ابن أوديـن

By cursed_writer

86.2K 4.8K 1.4K

انقلبت الموازين، وعلى لوكي الآن أن يواجه العواقب. لكن، هذه المرة...سيواجه عواقب ما لم يقترفه. :الرواية مقتبسة... More

آسغاردا
خَلَـل
جولة ليلية
الرجل النملة
شرارة بيضاء
رؤى
عودة
أول الغيث
قطرات غضب
شعلة باردة
انكسار باهت
ومضة أخيرة

نيفلهايم

7K 386 104
By cursed_writer

«إن الإنسان مهما يمكر لا يستطيع إخفاء جميع الخيوط، هذا أمر مسلم به.»

- فيودور دوستويفسكي

................

يقال أن كل شيء بدأ من هناك، في شماليّ الفراغ العظيم، حيث كان أول فرع لإغدراسيل. شجرة العوالم المقدسة...

نيفلهايم، أرض الظلام والبرودة، حيث بقي نصف الدهاء والخبث والمكر، فيما قُسّم النصف الآخر على بقية العوالم.

كان أبناء الظلام في حداد على سيدهم الذي قُتِل على يد الأسغارديين. ورُغم طبيعتهم الظلامية الموحشة. إلا أنهم خاضعون تمامًا لسلطة فاربوتي منذ مئات السنين. وموته هذا أربكهم وأشعل الغضب في نفوسهم أكثر تجاه أسغاردا وزعيمها.

«مالكيث، توقف عن النحيب والصراخ. لا يمكن أن تكون أنت»
صوت بارد كان ينبعث من إحدى القاعات الحجرية المهيبة داخل قصر ثلجي، وكان صاحب الصوت رجل بشع الوجه بجلد أزرق جليدي، يرتدي خوذة بلون جلده وكأنها لا تنفصل عنه.

عيناه الحمراء الياقوتية تحدق، بتملل، للآخر الذي يرمقه بغضب. وقد كان ذاك الغاضب 'مالكيث' أقصر ويبدو أصغر سنًا وأشد قوة.

تمتم مالكيث ذو الوجه الغاضب بصوت هادر.
«لماذا؟، لقد مات فاربوتي ولا ورثة له. فكيف لا يكون أنا؟. إنني الأجدر بخلافته هيرمثرس!، أنا ولا أحد غيري! »

ضرب 'هيرمثرس' الرداء الأسود للخلف غاضبًا، واقترب منه وقد ازدادت عيناه احمرارًا.

تراجع مالكيث للخلف خطوة، لكن عيناه لم تفارق خاصة الآخر بانزعاج.
«مالكيث، أنت تعرف جيدًا كما أنا أعرف، أنك لست سيد الجليد...إنني أشعر به جيدًا. مازال نسل فاربوتي ممتدًا، وأنت، على حد علمي، لست من نسله»

فتح مالكيث فمه؛ أراد الإعتراض على ماقاله. لكنه كان يعلم جيدًا أنه على حق فيما قاله.

لم يكن يشعر بذاك الوريث؛ فلا أحد يستطيع رؤية مايراه هيرمثرس. لكنه يعلم جيدًا بأمر وجود ابن لفاربوتي، ويعلم أيضًا أنه اختفى منذ ولادته، فكان يظن أنه مات.

أشاح وجهه عنه وسأل بنفاذ صبر.
«وكيف سنصل لذاك الوريث؟!، هل تستطيع تحديد مكانه؟. هل هو في نيڤلهايم حتى؟!»

هز هيرمثرس رأسه بنفي، ورفع رأسه للأعلى.
كانت القاعة مفتوحة، بلا سقف. تطل على الفراغ المعتم دومًا، حتى النجوم ليست ذا تأثير على هذه العتمة.
«لو كان كذلك لعلمت بمكانه. لكن مآله إلى هنا في النهاية، لا تقلق بهذا الشأن. إلى ذلك الحين، يجب أن نتولى السيطرة على بقية الأمور»

................

كان ثور يقف في شرفة جناحه التي تطل على ساحة تدريب المحاربين. يناظر الأفق بصمت وشرود.

الهواء كان يداعب شعره الذي طال مؤخرًا، وذكرياته مع من فقدهم تُداعب رأسه.

جناح والديه قد أُغلِق على ما بداخله كما أغلقت قاعة الڤالهالا على جسديهما، والآن. لا يملك ثور منهما سوى الذكريات التي ستذكره دائمًا بأنهما لم يعودا هنا ليصنعا معه ذكريات جديدة.

كانت القلعة قد عادت لطبيعتها، تقريبًا، بعد إصلاح الأسوار، وعاد السكان لحياتهم المعتادة.

لكن بالنسبة له، لا شيء سيعود لطبيعته؛ خسر الكثير في وقت قصير، ومع الألم المزعج الذي يشعر به في صدره، مازال يفكر إن كان اتخذ القرار الصحيح بإبعاد لوكي عنه!.

«سيدي...»
سمع صوتًا طفوليًا يأتي من خلفه. أغمض عينيه بقوة مبعدًا كل الأفكار التي تسبح داخل رأسه، والتفت ببطء لمصدر الصوت.

«أوْل. اقترِب»
ابتسَم بخفة للطفل الصغير الذي يحدق به، وأشار إليه ليقترب منه.

انصاع الفتى له واقترب بهدوء.

قرفص ثور ليصبح بمستواه، وخلل يده في شعره الأسود الكثيف.
نظر في عينيه الزرقاء كالمحيط، شاعرًا بحنين غريب تجاه هذا الطفل. تمتم بهدوء
«تشبه والدتك كثيرًا. أتعلم أنها كانت من أقرب أصدقائي؟»

أومأ الطفل أول برأسه، ونظر إلى يد الأخير التي قبضت على خاصته الصغيرة.
«أجل، لقد أخبرتني»

اتسعت ابتسامة ثور، ونهض جاذبًا الفتى نحو مقعدين متجاورين على الجانب. جلس على أحدهما وأشار إليه ليجلس.
«وماذا أخبرتك أيضًا؟»

سأل باهتمام، ليجلس أول ويحدق بحجره.
«أخبرتني أنك أيضًا أقوى محارب على الإطلاق، وتستطيع هزيمة الأشرار بضربة واحدة من مطرقتك»
دون أن يشعر، أصبح أول متحمسًا جدًا نحو ما ما يحكيه، وأحس ثور بالرضى لذلك. لقد ماتت سِيف بسبب تلقيها ضربة بدلًا عنه، وبقاء ابنها سعيدًا سيكون أقل شيء يقدمه لها كشكر.

تابع أُولْ.
«لقد كانت أمنيتي دومًا أن أصبح مقاتلًا قويًا وشجاعًا مثلك. لكن هوجون أخبرني بقصة موت أمي...»
عقد ثور حاجبيه حين تحولت نبرة الطفل للحزن. نظر أُولْ إليه بابتسامة بريئة وأردف.
«وأصبحت أتمنى أن أكون مثلها يومًا ما»
ابتسم ثور بفخر وبعثر شعر الصغير بحركة ملاطفة.

«سأكون فخورًا بتدريب مقاتل قوي مثلك كما دربت أمك من قبل.»
قبل جبينه وأرخى ذقنه على رأسه بينما ينظر للأعلى بحزن.
"حقًا؟!. ستدربني بنفسك؟"

استنشق ثور، ثم نهض واضعًا يده على صدره وتمتم بجدية.
«هل سيكذب عليك سيد الرعد أيها المقاتل؟»
ابتسم.
«بالمناسبة، تستطيع مناداتي أبي من الآن فصاعدًا»

لمعت عينا الطفل بسعادة ونسي حزنه لوهلة؛ لقد حصل على والد أخيرًا.
ربما كانت سعادته لتصبح مضاعفة لو كانت أمه ماتزال حية.

هو لم يجرب قط شعور أن يكون بين والدين؛ فهو لم يعرف والده أبدًا. لطالما سأل أمه عن هويته، وكانت دائمًا تلوذ بالصمت.

تمتم بسعادة وخجل.
«حسنًا...أبي»

..............

ميدغارد/ كوكب الأرض/ نيويورك.

قالت چين فوستر التي تجلس مقابل لوكي على طاولة في أحد المقاهي.
«اعلم أننا لسنا أصدقاء، ولن نكون. أنا فقط أريد مساعدتك مقابل مساعدتك لي في عالمكم»

احتضن لوكي كوبه بين يديه، ونظر إليها بابتسامة باردة.
«غريب كيف لهذه المدينة أن تكون بهذا الصغر، حيث ألتقي بكِ بعد بضعة أيام من وجودي على الأرض»

نظرت إليه بتوتر حاولت إخفائه، ابتسم بسخرية وتابع.
«على كلٍ، لا أنكر أنني لست مغرمًا بحياتكم البشرية، لكن لن أجد صعوبة في الإندماج بها»

'لذا إذهبي للجحيم.'
استطاعت چين قراءة مابين السطور. لذا هي زفرت بغضب.

«حسنًا، كما تريد»
وضعت بطاقة على الطاولة.
«إن احتجت شيئًا يمكنك أن تتصل بي، سأكون سعيدة إن فعلت»
أطلق لوكي ضحكة ساخرة وأشاح بصره عنها.

هزت رأسها بيأس وسحبت حقيبتها وخرجت من المقهى.
شيعها بنظراته بينما يشرب من قهوته ببطء، ابتسم فجأة قبل أن ترتفع ضحكاته في المكان تحت أنظار الجميع المستغربة.

لعق شفتيه وتمتم.
«ساذجة جدًا، تحاول خداع سيد المخادعين!»
وضع نقود قهوته على الطاولة وخرج من المكان تاركًا خلفه بطاقة چين، وكوب قهوته غير منتهي.

........

وعلى الجانب الآخر، وقفت أمامه بحلته الحربية، ووشاحه الأحمر الذي يتطاير من خلفه.
«لا أصدق أنني فعلت ذلك ثور، لقد بدوتُ كالحمقاء أمامه»
تكتفت بعبوس، وتمتمت بغضب.

«ويبدو أنه لم يقتنع أصلًا بفكرة لقاءنا مصادفة»
وضع يده الممسكة بالمطرقة خلف ظهره، ويده الأخرى وضعها خلف ظهرها ليقربها منه.

رفعت رأسها لتنظر إليه، لكنه باغتها بقبلة على شفتيها، وهي لم تمانع مطلقًا. إذ أنها طوقت رقبته بذراعيها لتعمق القبلة.

ابتعدا بعد برهة، وابتسمت بخجل.
«تعرفُ دائمًا كيف تراضيني»

ابتسم ثور، ويده امتدت لتلامس خدها برفق، ومالت هي كالقطة نحو الدفء.
«اعتذر عن إحراجكِ مع أخي. لقد كنت أريد التأكد من شيء فقط. آسف»

أغمضت عينيها وقربت وجهها من يده أكثر.
«لا عليك، لست بحاجة للاعتذار... وآسفة لصراخي عليك»
اقترب ليطبع قبلة عميقة على جبينها، ثم أبعد يده عنها لترمقه بإحباط.

ابتسم بتوتر.
«يجب أن أعود»

تأوهت بانزعاج.
«لكننا لم نتحدث»

أعطاها ظهره مبتعدًا عنها بمسافة كافية، ثم التفت إليها.
«تعلمين أن مسئولياتي قد زادت في الفترة الأخيرة، سأعود ريثما تستقر الأوضاع»

تنهدت بإحباط، وسألته.
«أتعدني؟»

حدق بها للحظات قبل أن يجيبها ببطء.
«أعدك»

ثم هتف.
"هايمدال...أعدني"
وما أن انتهى من جملته، حتى سطع ضوء قوي أجبرها على إغماض عينيها والإبتعاد للخلف، وما إن اختفى الضوء حتى أصبحت تحدق بالأثر الذي خلفه ثور وراءه.

ابتسمت بحزن، ووضعت يدها على شفتيها. ثم سارت مبتعدة نحو سيارتها...
...........


يتبع...

Continue Reading

You'll Also Like

253K 6.2K 33
❝ إذا زوَجـتُك لا تُمـتِعُك يا اخَـي ، انا سـأفَعل ❞ بـارك بيـكهيون. أحـببُت اخـي حُـباً مُـحرم قـذراً بِـه مـن الدنـاسَه والنجـاسه والقـذاره كـماً...
203K 5.8K 50
قصص ون شوت منفصله عن بعضها غالبا العلاقات اللي بكتبها هي stony (stevextony) stucky (stevexbucky) stuckony(stevextonyxbucky) tucky (tonyxbucky) ...
52.1K 1.6K 6
"Say somthing ,i'm giving up on you " _ الحقوق للكاتبه
100K 5.1K 11
هنالِكَ جيشٌ منَ الخيُول الّتي تركُض بمعدَتي بلا إتَزان كلّما رأيتكَ تضحك بصوتكَ العَذب ، تمتلُك اشراقاً تفوّقت بهِ على شَمس تكسَاس ، كنتُ اغوصُ في ن...