إلى ماذا يرمُز اللون البُني؟
قالت أُمي مرةً أن نِصف مافي الكون يحمِل اللون البُني
وأصحاب الأعيُن البُنيه وأنا واحِدٌ منهم ،لا يُمكِن أن يكونوا وحيدين لأن هُناك دائِماً إرتباطٌ بالأعيُن خصوصاً اللون الموحّد .
يالا السُخريه ،يالا قباحة قولِك يا أُمي
أنا الآن وحيد وأنظُر إلى المرآة الغريبه بضجَر
وقد حمِلتُ فيما سبق عينين بُنيه طوال حياتي التسعةَ عشر وكنتُ وحيداً وأُمي أول من تخلّى عني بعد أبي
ومنذُ ذلك الوقت هجرَني كُل شيءٍ فيني
أُريد الضحك الآن ،رُبما الفراغ أو الحُزن ،أو التعاسه
تجعلُني أشعُر بذلك لكي لا أموت
أو لا
رُبما أني أُريد أن أضحك لأني أملِك عيناً واحده الآن
فـهل أُمي تحمِل إعتقاداً جديداً أو رأياً آخر بهذا الشأن؟
وماذا عن الذين لا يُبصِرون؟
هل هي بحماقه تحمِل تفكيرها هذا وتقولُه للجميع؟
هل هي بكُل غباء تربِط الأمور على هذا النحو ومن جانبٍ واحد ؟
بِتُ أكره لون عيني ، هذا اللون وهذه العين لا تشبهني أبداً
كيم تايهيونق
ألم يرحل بعد؟ لقد تركتُه منذُ دخل وقُلت له بكُل وضوح أن يخرُج
حينما أُناديك تُجيب أم أنـ
قال بعدما خرجتُ من دورة المياه التي مكثتُ أُفكِر بها طيلة الوقت مُتناسي أنه بالخارِج ،
فقط ماذا يُريد مني الآن؟
كفى هُراءً وأرحل.
قاطعتُه ورحلتُ نحو أحد الأسّره وأستلقيت هُناك بتعب
مازال الوقت مُبكراً لكن مازِلتُ أيضاً لا أُعطي أهميه لمواعيد النوم
أنا أُريد النوم ،النوم وحسب
بالرُغم أني بدأت أشعُر هذه الأيام أن لا راحةَ في النوم حتى
إستقِم
كيم تايهيونق كُف عن التجاهُل وأستقِم
قالَ مُجدداً وشعرتُه الآن يُبعِد الغِطاء عن جسدي ويرمي به بعيداً عني ولكن ذلك لن يجعلُني أستقيم أو أتحدث ،وليفعل ما يُريد أنا أستسلم لعدم التحُرك الآن
أنت
شعرتُه رصّ أسنانه حينما ناداني وقد تملّكه الغضب
نتيجةً لذلك
ماذا تُريد
فوراً ما أمسكَ بياقتي بشده يجعلني مُستقيماً وأنا فقط ظللتُ واقِفاً أمامه أنظُر لتقاسيمه الغاضبه
حاجِباه المُتقابلان وكأنهُما يتعاركان
وعبوسُ شِفاهُه وعيناه ،
أوه
هو يملِك أعيُنٌ سوداء ؟
الأعيُن التي وصفتها أُمي يوماً بأنها مريره وجشِعه
وفضاءٌ خالي
مِثلُه تماماً؟
أنا أُحادِثُك
رفعتُ يدي اليُمنى وأمسكتُ برسغ يده التي على ياقتي
وبيدي اليُسرى أمسكتُ المنطقه ماتحتَ عُضُدِه مُباشرَةً
ولويتُ يده في حركةٍ سريعه مني وسقطَ نتيجَةً لذلك
إلا أنه سُرعان ما ركل خلف ساقي وسقطتُ على رُكبتاي
مالعنتُك
همستُ بحقد ولكمةُ معدتِه بقوه وقوه وقوه
أنا غاضِب
مِثلَ موجَةٍ أرادت أن تلتهِم كُل من في البحر،أنا غاضِب
وحزين
ولعين
وعارٌ على نفسي أنا ،لأني مازِلتُ أشعُر.
فالترحَل من أمامي من تظُن نفسك جيون جنغكوك؟
من أنت ؟ لما تواصل المكوث في عالمي ؟
أمسكتُ برأسِه وضربتُ به حائِط الكرنفال
أنا ولو لثانيه واحده لم أسمح له بأن يُدافِع عن ذاتَه ولن أفعل
هل تعلم من أنا حقاً ؟ هل تعلم كُلّ شيءٍ بشأني؟
ألم ترى كم أنا ملعونٌ بائس ،إذا كُنتَ كذلك جيون جنغكوك لما تواصل التقدُم مني !
رفعتُ صوتي وأُجزِم أن لو شخصاً في الخارِج الآن قريبٌ من الكرنفال ،لسَمِعني
لكن أنا مُحق ولي الحَق أن أقول ذلك ،لي الحق أن أصرُخ ،لي الحق أن أضرِبَه وأُفقِدُه الوعي وأُنتشِل عينُه اليُمنى
هو تمادى ويبدوا أنهُ يظُن أنني سهل ،لكنني لستُ سهلاً أبداً رُبما أني قُلتُها كثيراً وحسب دونَ أن أفعل شيئاً لكن من النادِر أن أُثارَ غضباً مِثلَ الآن وهذا يحدُث لا شعورياً مني .
على رُسلِك تايهيونق
قال وأشعُر بالدماء تنساب من أعماقي أنفي وفمي
لقد ضربَني بيدِه في وسطِ وجهي وأنا أتراجع نتيجَةً لذلك
لا تعبث كثيراً حولي ،لأني سأفعل المَثل جيون جنغكوك
إبتسمَ أكثر وتقدم مني وفوراً ما رفعت الكأس الزُجاجي المليء بالماء وضربتُ رأسه به
ولكمةُ وجهه أيضاً بينما حمِلت بيدي اليُمنى جُزءاً من الزُجاج الذي تناثر على الأرضيه
لقد كُنت أُساعِدُك أتذكُر؟ لكنك حمِلت قطعة الزُجاج وأفقدتني عيني ،صرختُ في وجهك ونـ
لكنكَ لم تتوسلني
همس بهدوء وإبتسامَةٍ ساخِره وأمسكَ بيدي التي تحمِل قطعة الزُجاج وشد عليها بكامل قوتِه حتى جُرحِت ونزفَت الدماء بغزاره من يدي
هذا مُحبِط.
تـ
كيم تايهيونق يبدوا أن الغضب مزّقك الآن دعني أُأَجّل لِقائنا حتى المساء وكُن جاهِزاً حينها ،سأصطحِبُك.
أبعدَ يده بخفه وخرج ومكثَت قِطعة الزُجاج في يدي ثوانٍ بالرُغم أني لم أكُن أمسِكُها أو أُحركها .
فتحتُ يدي أكثر بهدوء ولا أُنكر كأن الجُرح مسّ قلبي الآن بسبب هذا الشعور المؤلِم،
سقطت الزُجاجه أرضاً وكانت يدي ترجِف دون شعورٍ أبداً ، توجهت ناحية الصنبور في دورة المياه وفتحته
واضِعاً يدي لتغتسِل من دمائِها تحته .
تايهيونق خلتُكَ ماتزال نائِماً!
إستقبلني صوتُ جيمين حينما خرجت من الكرنفال
وقد حلّ المساء بالفعل
متى سينتهي
أشرتُ على أسياخ اللحم التي كان يشويها برفقة أشخاصٍ آخرين وهو أعطاني إبتسامه خفيفه وهادئه ومدَ لي بسريه ثلاث من الأسياخ الناضِجه
خُذ هذه وتوجه بعيداً لكي لا يراك أحد ،فـالجميع ينتظر العشاء بفارغ الصبر والشيف منعَ الإعطاء
أمسكتُها بِهدوء بعدما شكرته ورحلت بعيداً عن شُعلة الضوء ورائحة اللحم المشوي
أوه أنتَ!
إلتفت لهذا الصوت الذي لا أعلمُه ولكن فور مافعلت تذكرت وجه هذا الرجُل ،لقد إشتريتُ مِنه كوبَ قهوه في أوّل يومٍ لي في الأكاديميه ،الكوب الذي سكبَه جنغكوك الأرعن ،
مُحالٌ علي نسيانُ ذلِك.
أجل ما بي؟
رفعتُ حاجبي الأيمن بهدوء وركّزتُ نظري نحو عينيه وجبينِه ليعلم جيداً أني جِدّي ،
توتر وتراجعَت خُطواتُه للوراء وهمس بلا شيء
لكن سأكون أحمق إن جعلتُه يرحل مثلما جعلت الرجُل من صباح اليوم يرحل ،على الأقل لم أكُن أملِك طاقةً في ذلك الوقت لكن الآن أنا أملِك.
أمسكتُ برسغه بقوه وأنتصبَ واقِفاً بهلع أمامي
ماذا تملِك في جُعبتِك يا تُرى؟
إمتدت شِفاهي مُطبقةً إلى الأعلى وهو تنهد برجفه وظلّ صامِتاً
لن أدعكَ ترحَل لو توسلتني لألفِ عام
قُلت بعدما شعرتُ أنه مُتمسِك بصمته ومازال يفعل
ماذا تفعَل هُنا أساساً ؟
لقد أجبرني شِيف هوانغ على القدوم وصُنع القهوه هُنا
جيد هذه إجابَتُك الأولى ، والآن أخبرني لما صُعِقت لرؤيتي ،كما تعلم أنا وأنت لا يعرف أحدُنا الآخر ؟
شددةُ على رِسغه بقوه وقلت بصوتٍ بارد بعدما أبعدت إبتسامتي المُزيفه
وهو أغمض عيناه بشده وقبض على يديه أقوى مما مضى
هو رُبما سيتحدث الآن
في ذلك اليوم أنا قدّمتُ لك كوباً مسموماً
ماذا !
مالهُراء ، كوباً مسموماً لي أنا؟ في أول يومٍ لي ؟
ماذا فعلتُ له ليفعَل لي ذَلك؟
ماجحيمُ صنيعِك لي!
شددةُ على عُنُقِه فوراً ،هذا الرجُل حاولَ قتلي!
دعه ،لا شأن له
جيون جنغكوك لا تتدخل وأبتعـ
إلتفتُ سريعاً بعدما دفعتُ الرجُل بين يداي ونظرتُ في وجه جنغكوك الشاحِب والبارد حينما تذكرتُ ذلك الموقِف ورَميه لكوب القهوه من بين يدي دون سبَب
أو أن هُناكَ سبباً بالفعل لفِعله هذا وأنا لتو أُدرِك
لتو أُدرِك أنه رُبما رمى بكوب القهوه لأن السُم أحتواه وكِدتُ أموتُ وقتها؟
أنا مُستهدَف؟