حدثت نفسها بأنهم تأكدوا الآن بأنها مخْتلَّة عقليا لتصورها الآن بوجود عمتها وهى لم تأت بعد ..إنها هلاوس بلا شك ...لكن ....

لكن لماذ! !!!

يُتبع💙👇👇

Continue lendo

Você também vai gostar

11.8M 445K 38
تصبح جارية لملك عرف عنه قسوته وجبروته ملك لا يرحم وليس لديه قلب يخاف منه الجميع ، وينحني له الملوك كيف ستكون مع وحش مثله ؟!!
404K 14.1K 19
زينب اني كملت جملتي وشفته عيونه حمر شرار كلت هوا شمورطني غير الساني وماحسيت غير لما اندفعت وايدي تثبتت وهوا يحجي وعيونه دم تريد تطلع م̷ـــِْن العص...
250K 7.4K 34
هو بارد وقاسي ومتملك لا يعرف الحب وهي بريئة وحنونة وذات اخلاق صدفة فقطا وطلبا من امه لانجاب ولي العهد يتزوجها فهل ستتحول من زوجة فقط للانجاب الى عش...
567K 8.6K 99
مين جيووك ، طالب منخفض الدخل يمر بالعديد من الصعوبات ، يلتحق بمدرسة دايهان الثانوية ، وهي المدرسة الثانوية الأكثر تميزًا للأطفال من العائلات الغنية و...