مُلطّخ بالأكاذيب
كُل ما حولي كانَ زائِف
لا أنتظِر حدوث شيء لي ،لا
فقط أُريد أن أعلم الحقيقه وراء كُل مايجري
ورُبما أني سأتخلى عن معرِفة الحقيقه أيضاً
فلا جدوى من كُل هذا ،لا جدوى
لن أنتظِرَك لتكذِب
أخاديعهم لا تنطلي علي ،لن يحصُل على مايُريد مني
لن يحدُث أساساً
مالذي تُريدُه مني!
نظرتُ في عينيه وأشعُر بأن غضبي وكُلُ مابي يخرُج من عيناي الآن ويتصِل بعيناه ،إلا أنه لم يُبالي وجلسَ على الأريكه يخلع سُترته ويُشابِك أصابِعُه.
فقط مالذي يُريدُه مني ،ماغايتُه بحق الرب؟
كانَت والدتُك تملِك خطيباً قبلَ والدُك الحالي
غريب سيقول!
أجَل أنا أعلم؟
أجبتُه ثُمَ جلستُ إلى جوارِه بعدما خلعتُ أيضاً معطفي
ماعلاقتي بخطيب أُمي السابِق
على حسب ما قالته لي أنهُ كانَ إختياراً فاشِل فانفصلت
وتزوجت والدي
عائلة جيون لا تقبل زواج أحد الأفراد من الخارِج لكن والدتُك أحبت الرجُل وخالفت قانونَ جدي ومع عائلة كيم التي تُعادينا أيضاً
قالَ بنبرتِه البارِده والهادئه ثم صمَت يُخرِج سيجاره ويرتشِف منها
إشتهيتُها
أكمِل
قُلت ونظرَ في عيني ثُم زفرَ ما أرتشفه في وجهي ببُطء وأستقبلتُه بصدرٍ رحِب وسكون على الرُغم من أن الوضع فوضوي
لم تفهَم إلى الآن
أفهم ماذا ؟ هو لا يُريد مني أن أعتقد أنّ ذلك الرجُل أبي؟
أفهم ماذا؟
أنا أعلم أنك تُريد التأكيد لذا سأُعطيك
قالَ بهدوء وبلعتُ ريقي بالـآنِ ذاته ،أُخرِج سيجاره وأستقيم من جانبِه مُتوجِهاً إلى تِلكَ النافِذه الطويله والتي فتحتُها مُسبقاً
جدي والعائله لم يرضوا بما حدَث وقتلوا أبيك فقد كان مُتشبِث بوالدتِك ورفضَ الإنفصال بكُل الاحوال وفي ذلك الوقت لم يكُن يعلم أحد بأنها قد حمِلت منه ،أبقت الأمرَ سِراً حتى بعدما أجبرها جدي ووالدي على الزواج من رجُل من العائله والذي يكونُ والدُك الحالي والمُغرَم بها بشِده
على رُسلِك
همستُ من بينِ أسناني بقهر وأشعُر بطعمِ السيجاره في فمي لشدة مافعلت
لا أنكُر بأني توقعتُ ما قاله ولا أنكُر هذا الشعور الذي يحرِق صدري الآن
قُتِل؟ ويقولَها ببساطه أيضاً!
كيفَ تقول أنها تزوجَت من عائلة جيون وأنا منذُ الصِغـ
كانَ تلفيق ،لقد فعلت والدتُك ذلك لكي لا يعلم أحد بِك
وجعلت جميع العائله بإسم كيم كي لا يجدها جدي أو أي أحد من أفراد الأُسرَه ،لكن في نهاية المطاف وبعد سنين كُشِفَ الأمر ، هل تُريد أن أصِف حجم الغضَب الذي حلّ بِجدي وأبي حينما علِموا؟
قالَ بهدوء لكنه أخرجَ ضحكةً ساخِره ونظرَ في عيناي بِصرامه بعدما أستقام
أنا أرى ذلك
أرى حجم الألم والغضب في عيناه
أرى هذا الإشتعال وأشعُر بِه يحرِق قلبي ثُم كامل جسدي
قُل مالديك ، لا أخشاك ولا أخشاه
خرجت كلماتي البارِده رُغمَ اللهب الذي يحرِق دواخِلي ،
رميتُ بالسيجاره خارِجاً بنفس الوقت وهو وقفَ أمامي تماماً بهذه العيون
جُبِرت أن أعود إلى المدرسة الثانويه ومن كِلا الطرفين ،والِدتُك وجدي
لماذا لم تقتُلُني فوراً إن كنتُ عاله هكذا
لماذا هو معي الآن يتحدث بسهوله ،لماذا لم يفعل ذلك
على رُسلِك
ضحكَ بسُخريه ثم عادت ملامِحُه لتسترخي
ويبدوا أنه سيُكمل
رشَتني والدتُك بالملايين إن حميتُك
أمّا جدي فواجِبٌ علي أن أُطيعه أيضاً أنا وليُ العهد بعده
عضضتُ على شفاهي بقسوه وكدتُ أتحدَث إلا أنهُ قد سبقَني بذلك
إنصعتُ لذلك ،أعجبني الأمر حقيقةً
مرةً ألعب هُنا ومرةً هُنا ،جدي يُصدِق بأني أُعذِبُك كل يوم ووالدتُك تظُن بأني لا أُأذيك أبداً
وجيمين ورأسُك وهوانغ !
أشعُر بالتيه بأني أُريد أن أسقُط على رُكبتاي الآن
بأن تُخار قواي وأُصبِح لا شيء حقاً
مِئةُ شعورٍ يراودني ويتصادم داخلي
ولا أعلم بأي شعور أتمسَك أو أيُ شعورٍ أقوم برميه
لو كان فقط بإمكاني تقيُء كُل هذه المشاعِر الآن لفعلت دون تردُد ، هذا الشعور كأني أقوم بدلكِ صبّارٍ بقلبي
أُريد التحرُر ولو لمَره
أُريد أن أُزيح هذا الشوك من على قلبي حتى لو ملئتني الثقوب بعدها
جيمين تابعي وهوانغ أيضاً تابعي وكِلاهُما يُراقبانك
هوانغ كذلك! وهم يكرهوني لأني فقط من أُسرَة كيم
فقط لهدا السبب التافه
إن كُنتَ ولياً للعهد كما تزعَم
قُلت ثم أبتسمتُ بسُخريه وتقدَمت أكثر مِنه لأُكمِل
لماذا كُنت مُصاباً برأسك ذلك الوقت ولماذا أتوا هؤلاء الرِجال إليك ؟
إمتدت إبتسامتي الساخِره له لأني لاحظتُ تجنُبُه للحديث حولَ هذا الموضوع مُسبقاً
لكن شِفاهُه تمسّكت بأبتسامته الجانبيه ولسانُه تمسّك بنبرتِه البارِده والهادئه
زارَ جدي الأكاديميه ورأى أني لم أُعذِبُك وفعل مافعل كعقابٍ لي وهؤلاء بعضٌ من أتباعِه أيضاً أرسلهُم للمزيدِ من العِقاب
اللعنه ،هل حقاً ذلك ماحدث!
جدُه مريضٌ نفسي بلا شك ،ماجحيمُه
عقليتُه متخلّفه حتماً
لكنكَ كُنتَ بطلاً خارِقاً حينها،واو دِمائُنا تجري في عروقِكَ حتماً
أشعُر بالتقزُز مِن ما قال الآن
أن أكونَ مِنهُم ،هذا مُقرِف
أصلٌ فاسِد يُريقُ الدِماء وحسب
لا إفتخار في أن أكونَ منهم ،هذا من أسوء الأمور التي سمِعتُها في حياتي أن تكونَ دِمائي مُختلِطَه بدمائِهم النتِنه
جشعون والمرضُ يأكُل عقولُهم
لا عمي ولا جدي ولا أي أحد سيستطيع الحصول عليك ،ماذا عَنيتَ بذلِك؟
تجاهلتُ سُخريتِه وقلتُ مابجوفي
هذه الكلمات كانت تتحسَسُ قلبي وتقبِضُه كل ماطرأت على عقلي منذُ أن قالها لي
ماذا كان يقصِد بهذا الحديث ،أُريد أن أعلم لِما هو قال ذلك
أهو سيقتُلُني ،هل سأنتهي هُنا وبينَ يداه ؟
لا شأن لك
هل يمزح؟
أنا الشأنُ بذاتِه ،هل تعبث معي الآن
تبِعتُه حينما سار إلى الأعلى بخطواتِه الهادئه وهو يبدوا رافِضاً للقول
إذاً دعني أرحل بعيداً وأختفي عنكم
لن تفعل
إنهم لا يثقون بِك ،مالفائِده من البقاء معك سيكتشفون وجودي في أي وقت
سأحميك!
فتحَ باب الغُرفه ودخلتُ خلفه وحينما تحدثت إلتفت فوراً بملامحٍ غاضِبه وأمسكَ بيدي كأنه يؤكِد لي مايقول ،لا أفهمُه
لا أفهم مايفعل الآن وكيفَ سيتصرَف من بعدِ اليوم
لن تكسبَ شيئاً هكذا مالذي تُرِيدُه
لن يحصُل على المال من أُمي ولن يكونَ ولي عهد آل جيون إن بقي الوضع على هذا الحال
بلى سأكسِب
ضحك بسُخريه ثم تركَ مِعصمي وبدأ بخلعِ قميصِه
مالذي ستكسبُه؟
تحدثنا كثيراً وأنا لا أحبِذ ذلك
أرعن .
خرجتُ من الغُرفه لنزول للأسفل بعدما دفعتُ بالباب على الجِدار بقوه وأسعدني صوتُ الإرتطام القوي وتزفيرِه الغاضِب
إلى أين سنرحَل لما لا تتحدَث بحق الرب
خرجَ صوتي مبحوحاً جداً لأني لم أتحدَث منذُ ساعاتٍ
لقد أخذني جونغكوك في المساء مع جيمين لرحيل ومازِلنا إلى الآن نمشي بالسياره
لم أستطِع النوم ولا الحديث لقد مكثتُ في أفكاري منذُ الصباح ولا شيء جديد سِوى أني سأتحصن بالبرود
أجل أنا بارِد حتى لو شعرتُ لمراتٍ كثيره في داخلي بأني لستُ كذلك
حتى لو شعرتُ بأني مُنهك ومُتعب وضعيف وأشعُر
أنا بارِد
وإن لم أكُن فسأكون
لا شيءَ أقوى مني إن أصبحَت كذلك
لن يهزِمَني أحد إن كُنتُ بارِد
حتى هو ،حتى هذا الشعور الذي يلسع قلبي كُلما رأيتُه
سأُبرِدُه
سأُماشي كل الأيام ببرودي ،لا حَلّ آخر سأعيش هكذا
لن أنتظِر أن تسرِق الحياه روحي مُجدداً
لن أرى البهجَه تُأخذ مني مرةً أُخرى
عليّ أن أكونَ نفسي القديمه مهماً كانت الظروف وحتى إن لم يُفارق جانبي ولو للحظه
وصلنا.