على غِرار القِطط 'VK'

By sttaev

1.1M 69.4K 76.5K

' مُكتملة ' عِندما يخرُج جيون جُونقكوك المَسجون ظُلماً لينتقَل إلى مَنزل كِيم تايهيونق الذي يَستقبّل خريجّي ا... More

' بِدايـة '
' 1 '
' 2 '
' 3 '
' 4 '
' 5 '
' 6 '
' 7 '
' 8 '
' 9 '
' 11 '
' 12 '
' 13 '
' 14 '
' 15 '
' 16 '
' 17 '
' 18 '
' 19 '
' النِهاية '
' Special Part '

' 10 '

53.8K 3.1K 3.2K
By sttaev

enjoy
_________

~ بَدأ يتقلّب في فِراشه بإنزَعاج من تلكَ الضَوضاء في الأسفل ، زَفر انفاسه ليَستيقظ جالساً على السَرير وهو شِبهُ واعٍ ..ليَشعُر بيدَ تايهيونق التي تسَحبه مُجدداً ليُكون قرَيباً مِنه ..حَاول تايهيونق الإختِباء وسط جونقكوك واضعاًِ يدهُ على اذنُه المَكشوفه ، و كأنهُ يُحاول صّد تلكَ الضَوضاء عَنه ~
- كُنت اعَلم بأن سَتستيقظ مُنزعجَاً مِنهم ، حَاول النَوم مُجدداً لا يزَالُ الوقت مُبكِراً -

~ جونقكوك بَقي هادئِاً من دُون أيّ حرَكه ، بَقي ينظُر إلى الآخر الذي اغمضَ عيناهُ بِإرهاق لعلّه يعود إلى النَوم ..كان دافِئًا و قد شَعر جونقكوك بدِفئه و كأنهُ يستللَ إلى اضلعهُ رويَداً ~

~ وكأن الآخَر يملكُ قُدرةً على إحتوائِه في جَميع الأوقات..في كُل مرةً يستيقظُ فيها و يرَى تايهيونق امَامهُ يتجدّد الأمُل بداخِله ، مع اشراقَه الشمَس التي تُبرز ادّق تفاصيل ملامِحه يشُرق قلب جونقكوك ايَضاً ..الاستيقاظَ على صَوت الآخر ونبرتُه الحَنونه ..يُدرك الا ثَمة شيء في هَذه الحياه قادِر على ان يَحل مَكانه ~

~ علَى كَثرة الإنكِسارات التَي بِداخل تايهيونق ، الا انُه يجدُ متسعاً ليحمِل ألم جونقكوك هِناك ..حياة جونقكوك كَانت مليئه بالأشخاص ولكّنه الآن وجد الشَخص الذي يأتيه دُون ان يُناديه ، الذي يتخطّى الزُحام ويكون بجانبه و سيُعانقه و يغمرُه بدِفئِه دُون ان يُخبره بأنه مُثقل ~

~ لذا رَفع يدُه بتّوتر لتُلامِس بشَرة الآخر ..شَعر بأنه يدُه اصبَحت رَقيقه من رّقه بَشرته ..كَانت رّقه تايهيونق عَدوى! ..ليَهمس بلِطف هُناك ~
- اشعُر بِأن جُزءاً مِني ذَهب إليك و لَن يَعود -

~ فَتح تايهيونق عيَناهُ بِخفه لتُقابل خاصّه الآخر التّي تَزعزت في لَحظَه ..لم تَكن عينيّ تايهيونق تُثبت في الأشخَاص عَبثاً ، هو سيَقرأ كُل شيء هُناك ~

~ قَليلاً حتّى زَينّت ثغَرهُ إبتسَامه صَغيره ، واضِعاً يدهُ فَوق يَد الآخر التي تَحتضن وجنتَه ~
- سأحرِصُ عَليه جيداً -

~ لَم يعلم جونقكوك لَما يشُعر بالهدوء و الإطمِئنان رُغم تلكَ الفيَاضانات التي تحدُث بِداخله ..رُبما بِسبب حدِيث الآخر بِصوته الذي يَروي دَواخله ، ذلكَ الصوت عن جَميع الأصوات التي تمرّ على مسامِعه ~

- هل اكتَفيت من نومك؟ اخبرني لنتنَاول الإفطَار سوياً في الخارِج..المنزلُ مزعج الآن وانتَ تحُب الهدوء -
~ انفاسُ تايهيونق كانتَ ترتطِم بِعنُق الآخر الذي فصلَ تلك النظراتَ رافعاً رأسه للأعلى مُنذ فتره ..ليُهمهم بِخفه على رأيه ..لا يَستطيعان النَوم بعَد حَديثهُما و صَقيع قُلوبهِما~

~ حارَب تايهيونق نَفسه ليبتعَد عن الآخر مُتجِهاً إلى غُرفته ، رُغم أنه احبَ ذلك الإحتواء بينَ جسديهِما ، ولكِن عليه النهُوض و عدَم تعقيد الأُمور اكثر ~

~ وبعد ان اتمّ جونقكوك إستعدادهُ نزَل إلى الأسفلَ ليجد من يطبخُ الافطار ومن يقيمون حرب الوسائِد ، كَان المكان عارِماً بالفوضى لذا و بدون شعُور مِنهم قد تَسلل بهدوء إلى الخارِج..لفَح وجهُه الهواء الباردِ كَونهم في الصبَاح الباكرِ ..ليرفَع وشاحه قليلاً مُغطياً كامِل عُنقه ~

~ عدّة دقائِق ليخرُج تايهيونق مُعاتباً اياهُ بشِدة بينما يُفرك يداه لشدّة البُروده~
- لمَا بَقيت تنتظرني في الخارِج؟ الطقسُ بارد -

~ تنهَد تايهيونق لينفي جونقكوك مُطمئناً إياه ~
- لا تَقلق ، هل سنَذهب سيراً على الأقدَام؟-

~ اومأ تايهيونق ليمُد يدهُ للآخر الذي استجَاب بسِهوله ليُشابِكها بخاصتّه، اصبحَ مُعتاداً على تحرّكات تايهيونق الآن ..حتّى انهُ بات يُشابك يدهُ بخاصّته دون طلبٍ مِنه ~

-  افتَتحوا ليلَة البارِحه مطعماً رائِعاً لتقدِيم وجبةِ الفطُور ، ارجوا الا يَكون مُزدحماً -
~ اردَف تايهيونق و عيناهُ تجوُل في المَكان ، مدّ يدهُ اليُسرى في الهواء رافعِاً انظارُه للسمَاء ~
- هل ستُثلج ؟ -

~ آنها توقّف جونقكوك ليخَلع وشاحُه ، اقترَب من تايهيونق ليضَعهُ حول عُنقه جَيداً حتّى يشعُر بالدِفئ ليُعاود مُشابكَه يديِهما ..حِينها إبتسَم الآخر لترتَفع يدهُ متُحسسه الوشاَح ~

~ كَانا يِسيران بِهدوء ، كلاِهما يخِطف نظرةً من الآخر من حينٍ إلى آخر ..حتّى وصلا إلى وِجِهتهم و بالفعِل المكان مُزدحِم ولكّنهم وجدا طاوله شاغِره كَون الوقت مُبكر من الصبَاح ..لو تأخرا قليلاً لم يَكُن ليجدا ~

~ جلَس تايهيونق ليناوِل الآخر القائِمه ناطِقاً بعد ان اتكأ بيده على الطاوِله ~
- اختَر فطور اليَوم بِنفسك -

~ شَعر جونقكوك بِمسؤوليه كَبيره على عاتِقه من هذه المُهمه ، بدأ بتقِليب القائِمه ليرفَع ناظرِيه سريعاً إلى تايهيونق الذي شهقَ ناطِقاً~
- سوويون و جونقسو !-

~ في تِلك اللحظَه تمنّى تايهيونق ان يَستطيِع الخرُوج من هُنا سَريعاً دوُن ان ينتبِها له ، ولكّنه لم يَستطع كَونهم قَد اشاروا إليه ليتقدّما ..بينَما جونقكوك كَان يُقلّب عيناهُ بينهم و بين تايهيونق ~
- سأنهض للطَلب حَسناً ؟-

~ امسَك تايهيونق بِطرف مِعطفه ليُعاود سَحبه بِجانبه ، ليسَ الوقت المُلائِم لأن يَكون وَحده بينما يرَاهمُ يَقتربون مِنه ..مُنذ وفاة والدتهِ واخته و دُخوله للسِجن انقطعت اخبارهُ عَنهما ~

~ ولكّنه نهَض ليجدَ نفسهُ مُحاصراً بين يدّي جونقسو الذي عانَقهُ بِكل قوّتِه ، لم يَنطِق تايهيونق بأي شيء ..كَان يُريد نِسيان ما حَدث في الماضِي ! لمِا كُل شي مُجتمِع على إيقاعهِ واعادَتهُ لكل ما حدَث قَديماً كُلما حَاول التسلّق للأعلى ؟~

~ ابتعدّ جونقسو عَنه بعيناِن قدَ تلألأت بِفعل دُموع عينيه ، تلمّس وجه تايهيونق ليتفَقدُه جيداً ناطِقاً ~
- هَل انتَ بخير ؟ كُنت قَلقاً عليكَ طوَال هذه السِنين -

- انا بِخير جونقسو لا تَقلق ، ولكِن حدَث الكثَير -
~ طَمئنه تايهيونق بإبتساَمه رافعِاً اصابعهُ بِخفه ماسِحاً على عينيّ الآخر بِلطفُ ، ليبتعدَ بدِوره سامِحاً لسوويون بمُعانقه تايهيونق الذي تراَجع خطوه للِخلف قَد انتبهَ لها جونقكوك و تسَائَل بدِاخله عن سَببها ~

~ عانقَه ولم يَستطِع تايهيونق مبُادلته ، رُغم ان فيِ فترتهم لم يَكنُ يُفارق هذا العِناق ابداً ! ولكّنه لا يستطِيع الآن لا يُريد الضَعف ابداً !..لا يُريد تصدَيق انهُ لم يستطعِ تخطيِ ألمِه لهذا اليوم ~

~ ملامِحه لم تَكن لِتقُرأ ابداً ، لن تَعلم ما يَجول في ذِهنه او ما يشعُر بِه في هذه اللحظه ..ليبتَعد عن سوويون قَليلاً بإبتسامَه طَفيفه ليسألهُ عن احوَاله ~

~ كِلاهمُا قد صافَح جونقكوك الذِي ينظُر إليِهما يإنزعَاج مُنذ ان اخبرهُ تايهيونق عمّا حدَث بينهم ..تشاركَا الطاوِله ذاتِها ليطلبُ تايهيونق الطَعام ~

~ بدأو بالحدَيث ليبتسِم تايهيونق بِحماسه مُمسكاً بيد جونقسو مُتحسساً ذلك الخاتَم الذي يتوسطّ اصَبعه ~
- هل حَقاً تزوجتما !!-

~ اومأ سوويون بِدوره ليَمدّ هاتِفه للآخر الذي نظَر لذلك الِطفلِ الذي يتوسطُهما في الصُوره ~
- منُذ ثلاث سنوات و لتونّا هذه السَنه تبنَينا طِفلاً ، انُظر اليِه -

~ بَرقِت عينيّ تايهيونق مُستلطِفاً ذَلك الطِفل ، ليَقترَب من جونقكوك و يتشاركا النظَر إلى الصوره ~
- انظُر كَم يبدوا لطِيفاً -

~ إبتسمَ جونقكوك بِخفه رُغم قَلقه الداخليِ على تايهيونق ، ولكّن الآخر كَان سَعيداً لَهمُا و بدَى بخيرٍ بالفِعل مع ذَلك لذا اطمَئّن قلبهُ لذلك ~

~ كَان جونقكوك ينظُر إليه و يَستمعِ لهُ فَقط ، وتايهيونق بِكل بساطَه سرَد ما حدَث لكَلاهمُا بعد ان اصرّا على مَعرفه ما حدَث معه ولمَا انقطعَ عنهُما فجأه ~

~ جونقكوك كَان يُحاول السيَطره على صَدمته ذلكَ الحِين ، رَحلت والدتهُ بهذا الشَكل الشنِيع وهو بالفِعل قتَل زوج والدتِه بعد ان اغِتصب اختهُ الشَقيقه ! ..هو فَهم الآن ما كَان يقصدِه عندما قال انهُ فقدهُما في الليله ذاتِها ~

~ جونقكوك كَان فُضولياً حَول جُرم الآخر ، ولكّنه الآن تمنّى عدَم مَعرفته ! سيبقَى مُتألماً مع الآخر ، فمَا حدثَ لهُ ليس بالهيَن ابداً ! ..ادرَك ان الآخر عظيمُ الآن عندما حافَظ على بَشرية قلبهِ و انقذ نَفسه من كُل ما حدث ~

~ لَم يستسلِم لألمِه ، فكّر جونقكوك انُه لو مر بما حدَث لتايهيونق لَحاول التخلصّ من حَياتهِ بِبساطه ! ولكِن تايهيونق يبدُو و كأن شيئاً لم يَحدثُ ! يملكُ سلاماً و إطمِئناناً داِخلياً يستطيُع مُشاركته مع اشخاصِه ايضاً ~

~ وتايهيونق بالفِعل لم يُفكر بما سَيقولونه حَوله او ماذا سَيحدُث ، هو قتَل شخصاً بَيديه ولكّنهُ بالفعِل يملكُ سَبباً لِفعلتِه تلكً..وقد  بدَى راضيِاً عنَها ايضاً ، هو قَد سلبَ حياة شَقيقتهِ بأبشِع الطُرق لذا اخذ بِثأرهِا في اللحظه ذاتِها دُون انتظار~

~ فضّل جونقكوك الصَمت ليستمِع الى الزّوجان اللذان يُحاولان مواساة تايهيونق الذي بدأ بالضحِك ليُخبرهم انه قد تَعايش مع ذلكَ وهو بِخير الآن ..مهَما كَان ثَمن فِعلته تلكَ ! الا ان الآخر لو لم يَمت لما كان تايهيونق مُرتاحاً الآن ..وهُما قدَ تفهّما ذلك ~

~ وصَل الطعام ليتناوَلونه بِرفقة استرجاعِهم لأيام الثَانويه ، ملأت ضِحكاتهم ارجاء المَكان بينما جونقكوك يُنظر إلى تايهيونق الذي يَضع لهُ الطَعام في طَبقه كلما اوشَك على الإنتهاء ~

~ تبَادلا ما حدَث لهُما بإختصاَر ليزودّا تايهيونق بِرَقم هاتِفهما و موقع منزلهِما كَي يأتي لزيارتِهما دائِما و هو قَد وعدهمُ بذلك ايضاً حتّى يرى ذَلك الطِفل ~

~ عانَق جونقسو تايهيونق قَبل ذَهابِهم ، ليُعاود الجلوُس بِجانب جونقكوك ماسِحاً على شَعره بِرقّه كإعتذاَر ~
- هل شَعرت بالمَلل؟ لم اركَ تتحدّث !-

~ تنهّد تايهيونق نِهايه حَديثه لينفِي جونقكوك بإبتسامَه ناقرِاً شفتّي تايهيونق بمِلعقتِه المليئَه بالبيض ، فتحَ تايهيونق ثَغره ليتناولها بتلذّذ ، لينطِق الآخر ~
- لم تَتناول إفطارَك جيداً -

~ تلمسّ تايهيونق مَعدتهُ بِخفه لتتَجهّم ملامحُه بألم ~
- معدتَي آلمتني لذا لم آكلُ كثيراً ..حيِن تنتهي فَقط اخبرِني -

~ اومأ جونقكوك ليُنهي طَبقهُ كامِلا ، ثَنى عليهِ تايهيونق ليُمسك بيدَه كَي يَخرُجان ..كَانا يسيَران بين المارّه وعيناهمُا تجَول في اللا مَكان ، تايهيونق يَعلمُ بأن الآخر يُفكر بما حدَث لهُ وكيفَ دخل السِجن ..وجونقكوك يظُن بأن الآخر هادِئاً كَونه يتذكرّ ما حَدث مع صِديقاه في الماضِي ~

~ لكلاِهما ؟ لا بَأس بتبادلُ الصَمت ، المُهم انهمُا معاً الآن ~

~ شَعر جونقكوك ان الآخر يحتاجُ حَديثاً لطِفاً ، سيَفشل في مُواساتِه كالعادَه و لكّن عِند الفَصح عمّا يشعُر بِه لرُبما يُساعد الآخر ~
- احُب الوقتَ الذي امُضيه معَك ، اشعُر و كأن صَدري مُطمئن ولا يعتريه القَلق او الحُزن ابداً ..دائِما ما تأتيني بإهتمام يجَعلني احُب الحيَاة مُجدداً ! -

~ مَال جسدُ تايهيونق على الآخر واضعاِ رأسه على كَتفه اثناءَ سيَرهُم دُون تَردد مِنه ، وهذا أكثر ما يُميز اليَوم ! ~
- خذُ من صدَري ما شِئت حتى يُضيء قلبَك جونقكوك -

~ ولَم يجدِ جونقكوك مَخرجاً من ذلكَ ولا ردَاً على حدِيثه ، و كأن تايهيونق يُصرّ عليه ان يشعُر بشيء لا يَستطيعُ وَصفه بلِغته ..ليُردِف تايهيونق رَاغباً في الإستَماع أكثَر ~
- اخبرِني بالمَزيد -

- تملَكُ قلباً لَم اجدّ احنّ مِنه ، تُقاسم النَاس مُعاناتَهم وكأنَها مُعاناتك ..وعندِما يَشكي لكَ احدهم مُشكلته لا تَكتفي بالإستمَاع ! انت تُبادر ايضاً لإيجادِ حل له ، ذلكَ العطف يتدفّق منكَ دُون توّقف وانتَ تُساعد الآخرين و تأخذُ همومهم حاشراً اياهَا في صدَرك فقَط كَي تراهمُ سَعيدين ..احُب ذلك فِيك تايهيونق فهذا يدّلُ على قَلبك العظيِم و رُوحك المؤثره ..ولكِن -

- ولكِن ؟ -
~ تسَائَل تايهيونق بينما ثِقله لا يزَال على الآخر الذي اجابُه سَريعاً ~
- انُه يَجعلك مُنهكاً ، و تَتحمل مالا تُطيق من احزانِ غيرك دُون ان يُساعدكَ احدَهم ! دُون ان تَتحدّث و تفُرغ مابِك  ..ولكّني واثقُ من انكَ تَملكُ قوة عَظيمه تسَتطيع فيها تَحويل كل حُزن يواجهك إلى طَاقه و دافِع للبقَاء و الوقوف على قَدميك اطَول فترةً مُمكنه ~

~ عانَق تايهيونق ذِراعهُ جيداً و كأن هذاَ الحدَيث كالغيَمة المُمطره على قَلبُه ..كَان يَحتاج لِمثل هذا الحدَيث دائِماً ! لشخصٍ يُخبره كَم هو عظَيمٌ دائِماً ..يُخبره انهُ يملكَ قلباً نَقياً ~
- لما تظَل صامِتاً و انتَ تملكُ هذا الحدَيث ..فقَط تحدّث عن نفسك او عنّي ، عن حزُنك دائماً وعن دُموعك التي تُريد ان تَسقط ولكّنك تَكبحها ، تحدّث عن اصَغر تفاصيلك وعمّا تشعَر ، دَع لسانكَ مُنطلقاً و انطِق بما تُريده ! ..وحتّى كلماتكُ الجميَله عانِقني بِها ، فبَعض الكلمات تملكُ ايادٍ حَنونه -

~ هَمهم جونقكوك بِخفه بَينما يُراقب خُطواته جَيداً ، فتايهيونق يتكئ عليهُ و يخشَى ان يتعثّر ..جَعل خُطواته قَصيره كَي تتماشىَ مع خاصَة الآخر كمَا العادّه ..لا يُريد التقدّم عليه و تَركه و لو قَليلاً في الخَلف ~

~ بَقيا يتجوّلان في المَدينه حتّى غُروب الشَمس ، تناولا الطَعام و الكَعك ايَضاً ، وجدَا حقلاً خَالياً ولَم يبخلا على انفُسهما بالجَري داخلهِ و الضَحك بصَوتٍ مُرتفع ، وفي طَريق عَودتهم اشترا تايهيونق بَعض القهوة سَريعة التحَضير كَون خاصّته قَد نفذت ~

~ وهاهو يَرفعُ يدهُ و انظارهُ للسِماء عندما تَساقطت بلّورات الثلج ليبتسِم بِوسع ~
- انَها تُثلج-

~ لطالماَ احب مُراقبة السَماء وهي تُثلج من نافذِه غُرفته ، كَان ذلكَ يُعطيه انطباعاً مُريحاً و يُساعده على تَصفية افكارِه و اخذَ هُدنه مع الحَياه بعيداً عن ضَجيجها ~

~ عِندما وصلا كَان المنزُل فارِغاً وفي حالٍ جيّد ليومأ تايهيونق برِضاً عن ذلِك ~
- من الغَريب ان المكان مُرتبّ ، لابدُ وانهم خَجلين مِنك -

- اسِف ، فأنت لمَ تبقىَ معهم كَثيراً -
~ اعتذَر جونقكوك وهو يَخلع مِعطفه جانباً و يَقترب من المدِخنه في مُحاولةٍ لهُ في اشَعالها ، لينَفي تايهيونق ~
- دائِما ما ابقَى معهمُ قليلاً ، ثُم انا من طَلبت منكَ الخرُوج ! لا تَعتذر فَقط ..تُريد قَهوتك مُرّه ؟ -

~ اومأ جونقكوك ليقتَرب مِنه مُحضراً اكوَاب القَهوه ، اصبَح يُساعد الآخر كثيراً في الآونِه الأخيرَه بعد ان تعرّف على كُل ركّن في المنزِل ~

~ كَانت الاضاءه مُغلقه ، لا شَيء سِوى تلكَ النوافذ الطَويله و غرُوب الشمَس الذي يتسَللُ مِنها ..اللون البُرتقالي المُحمرّ هو ما كاَن يُعكس في داخِل المنزِل ~

~ انتَهى تايهيونق مِن سَكب القهوه بينمَا يشُعر بالآخر يَقف خلفه.. ليلّتف إليه حاشِراً نَفسهُ بين يداه ويعانِقه بلطُف ، لا سَبب لذلك العِناق و كان بِوقتٍ غرَيب ..ولم يُكن على جونقكوك سِوى مُبادلته و المسَح على طُول ظهَره بِوقعٍ قَوي ~

~ ابتعدَ عنُه تايهيونق بَعد عدّه دقائِق و قد نَاله الرَضى لعدمَ سؤال جُونقكوك عن ذلِك العِناق او سَببه ، هو قدَ عانقهُ بِكل هدُوء متبادلان دِفئِهُما في هذه الليلة المُثلجه ~

~ كَانت لَيله بَسيطه بِرفقة تشَارُكهما للأريِكه و المُلائه ذاتِها ، تَبادلا حَديثاً كَثيرا ، حتّى أن جونقكوك عرَف ما حصَل للآخر بالتفِصيل المُمل ، تايهيونق بالفعِل لم يبَخل عليه بذلك و اجابَ عن كُل تساؤلاتِه ~

~  و جونقكوك لطَالما لازَمهُ هذا السؤُال ، وكأنهُ يستشعُر عُمق ألم الآخر ~
- هل انتَ بخِير مع هذا ؟ -

- لا تَسألني عن حالي جونقكوك فأنا دائِماً بِخير ، مَهما اختلفت حَالتي ستجدُ الإجابه ذَاتها ، انا اتَجاوز كُل شيء لِوحدي ولا اطلبُ المُساعده ابدَاً حتّى لو كُنت في اضَعف حالاتِي ، ولكّنك ستجدُني اشدّ الناس بِجانبك في ابسَط لحظات حاجتِك لي ..ستَلتف وتجَد يدِي على كتفك دائِماً -
~ نَطَقها تايهيونق و يدَه تَجول بعشوائِيه على وَجه جونقكوك واللذي بدُوره قد نَال الإسترخاء مِنه شاعرِاً بالنُعاس بعدَ يومهِم المُهلك~
- ستنَام؟ لتصَعد إلى غُرفتك-

~ نفَى جونقكوك ليضعَ المُلائَه عليهِ جيداً ، سينامُ سرَيعاً و براَحه كَونه هنُا قُرب الآخر ~
- اشعُر بالعجزَ ، سأبقَى هُنا المكَان دافئِ -

~ نَزل تايهيونق من على الأريِكه ليجلسَ على الأرضيه بجانِب رأس جونقكوك الذي مَدد قدَميه في مكان تايهيونق ~

~ عِدة دقائِق من مَسحات تايهيونق على خِصلات شَعره حتّى سَقط نائِماً دون وعيٍ منه ، لا ارقٌ يُسهره ولا تفَكير يشَغل بَاله ! ..بين جَميع تلك الأفكار السَيئه ، كَان تايهيونق الفكِرة الجمَيله التّي يتشبّث بطَرفها كَي ينجو ~

~ وبعدَ ان تأكد ان الآخر قد نامَ بِعُمق ، ارتدّى حِذائُه ليخرُج من المنزَل في هذا الوَقت المُتأخِر ، انهُ يعيدُ لهيئته الأولى رُغماً عنه ..يُريد ان يبَقى في مكانٍ لوحدهِ كَي يستطيِع التَعبير عن حزُنه بعد ان اسُتنزف من تلك المسَرحيه الزائِفه التِي صَنعها امَام جونقكوك ~

~ عَاش حياتهُ وكأنهُ يختبِئ ..لطالمَا تسَلل إلى الطَريق ليُزينّه بالورَد و يحمِل عنُه السجائِر ..كَي يُخدع بِه عندما يحينُ الوقَت للسيَر فيِه ، كَانت هذهِ طَريقته في مُواساةِ نفسه و جعَلها بِخير ~

~ في الثَالثه بعَد مُنتصف الليل استيقَظ جونقكوك بِفزع سَببهُ وقعَ بلّورات الثلج بِعنف على المنزَل و قَد اصدَرت دَوياً قَوياً ..جالتَ عيناهُ في المكانَ بحثاً عن تايهيونق ولَم يَجده ~

~ صعَد إلى الأعلى لربُما يَكون في غُرفته ، ولكّنه وجد بابَها مفتوح و لا اثَر لهُ هناك ..وبعدَ ان فتّش كل زَاوية في المنزِل و فنائَه علَم ان الآخر في الخارج ، لذا امسكَ بهاتِفه ناوياً مُحادثَته ، و لكِن القلقَ انتابَه عندما وجدَ هاتَف تايهيونق يَرن وهو على الأريكه ! هو خرَج بدِونه ~

~ بَقي ينتظُره لنِصف ساعةً اخرُى ولكِنه سَئِم من ذلك ، لما قَد يخرُج تايهيونق الآن؟ ثُم ان جمَيع المتاجرِ مُغلقَه ..لمَ يملكُ خياراً اخر غير ان يبَحث عنهُ في الخارَج ~

~ بدأ يسير بين الارَصفه و عيناهُ تبحَث بَقلق ، بَحث في الجوارِ و تعبَ ولم يجدهُ في ايّ مَكان وكأن الطُرق تَبتلعه ..لذا توقّف عند حَديقه الحَي ليجلسِ على الأرجُوحه بقلبٍ يملئُه الخَوف ~
- اينَ تختبئ تايهيونق ؟ -

~ زفَر انفاسُه بِقلّة حِيله ، ولكّن حدَقه عيناهُ توسّعت ليشَهق بِخفه و ينهَض مُسرعاً إلى تلكَ المزرَعه ، تذكَر ان الآخر قد اخبرهُ بأن ذلك المكَان مخبأهُ كلما شَعر بالحِزن ~

~ كَانت البَوابة الخارِجيه مفتوحه بالفعِل لذا دَخل سَريعاً دونُ تفَكير ، دَخل من بَين تلكَ الشُجيرات ليطُمئن قَلبه بِرؤيه الآخر ، ولكِن ذلكَ لم يحدُث تماماً ~

~ توّقف دُون حِراك عندما رأى الآخر مُتمدداً و قد نَال التورّم من عيناهُ الذابلتين ، شَهقاتٌ خفيفه و مَكتومه تخرُج منِه في تلكَ اللحظه ، شعَر تايهيونق وكأن رُوحه تُسلب من شدّه بُكائِه و ذلكَ مُريح رُغم مرارِة وقَعه ~

~ هو قَد بكى لسِاعاتٍ مُتواصله ولا طَاقه لهُ الآن  ، و عنِدما سَمع صوت جونقكوك هو قدَ عاد إلى البُكاء مُجدداً ليضعَ كلا كَفيه على عيَناه ليُهرع إليه الآخر سَريعاً مُحاولاً مُساعدته على الجلُوس بين يداهَ و لكّنه شَعر بِخفّته ، لا قِوى يملكها لموازَنة نَفسه ~

~ لَم يعرِف بما يبدأ او مَاذا يَقول ، ولكّنه سُرعان ما تسائَل ~
- تايهيونق إهدأ و اخبرِني ما حدَث ، ارجوك توّقف عنَ البُكاء هذا يؤلمني -

- هل هُناك خطبٌ ما بِي جونقكوك؟ هل املكُ نقصاً شَديداً ؟ هل انا غَير صالحٌ للحُب ام ماذَا -
~ كَان هذا ما يشُعر بِه تايهيونق طَوال هذه السِنين بِسبب ما حدَث مع سوويون ، هو قَد تركُه لفظائِع الإحتمَالات و الحيِره ، جعلهُ يظُن بأنه غير كافٍ كَونه تركهُ دون مُبرر ..ولا احدَ يستحّق ان يشُعر بكل هذا ! ~
- اشعُر و كأنَني نجمٌ صَغير قد تَاه في مَجرّه ، انا حَقاً لا اريدُ السُوء لهُما ! انا قدَ تخلَصت من مَشاعري حَقاً ولِكن لِما فَعل كُل هذا بي؟ ..قَد نسيتُ كُل شيء ولكّني اتذكّر تَفاصيل العذَاب والألم بِما فَعلهُ لي ، اشُعر بأنني..-

~ انقبَضت اضلعُ تايهيونق مِن شدّه بُكائِه ليتوّقف عن الحَديث لعلّه يسترجعُ انفاسَه ، ليشعُر بجونقكوك الذيِ يأخذه إلى صِدره و يُحكمِه بين يداهُ قوياً و اردَف من بَعدها ~
- انت كافٍ تايهيونق ، لو اَنهم يرونكَ من عينيّ ! لو انهم فقَط ينظُرون إليك من خَلالي لعرفَوا قِيمتك ، انتَ لستَ نجماً تائِهاً تايهيونق ، انتَ ذلك النَجم الذَي سقط و استقرّ مُطمئناً في سَماء قَلبي ..اسفٌ لأني لم الحظُ كل هذا الحُزن في عينيكَ ! فلطالمَا نظُرت إليها و كُنت اشعُر بأن هناُك مسَاحه صَغيره في هذا العالمَ يُمكن ان يحتويني و يُشعرني بالأمان ..ستنجُو تايهيونق مِن كل هذا الألم ! الامُر يتعلّق بالتخطّي و كُنت مُخطئاً عندما قُلت انكَ تستطيعُ تخطيِ كُل شيء وحَدك ! -

- كُنت مُغفلاً في إختيَاراتي ، كُنت مُندفعاً في حُبه و احبَبته بكل مافيّ و كُنت ساذِجاً كَوني صدقّت كلماته ، ادركُت أنني في كُل مره اسامِحه ُيِعاود ايذائِي بشكلٍ مُتكرر..قَررتُ الإنسحاب من اجِل نَفسي رُغم صُعوبه ذلك ! كُنت وحدِي اواجهُ كل هَذا دُفعةً واحِده و حَقاً لمَ اكُن قادراً على التحمّل جونقكوك ! هل حَقاً استحّق ما حدَث لي؟ ولكّني لستُ سيئِاً إلى هَذا الحدّ ! -

~ لم يَقبل جونقكوك رُؤية الآخر لنَفسه ابداً ! ، عليِه ان لا يُقلل من شأنِ نَفسه من اجِل شخصٍ لم يَعرف قِيمته و لم يراهُ بقلبِه ~
- لن اجدَ شخصاً مِثلك تايهيونق ، انتَ دائماً تحرِص على ان تُزهز الحَياه في قَلبي قبلَ عينيّ ، تجعَل من كُل شيءٍ حولي اكثَر لطُفاً و جمال ، لما تشُعر بأنك غيرُ كافٍ وانا اطَمئن معكَ و بِك ؟ فقَط ابتسامتكُ في وجهَي تجعلني قادِر على إنجاز مَهامُ يومي بِكل حُب ! الدَقيقه التي اضَع بِها عينيّ بخاصّتك تُلملم شِتاتي و تُطمئِن قلقي -

~ بَعدها هو قّد كوّب وجهَ تايهيونق بين يَديه بِكل دِفئ مُمراً إبهامِيه على عَينيه مُزيلاً تلك الدمُوع العالِقه ، ارادَ النظرّ وسطَها ولكّنه لم يستطَع كَونها لا تَبرق ! كَانت مُعتمه بِشكلٍ لم يعَهده ~
- ارجوكَ ، إنني اخافُ عليك من الحِزن ! انا استمّد طاقتيِ منك ..اخشَى ان يُكسر قلبكَ كثيراً كَما اليوم و ابَقى جاهلاً ! ، لا اُريد ان يَشعرُ صدرك بالضيق والا يَكفيك قَلبي لتكُون بخير ..اعدُك بأنك ستَتخطى كُل هذا! اعدُك ان تخرجُ قائماً بينما تظُن بأنك في القَاع ومُحالٌ لك الصَعود ! اعدكُ بأنك سَتخرُج قوياً بينما ظَننت بأنكَ تهالكَت ولا رُوح فيك ! سأضع روحي في روحك ولكِن ابقَى لطِيفاً ، لا تدَع العَالم القاسِي يجعلكُ من عيناكَ فاتِرتان كَما الآن ، لا تسَمح للألم ان يُلوّث قلبك ! عليك ان تشَعر بالفخَر كَونكَ تملك قلباً لا يزالُ نقياً على فِطرته -

~ الصَق جبينهُ بخاصّه الآخر مُغمضاً عيناهُ بِخفه كَمحاولةً في تّهدِئته ، ليبتعِد تايهيونق واضِعاً رأسه على صَدره بِقلّة حيِله ..لينطِق بصوتٍ قد بُحّ لشدّة بُكائه ~
- دَعني ابَقى بِجوف يديكَ قليلاً كَي اتخلّص من فائض الحزُن بداخِلي -

~ لَم يُكونا حَبيبين آنها ..ولكِن بطريقةٍ ما فتحا قلبيَهما لبعضَ بطِريقةً اعمَق بِكثير مِما يَفعل الحَبيبان ~

________________
(لطالمَا تسَلل إلى الطَريق ليُزينّه بالورَد و يحمِل عنُه السجائِر ..كَي يُخدع بِه عندما يحينُ الوقَت للسيَر فيِه )
كَونوا بِخير

Continue Reading

You'll Also Like

54K 3.1K 8
"تبدأ رحلة السفينة الكبيرة وسط البحار حُبٌ مُحرم ينبُت، لمصير الفراق المحتم " 'أراكَ كخيالٌ يطفو وسط احلامي،خيطٌ يتربص وسطي،عشقٌ مُهيب' رواية قصيرة...
7.3M 358K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...