ابن أوديـن

By cursed_writer

86.2K 4.8K 1.4K

انقلبت الموازين، وعلى لوكي الآن أن يواجه العواقب. لكن، هذه المرة...سيواجه عواقب ما لم يقترفه. :الرواية مقتبسة... More

آسغاردا
نيفلهايم
جولة ليلية
الرجل النملة
شرارة بيضاء
رؤى
عودة
أول الغيث
قطرات غضب
شعلة باردة
انكسار باهت
ومضة أخيرة

خَلَـل

5.9K 388 68
By cursed_writer

"وأن ماتسعي إليه يسعي إليك"
-جلال الدين الرومي.

لا تنسوا التعليقات الحلوة 🌚💙

..................

وقف لوكي أمام برج ستارك شاردًا، وقد عادت به ذكرياته لآخر مرة كان بها على الأرض.

لم يكن وقتها منفيًا كالقمامة من أرضه. لكنه كان هاربًا. كان قويًا ويملك سببًا يُبقيه مستمرًا في هذه الحياة الطويلة جدًا. وإن كان السبب هو الرغبة الأنانية والحقد الأعمى.

ليس وكأنه لا يملك القوة الآن. لكنه فقط لم يعد يملك ذات الحماس والحقد اللذين كانا يغذيان حلمه آنذاك. الحلم ذاته، أو الهوس، لم يعد موجودًا أصلًا.

لوكي كان يتطلع في البرج بملامح فارغة. يداه في جيوب معطفه، ويلف وشاحًا حول رقبته. هو لم يكن ليجد مشكلة في تقبل برودة الجو في هذا الوقت؛ فهو في النهاية يملك چينات أبناء نيفلهايم. لكن كان عليه ارتداء ملابس ثقيلة حتى لا يبدو شاذًا وسط الأرضيين..

وعلى ذكر الچينات، تذكر إهانة ثور له أمام الآسغارديين والإشارة لكونه خائن. ورغم شعوره بوخز غير محبب في قلبه، ربما غضب أو ألم، إلا أنه ابتسم بسُخرية وتابع طريقه مبتعدًا عن البرج بعد أن غير شكله بسرعة لهيئة بشري ما، حيث لفت نظره اقتراب سيارة طوني ستارك الحمراء المكشوفة، ولم يشأ أن تحدث جلبة لا حاجة لها.

ولم ينتبه أن شخصًا آخر كان برفقة ستارك استطاع أن يلمح مافعله.

................

دخل طوني ستارك للمكتب بخطوات واسعة جعلت من الرجل الذي يجلس خلف مكتبه يحدق فيه بفزع.

تجاهله ستارك وسحب حاسوبه المحمول من أمامه، وأخذ يقلب فيه عن شيء ما.

«ألا تود إخباري شيئًا؟»
تمتم العجوز ذو الشعر الأبيض الثلجي، والبشرة الحمراء التي ارتسمت عليها خطوط الزمن رافعًا حاجبيه، ومستنكرًا تهجم ستارك على مكتبه بهذه الرعونة.

«لا. لماذا؟»
أجابه ستارك بينما يتابع ما يفعله في الحاسوب منشغلًا، ليزداد استنكار الأخير، لكن صوت الشاب الذي دلف قاطع ما أراد قوله.

«مرحبًا هانك. لن تصدق ما رأيته في الخارج»
كان دخوله صاخبًا مما دفع طوني لقلب عينيه، والمدعو هانك الذي كان يجلس خلف المكتب ويناظر الفتى الصاخب سأله بانزعاج.
«ومالذي رأيته في الخارج؟، دكتور استرينج يدخل الشركة من مدخل الزوار؟»

«أوه، هذا بالفعل لا يُصدق»
تدخل ستارك بهدوء شديد، دون إبعاد نظره عما يفعل.

تجاهله هانك، وقبل أن يجيب الشاب الآخر، أدار ستارك الحاسوب موجهًا شاشته أمامه.
«أخبرني لاينج، هل هذا هو الذي رأيته؟»

نقل المدعو لاينج بصره بين الصورة وبين طوني الذي بدا غريبًا بملامحه الجادة. قبل أن يثبت نظره على الصورة متفاجئًا.
«أجل إنه هو. لكن من يكون؟، ومن أين تعرفه؟»

احتقنت الدماء بوجه ستارك، قبل أن يدفع الحاسوب لهانك الذي تحولت ملامحه من الحيرة للصدمة حين رأى صورة لوكي.
«وماذا يفعل هذا هنا؟»

همس ستارك تحت أنفاسه.
«ثور...ذاك اللعين!»
لم يهتم بالرد على أسئلة الاثنين المُحتارين أمامه، وخرج من المكتب بخطى سريعة.

التفت ستوك لاينج لهانك بحيرة.
«هل يمكن أن تخبرني أنت بما يحدث؟»

انتبه هانك لوجوده فنزع نظاراته الطبية، وفرك عينيه.
«إنه لوكي، أخُ ثور»

وضح هانك، والأخير ازدادت حيرته.
«ثور؟... لوكي؟، أظنني سمعت هذين الاسمين من قبل. لكن لا أذكر أين»

تنهد هانك بضجر، وتمتم موضحًا أكثر.
"لوكي هو الآسجاردي الذي هاجم الأرض من قبل، وحاول السيطرة عليها. وتصدى له الفريق، وثور يكون أخوه الذي ساعدنا في إيقافه وأخذه معه لعالمهما بدعوى أنهم سيحاسبونه»

تابع بشرود، فيما يعقد حاجبيه متذكرًا.
"آخر مرة أتى فيها إلى الأرض كانت تبعاتها سيئة، أتساءل مالذي أعاده مجددًا؟"

سحب ستوك الحاسوب، وأخذ يحدق في صورة لوكي. كانت الصورة له وهو يقف بكبرياء، يداه خلف ظهره. وشعره الأسود ينسدل على كتفيه، وعيناه الزرقاوين تنضحان دهاءًا، بينما على شفتيه نفس الإبتسامة اللعوب التي رآها على وجهه اليوم.

لم يستطع المساعدة. لكنه رآه وسيمًا بطريقة مؤلمة للنظر.
..............

في آسغاردا، وعند قاعة بيڤروست التي تحوي الجسر الواصل بين آسغاردا وباقي العوالم، وقف ثور بملابس أرضية بحتة. بنطال أزرق، وسترة سوداء بأكمام طويلة.

«يبدو أنك تعاني من قرارك...سيدي»
تمتم هايمدال الذي يقف في مكانه، بنبرة عميقة، وبينما يمعن التحديق في ثور الذي يحدق بصمت في الفضاء البارد خلف زجاج القاعة.

لم ينظر إليه ثور، فتابع.
«أحيانًا، حين كنت أرى تبعات غير محمودة لقرار اتخذه والدك، كنت افكر -وإن كنت لم أقل له ذلك يومًا- أنه ماكان عليه اتخاذه. لكنه كان في النهاية يثبت لي أنه كان على حق طوال الوقت»

ساد الصمت بينهما لفترة وجيزة.
«مازلتُ آمل أن يخيب ظني، كالعادة.»
أتم هايمدال كلامه، ليخرج ثور عن صمته. لكنه اكتفى بقوله.
«إلى الأرض»

حرك هايمدال سيفه بينما يتمتم باقتضاب.
«حالًا»

رأى قوس المطر تحته بينما ينزلق للأسفل، كان معتادًا على الأمر فكان هادئًا شامخًا كعادته، هايمدال فتح الجسر للأرض، أما وجهة ثور المحددة، فسيتكفل الجسر بها.

وجدت قدماه الأرض اخيرًا ليستقر عليها بثبات، وفكر بسخرية، حين رأى كم العيون المحملقة به، كيف أن الجسر ينتقي مكان نزوله بحرص بالغ.

تحرك برشاقة حين التقطت عيناه البرج العاجي فاره البناء، والذي يحمل اسم ستارك في مقدمته بأناقة، وعيناه تعرفان طريقهما غير عابئة بالمتطفلين.

وصل إلى مكتب ستارك، وتعدى الشابة التي تجلس على المكتب في الخارج، وهي لم تكلف نفسها عناء إيقافه؛ فهي تعرف أنه لن يعيرها اهتمامًا وسيحرجها. لذا تركته يدخل.

«مرحبًا أيها الخردة، ماذا هناك؟»
تمتم ثور فور دخوله من الباب واتجه ليتخذ مقعدًا مقابل الأخير، والذي لم يكن، على ما يبدو، سعيدًا بدعابته.

كان هناك نوع من الاتصال الكوني بين ستارك وثور في الفترة التي أعقبت الحرب، التي افتعلها لوكي، ليطمئن ستارك إلى أن دماء أقرانه من البشر لم تذهب بلا ثمن.

لكنه فيما بعد لم يجد داعيًا لاستخدامه؛ فلم يكن هو والآخر صحبة ليحتاجا إلى اتصال دوري يسألان فيه عن أحوال بعضهما البعض أو ماشابه.

«تعلم أن أخيك هنا؟»
رفع ثور حاجبًا، فلم يتوقع أن يصل الأمر إليه بهذه السرعة. لكنه أجابه باقتضاب.

«أجل. أنا من أرسله في الحقيقة»
فتح طوني فمه مشدوهًا، قبل أن يتابع بحدة.
«ما الذي من المفترض أن يعنيه هذا؟»

«لوكي لا يشكل خطرًا الآن، ووجوده هنا على مسؤليتي أنا. هذا ما يفترض أن يعنيه»
أجابه ثور ببرود، ثم نهض. ومال بجذعه نحوه مستندًا بيديه على المكتب الخشبي.

«...وإياك أن تمس شعرة منه؛ لأنه حينها ستكون هناك حرب أنا طرفها ليس هو.»

«الآن إن كان هذا كل ما تريده، فعلي الذهاب.  لدي عمل علي إنهائه قبل عودتي لآسغارد»
ألقى كلماته وغادر المكتب غير مبالٍ برده، وتاركًا طوني يرمقه بغضب.

لم يسبق لستارك أن تعامل مع شخص أشد تعجرفًا من ستارك نفسه قبل أن يقابل ثور. لذا فالعلاقة بينهما ليست في أفضل حالاتها، وإن كانا شريكا فريق سابقين.

لكنه ابتسم بشكل مفاجئ، حين خطرت على باله فكرة، ظن أنها ستفيده بشدة.
......................

Continue Reading

You'll Also Like

52.1K 1.6K 6
"Say somthing ,i'm giving up on you " _ الحقوق للكاتبه
347K 15.3K 29
« الملك جيون، ملك المماليك انه جيون جونغكوك العظيم ملك لمملكة "روناموف" البالغ من العمر 28 سنة، وسيم حد اللعنة، انه جيون لطالما ارعب اعدائه ذا قلب ق...
2.4M 84.1K 22
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...
225K 13.2K 79
ترجمة للكاتبة : _microcosmo_ كيم جونغكوك صغير عائلة كيم، والذي يكبره ستة إخوة يفرطون في حمايته ويكونون صارمين في بعض الأوقات. كيف ستكون في حياته معهم...