على غِرار القِطط 'VK'

' 17 '

enjoy
_________

~ اقترَب من تايهيونق بِخطواتٍ بَطيئه بنيّة حَمله للغُرفه ، ولكّنه شَهق بِفزع حيِن فتحَ عيناهُ سَريعاً ولا يزَالُ رأسه مُتكأ على الرُخام ..نظرَ إلى جونقكوك قَليلاً لينطِق بِثمولٍ باتَ واضحِاً ~
- هل كُنت قاسيِاً معه؟-

~ فكَر جونقكوك قَليلاً مُحاولاً استَنتاج ما يتحدّث عنهُ تايهيونق ، فقَد حدَث الكَثير مع تايهيونق اليَوم ، ايَهما يَقصد ~
-من تقصد ؟-

-لن تَغضب ان أخبرتُك ؟-
~ لما تايهيونق طَرح عليهِ سؤالاً كَهذا ؟ ولما جونقكوك أومأ لهُ و اخَبرهُ بأنه لن يَغضب؟ ما احقيّتهُ بالغضب! ~
-انهُ سويوون ، تعلَم قلتُ له الكثير مع أنني جاهدُت كاتماً لكل شيء-

~ سَحب جونقكوك الكُرسي الآخر ليجلسَ علِيه ، حاَول جاهدِاً عدمَ السُخريه ولكّنه لم يستطِع..كُل شيء يَفضحه~
-هل يُهمك امرهُ إلى هذه الدرَجه؟-

~ نفَى تايهيونق ليَرفع رأسهُ مُمسكاً بقنينة النَبيذ راغباً بسكب المَزيد ولكّنها خَاويه ، ليَرفع نَفسه من على الكرِسي ناحيِة الخزانه السُفليه في المطَبخ ليُحضر اخرَى كامِله ، وما إن حَطت على الرُخام حتى ابعَدها جونقكوك عن تايهيونق الذي تنهدّ ~
-لن تَفهمني جونقكوك ، وكأنهُ وجب عليّ رعايته؟ أعنَي لا احدَ يفَهمه و يعرَفه كَما افعل ..لطالمَا اخبرني بأنني الشخص الوحد الذي استطيعُ مُساعده ! لذا لا اريدُ ايذائه ! يَكفي لقد التئَم قلبي منه جونقكوك فقَط لمَ يعدُ لي وجود بِجانبه سِوى انني كُنت ارُغمه بالمجيء إلي كُلما اشتدّت دنياهُ عليه..لطالمَا تسلل إلى غُرفتي في السَابق ليبكَي و حيِنها انا الوحيدِ الذي استطيعُ مواساته و إضحاكه كَي يتوّقف عن البُكاء، حتّى انني اعرفُ مُوسيقاه المفضّله و ابدأ بإستماعها مَعه كَي يهدأ ..هذا كُله لا يتعلّق بالحُب او بِمشاعرنا ..رُغم انهُ قامَ بأذيتي و كثيراً ..الا اننَي عرفت بأنه يرانَي شيئاً كبيراً و لو كَان قادراً لترَكني فعلاً ..ولكَنه لم يستطعِ الاستغنَاء عني ..حتّى بعد انفصالنا كَان يتشاجرُ كثيرًا و يدَخل في عِراكات مع الطلَبه الذين يُضايقونني..صحيحٌ بأني حمِلت غلّاً كبيراً في قَلبي عَليه سابقِاً ..ولكَن الآن؟ اراهُ كأي شخص و علي مُساعدته ولا اريدُ ايذائه ..واعلمُ الان بأنه قَلق كَونني صَرخت عليه و فعلت كُل ذلك ..هو لم يَعهدني هكذا-

~رُغم ان ذلَك كَان مُعقداً ، الا ان جونقكوك حَاول فَهمه و تفهّمه جاهِداً ..لينَهض مُتقدماً من تايهيونق ليَضعه يدُه اليُمنى خلَف ظهره والأُخرى اسفل فخذيِه ليَحملهُ إلى الأعلى ، كَونه لا يَقوى حتّى على حمِل رأسه ~

~ وَضعه عَلى سَريره ليُمسك بِه تايهيونق جيداً ساحِباً إياهُ بِرفقته على السرير ليُعانق لهُ جزِئه العلوي بِقوه قد خَنقت جونقكوك ، ولكّن لا اعتراض مِنه على ذَلك ..كُل شيء كَان هادئاً حتّى تسارَعت نبضاتُ قلبه بِقوه من سؤاله ~
-هل تشعُر بالغيِره جونقكوك؟ انتَ غَضبت قَبل قليل -

- أجل انا كَذلك ، كفَاك تَحدثاً عنه هذَا يُزعجني و كَثيراً !-
~ تايهيونق ثَمل ، بالتأكِيد لن يَفقه ايّ حَديث بَينهمُا الآن ..لذا استغّل جونقكوك ذَلك مُشتكيَاً له ..لا يزالُ يخشَى ان الآخر يُكن لهُ المشَاعر ، ربُما لم يَفَهمه بعد ~

~ لذا ابتَعد عن تايهيونق ليُغطيه جَيداً مُقبلاً جَبينه ، ليبتسَم إبتسامَه شِبه دافئِه جعلَت من المُستلقي يحدّق بِها ليرفَع يدهُ متحسساً شفتاهُ بلِطف وكيف استطاعتّ ان ترّسم تلك الإبتسامَه بُمنتهى الرّقه ~
- اينَ ستذَهب -

- للنَوم في غُرفتي؟-
~ اجابهُ جونقكوك كَنوعٍ من السؤُال يُريد رؤِية ردّة فعلهِ ، تايهيونق الثَمل يَكون واضِحاً في كُل شيء ..وبالفِعل هاهي عَلامات الإنزعَاج تطَغى علَى ملامِحه و يدهُ تَرددت و هبَطت بهدوء من على شَفتيه ليُمسك بطِرف المُلائَه ساحباً اياهَا عليه بِهدوء لينطِق دوُن النظَر إليه ~
- اذاً ، تُصبح على الخَير -

~ تفاجئ جونقكوك ، إنزَعاج الأخر كَان شدِيداً رُغم انهُ طلبَ فقط الذَهاب إلى غُرفته ..لذاَ استلَقى بِهدوء بِجانب تايهيونق الذي قَد غطّ في نوَمه مُصاحباً عبُوسه الصَغير ..ليرفَع اصَبعه مدُلكاً ما بينّ حاجبيّ النائِم مُحاولاً حّل تلك الُعقدّة المُنزعجِه هناك ، ليبتسَم بِخفه رُغم انهُ حزين كَون الآخر ناَم بهذه السُرعه ولم يَعرف بإنه كَاذب و يُريد النوَم هنا ~
- اعتذِر عن كَوني انا من يُحبك تايهيونق ، انا ولستُ شخصاً آخر مُميز او مُبهر ..لستُ سِوى متمرّد و طائِش ونادراً ما اعتمدُ على نَفسي ولا اجُيد مواساتك او اخذكَ من كُل ما يُؤلمك ..ولكّنني صِدقاً اُحبك -

~ تنهدّ نهَاية حَديثه ليَقترب من تايهيونق حتّى تشاركَا ذاتَ الوُسادَه ، يُريد بِه قُربه كَي يستشعَر ذلكَ الدفِئ بِجانبه جَيداً ..لينَام بِرفقتهِ بعد عدّة دقائِق ..حِين ازاحَ كُل شيء من ذِهنه و استَسلم لعالم الأحلام ~

~ نامَ بِعمقُ شَديد ولَم يعَي بكُل ما يحَدث حَوله او حتّى حركة تايهيونق حِين استيقظَ صبَاحاً ..اشّعة الشمَس تسَللت لتُزعج عيناه و حِينها رمَى بُثقل جَسده على جانِبه الآخر ..ولكّنه لم يشُعر بتايهيونق هُناك لذا فتَح عيناهُ بِبطئ ، الغرُفه نَظيفه بالفِعل و وجَد ايضاً بعضاً من ثِياب تايهيونق الواسِعه مُعلقه خارِج الخِزانه كَي يرَتديها هو عِند استيقاظه ..يبدُو بأن تايهيونق احَب فِكرَة مُشاركتهُ ثِيابه ~

~ نَهض إلى المِرحاض و مُصادفة لذِلك سَمع صُوت من الأسفل ، ليتجاهَل ذلكَ مُكملاً ما بدأ بِه ظناً بأنهُ احد خريجيّ السجون بِرفقه تايهيونق ..حيِن انتهائه تقدّم مرتدياً ثيابَ تايهيونق مُعدلاً خُصلات شَعره بترَتيب ..لينزِل سَريعاً كَي يتناول وجبةً مع الآخر و لكّن خطُواته قد بدأت تَقل تدريجياً حِين وجد سويوون يجلسَ على تلكَ الأريكه و ملامُحه تدُل على بُكائَه المطوَل ~

~ ليخرُج تايهيونق من المطَبخ بِرفقة كأس من المَاء ليمدّه إلى الآخر ..جعلهُ يشَربه بالكَامل ليمسَح على ظَهره طوَلياً وهذا ضَايق جونقكوك كَثيراً ..وجداً~

~ تايهيونق ؟ كَانت ملامحهُ ساكِنه وهادئِه و وجههُ يبعثَ السلام بينما جونقكوك مُتأكد بأن هُناك الكثَير من الحروب تحدَث بدِاخله ..~

~ ومَا على جونقكوك سُوى الجلُوس على دّرجات السلّم مُتنصصاً على حَديثهم ، ولِما سويوون هُنا بهذه الحَاله؟ ..ولّكن كُل ما سَمعه هو اعتذرات من سويوون و ردّة فعل تايهيونق كَانت عادّيه ، وكأنه قد اعتادَ على اعتذاراته؟ ~
- انا اسِف تايهيونق مِما حدَث البارِحه ، انا حَقاً اسف فقط لا تغضبَ مني ولا تجعلني بعيداً عنك ..اخبرتَني بأنك لا تحتاجنيُ ولا تُريدني ولكّنك تعلمَ بأنني في امسّ الحاجه إليك ! لذا ارجوك لا تَفعل هذا مُجدداً -

~ اثنَاء ذَلك راقب جونقكوك ملاَمح الآخر ، كَانَ غاضباً وضعيفاً ورُبما حزَيناً في آن واحِد ..ليسَ صلباً للحدَ الذي يَجلعهُ قاسياً مع سويوون الذي اتاهُ وهو حزينٌ إلى هَذا الحدّ ..تايهيونق يُواجه صراعاً الآن ~

~ كُلما نظَر إلى سويوون سيتذكَر كُل شيء، ليالٍ كثيره بَكى فيِها وحِيداً ولم يأبهَ لهُ ابداً ! بينمَا هو حتّى الآن يسُاعده؟ حتّى الآن يستَقبلهُ في اي وقتٍ يحزُنه؟ ..اذاً ماذا عنه؟ لمَا لم يجَد مُقابلاً مِنه؟ ولو حتّى ليلة واحِده سألهُ عن حالهُ وان كَان يتألم ام لا ؟~

~ ولكّن وجبُ عليهّ فعِل ذلك ، سَيفعلها معهُ كماَ يفعلها مع الجمَيع ..لن ولم يَكن ما يِفعله لهُ الآن من اجلهِ او مَخصوصاً له ..هذا طَبعه في النهاية وعلى كُل حال..وسويوون بدأ بِفعل كُل هذا بِسبب غِياب تايهيونق ~

~ كَان مُعتاد عليه و انهُ متواجدٌ دائِماً لمساندتهِ و البُكاء معه في ليَاليه الطَويله و اعطائُه كل شيء ..وحِين اختفَى لم يَكن احدهُم يعلَم بأمر تواجدهُ في السجّن ..ظنّ الجميع ان بعدَ وفاة والدتهُ انتقل للعيشَ خارجاً مع اخاهُ جين ~

~ حيِنها علَم بأن تايهيونق يعَني الكثير بالنسبِه له ، وعليه ان يتواجَد حُوله كي يصُبح بخير رُغم انانيتهُ الكبيره..يعَي ما فعله وما يَفعلهُ ولكّنه سيبَكي في حِجر تايهيونق في كُل مرةً يغضَب منه مُعتذراً منه وماعلَى تايهيونق سِوى تحمّله ايضاً ~

~ ارادَ تايهيونق التخلّص من كُل هذا ، لذا كَوب وجهَ سويوون بين يداهُ ليمسَح دموعه بلِطف مُخاطِباً اياه ~
- لا تَقلق ، فقَط عدُ إلى زَوجك صَدقني كُل شيء بِخير حسناً؟-

- حقاً؟-
~ تسائَل سويوون ليتلقّى ايمائَه خَفيفه من تايهيونق لذا عانقهُ بِقوه بين ذِراعاه وما على تايهيونق سِوى مُبادلته و التَمتمه لهُ بعدّه كلمات تَجعل الآخر بِخير ..ان يجعلهُ بحالة جَيده ليسَت بمعنى العفو ..~

~ راقبَ جونقكوك الآخر وهو يخرَج من المنزِل ، ليُمسك تايهيونق رأسه بِسبب ذلك الصُداع الذي داهمهُ كَونه ثَمل ليلة البارِحه و استيقظَ اليوم مُبكراً ..اطَبق جِفناهُ بتعَب ليشعُر بِحركة جونقكوك خَلفه في المطبَخ ..كان هدُوئه مريبٌ لتايهيونق ~

~ فتحَ عيناهُ بعد عدّة دقائِق ليجدَ مشروباً دافئاً قدَ وضعهُ جونقكوك بِهدوء و صعد للأعلى دُون ان ينبِس بأية حَرف..حتى انّه لم ينظرُ إلى وجه تايهيونق!!~

- ماذا الآن -
~ نَطقها تايهيونق مُنهكًا من كُل هذا ، هل يتعمدّان الضغط عليه اكثر؟ ~

~ لم يَتبع جونقكوك ، فقَط بَقي مَكانه بُهدوء ليتجرَع من كَوبه الدافئ ..حَوله اغنيه هادئِه و كُل هذا في مِحاولة لَه في تمالكَ اعصابَه المُتلفه ..هو ظنّ بأنه استمَع لما حدَث ! وان يُكن؟ هو لم يفعلَ شيئاً خاطِئًا البتّه ~

~ هو ارادَ الذهابَ إلى نهرَ الهان باكِياً هُناك حتّى تمتزج دموعهُ مع مياهَ النهرَ ، لعلَه يهوي ورائهاً يوماً مُنهياً كُل ما يحدَث حوله ..سيكُون هادئاً متفائلاً فترات طَويله و ما ان يَحدث العكَس ؟ حِينها يُريد رميَ نفسه في الهاوَيه ~

- جونقكوك ، هل تناولتّ طعامك؟-
~ ندَه تايهيونق علَيه ، ولكّنه تلَقى تجاهُلاً مِنه ..شَعر حِينها بِرغبة في البُكاء و هذا يُحدث غالبِاً حين يصُبح كل شيء كثيرٌ عليه ولا يُطاق تحمّله ..لذا استنشَق مياه انفِه ليتمدَد على الأريكه بُقوة حاشرٌ نفسهُ بطرفَها في مُحاوله للنوَم ..لعلّه يَهرب من كُل هذا ولو قَليلاً ~

~ حينذآك كَان جونقكوك يَعبث في هاتِفه لعلَه يُشتت نَفسه ، ليضَعه جانبِاً حيِن لم يستطِع ..الكثيرِ والكثَير يدُور في ذِهنه ، كُل ما يحدُث بين تايهيونق و سويوون مُعقد ولن يستطِيع فَهمه ..اوليسَ على سويوون الابتعاد و النفُور من تايهيونق كَونه تركَه سابقاً ! ان تَترك شخصاً هذا بِمعنى عدَم تقبّلك لوجوده بِجانبك ! ..اذا لما يَبكي الآن كَيلا يبتعد عنهُ تايهيونق ؟ ولما تاييهونق بعد كُل افعال سويوون تلكَ لا زالّ عطوفاً معه؟ لا زَال يضمَه إلى صدِره كُلما احتاجَ عِناقاً ؟ ~

~ الكثير يحدِث بِداخه ، الغيره و الحِقد من سويوون كَونه لا زال يقترَب من تايهيونق ، والخوف و القَلق من مشاعر تايهيونق ! هل هي لا زالتَ لسويوون؟ ام يستطيعُ هو اخدَها ؟ و التَردد في الواجِهه بلا مُنازع ..يرَى بأن تايهيونق يُحبه ولكّنه افعالهُ مع سويوون تجعلهُ يتراجع دائماً عن الإعتراف ~

~ والأهم الآن ، انهُ يشَعر بالذَنب يلتهُم دواخله كَونه تجاهَل تايهيونق رُغم مَعرفته بأنه ليسَ بِخير و تركهُ هكذا ..لذا سَحب خطواتهُ و بإحراج من فعلتهِ إلى الأسفل ولم يجَد سوِى تايهيونق النائِم متكورٌ على نَفسه كَون البردَ ينهَش مِنه ~

~ اقترَب من عُنقه بُنيَة استنشاقهَ ولكّن رائَحة سويوون عالقه بِتايهيونق و بأريكتهم اَيضاً .. ذلكَ باتَ خانِقاً له لذا ارتدَى مِعطفهُ ليخرج من المنزَل متنزهاً في الأرجاء لعلّه يهدأُ قَليلاً ~

~ وتايهيونق لم يَفعل اي شيء سِوى انهُ استسلمَ للنوَم سَريعاً ، يُريد جمَع الطاقَه لما سيواجهُه لاحِقاً ..واما عن جونقكوك كَان يسِير بِخطواتهِ باحثِاً عن مَقهى جّيد ليبتاعَ منهُ القهوه ، لَم يصنعها لهُ تايهيونق اليَوم ~

~ مّرت ساعاتٍ كَثيره وجونقكوك لا يزَال في الخارِج ، يَرفضُ فكرة العَوده الآن ..يُريد رؤية ما قَد يفعلهُ تايهيونق ، هل سيسألُ عنه؟ سيقلق و يتسائَلُ عن مكاَنه الآن كَي يلحقَ بِه ؟ ~

~ بينمَا تايهيونق في المَنزل ، ينظرُ إلى السَقف بِفراغ ولا يزَال مُتمدداً على الأريكه ، لا يَعتقد بأن على جونقكوك الغضَب مِنه ! هو يُريده بِجانبه لا ان يَذهب الآن بِكل غِلظه ..غلظةُ الآخر كَان وقعهاُ كبير على قَلب تايهيونق ..اعتَاد عليهِ رَقيقاً مَعه ~

~ تايهيونق يَشعر بِفوضويتهُ الآن ، وكأن دواخلهُ تركض في جمَيع الإتجاهات بِحيره و تشتّت لعلّها تجدُ من يسُاعدها على اتخاذِ قرار سَليم ~

~ تنهَد بِضيق ناوياً اعدادَ بعضَ القهوه لَه ..المنزلِ كان هادِئاً بطريقهٍ غير مُحببه له..لطالمَا كَان منزلهُ هادئاً و لكَن مُنذ اقامَة جونقكوك مَعه بات يَكره هذه الوِحده ..بات يكرَهُ الهواء الذي يدُاعب ظَهره كَون جونقكوك ليسَ ملتصقاً خلفهُ ليُراقب اعدادهُ للقهوه ~

~ مَقت انهُ يعدها بِهدوء ، جونقكوك ليسَ ورائهُ كيَ يستعجله ..كَانت هذه ادَق التفاصيل التي تُأثر بتايهيونق..ادّقها و اخفَاها ، التفاصيلُ الصغيره المُهمشه وُجب على تايهيونق مُلاحظتها و حُبها دائِماً ..ولِكّنه واجهَ كثيراً من هذه التفاصيلِ التي جعلتهُ حزيناً ، وكَثيراً ~

~ اخذَ قهوته ليجلسَ مُجدداً مُرتشفاً مِنها، ليُقلبّ صور جونقكوك في هاِتفه ولم يستطِع كبَح إبتسامتهُ الصَغيره وهو ينظرُ إليه .. ليهمِس وكأنه يُحادَثه ~
- في مثل هذا اليَوم قَبل عدّة سنواتٍ تنازلتُ عن شيءٍ كُنت اريدهُ وبشدّة ، رُغم انني حاولت كَثيراً الحصوُل عليه الا انَني استسلمت و تنازلتُ بكل يأسٍ و عجزَ كَوني افتقرَت لمكانتي هُناك..هل ستفعل هذا ايَضا؟ ان تدعَني اتنازلُ عنك كَونك تدفعني بعيداً؟..انا خائِفٌ من كُل هذا-

~ ثم ماذا؟ حِين ينتابُنا الخوف من وقوعنا في حُب شخص مَا ، نكون قدَ وقعنا و انتهى الأمر ~
- العالمَ مكان قاسٍ جونقكوك على شخَص مثلي ، صعبُ عليه التجاوز و التخليّ ، انا لا انامَ ليلاً بِسبب نظَره القيتها علي رُبما دون قصد منك في النَهار ..احبُ بكل صِدق في كُل مره ومع تِكرار خَيباتي الا انَني استمرّ في هذا ..لذا لا تُكرر ما فعلهُ الجميع معَي لُطفاً جونقكوك -

~ رفَع هاتفهُ ليرّن على جونقكوك مُتسائلاً عنه ، ولكّنه لم يجَد إجابةٍ ليخفضِ هاتفهُ بين يدَيه بإحباطٍ شدَيد ..ولكّنه لم يتوقفّ ، باتَ يكتبُ رسالة للآخر رُغم انهُ توقَع منه الجفَاء ~

~ نِصف ساعة من تَشتت تايهيونق ، من غَرقه اكثرَ في أفكارِه و ضَياعه ..انارَ هاتفهُ ليلتقطهُ سَريعاً ويجدُ فِعلاً رسالة من جونقكوك بَعد ان تسائَل هو " جونقكوك هل انتَ بخير ، لا تُخفي عني شيئاً اعلم بأنك تُخفي الكثير لذا اخبرني ..لما انتَ غاضبٌ منِي ؟" ~

~ ولكَنه تفاجَئ من إجابَة جونقكوك ، قدَ كان نصّها " تايهيونق ، تلكَ الرواية في مَكتبتك ذات الغِلاف الأرجواني ، الصفَحه السادِسه و الخَمسين ..السطَر الثَاني " ~

~ تايهيونق لم يبقَى في مكانهِ ولو دَقيقه واحِده ليهُمّ فاتِحا تلكَ الرواية باحِثاً عن رسالَة جونقكوك مِنها ..لترتخَي ملامِحهُ عند قِرائتِه ، شَعر بتنمّل اطرافهِ و اخذَ قلبهُ الحريّه في نبَضاته القَويه..ليُردد تايهيونق ذلَك النَص المكتوب وكأنه يُحاول ان يَعي كُل هذا ~
- إنني اُريدك ..هل تَعرف ما مَعنى ان يِحبك شخَص مُثقل ؟ شَخص احبّك بِكل جمالَ العالم الذي صنعتهُ انت بنفسكَ له؟ ..شَخص قد سئِم من الحبُ ولكَنه استثناك؟ ..فإني احبُك بِروحي ! فالرُوح لا تنسى ولا تتوقف ابداً -

~ بادَر جونقكوك بإعترافه ، لم يشأ ان يتلاشَى تايهيونق من بيَن يدَاه ..سئِم من رؤيتهِ هكذا دُون تَقبيله و الهمَس لهُ بعذبِ الكلمِات ، ان يعتليهِ بَغته دُون علمِه ليرَى تأثيرهُ عليه و كَيف يطَغى عليه خجلهُ ..سَئم البَقاء هكذا دُون التقدّم ~

- جونقكوك يبُادلني -
~ تسائَل تايهيونق بِصوت طبيعي ، بينمَا ينتابهُ شعور بالبُكاء ..لذا ارتدَى حذِائِه ولم يأبهِ بخفَة ثِيابه ليتسائَل عن موقع جونقكوك الذي لم يبخَل عليه و اخبرهُ عن مَكانه ..لم يَكن بعيداً على تايهيونق الذي بدأ بالجري بِكامل طَاقته~

~ توَقف قليلاً ليأخُذ انفاسه ، كَان ينفثُ انفاسهُ ليبقَى اثرهُا في الهواء لشدّة برودة هذه اللَيله ، ليُكمل جرَيه إلى جونقكوك الذي كاَن كمالعَاده في اسطحِ المباني الشاهِقه ~

~ وفيِ كل خِطوه يخطوها تايهيونق إلى الأعلى ..كُلما شَعر بإنعقادَ معدتهِ و تسارع نبضاتِ قلبهِ التي تطرقُ صدره دون رحمةٍ مِنها ..باتَ يأخذُ انفاسهِ بشِكل قوَي ليجدُ نفَسه خلَف جونقكوك الذي ينظرُ إلى باقي المدَينه غيَر عالماً بوجوده خلفهُ الآن ~

~ ليقترَب مِنه بِهدوء ، ولكَنه سارعَ خطُواته مُعانقاً جونقكوك الذي تفاجئ من الخَلف ..وضَع كفّيه على خاصَه تايهيونق الذي حشَره وجَهه في ظهَره لينطِق ..نطَق بكلمته الصعبه ! الكلمِه التي لطَالما خشَي قولها ~
- احبك ، فتحتُ لكَ ابواب قلَبي استقرّ هُناك بسِلام جونقكوك -

__________

اغلبكم كان متوقع الاعتراف من تايهيونق 😳

كَونوا بِخير