مر الوقت بسرعة انتهت تدريبات يان زونغ ، عاد حينها والمستجدين الى مدينة بكين
قبل أن يغادروا ذهب يان زونغ ليشتري بعض من الكمثرى فهذه المنطقة مشهورة بها
كانت تباع بالمزارع وتستطيع حتى الذهاب لإلتقاطها بنفسك لكي تتأكد من جودتها و تختارها
لذلك ذهب يان زونغ بنفسه وتسلق الكثير من الأشجار ليقوم باختيار أفضل الفاكهة
حين حل المساء بطلته الداكنة وصل يان زونغ الى مدينة بكين
شيا يو لم يره لعدة أيام كانت الحياة مسالمة لكن لأسباب غير معروفة كانت ايضا هادئة جدا
كان لا يزال طائر يان زونغ مزعجا بل وايضا صوته أصبح صاخبا وتغير ربما بسبب ان الجو اصبح بارد لكن للأسف كان مزعجا أكثر حتى رغم الجو البارد لم يصمت
بعض الناس يعتبرون طائر ينطق بعض الكلمات البشرية سيكون شيء جميل لكن على عكس شيا يو كان يراه مزعجا جدا
أحيانا حينما يضيع شيا يو في شتات أفكاره يقاطعه صوت بلا توقف " ذات مرة رأيت ….
كان الطائر يردد مقطعا سمعه من التلفاز
بالنسبة الى شيا يو كان على هذا الطائر ان يغادر بلا محالة ، فكرة التخلص من هذا الكائن خطرت على باله آلاف المرات
لكن كل مرة يحاول فيها حمل القفص يصدر من الطائر كلمة " انا احبك " كانت هذه الكلمات كل ما يحتاجه الطائر ليجعل من قلب شيا يو يحن ويعطف عليه
وبسبب ذلك كان يدعي من كل قلبه لأخر يومين مضت بأن يعود يان زونغ ليأخذ طائره بعيدا عنه
حين عاد يان زونغ كان يتحدث شيا يو على الهاتف مع بانغ زو لكنه أغلق هاتفه على الفور حين رأه
" سأذهب الى الاستحمام ، اراك لاحقا "
مشى يان زونغ باتجاه شيا يو ولاحظ وجود تعبير بسيط من الفرح والحماس على ملامح شيا يو
تحدث شيا يو " لقد عدت! "
رفع يان زونغ كيس الكمثرى الذي بيده وقال
" إنها لذيذة "
كانت فاكهة الكمثرى هي المفضلة لشيا يو منذ أن كان صغيرا ، والدته دائما كانت تضع له بعض الكمثرى في صندوق غدائه
لكن رغم ذلك تظاهر بأنه غير مهتم وقال " أنا دائم املك الكثير من الكمثرى في المنزل وانا ايضا اكل فقط الكمثرى العضوية التي لم يرش عليها أي مبيدات حشرية على الأطلاق هل تفهم هذا ؟ من الذي يريد كمثرى واضح انه تم شرائها من محل قديم على الطريق السريع "
حين سمع يان زونغ هذا التفت الى الخلف ليغادر
فجأة غير شيا يو رأيه واسلوبه وقال" حسنا هاتها سأخذها "
نظر اليه يان زونغ وقال " ألم تقل للتو بأن فاكهتي لا تليق بمعاليك ؟ "
تحدث شيا يو موضحا " هذا اسمه تغيير في بعض الأحيان أظن أنه من المقبول ان اخذ فاكهة من الفقراء "
وبدون أن ينتظر اي ردة فعل من يان زونغ اقترب منه وقال " هيي اعطيني اياها "
يان زونغ تجاهله وأكمل المشي
تحدث شيا يو من خلفه بنبرة لطيفة
" لقد قلت اعطني إياها "
حينها توجه يان زونغ اليه واعطاه كيس الفاكهة
أخذ شيا يو سكين وقام بتقشير الكمثرى لكن القطع التي قام بتقشيرها غير متوازية وكبيرة وايضا قام بقطع نصف الفاكهة مع القشرة
" انت حقا غير بارع في هذا "
بعد أن قال يان زونغ هذا أخذ السكين من يد شيا يو وقام بتقشير الفاكهة بنفسه
كان شيا يو على وشك أن يرفض ويقول شيئا لكن حين نظر الى الفاكهه كان قد قام يان زونغ بتقشير نصفها بشكل متقن
بدت الكمثرى وكأنها ايسكريم فانيلا لذيذ
أخذ شيا يو واحدة وقال " رغم ان شكل الكمثرى قبيح من الخارج الى انها لذيذة جدا من الداخل "
"لكنها ليست لذيذة اكثر منك "هذا مافكر فيه يان زونغ بتلك اللحظة
أخذ شيا يو قضمة من الكمثرى كانت لذيذة جدا ناعمة وحالية كالسكر وكأنها فاكهة نزلت من الجنة ، لم تستطع عيناه إلا أن تظهرا لمعان من الحماس لكن حين استوعب ان يان زونغ يحدق فيه حاول بأن يتظاهر بأن طعمها عادي جدا
سأله يان زونغ " كيف طعمها ؟ "
رد شيا يو " اظن لا بأس بها لكن أفضل مما توقعت بكثير "
أكمل يتناول الكمثرى وهو مستمتع بطعمها لكن يان زونغ كان لا يزال يحدق فيه لذلك نظر إليه وقال" هل تريد ان اقسم لك منها ؟ "
رد يان زونغ عليه " لكن الكمثرى لا يجب أن تأكل هكذا "
( للتوضيح كلمة كمثرى وانفصال قريبين من بعض باللغه بالصينيه عشان كذا الناس بالصين لما ياكلون كمثرى بالأخص مع شريك حياتهم ما يقسموها لنصفين ابدا لانه ممكن يجلب الحظ السيء لهم او يعني الانفصال بينهم )
رد شيا يو " حقا ؟ هذه تصرفات طفولية ، وايضا اذا كانت هناك أي فرصة لخروجك من حياتي سوف استغلها "
قسم شيا يو نصفها ومد يده ليأخذها منه لكن يان زونغ لم يستخدم يده بل أخذها بفمه ، لامست شفتيه اصابع شيا يو وايضا استغل الفرصة ليلعق بلسانه أطرافها
سحب شيا يو يده بسرعة إلى الخلف بينما يحمل شرارة غضب في عينيه
" ما المشكلة معك هل تريد حقا أن تتلقى لكمة على وجهك ؟ "
" لا يحتاج الموضوع الى تهويل انا فقط قمت بلعق طرف اصابعك "
كاد أن يفجر شيا يو من الغضب " من الذي اعطاك الحق بأن تقوم بلعق اصابعي ها ؟ ايها اللق.. "
يان زونغ لم يجعله حتى ينهي كلامه وامسك بأصابعه وقام بلعقها مجددا
تحدث شيا يو " ايها اللعين "
نظرة يان زونغ تحولت إلى نظرة جدية مخيفة تحدق فيه وقال " لا تجرؤ على قول كلمة شتم اخرى "
في الحقيقة شيا يو كان خائفا من يان زونغ ربما بسبب ان حتى اضخم الرجال كانوا خائفين منه ، لكن في تلك اللحظة نستطيع ان نقول ان شيا يو كان شجاعا وبالطبع كان يعلم بأن يان زونغ لن يقوم بإيذائه حقها
" اللعنة عليك ايها اللقيط "
يان زونغ قام بكل قوة بقرص خدود شيا يو
شيا يو لم يعد يستطيع تحمله أكثر لم يكن الأمر كون خدوده تؤلمه لكن بسبب الاحراج الذي شعر به
من بحق الأرض يظن نفسه ؟ انا شيا يو قمت بشتمك ولعنك هل تظن بأنني سأتوقف ؟
قام بشتمه مرة اخرى وحين رأى بأن يان زونغ يمد يده مرة أخرى قام بإغلاق باب الشرفة بسرعة
" هههها سأقوم بقطع أصابعك "
اوقف يان زونغ الباب الزجاجي من الاغلاق بيده لكن كل ماسُمِع كان صوت الزجاج يحتك ببعض بسبب حركة سحبة الباب بقوة، كانت ردة فعل يان زونغ سريعة لذلك هو كان على ما يرام
بينما كان شيا يو متفاجأ مما حدث
يان زونغ مد يده مرة اخرى وقام بقرص خدود شيا يو بقوة أكبر هذه المرة
حين كان شيا يو على وشك فتح فمه سمع صوت والدته قادمة إلى الغرفة
" لقد سمعت صوت عالي هل انت على مايرام ؟ "
حاول شيا يو من تهدئة نفسه وقال " انا فقط اغلقت باب الشرفة بقوة "
تحدثت والدته " اغلقت الباب ؟ ااهه كم مرة أخبرتك ان لا تغلقه بقوة هكذا "
" اجل اعلم انه خطأي "
بعد ما غادرت والدته تحدث شيا يو بتذمر وقال " خذ طائرك الغبي وارحل من هنا بسرعة "
رد يان زونغ " ولكن اعتقدت بأنك تحب الطيور ؟ "
" بالطبع احب الطيور لكن ليس طائرك"
ابتسم يان زونغ وسأل " لماذا ؟ "
" لأنه كبير جدا "
ابتسم حينها يان زونغ بشكل أكثر بل وحتى صدرت منه ضحكة خفيفة استغرب شيا يو كثيرا لماذا يضحك هكذا ؟ هل قلت شيئا غريبا
تحدث شيا يو" حسنا لا يهم خذ طائرك الأحمق وغادر الآن "
( للي مافهم ليش يان زونغ كان يضحك السبب ان شيا يو قال ان طائرك كبير جدا عشان كذا انا ماحبه وهم بالصين لما يمزحون يطلقون على القضيب طائر يعني لما الواحد بيوصف عضوه يقول طائري )
بعد آخر مجرم قبض عليه يان زونغ ، تم إغلاق قضية تلك العصابة وبالرغم من حقيقة أن يان زونغ قام بالقضاء على اغلبهم بدون اي تصريح لكن يبدو ان المشكلة حلت نفسها بنفسها لأنه تم اعتبار ما قام بفعله دفاع عن النفس
لكن رغم ذلك لم يستطع شيا يو ان يتوقف عن القلق إلا بعدما تلقوا الخبر الرسمي من المحكمة
بعدها انشغل شيا يو بسبب العمل لم يكن حتى لديه الوقت الكافي ليعتني بطائره جيدا هذه الفتره
في هذا اليوم حين عاد الى المنزل كان طائره يبدو شاحبا جدا هو فقط كان يرفرف بجناحيه بكل تعب ولم ينطق حتى بكلمة واحدة
تحدث شيا يو " شياو الصغير مرحبا ، ماذا هل انت غاضب مني هيا انظر الي مرحبا ؟ او ربما فقط تناول طعامك ارجوك تناوله ! "
دخلت والدته الغرفه وقالت " ربما هو يشتاق الى صديقه الطائر "
رد عليها "ماذا ؟ مستحيل حين كان هنا
كان الطائران يتشاجران طوال الوقت وايضا كان ذلك الطائر يتنمر عليه"
لكن والدته قالت " الطيور هكذا تحتاج الى شريك معها "
شيا يو لم يستطع تصديق ماقلته وقام بإنزال قفص الطائر ووضعه على الارض ثم جلس امامه يحدق فيه و قام حينها بتقليد طائر يان زونغ وذكر المقطع الذي كان يكرره دائما " ذات مرة رأيت …
حين سمع صوته تلئلئت عيني شياو الصغير وسأل " من ؟ من هذا ؟ "
شيا يو لم يستطع تصديق عينيه وأكمل "مرحبا مرحبا جميعا انا ….
بدا أن شياو الصغير اصبح مفعما بالحيوية وقال " تصفيق تصفيق "
( الطيور حقه كانت امه تاخذهم وتحطهم معاها بالصالة وهي تتفرج على التلفزيون عشان كذا صارو يقلدون مقطع من برنامج تشوفه )
حينها شعر شيا يو بالعار بشكل غير معقول من هذا الطائر
بعد الظهر ذهب شيا يو إلى أحد متاجر الحيوانات ليبحث عن طائر بنفس حجم طائر يان زونغ لكن اهم شي انه كان يحب عليه ان يكون لطيفا وهادئا لم يرغب بأن يشتري طائر مزعجا مثله
حين عاد الى المنزل وضع قفص الطائر بجانب قفص طائره
بعد ذلك وبكل صبر ظل يراقبهم ليتعرفوا على بعض ويصبحون اصدقاء بالأخص ان الطائر الجديد صوته كان انعم من طائر يان زونغ وايضا بدا لطيفا وهادئا ومن المستحيل ان يتنمر على طائره الصغير سيكون طائر لطيف جدا معه
لكن مع ذلك اتضح ان شياو الصغير لم ينظر حتى الى صديقه الجديد وكان لا يزال بمزاج سيء
في الوقت نفسه يبدو أنه لم يكن راضيا عن جاره الجديد فقد عزل نفسه ولم يتحدث بأي كلمة حتى
تحدث شيا يو " رائع ! يالك من طائر محبوب ، صديق طيب لا يستطيع جعلك سعيد لكن الوغد الذي يتنمر عليك يستطيع! اتعلم هذه حركة خسيسة حتى لطائر مثلك "
انتهى
*************
اتوقع الحين فهمتوا الكاتبة ايش كان
قصدها الحقيقي بعنوان الفصل هذا
اشوفكم في الفصل القادم 💛